رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل العشرين 20 بقلم سوما العربي

 




رواية فراشة في جزيرة الذهب الفصل العشرين 20 بقلم سوما العربي


في منتصف الليل على متن القارب وقفت رنا تودع نيمار الذي أبتسم لها قائلا:

-إلى اللقاء،آمل أن نتقابل مجدداً.

-تصل بالسلامة إن شاء الله

-هل سنتقابل مجدداً؟

تنهدت رنا وصمتت لو سؤلت نفس السؤال من أشهر قليلة لكانت جاوبت بنعم فهي كانت على أستعداد للسفر والمغامرة والتعرف على بلاد جديدة بثقافات جديدة لكن الأن لقد تغير كل شئ، ما عادت تحلم سوى بالعودة إلى أرضها القبطية تقسم ألا تغادرها مطلقاً.


صفارات الإنذار تخبره ان السفينه قد رست وعليه المغادرة الآن فألتف على أثر الصوت لكن عاد ينظر إليها متسائلاً ينتظر رد على سؤاله فقالت:

-لا أعتقد، أقسم ألا أغادر مصر مرة أخرى، لأعود إليها فقد باتت تلك أعظم أمنياتي.

ارتفع صوت أخر إنذار يعلم الركاب بإنتهاء الوقت وستتحرك السفينه من الميناء فقال نيمار بتعجل:

-سنتقابل رنا سنتقابل من جديد.


وإلتف مغادراً ثم وقف على أرض الميناء يلوح لها بهدوء وإبتسامة جميلة تزين ثغره إلى أن أبتعدت السفينه وبدأت رنا تختفي معها.


لا تعلم كم مر من الوقت وهي تقف تحتضن نفسها كأنها تهدأها وتخبرها أنها أقتربت من خط الأمان مازالت تنظر لنقطة وهميه وعيناها مدمعه تفكر ماذا كانت ستفعل لو لم يساعدها الطبيب بالتأكيد كانت ستقضي عمرها كله جاريه في فراش الملك راموس........


جهزت جبينها حين تذكرته وهي تفكر هل ستفتقده؟؟


لم يملها الوقت فرصه فقد أنتفضت على يد أحدهم يلكزكتفها بقوة، أغمضت عيناها والتفت لترى رجل في منتصف الأربعين نحيل الجسد طويل الجزع بشرته حنطيه يبدو أنه ليس من أبناء الجزيرة وكان ينظر لها بغلظة وترقب فسألته هي الأخرى بترقب:

-ماذا؟!

-ماذا أنتي؟! أريد مال

-ماذا؟! أي مال ولما قد أعطيك من أنت بالأساس؟

-أنا من ساعد الطبيب في هروب ثلاثتكم وقد نزلت الجاريه في مدينتها والطبيب وصل لأقرب مدينه بها مطار سيوصله إلى برازيليا ولم يبق سواكي

-لقد أخبروني ان السفينه ستصل بي لميناء الأسكندريه

-ماذا أنها أخر نقطة في رحلة السفينه وما دفع من مال لا يكفي مطلقا.


سرت رجفه في جوف رنا تسأل بهلع:

-وما العمل إذاً

-أدفعي ثمن المتبقي من الرحلة

-أنا لا أملك أي مال

-إما المال أو تغادري مع اول يابسه نقترب منها أي ان كانت ظروفها


غزى الرعب أوصلها ..... يابسه جديدة بأهوال جديدة وقصة مشابهة لجزيرة الذهب لا لا هذا مرعب.........


__________سوما العربي________


ليلة صيفيه ساهده على الملك العظيم الذي قد غلبه الشوق..


أبتسم بصفاء....الليلة غريبه وعجيبه يشعر بجسده وكأنه يأن يميل إليها مطالباً بها، ورائحتها كأنها تحيطه.


عض على شفتيه وهو يغمض عيناه وقر..... هو بحاجة لها.. تعجبه جداً


هي سليطة اللسان،مندفعه ومتهورة لا تصلح بتاتاً لأن تصبح ملكة.


عادة الملوك الزواج من شخصيات ذات سمات معينه تخضع قبلها الزوجة المستقبلية لكشف شامل وكامل بداية من نسلها وأصلها ونسبها وصولاً إلى سلوكها ودراستها والشهادات التي نالتها، كل هذا لا يكفي فهي يجب أن تكون حكيمة وعاقله،لبقة في الحديث،هادئة،ذو عقل رزين وتصرفات واعية.


و رنا ماشاء الله عليها حدث ولا حرج لا تمتلك أي صفه مما سبق...


زم شفتيه بيأس فعلى ما يبدو أنه معجب بفتاة لا يصلح لأن تصبح ملكة ولا تقبل أن تصبح خليلة وهو لا يمكنه الزواج منها بسبب سلوكها ولا يقبل أخذها غصباً وغير قادر على إبعادها عنه.


رجع يعض على شفتيه مع إغماض العينين وقد سرت رجفة اللذه والأشتياق لجسده وهو لا يملك الحل .......تباً لكل شيء وليذهب المنطق للجحيم سيصالحها رغم كونها كتلة من العيوب لكن لها طعم مختلف ربما ذاك هو السر الذي لطالما سمعه عن المصريات، كان يسمع دوماً عن خفة ظلهن المتوارثة جينياً وجمال المصريات الفريد وقوة شخصيتهن لكن لأول مرة يراه ليعرف ان الكلام والوصف كان أقل حتى من الحقيقة.


سيطلبها لعنده يصالحها ويتنعم بقربها هو يريد ذلك و سيتغافى عن أفعالها المتهورة

وقف عن عرشه بعزم مقرراً....فليتنحى الملك جانياً قليلاً ولا بأس بأن يذهب راموس الرجل للفتاة التي تعجبه....


شجع نفسه لدرجه كبيرة يخبرها أنه لا بأس ولا حرج في ذلك إلا يحق للملك ان يعيش حياته كشاب عادي يظهر حبه ويستمتع به ولو لمرة..... مرة واحدة فقط بحياته لا ضر في ذلك.


خرج بخطى ثابته كلها عزم على ما أراد بل تشكلت إبتسامة مرتاحة على وجهه ولمعت عيناه.


وصل لغرفتها بعد المشي سريعاً فتوقف لثانيه يسحب نفس معبئ بالسعاده ثم دفع الباب يفتحه بلهفه ولمعه غمرت وجهه وقد تشدق بابتسامة تعبر عن "ساقني الشوق لعندك لأصالحلك وأراكِ رغم أخطائك الكارثية"


فجأة انمحت الإبتسامة وتلاشت اللمعة وتجهم وجهه وهو يرى خلو الغرفة رغم تحديده إقامتها فهل كسرت أوامره وخرجت هل تمادت لهذا الحد.


إلتف بغضب أهوج أستحوذ عليه وهتف بحده:

-يا حرااس

دلف أحدهم يربع يديه على معدته ويحني رأسه للمك

-أمر مولاي

-أين ميرورا؟

-.....


صمت الحارس وتألمه كان كارثه في حد ذاتها فصرخ بغضب عظيم:

-لما لا تنطق أين ميرورا؟ ألم أحدد إقامتها؟ كيف تخرج من الغرفه ولم تُمنع؟! ما فائدتكم؟؟؟


زم الحارس شفتيه بينما يواجه تلك الثورة الغاضبه من الملك وهو يظنها قد خرجت من الغرفه فقط دون وعيهم فماذا لو علم أنها خرجت من القصر وربما المملكة كلها......


___________سوما العربي__________


ماذا ظنت هي؟ هل فقدت صوابها؟ أم أعتقدت أنها لا ضابط أو رابط لها!


وحاول تهدئة غضبه المتفاقم ينتظر قدومها لعنده، بقى جالس على كرسيه لكن تنبه بصدمه وهو يدرك أنها تجاوزته ومرت من أمامه وليتها لم تفعل ..ما هذا القميص الضيق وتلك الجونلة الحمراء؟! ألم يخبرها مراراً ألا تخرج على الناس بذلك اللون اللعين؟

قميص من القماش الأبيض المنقط بدوائر سوداء صغيره على جوانبه حمراء كل هذا مع وجهها الأبيض المستدير وجمالها الافت كي تصبح كارثه تسير على الأرض تغوي من حولها دون مجهود.


سحق أسنانه بغضب و وقف عن كرسيه مندفعاً لعندها يقبض على عضدها بيده الغليظة كأنه ينتشلها لتلف له وهي تشهق من المفاجأة:

-ااه....في إيه؟!

-في ان ليلتك سودة


أهتزت عيناها ما أن واجهته مباشرة هل إشتاقت له؟


تباً كيف يتقابل المطلقون؟ كيف ينمحي من مخيلتهم منظرهما وهما عاريان؟ هي للأن تتذكر كيف كان معها...


سبت نفسها ألف مرة... فيما تفكر هي؟!


لكن على ما يبدو أنها لم تكن كذلك وحدها فزيدان هو الآخر كان يفكر في الشئ ذاته ويسأل كيف سيتعامل معها وهو للأن يتذكر كيف كانت بين ذراعيه كما ولدت حين عزم على إتمام زواجه منها وليته فعل.


سريعاً ما ان جمدت قوتها متذكره ما فُعِل بها فقالت بملامح وجه ثابته:

-ليلة مين الي سودة؟! في حاجة يا معلم؟

-معلم؟!! ماشي وماله؟ إيه الي أنتي لابساه ده؟امشي أطلعي غيري.


أحتلها الضيق وهي تستشعر خوفها منه تجاهد كي تجابهه وبصعوبه تصنعت القرة دافعها التغيير.

اتسعت عيناه وهو يرى كفّها الصغير يوضع على يده الذي ضعف قوته ما ان شعر بملمس يدها الرقيقه المناقضة له فنجحت في إبعاد يده عنها وقالت:

-أيدك يا معلم وخلي بالك بعد كده.


ماذا؟!!!! هل أنذرته للتو؟؟؟؟؟؟؟؟!


أخذ الأمر منه وقت حتى يستوعب أن من فعلت ذلك حوريه...حورية التي يعرفها!!


رمش بأهدابه وأرتمى على كرسيه تائهاً من صدمته برد فعلها مرت دقيقتان كاملتان حتى أستوعب أنها تحركت بالفعل بما ترتديه فتحرك مهرولاً خلفها يحاول اللحاق بها.


__________سوما العربي___________


أنقلب القصر رأساً على عقب والخبر السري وصل للجميع بعدما واجه ساكنيه ثورة الملك وهو يأمرهم بالبحث عنها.


جلس على كرسي العرش بغضب لا يخلو من الشموخ يضع كفه على فخذه وهو ينتظر نتيجة من الحرس وإلا قطع رأسهم كما هدد.


حتى دخلت عليه أنجا بخطوات ثابته قويه تعلم هدفها وكيف ستحرزه بعد تخطيط وتدقيق فقالت:

-عذراً مولاي

-ماذا هناك أنجا

-بلغني ثورة جلالتكم وتهديدك بقطع رؤس الحراس والخطأ ليس بخطئهم مولاي.

-خطأ من إذاً

-خطئي أنا مولاي.

-كيف؟

-أنا من تكتمت على الأمر خوفاً من غضب جلالتكم أعتقدت أنه يمكن السيطرة على الأمر وما حدث ماهو إلا مجرد تمرد جديد من تمرد السيدة ميرورا إلا منتهي.


ابتسمت إبتسامة جانبيه وهي تستشعر تحفز الملك من حديثها بعدما أنتقت كلماتها تدس السم في الكلام المنمق المعسول مذكرة الملك بتمردها وشطحاتها المتكرره ثم أكملت:

-ظننتها تتدلل لتختفي عن عيناك بعد الخلاف الأخير بينكما كي تثير خوفك عليها لا أكثر فأمرت الحراس بالبحث عنها في تكتم كي نحل القصه متجنبين إغضاب جالالتك أو حتى إشغال وقتك الثمين الذي تكرثه دوماً لخدمة رعيتك ولا تحب أبداً توجيهه للأهتمام بالدلال الزائد للفتيات .


رقصت داخلياً وهي تراقب تجهم ملامحه فأكملت:

-لكن أتضح أنها فعلت ما كدنا ان ننساه، فكما تعلّم جلالتك أنها لم تكف عن محاولات الهرب حتى نجحت بالنهاية.


خفضت رأسها منحنية بأحترام وهي ترى الملك يقف بصدمة:

-ماذا؟ هربت.

-مع الأسف مولاي يبدو أنها أذكى مما تخيلنا..أنا نفسي قد أعتقدت أنها بدأت تعتاد وتسلم بالأمر الواقع لكن يبدو ان كل ذلك كان تمثيليه كي تستطيع خداع جلالتك وتغفل عيوننا عنها فاقتنعت أول فرصه وهربت بالفعل.


دوى حديث أنجا في أذنه يفكر....هربت.... هربت مجدداً منه..كانت تخطط وتجتهد كي تبتعد عنه بينما هو يجاهد كي يحولها لفتاة تصلح لأن تصبح ملكة.


فهل عشق فتاة لم تعشقه ؟ هل أشترى واحدة كل همها الهرب منه؟


إنها وجيعه...بل و وجيعه كبيرة جداً في حق أي رجل فماذا لو كان ملكاً!!!!


__________سوما العربي_________


صف سيارته جانباً بعدما وصل بصعوبه يراها تتلفت وهي تقرأ من هاتفها شيئاً كأنها تتأكد من العنوان ثم هاتفت أحدهم ودلفت داخل صرح كبير.


تحرك بسرعه كي يلحق بها ويوقفها محققاً معها لكنها كانت قد أختفت بالداخل.


حاول الدخول هو الآخر لكن منعه الأمن من ذلك فتحرك لعند السيارة لا يرغب في إفتعال المشاكل على الأقل حالياً وفضل ان ينتظرها ويتفاهم معها بهدوء ..يحاول تجنب تضخيم الموقف بينهما وتعقيده أكثر مما هو عليه بالفعل.


بينما في مكتب عاصم كان يجلس يتابع بعض التقارير إلى أن دلفت وفاء لعنده تحمل القهوة فسأل بضيق:

-إيه يا بنتي؟ قولتي ساعه وعدى أتنين.


وضعت وفاء قدح القهوة ثم بسطت يدها لها كأنها تطلب المعلوم:

-أيدك الأول

-أنتي إيه يا بنتي النفس عندك بمقابل

-أبجني تجدني

-ده أنتي كلبة فلوس


فردت مؤكدة:

-أنا كلبت فلوس


اخرج مال من جيبه و وضعه في كفّها فلمعت عيناها وأخذت تعده وهو يردد:


-ده أنتي بتعترفي... لأ وفخورة ماشاء الله


-الحلو زمانه طالع في الأسانسير


لمعت عيناه وزادت دقات قلبه فيما التفت له وفاء مرددة:

-كلبة فلوس مش شتيمه ....أفتكر الكلب أد إيه وفي.

-في دي عندك حق..قولي للسكرتيرة تدخلها بقا بسرررعة.

-عينيا....ثم غمزت قائلة:

-ربنا يوفق الدنيا على بعضها.

-يارب


دلفت حورية بتخبط تتلفت حولها تبحث عن وفاء لم تكن تحبذ فكرة العمل في نفس المكان الذي تعمل فيه رنا خصوصاً وأنهم حتى الأن لم يطمئنوا عليها.


في ثواني وكانت ترى وفاء تقبل عليها كعادتها بحبور :

-يا أهلاً يا أهلاً المكان نور يا جميل

-أنا مرتبكه جداً على فكرة

-لأ أجمدي كده أنتي خلاص خرجتي من البيت وبرا البيت في دنيا ثانية خالص غيّر الدنيا الي أنتي فاكره انك عارفاها.

-بس هتشغل في نفس المكان اللي شغاله فيه رنا واحنا لحد دلوقتي مش عارفين جرى لها إيه؟ وبعدين هقابل المدير ده ازاي بعد ما خالتي بلغت عنهم.

-بقولك إيه أنا مافهمش كل ده الي أفهمه انه شغل وأنا كلمته والراجل ما رفضش.

-بس هتلاقيه مش طايقني

-لو مش طايقك هيوافق ليه ماسكه عليه ذله ولا كان حد ضربه على أيده وبعدين يطيق ولا مايطقش هو إحنا هنناسبه اتعلمي تشوفي فين مصلحتك وتمشي وراها حاكم الخيبه الي أنتي فيها دي ما تأكلش عيش وهتخليكي ملطشة و أديكي شوفتي الي جرى.


-عندك حق أنا لازم أجمد عن كده

-يالا الراجل مستني …أبتسمي وأفردي وشك ده عشان يبقى فيه القبول.


أبتسمت حوريه قليلا وسألت:

-كده كويس

-زي الفل…يالا خشي عليه.

-طب مش نستأذن من سكرتيرته

-هو على علم انك داخله يالا خشي جيبي جون.


فتحت لها الباب وهي تغمز عاصم خفيه إنها قد أدت المهمة على أكمل وجه لكنه لم يرى أو يلاحظ فأهتمامه وعيناه قد تعلقا بتلك المُنيرة التي هلت عليه.


تتقدم بحرج وتوتر وهو يردد داخله(طاقه نور فتحت في المكان يخربيت جمالها)


سحب نفس عميق وذكر حاله(أهدى و أمسك نفسك)


ابتلع ريقه يمسك عليه نفسه يحاول الظهور بثبات أمامه حتى تبدو الأمور عادية، أقبلت تمد يدها للسلام فمد يده فتكنفته لحظه من اللذه فطراوتها تجلت حتى في ملمس يدها.. أبتسم يصبر نفسه وقال بهدوء متقن:

-أتفضلي يا أنسه حورية.


تغضن فمه بابتسامة رضا مرتاحة وهو يراها تجلس بلا تعقيب على مسمى "أنسة" الذي حشره في الحديث كأختبار بسيط ، لاحظ فرك كفيها ببعض فحاول تخفيف توترها قائلا:

-تحبي تشربي إيه؟ لمون كويس

-شكراً مش محتاجه…و…على أنا كنت عايزة أعتذر لحضرتك عن الي خالتو عملتوا بس هي معذورة أصل..

قاطعها قائلاً بتفهم:

-مش محتاجة أعتذار خالص يا حورية …أسمحيلي أقولك يا حوريه وأنتي قوليلي عاصم على طول اصلي مش بحب التكليف في الشغل بيعمل حواجز…أحمم..أنا متفهم جداً قلق خالتك بس الي حاصل مع رنا طبيعي وأحنا فعلاً مش بنقدر نتواصل بشكل مستمر مع الفريق بتاعنا سواء الي رنا فيه أو الفرق الي في مناطق تانيه +ان رنا ماضيه على إقرار بكل مخاطر وعواقب الشغلانه وهي مش قاصر ومسؤله عن نفسها عشان كده البوليس ماقدرش يفيد والدتها بحاجه.


نظرت حوريه أرضاً تشعر بالذنب والتقصير ثم قالت:

-واضح أن في تطورات كتير أنا معرفهاش ، أنا قصرت فعلاً معاها بس كان عصب عني.


تصنع الجهل يسأل بتمثيل:

-في مشاكل عندك ولا إيه؟

-الحمدلله.


ثم غيرت الموضوع سريعاً:

-هو أنا ممكن أشتغل إيه؟

حانت منه ذلة لسان وهو تحت تأثير جمالها يردد وهو مغيب:

-الي تأمري بيه

-هااا؟!!!


أستفاق سريعاً يردد:

-في العلاقات العامة إحنا محتاجين حد ذوق و وجهه كده زيك.

-نعم؟! وجهه؟!!

-أه وجهه..أكدب يعني ..الحق حبيب الله وأنتي بسم الله ماشاء الله يعني ..هي شتيمة ولا حاجة؟؟!!


تذكرت على الفور كلمات وفاء عن الدنيا خارج المنزل ربما حان وقت التغيير،ما تنتظر أن يُفعل فيها حتى تتغير بالفعل…يجب أن تواكب خطوات الحياه الراكضة.


أبتسمت بصعوبه وقالت :

-ممكن أستلم شغلي أمتى؟

-وقت ما تحبي

-دلوقتي

-أوكي ….تعالي معايا أعرفك على مديرك المباشر وتشوفي مكتبك.


وقفت تتقدمه بخطوات متوسطة وهو خلفها يظهر بمظهر الثابت قد وقف يضع يده على قلبه يصرخ داخلياً (أاااااااه هتموتننننننني)


سار يوازيها في الخطوات يعرفها على المكان وعقله يهتف(لمبة ألاووز ماشيه في المكان ياناااااااااس)


____________سوما العربي__________


تململ زيدان في جلسته بالسبت فترجل منها يمشي قدميه حين ورده إتصال من والده فجاوب على الفور:

-صباح الخير يا حاج

-أنت فين؟

-طب رد الصباح يا حاج حتى

-أنت فين بقولك

-في مشوار

-مشوار إيه؟

-شغل…شغل يا حاج


-شغل أن…طيب سيب الشغل وتعالى عايزك

-حاضر يا حاج هخلص الي في أيدي وأجي


أغلق المكالمة وعينه على نفس المبنى الكبير الذي لم تغادره حوريه بعد.


هز قدميه يفكريتقلب الفكر برأسه كانت بيده وهو من أقدم على فتح الباب للفراق لما لم يثبت على موقفه حتى النهاية إن كانت تريده ستعود.


وفي دقيقه كان قد أشعل السيارة وتحرك مغادراً يفكر أن ما يفعله هو الصواب رغم صعوبته.


___________سوما العربي___________


صرخت رنا بهلع ترفض الفكرة برمتها وقالت:

-أرجوك لا تتركني في أي يابسه أنا أريد العودة لمصر.

نظر لها الرجل بضيق يردد:

-لكل شيء ثمن يا حلوة وما دفع لي لا يكفي كيف ستدفعي وقد غادر الطبيب ومن قبله زميلتك الجاريه في اول ميناء، أنتي هنا وحدك هل تملكين مال؟

-لا

طالعها بمكر ثم قال:

-لا بأس فأنتي تكفين

-ماذا؟!

-نعم يا حلوتي..فساعات من المتعة تكفيني..هيّا أنزلي لتلك الغرفه معي ولا تتذمري.


بدأت تهز رأسها بهيستيريه وهي لا تتخيل أن شرفها الذي جاهدت للحفاظ عليه وكادت أن تفقد حياتها لأكثر من مره بسببه سيهدر هباءً هكذا على مركب في وسط المحيط ثمن للعودة على يد هذا الرجل القذر وهي التي رفضت ملكاً.


أنتابها الهلع وبدأت تصرخ بجنون فيما تقدم الرجل يدفعها لتنزل معه .


أستمر في دفشها بحيوانية وهي تصرخ والجميع يشاهدها لكن لم يتدخل احد.


دفعها لأحد الغرف وهي تحاول ضربه مع الصراخ المتواصل لكنه مد يده يمسك فستانها الثمين كي يشقه متلهف لرؤية جسدها …إنها على بعض خطوة واحدة من الأغتصاب .


قذف الله لعقلها جمله واحدة من رحمته فصرخت:

-أنا مريضة إيدز

أبتسم الرجل على سذاجتها فظهرت أسنانه الصفراء الغير متساويه وردد:

-تظنيني أبله كي تمرؤ علي تلك الحيله الساذجه…تعالي يا حلوة أنتي مكافئتي الليلة.


-لك ما أرت أن كنت ترغب في الموت

كملة موت نجحت في إخافته فتراجع بجسده لتكمل:

-لقد كنت جاريه عند أحد الوزراء في البلاط الملكي وهو مريض بالأيدز لكنه يتكتم على الأمر كي لا يفضح.

-هممم لكن تمنعك تمنع عذراء.

-وهل بالحرملك يتركون فتاة عذراء يا رجل؟!


كلامها كان مقنع من حسن حظها فخاف الرجل على نفسه وابتعد لكنه عاد يقول:

-ربما كنتي محقه…لكن مازلت لم أخذ ثمن حملك لمدينتك

-لا أملك مال.











نظر الرجل للقرط المتدلي من أذنها يردد:

-سأخذ هذا.

-ماذا؟ أنه من أبي

-جيد أنزلي إذا لأول جزيرة

-لا لا موافقة


ثم حاولت خلع القرط وأعطته له …نظر له بتقييم ثم قال:

-لا يكفي

-لا أملك غيره

-همممم … أعطيني ملابسك الثمينة هذه ففستانك وحده ثمن بقرة وبلدتها.


-وماذا سأرتدي

-ليست مشكلتي ولكن…خذي


أعطاه زوجين من أكياس الخيش الذي يوضع فيه القطن مردداً:

-لتعلمي فقط كم أنا رحيم.


بعد دقائق كانت رنا متكوره من البرد في أحد الأركان وقد شقت رأس شوالين من القطن ليدخلا من رقبتها ويساعد تضاعف الطبقات على مدارات جسدها لكن لم يمدوها بأي دفء لكن عليها ان تتحمل حتى تعود للديار من جديد تحت أي ظرف .

___________سوما العربي__________


جلس الملك يتجرع كأسه بمرارة يشعر بالهزيمة والحزن والهزال لقد أهانته…إهانة نكراء


ووقف أمامه كبير الحراس يخفض رأسه وهو يخبره:

- لقد جمعت مجموعة من خيرة رجالي وهم مكلفون بالبحث عن السيدة ميرورا

-أوقف كل هذا

-ماذا؟

صدم كبير الحرس بينما يستمع لأمر الملك فقال راموس:

-لا تبحثوا عن أحد يوجد بمملكتنا أمور أولى بكثير من البحث خلف جاريه هاربه ..لا أريد الحديث عنها مطلقاً.


نظر كبير الحراس أرضاً يردد:

-أمر مولاي


وانصرف بينما رفع راموس كأس جديد يتجرعه بمرارة وهو يكبت الدموع في عيناه ليست هي من سيبكي عليها الملك وسيمنع ذكر أسمها أو سيرتها في البلاط كله فلتذهب للجحيم ..


وبعد مرور أيام


جلس على مكتبه بغضب فبرغم الوقت الذي مر وبرغم منعه ذكر سيرتها أو التحقيق في هربها إلا أنها لا تفارق عقله .


دق الباب ثم دلفت أنجا بخطوات ثابته واثقه من هدفها وقد عزمت على إنهاء تلك القصة من جذورها:


-مولاي

-ماذا هناك أنجا؟

-ميرورا يا مولاي…

قاطعها بغضب رغم إنتفاض قلبه لذكر سيرتها لكنه قال:

-لا أريد سماع شيء

-لكن يا مولاي ربما يجب ان تعلم كيف خرجت من هنا كي تنهي آلقصه بالفعل

رفع الملك رأسه عن الأوراق التي تصنع بالأنشغال فيها لتقول أنجا بفحيح:

-لقد هربت مع عشقيها مولاي.


هب الملك واقفاً بينما أنجا تكمل:

-هربت مع الطبيب…….. 

               الفصل الواحد والعشرين من هنا 

تعليقات



×