رواية حياء الفصل الثالث و العشرون بقلم سحر العيون
فتحت عينيها ببط أثر اشعه الشمس على وجهها تداعبها تعلن عن يوم جديد و عن صباح لا أحد يعلم ما يخبه القدر لهما
اعتدلت في جلستها بجسد متعب متثقل تشعر وكأن عظامها مهشمه
أطلقت تاوه متألم و عقلها يحاول استيعاب ما يحدث.... هي الآن في فراشها و غرفتها لكن
ماذا حدث؟؟!
قبل قليل كانت تنتظر ان يطلقها تكورت بجسدها وهي تبكي بهستريه أيعقل ما قالته؟
أيعقل انها اهانة رجولته و كبريائه أمامهم؟!
لم تستطيع كبح دموعها لتهطل وكانها شلال منحدر من أعلى الجبل بسرعه كبيره
لكن فورا ان تعالي صوتها حتى فتحت شرقيه الباب بفزع و دلفت لغرفه حياء
شوقيه بشهقه وهي تضع يديها على صدرها
:عيني عليك يا بنتي اهدي اهدي في ايه
حياء بهستريه:جلال لا يمكن يطلقني هو عارف اني بحبه اكيد مطلقنيش... انا عملت كدا عشان خايفه عليه انا انا لايمكن اجرحه كدا عقلي مش مستوعب ازاي قلت كدا اكيد في حاجه غلط
شوقيه وهي تحتضنها لتخفف عنها
:اهدي يا حبيبتي وبعدين يطلقك ايه دا روحه فيكي و بعدين دا فضل جانبك طول اليومين اللي فاتوا من ساعه ما الدكتوره اديتك الحقنه و انتي نايمه مسبكيش لحظه
حياء بشهقات متقطعه
:حقنه ايه؟ انا مش فاكره حاجه.
شوقيه:اصل انتي تعبتي من يومين و فضلتي تكسري في الاوضه و تقولي طلقني و بعد كدا اغمى عليكي و جابولك الدكتوره وهي قالت انك عندك انهيار عصبي و ادتك حقنه ومن وقتها انتي نايمه و سي جلال فضل جانبك طول اليومين دول بس عيني عليكي حرارتك كانت بترتفع و بتخرفي وانتي نايمه بكلام غريب
لكن مسبكيش لحظه وفضل جانبك هو وشهد لكن بقى في واحد جاله من الوكاله فضطرا ينزل الشغل من شويه و شهد عندها محاضره ف قالتلي اجي افضل جانبك و اروق البيت رغم ان سي جلال كان رافض انه ينزل و بيقول انك مش بتحبي حد يدخل اوضتك وانتي نايمه
حياء كانت حاسه بصداع شديد وهي بتحاول تجمع الاحداث ببعضها
:يعني انا منزلتش الشقه تحت و لا كلمت الحج سليمان ولا اتخانقت مع جلال.....
شوقيه بابتسامه :
خناق ايه يا ست حياء هو في زيك انتي و سي جلال الواحد مش بيسمع ليكم صوت ربنا يهدي سركم و بعدين انتي من وقت ما الدكتوره جيت وانتي نايمه.....
حياء بدموع فرح:يعني دا كان كابوس انا عايزه اشوف جلال
شوقيه:بس هو في الوكاله....
حياء بسرعه:لازم اروحله
شوقيه:تحبي اساعدك في حاجه...
حياء :لالا ممكن تنزلي يا شوقيه انا متشكره جدا خالص انا بقيت كويسه اوي ياله انزلي متخافيش
شوقيه:متأكده؟
حياء:ايوه طبعا المهم ياله انزلي....
شوقيه خرجت من البيت و حياء قامت بسرعه ووقفت أدام المرايه
حياء بعتاب لنفسها:
معقول هان عليك تجرحيه يا حياء حتى لو في أحلامك معقول تكوني قليله الأصل لا لا دا كابوس واللي في الكابوس دي مش انا
كوني شجاعه لمره واحده وقوليله الحقيقه قوليله انك بتعشقيه حتى لو هم مش موافقين على علاقتنا حتى لو خايفه من زياد
بلاش تكوني نسخه من امك و تهربي من خوفك بمصيبه
امك غلطت وانتي اللي اتحملتي نتيجه الغلطه دي يمكن لو ماما وثقت في بابا شويه و فضلت معه كنتي انتي كمان هتتربي في بيت هادي بدون مشاكل
لو عملتي اي حركه غباء ممكن تخسري جلال ممكن تسببه اه هيكون كويس كجسد لكن روحه هتدمريها و دا الأسوء انه يعيش بلا روح
يمكن يحاول ينساكي لكن هيفضل فاكر الجرح اللي هسيبه في قلبه
مش هقدر اجرحه كدا لا و لا هقدر اعيش من غيره لكن على الاقل بلاش غباء لو مكتوب لحد فينا انه يبعد عن التاني ف انا عمري ما هبدا كفايه فوقي يا حياء و ارجعي للواقع ارجعي لجوزك ولبيتك ارجعي نوري حياتكم
ابتسمت وهي بتحمد ربنا انه مجرد كابوس مخيف تجسيد لافكارها لكن احيانا الكوابيس بتكون تنبيه لينا من أخطاء ممكن نعملها
بعد شويه خرجت وهي بتنشف شعرها في الوقت دا موبايلها رن وكان زياد
حياء:هابي بلوك....
قالتها وهي بتعمل بلوك لزياد و بترمي الموبيل على السرير بلا مباله
غيرت هدومها لايسدال و راحت تصلي وهي حاسه بالراحه و السلام الداخلي
بعد نص ساعه
قفلت باب الشقه بالمفتاح بتحطه في شنطتها كانت جميله كعادتها لكن مشرقه عندها رغبه قويه في انها تكون معه ايا يكن العواقب
عندها رغبه انها تفضل رافعه راسه و متجرحوش بكلمه توجعه
نزلت و راحت الوكاله كانت متوتره لكن واثقه في حبها له و ان حبها مفروض يكون قوة مش ضعف
دخلت الوكاله لأول مره تدخلها كانت حاسه ب ابوها كأنه لسه عايش و موجود كان في صوره كبيره ليه في الوكاله
فضلت واقفه أدام صوره و غصب عنها دموعها نزلت
شاب :افندم يا هانم
حياء وهي بتمسح دموعها:جلال موجود انا حياء الهلالي
سيف:الاستاذ جلال في مكتبه هو حضرتك بنت الحج شريف و مرات الاستاذ جلال صح انا سيف كنت دراع الحج اليمين و حضرت فرح حضرتك على الاستاذ جلال اهلا يا هانم اتفضلي معايا اخدك لمكتبه
حياء مشيت معه لحد ما وقف أدام مكتب جلال خبط وجلال سمحله يدخل وهو بيرن على تليفون البيت عشان يطمن عليها لكن محدش بيرد
سيف :اتفضلي
حياء :شكرا
جلال سمع صوتها رفع راسه شافها واقفه عند الباب
قام بسرعه وهو مش مصدق انها ادامه بدون لحظه تفكير حضنها بقوه
سيف بحرج :طب بالاذن انا....
خرج وقفل الباب وراه
جلال بهمس و سعاده
"معقوله انتي هنا ومعايا... وحشتيني اوي يا حياء"
حياء بابتسامة وهي بتدخل لحضنه و بتغمض عنيها باطمئنان
"بحبك بحبك اوي يا ابن الشهاوي وقلبي لو دق في حياتي فهو دق عشانك انت...."
جلال بعد عنها و ابتسم وهو بيرفع وشها له
"تعبتي قلبي معاكي و جننتيني شويه تطلبي الطلاق و شويه بحبك لازم افهم فيه ايه بالظبط"
حياء ببتقرب خطوه و بتمسك ايديه بقوة برفعها طبعت قبله حنونه على كف ايديه
:مهما حصل وايا يكن اعرف اني بحبك و ان عمري ما حبيت حد ادك و وعد عليا تفضل طول عمرك في قلبي و منفترقش اوعدك عمري ما هخبي عليك حاجه تانيه و عشان كدا لازم نتكلم في حاجات كتير لازم تعرفها لان الحمل تقيل عليا و بدون ما احكيلك احتمال كبير اخسرك وانا مش عايزه اخسرك مش عايزاه اكون نسخه تانيه من شغف الحسيني "
جلال بابتسامه هاديه
" اخيرا يا حياء اخيرا.... اخيرا فهمتي معنى الحياة بعد كل الوقت دا
متعرفش النهارده بس انا فخور بيك و دلوقتي يا بنت الحلال اقدر اقولك بقينا واحد "
حياء بحزن
" كل دا و كنت شايف اننا مش واحد "
جلال ابتسم وهو بيرجع شعرها لورا
" شوفي يا حياء الجواز مش مجرد حب او واحد و واحده
قبل دا قلتلك الجواز شركه كبيره بياسسها اتنين عايزين يكملوا حياتهم سوا.... راس المال لكل شريك بيندمج في المشاريع الخاصه بالشركه و بيكونوا واحد اسم واحده و كيان واحد"
حياء
" وبالنسبه ليك ك اتنين اتجوزوا ايه اهم من الحب عشان العلاقه تنجح"
جلال بجديه وهو بيحط ايديه في جيب البنطلون و بيقف بثقه
" الحب شي مهم جدا على فكره بس ياما بيوت نجحت بدون حب يمكن بالموده والعشره و الصراحه الثقه
الأهم من الحب الصراحه عارفه في علم النفس بيقولوا ايه عن الصمت في اي علاقه"
حياء" ايه؟"
جلال
" عندما نلجأ الي الصمت فهذا يعني اننا منشغلون بمراسم دفن بعض المشاعر بداخلنا.....
عشان كدا النهارده فعلا يمكن نبقى واحد لو حكيتي كل اللي عيونك مخبيه و اللي انتي خايفه تقوليه مش عايزك تكوني ضعيفه خليكي واثقه ان حبك ليا قوه مش ضعف "
ابتسمت وهي بتبطبع بوسه على خده بتلمس دقنه بسعاده
" خلينا نخرج نتكلم برا "
جلال وهو بياخد المفاتيح
" وهو كذلك ياله بينا "
خرجوا الاتنين و كانوا بيتمشوا على البحر و هما شايفين المراكب من بعيد
حياء وهي بتبصله بسرعه
:شفت نفس المنظر دا قبل جوازنا يوم ما روحت الشادر مع بابا وقتها كنت قاعده على المرسا و المراكب كانت جايه
جلال :المراكب دي ياستي بتاع الصيادين بعد ما يصتادوا بيرجعوا المرسا و كل واحد و رزقه و نصيبه من البحر"
حياء وهي بتقعد على صخره وبتبص للبحر
:تعرف اسكندريه جميله اوي عمري ما كنت اتخيل انها بالجمال دا
فيها ريحه جميله نقيه بالرغم اي حاجه وحشه لكن عمري ما تخيلت اني هحبها كدا
يمكن فيها البساطه ريحه البحر فيها القلوب الصافيه و النفوس الخبيثه
عارف لما ببص للمراكب و لحلقات السمك و المدارس الكليات حتى الموصلات الشركات كل حاجه ليها ريحه واحساس مختلف عن أي مكان في العالم "
جلال :فعلا مميزه انا بحبها جدا بس الصراحه بعشق السويس
عندي صحابي هناك تعرفي انا كان جايلي هندسه بترول في السويس لكن دخلت تجاره هنا في اسكندريه
حياء بصدمه:نعم هندسه بترول؟ غريبه طب ليه مدخلتش هندسه هنا أو أي كليه كبيره
جلال وهو مركز مع حركه الموج
" فعلا غريبه تعرفي الحج شريف الله يرحمه جابلي مهندس لحد البيت يقنعني اني ادخل هندسه او حاسبات او اقدم فعلا في السويس في هندسه بترول
لكن من وانا صغير كنت متأكد اني هكون حد مهم في اي مكان ادخله و الصراحه من حبي لابوكي كان نفسي اكون زيه انا كان عندي ستاشر سنه لما نزلت الوكاله بتاعته اشتغل معه كنت بشوفه رمز الهمه والدك اه كان غني و عيلتك غنيه لكن مش زي دلوقتي كانوا مش معروفين اوي لكن الحج شريف قدر يكبر شغله لحد ما بقى تحت ايديه نص اسكندريه تقريبا
كنت كل يوم بشوفه ازاي ناجح بالرغم انه مش خريج هندسه كان شاب عادي في كليه عاديه مش زي ما الناس بيسموها قمه
استغربوا لما لقوني سجلت الرغبات كليه تجاره اول كليه
لان كنت التالت ثانويه عامه بس كان عندي شغف بالتجاره والاقتصاد عامتا
دخلت الكليه قضيت اربع سنين فيها كل سنه الأول جالي اني اكون دكتور في الجامعه
لكن مكنتش حاسس ان دا جلال الشهاوي انا مش هكون في مكان زي دا
كنت متأكد اني ابن سوق اشتغلت كتير اوي مع ابوكي وهو اللي ساعدني اشتري اول محل للقماش ابوكي عمره ما اشتغل في القماش طول عمره في شوادر السمك والتصدير سندني اني اشتري المحل من خمس سنين كان عندي خمسه وعشرين سنه كبرت المحل لوكاله و اشتريت كم مطعم و كافيهات على الطريق العام عشان اللي جايين على سفر اسكندريه تستقبلهم
تعبت اوي يا حياء كنت لسه مراهق وقتها مكنتش بفكر زي صحابي و لا عمري فكرت في الحب بس سبحان الله حياتي اتغيرت من يوم ما قبلتكِ
عارفه انا بشوفك ازاي؟ "
حياء كانت بتبصله بابتسامه كانها لسه بتكتشفه
" ازاي؟ "
جلال" ورده بريه أنقى انواع الورد
عارف انك مش أجمل بنت في العالم
و يمكن مش اذكي واحده لكن بالرغم ايا حاجه حافظتي على نفسك
عشتي حياتك بدون ابوكي في بلد غريبه لكن عمرك ماسلمتي قلبك لحد و لا بعتي نفسك بالرخيص
انتي اجمل و أنقى ورده في بستان قلبي
حياء بغيره
" اه بستان قلتلي شكلك عايز تقلبها نكد هو شكله بستان كبير و فيه مين تاني ياسي جلال"
جلال بضحك
"اقسم بالله الستات بيدور علي اي مصيبه عشان يتخانقوا بس ياستي انتي الوحيده اللي فيه و عمره ما هيترزع فيه ورده تانيه ابدا غير ورده واحده بس لو ربنا اذن"
حياء باستغراب:
" اي ورده؟ "
جلال بتنهيده
" حته منك ومني "
حياء بابتسامة وحست انه بيجي نبضها من ناحيه الخلفه:
" ان شاء الله يا حبيبي و بعدين انا عندي مبدأ
ربك دايما بيعوضنا و انت عوضي عن الدنيا و مش عايزه حاجه منها غيرك انت عندي بالكل "
جلال:
" ماشي ياستي قوليلي بقى مخبيه ايه؟
حياء بتوتر
" عشان تعرف الحقيقه لازم احكيلك من الاول
جلال قبل ايه حاجه والله العظيم انا بحبك وعمري ما سمحت لأي شخص على وش الأرض انه يقربلي"
ضيق عينيه باستغراب
"المقدمه دي مش مريحه... فيه ايه؟"
حياء
"زياد الرفاعي"
جلال بحده
"ماله؟"
حياء بخوف من رده فعله
"انا خبيت عليك حاجه حصلت زمان
زياد بعد ما رفضت اتحوزه حاول... حاول يعت"دي عليه لكن انا ضر"بته بسك"ينة في جانبه لكن مكنتش بقوه وقتها هددته اني همو"ت نفسي لو حاول يقربلي خاف فمشي من البيت وقتها ماما كانت برا لما رجعت وحكتلها اللي حصل قررت تبيع البيت وسيبنا تروا و جينا مصر "
جلال كان بيضغط على ايديه و بيحاول يهدي نفسه قبل ما يتهور عليها هي
وبحده وغضب
" وليه محكتليش و عشان كدا هو رجع مصر عشانك؟"
حياء هزت راسها بايجاب و خوف
" هو هو... هو اللي ضر"ب علينا نا"ر في الساحل و كان قاصدك و لما... لما كنا في المستشفى قابلني و هددني لو مطلبتش منك الطلاق في خلال تلات اسابيع هيقت"لك.... و كل يوم يبعتلي تهديد عشان كدا طول الأسبوعين كنت بتعامل معاك بتوتر و جفاف و عشان كدا طلبت الطلاق و الانهيار دا من خوفي عليك
جلال بغضب وهو بيجذبها من دراعها بعنف ليه
" ومحكتليش ليه ولا مش متجوز راجل عشان تخبي عليا كل دا و ابن الكل... دا كمان هو السبب في اللي حصلك ليه محكتليش"
حياء ببراءه
"كنت خايفه عليك مكنتش عايزه اخسرك فاضل تلات ايام من المده اللي حددها خايفه يا جلال خايفه اوي"
جلال
"ايه فاكره اني مش هقدر احميكي منه عشان تخبي"
حياء بغضب" انا مش خايفه على نفسي انا بخاف عليك انت انا متأكده ان زياد عنده ميت مجر"م ممكن يعملوا فيك اي حاجه و ساعتها هيخسرك و انا مش مستعده والله العظيم مش مستعده اخسر عمري بعدك"
جلال
"وانا مش عيل يا حياء و زياد دا جبان و خبيث يبعت حد يعمل العمله و هو بيعد بس انا مش كدا... لو كنتي حكتيلي من الاول مكناش هنوصل للمرحله دي
حياء:خفت عليك انا يمكن غلط بس انا خايفه فعلا عليك معنديش غيرك ولا اهم منك
جلال بهدوء
"و انا مش صغير عشان معرفش احميكي واحمي نفسي ولا انا ناقص عشان مجبش حق مراتي من حيوان زي دا"
حياء كانت هاتكلم لكن قاطعها رنة موبيله
جلال :الوا ايوه يا شهد
شهد بفزع
"الحقني يا جلال البوليس هنا و عايزين يقبضَوا على ماما وايوب الحقني بسرعه"
جلال اخد نفس عميق وهو بيبص للبحر هو اللي سلم امه البوليس قام و مسك ايد حياء بدون ما يتكلم واخدها و رجع البيت
حياء كانت داخله المنطقه لكن استغربت البوكس و العساكر واقفين عند مدخل بيت الهلالي
حياء بفزع:فيه ايه؟
جلال بهدوء:وقت الحساب المتاجل حق اللي راح لازم يرجعله وانا بأيدي اللي هحبس اخويا و ايتم ولاده انا بأيدي اللي هحبس امي
اتحطيت في موازنه بين العاطفه والضمير وللأسف ضميري مرداش يسكت عن الحق
حق الراجل اللي رباني تسعه وعشرين سنه
حقك انتي في ورث ابوكي مقدرتش اسكت
حياء :انت بتقول ايه؟ حق راجل مين ابويا؟!
سابت ايديه وهي بتجري وبتدخل البيت طلعت شقه الحج شريف
لكن وقفت وهي بتبص لنواره اللي بتصرخ
"انا مقت"لتوش دا كدب مش انا اللي قت"لته مش انا....."
الظابط
"الادله كلها بتدينك انتي وابنك أيوب سعد الصاوي امشي معايا بالذوق احسنلك
شهد بدموع و قهر
" ماما معملتش كدا سيبها حرام عليك هي لايمكن تيتم بنتها بايديها سيبها
ماما قولي حاجه انتي مقت"لتوش بابا صح"
جلال دخل البيت بص لحياء اللي واقفه مش مستوعبه اللي بيحصل و لشهد المنهاره
راح ناحيه شهد ومسك ايديها بعدها عن نواره وبصوت موجوع
" اتفضل يا حضره الظابط خدهم"
نواره بصت لجلال و دموعها اتكومت في عنيها
"انت يا جلال انت يا ابن بطني.... ليه يا ابني انا عملت كدا عشانك انت واختك ليه"
جلال بحزن
" و ما ربك بظلام للعبيد" َانتي قت"لتي نفس بدون ذنب عشان الطمع و الفلوس شريف الله يرحمه عملك ايه لدا كله
ايه غلطته انه كان بيحب مراته و بنته ايه ذنبه لما بعدتيه عن مراته و فرقتهم كل دا عشان ترضى غرورك
لحد النهارده بتطعني في نسب مراتي
ذنبها ايه عشان تقولي عليها بنت حر"ام
للأسف انتي السبب و جيه وقت حسابك مش هسيبك وهقوملك محامي لكن حق اللي مات بدون ذنب لازم يرجع"
أيوب بهستريه
"كل دا عشان ترجع فلوسك تبقى غبي يا جلال طول عمرك شايف نفسك احسن مني لا انا الأحسن انا الاحسن
وعشان كدا مش هتاخد فلوس اصل نسيت اقولك انا كنت منتظر اي لحظه غدر منك بعد ما شفت صورك مع الهام و هي واقفه معاك وقتها اتأكد انك هتعمل اي حاجه عشان ترجع فلوسك لكن مش هنولهالك كل الفلوس بتاعتك انا كتبتها باسم واحد انت متعرفوش وهو اللي هياخد كل حاجه لحد ما اخرج اه ما انا هخرج مش هقعد في السجن كتيير"
جلال بحسره
" الفلوس عمتك يا أيوب نسيتك ان اللي بينا د"م و نسيتك اني اخوك الصغير اخوك الصغير
بس متقلقش انا مش غبي اوي كدا تحب تعرف انا عملت ايه.؟"
اول حاجه حطيت نعيمه في طريقك البت نعيمه عارفها مراتك التانيه دي بت جدعه انا اعرفها من بعد ما جوزها الأول مات كانت شغاله في الشادر و لما جوزها مات حصل حريق في بيتها و مبقتش عارفه تروح فين جيتلي وانا حبتلها شقه تقعد فيها و اول ما عرفت ان اخويا وامي اخدوا فلوسي جتلي و قالتلي انا معاك في ايه حاجه ر"قبتي سداده يا سي جلال الغريبه جيت تقف معايا
قالتلي انك بتحاول تقرب منها و انها مهما طلبت هتوافق بعد تفكير خليتها تلعب عليك لحد ما وفقت انها تكون معاك بس بشرط انا اللي حطيته انك تتحوزها و انت روحت اتجوزت على مراتك انا بس اخدت صوره من عقد الجواز و خليت حد مجهول يبعتله لالهام
وهي جيتي وفي ايديها حبل المنش"قه وهو الفيديو اللي اعترفت فيه انك السبب في حادثه شريف
بس طبعا دا مش بإذن نيابه فمش هيكون ليه قيمه
اقولك التقيله بقي زيدان البنهاوي
أيوب بصدمه" انت تعرف زيدان منين"
جلال"
زيدان البنهاوي صاحب عمري من ايام ابتدائي لكن بقى هو سافر مطروح
بعد اللي انت عملته كلمت جمال وقولتله عايز حد مجدع وابن بلد و ميكنش معروف اقترح عليا زيدان
كلمته وهو جيه فورا
بعد اللي ما سرقت فلوسي بأسبوع واحد اتعرضت لحادثه و كان في بل"طجبه هيقت"لوك لولا زيدان هو اللي انقذك وطبعا اتصاب
دا كله كان فيلم و زيدان و الرجاله دي تبعي
زيدان فضل معاك لحد ما انت بقيت تثق فيه اوي و هو ابن بلد و عرف يسبك الدور بقى ياخدك لأماكن شمال عارف انك بتحبها وقتها انت عشان طماع قربته منك اكتر و بقيت واثق فيه لأنك شايف انك شبه
وفي مره وانت في القاعده بتاعتكم قولتله الحقيقه بما انه شقيقيك مش كنت بتقوله كدا برضو ياشقيق
اهو بقى كان بيسجلك
أيوب بصدمه
"انت انت عملت كل دا... انت كداب...
جلال بابتسامه
" تو انا مش كداب استنى لسه اكملك الحكايه
لما الهام جيتلي عشان تبيعك انا خليت حد يصورنا انا وهي سوا و بعتلك الصور
وقتها كنت متأكد ان اول حاجه تخطر في بالك مش انك تهرب لا انا كنت واثق انك عايز تفضل دايما حاسس انك واخد مني حاجه و طبعا هتكتب الفلوس باسم حد ان واثق فيه و كتبت كل الفلوس باسم زيدان وعملته توكيل و هو اتنازل ليا عن حقي
عارف يا أيوب كل ما ابص لك افتكر قصه قابيل وهابيل
ربنا خلقنا بنعيش نفس القصص عشان تتعلم منها و دي من حكمه ربنا عليا
(و اتقوا يوما ترجعونا فيه الي الله)
انا بس عايز اقولك اعتبر ان السجن فرصه اخيره لك راجع وحاسب نفسك اخطاك كتير يا ابن امي و انا كمان محتاج افكر وارجع أحاسب نفسي كلنا محتاجين نراجع نفسنا قبل ما المو"ت يجي بدون ما نحس"
أيوب بقهر
"انت هتيتم بنت اخوك وابنه اللي مكملش سنتين"
جلال بوجع
"عمره ما هيكون يتيم يا أيوب ابنك في عهدتي ليوم ما اموت و هستناك تخرج انا كلمت المحامي و هحاول اجيبلك حكم مخفف بس اتمنى لما تخرج تكون عرفت ان دا كان اختبار و ان ربنا اسمه العدل اسمه العدل بنتك وابنك انا وامهم اللي هربيهم لان للأسف مالهمش ذنب انهم يتحاسبوا على اخطاك و عهد ادام ربنا لحد يوم مماتي ولادك في رقبتي
الظابط:جلال باشا لازم ناخدهم
جلال :اتفضل
أيوب بسرعه"نيران ويوسف يا جلال"
جلال بقهر على اخوه اللي بطمعه دمر بيته وحياته :في رقبتي وهيكونوا احسن مننا مفيش اخ بيط"عن اخوه يا أيوب الا لو الشيطا"ن عمي عنيه و نساه انه من د"مه
أيوب دموعه نزلت وهو بيبص للكلبشات و البوليس بياخد نواره وايوب و يمشوا وسط صراخ شهد و دموعها وشوقيه حضناها
و ثبات حياء اللي استوعبت ان جلال خبي عليها ان امه السبب في مو"ت ابوها
حسيت بدوامه بتسحبها وقعت من طولها اغمى عليها
جلال جري عليها وشالها دخل اوضتها القديمه..
❤️
بعد مرور اسبوعين على تلك الاحداث
وبالتحديد في شقة جلال
في صباح احد الايام
جلال صحي من النوم بدري قام اتوضي و صلي فرضه ابتسم وهو بيبصلها كانت نايمه و حاطه ايديها على وشها متضايقه من اشعه الشمس قام قفل الستاره قعد على طرف السرير ابتسم وهو بيمرر ايديه على ملامحها بهدوء رجع بذكرياته لأول مره تقرب منه لما نسي محفظته في بيت شريف وهي اخدتها
عرف انها اللي اخدتها يومها حياء كانت كتبه شتا"يم على صورته خافت انه يشوفها و نزلت وراه بسرعه وبدأت تقرب منه
جلال بابتسامه :
في اليوم دا كانت أول مره بنت تحط ايديها على صدري و تقرب مني بالطريقه دي حسيت وقتها ب لغبطه استغراب مشاعر غريبه
كان شكلك برئ و جميل حسيت اني بستسلم لو" سوست الشيطا"ن اني احضنك خفت و بعدت بسرعه عنك و حبستك في البيت في اليوم دا حسيت بمشاعر مختلفه رغب"ه قويه في اني أقرب منك كنت بحاول اشتغل لكن صورتك تنط في دماغي و تخليني مش قادر افكر في اي حاجه غيرك
حياء بابتسامه :عشان كدا حبستني اسبوع كامل و خلتني اكر"هك و اكر"ه اليوم اللي جيت فيه اسكندريه و أفضل الع" ن واس"ب فيك
جلال بضحكه خافته
:اامم طب بذمتك في بنت محترمه تقرب من شاب كدا و بعدين انا كنت بحمي نفسي منك و من أفكاري مكنتش عايزك تتلو"ثي و لازم تروحي لبيت نصيبك وانتي زي الورده اللي محدش لمسها او أقرب منها
حياء وهي بتقوم و بتمسك ايديه :
وانت نصيبي وحبيبي و ربنا بعتلك ليا عشان تحافظ عليا قبل جوازنا و بعده
جلال وهو بيطبع قبله هادئه على جبينها:
ربنا يقدرني دايما واحافظ عليكِ ياله قومي اتوضي و صلي و تعالي بقى نحضر الفطار سوا عشان هاخدك وننزل مشوار
حياء والفضل يتاكلها:
مشوار ايه؟
جلال قام وفتح الستاره حط ايديه في جيبه ابتسم و خرج من الاوضه وبصوت عالي
:يا خبر بفلوس بعد كم ساعه ببلاش ياله قومي هعمل عصير على ما تفوقي
حياء ابتسمت ودخلت تاخد شاور و تادي فرضها كانت بتحمد ربنا ان المشاكل انتهت
===================
بعد مده على السفره
حياء :برضو مش هتقولي مشوار ايه؟
جلال بهدوء وهو باصص في طبقه:
لا مش دلوقتي....
رفع راسه وبصلها
"مبتكليش ليه؟"
حياء :مال
قبل ما تكمل جملتها كان حط لقمه من المربى في بوقها
حياء بتذمر طفولي
:مش بحب المربى يا جلال
جلال بابتسامه تزيد من وسامته محببه لقلبها
:عارف ياله كُلي عندك اكل كتير اهوه ياله
حياء :ماشي ربنا يصبرني لحد ما اعرف هنروح فين
جلال بنظره ذات مغزي:
اوعدك المكان دي هيكون قريب لقلبك و هتحبيه
حياء بثقه:عارفه و واثقه من دا
جلال :طب ياله كلي بطاله المياعه بتاعتك دي في الأكل
حياء بتنهيده:ماشي يا سي جلال
بعد حوالي ساعه
نزلوا الاتنين جلال بيقفل الباب بالمفتاح و بينزل وهو ماسك ايديها
قابلوا شهد و نيران على السلم
شهد بابتسامه :صباح الخير
:صباح النور
جلال وهو بيشيل نيران
:رايحه فين على الصبح كدا يا قمري
نيران بابتسامه وهي بتطبع بوسه على خده
:رايحه الحضانه مع شهد عمو هو بابا فين؟
كلهم سكتوا هيردوا يقولوا ايه أيوب ظلم ولاده باللي عمله نسي انه عنده أطفال مسئولين منه
جلال بابتسامه :مسافر يا حبيبتي متخافيش هو كويس اي رايك اخدك انا الحضانه واجيبلك شكولاته
نيران بسعاده:اوكي اوكي شكولاته بيضا
حياء بسعاده:وانا كمان
جلال :ماشي ياله بينا... شهد وراكي حاجه النهارده
شهد:لا ابدا قاعده مع الهام و يوسف
جلال:تمام لو حصل اي حاجه كلميني ياله يا حياء
خرجوا من البيت جلال وصل نيران الحضانه بتاعتها رجع ركب العربيه لقى حياء بتاكل الشكولاته بسعاده كأنها طفلة صغيرة
جلال :بسم الله ماشاء الله ايه دا مسبتيش ليا
حياء ببراءه مزيفه:ايه دا انت عايز
جلال بصدمه:والله
حياء:احم احم بص في اتنين هنا بس الصراحه انا هاخدهم ليا لوحدي اني يدوب في الشكولاته البيضا
جلال بغمزه:وانا بدوب فيكي
قالها وهو بيسوق عربيته حياء ابتسمت بخجل وهي بترجع شعرها وراء ودنها
بعد دقايق وقف عربيته أدام جامع المنطقه الكبير اكبر جامع في المنطقه
حياء:هنا؟
جلال وهو بيخرج من العربيه :اه
حياء طلعت طرحه و حطيتها على شعرها
لقيته بيمد ايديه يمسك ايديها دخلت معه وهي مستغربه دخلوا الجامع كانوا بيمشوا في زويه من الجامع ناحيه شيخ قاعد على الأرض و ادامه كتاب الله القرآن الكريم و بيقرأ منه
جلال قعد ادمه حياء فضلت واقفه مستغربه لحد ما الشيخ خلص قراءه و تصدق ابتسم لجلال بود و بص لحياء
الشيخ مصطفى بابتسامه ودوده:
اقعدي يا بنتي
حياء اخدت نفس بتوتر وقعدت جانب جلال
الشيخ مصطفى بنظره غريبه :
اخيرا شفتك يا بنت الهلالي
حياء باستغراب:هو حضرتك كنت منتظر انك تشوفني
جلال ابتسم وهو بيبص لايديها و توترها الواضح
الشيخ مصطفى
:اكيد منتظرك من زمان عشان اسلم الامانه اللي ليكي معايا مش انتي بنت شريف الهلالي الكبيره بنت شغف الحسيني
حياء هزت راسها ب اه
الشيخ مصطفى بابتسامه:
مالك متوتره كدا ليه متخافيش
انا بس هسلمك امانه ليكي معايا من قبل ما والدك يتوفى الأول تعرفي انا مين
حياء :لا
الشيخ مصطفى :انا عمك مصطفى شيخ الجامع دا
وصديق والدك الله يرحمه وانا برضو اللي جوزت ابوكي لأمك رحمها الله
زمان
من خمسه وعشرين سنه شريف جالي وهو متوتر كنا صحاب جيه قعد ادامي و فضل ساكت و انا ساكت بعد شويه لقيته بيقولي
" انا بحب بس خايف اظلمها انا متجوز نواره.. انت عارف يا مصطفى انا اتجوزت نواره عشان ابنها وكانت لوحدها مش رجوله اسيب واحده تتبهدل كدا وهي معها أولادها كان لازم اتجوزها و سليمان البت الغجريه لحست دماغه و مكنش راضي يرجع ليها وهي حامل
بس انا دلوقتي متلغبط اوي انا كل ما اشوف شغف قلبي يدق اوي خايف يا مصطفى احبها و علاقتنا متنفعش هي لايمكن تقبل تتجوز واحد متجوز و مراته معها طفل انا خايف انا حبيتها "
وقتها انا قالتله روح يا شريف اطلب ايديها وفقت يبقى دي اشاره من ربنا انه عايزك تبدأ حياتك مع البنت اللي انت حبيتها
في نفس اليوم راح أتقدم لوالدتك بعد اسبوع جاله الرد ان أهلها موافقين
اتجوزوا بعد كم شهر شريف كان فرحان اوي لدرجه انا نفسي استغربتها
بعد سنتين
كترت المشاكل و فجأه اتطلقوا و هي سافرت مع والدتها بعد وفاة والدها
شريف حاول كتير يوصلها لكن للأسف معرفش و بعدين الحاجه اللي كان ممكن تقوى علاقتهم ما"تت و عرف ان والدتك اجهضتك طلقها بعد اصرارها
لكن فضل يحبها طول السنين دي كان يجي الجامع هنا و يفضل بالساعات يتمنى يشوفها ولو لمره واحده يشوفها مره قبل ما يموت تكون اخر حاجه يغمض عنيه عليها
عرف بعد سبع سنين انها في لندن وقتها قرر يسافر يشوفها من بعيد و حتى ميقربش منها على الاقل يودعها
حياء بمقاطعه:ماما فعلا وانا صغيره كانت بتشتغل في شركه في لندن
الشيخ مصطفى بابتسامه :
سافر لندن و فضل يدور عليها لحد ما عرف عنوانها وقتها يمكن كان اسعد انسان شريف كان شاب بيعشق مراته وفجأه حياتهم اتغيرت ميه وتمانين درجه و مراته سابته وطلبت الطلاق
كان بيرقبها من بعيد شافها مع بنت صغيره حوالي خمس سنين او سته و في شخص معاهم دايما
شك انها اتجوزت و خلفت البنت دي
حياء دموعها نزلت وهي سامعه نبضات قلبها بطيئه وبقهر
:بس البنت دي كانت انا بنته...
الشيخ مصطفى :
شريف مسالش مين دي و هو عارف ان شغف اجهضت الجنين حس انه مبقاش ليه مكان معها و غير كدا كان خلف من نواره اختك شهد
حياء لنفسها:دلوقتي عرفت انا طلعت متسرعه لمين ليه كدا يا بابا ليه؟
الشيخ مصطفى بهدوء كأنه عارف اللي بيدور في دماغها
:دا قدرك يا بنتي و قدر الاب انه يشوف بنته ادامه و ميعرفش انها بنته قدره يرجع مصر وهو حاسس انه بلا روح او نبض
دا كله كان مكتوب على جبينك وجبينه
عدت السنين وفضلت عنده نفس الامنيه انه يشوفها قبل ما يموت عمره ما بطل يحبها غصب عنه
لكن ربك اراد انه يحققله الامنيه دي وانه يشوف شغف فيكي لأنك نسخه منها
شغف فضلت طول السنين دي برا مصر بعيده عن بلدها و حبيبها و لما رجعت ماتت فيها و انتي ظهرتي تعرفي اول مره جيتي المنطقه انا شفتك وانتي ماشيه في الشارع بتدوري على البيت وقتها حسيت اني شايف شغف ادامي
حياء بحسره:و يفرق ايه حبه ليها مدام سابني اعيش لوحدي طول السنين دي لو كان قرب منها شويه و سأل كان هيعرف اني بنته وساعتها يمكن كنت اتربيت هنا في مصر
جلال بهدوء:
محدش يقدر يقف أدام المقدر والمكتوب يا حياء و دا قدرنا كلنا
حياء عيونها اتجمعت فيها الدموع و بصت للشيخ مصطفى وهو بيطلع من جيب عبايتها ورق و مفتاح واضح انه قديم و غريب عن المفاتيح العاديه
بيمسك ايد حياء وبيحط الورق في ايديها
حياء:اي دول؟
الشيخ مصطفى :دي الامانه اللي ليكي عندي دا ورق بيت الحسيني القديم بيت والدتك
لما جدتك جيت تسافر برا كانت محتاجه فلوس
شريف حاول مع والدتك كتير انهم يتفاهموا ويرجعوا لكن محصلش نصيب فقرر يساعدها
و بعت شخص يشتري منهم البيت برقم خرافي لدرجه ان الكل استغرب انهم باعوا البيت بالسعر دا
بس شريف كان نفسه يساعدها من بعيد
بعد ما انتي جيتي و قبل وفاته بكم يوم جالي
و ادالي الورق دا وقالي انه حاسس اني دي نهايته حاسس انه هيروحلها قريب و البيت دا من حق بنتي و لو ربنا أراد و انا روحت لشغف سلم الورق دا لحياء بنتي خلي جلال ياخدها للبيت القديم
حياء باستغراب:طب ليه استنيت كل الشهور دي عشان تسلمني الورق
الشيخ مصطفى :عارف اني اتاخرت بس انا كنت تعبان وفي المستشفى و اول ما فوقت كلمت جلال وهو جالي المستشفى وقتها قالي انك لازم تسمعي الكلام دا مني
ياله يا جلال خذها يا ابني وصلها لبيت امها على فكره البيت قديم اوي زي بيوت العثمانين جميل
جلال :ياله يا حياء
قامت معه و الاتنين راحوا البيت وهي ساكته وبصه للفراغ
كانت واقفه في منطقه قديمه كان فعلا البيوت بتصميم العثمانين