رواية نورة الفصل الثانى بقلمlehcen tetouani
....... خرجت نورة مع الصبي من المقبرة وهي تمسك بيده تلملمه بكلتا يديها من كتفه تارة وتداعبه بالكلام تارة اخرى لتنسيه حزنه على أمه والحزن الذي بداخلها خبأته في تلك الآونة فهي لاتدري ماهو مصيرها ولا اين وجهتها و مبيتها في تلك الليلة ايضا
وما إن خرجا من البوابة حتى وجدت أمامها شيخا كبيرا ينادي بإسم صابر حتى إنطلق الصبي من جانب نورة متجها نحو الشيخ فارتمى مابين احضانه فعلمت نورة انه هو المقصود وانه على قرابة ما به والشيخ في تلك الاثناء يقبله ويداعب شعره وهو يقول له وهذه المرة كذلك لم تسمع لكلامي واتيت بمفردك إلى المقبرة
قال آسف ياجدي
كان الشيخ يوبخ صابر بطريقة مهذبة ولطيفة لأنه يظهر عليه كم هو خائف على الصغير وكم هو يحبه وقريب إلى قلبه وكل هذا ونورة واقفة تحضر حديثهما حتى إنتبه لها الشيخ عندما إستدار إليها صابر وهو يبتسم لها فرحب بها وبادلته بدورها التحية وطرح عليها بعض الاسئلة انت غريبة عن المنطقة هنا
أجابت نعم ياحج انا غريبة ولكن يوجد لي قريبة لي هنا تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها كنت أتيت من بعيد لكي استضيف عندها اياما واطمئن عليها بعد إنقطاع اخبارها ولكن عندما سألت عنها اخبروني أنها توفيت رحمها الله
رحمة الله عليها مؤسف حقا لاتقولي لي يابنيتي انك ستعودين إلى ديارك الان بعد كل مشقة الطريق هذه
لا أعلم ياعمي فبصراحة انا تعبة جدا من السفر ولكن لااعلم اين استريح بعدما علمت ان منزل زوجة خالي بابها موصد ولااثر اين ترك مفتاحه.
هنا تكلم صابر جدي جدي فلنستضيف نورة عندنا فبيتنا واسع تأخذ غرفة امي لتستريح فيها يوم او ليومين ثم تعود إلى ديارها إن شاءت
عرضك جميل ياولدي هذا ان وافقت عليه الضيفة طبعا سنفرح بإستضافتها عندنا بكل سرور .
حاولت نورة ان تظهر للشيخ والصبي ان هذا ليس جائز ولكن في نفسها فلقد ازيح جبل عن كاهلها فكان كل التفكير والخوف لديها اين ستستبيت وهي بمفردها لاتعرف عن المنطقة شيئا ولاتعرف احد سوى الحقيقة التي ذكرتها للشيخ والتي علمتها قبل سنوات قليلة من امها المتوفاة.
ذهبت نورة مع الشيخ وصابر إلى منزلهما بعد ان شكرتهما على إستضافتها وعندما وصلت توقعت ان تجد افراد من العائلة لإستقبالهم عند دخولهم فلم تجد سوى بيت مهجور تقشعر منه الابدان من وحشته وسكونه..
في تلك الاثناء كانت القبيلة مقلوبة رأس عن عقب يبحثون عن نورة ليكملوا المهمة الناقصة بالنسبة لهم فهم قتلوا الزاني ولم يبقى إلا التي اخلفت الشرع وداست على الأخلاق والتي احكم عليها ايضا بالرجم حتى الموت مثله فؤهل ثلاث شباب من بين الجميع ليقوموا بمهمة البحث عنها خارج القرية ومن يجدها أولا سينال مكافأة كبيرة وبدأت مهمتهم بالبحث بكل حزم
خرج الشبان الثلاثة الذين أختيروا من خيرة وأبسل شباب القرية للبحث عن نورة وهم في اقصى سرعتهم ليتسابقوا من منهم يربح بالجائزة بإيجادها اولا بعدها افترق كل واحد منهم إلى اقرب القرى المجاورة لهم ولحق بهم خفية عن الجميع والدها الذي لثم وجهه لكي لايعرفه احد حاملا تحت قميصه سك.ينا كبيرا وانطلق ليقتص أثر إبنته