رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم هدير نور
كان كامل تركيز داغر ينصب على تلك الاوراق التي امامه عندما سمع صوت صراخ داليدا الذي شق سكون المكان من حوله انتفض على الفور ناهضاً بسرعه جعلت مقعده يقع على الارض محدثاً ضجه عاليه لكنه لم يبالي حيث ركض خارجاً من الغرفه وقلبه يعصف بداخله من شدة الخوف و الفزع...
دلف سريعاً إلى الغرفه التي بها زوجته يهتف بانفس لاهثه و الفزع والقلق قد تملكا منه معتقداً بان شئ قد اصابها
=داليدا، في ايه حص...
لكنه توقف بمدخل الباب جامداً في مكانه مبتلعاً باقي جملته عندما رأي امامه ذاك المشهد الذي هز كيانه...
كانت داليدا تجلس في مكانها بينما تمسك بين يديها جهاز التحكم الذي كان على الطاوله التي بجانبها بوقت سابق...
اخذت داليدا تلوح بيدها الممسكه بجهاز التحكم رافعه يديها الاثنين للاعلي و الاسفل محاوله اظاهر له قدرتها على تحريك يديها و هي تنظر اليه بابتسامه يملئها الفرح و السعاده...
حاول داغر ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقه محاولاً السيطره على انفعالاته المتصاعده بداخله قائلاً بصوت مرتجف بعض الشئ هو يشير إلى مكان وقوفه عند مدخل الغرفه
=حاولي تقومي و تعالي هنا ياحبيبتي.
نظرت اليه داليدا باعين متسعه بالخوف و قد اختفت ابتسامتها تهز رأسها برفض
=لا يا داغر مقدرش، هقع...
لكن داغر قاطعها بصرامه محاولاً عدم التأثر بالخوف المرتسم على وجهها هذا فيجب عليه الضغط عليها حتى تتخذ تلك الخطوه بنفسها
=داليدا اقومي اقفي، و حاولي تجيلي هنا...
هزت رأسها برفض وقد بدأت دموعها بالانهمار على خديها
=خايفه...
كان يهم بالاقتراب منها حتى يأخذها بين ذراعيه و اطمئنانها لكنه تراجع مثبتاً قدميه في الارض حتى لا يتحرك نحوها فهذه اهم خطوه زفر قائلاً بصوت جعله صارم قدر الامكان
=داليدا...
اخذت تنظر اليع بعينيها الدامعه عدة لحظات قبل ان تضع ببطئ و تردد قدميها على الارض امسكت يدها بمسند الاريكه تستند عليه وهي تنهض واقفه ببطئ و خوف على قدميها المرتجفه بينما
ضربات قلبها تضرب بجنون داخل صدرها اخفضت عينيها على قدميها تصب كامل اهتمامها عليها عندما استطاعت الوقوف بنجاح لكنها رغم ذلك كانت تستعد لان تخونها قدميها و تسقط للخلف على الاريكه في اي لحظه لكن لصدمتها ظلت واقفه بثبات بمكانها...
كان داغر واقفاً يتابع حركتها تلك و هو يحبس انفاسه داخل صدره بترقب و خوف همس لها يحثها بلطف وهدوء على ان تتحرك من مكانها...
=سيبي الكنبه، و اتحركي لقدام يا حبيبتي...
رفعت داليدا عينيها اليه ليقرأ على الفور مدي خوفها الذي كان لا يقل عن خوفه و رعبه من ان لا تستطع التحرك...
شاهدها بخوف و قد توتر فكيه و هي تأخد اولي خطواتها ببطئ ثم اتبعتها باخري مرتجفه بطيئه ثم تبعتها اخري و اخري...
راقبها باعين متسعه و هي تتجه نحوه بخطوات سريعه مهزوزه بعض الشئ لكنها بالنهايه استطاعت التحرك و المشي إلى حد ما بشكل طبيعي.
لم يستطع الوقوف في مكانه ثابتاً اكثر من ذلك فاندفع نحوها يقابلها في منتصف الطريق يضمها بقوه اليها و هو يغرق وجهها بقبلات سريعه...
انهار جالساً على الارض و هي بين ذراعيه تجلس على ساقه دافنه وجهها بصدره باكيه بصوت منخفض بينما كان لايزال يقبل رأسها و هو يحمد الله على شفائها شدد من احتضانه لها ليظلوا على وضعهم هذا بعض الوقت يستكينوا بين ذراعي بعضهم يتمتعان بدفأ و حنان بعضهم...
لكن زفر داغر بقوه عندما شعر باصابع داليدا تعبث بازرار قميصه تفتحتها ببطئ امسك بيدها هامساً بصوت متحشرج
=بتعملي ايه،؟!
اجابته داليدا بصوت منخفض عابث بينما اصابعها مستمرة بفتح. الازرار
=و لا حاجة...
قاطعها داغر بصوت مختنق حذر
=داليدا.
همست بينما بدأت شفتيها تمر فوق عنقه تقبله بلطف
=نعم...
ابتلع داغر بصعوبه وهو يهمس معترضاً عندما بدأت قبلاتها تصبح اكثر الحاحاً
=مش احنا اتفقنا مش هنعمل حاجه الا لما نطمن عليكي...
هزت رأسها بالايجاب قائله بصوت اجش
=و انا بقيت كويس...
لتكمل وهي تمرر يديها تحيط كتفيه
=مش انا بقيت كويسة...
ابتلع بقوه و هو يتنفس بعمق محاولاً عدم التأثر بلمسات يديها على جسده التي تكاد ان تطيح بعقله
=طيب، هكلم دكتور ميشيل يجي يشوفك و نطمن ع...
قاطعته داليدا رافعه وجهها عن عنقه لتستولي على شفتيه تقبله بشغف غارزة اصابعها بشعره الكث الحريري متنعمه بملمسه الحريري التي حرمت منه طوال فترة مرضها.
حاول داغر دفعها بعيداً محاولاً مقاومتها لكنه لم يعد يستطع الصمود اكثر من ذلك.
زمجر بقوة محيطاً رأسها بيده متولياً زمام الامر من ثم نهض و هو يحملها بين ذراعيه متوجهاً بها نحو غرفتهم و هو لا يزال يقبلها بشغف...
بعد مرور ثلاثه اشهر...
كانت داليدا واقف بمنتصف الغرفه التي تم تحديدها كغرفة لطفلهم القادم بعد شهرين فقد اختاروا تلك الغرفه التي تبعد عن جناحهم بغرفه واحده حتى يصبحوا بجانب طفلهم دائماً مررت داليدا يدها بحنان على بطنها المنتفخه بشكل ملحوظ فقد اصبحت بالشهر السابع، و طفلها ينمو بشكل جيد كما اكد لها الطبيب عندما قاموا باجراء الاشعه ال4d عند بلوغها الشهر الخامس من الحمل حيث طمئنهم على انه لا يوجد تشوهات به...
اتسعت ابتسامتها عندما شعرت بذراعي داغر تحيط بها من الخلف مسنداً ذقنه على رأسها بعد ان قبل عنقها بحنان
=برضو بدأتي من غيري...
استدرات بين ذراعيه لتصبح مواجهه له قائله بلوم
=انت اللي اتأخرت...
اجابها و هو يقبل خدها محاولاً مراضتها
=معلش يا حبيبتي، و الله كان عندي شغل كتير خلصت على طول و جيت...
ليكمل و هو يتأمل غرفة طفلهم التي اصرت داليدا على تجهيزها بنفسها رافضة الاستعانة باي من الخبراء الذين اتي بهم اليها قائله بانها غرفة طفلهم و يجب ان يجهزوها بانفسهم حتى تكون ذات طابع خاص...
هتفت داليدا بحماس و هي تشير بيدها نحو جدران الغرفه التي اصبحت الونها مزيج من الازرق و الابيض بتموجات رائعه
=ايه رأيك،؟
رفع داغر يديها إلى فمه يقبلها برقه
=تحفه يا حبيبتي تسلم ايدك...
ليكمل بلوم وهو يخفض يدها.
=بس برضو مكنش ينفع تشتغلي لوحدك...
احاطت عنقه بذراعيها ترتفع على قدميها التي اصبحت تستطع تحريكها بشكل طبيعي...
=يا حبيبي صحيت بدري و كنت زهقانه فقولت اتسلي فيها...
لتكمل بينما تنزع عنه سترة بدلته
=لسه الرسم تعالي ساعدني يلا...
طبع داغر قبله على رأس انفها و هو ينزع سترته واضعاً اياها جانباً...
لكنه غمغم بشك عندما رأي داليدا تمسك فرشاة للرسم بيدها.
=داليدا، مش هتعرفي ترسمي حرام كل اللي عملتيه يبوظ استني لبكره و هكلم رس...
قاطعته داليدا مبتسمه
=لا هعرف.
ثم بدأت بالرسم بالفرشاه ببراعه و هي تكمل
=انا اصلاً بحب الرسم من زمان، ماما على طول كانت بتشجعني. و خالي بعد ما ماما ماتت كان بيجبلي ادوات رسم جديده كل فتره علشان يشغلني بها عنه و مقرفوش...
اطلقت تنهيده طويله قبل ان تسترد بتفكير
=تعرف يا داغر ساعات بفكر انه كتر خيره برضو...
يعني انه قبل يربي طفله و هو مكنش لسه كمل ال24 سنه كان ممكن يرميني في اي دار ايتام و يرفض يربيني...
ابتلعت باقي جملتها عندما شعرت بيد داغر تجذبها من ذراعها وتديرها نحوه لتراه يتطلع اليها بنظره غريبه
لكنه زفر بعمق قبل ان يتحدث بهدوء.
=داليدا متبقيش طيبه اوي كده، خالك معملش كده لوجه الله اللي اعرفه ان مامتك كان لها مبلغ كبير كنهاية خدمه بعد وفاتها وكان المفروض يبقي ليكي و خالك استلمه لو كان سابك في اي دار ايتام مكنش قدر ياخد المبلغ ده...
التوت شفتي داليدا قائله بصوت يملئه الحسره
=حتي دي طلع ندل فيها...
ابعد داغر باصابعه شعرها إلى خلف اذنها مقبلاً جانب عنقها بحنان
=انسيه، و انسي اي حاجه ممكن تزعلك بعدين هو انا مش مكفيكي ولا ايه...
ليكمل وهو يمرر يده بحنان على انتفاخ بطنها
=و يامن باشا، عايزاه يزعل هو كمان...
تنهدت داليدا وهي تضع يدها فوق يده التي تستريح على بطنها هامسه بصوت حالم مبتهج باسم طفلهم الذي اختاروه سوياً
=يامن...
ابتسمت رافعه نظرها اليه قائله بفرحه
=مش متخيل يا داغر انا مستنياه ازاي، يامن ده هيبقي قلبي، الفرحه اللي هتنور دنيتي...
قطب داغر حاجبيه بوجهها مغمغماً بغضب.
=الله الله يا ست داليدا، بقي سي يامن قلبك، و انا بقي ابقي ايه. خلاص راحت عليا يعني...
ضحكت داليدا وهي تحيط عنقه بذراعيها تشد جسدها اليه و هي تغمغم
=لا طبعاً، ده انت قلبي و روحي و عمري و حياتي كلها...
لتبدأ تمطر وجهه بقبلات رقيقه عندما وجدته لا يزال مقطب الوجه حتى وصلت إلى اذنه قبلتها برفق هامسه بها بصوت دافئ شغوف
=بعشقك، يا دويري باشا...
احاط داغر خصرها بذراعيه يضمها اليه و قد ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق شفتيه عند سماعه كلماتها تلك
قبلها برفق فوق شفتيها و هو يهمس لها بشغف بينما يده تمسد بحنان بطنها المنتفخه كما لو كان يربت على طفله...
=و انا بعشقك و بموت فيكي يا حرم الدويري باشا...
ضحكت داليدا بسعاده مقبله اياه على خده قبل ان تبتعد و تتجه نحو الحائط لتبدا بالرسم عليه بينماوقف داغر بجانبها يساعدها في اي شيئ قد تحتاجه، لكنه هتف بصدمه عندما بدأت الرسمه الخاصه بها تتضح لها حيث بدأت تظهر تظهر ملامحها...
فقد كانت عباره عن اثنين من الفيله احدهما اكبر من الاخر قليلاً كانا بجانب بعضهم البعض رأسهما متشابكه كما لو كانا يتعانقان.
بينما فيل صغير يلهو حولهم.
التفت اليه مبتسمه بسعاده وهي تشير على الفيله ذات الحجم الكبير
=ايه رايك، انا و انت
لتكمل و هي تشير على الفيل الصغير
= يامن...
لم يستطع داغر التحدث حيث اختنقت بداخله الكلمات بحلقه احتضنها بقوه دافناً وجهه بعنقها بينما اخذت هي تمرر يديها على ظهره بحنان و هو يفكر ماذا فعل بحياته حتى يستحق ان تكون تلك الملاك بحياته...
بعد عدة ساعات...
كان داغر جالساً على الفراش و قدمي داليدا فوق ساقيه يدلكها برفق حيث اصبحت قدميها تتورم مؤخراً بسبب تقدم حملها...
كان يفرك برفق اصابعها المتعبه
همست داليدا وهي تمسك بيده
=خلاص يا حبيبي كفايه، بقيت احسن الحمد لله.
ابعد قدميها برفق زاحفاً فوق الفراش مستلقياً بجانبها جاذباً اياها بين ذراعي لتصبح مستلقيه على صدره رفعت داليدا يده إلى فمها تقبلها بحنان شاكره اياه مما جعله يزيد من احتضانه اليها مقبلاً اعلي رأسها بحنان...
ظلوا على حالتهم تلك صامتين حتى صدح صوت رنين هاتف داغر الذي يدل على وصول رساله اليه مد داغر يده يفتح الرساله لكنه ابتسم عندما وجدها رساله من زكي الذي يخبره انه يشعر بالتوتر و لا يستطيع النوم بسبب عقله المنشغل بليلة غد. مما جعل داغر يبتسم فقد كان فرحه بالغد، كتب له ان هذا شعور طبيعي يمر به كل الرجال حتى انه كان قلقاً مثله بيوم زفافه...
اطلق داغر صرخه متألمه ملقياً الهاتف من يده عندما قبضت داليدا على كتفه باسنانها تعضه بقسوه.
حاول دفع رأسها بعيداً لكنها رفضت اطلاق صراح كتفه من بين اسنانها ليقبض على فكها يضغط عليه برفق بيده.
مما جعلها تطلق صراحه بالنهايه.
هتف داغر بحده وهو يفرك اثر عضتها فقد كان معتاد على ذلك منها فكل مره تقوم بعضه تتحجج بان هذا من الوحم الخاص بالحمل، و رغم علمه بكذبها هذا و انها تفعل ذلك لمشاغبته فقط الا انه يتصنع تصديقها
=انتي ايه مفتريه ده على نهاية حملك، هيكون جسمي كله اتشوه...
هتفت داليدا بغضب وهي تضربه في صدره بقبضتها بقسوه
=وحم ايه، يا ابو وحم؟! ده انا هطلع عينك...
لتكمل صارخه بحده غارزه اظافرها في ذراعه تخدشه بها.
=مين اللي بعتلك رساله في نص الليل يا سي داغر، و خلتك تضحك و تبقي منشكح اوي كده كده...
هتفت من بين اسنانها بشراسه وقد اعمتها غيرتها
=طبعاً ليك حق تلعب بديلك، هتبص لواحده زي ليه بجمسمها المكعبر ده لازم عينك تزوغ برا ما انا...
قاطعها داغر هاتفاً بصوت حاد اخرسها على الفور
=داليدا، اعقلي، و افهمي الكلام قبل ما تقوليه، لان شكلك كده اتجننتي على الاخر و بتخرفي...
اخذت داليدا تتطلع اليه باعينها المتسعه عدة لحظات بصمت قبل ان تنفجر باكيه مما جعله يسب بقسوه ضمها اليه يربت بحنان فوق ظهرها فهو يعلم بان سبب كل هذا هرمونات الحمل التي تؤثر عليها اخذ يقبل عنقها بلطف عندما سمعها تهمس معتذره منه...
ظل محتضناً اياها حتى هدئت تماماً ارتفعت برأسها مقبله اثر عضتها له على كتفه بحنان و هي تعتذر عن فعلتها تلك...
احاط خدها بيده و قد انحني عليها مستنداً بجبينه على جبينها يستنشق بشغف انفاسها الحاره
طبع قبله رقيقه على شفتيها وهو يهمس لها
=بذمتك انا عارف ارفع ايدي من عليكي علشان ابص حتى لغيرك...
ليكمل بصوت اجش بي
= و جسمك ايه اللي مكعبر، ده ملبن...
شهقت داليدا بصوت مرتجف باسمه لكنه لم يتركها و انحني مقبلاً اياها بشغف حتى ذابوا بين ذراعي بعضهم البعض...
في الصباح...
تلملمت داليدا في نومها عندما شعرت بشئ ما يزعجها اثناء نومها فتحت عينيها ببطئ مرفرفه اياها بقوه محاوله استيعاب ما يحدث لينير وجهها بابتسامه مشرقه فور ان رأت داغر الذي كان ينحني عليها بالفراش و هو يرتدي بدلة عمله مغرقاً وجهها بقبلات حنونه
همس باذنها فور ان رأها قد استيقظت
=صباح الخير يا حبيبتي...
ابتسمت بينما تطوق عنقه بذراعيها هامسه بصوت اجش من اثر النوم
=صباح النور يا حبيبي...
قبض على خدها باصابعه يقرصه بخفه
=انا نازل رايح الشركه، كلمت صافيه وشويه كده هتجبلك الفطار بتاعك و متنسيش تاخدي حبوب الفيتامين بتاعتك...
اومأت له و هي تتثائب بعمق وتعب فقد كانت ترغب بالنوم لكنها تعلم بانه لن يدعها ان تنام دون ان تتناول طعام افطارها حيث كان يحرص على جعلها تتناول الطعام و ادويتها بانتظام
قبل عنقها قائلاً و قد ادرك مدي حاجتها للنوم
=كلي. بعد كده نامي براحتك...
هزت رأسها قائله بينما تنهض جالسه على الفراش بمقابلته
=لا انا هفطر و هنزل الكوافير اعمل شعري علشان فرح زكي...
قاطعها داغر هاتفاً بحده و قد التمعت عينيه بشراسه مرعبه
=ليه ان شاء الله ناويه تقلعي الحجاب ولا ايه...
ابتسمت مجيبه اياه ببرود
=طيب و فيها ايه ده فرح...
لتكمل وهي تمسك خصلات شعرها تلوح بها امام عينيه المشتعله قاصده استفزازه فهي لا تنوي بالطبع التخلي عن حجابها.
=بعدين بذمتك مش حرام الجمال ده اخبيه...
قاطعها داغر بغضب و هو يقبض على ذراعها بقسوه يهزها بحده صائحاً بشراسه
=جمال ايه و زفت ايه، بلونه اللي شبه جهنم ده...
ليكمل وهو ينتفض واقفاً على قدميه
=ابقي اعمليها يا داليدا علشان يبقي اخر يوم في عمرك...
ثم تركها و اتجه نحو باب الغرفه بخطوات غاضبه لكنها اسرعت خلفه تقبض على ذراعه مانعه اياه من المغادره مما جعله يهتف بغضب و وجه مقتطب حاد.
=ابعدي عني يا داليدا احسنلك، انا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي دلوقتي...
لكنها رفضت تركه و استدارت واقفه امامه في مواجهته تحيط خصره بذراعيه تضم جسدها على جسده المتصلب بغضب.
=يا حبيبي بهزر معاك اكيد مش هقلع الحجاب، انا كنت اقصد علشان اظبط مكياجي و كده و هعمل شعري بالمره ليك هو حد غيرك بيشوفه.
شعرت بجسده يسترخي لكنها اسرعت قائله بغضب
=بعدين انا شعري شبه جهنم يا سي داغر...
ضحك داغر فور تذكره لكلماته اثناء غضبه ليغمغم مازحاً معها
=طيب ما هو فعلاً. شبه جهنم هو انا كدبت...
ضربته داليدا في صدره بقبضتها مما جعلها يضحك لكن صدح رنين هاتفه مقاطعاً اياه اخرجه من جيب سترته ليجيب عليه قائلاً
=ايوه يا منير، لا كلها 10دقايق بالكتير و هبقي عندك خليهم يستنوا...
قبل رأسها بحنان و هو لا يزال يتحدث بالهاتف مشيراً اليها بصمت انه يجب عليه الذهاب لتومأ له برأسها راقبته و هو يغادر الغرفه مسرعاً و هو لايزال يتحدث بالهاتف
هامسه بحده وغيظ بينما تمسك بخصلات شعرها الناريه
=ماشي يا داغر وديني لاوريك...
في المساء...
دلف داغر إلى الجناح الخاص به وهو مرهق يشعر بالتعب بسائر انحاء جسده لكن يومه لم ينتهي يجب عليه ان يستعد لكي يذهب إلى حفل زفاف زكي...
لكنه فور دخوله غرفة النوم تجمد مكانه يتطلع امامه باعين متسعه بالصدمه فور رؤيته لتلك الواقفه امامه.
اقتربت منه داليدا تستدير حول نفسها قائله بسعاده
=ايه رأيك،؟!
خرج داغر من صدمته تلك قابضاً على يدها بقسوه جاذباً اياها اليه وهو يفحص باعين مشتعله بالغضب شعرها الذي قصته حتى اسفل ذقنها بقليل و قد قامت بتغيير لونه إلى اللون الاسود الفحمي
=ايه اللي انتي هببتيه في نفسك ده...
مررت داليدا يدها في شعرها قائله بحنق
=هببتيه،؟! في ايه يا داغر انت مبقاش في حاجه عجباك كل حاجه وحشه مش قولت شعري شبه نار جهنم و مش عجبك قولت اغيره...
قاطعها داغر صائحاً بقسوه.
=انتي مجنونه. و لا عايزه تجنيني معاكي شعرك ايه اللي مكنش عجبني. ما انتي عارفه اني بهزر معاكي...
هتفت داليدا بحده و هي تضع يديها حول خصرها
=يا سلام، و انا اعرف منين انك بتهزر
تراجع داغر للخلف وهو يقبض على يديه بقوه مقاوماً رغبته بخنقها بيديه لكنه لم يستطع السيطره على غضبه اكثر من ذلك اطاح بيده المزهريه الموضوعه فوق الطاوله وهو يطلق لعنه حاده اهتزت لها ارجاء المكان...
اقتربت منه داليدا على الفور تربت على ظهره الذي كان يوليه لها محاوله تهدئته لكنه ابتعد عنها هاتفاً بشراسه
=ابعدي، عني يا داليدا بدل ما اقسم بالله اصورلك الليله جريمه، ابعدي
لكنها استمرت بالتربيت على ظهره مما جعله يلتفت اليها صائحاً بحنق وغضب...
=قولتلك ابع...
لكنه ابتلع باقي جملته عندما رأي شعرها الناري قد عاد مره اخري ينسدل حتى نهاية ظهرها كشلال من الحرير همس بارتباك وهو لا يصدق عينيه اين اختفي ذاك الشعر الاسود القصير
=ايه ده،؟!
رفعت داليدا امام عينيه بروكه سوداء تأرجحها امام عينيها وهي تبتسم قائله بشقاوه
=دي بروكه...
لتكمل وهي ترفع حاجبها قائله بتحدي
=علشان تبقي تحرم تتريق على شعري تاني...
لكنها لم تكن قد اكملت جملتها الا و اندفع داغر نحوها مما جعلها تركض هاربه إلى نهاية الغرفه وهي تضحك بصخب لكنه اسرع بالامساك بها قائلاً بغضب
=ده انتي بتشتغليني بقي...
اومأت له مبتسمه بمرح وهي ترتفع على اطراف قدميها تطبع قبله سريعه على شفتيه.
لتعاود تقبيله مره اخري عندما وجدته لا يزال غاضباً معمقه قبلتها له اكثر و اصابعها تندس بشعره متنعمه بملمسه الحريري...
فصل قبلتهم قائلاً من بين انفاسه اللاهثه.
=عارفه لو كنت اللي عملتيها بجد انا كنت حلقتلك شعرك ده كله وخليتك قرعه، علشان تعرفي ان الله حق
ليكمل وهو يقبض على خصلاات شعرها الحريري بيده
=كله الا شعرك، فاهمه.
انهي جملته دافناً وجهه به يستنشق عبيره و يده تحاوطها بينما يضمها اليه بحنان و شغف...
بعد عدة ساعات...
كان داغر يحتوي جسد داليدا بين ذراعيه يرقصان ببطئ على نغمات الموسيقي الهادئه بساحة الرقص المخصصه بحفل زفاف زكي و ساره زوجته التي تصاحبت عليها داليدا مؤخراً...
مررت داليدا يديها برفق على ظهر داغر العريض قائله بابتسامه مشرقه
=شوفت زكي و ساره فرحوا ازاي بالاجازه اللي ادتها لزكي. شهرين في جزر الكريبي
لتكمل وهي تضع يدها على خده
=حبيبي ابو قلب طيب...
قبل داغر باطن يدها قائلاً.
=معملتش حاجه، و دي اقل حاجه زكي يستاهلها معايا اكتر من 10سنين و عمره ما طلب اجازه يوم لنفسه و تعتبر روحي في ايديه اي حد عايز يوصلي كان زمانه وصلي عن طريق زكي، بس زكي راجل و انا عارف اني اقدر اعتمد عليه و عارف برضر انه وقت الحد هيفديني برقبته، علشان كده انا موصيه عليكي و على يامن لو حصلي اي حاجه ياخد باله منكوا...
وضعت داليدا يدها على فمه تمنعه من تكملة جملته هاتفه بصوت مختنق.
=بعد الشر عليك، ليه كده يا داغر حرام عليك...
دفنت وجهها بصدره تضمه بقوه اليها شاعره بقلبها ينقبض بداخلها فور سماعها كلماته القاسيه هذه...
ضمها هو الاخر اليه مقبلاً اعلي رأسها قائلاً بمرح
=خلاص يا ديدا بلاش دراما احنا في فرح...
ثم اخذ يتحدث معها بلطف ومرح اخراجها من حالة الحزن التي تملكتها تلك لينجح في هذا بصعوبه في نهاية الامر...
في وقت لاحق...
بعد ان قاموا بتوصيل زكي و زوجته إلى المطار قاد داغر سيارتهم بنفسه بينما تتبعه السياره الخاصه بالحرس
لكن في اثناء الطريق تتطلع داغر بالمرأه الجانبيه للسياره لم يجد سيارة الحرس تتبعه ليجد سياره نقل كبيره تعارض سيارة الحرس من العبور ليفهم داغر على الفور بان هناك مكيده قد نصبت لهم امر داليدا الجالسه بجانبه بصوت حاد
= انزلي براسك تحت ومتطلعيش الا لما اقولك.
تطلعت داليدا اليه بارتباك وهي لا تفهمشيئ مما يحدث قائله بخوف
=في ايه يا داغر،؟!
قاطعها داغر بغضب بينما يضع يده على رأسها يخفضه للاسفل
=واطي راسك، قولتلك
اطاعته داليدا سريعاً و قد بدأ قلبها يخفق برعب عندما رأته يزيد من سرعة السياره، راقبته يتحدث في الهاتف بغضب
=انتوا فين يا متولي،؟!
اجابه متولي بصوت مرتفع بينما كان يوجد في الخلفيه صوت لاطلاق اعيره ناريه.
=عربيه نقل وقفت في نص طريقنا وفيها مسلحين نزلوا منها واحنا بنحاول نخلص منهم...
ليكمل صارخاً بصوت
=كمل طريقك يا داغر باشا ومتقفش ده كمين و معمولك...
القي الداغر الهاتف من يده و هو يطلق لعنه حاده بينما يزيد من سرعة قيادته للسياره لكنه اوقفها بقوه عندما ظهرت امامه فجأه سياره نقل ضخمه اغلقت الطريق امامه اخفض عينيه بعجز نحو داليدا التي كانت تبكي برعب و وجها قد شحب بشده.
امسك يدها بيده يقبض عليها بقوه وهو يفمر بانه لا يمكنه ي
جعلهم يلمسوا شعره واحده منها...
تراجع بالسياره إلى الخلف بقوه ينوي الهرب لكن اصطدمت سيارته بسياره اخري كانت تسد الطريق على سيارته. ليعلم وقتها انه لا يوجد مفر امامه من الامر المحتوم انحني على داليدا قائلاً بصرامه
=مهما حصل اياكي تخرجي من العربيه...
امسكت داليدا بيده تتشبث بها بقوه وهي تبكي بهستريه.
=داغر انت رايح فين، لا علشان خاطري متخرجش، هيموتوك
قبل رأسها بحنان محاولاً بث الاطمئنان بها لكن كان هذا اقصي شيئ يستطع فعله لها فليس معه الوقت لكي يهدئها...
اسرع بتناول سلاحه من درج السياره ثم دلف ببطئ من السياره قبل ان يهاجموها و داليدا بداخلها...
اطلق الرصاص سريعاً على رجل قد دلف من السياره التي امامه ليسقط صريعاً في الحال.
ثم بدأ بتبادل اطلاق النيران مع ا اثنين اخريين من المسلحين الذين دلفوا من السياره نجح داغر بقتلهم لكنه استدار على الفور عندما شعر باحدهم خلفه ليجد رجلاً ضخم يقف خلفع مباشرةً
هم داغر ان يطلق عليه النيران لكن نفذت ذخيرة مسدسه فلم يجد امامه الا ان يهجم عليه و يطيح بقدمه مسدسه الذي كان بيده اخذوا يتبادلوا الضربات حتى سقط الرجل ارضاً غارقاً في دماءه...
لكن لم يكتفي داغر بذلك حيث قبع فوقه يسدد له الضربات بوجهه حتى غاب تماماً عن وعيه.
لكن وقع قلبه داخل صدره بفزع فور ان وصل اليه صوت صراخ داليدا ارتفع على قدميه سريعاً متجهاً نحو سيارته ليجد احدي الرجال يحاول انزالها من السياره لينجح بالامر ملقياً اياها بقسوه على الارض...
اندفع داغر نحوهم يهاجم هذا الرجل يسدد له الضربات لكن فجأه شعر بضربه قويه على رأست تأتيه من الخلف...
شعر داغر بالعالم يدور من حوله لكنه حاول التماسك من اجل زوجته التي كانت ملقيه على الارض شاهد باعين زائغه و قد تشوش بصره...
4 من الرجال يتجهون نحوها ليسرع داغر بخطوات متبعثره ملقياً بجسده فوق جسد داليدا محاولاً حمايتها ليشعر بعدها بالضربات تصيب جسده من جميع الاتجاهات لكنه لم يبالي حيث غطي بجسده جسد زوجته يحميها هي و طفله من اي ضربه قد تصيبها توالات الضربات القاسيه على انحاء جسده لكنه رغم ذلك حاول التماسك و فكره تسيطر عليه بانه سيفقد زوجته وطفله اذا استسلم و اغلق عينيه...
لكنه لم يستطع الصمود امام احدي ضرباتهم التي اصابت رأسه حيث كانت القاضيه بالنسبه اليه. لينهار جسده كالجثه الهامده فوق جسد زوجته التي كانت تصرخ باعلي صوت لديها بفزع وخوف عليه عندما رأت دماءه تسيل مغرقه جسدها و الارض من حولهم.