رواية أحببت كاتبا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سهام صادق

 


رواية أحببت كاتبا الفصل الرابع والعشرون

وعندما بدأت شفتاه تتناغم بحروف أسمها "صفا" ، أفاقه صوت رنين هاتفه فوجد المتصل ماهو الا زوجته الحسناء كمثل أسمها "حسناء " تلك المرأة التي هدمت بحور عشقه لها وجعلت منه مسخاً خائباً ، أهتمامها بأن يصبح لها كيان وفقط قد أنساها كيف تكون زوجه حقيقيه حتي أمومتها قد نسيتها
فجسدها الممشوق كعارضات الازياء ليس الا من أجل عملها في أحدي شركات الأزياء والموضه .. فعاد شريط ذكرياته لخمسة أعوام قد مضت ليتنفس "ياسر" بألم وهو يتذكر كل خيبات الحب التي حصدها من أجل محبوبته التي أنعطف بهم رحلة زواجهم بمطاف الندم
ليقف رنين الهاتف للمره الثالثه ويبدء في رنينه مره أخري
وقبل أن ينطق بكلمة واحده بعدما رفع بهاتفه الي أذنه كي يحادثها، وجدها تخبره بأن رحله ذهابها لفرنسا اليوم
ليغلق الهاتف بيأس دون أن يعيرها بأي اهتمام ، ويحمل هاتفه وحقيبته الجلديه الانيقه التي تحتوي علي حاسوبه
ثم بدء يرتدي نظراته السوداء .. ليسير امام أعين طلابه من الحسنوات دون أن يبلي بشئ
الي أن وقع بأعينه عليها وهي تقف كالتائها ، تتأمل مواعيد حضور مُحاضراتها
...................................................................
أنهي أجتماعه بأرهاق وهو يتابع خطوات مغادرة موظفينه ، ليسمع صوت صديقه الذي اصبح يشاركه بعض الاجتماعات بسبب صفقاتهم سويا
أكرم : مالك ياعامر شكلك مبقاش عجبني
ليبتسم عامر بأرهاق وهي يتذكر زوجته التي أصبحت دائما مكتئبه ومنعزله عنه ، حتي قال : انت لما بتحب تفرح مراتك بتعمل ايه يا أكرم
لتتعالا صوت ضحكات ذلك الصديق اللعوب ، ولكن عندما رأي نظرات صديقه الجاده .. تنهد أخيرا
اكرم: ممكن أخرجها لأي مكان لوحدنا ، او أخدها واسافر لمكان هادي
بس غريبه عامر بقي يهتم بغيره
ليغمض عامر أعينه بضيق ليقول أخيرا : بحب حياه ياسيدي أرتحت
فوقف أكرم مصدوما من أعتراف صديقه أخيرا بذلك الحب الذي أحتل حياته حتي قال : طب وأميره
ليتنهد هو بذكريات ماضيه قائلا : أميره ماضي وانتهي ونسيته من يوم ماأتجوزت حياه يا أكرم
حياه علمتني معني .. أميره فشلت بحبها ليا انها تعلمهوني "السعاده عطاء "
ليتحدث اكرم أخيرا قائلا : طب ليه مطلقتش أميره لحد دلوقتي ، من سبع سنين وهي لسا علي ذمتك !
..................................................................
أصبح عملها الجديد مرهق جداً،ولكن ماكان يرهقها أكثر نظرات مديرها دوماً اليها فهي أصبحت لا تعلم أينظر اليها نظرات سخط ام أعجاب ، لتغلق أوراق عملها وهي منشغله في أبنها الذي أصبح دوما يتسأل عن والده ففي الغرب لا يهتم الاطفال دوما بهذا السؤال ولكن هنا جميعم يسألونه عن والده ومكانته وابنها لا ينطق بسو ما أخبرته هي به
لتنتبه الي صوت أحدي صديقاتها في العمل .. تخبرها بأن مديرهما المصري يريده ، فالشركه رغم انه يمتلكها رجلا سعوديا الا ان أدارتها متروكه لذلك الرجل الذي يماثل عمر زوجها السابق "عامر"
فنهضت أميره من علي كرسي مكتبها بخوف ، خوفا بأن لا يُرحب بها بعد الان في تلك الشركه التي وافقت علي تعينيها لاختبار قدراتها اولا ثم منحها المكانه المطلوبه ..
وبعد عده خطوات كانت تقف خلف سكرتيرته وهو يعطيها بعض التعليمات .. لتغادر تلك السكرتيره وتبقي نظراته متسلطه عليها حتي قال بنبره جامده : ماضيكي مالناش دعوه بيه ، بس حاضرك ومستقبلك اكيد من سمعت الشركه يامدام اميره
لينقبض قلب أميره خوفا ، حتي قال ساخراً : كانت شغلانه حلوه صح ، بتسموها ايه "فتايات ليل"
فسقطت دموعها لا أراديا وهي تتأمل نبرات تهكمه اللاذعه وكادت أن تدافع عن نفسها الا انه نهرها قائلا : أتفضلي علي شغلك !
...................................................................
بدء يستمع الي تفاصيل يوم ذهابها الي الجامعه كما أعتاد منذ شهراً، ولكن هذا اليوم أنتبه الي كل تفاصيل يومها حتي تغيرت معالم وجهه كليا وهو يري أبتسامتها عندما تحدثت عن محاضر مادتها "العبريه" التي تحضر بها رسالتها
ليترك احمد تلك المعلقه التي كان يحتسي بها حساء العدس الذي أصبح تضعه في قائمة طعامهم ، فطالعها بغضب قائلا : مش ملاحظه أن كل الكلام بقي عن دكتور ياسر المحترم
فأبتسمت صفا براحه عندما رأت أن حديث ساره أصبح له مفعولا بداخل زوجها ، ففي كل يوم تثير حنقه وتجعله يستشيط غضبا .. لدرجه أنه أصبح يكسر أي شئ أمامه بعدما كانت برودة مشاعره تغلبه بالصمت .. ولكن تباً فالغيره أصبح لها تأثيرا قوياً عليه
لتقف صفا بلامبالاه قائله : انا خلاص شبعت
فما كان منه سوا أن مدّ بيدهه ليجذبها تجلس ثانية
أحمد : وانتي ليه بتكلمي راجل غريب عنك
لتتسع أبتسامتها وهي تُحرك أحد كتفيها ببرود : عادي دكتور وطالبه عنده هيكون بينهم ايه ، غير أنه بقي لطيف معايا اوي وبيساعدني جامد .. وكمان مصري
وكادت أن تنهض من أمامه ثانية حتي تعالت نبرته الرجوليه قائلا : صفا أنا مبقتش مستحمل ، ضغط الشغل بقي جامد عليا
لتتحول أبتسامتها الي سكون وهي تتفرس معالم وجهه قائله : خلينا نرجع مصر بقي !
...................................................................
وقفت جنه بجانبه وهي تتأمل ضخامة الحفل المدعوين اليها ، والتي ستُختم بها رحلتهم .. فباقية الايام السابقه التي قضتها هنا معه لم تكن الا من نصيب تلك الشقراء الحمقاء أشكي واخيها وصفقاتهم .. وكلما أرادت أن تتكلم كان يُحزمها بجمله واحده : أفتكري ان يوم مارجعت لنفسي ، جيت ليكي وطلبت منك تكوني مراتي بجد ياجنه رفضتي .. بسبب عِندك
ولكن سؤالها الدائم له عن تغيره المفاجئ قد زاد من حده طباعه معها منذ ايام
ليظهر ضعفه لاول مره لها بكل تفاصيل حكايته مع مرام وما انتهي بينهم ولكن لم يخبرها بأمر عقمه المخادع فليس كل الضعف يُحكي
فتنتبه لأشكي القادمه بملابسها العاريه ، حتي اغمضت عيناها متمتمه : ربنا يهديكي ياشيخه ، او يبعتلك جوز يلمك بدل ما اخوكي مش عارف يربيكي كده
ليسمع جاسر همساتها ، فأبتسم بداخله والغضب يتأكله من وقاحة أشكي التي تزوجها يوماً، وقد قرر أن يخبرها بباقي ماضيه دون أن يكشف ضعفه واحتياجه لها أكثر .. فبعد يومان ستنتهي رحلتهم وسيعود الي سابق عهده لا يفرق معه شئ سوا عمله ،وصفقاته التي ستحصل عليها شركته التي ضاعت بسبب صديقه المخادع وزوجته الخائنه
حتي وقفت أشكي بجانبه قائله بحزن : هتوحشني أووي ياجاسر
ولانه يماثلها في الطول بسبب كعبها العالي ، وطولها الفارع أيضا ..فأقتربت من تهمس في أذنيه ثانية قائله : مش عايزه اطلق منك ياجاسر، موافقه اعيش معاك في مصر
ويالها من كارثه قد تذكرها الطلاق لم يتم ..فهو قد تزوجها منذ عاما .. عندما جائت لأتمام أحد صفقاتهم في القاهره وكان لاول مره يتعامل معها.. لتبدء تعاملاتهم برسميه .. ثم أنتهت برغبه عاصفه اراد أن يثبت بها لرجولته بأنه مازال جاسر حتي لو أصبح لا يُنجب .. فتنهد بضيق من ماضيه المخجل فزوجاته قد تعددت حتي من كثرتهما أصبح ينسي من هي علي ذمته الان ومن قد طلقها
ليقع ببصره علي تلك الواقفه بجانبه بحسره ، فهو لن يفرق عن حثالة الرجال شيئًا
وكادت أن تقترب أشكي منه ثانية ، ونظرات جنه تتابعهم بغضب .. حتي أمسك بذراع أشكي يجذبها بعيدا قائلا : انتي أتجننتي ياأشكي ، هما شهرين قضينهما مع بعض وأخوكي مراد كان علي علم بده .. والحكايه أنتهت انتي كنتي طالعه من صدمه طلاقك وانا كنت بنتقم من نفسي بنزواتي ، وسافرتي والموضوع خلص .. انا مش عارف المحامي الزفت ليه مكملش أجرائات الطلاق بدالي
لتقف أشكي مصدومه من رد فعله قائله : انا اللي طلبت من مراد انه يطلب منه ان يوقف أجرائات الطلاق ياجاسر ، انا عايزه أفضل مراتك طول العمر حتي لو انت في بلد وانا في بلد
فطالعها هو بتهكم قائلا وهو يتأملها : أخلي علي ذمتي واحده بالشكل ده .. ده لو كان جوايا شعور واحد أتجاهك زمان يا أشكي دلوقتي كل شئ هينتهي .. صحيح مقولتهاش يوم ما سافرتي وسبت الامور تخلص قانونيا وتاخدي حقك
بس دلوقتي هقولهاك: أنتي طالق طالق يامدام !
وصار ناحيه الاخري التي تطالعه بغضب ، حتي صرخت به قائله : في أيه بينك وبين الست ديه ياجاسر
فجذبها من يدها بقوه قائلا : يلا ياجنه !
تاركا الحفله التي أعدت له خصيصا ، وتاركاً تلك الغائبه في كلمة طلاقه منه .. فتمتمت بغضب قائله : غابيه فاكراه مكنش هيتجوز ، اه اتجوز ونسيكي وانتي مستنيه أنه يجيلك
لتسمع صوت اخاها الساخر قائلا : قولتلك اللعب مع جاسر مش سهل ، انتي كنتي فاكره انك لما تسبيه وتبعدي هيفضل فاكرك .. صاحبي وانا عارفه مافيش أكتر من الستات اللي اتجوزهم وكلهم اخرهم شهور او اسابيع
لتغمض أشكي عيناها بألم مُتذكره ذلك العام الذي قضته بأحدي المصحات لمعالجه الادمان قائله : جاسر طلقني خلاص يامراد ، كان نفسي أرجعه ليا انا حبيته اووي .. انت السبب مقولتلهوش ليه اني كنت بعاني من الادمان وكان لازم أسافر اتعالج .. ليه خليته فاكر اني موافقه علي الطلاق .. انت السبب
ليحاوطها اخاها بأحضانه قائلا : جاسر محبكيش ياأشكي ، لو كان حبك كان سأل السبب في رغبتك بالطلاق بس اول ما قولتله انكم خلاص لازم تنفصله وتتطلقوا قالي مافيش مشكله وقالي المحامي عندي خلص كل الاوراق اللي مابينكم .. حاضرته كان بيحضر لجوازه تانيه .. جاسر كان بينتقم من نفسه بالجواز الكتير .. أنسيه ياأشكي
.................................................................
لم يصدق راجي بأنه اليوم يجلس في بيت والده وهو الان يقف أمامه يرحب به بكرم ،لتأتي أحدي السيدات خلفه مرحبة به بحفاوة قد ظن أنها زوجة ابيه ولكن في النهايه أكتشف بأنها عمته .. ليطالع كل الموجدين منتظراً أن يري أخاه الذي يكبره بشهوراً قليلا حتي قال مُتسائلا : هو فين جاسر!
ليبتسم فاخر بتلاقيه قائلا : جاسر لسا مسافر تركيا ، قدامه يومين كده وهيجي من سافره .. أنا عرضت عليه الصفقه الجديده اللي هتم بينا مع انه أستثمار بعيد عن مجالنا يابشمهندس بس مكسبه حلو برضوه ولا ايه
ليبتسم راجي بأبتسامة هادئه ، فيطالعهم حسن قائلا : انت مهندس ايه ياولدي
فيتأمل جاسر تلك الكلمه ولكن مشاعر الكرهه التي ورثها له خاله مازالت محفوره ليقول : مُهندس تعدين
فأبتسم حسن قائلا : فاخر قالي أنك مش مصري
ليضحك راجي قائلا بعدما ترك فنجان قهوته : انا مصري وصعيدي كمان ، بس جنسيتي أماراتي أهل والدتي من الامارات وعشت كل حياتي هناك بس الواحد بيحن الاصل برضوه ولا ايه
ليبتسم حسن قائلا : امك شكلها ست كويسه ياولدي ، لساتك محتفظ بلهجة بلدك .. فاخر وجاسر وأروي بتي محدش فيهم بيتحدد بالصعيدي واصل .. التعليم والخروج بقي ومعاشره الناس مخلتش ولا بقي في لهجه صعيديه ولا لهجه مصرويه
فتأتي منيره قائله : الغدا جاهز ياحسن ياخويا
فيداعب حسن أخته قائلا : ولا حتي منيره أختي بقيت تتكلم صعيدي
فضحك راجي مجاملة من حديث حسن ، متذكرا اقاويل خاله عنه .. وعن تركه لوالدته بعدما أخذ منها ماأراد وتركها وهو حاملا به لتنجب طفلا يُسجل بأسم خاله وليس والده .. فالحقيقه قد أنكشفت عندما توفي خاله وبقي هو الوريث الوحيد لعائلة النُعيمي !
...................................................................
أردف الي حجرتها كالأعصار قائلا : حفلة ايه اللي معزومه عليها ياصفا هانم
لتقف صفا امام مرأتها متأمله هيئتها المُهندمه قائله : حفله عيد ميلاد ساره
ليظفر أحمد بضيق قائلا : أقطعي علاقتك بساره ديه نهائي ، مش كفايه اللي عملته في رامي
فأقتربت صفا منه قائله ببرود : هي مغلطتش .. صاحبك اللي انسان مريض سابها عشان اعترفتله انها مش عذراء ، الحب عندكم أمتلاك للجسد وبس ولازم بصمتكم الاولي عليه غير كده يبقي خلاص
فتعالت درجات قهره منها الي ان جذبها اليه ليقول لها بصدمه قد ألجمتها : عايزه تعرفي ساره بتقرب من حياتنا ليه
وأمسك بهاتفه ليبدء بضغط أرقام تلك الحمقاء قائلا: هخليكي تعرفي دلوقتي
وضغط علي زر مكبر الصوت ليسمع صوت ساره قائله : بجد يا أحمد خلاص فكرت اننا نتجوز ، صدقت حبي ليك مش الهابله اللي انت متجوزها .. متخافش ياحبيبي هننسي الماضي والحاضر لينا احنا وبس .. أنا بحبك اووي من ساعة مارامي كان بيبعتلي صور ليكم انتوا الاتنين ، الغبي صدق كدبتي وسافر .. انا أصلا ماصدقت اخلص منه وافهمه اني مش بنت !
وكادت أن تكمل تلك الحمقاء باقي حديثها ، حتي سمعت صوت أحدهما يهمس ببكاء
صفا: ليه عملتي فيا كده ، بتقربي مني وتعرفي أسرار حياتي .. عشان تاخدي جوزي
وسقط الهاتف من بين أيديها المرتعشه ليحتضنها هو قائلا : فضلت مستني تفوقي بس للاسف كُنتي معميه بكلامها وشيفاني انا الوحيد عدوك ..
فتشبثت به كالطفله حتي قالت بصوت ضعيف : انت السبب !
...................................................................
نظر الي الطعام الذي ألتهمه في ذلك الوقت المتأخر حتي قال : العشا عندكم تقيل أووي
ليطالعه حسن بود قائلا : الف هنا علي قلبك ياولدي
فيمد راجي بيدهه ليلتقط كوب الماء الذي بجانب حسن وهو يطالع أعين تلك الفضوليه التي لم تكن سوا " نيره " تتجسس عليهم من بعيد ، فظهرت أبتسامته وهو يرتشف من كوب الماء
حتي عادت تختبئ خلف أحد الزوايا التي تطل علي حجرة الضيوف منعا من أن يراها زوج خالتها وفاخر
فلمعت في ذهنه فكره شيطانيه من أجل ترويض تلك الحمقاء التي رغم نضوجها مازالت تحمل عقول الاطفال وتهورهم حتي حمقاتهم الغبيه
وبدء يمسح بأحدي الفوط ايديه ، ليتحرك ذراعيه أمام أعين حسن الذي وقع مصعوقا من تلك الوحمه السوداء التي تظهر علي معصمه مثله ،وظلت نظراته تتحرك عليه الي أن نهض راجي قائلا : ممكن أغسل ايدي يافاخر !
...................................................................
تنهدت بملل وهي تتأمل بعض القنوات التركيه الممله ، وظلت تفكر في أحداث رحلتهم التي لم تثمر سوا ببعض المُناكفات والتعمق في شخصيات بعضهم ، وتراكمت في أعينها دموع الحزن علي خيانة تلك الحمقاء مرام ومافعلته بزوجها ..فتنهدت بألم وهي تُسامحه علي أفعاله المتسلطه فما مر به ليس بالهين
لتتذكر بأن اليوم هو اخر يوم في رحلتهم وانه قد تركها منذ الصباح الباكر لينهي بعض الاعمال اخيرا ، لعودتهم غداً الي أرض الوطن .. فأمسكت بهاتفها لتحادث اروي الحمقاء التي مازال خط هاتفها مشغولا فبالتأكيد تتحدث مع هاشم ومتسطحه علي بطنها تتلاعب بقدميها وهو يبثها بمشاعر الحب ، وعادت تضغط بزر الاتصال ثانية حتي جائها صوت أروي المخمور بكلمات الحب
جنه بدعابه : بفكر أقول لجاسر يجوزكم ونخلص
لتأتيها أبتسامتها أروي الخجوله قائله : مش ديه ناصيحك ياختي ، قولتيلي أهتم بيه وكمان هو حرام ده أحنا كاتبين كتب الكتاب يااخونا
فتأتيها صوت جنه قائله بسعاده: ربنا يسعدك يارورو ، قوليلي نضفتي البيت ولا لاء
فضحكت أروي بقوه قائله : أخدت هنيه وام محمد وروحنا نضفنا البيت ، بس عارفه في الاخر لو ملقتش هديه مُحترمه منك هتشوفي الويل ياجنه
فبادلتها جنه الضحكات قائله : لاء متخافيش الهديه في الحفظ وفي الصون وبكره تشوفي
وأفزعها صوت اروي التي تتابع احد المسلسلات الهنديه قائله : اقفلي أقفلي لاحسن جاسر هيموتنا بسبب فواتير التليفونات الدوليه ، وخليني اسمع الغنوه الهنديه وارقص عليها زيهم
واغلقت أروي الهاتف سريعا دون أن تنتظر الرد ، لتتذكر هي زوجها وافعاله قائلا : عيله مجنونه
وتأملت هاتفها ، وريموت التليفاز الذي امامها قائله : قفلت من غير ما تقولي علي قناه ايه ، وتذكرت حاسوب جاسر الشخصي الذي يتركه بالمنزل لاعماله ومراسلة فاخر وسكرتيرته ، وأردفت الي حجرة نومه المنفصله عنها فوجدته ملقي علي احدي الطاولات الصغيره ، ففتحته وبدأت تُعاين أتصاله بشبكة الانترنت .. وابتسمت بسعاده وهي تبحث علي ذلك المسلسل الذي تتابعه أروي بشغف
لتأتيها أحدي حلقات اليوم ، وظلت تراقب الحلقه بجوده قويه فالأنترنت لم يكن عقيما كما اعتادت عليه في مصر
حتي جاء مقطع تلك الغنوه التي تتراقص عليها البطله ، فوقفت بحماس قائله : امر الساري سهل ان انا أعمله ، وضغطت علي زر سكون الغنوه لتقول : وادي الغنوه اوقفها لحد أما أجهز
ولم تكن تحتاج سوا لأشرب حريري طويل ، وضائلت جسدها قد جعل الإشرب يكفي لرقصتها وانتهت جنه من أعداد هيئتها لتلك الرقصه الهنديه !
.................................................................
أصبحت تمكث مع والدته طيلت الوقت ، حتي أنها أصبحت تتركه طويلا ، فتنهد عامر بحراره وهي يُتابعها تطعم والدته .. فرفعت حياه بوجهها الشاحب قائله : انت جيت أمتا ياعامر
فتزيح ناهد المعلقه من فمها وهي تهتف بسعاده : تعالا ياعامر اكلني
ورغم تعب عمله وأرهاق جسده ، أقترب من والدته التي تحولت لطفله صغيره تتدلل عليه وهو أصبح كالأب لها يحب تدليلها فقد أكتشف ان والدته كانت ضحية لضعف نفسها واهوائها ولكن في النهايه هي والدته والجنه لن تستقبله سوا برضاها وليتنازل عن الكبر الذي قد زرعه بداخل نفسه وسط عالم الثراء والسلطه
فنهضت حياه وهي تطالعهم بسعاده ، وغادرت الغرفه لتتركهم سويا مُتذكره تقصيرها في حقه وأستسلامها للحزن واليأس يتأكل بداخلها فجائت صورة أطفالها في الميتم لتبتسم قائله : لو قولت لعامر يوديني أكيد هيوافق ، اكيد هستمد منهم القوه ..وكمان هما وحشوني اوي
...................................................................
لم تعد تتحمل نظرات أحتقار مديرها الذي قد علم بكل شئ يخصها عن حياتها السابقه ، وماكان يشغل بالها كيف علم بكل ذلك لتحمل أستقالتها بأيد مرتعشه وهي تنوي مغادرة ذلك العمل بأسرع وقت
فرفع "طارق" وجهه الذي لا يظهر عليه البسمه الا قليلا ليقول ببرود : أظن انك شيفاني مشغول !
لتتنحنح أميره حرجا وهي تمد يدها بأستقالتها قائله : اتفضل
وقبل ان يطالع تلك الورقه التي وضعتها أمامه بأيد مرتعشه ووجه شاحب رد عليها متهكما : أظن اننا مش بندلع في الشغل ، وأجازتك مرفوضه
لتنطق أميره بجديه قائله : بس ده مش طلب أجازه ، ديه أستقالتي
لينهض هو فزعاً ، وبدء يطالع تلك الورقه ليقول بجديه : أستقالتك !
وكاد يفقد سيطرته علي نفسه من تلك الحمقاء التي تريد تركه بعدما أخيراً وجدها ليقول ببرود : استقالتك اكيد مقبوله ،لاني مش هقبل ان مراتي تشتغل بعد الجواز
لتعتلي الصدمه وجهها وتطالعه دون فهم قائله : جواز مين
فأقترب هو منها قائلا : انا وانتي .. وياريت تفكري بهدوء وهستني ردك اخر الاسبوع
وعاد الي عمله يتابعه ببرود ، ليتركها وهي مُتخبطه المشاعر... زواج ومن امرأه مازالت في عصمة زوج أخر
فهي لم تظن طيلت السنين الماضيه بأن عامر لم يطلقها الا عندما تقابلت صدفه بأكرم منذ أشهر !
..............................................................
وبدأت رقصتها بسعاده لتقضي علي ملل مكوثها بالمنزل بمفردها ، ثم بدأت تتمايل بجسدها وشعرها يتدفق حولها بمرح كالبطله الهنديه ، فعدم وجوده قد أعطي لها كامل الحريه .. وبدأت تنحني بجسدها وتعود ترفعه بخفه وهي تتابع رقصة البطله مع النغمات .. وعندما بدأت تدور حول نفسها بجسدها
خرجت شهقتها الفازعه وهو تشاهد نظرات أعينه وهو يتفرس جسدها وهيئتها المُغريه .. ليقترب منها جاسر بخطي مخموله من أثر ماشاهده بها حتي قال بصوت هامس : حد يبقي معاه الجمال ده كله ويسيبه !
وبدأ يقترب أكثر وهو يطالع جسدها حتي قالت بأرتجاف : انا .. انا مكنش قصدي بس الاغنيه عجبتني
وتأملت حجرتها بأعين باكيه
جنه : انت بتبصلي كده ليه !
للتتخبط مشاعره في تلك اللحظه ، ويبدء قلبه وعقله في الصراع برغبتهم بها ... حتي حسم قراره أخيرا بأنه لابد أن يوثق زواجه منها بختم أبدي
جاسر : أنتهي اللعب خلاص ياجنه

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-