رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الواحد والعشرين 21 بقلم هدير نور
ملحوظه. الفصل فصلين مجمعاهم في بعض تعويض عن فصل يوم الثلاثاء. قراءه ممتعة...
كانت داليدا واقفه امام المرآه تمشط شعرها وهي تغني مبتسمه عندما فتح باب الجناح فجأه و دلف داغر القت الفرشاه من يدها سريعاً و ركضت نحوه تحتضنه كعادتها عندما يعود للمنزل
لتهتف وهي تتجه نحوه تهم بعقد ذراعيها حول عنقه و تضمه اليها
=حبيبي واحشتن...
لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قام داغر بنفض ذراعيها بعيداً عنه قابضاً على شعرها بيده يجذبه بقوه و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب...
رفع هاتفه واضعاً اياه امام وجهها و هو يزمجر بشراسه من بين اسنانه
=قوليلي ده ايه،؟
شاهدت داليدا الفيديو الذي يعرض على شاشة هاتفه همست بصوت مرتجف
=انت عرفت ازاي...
صاح بها داغر بحده و قسوه بثت الرعب بداخلها و قد اشتدت يده التي تقبض على شعرها.
=كل اللي همك اني عرفت ازاي.
ازاحت يده القابضه على شعرها بيديها المرتجفه متخذه خطوه للخلف هامسه بصوت مرتجف باكي
=كنت هقولك و الله و اعرفك كل حاجه...
قاطعها بقسوه و هو يتجه نحوها باعين تتقافز منها شرارت الغضب.
=كنت هتقوليلي ايه بالظبط هااا، انطقي...
وقفت تتطلع اليه باعين متسعه بالخوف فبحياتها لم تراه غاضباً بهذا الشكل انتفضت في مكانها فازعه عندما سمعته يصرخ بها بشراسه انتفضت لها عروق عنقه.
=ما تنطقي خرستي ليه...
حاولت التحدث لكن كان حلقها متشنجاً من شدة الخوف عندما رأته يتقدم نحوها بخطوات حاده غاضبه
اتخذت عدة خطوات إلى الخلف بقدميها المرتجفه عندما وجدته لا يزال يقترب منها اكثر لكنها تجمدت بمكانها عندما شعرت بباب الغرفه يضرب ظهرها من الخلف مما جعلها محاصرة بينه و بين جسده الصلب الذي اصبح امامها مباشرة لا يفصل بينهم شيئ.
استدارت على الفور حول نفسها تحاول فتح الباب الذي خلفها محاوله الهرب منه لكنه اسرع بالقبض على ذراعيها بقسوه مديراً اياها لتواجهه اخذت تتخبط بطريقه هستيريه حتى يفلتها من قبضته التي تحاصرها لكن تشددت يديه حول ذراعيها اكثر و هو يصرخ بها بشراسه ارسلت بداخله هزات من الخوف
=اقفي مكانك و اثبتي...
تجمدت بمكانها فور سماعها كلماته الامره تلك راقبته يحرر ذراعيه من قبضته مما ارسل بداخلها شعور من الراحه بانها لم تعد محاصره كالسابق...
لكن دب الرعب باوصالها مره اخري عندما سمعته يزمجر من بين اسنانه بصوت قاسي لاذع مطلقاً لعنه حاده...
اخذ صدرها يعلو و يهبط بقوه بينما تحاول التقاط انفاسها اللاهثه انخفضت عينيها ببطئ تتطلع بخوف إلى يديه التي كان يقبض عليها بقوه حتى ابيضت مفاصل اصابعه دلالة على شدة غضبه...
مما جعلها ترغب بدفن وجهها بين يديها حتى تحميه من ضرباته الوشيكه التي تعلم جيداً بانها ستصيبها باي لحظه فقد كانت تعلم حالته تلك جيداً فقد كانت ذات الحاله التي يكون عليها خالها مرتضي قبل ان يقوم بضربها.
همست بصوت مختنق و هي على وشك البكاء و لازالت عينيها مسلطه برعب على يديه
=داغر انت هتضربني...
افاق داغر من فورة غضبه تلك فور سماعه كلماتها تلك و رؤيته للرعب و الخوف المرتسمان على وجهها فقد كانت تظن حقاً بانه سيقوم بضربها صاح بها بحده
=اضربك، ايه؟! انتي مجنونه...
زفر بحده فاركاً و جهه بعصبيه محاولاً تهدئت غضبه هذا عندما رأي عينيها تلتمع بدموع حبيسه محتقنه بينما شفتيها قد بدأت بالارتجاف...
اعاد طرح سؤاله عليها بطريقه حاول جعلها اقل غضباً قدر الامكان...
=كنت هتحكيلي ايه.؟!
اجابته داليدا بصوت مرتجف و عينيها منخفضه بخوف
=من يومين واحد اسمه اشرف حسين اتصل بيا قالي ان ابنه مريض و محتاج عملية قلب مفتوح هتتكلف 250 الف جنيه و لازم يعملها اخر الاسبوع ده و انه عرف اني اتبرعت بمبالغ كبيره للجمعيات خيريه، و ان واحده من اصحاب الجمعيات دي هي اللي ادته رقمي علشان اساعده...
توقفت عن تكملة حديثها عندما سمعته يطلق سباباً لاذع من بين انفاسه المحتقنه ابتلعت ريقها بخوف لتسترد سريعاً بصوت مرتجف عندما هتف بها بحده ان تكمل.
=و لما، و لما قولتله اني هكلمك و هخليك تساعده رفض و قالي انه كان شغال في شركتك من سنتين و اختلس منها 50 الف جنيه بس انتوا مقدرتوش تمسكوا عليه دليل فاكتفيتوا بطرده من الشركه، و اني لو قولتلك هترفض تساعده و قعد يتحايل عليا كتير ان اساعده و ان ابنه مالوش ذنب يدفع تمن غلطته هو و بعتلي التقارير الطبيه لحالة ابنه...
و انا صدقته و قررت اساعده لان الطفل مش ذنبه حاجه حتى لو باباه غلطان، اتفقت معاه اقابله النهارده في كافيه علشان اديله الفلوس...
رفع يده يسندها على الباب بجانب رأسها مما جعلها تنتفض بخوف لكنه تجاهل ذلك قائلاً بحده
=جبتي ال250 الف جنيه منين؟
ظلت صامته تتطلع اليه باعين متسعه بينما دقات قلبها تعصف داخل صدرها من شدة الخوف ابتلعت بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تهمس بصوت منخفض.
=بعت كام قطعة مجوهرات من اللي جبتهالي...
انتفضت في مكانها بحده عندما ضرب الباب بجانب رأسها بقبضته
لينفجر السد الذي كانت تحبس خلفه دموعها لتبدأ بالبكاء بشهقات تمزق القلب هامسه بصوت منكسر
=انا اسفه، انا عارفه، اني غلطت لما اتصرفت في حاجه مش بتاعتي، بس مقدرتش اشوف طفل بيموت و في ايديا اساعده و معملش حاجه.
قاطعها داغر صائحاً هاتفاً بغضب اهتزت له ارجاء المكان.
=اسفه على ايه على غبائك. انتي واحده ساذجه و غبيه...
هتفت داليدا من بين شهقات بكائها وهي تشعر بالاهانه من كلماته الجارحه تلك
=انا مش غبيه و لا ساذجه انت اللي قلبك حجر و اناني و مبتحسش بغيرك.
ابتلعت باقي جملتها شاهقه بفزع عندما اندفع داغر نحوها يضغط جسدها نحو الباب مما جعل ظهرها يلتصق بقسوه بالباب الذي كان خلفهاصرخت بألم عندما بدأ قبض على ذراعها بقوة يلويه خلف ظهرها ابتعد عنها بالنهايه فور ان رأي الالم يرتسم على وجهها فور ان حررها امسكت بذراعها تضمه إلى صدرها باكيه
بينما وقف داغر ينظر اليها باعين تشتعل بها النيران كبركان ثائر من الغضب...
فور ان هدئت و انتظمت انفاسها هجمت عليه تضربه بقبضتيها في صدره و هي تصرخ لاعنه اياه غارزه اظافرها الحاده بعنقه ممزقه جلده، مما جعله يسرع بدفع جسدها بجسده نحو الباب مقيداً يديها فوق رأسها انحني على اذنها هامساً بصوت قاسي حاد
=احمدي ربنا ان اكتفيت بكده، انا المفروض كنت اقطع رقبتك على عملتيه...
هتفت به داليدا المنصدمه من ردة فعله فقد كانت تظن عند اخباره بمرض الطفل غضبه سيهدئ لكن لا فالمال كان اهم لديه من اي شئ
=هتقطع رقبتي علشان ساعدت طفل بيموت. انت ايه قلبك حجر...
لكنها ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما اطبقت يده على فكها مقرباً وجهه من وجهها و هو يزمجر بفحيح غاضب بث الرعب بداخلها
=مش بقولك غبيه و ساذجه...
ابتعد عنها رافعاً هاتفه امام وجهها.
=اللي كان قاعد معاكي ده اسمه طارق المرشدي، راجل اعمال كبير...
هزت رأسها هامسه بصوت منخفض بينما عينيها مسلطه على شاشه الهاتف
=لا اسمه اشرف حسين انت اكيد غلطان...
قاطعها بقسوه بينما يشير بالهاتف امام عينيها
=اسمه طارق المرشدي مش هتوه عن ألد اعدائي...
الكلاب استخدموه علشان يعملوا ليكي كمين و انتي بكل غباء وقعت فيه بكل سهوله...
شحب وجهها عند سماعها هذا ابتلعت ريقها بصعوبه هامسه بخوف من ما قد تكون اوقعت نفسها به
=كمين ايه،؟!
اجابها داغر بينما يضغط على هاتفه مظهراً امامها صفحة حسابها بالبنك مشيراً بها امام عينيها.
= ورق مهم يختفي من الخزنه بتاعتي اللي في القصر و طارق المرشدي يكسب بسبب الورق ده مناقصه بالملايين. بعدها الحرس اللي كانوا بيراقبوكي و اللي اكيد واحد منهم معاهم يبعتلي فيديو ليكي و انتي قاعده مع طارق المرشدي بعد ما كدبتي عليا انك هتقابلي اميره صاحبتك و تصري ان ميبقاش في حرس يروح معاكي علشان طبعاً معرفش كنت بتنيلي ايه من ورايا...
و طبعا طارق يبعتلي رساله يشكرني على تعاون المدام بتاعتي معاه و بعدها يوصل لحسابك 8 مليون تمن الورق...
كانت داليدا تنظر باعين غائمه تفحص شاشة الهاتف التي تظهر بها كشف حسابها البنكي الذي تم الاضافه له 8 مليون جنيه منذ اقل من ساعه لتتأكد من كلامه هذا...
شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت تدرك حجم الكارثه التي اوقعت نفسها بها بسبب غبائها...
سمعته يغمغم بقسوه و تعبيرات وحشيه ترتسم على وجهه الذي كان لا يبعد عنها وجهها شيئاً
=لأول مره في حياتي احس اني ضعيف بسببك، خلتيهم بسهوله يوصلولك و يستغلوكي، عرفوا ازاي يحاربوني بيكي...
ليكمل بصوت غريب لاول مره تسمعه منه.
=مفكرتيش و لو للحظه واحده بعد اللي حصل مع شهيره و نورا ان ده ممكن يكون كمين ليكي و بدل ما كانوا اكتفوا بحته فيديو يصوروه و يبعتوه ليا علشان المصيبه تلبسك، كانوا ممكن يخطفوكي. يقتلوكي يعملوا فيكي اي مصيبه...
اهتز جسد داليدا بالخوف فور سماعها كلماته تلك و هي تتخيل ما الذي كان سيحدث لها بسبب سذاجتها فقد اخفت عنه الامر.
لكنها كانت ستخبره بعد ان تعطي للرجل المال فقد كانت خائفه من ان يرفض مساعده هذا الطفل.
همست اسمه بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه و هي تنفجر باكيه بشهقات ممزقه لكنه تجاهلها بينما يكمل بقسوه
=عارفه كان احساسي ايه لما بعتولي الفيديو و شوفتك قاعده مع اكبر عدو ليا عنده استعداد يأذيني باي حاجه المهم يوصل للي عايزه...
وضع يده المرتجفه فوق خدها
يرفع وجهها اليه بينما يكمل و قد انخفضت نبرة صوته إلى حد الهمس.
=عايزه تضيعي من ايديا بالساهل كده. لو كان حصلك حاجه انا مكنتش هعرف اعيش او اكمل من غيرك.
بدأت شهقات بكائها تزداد بقوه وهي تهمس بصوت مرتجف ضعيف
=انا اسفه يا حبيبي و الله مجاش في بالي ان كل ده كان ممكن يحصل...
انهت جملتها دافنه وجهها بصدره بينما شهقات بكائها الممزقه تزداد بقوه زفر داغر ببطئ قبل ان يحيط خصرها بذراعه يضمها اليه بقوه و قد ألمه بكائها بهذا الشكل فرغم خطأها و تصرفها دون ان تعلمه الا ان كل هذا يعود إلى مدي برائتها و سذاجتها...
حملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش ليستلقي عليه و هي لازالت بين ذراعيه يحتضنها بينما لازالت تبكي منتحبه و هي تشعر بالندم على فعلتها الحمقاء...
اخذ يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها هامساً باذنها كلمات مهدئه...
ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق حتى هدئت و اصبحت شهقات بكائها خفيفه متقطعه...
رفعت وجهها عن صدره قائله بتردد بينما تتطلع إلى وجهه الذي لا يزال متصلب من الغضب هامسه بخوف بالسؤال الذي يخنقها
=هو انت صدقت ان انا فعلاً اللي بعتله الورق؟!
استدار على جانبه على الفراش ليصبح جسدها مستلقي على الفراش بجانبه لكنه لايزال يحتضنها ذراعيه في ذات الوقت قبل ان يجيبها
=لا طبعاً مصدقتش، بس لما شوفتك قاعده معاه بالشكل ده اتجننت و لو كنت وقتها قدامي كنت ممكن اقتلك خصوصاً انك كنت قعده تضحكي و تتمرقعي معاه
تطلعت اليه داليدا باعين متسعه قائله بصدمه وهي تشير بيدها إلى صدرها
=بضحك و اتمرقع. انا؟!
هز داغر رأسه قائلاً بحده بينما ازداد تصلب فكيه.
=ايوه انتي، كان وقتها بيفرجك حاجه على موبيله...
قاطعته داليدا سريعاً و قد تذكرت ما يتحدث عنه
=لا مكنتش بضحك معاه هو انا بعد ما اديته الفلوس اصر يخاليني اكلم ابنه فيديو كول علشان يشكرني و كان طفل يا داغر و تعبان طبيعي اضحك معاه...
زمجر داغر من بين انفاسه بقسوه
=يا ولاد الكلب ده انتوا سابكنها صح...
اخرج هاتفه من جيب سترته الذي احذ ينقر عليه للحظات قبل ان يضعه على اذنه قائلاً بدون مقدمات بصوت حاد.
=زكي تقلبلي الدنيا ع شهيره و طاهر و الكلب اللي اسمه مرتضي الراوي تقلبلي مصر شبر شبر و تجبهملي فاهم. و راقب المستشفي اللي فيها نورا اكيد شهيره هتزورها...
ليكمل بصرامه اكبر وقد تسلطت عينيه على تلك القابعه بجانبه تدفن وجهها بصدره
=الواد اللي بعتلك الفيديو من حرس داليدا، ده تبع طاهر و شهيره حاول تعرف منه هما فين قبل ما تتعامل معاه...
ثم اغلق الهاتف سريعاً قبل ان يتيح لزكي الرد او الاستفسار عما يحدث اخذ داغر يبحث بهاتفه عدة لحظات قبل ان ينتفض جالساً على الفراش ساحباً داليدا معه لتصبح جالسه بمقابلته على الفراش وضع هاتفه بيدها قائلاً بحده
=ادخلي على حسابك و حولي الفلوس اللي فيه على رقم الحساب ده.
اخفضت عينيها على الهاتف الذي بين يدها و قد تجمدت انفاسها بصدرها فور استعابها طالبه هذا...
همست بينما تحاول ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقها.
=هو، انت مش قولت انك مش بتشك فيا يبقي لي...
قاطعها داغر على الفور مطلقا لعنه حاده من تحت انفاسه قبل ان يحيط وجهها بيديه وهو يقترب منها بجسده حتى اصبحوا جالسين ملاصقين لبعضهم البعض وهم يواجهان بعضهم البعض
=داليدا يعني كل اللي قولتهولك ده و برضو مفهمتيش حاجه من اللي بتحصل حواليكي...
هزت رأسها بالنفي و قد امتلئت عينيها بالدموع مما جعله يزفر بحنق قبل ان يكمل بصبر عندما رأي عينيها المحتقنه و شفتيها المرتجفه
= يا حبيبتي افهمي مرتضي خالك مشترك مع شهيره و طاهر في اللعبه الوسخه دي، جابوا رقم حسابك منه، ده غير...
توقف قليلاً متردداً قبل ان يكمل باضطراب.
=ده غير ان بعد ما سحب الفلوس من حسابك رجعها تاني لانهم كانوا متأكدين ان لما طارق يكلمني و يبلغني انك بعتيله الورق ب8 مليون جنيه اني اكيد هفتح الحساب بتاعك و هشوف الفلوس اللي فيه، علشان كده هسحب الفلوس من الحساب قبل ما خالك يسحبها و هنحولهم لحساب تاني لازم احسره عليهم...
وضعت داليدا يدها فوق ظهر يده التي تحيط خدها قائله بصوت مرتجف تتخله الدهشه
=سحب الفلوس؟!، ازاي سحب الفلوس من حسابي...
اومأ برأسه ببطئ وقد قرر اخبارها بكل شيئ فلم يعد هناك ما يمنعه من اخبارها كالسابق
=داليدا انا عارف انك مالكيش دعوه بالاتفاق اللي كان بيني و بين خالك قبل جوازنا و انك كنت متجوزاني وانتي فاهمه ان جوازنا طبيعي...
تراجع رأس داليدا للخلف بصدمه قائله و هي تعقد حاجبيها بتجهم بينما تبعد بيد مرتجفه يديه التي كانت لازالت تحيط وجهها
=عارف،؟! عارف من امتي؟! و ازاي.
لم يجيبها داغر على الفور حيث ظل يتطلع اليها بصمت قبل ان يجيبها و هو يبتلع ريقه بتوتر
=عارف من قبل ما اتجوز نورا...
في يوم لقيت ان كل الفلوس اللي كانت في حسابك اتسحبت يومها خلين زكي يحاول يوصل الفلوس دي راحت فين و عرفت بعدها انه هو اللي سحبها وخالاكي تمضيله على توكيل عام بيقدر به به يتصرف في كل حاجه تخصك يومها عرفت اللعبه الوسخه اللي لعبها عليكي.
ليكمل سريعاً مقاطعاً اياها عندما رأها تهم بالتحدث.
=قبل ما تقولي ان هددتك بالعقد و ال100مليون يوم جوازي من نورا فانا قولتلك كده بس علشان اجبرك تفضلي معايا انا العقد ده قطعته من زمان...
همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=كنت عارف كل الوقت ده و مقولتليش،؟!
لتكمل بانفعال و هي تلتقط انفاسها بصعوبه وقد بدأ جسدها بالارتعاد.
=انت عارف العذاب و الخوف اللي كنت بحس بهم طول الفتره اللي فاتت كل ما اتخيل انك في اي لحظه هاتيجي و تفتح معايا موضوع ال20 مليون و انك وقتها ممكن تسبني حتى بعد ما قولتلي انك بتحبني و انك عايزني مراتك بجد، عارف اني كنت حتى بخاف افكر في الموضوع و كنت بمحيه من دماغي بسرعه علشان ببقي خايفه...
مرر يده على ظهرها متلمساً اياه بلطف محاولاً تهدئتها بينما يغمغم
=انا كمان كنت خايف كنت خايف يا داليدا...
ليكمل بصوت ممزق عندما رأي عدم التصديق مرتسم على وجهها
=ايوه كنت خايف اخسرك، لما تعرفي اني عرفت ان خالك ورا كل ده و انك مش مضطره تكملي معايا خصوصاً بعد جوازي من نورا علشان كده سكت...
قاطعته داليدا هاتفه بحده و قد بدأ جسدها يرتجف من شده الغضب و هي تتذكر الليالي التي كانت لا تنام بها من شدة التفكير و الخوف من ان يأتي اليوم الذي يقرر فيه التحدث عن هذا الامر فقد كانت لديها ايمان راسخ بانه لن يصدقها وهي لم تحاول تبرئة نفسها بعد تلك المره التي حاولت اقناعه بانها ليست لها يد في هذا الاتفاق لكنه لم يصدقها حيث كانت كل الادله تدينها...
كانت خائفه ما ان تتحدث معه يغضب منها وتعود معه إلى نقطة الصفر في علاقتهم و تخسره...
=خايف، يعني انا فضلت عايشه في العذاب ده كله لاكتر من 6 شهور علشان حضرتك خايف...
نطق اسمها بعنف مكبوت قبل ان يكمل و هو يجز على اسنانه بقوه
=داليدا، اهدي و حاولي تفهمي و بطلي الجنان بتاعك ده...
صاحت به بصوت مرتفع بينما تضربه براحة يديها في ذراعه و ساقه.
=بلا داليدا بلا زفت، انت فاكر نفسك مين علشان عايز تمشي الدنيا كلها على مزاجك، انت ولا حاجه فاهم و لا حاجه...
لتكمل بحده بينما تنفض يده عن ذراعها بهستريه
=و ابعد ايدك دي متلمسنيش...
زمجر داغر بحنق و هو يدفعها دفعه بسيطه بكتفيها مما جعلها تسقط للخلف على ظهرها فوق الفراش
=اهوو مش هتهبب و المسك...
لكن على الفور نهضت داليدا مره اخري جالسه باصرار بمواجهته تهتف بصوت مرتفع حاد و هي تضربه في ساقه بقدمها ضربات قويه منتاليه
=بتضربني يا داغر، بتستقوي عليا...
هتف داغر بصدمه بينما يحاول السيطره على يديها التي اخذت هي الاخري تضربه بصدره
= بضربك؟! انت اتجننتي هو انا لمستك...
نجح اخير بالقبض على يديها يقيد حركتها بقبضة يده لكنها لم تستسلم و استمرت بضربه في ساقيه بقدميها.
مما جعله يزمجر هاتفاً بحده كنصل السكين من بين اسنانه المطبقه بصوت يبث الرعب داخل من يسمعه و يملك عقل لكن لم تهتز شعره واحده من رأس داليدا فقد كان غضبها يعميها
=داليدا لمي نفسك و خلي ليلتك دي تعدي على خير، علشان انا جبت اخري معاكي
صاحت به و هي تحاربه لكي تحرر يديها من قبضته بينما مستمره بصربه بقدمها
=هتعمل فيا ايه يعني، هتعلقني في السقف و لا هتجيب الكرباج اللعبه بتاعك و تضربني به...
لكنها قاطعت جملتها شاهقه بفزع عندما اقترب منها مقيداً يديها خلف ظهرها
حاولت التحرر من قبضنه لكنه شدد من ذراعيه و ساقيه حولها رافضاً اطلاق سراحها اقترب من اذنها هامساً بها بصوت اجش
=خوفت اقولك لان وقتها كنت بحبك، و من قبل حتى ما نتجوز كنت بحبك...
استكان جسد داليدا فجأه بين ذراعيه فور سماعها كلماته تلك تنظر اليه باعين متسعه بالصدمه يتخللها عدم التصديق ليكمل داغر موضحاً لها.
=كنت في يوم طالع اجري الصبح زي كل يوم و سمعت صوت حد بيجري ورايا و لما التفت لقيت قدامي اجمل و احلي بنت شافتها عينيا ملاك نازل من السما لدرجة اني وقفت في مكاني زي المشلول و مقدرتش اتحرك.
ولما قدرت اتحرك حاولت اروحلها لكن كان في عربيه ورايا و كانت هتخبطني و في الثواني اللي بعدت فيها عن طريق العربيه كانت البنت دي اختفت، فضلت بعدها ادور عليها بس ملقتش اي اثر لها. لكن فضلت دايماً في بالي و مبتفرقش احلامي بقيت زي المجنون...
قرب وجهه من وجهها هامساً بشغف و انفاسه الحاره تلامس خديها بينما اخذت ضربات قلبها تتقافز بعنف داخل صدرها وهي تستمع إلى اعترافه هذا.
=عارف ان اللي بقوله ده صعب تصدقيه خصوصاً بعد معاملتي ليكي في اول جوازنا بس ده كان غصب عني لما دخلت مكتب خالك و شوفتك و عرفت ان الملاك اللي مفرقش خيالي ولا دقيقه واحده طول الشهور اللي فاتت هي هي البنت اللي قررت تبيع نفسها بالفلوس حسيت وقتها اني بكرهك و بكره نفسي معاكي، بس حتى و انا عارف كل ده مقدرتش محبكيش فضلت اول اسبوعين في جوازنا اتعذب كل ما عيني تقع عليكي و مقدرش المسك حتى او اقرب منك. عارف انك مش هتصدقيني بس...
قبلته برفق مانعه اياه من تكملة جملته ثم. ابتعدت عنه و هامسة بصوت مرتجف
=مصدقاك يا حبيبي و الله مصدقاك عارف ليه، لان انا كمان كنت بحبك من قبل ما نتجوز...
اسندت جبهتها فوق جبهته تتشرب انفاسه الدافئه بشغف قبل ان تكمل هامسه.
=كنت قاعده في اوضتي اللي تقريباً مبفرقهاش واقفه في الشباك بتفرج بالتلسكوب بتاع ماما على حاجه تشدني و تقتل الملل اللي جوايا لحد ما شوفت شاب واقف في جنينة القصر اللي قدامي بيلعب رياضه وقتها استغربت مين المجنون ده اللي بيلعب رياضه الساعه 3 الفجر بس لما قربت العدسه و شوفتك حسيت ان روحي اتخطفت من جوايا...
ومن يومها بقيت اعمل المنبه كل يوم على ميعاد الساعه 3 الفجر علشان اشوفك بقيت مجنونه بيك و لما لقيتك بتجري الصبح في يوم من الايام عملت حاجه لاول مره في حياتي اعملها هربت من الفيلا و خرجت من ورا حرس خالي و طلعت اجري وراك كنت هموت وابقي قريبه منك حتى لو مش هكلمك بس لما لقيتك وقفت فجأه و التفت ليا خوفت و طلعت اجري من الطريق التاني، انا فضلت احبك لاكتر من 6 شهور و انا معرفش حتى اسمك...
ابتلعت بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تكمل بصوت مختنق
= عارف حسيت بايه لما شوفتك في مكتب خالي كنت هموت من الارتباك و في نفس الوقت كنت عايزه اجري عليك و احضنك من فرحتي...
و لما خالي جه قالي انك لما شوفتني اعجبت بيا و عايز تتجوزني انا كنت هموت من الفرحه حسيت ان ربنا استجاب لدعايا و حققلي معجزتي...
كنت بستني اليوم اللي هنتجوز فيه و نكون لبعض بفراغ الصبر، بس لما اتجوزنا كل احلامي دي انهارت و انت كنت بتعاملني بطريقه وحشه اوي و انا مكنتش فاهمه انا عملت ايه غلط يخاليكي تعاملني كده كنت...
اختنقت بباقي جملتها وقد بدأت دموعها تنهمر فوق خديها اسرع داغر باحاطه رأسها بيديه وهو يهمس لها بصوت مرتجف متألم
=لا يا داليدا علشان خاطري متعيطيش انا اسف و الله كان غصب عني...
اخذ يمطر وجهها بقبلات رقيقه و هو لا يزال يهمس لها معتذراً بصوت معذب و هو يشعر بالذنب يمزق قلبه فمعرفته انها دخلت هذا الزواج و هي تحبه و تبني من حوله احلام هدمها هو بمعاملته القاسيه الجافه لها فقد كان يعاملها ببرود كما لو كانت ليست موجوده بحياته حيث كان يعتبرها امرأه بلا مشاعر قد باعت نفسها من اجل المال...
رفعها من ذراعها مجلساً اياها فوق ساقه دافناً وجهه بعنقها يقبلها بحنان حتى ارتفع إلى اذنها التي قبلها بشغف هامساً بصوت معذب من رؤيتها تبكي بهذا الشكل
=علشان خاطري كفايه...
ليكمل لاهثاً بشغف محاولاً جعلها تدرك مدي عشقه لها
=داليدا انا مش بحبك بس انا بعشقك ممكن اهد الدنيا دي و ابنيها علشان خاطرك...
شعرت داليدا بقلبها يرتجف داخل صدرها بينما تسمعه يردد مدي حبه و عشقه لها من بين قبلاته التي تغرق جميع انحاء وجهها و عنقها حتى وصل إلى شفتيها هامساً
=قولي انك بتحبيني يا حبيبتي، محتاج اسمعها منك...
همست من بين انفاسها المرتجفه بينما يديها تحيط كتفيه
=بحبك، و بعشقك و بموت فيك...
احتضنها داغر بقوه إلى صدره ظلوا على وضعهم هذا عدة دقائق يتنعمان بدفأ احتضانهم لبعضهم البعض...
حتي ابتعدت عنه داليدا ببطئ.
رافعه يده إلى شفتيها تقبلها برفق لكنه اطلق صرخه متألمه عندما قامت بغرز اسنانها بكفة يده لتعضها بدلاً من تقبليها انتزع داغر يده من بين اسنانها هاتفاً بحده
=ايه ده يا داليدا انتي مجنونه...
اجابته داليدا بينما تمسك بيده تفرك اثر عضتها التي تركت اثر بها
=دي علشان شديت شعري اول ما دخلت الاوضه...
لتكمل وهي ترتمي فوق جسده تغرز اسنانها في كتفه تعضه بقسوه
= و دي علشان لويت دراعي و كنت هتكسره...
ابعد داغر وجهها عن كتفه و هي يهتف بها ضاحكاً برغم الالم الذي يعصف بكتفه و يده من اثر عضاتها له
=اقسم بالله عضاضه و مجنونه كمان، انتي مبتسبيش حقك ابداً.
هزت داليدا رأسها بالنفي وهي تطلع نحوه مبتسمه بشر قبل ان تنحني و تقبل اثر عضتها بكتفه صاعده إلى عنقه تطبع عليه قبلة رقيقه حنونه مما جعله يرجعها بلطف فوق الفراش قبل ان يستولي على شفتيها في قبله حاره يبث بها عشقه و شغفه لها ليغرقان سوياً في بحر عشقهم وشغفهم...
في اليوم التالي...
في احدي الشقق التي تقع باحدي الاحياء المتوسطه بمحافظة الاسكندريه
كانت شهيره جالسه بغرفة الاستقبال تتحدث بغضب بالهاتف
=يعني ايه يا زفته، خدها و خرجوا و كانوا بيضحكوا مع بعض الله يخربيتك مبتجبيش خبر عدل ابداً، اقفلي اقفلي...
لكن و قبل ان تغلق معها اسرعت بالتحدث مره اخري...
=مروه استني، انتي لسه معاكي الحبوب اللي كنت قايلالك تديها للزفته دي...
اجابتها مروه بارتباك و خوف.
=ايوه معايا، الست نورا كانت بتخليني احطهالها في العصير كل يوم بعد ما قولتيلي اوقفها
لتكمل بخوف من غضب شهيره
=والله الست نورا هي اللي غصبت عليا اني اكمل
لكن و لدهشتها سمعت شهيره تهتف بسعاده
=بجد لا حلو اووي. كده مش هنستني كتير جدعه البت نورا دي كان عندها حق دي عقربه و متستهلش تصعب عليا و لو للحظه واحده، بقالك قد ايه بتدهالها...
اجابتها مروه بارتباك.
=م ساعة ما انتي قولتي ادهالها بس وقفت لما هي سافرت مع داغر باشا برا يعني شهر ونص،