رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فاطيما يوسف




 رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم فاطيما يوسف 


#بسم_الله_الرحمن_الرحيم

#لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير


#البارت_الثاني_والعشرون

#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي

#بقلمي_فاطيما_يوسف


ولا تتشبَّهين بشيء وأنتي الأخيرة

ولا تُسابقين الغير وانتي البدايات ، 

فالقلب وجد مأواه بين يداكي 

يا رحمتي وألطف الكائنات ، 

وعيناي خصصت نظراتها 

المغرمة لكي دون شتات ، 

وروحي هامت عشقا بكي 

وكلي أصبح الآن ثبات


#خاطرة_ماهر_الريان

#فاطيما_يوسف 

#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي


لو سمحت يابوي مينفعش تتكلَم ويا مرتي وتزعِق لها بالطريقة داي ، 


دي مهما كان بت ناس واللي مترضهوش على خواتي مترضهوش على بنات الناس.


هدر به سلطان :


_ مش لما تُبقى بت ناس ياسبع الرجال .


استمعت سكون الي كلماته الأخيرة مما جعلها انصـ.ـقت ووقفت مكانها تنظر في عيناي كلتاهما بصدمة من أعلى الأدراج ، 


وحقا استفزتها كلماته فهتفت من بين دموعها بضيق:


_ وعشان أني بت أصول وبت ناس مش هرد عليك يابابا الحاج ياللي اعتبرتك في منزلة بابا الله يرحمه .


ألقت كلماتها وتركتهم وأكملت صعودها وهي تبكي ، كل ذاك الهراء وتلك الوجد تجلس مكانها تشعر بالسعادة العارمة ، 


ثم لامه عمران بهدوء فهو مهما كان أبيه :


_ ليه يابوي اكده ! مفتكرتش قول ربنا "وأما اليتيم فلا تقهر " شفت منيها ايه خلاك انقلبت عليها اكده وتسـ.ـمم بدنها بالطريقة داي ؟


واسترسل حديثه وهو يصعد الأدراج كي يراضي زوجته التي جرحت كرامتها من أبيه :


_ الله يسامحك يابوي ، الله يسامحك .


لم يعتري سلطان لغضبه اهتماماً ولكنه أكمل حديثه بنفس الحدة :


_ كانك هتحاسب بوك يقول ايه وميقولش ايه ، 

وبعدين أني مأذنتلكش تمشي قبل ماخلص كلامي.


التفت ثانية وهو يسأله :


_ قول كيف مانت رايد يابوي هي خلاص النفوس شَالت والوقيعة حوصلت من ولاد الحرام اللي عنيهم على أني ومرتي وأمي .


لم يلقي سلطان لعتابه بالا وأمره :


_ تروح تجيب أمك من بيت بوها وتعرِفها اني معِنديش مرة تفوت بيتها وإلا هروح لها هناك وهفرج عليها الناس ، ومبقاش راجل إلا لما رجعتها غصبانية النهاردة ، فقول لها تبطِل جلعها دي وترجع أحسن يمين بعظيم ماهفوتها لها على خير.


انزعج عمران من طريقته وعلى صوته بعض الشئ:


_ لو سمحت يابوي أمي ست كبيرة وليها قيمتها وميتفعش واصل تتعَامل وياها بالطريقة المهينة داي ، دي الحاجة زينب بجلالة قدرها فبلاش الطريقة داي.


حدجه بريبة ونهره بحدة:


_ جلالة قدرها دي عليك انت يابن أمك ، أما أني جوزها يعني واجب عليها تطيع امري ومتعصنيش وإلا ربنا يغضب عليها .


عادت رحمة من عملها للتو وسمعت صوت أبيها الغاضب وتسائلت بدهشة :


_ وه حوصل إيه ؟! استهدوا بالله يابوى انت وعمران صوتكم طالع برة .


وجه سلطان حديثه الى رحمة:


_ كويس انك جيتي تروحي وياه حدا أمك وتعقلوها ودي اخر كلام عندي ، 


ثم نظر إلى وجد آمرا إياها:


_ يالا قومي على شقتك ورجلك متخطيش تحت وإلا هكـ.ـسرها لك هي كماني .


نفًَس غضبه في وجههم وتركهم وغادر المنزل ، 

ثم تحدثت رحمة وهي تنظر إلى تلك الوجد :


_ عميلتي ايه يابوز الأخص إنتي خليتي الحاجة زينب فاتت بيتها !


ثم اقتربت منها وجذبتها من حجابها بعـ.ـنف آلمها :


_ دي أني هخلي اللي مايشتري يتفرج عليكي النهاردة من اللي هعمله فيكي ياواطية إنتي.


ثم اقتربت عليها وكادت أن تضـ.ـربها بسبب غلها مما فعلته بهم من عدم ارتياح إلا أن عمران جذبها من يدها مرددا بسخط :


_ وه فوتك من الزفتة داي وتعالى معاي ليها روقة بعدين .

تنفست وجد الصعداء وقامت من مكانها وهرولت إلى الأعلى وهي تحمد ربها أن أُنقذت من يداي تلك الرحمة ،


صعدا رحمة وعمران الى غرفتها ثم تحدث عمران بغـ.ـضب :


_ شفتي الحاج سلطان عمل ايه وقال ايه لسكون!


كان يتحدث وهو يدور في المكان بغضب عارم لو كان أحدا غير أبيه من تحدث بتلك الطريقة لزوجته لكان الآن في عداد المـ.ـوتى ولكنه أبيه ولا يقدر أن يرفع صوته عليه فتلك تربية زينب الراقية لأبنائها ،


فسألته رحمة بذعـ.ـر لما رأت حالة الغـ.ـضب الظاهرة على وجهه ودورانه حول نفسه في المكان بهوجاء :


_ حوصل ايه اُنطُق ياخوي قلبي اتوغوش ؟

وامي راحت فين وهملت مكانها ؟


تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلمات أبيه الذي جـ.ـرح بها زوجته وأمامه وهو لم ينطق :


_ بوكي جـ.ـرح سكون ورمى لها كلام زي السـ.ـم محدش يقبله واصل ، هو تقريباً عرف باللي حوصل لمكة اختها وشكل الملعونة مرته سمـ.ـمت دماغه وأمك سمعتهم فمتحمَلتش واتعـ.ـاركو .


بمجرد أن سمعت كلامه تشعب الغـ.ـضب في رأسها وتكاثر بلا حدود من أفعال تلك الشيطانة التى توقـ.ـد جيوش الحـ.ـرب والوقيعة بينهم وهدفها تفرقة ذاك المنزل ، 


ثم نظرت للأمام بعيناي تلتمعان بانتـ.ـقام من تلك الوجد :


_ الله الوكيل لاهندم البت داي على اللي بتعمله ويانا وهخليها تقول ارحموني وتتمنى الرحمة من رب العباد ينجدها من اللي هعمله فيها ومش هتطولها .


شجعها عمران قائلا:


_ البت داي عايزة تخطيط واعر من اللي يجيب من الآخر ويخليها تخرج من البيت ومن البلد بلا راجعة ، أو نوقعوها في شـ.ـر أعمالها ونسلمها لعزرائيل بيدنا ونخـ.ـلُص منيها لأننا مش هنعرف نعيش وهي وسطينا.


حركت رأسها بتفهم ثم عرضت عليه:


_ البت داي هتتراقب من النهاردة وهحط لها كاميرات صوت وصورة في أوضتها وفي لبسها الخروج كلياته ، وهشوف لها واحد يراقبها زي ضلها ، وان ماخليتها تندم على اليوم اللي فكرت فيه تدمـ.ـرنا مبقاش المحامية رحمة سلطان المهدي .


ضيق عينيه وتسائل بعدم فهم :


_ هتحطي لها كاميرات مراقبة في هدومها كيف يعني ماهي الهدوم هتتغسل ؟


اجابته سريعاً:


_داي كاميرات مراقبة صغيرة جدا مخفية علي شكل مسمار حائط ، بتشتغل بالواي فاي ، تصوير و تسجيل فيديو صوت و صورة مراقبة مباشرة عن طريق التليفون عن بعد ، وضد المياة لمدة ٢٥ يوم ، واحنا مش محتاجين اكتر من اكده نجيب آخرها فيهم ، بس محتاجة أظبط وقت احطهم في أكتر هدومها بطريقة مخفية ، والوقت دي مش هيكون غير وهي رايحة للدكتور هتاخد لها ساعتين وزيادة .


نظر إليها بصدمة من معلوماتها :


_ مطلعتيش سهلة يابت أبوي ،


واسترسل حديثه وهو ينظر لجسدها الضئيل :


_ أما صوح يوضع سره في أضعف خلقه .


ضحكت بخفة لذهوله وهتفت وهي تشير على حالها بنبرة اطرائية :


_ أمال إنت مفكِر ايه ، ده أني الباش محامية رحمة المهدي اللي بإذن الله هترج محاكم قنا كلياتها في يوم من الايام.


لكزها بخفة على كتفها قائلا باعتراض:


_ إنتي محسساني إننا رايحين نوقع بلد ، دي حتة بت لاراحت ولا جت هجيبها تحت رجلي وأقـ.ـطع لها لسانها ورجليها وأخليها عايشة ولا تسوى واريح الكل منيها .


اتسعت مقلتيها بذهول:


_ وه وتُبقى مجرم ياعمران ! وتواجه بوك إزاي بعد اكده ؟ داي مش بعيد يقتـ.ـلك فيها ياغشيم انت ،


واستطردت حديثها بإبانة :


_ أخد الحق حرفة وعلشان الحاج سلطان يطردها بيده يُبقى لازم يقتنع ومش هيقتنع إلا لما يشوف الزفتة داي ناوية الشر لبيته ولولده.


تنهد بحـ.ـرقة وسألها :


_ طب بالنسبة لسكون اللي فوق دلوك عاملة مناحة من اللي بوكي عيمله فيها ، هطلع احط عيني في عينها كيف وأقول لها ايه ؟


وكماني الحاجة زينب كماني اللي زودتها بفوتتها البيت ومشيانها منيه ؟


لوت شفتيها بسخرية :


_ وه هو أني اللي هعرِفك تصالح مرتك كيف ياخوي ! والله عيب عليك ياعمران ! دي إنت بتستعبط يا راجل !


وأكملت وهي تزيحه ناحية الباب :


_روح انت راضي مرتك وملكش صالح بالحاجة وأني في نص ساعة هجيبها وآجي ، ومشي دنيتك حكم أني عارفة عقل الستات صغير كد اكده وزمانها بترشف وبتنبر على الجوازة الشينة اللي وقعت فيها والحوارات الفاضية بتاعت الحريم داي .


ضـ.ـرب عمران كفا بكف بذهول من لسانها السليط :


_ هو إنتي لسانك دي متبري منيكي ياخيتي ! مانتي أدرى بقى بحوارات الحريم مانتي منيهم ياشبر ونص ، 


واسترسل حديثه باستفسار :


_ طب وانتي ضامنة منين إن أمك هترضى تاجي وياكي ؟


أجابته بثقة وهي تشير لحالها بفخر :


_ عيب عليك ياعمران ، الله في سماه لاهتبات في بيتها النهاردة ومهتفوتهوش تاني واتفرج على رحمة لما تشغل دماغها بس ،تعمل عمايل تخلي الحديد يلين .


رفع حاجبه وهو على نفس ذهوله مرددا قبل أن يغادر المكان :


_ طب لما نشوف يافقيقة طولة لسانك وفشخرتك بحالك داي هيُحصُل ولا له ؟


حركت رأسها لأعلى بتأكيد :


_ هتشوف ياقلب الفقيقة ، روح صالح مرتك وأني هروح لها واستني مني تليفون وتاجي تاخدنا ، علشان الوقت بقي وخري ، لما نشوف اليوم المزعبب دي هينتهي ميتة .


تحرك من أمامها وقال :


_ تمام هستنى تليفونك يابت أبوي .


تركها ثم صعد الى الأعلى كي يرى سكون والتي بالتأكيد تبكي بشده بسبب ما سمعته من أبيه ، أخذ نفساً عميقاً واستعد لمواجهة سكون ،


دخل الى الشقة وعيناه تدور في المكان تبحث عنه فلم يجدها الا في غرفة النوم وهي تؤدي الصلاة فاندهش لأنها صلت العشاء معه في جماعة ،


وبعد ان انتهت نظرت إليه وجدته يجلس جانبها عندما رآها أنهت صلاتها جذبها من رأسها وقبلها معتذراً :


_ حقك على قلبي ياسكون ، حقك على راسي من فوق ، إنتي ست الناس وبت أصول ومن بيت أصول ، 


ثم نظر أرضاً وأكمل:


_ بس دي بوي ومقدرش أقف قدامه ولا أعلى صوتي عليه ، وهو كان في ساعة غضب بسبب إن امي هملته لحاله وفاتت له البيت ومشيت ، فطلع غله فيا أني وانتي ، اني عارف ان ملكيش ذنب ومن حقك تزعلي بس حقك علي اني ، 


ثم جذب رأسها مرة أخرى وأكمل:


_ وآدي راسك أبوسها ، وهاتي يدك كماني .


رفعت جفونها الملتمعة بالدموع وبدلت دمعتها بابتسامة جعلت داخله يخفق وأردفت بدعابة أدهشته :


_ قول بقى انك جاي وطمعان انك تكمَل وصلة الرقص والفرفشة ياعمراني وعلشان اكده عايز تبوس كل اللي يقابلك .


اتسعت مقلتيه بذهول وسألها :


_ وه ! هو انتي مزعلناش من كلام الحاج سلطان وحديته اللي يوجـ.ـع ؟


حركت رأسها برفض واحتضنت وجنتاه بين كفاي يداها:


_ الانسان في ساعة الغـ.ـضب ميعرِفش هو بيقول ايه وهو اكيد زعلان عشان الحاجة مش موجودة زي ما انت ما قلت،


وكماني هو من ساعة ما حط يده في يد خالي واعتبرني زي بته اني كماني اعتبرته ابوي ومفيش بت بتزعل من ابوها وبتتقبَل منيه اي كلام .


نظر إليها نظرة طويلة وهو صامت ولكن وجهه يحكى آلاف الحكوى ، لسانه عاجز عن نطق الشكر والامتنان لهدية ربه له ، نعم فتلك السكون هدية الله لذاك العمران ، 


وفجأة سحبها لأحضانه وأدخلها لعالمه وود أن يدخلها بين ضلوعه ويخبئها من العالم أجمع ،


كان يشدد من احتضانها وكأنه خائف من فقدانها فهي أثمن هدايا القدر له ، 


ثم همس بجانب أذنها:


_ معقولة يكون ربنا بيحبني قووي اكده !

معقولة يكون راضي عني بأنه رزقني خير النساء اللي قال عنيهم عليه السلام في الحديث ، إذا نظرت إليها أسرَّتك وانتي البصة في وشك بالدنيا واللي فيها ، وإذا أمرتها أطاعتك وانتي من غير أمر ولا نهي ست البنات ، وإذا غبت عنها حفظتك وانتي كيف السيف في الأدب والأخلاق ، 


ثم أخرجها من أحضانه واحتضن وجنتيها مكملاً بعشق وهو ينظر داخل عيناها :


_ كان أم العمران داعيالَه في ليالي القدر اللي في عمرها كله بان ربنا يرزقه بيكي ياسكوني .


نظرت إليه بعشق وتحدثت :


_ كيف أزعل منيك ياعمران وأني حلمت بيك ليالي ملهاش عدد ؟!

كيف امشي وأهملك وانت الدنيا بحالها وانت نور العين ومن غيرك تُبقى حياتي مضلمة ؟!


عمرنا قصير ليه نقضيه في الزعل والفراق وخصوصي انك مليكش ذنب في اللي حوصل ، اني واثقة ومتوكدة ان عمران عمره مايهين سكون ابدا ولا يجرحها ، اني عشقاك ياعمران ، والست اللي بتعشق جوزها بصوح لايمكن تقف له على الواحدة .


أغمض عيناه وتحدث بانتشاء :


_ يووووه على عمران يابت قلبي منيكي ، هو انتي ملاك ولا بشر ، ولا انتي مش من جنس حوا خالص ، يابووي لا تطلعي حلم جميييييل وأصحي واعاود لكوابيسي من تاني .


أمسكت يداه وقبلتها قبلات متفرقة ومع كل قبلة تردد :


_ له ياعمراني دي حقيقة ، سكون بتحبك ، ومتقدرش تستغنى عنيك ، ولا تقدر تفارق أبدا وهتفضل جارك عمرها المتقدر في الدنيا كلياته.


جذبها من يدها وانتصبا كليهما وأحاط خصرها بين يداه ونظر داخل عيناها برغبة ثم اقترب من وجهها وقبلها قبلة احتياج ، قبلة الأمان لقلبه تثبت له انها حقيقة وليست خيال ، 


وهي الأخرى بادلته قبلته بمثلها وأعطته من الاحتياج لها مايشعره بالأمان ، 

أثبتت له أن عقول النساء ليست متشابهة وأن عشقها له أقوى من أي عاصـ.ـفة أو ريـ.ـاح ، 


فنصيحتي لكي حواء ، كوني لآدم ضلع احتواء ، اصنعي البسمة وقت الحزن ، أكرميه إن أكرمك ولا تستعلي عليه فالمرأة خلقت من ضلع أعوج ورجُلها هو السند ، 


ابتعد عنها برفق وهي تلتقط انفاسها بانتشاء من هجوم العمران عليها ، ولكن هي امرأة عاشقة بين يدي رجل عاشق متلهف فما عليها سوى الطاعة العمياء ، 


ثم غازلها بعشق :


_ جميلة إنتي يا سكوني وغير كل الستات ، وكل يوم بتثبتي لي ان اسمك لايق على طبعك ، يابخت قلب عمران بيكي .


ابتسمت لغزله وأردفت بغزل مماثل له :


_ ويابخت قلب سكون بيك ياعمراني ، اللي لو لفت بلاد الدنيا بشرقها وغربها مهتلاقيش ضفر عمران.


أما في منزل والد زينب ، تحدثت هي ورحمة فيما حدث وعلمت رحمة منها كل شيء ، 


ثم رددت بفطنة :


_ طب عال قووي تسلم يدك على اللي عملتيه فيها وبردتي نـ.ـارك ، بس هي بردو اكده اللي فازت عليكي يازوبة .


اتسعت مقلتيها بذهول وسألتها:


_ انتصرت على مين يابت إنتي ، بقولك اني كسـ.ـرت لها ضلعها وخـ.ـزقت لها عينيها التنين وخلتها متسواش ، تُبقى انتصرت علي كيف ؟


مطت شفتيها للأمام وأجابتها:


_ كانت المفروض تاجي مجبسة تلاقيكي قاعدة في الجنينة مشغلة الست أم كلثوم وبتشربي قهوتك ساعة العصاري وانتي حاطة رجل على رجل ، أما دلوك زمانها بت الجزم داي بتقول علقة تفوت ولا حد يمـ.ـوت بس طيرتها من البيت وبقيت اني ست الدار .


ضـ.ـربتها زينب على كتفها وهتفت باستنكار:


_ ست الدار مين داي ! الدار ملهاش غير ست واحدة بس هي أني .


أدارت رأسها للخلف وهي تبتسم لأنها بسهولة استطاعت استفزاز والدتها وتسهيل مهمتها وأكملت :


_ كان زمان بقى إنتي انسحبتي والمسحوب مغلوب ، اما لو عرفت إنك مهملتيش دارك هتـ.ـولع وشوفي بقى هتحس إن كـ.ـسر ضلعها مع كـ.ـسر نفسها من اللي عملتيه فيها وهتقضيها نكد على أبو السلاطين لحد مايزهق من وشها البوم ويطردها طردة الكلاب ، وساعتها تقعدي وتحطي رجل على رجل وتاخدي تارك منيه وانتي قاعدة في بيتك ست الدار .


زاغت عيناي زينب وشعرت بمدى غبائها ثم تمتمت:


_ أه ياللي تنشكي يابت سلطان ، ده إنتي عليكي مكر حريم يودي اللومان ، اتعلمتيه فين دى يابت انطُقي .


ضحكت بشدة على كلام والدتها ثم قالت من بين ضحكاتها :


_ هو المكر بيتعلموه يا زوبة ! دي طبيعة والست مننا في الخديعة مع عدوها لازم تُبقى ضليعة ، 


واسترسلت حديثها وهي تخلع حجابها:


_ أني هقعد بقى وياكي اهنه ونفوتوا مالنا وحالنا وبيتنا لوجد تبرطع فيه بلا سلطان بلا وجع راس ، والله بيت جَدي هادي وجميل ومريح .


استطاعت استفزازها ثم ضـ.ـربتها على فخذها آمرة إياها :


_ قومي يابت فزي لمي لي الهدوم اللي جوة دي هنروحوا بيتنا وهقعد على قلبها لحد ما أفشفش لها ضلوعها كلياتهم لحد ما خليها تقول حقي برقبتي .


_ طب ليه يازوبة اني ارتحت اهنه لهوا بيت جدي ، خلينا شوي اهنه وهي تهيص شوي هناك .


_ الله الوكيل يازفتة إنتي لو ماقمتي لاهطين عيشتك ، قومي يابت مهديهاش فرصة بت المركوب دي تنتصر علي وهقلعها من البيت وأخلي بوكي يقول حقي برقبتي .


أرسلت رحمة رسالة لعمران أن يأتي إليهم كي يأخذهم فابتسم لتلك الصغيرة الماكرة فقد فعلتها بحق دون عناء ، 


ثم دخلت غرفة النوم وعبئت الملابس في الحقيبة وأتى عمران إليهم ولامها على ما فعلت ثم أخذهم في سيارته وأوصلهم إلى المنزل وانتهت تلك الليلة العصيبة.


*******************


أتى صباح يوم الجمعة وذاك اليوم أجازة "منة الله" من المكتب وفي ذاك اليوم تحبذ الخروج إلى ذاك الكافيه المعتاد التى ترتاح به ، 


فثمة عدد من المقاهي التي لا تزال عالقة في تلابيب الذاكرة، وكان الأدب يعيش فيها، في فترات زمنية، كانت تعج بالمناظرات والنقاشات، وتتلاقى فيها الأفكار، وتولد القصائد والمقالات والأغاني والكتب ،


ما يميز المقهى الذي تجلس به ويكسبه صبغة ثقافية فريدة، أنه كان مأوى الفنانين التشكيليين الذين كانوا يرسمون فيه لوحاتهم المستوحاة من حي الحسين وخان الخليلي، وقس على ذلك مجموعة أخرى من المقاهي في القاهرة، دمشق، بيروت وبغداد، التي اشتهرت بدورها الثقافي في تنوير المجتمعات وولادة الأدب والفن ،


كما أنه يوجد فيها جميع الطوائف من الناس على اختلاف طبيعتهم وحالاتهم الخاصة ، 


وكانت تلك المقهى التى تجلس بها تريح قلبها وعقلها ومعتادة على الجلوس بها فصاحبها العم عبد ربه مولع بالأدب العربي وقد افتتحها خصيصا لأن تكون ملتقى الأدباء وأصحاب المواهب ، 


كان الراديو مشتعلا على تلك الأغنية المفضلة لديهم لسيد مكاوي ، 


أوقاتي بتحلو بتحلو معاك وحياتي تكمل برضاك ، 

وبحس بروحي بوجودي

من اول ما بكون وياك

ويا روحي ساعه ما القاك

مش بس اوقاتي بتحلو

دي العيشه والناس والجو

والدنيا الدنيا بتضحكلي معاك


من كتر حلاوه الايام

ونعيمي وسعدي بلياليك

مش بحسب فات منهم كم

ولا بقدر افكر غير فيكوالليل وياك يساوي زمان

واليوم وياك يساوي زمان

واكتر يزمان من ميه بكره

ده الليل بلقاك انوار وامان

حتى ولو كان من قمره


كانت منة الله تمسك تلك الرواية ومنغمسة بقرائتها وكعادتها صورت فيديو لها وهي تحتسي القهوة وبيدها الكتاب وصورت أجواء القهوة مع تلك الأغنية ثم شاركت الفيديو على صفحتها عبر تطبيق الانستجرام وهي تدون فوق الفيديو 

" ثمة أشياء هادئة وبسيطة نفعلها في أوقات فراغنا بعد أن ننهي عباداتنا ترزقنا السكينة وراحة البال ، الآن من مقهى العم عبد ربه حفظه الله لنا وأطال في عمره ، 


ثم أشارت بتاج "مقهى الأدباء"


في نفس الوقت كان جاسر يمسك الهاتف يتصفحه بإهمال فذاك يوم أجازته ويفضل أن لايعمل فيه كي يشحن طاقة إيجابية تجعله متحفزا طوال الأسبوع ، 


ثم أتى أمامه الفيديو التي شيرته منةالله وتلقائيا ابتسم وأعاد الفيديو مراراً وتكراراً ، 


لقد أدخل ذاك الفيديو السرور على قلبه فلم يجلس في تلك الأجواء ولا مرة طيلة عمره ، 


فأجواء تلك القهوة تشبه رائحة زمان وحتى الأغنية التي سمعها في الفيديو لم يسمعها منذ وقت طويل ، وفجأة وجد حاله يهاتفها وما إن آتاه الرد حتى شاغبها :


_ دي إنتي طلعتي صاحبة مزاج عالي اهه ، مقهى الأدباء وقهوة وسيد مكاوي وبتقرأي روايات ، طب ما تسأل ياعم علينا وشوفنا اكده بنقضي اليوم الكئيب الممل دي كيف وخدينا معاكي نروقوا إحنا كمان .


ضحكت بخفة على مشاغبته وقالت :


_أصل أني لازم كل جمعة من كل أسبوع بعد ما أفطر اصلي الضهر وأقرأ سورة الكهف وأخلص الورد القرآني بتاعي واخلص أذكاري وبعدين ألبس عبايتي الكلاسيكية اللي تليق بجو المقهى وأجيب رواية مفضلة وآجي اهنه أني وأخويا مدحت هو بيقعد في ركن الرسم والفنون التشكيلية وأني أقعد في ركن الأدباء أقرأ روايتي لحد ماأحس اني خلاص تعبت ياخدني يعزمني على الغدا وبعدين أروح هلكانة نوم ، بحب اليوم دي باختلافه وأجوائه قووي وبحس اهنه بالراحة .


تعلق قلبه بالروتين الخاص بها ، فهي رقيقة حتى في حياتها ، فليست كباقي الفتيات تحب الخروج في الأماكن التي يصحبها الضوضاء والشغب ، شعر بأنه يريد أن يشاركها تلك الأجواء الكلاسيكية التي تبعث في الروح الرقي ، ثم قام من مكانه مردفا لها :


_ طب بقول لك ايه يامنون خليكي جدعة اكده وابعتي اللوكيشن واني طيران وهكون عِندك ، أصلي حبييت قووي مقهى عمي عبده .


أنصتت له بتركيز وما أن علمت بقدومه دق قلبها داخلها وفورا ارسلت له اللوكيشن ،


ثم أغلقت ذاك الكتاب وجلست تفكر في ذاك الجاسر الذي اقتحم عالمها برجولته المفرطة ،


وهي تحدث حالها :


_ أمن الممكن أن يراني أحدهم يوماً ما وأنا بظلامي ذاك ويأتي الي طالبا قربي ويدخلني عالمه ، 


العالم الذي قرأت عنه كثيرا وكثيراً وسرحت بخيالي أميالا وبلادا ووديانا ، 


أمن الممكن أن ذاك الجاسر احب ألواني القاتمة وحياتي المنعزلة عن ذاك الكون الصاخب ويأتي معي إلى عالم الانغلاق الذي أعيشه ، ولكن فلأترك أموري يدبرها خالقي كيفما يقدر لي ، 


وعادت إلى تلك الرواية التي تقرؤها وانغمست فيها بشدة ، وصل جاسر إلى المقهى وبحث عنها وجدها تجلس في ركن هادئ يليق بها ، ساقته قدماه إليها ، وقف خلفها يتطلع إلى تلك الصفحة التي تقرؤها وهي تائهة في عالمها ، دقق النظر ووجدها تقرأ :


_ أقسى ما كتب نزار قباني عندما قال 

"أخاف أن أحبك جداً فأفقدك ثم أتألم ، 

وأخاف أيضاً أن لا أحبك فتضيع فرصة الحب فأندم ، أخبرني كيف أحبك بلا ألم ؟

وكيف لا أحبك بدون ندم " 


حقا تلك الكلمات التى كانت تقرؤها تلك المنة ، تمعن تلك الكلمات وتفهمها بقلبه وليس بعقله ، 


ثم فاق على صوتها تردد له :


_ سيباك تخلص كلمات عمنا نزار قباني وترمي السلام يامتر ، اتفضل المكان فاضي .


اتسعت عيناه بذهول كيف عرفت بوجوده ، ولكن لم يريد أن يسألها ذاك السؤال كي لايجرحها ولكنه تحدث وهو يجلس :


_ صوح أني هستغرِب ليه أكيد عرفتيني من ريحتي ياست منة .


هزت راسها بموافقة:


_ من أول ما صلت وأني حسيت بوجودك ، 

المهم ايه رأيك في كلام نزار قباني الكبير اللي بيقولوا ؟


أجابها بدعابة :


_ بصي هو بيقول كلام عميق واني في العمق آخد صفر في المية ، 


واسترسل دعابته وهو ينظر للمكان بحب :


_ سيبك من عم نزار قباني اللي يتعب الأعصاب دي وقولي لي إيه المكان الجميييل المريح للأعصاب دي ، بجد حاجة روعة .


أغلقت الكتاب ووضعته أمامها على المنضدة ثم تحدثت وهي تشكر ذاك المكان :


_ بحب المكان دي قووي بحس فيه اني مش مختلفة ، بحس فيه ان محدش بيبص علي فيه اني حاجة غريبة ، أو حد بيتعامل معاي اهنه بشفقة بسبب ظروفي.


حزن داخله لأجلها ثم قرر تغيير مجرى الحديث كي لا يجعلها تشعر بالضيق في أهم أوقات راحتها النفسية:


_ اني عايز أشرب من القهوة بتاعتك وزييها بالظبط وأسمع سيد مكاوي وأعمل فيديو زي اللي عملتيه يمكن أجذب البنات وياخدوا بالهم مني وان فيه كائن اسميه جاسر المهدي رومانسي ومثقف والحوارات الهبلة اللي بتحبها البنات دي .


رفعت حاجبها باندهاش وسألته:


_ وه هي الحاجات داي هبلة في وجهة نظرك ، هو في أحسن من الراجل الهادي المثقف الرومانسي ؟


دق بأصابع يديه على المنضدة وأجابها وهو بما يشعر به داخله :


_ الراجل اللي تدور عليه الست في وجهة نظري اللي يعرف يحتويها ، يحس هي عايزة ايه فينفذه لها من بعيد لبعيد من غير مايوريها إنه إزاي سوبر مان ، يعرف يخطف قلبها برجولته بصحيح مش بصور ولا كلام ولا حبة انشا حفظهم في كتاب .


انبهرت بكلامه الذي دوما يشعرها فيه أن المشاعر لاتحتاج للرؤية بالعين فيمكن أن يُحَس بالمواقف ، يريد أن يجعلها تشعر بأنها كمثلها وأنها لاينقصها شيئا عنهم ، 


ثم سألها بملامة :


_ إلا بصوح كنتي منزلة فيديو ليلة عشية وانتي عاملة بيتزا وكاتبة جنبها صنع ايدي مش عيب يامنون تعملي البيتزا بالطعامة اللي واضحة في الصورة داي وأني باكل عيش وجبنة ؟


ضحكت بشدة على طريقته الدعابية ووعدته :


_ حاضر يا متر دي انت تؤمر ليك عندي عزومة على أحلى بيتزا .


_هو انتي بتعرفي تتطبخي صوح يامنون ؟


_أمال ايه ماما بتجيب لي كل الطلبات اللي بحتاجها واني طبعاً حفظت المطبخ بتاعنا والبوتجاز والتلاجة بالواي فاي فبعرِف أظبط طبختي اللي بعملها .


حقا شعر بأن الوقت ضاع معها والملل الذي كان يشعر به لم يعد موجوداً ، لقد سحبته لعالمها الهادئ الجميل ويود الغوص به أكثر كي يعرف حياتها وكي تقضي يومها ، 


وظلا يتحدثان في كل شئ يأتي ببالهم بتلقائية وهم سعداء بالحوار الراقي مع بعضهم ثم جاء أخيها الأكبر وتعارفا على بعضهم وجلس معهم حتى انقضى الوقت معهم دون أن يشعروا فحقا الاختلاف في الحالات لايفسد للحب قضية .


******""******"""***


"في مثل ذاك اليوم ولدت الباش محامية رحمة المهدي وأتت إلى الدنيا فأنارتها ، كل سنة وانتي طيبة يا انا "


ذاك البوست الذي نشرته رحمة على صفحتها على الفيس بوك وهي تهنئ نفسها بيوم ميلادها ونشرت صورتها تحت ذاك المنشور في الساعة الثانية عشر صباحاً ، 


كان ذاك الماهر جالساً في حديقة منزله أمام حمام السباحة وفي يده كوبا من القهوة وأمامه ذاك المشعل المضاء بالنــ.ـار فالجو كان شديد البرودة في تلك الليلة ولكنه يحب الجلوس في تلك الأجواء الباردة التي تشبه برودة الحياة التي يعيشها ، 


ثم استمع الى ذاك الإشعار على هاتفه ، أمسك الهاتف بملل ثم قرأ الإشعار وإذا هو تطبيق الفيس بوك يبلغه بأن ذاك اليوم ميلاد المشاغبة التي اقتحمت حياته وللعجب أنها كانت في باله في ذاك الوقت ويفكر بها بأن يرسل لها باقة تهنئة بيوم ميلادها ، 


وهتف وهو يحادث نفسه ولكن بصوت مسموع:


_كانك ورايا ورايا حتى في خلوتي مع حالي مش فايتاني .


ثم فتح صفحتها وتلك أول مرة يفتحها ويجول فيها فاتسعت مقلتاه عندما رأى صورتها أمامه بذاك الجمال وكأنه رأى باربي متمثلة أمامه الآن ، فقد كانت آية في الجمال بذاك الحجاب الأبيض وعيناها البارزتين بلونهما الأخضر وترتدي ذاك الزي المهندم الراقي في ذوقه ، وكتلة الجمال تشع في وجهه ، برزت عروق رقبته من شدة غضـ.ـبه بسبب تلك الصورة ولم يدري بحاله إلا وهو يهاتفها ، 


كانت جالسة وفي يدها ملف تلك القضية التي أرهقتها كثيراً ثم سمعت رنات هاتفها فاندهشت كثيرا لأن الوقت متأخر ومن سيهاتفها في ذاك الوقت ولكن دق قلبها بوتيرة سريعة داخلها عندما رأت نقش اسمه وأنه المتصل ، أجابته على الفور فهي شعرت بالقلق تجاهه فهو لم يفعلها منذ أن عرفته وعملت معه :


_ السلام عليكم ، في حاجة يامتر قلقتني عليك ؟


كان يدور حول المسبح وهو لايعلم من أين يبدأ ثم تحمحم :


_ أممم .. ايه الصورة اللي انتي منزلاها داي ؟


لوت شفتيها بامتعاض وهي تنظر إلى الهاتف بغرابة من سؤاله في ذاك التوقيت ثم سألته :


_ مالها الصورة وحشة ولا فيها ايه ؟


تنفس بصوت عالٍ ينم عن بداية غضـ.ـبه:


_ اه وحشة جداً شليها يالا حالا.


استمعت إلى أنفاسه الغـ.ـاضبة وازدادت ذهولا من رأيه الذي لايمت للحق بصلة ثم أردفت باستنكار :


_ وه مين قال اكده ! هو إنت مأخدتش بالك جايبة تعليقات كد ايه واصل ! 


واسترسلت وهي تشير بإعجابها الكبير لتلك الصورة قاصدة استفزازه :


_ داي كله عمال يقول لي ايه القمر دي يارحوم ، واللي تقول لي باربي التانية ، وكلياتهم اكده بيقولوا إن الصورة وصاحبتها قمر ١٤ هسيبهم كلهم وأخد برأيك انت ؟!


حقا استفزته بطريقتها وجعلت الغيرة تنـ.ـهش بقلبه ولكنه لم يبين لها ذلك وهتف بأعـ.ـصاب باردة : 


_ بيجاملوكي وبيجبروا بخاطرك يا حضرة الأستاذة .


تفوه بتلك الكلمات وهو يضغط على كلمته الأخيرة "الاستاذة" فهمت مغزى طريقته فهو يريد ان يهز ثقتها بجمالها ولكنها أفحمته فتلك الرحمة لن تترك حقها قولاً او فعلاً تأخذه من عين السبع دون أن تهاب :


_ والله حتى لو بيجاملوني كتر خيرهم جبر الخواطر حلو بردك ، بس لعلمك بقى آني عارفة حالي زين والله لو لبست خيش واتصورت بيه لا إللي يشوف الصورة ينبهر بيها وعلى رأي المثل يامتر القالب غالب بس انت اخلع نضارة الصلابة وقول للحلو في وشه ياحلو .


بعد الهاتف عن أذنه ونفخ بضيق من ثقة تلك الرحمة في حالها كي لاتسمعه ورأى أن أقصر الطرق هي الصراحة ثم هتف :


_ أها ، طب حطاها ليه مستنية يبدوا إعجابهم بجمالك الفتاك ولا ايه ، ملهاش لازمة شيلي الصورة يارحمة .


فتحت فاهها بدهشة من ذاك الماهر أيغار عليها أم ماذا يقصد ؟


ثم سألته وداخلها من فرط سعادته يكاد قلبها يقفز من بين ضلوعها :


_ وه هي عجباني هشيلها ليه يعني ، وبعدين هي داي كل سنة وانتي طيبة بتاعتك في أول عيد ميلاد ليا وآني في حياتك .


جز على أسنانه وهتف بغيظ آمرا إياها:


_ شيلي الصورة يارحمة ومتستفزنيش اكتر من اكده ؟


رفعت حاجبها من نبرته الآمرة :


_ ده اسمه ايه بقى إن شاء الله يامتر ، هو إنت بأي حق تطلب مني الطلب دي ؟


بنبرة حاسمة لاتقبل النقاش:


_ أنا مش بطلب دي أمر ياهانم ، شيلي الصورة وكفاية كلام في الموضوع دي مش هنقعد نتكَلم طول الليل في حوار فارغ ملهش لازمة .


اهتز فكها بسخرية من طريقته الآمرة ونطقت برفض :


_ بأي حق تأمرني يامتر أني مجرد متدربة عندك لا اكتر ولا اقل ؟


استشاط غضبا منها وأجابها :


_ بقول لك ايه سيبك بقى من عقل العيال اللصغيرة دي كبرتي إنتي ومتلفيش وتدوري ،


ثم اكمل بتهـ.ـديد صريح :


_ وقسما بالله لو ماشلتي الصورة اللي انتي حطاها داي للكل يشوفها ويتغزل فيها وفي اصحاب العقول المريضة اللي ياخدوها ويتأملوا فيها على كيفهم ياللي موعياش لكل دي لا هكـ.ـسر لك الموبايل دي يارحمة .


اندهشت من نبرته الغاضـ.ـبة بشدة وأمره الصارم ولكنه نبهها لنقطة مهمة وهو ذنب النظر لأصحاب القلوب المريضة وقررت ان تحذفها ولن تضع صورها مرة أخرى على جميع مواقع السوشيال ميديا وستحذف القديم بأكمله ولكنها قررت أن تستفز مشاعره وأردفت بنبرة ماكرة تليق بجنس حواء :


_ يعني متصل بيا في أنصاص الليالي وبتزعق وبتعلي صوتك على صورة اني نزلتها ، طب ما تقول لي شيل الصورة علشان آني غيران عليكي وتتكلم بكل صراحة يا متر ولا انت بتعرف تزعق وتشخط وتنطر بس .


عض على شفتيه السفلى بغيظ منها ومن مكرها ثم تحدث بنبرة حاول استدعاء الهدوء فيها :


_ طب اني بقول تنامي بقى وكفاية سهر لحد دلوك علشان السهر غلط عليكي انتي لسه صغيرة .


رفعت شفتيها لأعلى باستنكار ورددت:


_ والله ! شكرا على انك خايف علي ، تصبح على خير .


بنبرته الهادئة أمرها دون أن يرد على مسائها :


_ هقفل وأقل من دقيقة تكوني حذفتي الصورة .


ضغطت على أسنانها بغيظ من بروده معها ثم أطاعته وهي تزوم كالأطفال :


_ ماشي ياماهر حاضر ، وشكرا على كل سنة وانتي طيبة اللي مقلتهاش .


قالت كلماتها وأغلقت الهاتف ثم أمسكت هاتفها وحذفت تلك الصورة وجميع الصور وقلبها سعيد بالخطوة التي تقدمتها مع ذاك الحبيب الذي اختاره قلبها ، معـ.ـذبها ولكن تعشق ذاك العـ.ـذاب منه ولن تقدر أن تتخلى عنه ، 


وقررت أن تشاغبه فأنزلت منشورا آخر وأشارت له من ضمن ثلاثون من الأصدقاء وهو في منتصفهم كى لاتلفت انتباه أحدهم وكان محتواه :


"‏الاهتــمام الزائــد قد يفقدك ڪــرامتك

فأحذر أن ترمي ڪثير من الزهور في أحضان

فاقد حاسة الشــــم.


وصله اشارتها فقرأها وابتسم على مشاغبتها ثم ذهب إلى حالة الواتس ودون تلك الكلمات : 


"أحدهم يظن أنه لامحل له من الإعراب ولكن جميع اللغات تخبره أن حروفه جميعاً تمتلك المعجم بأكمله ولكن مدارتها عن جميع الحركات تدل على أهميتها في اللغة بأكملها .


على الفور رأت حالته وقرأتها وتفهمت معانيها وفرح داخلها بشدة فهو فور أن رأى كلماتها الحزينة لجفائه معها صالحها بتلك الكلمات التى أشعرتها بأهميتها عنده ، وبعد قليل أتتها رسالة منه على الواتساب جعلت داخلها يخفق من فرط سعادتها برسالته :


" كل سنة وانتي طيبة والسنة الجاية تكوني محققة أمنياتك بقلب سعيد مطمئن 💖💖 "


رغم بساطة رسالته إلا انها أسعدتها كثيرا واحتضنت هاتفها بفرحة عارمة كالأطفال ونامت وهي سعيدة من ذاك التقدم بعلاقتها مع ماهر ،


أما هو ظل ينظر للنجوم اللامعة في السماء وكل تفكيره الآن في تلك الرحمة التى اختـ.ـرقت قلعته المشيدة بالصرامة وهدـ.ـدت آمانها وبدأت بفك الحصار والقلب تبدل من مجرد نبضات إلى طلبه لوجودها داخل قلعته كي يسقيها من شهد عاشق محروم وياويلها من عاشق جلس أعواماً منغلق على حاله منتظراً عِوضه ، 


جلس يفكر بها ثم أهداها خاطرته :


ولا تتشبَّهين بشيء وأنتي الأخيرة

ولا تُسابقين الغير وانتي البدايات ، 

فالقلب وجد مأواه بين يداكي 

يا رحمتي وألطف الكائنات ، 

وعيناي خصصت نظراتها 

المغرمة لكي دون شتات ، 

وروحي هامت عشقا بكي 

وكلي أصبح الآن ثبات


#خاطرة_ماهر_الريان

#فاطيما_يوسف 

#من_نبض_الوجع_عشت_غرامي


******""""*******"""***


مرت الأيام على تلك الأحداث زينب عادت إلى منزلها ولكن ليس بينها وبين سلطان أي نوع من الحوار وهو ممتثل الغـ.ـضب منها ولم يحادثها ،


ووجد التزمت غرفتها ولم تخرج منها بناءا على تعاليم سلطان لها ، 


وسكون التزمت شقتها في تلك الأيام كي تتجنب أي حوارات تسبب جرحها وبالتالي ستتأثر حياتها مع عمران ، 


ورحمة وماهر في مشاغبتهم المستمرة التي لم تنتهي بعد ، 


أما آدم ظل طيلة الأسبوع مشغولا في تجهيزات فرحه هو وأميرته التي مازالت غير متقبلة تلك الزيجة ولكنها الظروف ، ولكنه قرر أن يصبر عليها حتى تأتي إلى منزله ووقتها حتما لم تستطيع الهروب منه مهما فعلت ، 


أما مها ومجدي فهي تأتي له في المشفى يومياً وتهتم بجميع أموره وقررت أن ترضى بالأمر الواقع فهي لايهمها كلام الناس بقدر مايهمها في المستقبل ملامة أبنائها عن لم تركت أبيهم العاجز وفرقت شملهم وهي من عودتهم على الرجولة منذ صغرهم ، 


دخلت إليهم الطبيبة كي تتابع حالة مجدي وبعد أن انتهت خرجت مها مع الطبيبة وسألتها :


_ بعد اذنك يا دكتورة اني عايزة اسئلك على حاجة ؟


أومأت لها الطبيبة بموافقة بترحاب ووجه مبتسم فتحمحمت متسائلة بتوتر :


_ هو ممكن يعني ... مجدي جوزي يخلف بعد حالته داي ولا مبقاش ينفع ؟


راعت الطبيبة حرجها ونظرت إلى هيئتها المنمقة وملابسها التى تبدو جديدة فظنتهم متزوجون منذ اشهر قليلة فحقا من يرى مها يجزم انها عروسة أمس وليس سنوات ، فربتت على كتفها مطمئنة إياها:


_ لا متقلقيش خالص جوزك هيمارس حياته الطبيعية بشكل طبيعي جداً وطبعاً لو معِندهوش اي حاجة هيخلف بالثلث .


شكرتها مها بامتنان وأكملت:


_ منحرمش من ذوقك ياداكتورة بس اني نفسي أخلف بنوتة إنتي عارفة بقى داي حلم كل ست ، 


تفهمت الطبيبة ما تحتاجه واسترسلت مها حديثها وهي تخفض نبرة صوتها طالبة منها :


_ طب هو ممكن حضرتك يعني تعملي له تحاليل تطمنيني بيها عن الموضوع دي من غير مايعرِف علشان كلمته في الموضوع دي كَتييير وهو مستنكرها قوووي ويقول لي اني عارف اني زين ومفياش ولا عيب دوري على حالك ، وأني كمان عارفة إني زينة وبالرغم من اكده عميلت كل التحاليل وأثبتت اني مفيش لي عيوب .


قالت مها تلك الكلمات و بالفعل هي منذ أن وضعت توأمها منذ سنوات ولم تأخذ وسيلة ومنذ تلك المرة لم تحمل فانتابها الشك أن تكون أصيبت بأذى أو أن رحِمها أصابه إعياء وتابعت مع أختها سكون واكتشفت أن لديها مشكلة بسيطة منذ سنوات ولكنها عالجتها ولم يحدث حمل ولا مرة من المرات التي اجتمعت فيها هي ومجدي وداخلها حزين فهي تتمني أن يكون لديها ابنة تصبحان اصدقاء وأحباء فهي تعشق البنات ، 


حركت الطبيبة رأسها بموافقة ثم قالت :


_ تمام يا جميلة هاخد عينة دم منيه وهعمل التحاليل وهقول لك ومتقلقيش هتبقي أم البنات مش بنوتة واحدة .


ابتسمت لها مها وشكرتها بامتنان وفي آخر اليوم نفذت تلك الطبيبة وعدها وأخذت عينة الد م من مجدي بكل هدوء .


الفصل الثالث والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-