رواية ولادة من جديد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم مجهول

 



رواية ولاده من جديد الفصل الثالث والعشرون بقلم مجهول

ماذا تريدين



شعرت رهف بعدم الارتياح منذ أن حذفت رسالة فايزة على هاتف حسام قبل

بعضة أيام.

وكانت تعلم أن السبب الذي جعل فايزة تخبر حسام من خلال رسالة نصية، أنها

كانت على الأرجح لا تجرؤ على إخبار حسام شخصياً.

كانت رهف مضطربة، وكانت تنوي أن تعزم حسام للخروج في تلك الليلة.

إلا أنه كان لديه عمل إضافي، لذلك لم يتمكن من مغادرة العمل.

ولكن رهف ظلت قلقة، ورافقته إلى العمل، وعندما انتهى من عمله اخذته عنوة

إلى تجمع مع أصدقائها.

مع نهاية الليلة، كان قد أفرط في الشراب لدرجة أنه كاد يفقد وعيه.

وفي حين كان حسام فاقد الوعي اتصلت رهف بفايزة.

أما فايزة، التي انهت المكالمة بعد أن فقدت هدوءها، اصابت رهف بسعادة غير

معلنة.

فمثل رد الفعل هذا من فايزة يوضح أنها بدأت تشعر بخيبة أمل. ربما ستتوقف

عن النبش عن أفكار عندما أخبرها أن حسام يريدها أن تخضع لعملية الاجهاض.

بل ستحصل على مبلغ مني على سبيل التعويض.

لكن رهف لم تجد الشجاعة لطرح الموضوع بنفسها خوفاً من أن يلومها حسام

عندما يكتشف ذلك يوماً ما.

لذلك، طرحت الموضوع ببراءة على أصدقائها على أمل أن يدافعن عنها.

وكما توقعت وافق الأصدقاء على القيام بذلك.

ما لم يكن متوقعاً هو أن تتخلف فايزة فعلياً عن الموعد

كانت رهف تستشيط غضباً: ما الذي تريده بحق الجحيم؟

هل ستقدم حقاً على تهديد حسام بالطفل؟

على الرغم من أنها لا تعتقد أن حسام سيتغير بسبب الطفل، إلا أنها تزل

بحاجة إلى التعامل مع الأمر في أقرب وقت ممكن. الأمان قبل الندم.

وبتفكيرها في ذلك، اقترحت "في الواقع ... يمكننا أن نذهب إليها إن لم تأت

داليال"

لحن من نذهب إليها؟ لماذا يجب أن نفعل ذلك بعد ما فعلته؟"

" أتفق مع :

ذلك، يا رهف لتأتي هذه الساقطة الوقحة إلى هنا."

ابتسمت رهف بحرج: "يجب أن نضع حداً لهذا بأي حال من الأحوال."

وعندما رأت صديقتيها أنها تبتسم عنوة، لم يكن أمامهما خيار غير الاستسلام.

"حسناً، لنذهب ونبحث عنها."

بقيت فايزة في غرفتها بعد عودتها إلى المنزل.

كانت هي الوحيدة في المنزل، حيث أن حسام كان في العمل.

ولم يفت وقت طويل، وبدأ هاتفها يرن.

القت نظرة خاطفة على هاتفها، لترى أن المكالمة من المرأة التي اتصلت بها من

قبل.

راقبت الهاتف في صمت حتى توقفت الرنة، ثم عادت تصدر مرة أخرى بعد

لحظة.

بعد بضع ثوان، رفضت فايزة المكالمة وأدرجت رقم المرأة في القائمة السوداء.

صديقة رهف ها؟ ما العلاقة بينها وبين صديقة رهف؟

ليس لدي وقت أضيعه عليهن.

ما جاء إلى ذهنها كان في الواقع صورة.

مي

في

المستشفى

كانت

فتاة نحيفة وضعيفة، لكنها بدت وكأنها تمتلك قوة لا نهائية عندما

أخبرت والدتها المتسلطة جيشان مشاعرها تجاه الفني الذي تحبه.

مي

بدت وكأنها تعرف نفسها جيداً.

أما أنا .

ربتت فايزة لا إرادياً على بطنها السفلى.

كان لا يزال الوقت مبكراً لتشعر فايزة بأي شيء إلا أنها كانت متأكدة أن أول

شيء شعرت به عندما علمت بحملها كان السعادة وأرادت أن تشارك حسام

الخبر.

وعندما كانت في غرفة الاستشارة، شعرت بوخزة ألم في صدرها في اللحظة

التي أدركت فيها أنها ستخضع لعملية اجهاض.

هذا

ولا يعني سوی أنها كانت تتطلع إلى ولادة طفلها.

حاولت أن تجادل نفسها بالمنطق : ما السبب الذي يدفعني للتخلص منه؟

كان بامكانها الاعتناء بالطفل بمفردها. فقد واجهت ظروفاً صعبة خلال العامين

الماضيين في محاولة للوفاء باحتياجاتها، أما الآن فقد اختلفت الامور. فقد

أمسى لديها الامكانيات لتصبح مسئولة عن طفل.

ولكن ... حياة أسرية مكونة من أحد الوالدين فقط؟

أغلقت عينيها بضعف لا زلت عالقة في ذات الدائرة.

بدأ هاتفها يرن مرة أخرى ولكن هذه المرة كان الاتصال من رقم آخر لا تعرفه.

لم تكن بحاجة للتفكير لتعرف أن هذا كان من صديقة رهف مرة أخرى.

كانت على وشك الضغط على رفض الاتصال، لكنها قرر أن تتلقى المكالمة بدلاً

من ذلك، بعد أن تبادرت بعض الأفكار إلى ذهنها.

بعد أن فتحت المكالمة ساد الصمت بينها وبين الطرف الآخر للمكالمة.

لم يأت صوت رهف إلا بعد دقيقة طويلة من

الصمت.

يا فايزة معك رهف .."

أها، إنها تتحرك بنفسها إذاً، بعد أن فشلت صديقتها . ابتسمت فايزة وقالت:

"نعم ؟ "

" هل لديك وقت لمقابلتي؟" بدت قلقة من أن فايزة قد ترفض طلبها، فقد

أضافت سريعاً: "إذا اعطيتيني عنوانك، يمكنني المرور عليكي ولقاءك

بعد التفكير ملياً، أجابت فايزة وقد ذمت شفتيها: "أنا في المنزل"

ساد الصمت في الطرف الآخر من المكالمة لدقيقة طويلة، قبل أن يأتي صوتها

متأنياً: "م.. ماذا تقصدين؟"

"يمكنك المجيء هنا."

بعد فترة صمت طويلة أخرى من جانب رهف ضغطت فايزة شفتيها معاً مرة

أخرى. أنا متعبة ولا أشعر بالرغبة في الخروج."

ردت رهف بعد برهة: "حسناً، سأتي لرؤيتك"

فجأة، قررت فايزة انهاء المكالمة.

كانت تريد الاحتفاظ بطفلها!

عرفت الآن السبب وراء رغبة رهف في رؤيتها. إن رهف التي ظلت على رغبتها

القدوم على الرغم من أن فايزة قالت أنها في منزل عائلة منصور، لم يكن

وراءها سوى هدف واحد.

لم يمض حتى 15 دقيقة عندما جاء خادم إلى غرفة فايزة ليعلن عن وصول

رهف.

"شكراً."

أخذت فايزة شالاً ونزلت إلى الطابق السفلي.

"إليكي بعض الشاي، يا أنسة عبد الرؤوف"

قدمت الخادمة كوباً من الشاي لرهف. وبينما كانت تشكر الخادمة، رفعت رأسها،

وصادف أن رأت فايزة وهي تنزل الدرج.

كانت فايزة قد فقدت الكثير من وزنها في غضون بضعة أيام فقط. أما الشال

الأبيض والفستان الأزرق السماوي، فقد جعلاها تبدو كأديبة مثقفة.

بدون مكياج، بدت بشرتها فاتحة لدرجة الشفافية. أما اللون الوردي لشفتيها

الشاحبتين، فجعلها تبدو كامرأة مريضة ولكن جميلة.

لم يتطلب الأمر أكثر من نظرة واحدة إليها لتبدأ أصابع رهف في الارتجاف.

أن تبقى امرأة مثلها بجانب حسام ليل نهار ...

كانت لا تزال منغمسة في تأملاتها، عندما أعادها صوت الخادمة التي نادت على

فايزة باسم "سيدة منصور" إلى وعيها.

ثم رأت الخادمة تقدم لفايزة كوباً من الشوكولاتة الساخنة بابتسامة. "لا بد أن

الشوكولاتة الساخنة اليوم لذيذة يا سيدة منصور فدرجة حرارتها مناسبة جداً

أيضاً"

التقطت فايزة ،الفنجان ورشفت رشفة قبل أن تمدح قائلة: "صدقت، إنها لذيذة

جدا"

"شكراً لك على الثناء، يا سيدة منصور. يجب أن أعود إلى عملي الآن"

"حسناً."

بعد أن تلقت الخادمة ثناء من فايزة غادرت بابتسامة مبتهجة ومعها صينية

التقديم في يديها. وبصرف النظر عن تقديم كوباً من الشاي لرهف، لم تهتم

برهف كثيراً بعد ذلك.

لم تتمالك رهف

عدم النظر إلى مقعدهما وملابسهما هي وفايزة.

وعندئذ أدركت الحقيقة.

بالنسبة للجميع، كانت فايزة هي السيدة منصور.

كان من المفترض أن يكون كل هذا لي، أما الآن .

توترت ملامح رهف من فورها.

كنت لأكون السيدة منصور لو لم أغادر البلاد !

ومع انشغال ذهنها بهذه الأفكار ابتسمت ابتسامة مصطنعة وعلقت قائلة: "إن

الخدم يكنون لك الكثير من الاحترام، أليس كذلك؟"

ألقت فايزة نظرة غريبة عليها، وأومأت برأسها عند سماعها ذلك: "نعم، إنهم

أشخاص لطفاء "

كان بعض الخدم العاملين هنا من اختيار فتحي، بينما اختارت فايزة الباقين.

وازدادت ابتسامة رهف المصطنعة توتراً.

"يجب أن اشكرك مقدماً، إذاً."

"تشكرينني؟"

"نعم! على هذا التدريب الجيد للخدم. سيجعل هذا حياتي أسهل في المستقبل"

اهتزت يد فايزة التي كانت تحمل فنجان الشكولاتة الساخنة هزة خفيفة عندما

سمعت تلك الكلمات ثم ارتفع حاجباها الأنيقان ارتفاعاً طفيفاً لا يكاد يذكر.

الفصل الرابع والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-