رواية ولادة من جديد الفصل العشرون20 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل العشرون بقلم مجهول

 عالم صغير

عند وصولها إلى المستشفى، تطلعت حنان حولها بنظرة غريبة وسألت برفق
"لماذا لا نذهب إلى مستشفى أكبر؟ ليس هناك أي ضمانات أنه لا يمكن حدوث
خطأ ما في مستشفيات أصغر مثل هذا."
أجابت فايزة بنبرة محايدة: "لن يكون ذلك مناسباً."
حيث أنها لم تكن تتوقع أن تحمل، فقد ذهبت قبلاً إلى مستشفى يعمل به
أشخاص تعرفهم فضيلة، وكان ذلك لاجراء فحص طبي. والآن، حيث ترغب في
فحص حالتها، لا يمكنها العودة إلى ذلك المستشفى إن أرادت أن تبقي الأمر
سراً. فعلى كل قد يكون هناك مخاطرة أن شخص ما من المستشفى سيخبر
فضيلة بحملها، ولذلك قررت الذهاب إلى مستشفى أصغر.      بعد أن تولت حنان أمور التسجيل والدفع ظلب من فايزة أن تخضع لعدة
فحوصات طبية. ثم جلست السيدتان على كرسيهما وانتظرتا دور فايزة لرؤية
الطبيب. في الوقت نفسه لم تتمكن حنان من رفع عينيها عن فايزة، حيث ظلت
تطلع إليها خلسة لأكثر من عشر مرات في غضون دقائق قليلة. في هذه الأثناء،
سرعان ما شعرت فايزة بالحيرة والانزعاج من رد فعل صديقتها. "ماذا بك؟
لماذا تنظرين إلي بهذه الطريقة؟"
قالت حنان وعيناها تصابان بالاحمرار: "كنت فقط أتساءل
متی أصبحت بهذا
البرود"
عندما سمعت فايزة ذلك، لم تستطع إلا أن تسأل نفسها. فعلا؟ هل أصبحت
باردة؟
قالت حنان بصوت لا يكاد يسمع: "أنت ... أنت أم هذا الطفل"، ولكن تأثرت
فايزة إلى حد ما بكلمات صديقتها، وبدأت بشكل لا ارادي أن تربت على بطنها.
إنها على حق. أنا أم هذا الطفل. كانت فايزة مشغولة بأفكارها وقلبها مثقل
ولكن للأسف لم يبد أن الواقع المرير يترك لها الكثير من الخيارات.
عندما رأت حنان التردد على وجهها، استغلت الفرصة بسرعة وقالت: "أنا متأكدة
أنك لا تريدين هذا، أليس كذلك يا فايزة؟ دعينا نفكر في سبيل آخر."
تفاجأت فايزة: "سبيل "آخر؟" وسألت نفسها إن كان هناك سبيل آخر للخروج من
هذا المأزق؛ لأنه بدا لها أنه قد فاض بها.
"صحيح " أمسكت حنان بكتفي فايزة وقالت: لتفكر في سبيل آخر. أنا متأكدة
متأكدة أن آخر شيء ترغبين فيه، أنت دوناً عل كل الناس
أننا
سنجد حلا؛ لإنني .
هو أن تفقدي . طفلك ومع ذلك، فأنت مضطرة إلى ذلك ... اضافة، إننا اكتشفنا
حالتك للتو، لذا دعينا نفكر بالأمر دون التسرع إلى اتخاذ قرار
أن تفعلي شيئاً ستندمين عليه لاحقاً طوال حياتك."
سيء
لا تريدين
أومأت فايزة رداً على ذلك، عندما سمعت شخصاً ينادي اسمها. حيث أن الوقت
كان لا يزال في الصباح الباكر، لم يكن هناك أناس كثيرون بالمستشفى. لذا،
قامت واقفة واتجهت إلى الجناح قائلة: "حسناً، سأذهب لأرى ما سيقوله
الطبيبة"
ظناً منها أن اتخاذ القرار يظل متاحاً بعد الفحص، أجابت حنان بصوت هادئ
" بالتأكيد. تفضلي "
بينما كان الداخل كان يشوبه لسعة برودة، كان المستشفى في الأساس مكاناً
يذهب إليه الناس لاجراء عمليات الاجهاض. لذا، عندما استلم الطبيب تقرير
حمل فايزة خلع عنه ،نظاراته، وحدق فيها وقال: "هل أنت متأكدة أنك ترغبين
في الاستمرار في عملية الاجهاض؟ "
بعد سماعها للطبيب، تسمرت فايزة التي كانت مشاعرها المتناقضة قد غمرتها
بالفعل، وكانت كالمشدوه. في هذه الأثناء، كان الطبيب معتاداً على رؤية مثل
هذا التعبير، ولم يكن تعبيراً مفاجئاً على الاطلاق. ثم بدأ في توضيح مجريات
العملية، وأخبرها بكيفية الدفع. "حسناً، يمكنك متابعة عملية الدفع بمجرد أن
تتخذي قرارك. التالي "
"شكراً لك" وقفت وخرجت من الباب.
هرعت إليها حنان التي كانت تنتظر فايزة خارج العيادة، واقتربت منها بمجرد
رؤيتها. "ماذا قال الطبيب؟"
عندما استرجعت فايزة كلمات الطبيب شعرت بركبتيها تخذلانها، وسقطت على
الأرض، ولكن حنان كانت سريعة بما يكفي لتلقفها. "هل أنت بخير؟"
أومأت فايزة: "أنا بخير .."
سألت في قلق: "ما الخطب؟ ألم تتناولي الافطار هذا الصباح؟" واصطحبت
فايزة إلى الكرسي وأجلستها.
كان واضحاً أن فايزة لم يكن لديها أي رغبة في تناول الطعام. في الواقع، كانت
تعاني من نقص حاد في الشهية في الآونة الأخيرة، مما يشير إلى أسباب متعلقة
بمشاكل صحتها والحمل، ولكن حنان اعتقدت أن هذا قد يكون سببه أيضاً ذاك
الرجل.
تبدين شاحبة هل أنت بخير؟"
أجابت فايزة: "ربما انخفض السكر قليلاً."
"سأتيك بشيء تأكليه. انتظريني. سأعود حالاً" أغلقت حنان عينيها، وغادرت.
بمجرد أن غادرت انحنت فايزة على الكرسي، وأغلقت عينيها من الإرهاق، لكن
في ذات الوقت بدأت تسمع صوتين متضاربين في رأسها.
"ماذا تظنين أنك فاعلة ؟ اعتقدت أنك قد قررت المضي قدماً في الأمر. علاوة
على ذلك، أنت بالفعل هنا في المستشفى، فماذا تنتظرين؟ ستظلين في ألم إلى
الأبد، طالما ظل هذا الأمر دون حل. لا تنسي، لقد أعلن بوضوح أنه سيطلقك."
"ثم ماذا؟ أنت بالغة ناضجة يا فايزة ألست قادرة على تربية طفل؟"
" إن تربية طفل لسيت مجرد مسألة مال فكري في الضغوط النفسية والعاطفية
التي على أي أم أن تخوضها."
"إذا كنت تشعرين بالقلق من أن طفلك سيعاني دون أب يمكنك دائماً الزواج
مرة أخرى. في النهاية، لا تزداليا شابة، وسوف تجدين رجلاً آخر يعاملك معاملة
حسنة
تغلب عليها انخفاض السكر في الدم والأصوات التي في رأسها، فانتاب فايزة
صداع شديد، إلى أن . سمعت صوتاً متفاجئاً يقول: "فايزة؟ أهذا أنت يا فايزة؟"
بينما لم يبد الصوت حقيقياً لها، فقد اعتقدت في البدء أنها هلاوس سمعية
تسمعها. إلا أنه مع اتضاح الصوت، فتحت عينيها ونظرت إلى اتجاه الصوت
لترى سيدة في الأربعينيات من عمرها، تنظر إليها بتعبير غريب.
وبعد أن استغرقت بضع ثوان لتتعرف على هوية السيدة، اعتدلت فايزة في
جلستها، وتبدل وجهها، وكان الألم قد اختفى تماماً . من جسدها.
" يا إلهي .
. لا أصدق أنه أنت رحبت المرأة بفايزة في حماس بمجرد أن تعرفت
عليها. "رأيتك من بعيد قبل قليل، لكنني اعتقدت أنك شخص آخر. ما الذي أتى
بك إلى هنا؟"
من ناحية أخرى، لم تتمكن فايزة من الابتسام؛ لأنها لم تتوقع أن ترى وجهاً
مألوفاً في مستشفى صغير. جنت هنا لأنني أردت تجنب الالتقاء صدفة
بالمعارف، ولكن وجدت نفسي أصادف وجهاً مألوفاً . لماذا؟
وكأن المفاجأة لم تكن كافية، ما جعلها أكثر ذهولاً هو أن المرأة التي صادفتها
للتو كانت ذات المرأة التي كانت ترافق والدة حسام - صفا عثمان.
غير قادرة على الهروب من هذه الورطة، اضطرت فايزة أن تتصرف بشكل هادئ
ومواجهة المرأة "مرحباً يا آنسة عثمان. جنت هنا مع صديقة لديها موعد"
كانت تعلم أن حنان لن تعود بسرعة، وظنت أن صفا ووالدة حسام لا تعرفان
صديقتها، لذا راهنت أنهما لن تنشرا الشائعات.
فهمت" نقلت صفا عينيها إلى بطن فايزة عندما تبادرت إلى ذهنها فكرة ما،
وبدت وكأنها استشفت شيء مريب.
واعية لطبيعة صفا الخبيثة والساخرة، كانت فايزة تعرف مدى فظاعة هذه
السيدة في الحفاظ على الأسرار. لذا وجدت أنه من سوء حظها أن تصادفها في
المستشفى، قدمت شفتيها ووجمت.
هي
كما كان متوقعاً، فقد بدأ لسان صفا في الاستمتاع، وعيناها تحدقان في بطنها.
"إذاً، أين . صديقتك؟ لماذا أن وحدك هنا؟ هل هناك ما تخفينه؟ لا! لا! لا!
لطالما كانت فريدة تمدح زوجة ابنها عندما كنا نخرج معاً، لكن أراهن أنها لا
فكرة لديها أن زوجة ابنها ها هنا تخفي أمراً مشبوهاً عني "
على الرغم من أن فايزة كانت ملتزمة بشرفها أن تحترم من هو أكبر منها مثل
صفا، إلا أنها لم تستطع قبول تعليقها المهين والساخر فردت وقد اعتلى الوجوم
تعبيرها: "ما هو الدليل الذي يجعلك تقولين هذا، يا آنسة عثمان؟ يفضل لك أن
يتوخى لسانك الحذر. ماذا تقصدين باخفاء أمر مشبوه عنك؟ إذا استمررت في
تشويه سمعتي بهذه الطريقة، فسوف اتخذ اجراء قانوني ضدك بتهمة التشهير."
"يا للهول! اهدأي " تظاهرت صفا بأنها قد ارتعبت. "لماذا تبالغين هكذا؟ اهدأي.
كنت مجرد أمزح هل أنت فعلاً ...

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-