رواية احببت كاتبا الفصل الواحد العشرون
فعندما تطغي احلام القلوب علي عقولنا ، تصبح هذه هي النتيجه .. فقد كانت كالمغيبه تأكل البطاطس بعدما تُقشرها دون ان تنضج ، فلا فرق الان أمامها اذا كانت تشعر بطعم الطعام .. فكل خيالها قد ذهب معه وهي تفكر في حب قد تمنت الوصول اليه دوما ولكن اين شغفها الأن ..هي أحبت كاتبا من سطوره ولكن في النهايه اكتشفت انه ليس الا مستعارا
فظلت تردد بصوت مسموع : ده حتي الكُتاب بيضحكوا علينا ، مش كفايه اوهام اللي بيكتبوه وبنقرا ليهم ..كمان أساميهم وحياتهم سراب
فوقف هو يتأملها بسكون في بدايه الامر،ولكن لم يستمر السكون اكثر من ذلك .. فتعالت ضحكاته بسبب هيئتها وهي تأكل البطاطس بنشاها وتُحادث نفسها
احمد : اصحاب العقول في راحه ، وانتي في راحه راحه
فطالعته صفا بصدمه ثم نظرت الي ماتأكله ، فلوت فمها بضيق وهي تبتلع ريقها من أثر ماكانت تأكله حتي كشرت عن انيابها وهي تقول : طعمها وحش اووي
فتأملها بنظرات هادئه ثم أنحني علي شفتيها ليقبلها بقبلة ناعمه قائلا بعدما انهي ماأراد : ماأنتي اللي هابله ياحببتي
فأرتجف جسدها من أثر قبلته وصوته ،وهوت علي احدي المقاعد التي تحاوط منضدة صغيره
صفا: انت ليه بتعمل كده
فطالعها بغرابه ، وهو يتنهد بحرقة فهو ليس بالمراهق الجاهل بالمشاعر
احمد : صفا انتي ليه مش مصدقه اني حبيتك ، انتي حولتي لوح التلج لأنسان عايش .. انا كنت فاكر حياتي هتفضل كده .. كنت حاسس ان مشاعري في الحب انتهت مع اول صدمه بس نسيت ان لسا القلب عايش ومش محتاج غير إفاقه
فأغمضت عيناها بألم وهي تتذكر والديها حتي قالت بنبره باكيه : بابا وماما وحشوني اوي
فأنحني بجسده قليلا كي يلامس وجهها بأنامله ليقول : انا مفتكرش داده فاطمه اووي ، يعني ممكن افتكرها علي خفيف ..بس عامر حياته كلها كانت معاها وكان بيحبها اوي
وأمسك بيدها ليقول ببتسامه واسعه : انا موافق ندي نفسنا فرصه ، ونمر بمراحل الحب خطوه خطوه
وداعب خصلات شعره بهدوء ليرفع احد حاجبيه قائلا:
اول خطوه (المعاكسه) .. فبدء يتغزل بها
حتي ضحكت هي بقوه من مُشاهدتها له بذلك المنظر ،فضحك بشده ليقول بجديه مصطعنه : وأدي الهيبه ضاعت في الحب
لتبتسم صفا قائله : متعاكسش تاني لو سامحت ، حتي في مُعاكستك بتتكلم بعمق
فتنحنح احمد حرجا ليقول : ندخل علي الخطوه التاني .. (التعارف)
واتسعت ابتسامته وهو يمسك احد ايديها قائلا : كتر السلامات هيقلل المعرفه ، انا صفا وانتي احمد
وخارت قوها ضحكا حتي انتبه لما فعله
احمد : يييه ، اقصد انا احمد وانتي صفا .. كده خلاص التعارف انتهي
وعادت ابتسامته ثانية ،وقبل ان يكمل باقي خطواته انتبهت انه لم يتبقي معه سوا خطوتان ..
صفا : ده سلق بيض ، كفايه خطوات .. الخطوه بتاعتي اننا نبقي صحاب
فشتعلت النيران بداخله حتي قال بوجوم مصطنع : مش شايفه اني كبرت علي الكلام ده
فحركت وجهها بالنفي ،ثم قالت بمرح : عايزه اروح مكان بيتزحلقوا فيه علي التلج !
................................................................
تأملها بغضب ،وهو يطالع تلك المخده التي تتوسط فراشهم .. وما ترتديه وهي نائمه بجانبه .. فتنفس بضيق حتي قال : شيلي المخده ديه ياجنه من هنا ، وقومي غيري هدومك وقلعي طرحتك .. انتي هتنامي كده
فأبتسمت برضي وهي تشاهد غضبه حتي قالت بنعومه وببرائه اصبحت تتقنها : بص ياجاسر
فطالعه هو بأعين غاضبه حتي قال بتأفف : بصيت ياأخُت جنه
فأبتسمت وهي تلامس حجابها وعبائتها ،ثم اعتدلت في جلستها لتقول ببتسامه هادئه : اللي اولوا شرط ، اخره نور
وهلا هلا علي الجد والجد هلا هلا عليه !
فأمتقع وجهه اكثر منها وكادت ان تكمل عباراتها .. ولكن يدهه القويه قد اطبقت علي فمها ليقول : كفايه ، احنا قاعدين في الشارع .. وتنهد بهدوء وبدء يتحدث بنعومه : ياجنه ياحببتي ، اتعملي معايا كأنك أنثي .. مش تُردي ليا الصاع صاعين ..
فطالعته بصمت ، وهي تتأمله ثم أزالت قبضت يدهه القويه عنها لتقول : اطلع نام بره او علي الكنبه ديه
واشارت الي مكان نومتها القديم قائلة بشر وهي تعيد ذكرياتها معه : ما انا هنتقم منك يعني هنتقم منك
فضحك عاليا ليحتضنها رغما عنها
جاسر : عارفه لولا انك بتتعاملي من قلبك وبقيت فاهم جنه صح .. كان زماني قطعت رقابتك ياحياتي
فطالعته بصدمه من كلمته تلك حتي قال ضاحكا : هو انتي فاكره اني مش رومانسي .. ولا بعرف اقول كلام حلو
وعاد يتنهد بحسره ليقول : ساعات بنتصنع الأدوار ، وبندفن نفسنا بوشوش ناس تانيه .. بنفتكر لما بنغير جلدنا بنحمي نفسنا من الماضي وبناخد حقنا بس للاسف مبيضعش في النهايه غيرنا
وعاد يبتسم اليها ثانية ،فأدمعت عيناها عندما لامست مابداخله حقا
جنه : احكيلي كل حاجه عن مرام ياجاسر ، قولي هي جرحتك ب ايه
فعاد اليه الجمود ثانية وطالعها بصمت حتي قال أخيرا : لسا وقت الكلام مجاش ياجنه ، لما يجي وقته تأكدي اني هترمي في حضنك زي الطفل الصغير وهحكيلك
فلامست كفيه بحنان وهي تتأمله قائله : طب امتا ياجاسر ؟
ليتنهد هو قائلا : لما تبقي مراتي بجد ياجنه
.................................................................
هبطت دموعها بغزاره وهي تتأمل من شباك شرفتها الحرم والامطار تهطلع بضوء عجيب يتعاكس علي ستار الكعبه .. فمشهد قد جعلها تدمع وهي تدعو الله ان يحفظ لها سعادتها ويديم حياتها معه ، ليحاوطها هو بذراعيه قائلا بحنان : المنظر جميل اووي ياحياه
لتلتف اليه باسمه قائله بسعاده : ماما اخدت علاجها ..
فيتنهد عامر بحراره ليقول : عارفه ياحياه انا زعلان اوي علي كل لحظه من عمري عاقبتها فيها ، كنت جافي معاها اووي .. كنت موفرلها كل حاجه تحتاجها بس نافيها عن حياتي ، قالتهالي مره ياحياه قالتلي
الموت أهون عليا من ان ابني يرميني في اوضه ويعزلني عنه وكأني وباء .. أتمنت الموت بسببي
وسقطت دموعه لاول مره فيتكرر المشهد بين اعينه وهو يري الابن الذي كان يحمل والده علي اكتافه ويطيف به حول الكعبه ، وتذكر احد القصص التي سمعها بالمصادفه معها
فنطق بندم قاتل
عامر : مش قادر انسي القصه اللي سمعتها معاكي ، وابتسم بمراره وهو يتذكر القصه فالام تجهل ابنها منذ نعومة اظافره لانها ليست بالعاقله ، ولم يري منها حنانا قاطعاً .. فغمرها هو بالحنان الذي فقده وراعها منذ العاشره من عمره يخدمها رغم انها تنهره وتنكر امومتها منه.. وهو لا ينتظر شئ منها سوا رضاها
فنظرت اليه بحنان حتي رفع وجهه اليها برضي ليقول : دخلتي حياتي ، وبعدك دخل النور ياحياه ..
.............................................................
تطالعت بوجه اختها بحقد حتي قالت : انا جاسر يجيب سكرتيره بدالي ويخليني مجرد موظفه كل ده عشان مين
لتتأملها هدي بضيق قائله : انسي جاسر بقي يانيره هو ولا بيحبك ولا عمره هيحبك .. افهمي بقي
وامسكت بمعصمها لتنهضها كي تتأمل هيئتها بالمرئه قائله : العمر بيجري ، ويوم ورا يوم بنكبر .. عمرك بيضيع يانيره وانتي بتفكري في انسان مش شايفك غير بنت خالته وبس ، اتجوز مرام وسابك وبعدين اتجوز جنه .. بس ايام مرام كنتي لسا صغيره الفرصه كانت قدامك ام دلوقتي بقيتي ناضجه ، عمرك بقي كام دلوقتي يانيره
لتتجمد نظرات نيره فتتطالع اختها ببرود قاتل : انتي بتعايريني ياهدي
هدي بأسف : بعايرك !
فهمتي خوفي عليكي مُعايره
لتتأملها نيره بضيق وتمسك بحقيبة يدها قائله : اظاهر ان انتي وأروي بقيتوا خساره عليا ومبيجيش من وراكم فايده ، خليكم في حياتكم وسبوني في حالي ...وحياتي وانا اللي همشيها وبكره جاسر يندم انه متجوزنيش !
...................................................................
نظر اليه رامي طويلا وهو يتأمل نظراته القويه عليها
ليتنهد بأسي قائلا : صفا وساره شكلهم مبسوطين مع بعض وهيبقوا صحاب ، فكرة التزحلق كانت فكرة مجنونه بعيد عن طباعك ياأحمد
ليلتف اليه احمد بجسده متمهلا في بُعد نظراته عنها قائلا : بحاول ابسطها يارامي ، كفايه اني ظلمت مها بحب أناني وماتت بسببي
رامي : يعني شعورك بالذنب بموت مها مخليك تعامل صفا كده
احمد : صفا ومها الاتنين حبوني وربطوا مصيرهم بيا ، صفا قبلت تتجوزني عشان عرفت ان انا كنت الكاتب اللي بتشوف فارس احلامها فيه .. عامر حكالي كل حاجه
ليطالعه رامي قائلا : وهي عارفه بكل ده
احمد : للاسف لاء ولا عارفه اني عارف انها بقيت عارفه كاتبها المجهول .. ثم تنهد قائلا ببتسامه هادئه : فاكر البنت اللي كانت بتبعت رسايل علي شقتك حباً فيا وانت كُنت ديما تضحك وتقولي ازاي بنت في عمرها تحب انسان مش موجود
ليتذكر رامي كل هذا ليقول ضاحكا : وعرفت بقي مين هي البنت ديه ، اكتر معجبه كانت صعبانه عليا ديه فضلت اربع سنين تبعتلك جوابات ،وانت اضطريت تنشر صوره لخالك مراد وهو عمره 40 سنه عشان محدش من قرائك يتعلق بيك
ثم اعتلت الصدمه وجهه رامي عندما قال
احمد : صفا هي البنت ديه ، صفا كانت ضحيتي وحبتني ،رسمت كل احلامها معايا انا ومكنش همها عمري ..
رامي : بس انت عرفت ده كله منين
احمد : انت ناسي الجوابات لسا معايا ، وناسي العلامه المميزه اللي كانت ديما بتحطها في نهاية الخطاب
صفا مبتكتبش حاجه غير بيها
ليتنهد رامي قائلا : انا مش مصدق ان القدر لدرجادي جمعها بيك ، انت حبيتها ياأحمد ولا حبيت حبها ليك ولا حبيت فيها روح مها ....
وربط علي كتفه بحنان وهو يشاهد حبيبته تلوح له بذراعيها
ليطالع الاخر زوجته بتنهد وهو جاهل للرد
..................................................................
تأمل ابتسامتها المرحه مع والده ، حتي قال حسن : بس كفايه وكل يابنت اخوي ، اكلت كتير كأني عيل صغير
ليبتسم جاسر لها وهو يطالع والده الذي اغمض عيناه ، واشار اليهم بالانصراف كي يستريح قليلا
فأنصرفوا من امامه بهدوء حتي قال جاسر ضاحكا : بتعاملي الحج ولا كأنه عيل صغير ..
لتلتف اليه جنه قائله : هو انت رجعت بدري ليه النهارده
جاسر بتنهد : في ضيوف جاين ليا كمان ساعه هنا ، عشان ترشيحي في الانتخابات
جنه بصدمه: وهترشح نفسك ياجاسر
ليطالعها جاسر قائلا :لسا بفكر
واقترب منها بحنان ،حتي قال باسماً : ميعاد الدرس بتاعك قرب خلاص ياحضرت الاستاذه .. انا جبت الناس هنا عشان مش ناقص فضايح
ليتهكم وجهها ، حتي ضحك قائلا : ده انتي بقيتي فضحاني في البلد كلها ...
لترفع وجهها اليه بغضب ، فأزدادت ضحكاته ليقول : قد عقلة الاصبع بس بتعملي بلاوي
فلم يكن منها سوا ان تدفعه بعيدا عنها وهي تُتمتم بتوعد له
فيبتسم هو بأسترخاء ، حتي عادت اليه قائله : الحساب يجمع ياابن عمي
................................................................
نظر الي كل الخيوط المتشابكه بين بعضها ، حتي رفع أعينه الي بعض رجاله ليقول بنبره قويه : واقفين قدامي كده ليه ، امشوا من قدامي
ونهض من مجلسه بتأفف وهو يلتهم سيجارته بأنفاس قويه ، ليقول بضيق : ما انا لازم أدخللك من مكان ياجاسر ، لازم ابقي فرد في العيله ديه
ثم عاد ينظر الي الحلقات المفرغه ، ليقع ببصره الي اسم أحدهما فيردده قائلا : (نيره ..)!
.................................................................
وقفت سناء كالبلهاء تُطالع فاخمة البيت الذي تسكنه اخت زوجها ، الي ان جائت احد الخادمات تحمل ما يشتهوه من الحلوه والعصائر فأنتبهت الي يد زوجها الذي يجذبها كي تجلس ثانية .. حتي قالت بتأفف :
مش عايزه أقعد ، سبني أتفرج علي العز ده كله .. بقي أختك
وكادت ان تكمل جملتها الي أن سمعت صوت حياه الدافئ وهي تفرد بذراعيها لأبناء أخيها بحب
فنهض رجب هو الأخر بسعاده وهمس في أذن زوجته ليقول : ياشيخه قولي ماشاء الله ، هو احنا جاين نباركلهم علي الحج ولا جاين نحسد فيهم .. ده انتي ست فقر
وتركها وذهب الي أخته ،واحتضنها قائلا : دعيتي لاخوكي ياحياه
لتبتسم حياه وهي تحتضنه قائله : ودعيت لبابا وماما الله يرحمهم كمان ، والولاد وسناء .. دعتلنا كلنا
فأقتربت منهم سناء بكرهه قائله : ودعتيلي ليه ياختي ، أكيد دعتيلي ان اموت ما أنا عارفاكي طول عمرك بتكرهيني
فطالعها رجب بضيق ، الي ان قالت تلك المسكينه :
والله ياسناء دعتلك بالخير ، واكرهك ليه بس يامرات اخويا انتوا أهلي
لتطالعها سناء بخبث ، وهي تفكر في شئ كي تعكر به صفو سعادتها وقالت بصوت هادئ يتخلله الحب : مافيش حاجه جايه في السكه ياحياه !
................................................................
وقفت أمامه بسعاده ، وهي تطالعه قائله : هنشتري هدوم جديده
ليبتسم اليها احمد قائلا : انتي ناسيه ان الدراسه كلها اسبوع وهتبدء
فيتهلل اساريرها بحب ، ففكرة ان تكمل دراستها بلغة اخري
جعلتها تتحمس فاليوم ستبدء بتحضير رسالتها ب اللغة العبريه
صفا بسعاده : انت صديق جميل اووي
ليقف احمد قبالتها قائلا : طب يلا اجهزي يابتاعت الاصدقاء انتي
وبدون شعور منها ، اقتربت منه وعانقته بحب وهي تُتمتم هامسه : ربنا يخليك ليا
فأحتضنها وهو يلامس خصلات شعرها ، وكلام رامي مازال يتردد عليه .. فهو في الحب لا يجني سوا ظُلم أحبته ، فأبعدها عنه قائلا بخبث : نعدي خطوت الصحاب ، ونكمل خطواتي انا ولا
لتركض هي من امامه بعدما فهمت ما يرمي اليه حتي قالت : اشرب قهوتك براحه ، وثواني وأجهز
فضحك علي أرتباكها ، فمعها قد عادت اساليب وقاحته كرجل .. ليتنهد مُحترقا من فكرة ان يكون قد احبها ليعوض سنوات حرمانه من مها
احمد : ياريتك مادخلتي حياتي ياصفا !
................................................................
ظل يطالع أبتسامتها وهي تضع الطعام له، بعدما أستغنت عن تلك الخادمه التي قد بعثت بها إليهم عمتهم في بداية زوجهما
ليتذكر كلمات احد كبار عائلته وهو يسأله متي سيصبح له ولداً وريثاً يورث أسمه ، فتنهد بعمق وهو يعود بحياته منذ أسبوعان فلو كان أحداً سأله هذا السؤال لكان قد حول المجلس بنيران مدفونه بداخله .. ولكن الان الامور قد تغيرت واصبحت غريزه أن يكون له طفلا تدب في اوصاله
فجلست علي أحد المقاعد تضع له الطعام بطبقه ببتسامه لا يعلم سببها ، حتي قالت : دوق أكلي بقي ياجاسورتي
ليفيق جاسر من شروده علي دلعها الذي لم يعجبه حتي قال : جاسورتك مين ده ، ايه الدلع الماسخ ده
فطالعته هي ببتسامه هادئه ، لتمتص غضبه وتُرواضه اليها كم نصحتها عمتها
جنه : مش عجبك الدلع ياجاسورتي
ليتأفف جاسر قائلا : جنه أنا مبحبش الدلع
وبدء يتناول طعامه ، حتي نهض قائلا : ايه ده
فتعالت ضحكاتها قائله : في أيه ماله الاكل
جاسر بضيق : الاكل مليان شطه ، وانا مبحبش الشطه
جنه ببرود : في راجل مبيحبش الشطه
جاسر بغضب : انا مبحبهاش
لتعود لضحكاتها ثانيه : بس انا بحبها
ورفعت بأحد حاجبيها كي تستفزه أكثر : عشان تعرف عقلة الاصبع هتعمل ايه
فأمسك هو بأحد ذراعيها كي يُقربها منه قائلا : يعني عشان كلمه ، تقومي تحطيلي شطه ياجنه
وتأمل وجهها قائلا : انا واثق انك قصداها
لترفع بوجهها الدافئ اليه قائله : طب سيب دراعي بس وانا أعترف ياشيخ العرب
فما كان من سوا ان ألتهم شفتيها ، واعتصر جسدها بذراعيه لتحاول ان تنتفض من قبضته ، ليقول هو بهدوء بعدما عاد ليجذبها اليه ثانية : انتي مراتي ياجنه
فظلت تردد بصوت مسموع : ده حتي الكُتاب بيضحكوا علينا ، مش كفايه اوهام اللي بيكتبوه وبنقرا ليهم ..كمان أساميهم وحياتهم سراب
فوقف هو يتأملها بسكون في بدايه الامر،ولكن لم يستمر السكون اكثر من ذلك .. فتعالت ضحكاته بسبب هيئتها وهي تأكل البطاطس بنشاها وتُحادث نفسها
احمد : اصحاب العقول في راحه ، وانتي في راحه راحه
فطالعته صفا بصدمه ثم نظرت الي ماتأكله ، فلوت فمها بضيق وهي تبتلع ريقها من أثر ماكانت تأكله حتي كشرت عن انيابها وهي تقول : طعمها وحش اووي
فتأملها بنظرات هادئه ثم أنحني علي شفتيها ليقبلها بقبلة ناعمه قائلا بعدما انهي ماأراد : ماأنتي اللي هابله ياحببتي
فأرتجف جسدها من أثر قبلته وصوته ،وهوت علي احدي المقاعد التي تحاوط منضدة صغيره
صفا: انت ليه بتعمل كده
فطالعها بغرابه ، وهو يتنهد بحرقة فهو ليس بالمراهق الجاهل بالمشاعر
احمد : صفا انتي ليه مش مصدقه اني حبيتك ، انتي حولتي لوح التلج لأنسان عايش .. انا كنت فاكر حياتي هتفضل كده .. كنت حاسس ان مشاعري في الحب انتهت مع اول صدمه بس نسيت ان لسا القلب عايش ومش محتاج غير إفاقه
فأغمضت عيناها بألم وهي تتذكر والديها حتي قالت بنبره باكيه : بابا وماما وحشوني اوي
فأنحني بجسده قليلا كي يلامس وجهها بأنامله ليقول : انا مفتكرش داده فاطمه اووي ، يعني ممكن افتكرها علي خفيف ..بس عامر حياته كلها كانت معاها وكان بيحبها اوي
وأمسك بيدها ليقول ببتسامه واسعه : انا موافق ندي نفسنا فرصه ، ونمر بمراحل الحب خطوه خطوه
وداعب خصلات شعره بهدوء ليرفع احد حاجبيه قائلا:
اول خطوه (المعاكسه) .. فبدء يتغزل بها
حتي ضحكت هي بقوه من مُشاهدتها له بذلك المنظر ،فضحك بشده ليقول بجديه مصطعنه : وأدي الهيبه ضاعت في الحب
لتبتسم صفا قائله : متعاكسش تاني لو سامحت ، حتي في مُعاكستك بتتكلم بعمق
فتنحنح احمد حرجا ليقول : ندخل علي الخطوه التاني .. (التعارف)
واتسعت ابتسامته وهو يمسك احد ايديها قائلا : كتر السلامات هيقلل المعرفه ، انا صفا وانتي احمد
وخارت قوها ضحكا حتي انتبه لما فعله
احمد : يييه ، اقصد انا احمد وانتي صفا .. كده خلاص التعارف انتهي
وعادت ابتسامته ثانية ،وقبل ان يكمل باقي خطواته انتبهت انه لم يتبقي معه سوا خطوتان ..
صفا : ده سلق بيض ، كفايه خطوات .. الخطوه بتاعتي اننا نبقي صحاب
فشتعلت النيران بداخله حتي قال بوجوم مصطنع : مش شايفه اني كبرت علي الكلام ده
فحركت وجهها بالنفي ،ثم قالت بمرح : عايزه اروح مكان بيتزحلقوا فيه علي التلج !
................................................................
تأملها بغضب ،وهو يطالع تلك المخده التي تتوسط فراشهم .. وما ترتديه وهي نائمه بجانبه .. فتنفس بضيق حتي قال : شيلي المخده ديه ياجنه من هنا ، وقومي غيري هدومك وقلعي طرحتك .. انتي هتنامي كده
فأبتسمت برضي وهي تشاهد غضبه حتي قالت بنعومه وببرائه اصبحت تتقنها : بص ياجاسر
فطالعه هو بأعين غاضبه حتي قال بتأفف : بصيت ياأخُت جنه
فأبتسمت وهي تلامس حجابها وعبائتها ،ثم اعتدلت في جلستها لتقول ببتسامه هادئه : اللي اولوا شرط ، اخره نور
وهلا هلا علي الجد والجد هلا هلا عليه !
فأمتقع وجهه اكثر منها وكادت ان تكمل عباراتها .. ولكن يدهه القويه قد اطبقت علي فمها ليقول : كفايه ، احنا قاعدين في الشارع .. وتنهد بهدوء وبدء يتحدث بنعومه : ياجنه ياحببتي ، اتعملي معايا كأنك أنثي .. مش تُردي ليا الصاع صاعين ..
فطالعته بصمت ، وهي تتأمله ثم أزالت قبضت يدهه القويه عنها لتقول : اطلع نام بره او علي الكنبه ديه
واشارت الي مكان نومتها القديم قائلة بشر وهي تعيد ذكرياتها معه : ما انا هنتقم منك يعني هنتقم منك
فضحك عاليا ليحتضنها رغما عنها
جاسر : عارفه لولا انك بتتعاملي من قلبك وبقيت فاهم جنه صح .. كان زماني قطعت رقابتك ياحياتي
فطالعته بصدمه من كلمته تلك حتي قال ضاحكا : هو انتي فاكره اني مش رومانسي .. ولا بعرف اقول كلام حلو
وعاد يتنهد بحسره ليقول : ساعات بنتصنع الأدوار ، وبندفن نفسنا بوشوش ناس تانيه .. بنفتكر لما بنغير جلدنا بنحمي نفسنا من الماضي وبناخد حقنا بس للاسف مبيضعش في النهايه غيرنا
وعاد يبتسم اليها ثانية ،فأدمعت عيناها عندما لامست مابداخله حقا
جنه : احكيلي كل حاجه عن مرام ياجاسر ، قولي هي جرحتك ب ايه
فعاد اليه الجمود ثانية وطالعها بصمت حتي قال أخيرا : لسا وقت الكلام مجاش ياجنه ، لما يجي وقته تأكدي اني هترمي في حضنك زي الطفل الصغير وهحكيلك
فلامست كفيه بحنان وهي تتأمله قائله : طب امتا ياجاسر ؟
ليتنهد هو قائلا : لما تبقي مراتي بجد ياجنه
.................................................................
هبطت دموعها بغزاره وهي تتأمل من شباك شرفتها الحرم والامطار تهطلع بضوء عجيب يتعاكس علي ستار الكعبه .. فمشهد قد جعلها تدمع وهي تدعو الله ان يحفظ لها سعادتها ويديم حياتها معه ، ليحاوطها هو بذراعيه قائلا بحنان : المنظر جميل اووي ياحياه
لتلتف اليه باسمه قائله بسعاده : ماما اخدت علاجها ..
فيتنهد عامر بحراره ليقول : عارفه ياحياه انا زعلان اوي علي كل لحظه من عمري عاقبتها فيها ، كنت جافي معاها اووي .. كنت موفرلها كل حاجه تحتاجها بس نافيها عن حياتي ، قالتهالي مره ياحياه قالتلي
الموت أهون عليا من ان ابني يرميني في اوضه ويعزلني عنه وكأني وباء .. أتمنت الموت بسببي
وسقطت دموعه لاول مره فيتكرر المشهد بين اعينه وهو يري الابن الذي كان يحمل والده علي اكتافه ويطيف به حول الكعبه ، وتذكر احد القصص التي سمعها بالمصادفه معها
فنطق بندم قاتل
عامر : مش قادر انسي القصه اللي سمعتها معاكي ، وابتسم بمراره وهو يتذكر القصه فالام تجهل ابنها منذ نعومة اظافره لانها ليست بالعاقله ، ولم يري منها حنانا قاطعاً .. فغمرها هو بالحنان الذي فقده وراعها منذ العاشره من عمره يخدمها رغم انها تنهره وتنكر امومتها منه.. وهو لا ينتظر شئ منها سوا رضاها
فنظرت اليه بحنان حتي رفع وجهه اليها برضي ليقول : دخلتي حياتي ، وبعدك دخل النور ياحياه ..
.............................................................
تطالعت بوجه اختها بحقد حتي قالت : انا جاسر يجيب سكرتيره بدالي ويخليني مجرد موظفه كل ده عشان مين
لتتأملها هدي بضيق قائله : انسي جاسر بقي يانيره هو ولا بيحبك ولا عمره هيحبك .. افهمي بقي
وامسكت بمعصمها لتنهضها كي تتأمل هيئتها بالمرئه قائله : العمر بيجري ، ويوم ورا يوم بنكبر .. عمرك بيضيع يانيره وانتي بتفكري في انسان مش شايفك غير بنت خالته وبس ، اتجوز مرام وسابك وبعدين اتجوز جنه .. بس ايام مرام كنتي لسا صغيره الفرصه كانت قدامك ام دلوقتي بقيتي ناضجه ، عمرك بقي كام دلوقتي يانيره
لتتجمد نظرات نيره فتتطالع اختها ببرود قاتل : انتي بتعايريني ياهدي
هدي بأسف : بعايرك !
فهمتي خوفي عليكي مُعايره
لتتأملها نيره بضيق وتمسك بحقيبة يدها قائله : اظاهر ان انتي وأروي بقيتوا خساره عليا ومبيجيش من وراكم فايده ، خليكم في حياتكم وسبوني في حالي ...وحياتي وانا اللي همشيها وبكره جاسر يندم انه متجوزنيش !
...................................................................
نظر اليه رامي طويلا وهو يتأمل نظراته القويه عليها
ليتنهد بأسي قائلا : صفا وساره شكلهم مبسوطين مع بعض وهيبقوا صحاب ، فكرة التزحلق كانت فكرة مجنونه بعيد عن طباعك ياأحمد
ليلتف اليه احمد بجسده متمهلا في بُعد نظراته عنها قائلا : بحاول ابسطها يارامي ، كفايه اني ظلمت مها بحب أناني وماتت بسببي
رامي : يعني شعورك بالذنب بموت مها مخليك تعامل صفا كده
احمد : صفا ومها الاتنين حبوني وربطوا مصيرهم بيا ، صفا قبلت تتجوزني عشان عرفت ان انا كنت الكاتب اللي بتشوف فارس احلامها فيه .. عامر حكالي كل حاجه
ليطالعه رامي قائلا : وهي عارفه بكل ده
احمد : للاسف لاء ولا عارفه اني عارف انها بقيت عارفه كاتبها المجهول .. ثم تنهد قائلا ببتسامه هادئه : فاكر البنت اللي كانت بتبعت رسايل علي شقتك حباً فيا وانت كُنت ديما تضحك وتقولي ازاي بنت في عمرها تحب انسان مش موجود
ليتذكر رامي كل هذا ليقول ضاحكا : وعرفت بقي مين هي البنت ديه ، اكتر معجبه كانت صعبانه عليا ديه فضلت اربع سنين تبعتلك جوابات ،وانت اضطريت تنشر صوره لخالك مراد وهو عمره 40 سنه عشان محدش من قرائك يتعلق بيك
ثم اعتلت الصدمه وجهه رامي عندما قال
احمد : صفا هي البنت ديه ، صفا كانت ضحيتي وحبتني ،رسمت كل احلامها معايا انا ومكنش همها عمري ..
رامي : بس انت عرفت ده كله منين
احمد : انت ناسي الجوابات لسا معايا ، وناسي العلامه المميزه اللي كانت ديما بتحطها في نهاية الخطاب
صفا مبتكتبش حاجه غير بيها
ليتنهد رامي قائلا : انا مش مصدق ان القدر لدرجادي جمعها بيك ، انت حبيتها ياأحمد ولا حبيت حبها ليك ولا حبيت فيها روح مها ....
وربط علي كتفه بحنان وهو يشاهد حبيبته تلوح له بذراعيها
ليطالع الاخر زوجته بتنهد وهو جاهل للرد
..................................................................
تأمل ابتسامتها المرحه مع والده ، حتي قال حسن : بس كفايه وكل يابنت اخوي ، اكلت كتير كأني عيل صغير
ليبتسم جاسر لها وهو يطالع والده الذي اغمض عيناه ، واشار اليهم بالانصراف كي يستريح قليلا
فأنصرفوا من امامه بهدوء حتي قال جاسر ضاحكا : بتعاملي الحج ولا كأنه عيل صغير ..
لتلتف اليه جنه قائله : هو انت رجعت بدري ليه النهارده
جاسر بتنهد : في ضيوف جاين ليا كمان ساعه هنا ، عشان ترشيحي في الانتخابات
جنه بصدمه: وهترشح نفسك ياجاسر
ليطالعها جاسر قائلا :لسا بفكر
واقترب منها بحنان ،حتي قال باسماً : ميعاد الدرس بتاعك قرب خلاص ياحضرت الاستاذه .. انا جبت الناس هنا عشان مش ناقص فضايح
ليتهكم وجهها ، حتي ضحك قائلا : ده انتي بقيتي فضحاني في البلد كلها ...
لترفع وجهها اليه بغضب ، فأزدادت ضحكاته ليقول : قد عقلة الاصبع بس بتعملي بلاوي
فلم يكن منها سوا ان تدفعه بعيدا عنها وهي تُتمتم بتوعد له
فيبتسم هو بأسترخاء ، حتي عادت اليه قائله : الحساب يجمع ياابن عمي
................................................................
نظر الي كل الخيوط المتشابكه بين بعضها ، حتي رفع أعينه الي بعض رجاله ليقول بنبره قويه : واقفين قدامي كده ليه ، امشوا من قدامي
ونهض من مجلسه بتأفف وهو يلتهم سيجارته بأنفاس قويه ، ليقول بضيق : ما انا لازم أدخللك من مكان ياجاسر ، لازم ابقي فرد في العيله ديه
ثم عاد ينظر الي الحلقات المفرغه ، ليقع ببصره الي اسم أحدهما فيردده قائلا : (نيره ..)!
.................................................................
وقفت سناء كالبلهاء تُطالع فاخمة البيت الذي تسكنه اخت زوجها ، الي ان جائت احد الخادمات تحمل ما يشتهوه من الحلوه والعصائر فأنتبهت الي يد زوجها الذي يجذبها كي تجلس ثانية .. حتي قالت بتأفف :
مش عايزه أقعد ، سبني أتفرج علي العز ده كله .. بقي أختك
وكادت ان تكمل جملتها الي أن سمعت صوت حياه الدافئ وهي تفرد بذراعيها لأبناء أخيها بحب
فنهض رجب هو الأخر بسعاده وهمس في أذن زوجته ليقول : ياشيخه قولي ماشاء الله ، هو احنا جاين نباركلهم علي الحج ولا جاين نحسد فيهم .. ده انتي ست فقر
وتركها وذهب الي أخته ،واحتضنها قائلا : دعيتي لاخوكي ياحياه
لتبتسم حياه وهي تحتضنه قائله : ودعيت لبابا وماما الله يرحمهم كمان ، والولاد وسناء .. دعتلنا كلنا
فأقتربت منهم سناء بكرهه قائله : ودعتيلي ليه ياختي ، أكيد دعتيلي ان اموت ما أنا عارفاكي طول عمرك بتكرهيني
فطالعها رجب بضيق ، الي ان قالت تلك المسكينه :
والله ياسناء دعتلك بالخير ، واكرهك ليه بس يامرات اخويا انتوا أهلي
لتطالعها سناء بخبث ، وهي تفكر في شئ كي تعكر به صفو سعادتها وقالت بصوت هادئ يتخلله الحب : مافيش حاجه جايه في السكه ياحياه !
................................................................
وقفت أمامه بسعاده ، وهي تطالعه قائله : هنشتري هدوم جديده
ليبتسم اليها احمد قائلا : انتي ناسيه ان الدراسه كلها اسبوع وهتبدء
فيتهلل اساريرها بحب ، ففكرة ان تكمل دراستها بلغة اخري
جعلتها تتحمس فاليوم ستبدء بتحضير رسالتها ب اللغة العبريه
صفا بسعاده : انت صديق جميل اووي
ليقف احمد قبالتها قائلا : طب يلا اجهزي يابتاعت الاصدقاء انتي
وبدون شعور منها ، اقتربت منه وعانقته بحب وهي تُتمتم هامسه : ربنا يخليك ليا
فأحتضنها وهو يلامس خصلات شعرها ، وكلام رامي مازال يتردد عليه .. فهو في الحب لا يجني سوا ظُلم أحبته ، فأبعدها عنه قائلا بخبث : نعدي خطوت الصحاب ، ونكمل خطواتي انا ولا
لتركض هي من امامه بعدما فهمت ما يرمي اليه حتي قالت : اشرب قهوتك براحه ، وثواني وأجهز
فضحك علي أرتباكها ، فمعها قد عادت اساليب وقاحته كرجل .. ليتنهد مُحترقا من فكرة ان يكون قد احبها ليعوض سنوات حرمانه من مها
احمد : ياريتك مادخلتي حياتي ياصفا !
................................................................
ظل يطالع أبتسامتها وهي تضع الطعام له، بعدما أستغنت عن تلك الخادمه التي قد بعثت بها إليهم عمتهم في بداية زوجهما
ليتذكر كلمات احد كبار عائلته وهو يسأله متي سيصبح له ولداً وريثاً يورث أسمه ، فتنهد بعمق وهو يعود بحياته منذ أسبوعان فلو كان أحداً سأله هذا السؤال لكان قد حول المجلس بنيران مدفونه بداخله .. ولكن الان الامور قد تغيرت واصبحت غريزه أن يكون له طفلا تدب في اوصاله
فجلست علي أحد المقاعد تضع له الطعام بطبقه ببتسامه لا يعلم سببها ، حتي قالت : دوق أكلي بقي ياجاسورتي
ليفيق جاسر من شروده علي دلعها الذي لم يعجبه حتي قال : جاسورتك مين ده ، ايه الدلع الماسخ ده
فطالعته هي ببتسامه هادئه ، لتمتص غضبه وتُرواضه اليها كم نصحتها عمتها
جنه : مش عجبك الدلع ياجاسورتي
ليتأفف جاسر قائلا : جنه أنا مبحبش الدلع
وبدء يتناول طعامه ، حتي نهض قائلا : ايه ده
فتعالت ضحكاتها قائله : في أيه ماله الاكل
جاسر بضيق : الاكل مليان شطه ، وانا مبحبش الشطه
جنه ببرود : في راجل مبيحبش الشطه
جاسر بغضب : انا مبحبهاش
لتعود لضحكاتها ثانيه : بس انا بحبها
ورفعت بأحد حاجبيها كي تستفزه أكثر : عشان تعرف عقلة الاصبع هتعمل ايه
فأمسك هو بأحد ذراعيها كي يُقربها منه قائلا : يعني عشان كلمه ، تقومي تحطيلي شطه ياجنه
وتأمل وجهها قائلا : انا واثق انك قصداها
لترفع بوجهها الدافئ اليه قائله : طب سيب دراعي بس وانا أعترف ياشيخ العرب
فما كان من سوا ان ألتهم شفتيها ، واعتصر جسدها بذراعيه لتحاول ان تنتفض من قبضته ، ليقول هو بهدوء بعدما عاد ليجذبها اليه ثانية : انتي مراتي ياجنه