رواية ولادة من جديد الفصل الواحد والعشرون21 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الواحد والعشرون بقلم مجهول

الفصل 21 كيف تجرؤين على تهديدي؟



قبل أن تنتهي صفا من الكلام، رأت فجأة هيئة مألوفة تظهر من وراء الجناح.

"ماما" صوت الطفلة الصغيرة البرئ جعل وجه صفا يتبدل.

عندما نظرت فايزة في اتجاه ذلك الصوت، رأت شابة اعتقدت أنها على الأرجح

ابنة صفا – مي سليمان في تلك اللحظة بدا وكأن مي تحمل تقريراً طبياً، وقد

علا الشحوب وجهها، مما كان مؤشراً أنها ليست بصحة جيدة. قبل أن تجد مي

فرصة لرد فعل التفتت صفا، التي كانت لا تزال تحاول اثارة غضب فايزة

وأخذت ابنتها بعيداً.

على الرغم من أن خطوات صفا المتعجلة كشفت أمرها، إلا أن فايزة قررت عدم

التطفل على خصوصيات صفا، فهي لم تكن فضولية ومع ذلك، عادت صفا بعد

بضع دقائق وحدها، واعتقدت فايزة أنها لا شك قد تركت ابنتها في مكان ما

اعتقدت أنه آمن.

قم اقتربت من فايزة في تكلف وتكبر وابدت نظرة متعجرفة على وجهها

الجميل الذي حاولت باستماتة الحفاظ عليه مع تقدمها في العمر. "يا أنسة

صديق، اعتقد أنك شخص ذكي، لذا يجب أن تدركي ما يمكنك قوله وما لا

يمكنك قوله "

كانت فايزة قد توقعت عودة ،صفا، فابتسمت وأخذت تداعب شعرها حول

عنقها. وردت فايزة بهدوء: "يا أنسة عثمان، أنا شخص ذكي فقط عندما أكون

على راحتي تماماً. أما عندما يغضبني شخص ما، فإن حالتي العقلية قد تضعني

تحت الكثير من الضغط. ربما كنت سريعة الانفجار، أتجول صارخة ما لا ينبغي

علي قوله. فإذا ما حدث ذلك، لا يمكن التنبؤ إن كنت في كامل قواي العقلية."

وكانت قد أدركت أن صفا جاءت المستشفى لذات السبب الذي أتى بها.

تعست صفا عند سماعها كلام فايزة: كيف تجرؤين على تهديدي يا فايزة!؟"

"أوه، ما أجرؤ على ذلك أبداً. فلتعتبريها صفقة إذا."

صرت صفا على أسنانها، وحدقت في فايزة: "ولكن سرك أكبر من سري"

"هل هذا صحيح؟ " ظلت فايزة غير مبالية. إن لم تخني ذاكرتي، فإن ابنتك لم

تلتحق بالجامعة بعد أليس كذلك؟ هل أنت متأكدة الآن؟"

ذهلت صفا تماما بما سمعته، فقد بدا وكأن فايزة تصوب مسدساً إلى جبينها.

وتمنت صفا، وهي تحدق في فايزة، لو أنها لتطلق العنان لغضبها وتمزق المرأة.

على أية حال كانت تعتقد أنها يمكنها أخيراً أن تقلب عائلة منصور رأساً على

عقب بهذه الأخبار فطالما كانت تغار من فريدة وحياتها السعيدة. إلا أن الأمور

اتخذت منحى غير متوقع عندما ظهرت ابنتها مي فجأة، لتفسد خططها.

استشفت فايزة نظرة المرارة على وجه صفا، وشعرت فايزة بالمزيد من الغضب

والاحباط؛ لأنها بدأت تشعر بالارهاق مع كل ما دار في الآونة الأخيرة. لذا

رفضت الدخول في صراع مع صفا وآثرت الوضوح المباشر. "اذهبي وأخبري

العالم كله بسري إن كنت تعسة لهذه الدرجة يا أنسة عثمان. فعلى كل حال

فإنني أعلم أنني لن أكون وحيدة؛ لأن ابنتك ستكون معي "

"يا للك!"

إلا أن فايزة أغمضت عينيها ، وردت بصوت هادئ على الذهاب يا أنسة عثمان.

افعلي ما يمليه ضميرك" ودون مراعاة لمشاعر صفا، وجدت فايزة أنها لم تعد

تهتم إذا كانت غاضبة أو محبطة.

عندما اندفعت صفا مغادرة بخطى غاضبة بعد ثوان قليلة، شعرت فايزة

بالارتياح عند سماعها خطواتها. في الواقع، كان الغرض مما قالته فايزة لصفا

مجرد لتخويفها حتى تتوقف عن تهديدها فحتى لو قامت صفا بكشف سر

فايزة، فإنه ليس لديها الكثير الذي يمكنها فعله؛ لأنها لن تؤذي مي بكلماتها.

عرضة

على كل حال، كانت فايزة متفهمة أن العديد من الشابات في سن مي .

للانخداع عندما يتعلق الأمر بالرومانسية والعلاقات ونظراً لعدم نضجهن وعدم

استقرار مبادئهن، فإنهن غالباً ما ينتهي بهن الأمر ضحايا لعلاقات فاشلة، دون

رؤية واضحة لمستقبلهن.

علاوة على ذلك، كانت فايزة تعلم أيضاً أن شابة مثل مي! لا تملك الكثير لتفعله

نظراً لعمرها، وتعاطفت معها في قرارها للجوء إلى تدابير جذرية للخروج من

المأزق بسبب ذلك، وبغض النظر عن مدى يأسها، فإن فايزة لن تؤذي مي بأي

شكل، فهي مدركة أن مي قد عانت ما فيه الكفاية بالفعل.

بعد دقيقتين عادت حنان وقالت: "اشتريت لك بعض السندويتشات والحليب

بالاضافة إلى بعض الحلوى . لم يكن هناك الكثير من الخيارات في المقهى

اعتذر أن عليك تحمل هذا قامت حنان بفض أغلفة الطعام، وأعطته الفايزة.

"تفضلي، اختاري ما تحبين لا تستمري في جوعك"

نظرت فايزة إلى عيني حنان وابتسمت : "شكراً لك" يبدو أن حنان أكثر قلقاً

بشأني عما قد تشعر به والدتي.

لذا

حدقت حنان في فايزة وقالت: "هذا هراء إننا أصدقاء. ليس هناك ما يستدعي

أن تشكريني عليه. يجب أن أشكرك أنا. فلولاكي ما كنت وصلت إلى الالتحاق

بالجامعة."

ابتسمت فايزة دون أن تنطق بكلمة.

ذلك،

كانت حنان وفايزة صديقتين منذ كانا في المدرسة الثانوية. وكانا صديقتين

حميمتين . صادف أنهما التحقا بذات الجامعة، مما أسعدهما كثيراً.

تحولت الأمور إلى الأسوأ، عندما قام والد حنان بالمقامرة، ووقع في ديون

ومع

ثقيلة.

وبسبب ذلك، بدأ الديانة في ازعاج عائلة، مطالبين باستمرار باسترداد أموالهم

مما اضطر حنان إلى ترك الدراسة، والعمل لتتمكن من سداد . ديون والدها.

وعندما علمت فايزة بالأمر، سددت الدين نيابة عن حنان وأعادتها إلى الدراسة.

أثناء سرد قصتها، بدأت تلك الذكريات الغامرة تتوالى على ذهن حنان. ونظرت

إلى فايزة، وقالت: "أتمنى لو تعرفي كم أنا ممتنة لك. لولاكي، لكانت حياتي

شديدة البؤس في مكان آخر، بل ربما كنت قدمت حتى بسبب هؤلاء الديانة.

بسبب ذلك، لست فقط أعز صديقة لي ولكنك أيضاً شخص أدين لها، ولن أنسى

أبدأ ما فعلته من أجلي"

سمع

في هذه الأثناء، كانت فايزة تستمع إلى سرد قصة حنان بسعادة إلى أن

عبارة "لن أنسى أبداً ما فعلته لأجلي" في تلك اللحظة تذكرت حسام ،

وتساءلت إن كان سينسى أبدأ أمر رهف مثلما لن تنساها حنان أبداً. استغرقت

في التفكير، وحدقت في حنان تسألها: "لو كنت رجلاً، هل كنت لتزوجتيني؟"

دون اضفاء الكثير من المغزى على السؤال قالت حنان بشكل عفوي: "ما الذي

تتكلمي عنه يا حبيبتي؟ بالطبع، كنت لأفعل كنت لأخطب ودك لو كنت رجلاً،

ولكن نظراً لأنك امرأة، فلا مجال لنا سوى أن نكون أعز أصدقاء"

فهمت. نظرت فايزة إلى أسفل، وقد وجمت عيناها تشاؤماً. هذا ما كان حسام

يفكر به . لعل من الطبيعي أن يكن الجميع مشاعر تجاه شخص ما مد لهم يد

العون في الماضي، ناهيك إن كان شخصاً قد أنقذ حياته.

استشعرت حنان أن هناك خطب ما أصاب فايزة وأنها توترت فسألتها: "ماذا

حدث؟" إلا أن بعد انتهائها من طرح سؤالها مرقت على ذهنها فكرة. "أنا آسفة

يا حبيبتي. لم أقصد ذلك" كانت حنان، باعتبارها صديقة فايزة الصدوق، واعية

للعلاقة بين حسام ورهف بعد أن كانت تضحك على فايزة بشأن ذلك طيلة

الوقت.

"اللعنة أن تكون مديناً لشخص ما، وأن تكون عاشقاً له هذين أمرين مختلفين

تماماً. كيف يمكنني أن اخلط بينهما؟ هذا أمر غير مقبول!" وكانت حنان صادقة

فيما قالته، وإن ندمت على الرد المندفع عن سؤال فايزة، دون أن تفكر فيه

بعناية. إلا أنها استمرت في توضيح مقصدها، قائلة: "لا تعيري

الأمر أكثر من

مغزاه يا حبيبتي ! لقد قلت ذلك فقط؛ لأنني أرى فيفي شخص طيب، ولهذا

السبب كنت تزوجتك لو كنت رجلاً، ولكن .

أومأت فايزة وقالت: "نعم، أفهمك" وإن شعرت ببعض الاحباط. "إنه على

الأرجح يعتقد أن رهف شخص طيب أيضاً."

حسناً، ما كان يجب أن أقول ما قلته . عجزت حنان عن الكلام عند

سماع كلمات

فايزة، فقد اعتقدت أن تفسيرها لم يحقق شيء سوى أن أدى إلى تفاقم الأمور

الفصل الثاني والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-