رواية ولادة من جديد الفصل الثاني والعشرون22 بقلم مجهول

   


رواية ولاده من جديد الفصل الثانى والعشرون بقلم مجهول

عاجزة عن الدفاع عنه



لم تكن لدى فايزة شهية للطعام، ولكن تحت حث حنان لها، تمكنت من شرب

الحليب وتناولت بضعة لقمات من السندويتشات.

وأخيراً، توقفت حنان عن اجبارها على الأكل عندما رأت الصعوبة التي تواجه

فايزة لتناول لقمة أخرى.

وجاءت لتجلس بعد أن قامت ببعض التنظيف.

سألت: كيف تشعرين؟ هل تشعرين ببعض التحسن؟"

صدر عن حنان كحة خفيفة، وسألت بتردد: "هل نعود غداً؟"

لم ترد فايزة بشيء.

وعند رؤيتها لذلك، أمسكت حنان بيدها، وأعلنت بثبات: "لنذهب"

"حسناً ..." كان الأمر وكأن فايزة في حالة ضبابية الآن. وكانت بحاجة إلى شخص يدفعها،

بغض النظر عن القرار الذي تتخذه.

ثم قامت وغادرت مع حنان.

عندما مرتا بزاوية سمعت فايزة خلافاً.

كانت شابة في حالة بوس شديد، تهتف بصوت عال: "لكنني يا ماما أحبه!"

صاحت بها صوت امرأة حانقة قاسية محتدة: "اخرسي! ما هذا الهراء الذي

تتحدثين عنه ؟ ألا تذكرين ما علمتك اياه؟ هل تفهمين ما أقوله ؟ لقد غشك !"

"ماما .."

"لا أريد أن أراك تتواصلين معه . بأي شكل بعد ذلك. متشرد فقير مثله ليس

جديراً بك. لن تتمكني . من ایجاد شخص مناسب لو عرف الناس بأمره أفهمت ؟ "

استمعت الفتاة إلى صوت المرأة المتوعد وخفضت رأسها ولم تنطق بكلمة.

كانت عيناها متخفية خلف غرتها.

لم تلق فايزة سوى نظرة واحدة سريعة، قبل أن تنظر بعيداً.

من الواضح أن حنان شهدت ذات المشهد أيضاً. وبعد مغدرتهما للمشتشفى، لم

تملك أن تمنع نفسها من التنهيد: "لا تبدو تلك الفتاة أكبر من مجرد طالبة. يا

لهذه الفتاة الغبية."

لم تقل فايزة أي شيء رداً على ذلك.

وفي تلك اللحظة بدأ هاتفها يهتز.

واقتربت حنان من فورها عندما سمعت صوت الرنين هاتفك يدق هل هو

حسام ؟ هل شعر بالندم؟"

عندما رأت حنان رقماً غير محفوظ على الشاشة، عادت وسألت مرة أخرى: "من

المتصل ؟ "

لسبب ما كان لدى فايزة شعوراً بأنها تعرف من المتصل عندما رأت رقم الهاتف.

لم تتردد سوى للحظات قليلة قبل أن ترد على المكالمة.

صدح صوت أنثوي يشوبه بعض العدائية من الطرف الآخر للمكالمة، سائلاً:

"فايزة صديق، أليس كذلك؟"

لم يكن صوتاً ألفته فايزة، فردت بسؤال: "ومن أنت؟"

"أنا صديقة رهف. اعرف شيئاً بسيطاً وأود أن ألتقي بك للحديث عنه. سأرسل

لك العنوان عبر الرسائل النصية بعد قليل " توقفت المتصلة للحظة قصير قبل

أن تقهقه: "سوف تحضرين، أليس كذلك يا فايزة صديق؟"

ثم

أنهت الاتصال دون أن تنتظر رد فايزة

نظراً لأن فايزة لم تضع المكالمة على مكبر الصوت فلم تتمكن حنان من سماع

ما قالته المرأة الأخرى. لم تستطع سوى أن تسأل بعد انتهاء المكالمة: "من كان

هذا؟ وماذا قال لك؟"

لم يكن لدى فايزة ما تخفيه عن حنان. ولكن استغرقت لحظة قبل أن تجيب:

"صديقة رهفه"

تسمرت حنان لثانية عند سماع ذلك.

ثم هدرت قائلة: "ماذا؟ لماذا تتصل لك صديقتها؟"

" قالت أنها تعرف شيئاً وترغب في رؤيتي"

صدرت رنة قصيرة من هاتفها بمجرد أن قالت ذلك.

كانت رسالة نصية من المرأة، فقد كانت لتوها قد أرسلت الفايزة عنواناً لمقهى

في وسط المدينة.

قطبت حنان حاجبيها الرفيعين: "قالت أنها تعرف شيئاً ما؟ حسناً، ما هو؟ هل

تعتقدين .." ثم استدارت إلى فايزة وهي مصدومة: "ربما تعرف هي أيضاً عن

ذلك ؟ "

بناءً على ما يبدو عليه الوضع حتى الأن فيبدو ذلك"

صاحت حنان بغضب: "اللعنة وكيف عرفت رهف بهذا؟ هل أخبرها حسام ؟ يا

فايزة، حتى لو كان شخصاً تحبينه إلا أنني أريد فعلاً أن أسبه الآن. لماذا ينشر

هذا الخبر طالما أنه قد قرر بالفعل أنه لا يريد الطفل؟ هل فعل ذلك لمجرد أن

تتمكن رهف من السخرية منك؟ لماذا يتصرف كالرعاع؟"

عند سماعها لكلمات حنان القاسية ضد حسام وجدت فايزة نفسها بشكل لا

إرادي تريد الدفاع عنه إلا أن الكلمات التصقت بطرف لسانها.

فتحت شفتيها، لتدرك كم كانت عاجزة.

هل يجب أن تدافع عنه ؟

ولكن ما الهدف من ذلك، بينما كانت الحقيقة واضحة أمامهما؟

وهي تفكر في ذلك خفضت نظرها والتزمت الصمت.

إلا أن حنان قررت نيابة عنها: "لا تذهبي إن أرادوا رؤيتك، فليأتوا إليك. لماذا

عليك أن تذهبي لمجرد أنهم اتصلوا بك وأرسلوا لك عنواناً؟"

رأت فايزة مدى غضب ،حنان، فاضطرت أن تهدئ من روعها بدلاً .

أنوي الذهاب، فلا تغضبي، حسناً؟"

من ذلك. "لا

أغضب؟ إنما قلبي ينفطر لك هسهست حنان بصوت امتلأ كراهية. بدا أنها

تذكرت شيئاً ما، عندما حدقت قائلة: "أن تجعل رهف صديقتها لتتحدث

لابد أنها قلقة أنك قد تقررين عدم التخلص من الطفل، ومن ثم

تنافسينها على حسام . ها ! إذاً، فهي ليست على هذا القدر من الثقة بنفسها."

إليك

وضعت فايزة هاتفها جانباً، وتجاهلت الرسالة النصية. لن تذهب، حتى لو لم

تحذرها حنان. هذا أمر بيني وبين حسام. وليس لأي شخص آخر، بما في ذلك

صديقة رهف بل ورهف نفسها، أية علاقة بهذا الأمر.

بعد وداعها لحنان عادت فايزة إلى المنزل.

كان لديها الكثير من الوقت الفارغ، نظراً لطول مدة اجازتها السنوية. وسوف

تكون الأيام القليلة المقبلة فرصة مثالية لاعادة ترتيب أفكارها.

كانت بحاجة للتفكير فيما تريده.

في المقهى الذي في وسط المدينة، التقطت رهف كوب القهوة لتشرب منه إلا

أنها لم تكن قد ارتشفت منه بعد حتى وضعته بسرعة ونظرت إلى صديقتها

التي كانت تجلس أمامها.

"إنها بالتأكيد ستأتي، أليس كذلك؟"

سخرت الصديقة في امتعاض : "ستأتي إلا إذا لم تكن ترغب في الوصول إلى

تفسير لهذه المسألة سوف تشعر بالخوف ولا شك. لننتظر هنا. عندما تكون عند

الناصية، عليك أن تذهبي وتختبئي في الداخل. ولا تظهري بعد "

استمعت رهف إلى الخطة التي وضعتها صديقتها لها، وعضت شفتها السفلى

برفق. "كيف ستخبرينها؟ أنا متأكدة أنها لم تكن ترغب في حدوث ذلك. حاولي

التحدث إليها بلطف لاحقاً. وإن كانت تريد تعويضاً، يمكنني أيضاً .

"رهف!" نظرت صديقتها إليها في عدم تصديق "توقفي عن هذا الكرم الذائد.

ماذا تعنين أنها لم تكن ترغب في حدوث هذا؟ كيف يمكن لحسام أن يلمسها

وأن تحمل منه إذا لم تكن ترغب في ذلك؟ لا بد أن تلك العاهرة قد أغرت

حسام . لا يجب أن تبدي لها أي رحمة، أو ستجدين نفسك أنت في مشاكل جمة

في المستقبل"

تنهدت رهف: "أعلم أنك تفعلين ما لصالحي، ولكن ... لقد أفلست عائلتها وهي

مثيرة للشفقة. دعينا نعطيها بعض المال إذا أمكننا ذلك. لقد ساعدت حسام

كثيراً خلال العامين الماضيين "

تردد صوت صديقة أخرى: "انظروا كم هي لطيفة رهف. إنها لا تشبه تلك

الساقطة بأي حال من الأحوال. إنها تعرف أن حسام رجلك أنت، وعلى الرغم

ذلك سمحت لنفسها أن تحمل طفله انها تحاول انتهاز الفرصة لتصل إلى

مرتبة أعلى. لقد انذرناها المرة الماضية."

من

" بالضبط "

ستعطيها بعض الانذارات الاضافية عندما تصل وسنجعلها ترى ما نستطيع

فعله

ولسوء حظهن لم تأت فايزة حتى بعد انتظار دام 30 دقيقة.

" هذه الرخيصة لم تفي بموعدها اتصلي بها واسأليها ما الذي تفكر به!"

انحنت اصابع رهف قليلاً عندما سمعت كلمات صديقتها.

الفصل الثالث والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-