رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء الثاني 2 بغرامها متيم الفصل الاول 1 بقلم فاطيما يوسف




رواية من نبض الوجع عشت غرامي الجزء التاني 2 بغرامها متيم الفصل الاول 1 بقلم فاطيما يوسف 



#البارت_الأول
#الجزء_الثاني #من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
#بغرامها_متيم
#بقلمي_فاطيما_يوسف

وذهب إلى الواتساب كي يحادثها ولكن اتسعت حدقتاه وهو يرى صورتها الموضوعة على حالتها ولسان حاله يردد بذهول من جمالها في الصورة :

_ أوبا ايه الجمدان دي هي معقولة داي اللي اتجوزت وخلفت اتنين داي كتلة أنوثة متفـ.ـجرة قدامي في الصورة .

ثم شاهد باقي الصور في حالتها وازداد شغفا بها ولم يستطيع التحمل أكثر من ذاك ، 

ثم قام بمهاتفة عمران وفور أن آتاه الرد سأله جاسر بلهفة :

_ هي مها دي نفس صورتها اللي على الواتساب هو نفس شكلها ؟

اندهش عمران من استفساره ثم قطب جبينه وتسائل متعجباً:

_ ايه معناته السؤال دي يامتر ! هو إنت من ميتى وانت بتبص على صور ستات ؟

لوى جاسر شفتيه بامتعاض من استفسار عمران ثم قال :

_ يعني هو انت ياعم عمران متعرِفش تجاوب على سؤالي من غير ما تعمل المفتش كرومبوا ؟

وأكمل وهو مازال مثبتا الهاتف على صورها بشغف وهو مازال يستفسر عنها :

_ ها ياعم عمران هي نفسها اللي في الصورة ولا هي حاطة صورة من على جوجل ؟

مسح عمران على شعره بملل من استفسار ذاك الجاسر ثم ردد متأففا :

_ طب هو اني كنت شفت الصورة اللي هي حاطاها أصلاً علشان أعرِف ، مباخدش بالي أني من الحاجات داي واصل يابن عمي .

تأفف جاسر بضيق ثم هتف منزعجا :

_ وه طب ما تشوفها يابن عمي ايه الرخامة بتاعتك داي عاد .

تأفف هو الآخر ثم أردف بانزعاج مماثل :

_ طب اقفل ياعمنا هشوف الصورة وأبقى أكلَمك بعدين .

_تصدق بالله أني أرخم منك مهشفش ياعمران ... جملة تهكمية نطقها ذاك الجاسر وهو قد وصل الغيظ منتهاه به ثم أكمل :

_ طب ماتشوفها وانت وياي ياجدع ، عمال تماطل ليه دي الحوار كلياته مش مستاهل منك اكده يعني .

نفخ عمران بضيق ثم علل مماطلته :

_ ماهو بصراحة اللي انت هتقوله دي ميصحش انت بتفتح صورها اللي على الواتس وتبص عليها ليه من الاساس ؟

تحمحم قليلاً ثم أجابه :

_ أممم.. والله بسجل الرقم وقلت أبعت لها على الواتس اني مستنيها بكرة إن شاء الله ببص لقيت قنـ.ـبلة جمال نووي في وشي ، وبصراحة اكده مش متخيل ان دي اتجوزت وخلفت عيلين وكان عندهم عشر سنين كماني فقلت ممكن تكون الصورة اللي حاطاها من على جوجل بس دماغي بيزن علي اني أسألك هي ولا مش هي ؟

انزعج عمران من طريقته ثم أردف معاتبا إياه لأنه تيقن ان الصورة التي رآها لم تكن إلا لمها ثم تحدث ملاما إياه:

_ طب هو من ميتى وانت مراهق اكده ياجاسر ! اللي أعرفه عنك انك عاقل رزين ومتبصش على الحريم واصل ولا تجيب صورهم وتتفرِج عليها ، 

وأكمل وقد وُلِد في نفسه حاجة من ذاك الجاسر واستفساره:

_ أني اكده هفكر مجبهاش عنديك واصل ولا تشتِغل من الاساس ، داي بردو مهما كان أخت مرتي وهغير عليهم كيف أخواتي وأمي .

ثار جاسر غاضباً من تهجم عمران وطريقته ثم انفعل بصوت عال بعض الشئ :

_ وه ياعمران كانك متعرِفش جاسر ولد عمك ياجدع ! هي لما تاجي تشتغل وياي يعني هتخاف عليها مني اني جاسر المهدي اللي يتآمن وياه على أي حرمة تخصك ياجدع ، وبعدين متُبقاش غشيم اكده مكنش سؤال خلاك تشك فيا ومحسسني اني هغتـ.ـصبها لاسمح الله لو جت عندي المكتب تشتغل يعني ، 

وأكمل وهو مازال يعاتبه على طريقته وظنه السئ به :

_ متخافش قووي اكده اللي منك مني وهخاف عليهم نفس خوفك وهحافظ عليهم زييك بالظبط هو انت هتستجد علي ولا ايه ؟

كان عمران يستمع إليه بإنصات شديد ولام حاله على تهجمه عليه وظنه السئ به فهذا الجاسر ابن عمه ويعرفه جيداً ويعرف أخلاقه وأنه من المحال أن ينظر لها نظرات محرمة أو أن تكن نيته سوءا بها فهو كان يأمنه على أختيه ولم يشك بأخلاقه يوماً من الأيام ولكن تلك المها لها ظروف خاصة وليست كباقي النساء فهي قد تعرضت لتجربة مريرة منذ عاما وأكثر ولم تفق منها إلي الآن ، 

ثم ذهب إلي الواتساب الخاص بها ورأي الصورة التي تضعها ولم تكن إلا هي ، 

فأجاب جاسر معتذرا أولاً على طريقته الجافة معه :

_ حقك علي متزعلش من طريقتي بس مها داي بالخصوص حياتها واللي حصل لها صعيب قووي ومحدش يقدر يتحمله واصل وهي لحد دلوك حالتها متقلبة المزاج ، شوية حزينة وشوي سرحانة في ملكوت الغالين اللي فاتوها وشوي تلاقي ابتسامتها في وسطنا باهتة كأنها بتجاملنا بيها علشان نطمَن إنها زينة ولكن جواها نـ.ـار فراق ولادها وجوزها مهينطفيش .

كان جاسر منتبها بشدة لما يذكره عمران فهو من مجرد رؤيته فقط لصورتها أحس بأنه وقع أسيرها ، من مجرد استماعه لقصتها المؤلمة شعر بالخـ.ـوف عليها ويريد الآن فقط أن يطيب جراح الروح الممتلئة بملامحها الجميلة ، ثم سأله بفضول لمعرفة كل شئ عنها :

_ طب ولادها مـ.ـاتوا كيف ؟

أجابه متأثرا بحزن عندما تذكر حادثة الطفلين:

_ غرقوا في البانيوا وهما بيتحمموا وأمهم كانت ويا أبوهم وهو بيعمل جلسة العلاج الطبيعي ومعرفاش وفاقت على كابوس ومن وقت مارحلوا وهما أخدوا وياهم سعادتها وابتسامتها وكل حاجة حلوة في حياتها ومن بعديهم بشهور قليلة وأبوهم فارق هو كماني بالمرض الوحش ، 

ثم سأله مندهشا عندما تذكر أمراً ما :

_ ثم إنت إزاي متعرِفهاش وهي كانت موجودة في فرحي على سكون ؟

أجابه وهو يحاول تذكرها ولكن لم يفلح :

_ هو أنا هفتكر فرحك من سنتين ياعمران شفتها ولا له ؟ 

نظر عمران الى صورة زواجه من سكونه وهو يردد :

_ والله الأيام بتمر ومَر قرب سنتين على فرحي ده العمر خوان قوووي ياجدع ، 

ثم اعتدل عمران بجلسته وأكمل وقد قرر أن يريحه :

_ عموماً ياسيدي هي صورتها اللي على الواتساب مش حد غيرها واللي معاها في الصورة دول ولادها الله يرحمهم ، هي من النوع اللي بيهتم بشكلها وبمظهرها جداً ومهتحبش تخرج مبهدلة تحسها اكده هي والأناقة ميختلفوش عن بعض كيف شخصيتها الأنيقة الهادية بردوا .

دق قلب الجاسر بعنف داخله حينما تيقن أنها من تكن بالصورة ثم ردد متسرعا:

_ طب ايه بقى ياعم عمران مش إنت عارف إن عنديك ولد عم عازب ونفسه يدخل دنيا كيف الخلايق ويوبقى عنديكم الذوق والجمال والدلال دي كلاته ومتدنيش فكرة اكده !
هو أني مبصعبش عليك وأني وحيد اكده ياجدع ؟

انتفض عمران من جلسته وهو يستمع إلى هرائه ثم جز على أسنانه بغيظ وهتف :

_ وه ماتوزن كلامك ياعمنا تدخل دنيا كيف مع واحدة متحـ.ـطمة ! داي كانت متجوزة ومخلفة كماني .

_ الله انت مالك انت أنا راضي ياعمنا ومهيفرقش وياي انها كانت متجوزة ولا معاها عيلين حتى ... جملة يملؤها الثقة نطقها ذاك الجاسر وعقب باستفساراته التي لم تنتهي :

_ بس قول لي هي كانت بتحب جوزها ومتعلقة بيه قووي ولا ايه ؟

امتعضت ملامح وجهه من استفسارات ابن عمه الغريبة في وجهة نظره ثم تحدث بنبرة تهكمية :

_ طب هي داي أمور ينفع نتكلم فيها ياجاسر أو أحكي لك عنيها ! ماتهدى اكده وتروق على حالك ولو انت عايزها سيب الأيام تكشف لك كل حاجة متتعجلش دي إنت حتى مدارش بينكم حوار ولا سلام واصل .

قام جاسر من مكانه وذهب ناحية النافذة ثم طلب منه :

_ طب ماتكسب فيا معروف وقول لها المعاد النهاردة مش بكرة واني مستني المقابلة بتاعتها ؟

ضحك عمران على حالته المتعجلة ثم أردف بكلماته التي أصيبت الآخر بالخذلان :

_ مش لما توبقى توافق الاول على الشغل عنديك ياجاسر توبقى تاجي أو متجيش !

اتسعت عيناي ذاك الجاسر وعقله ينفي تماماً انها لا تأتي كي تعمل معه فقد تسهمت نظراته أمام صاحبة الصورة فقط فماذا به حينما تتجسد أمامه ، 

ثم هتف بنبرة منزعجة :

_ متفسرش في وشي اكده واصل هتاجي إن شاء الله والبركة فيك يابن عمي ، 

واسترسل حديثه وهو يحاول استعطافه بنبرة تبدوا أكثر تأثيراً :

_ هو إنت منفسكش ولد عمك يستقر كيفك اكده ياعمران ؟

بص اني قاعد مستني مقابلتها من دلوك ، 

وأكمل بنبرة رجولية وصوت جاد كي يطمئنه :

_ ومتقلقش أني لا يمكن أعمل حاجة تضايقها أو تغضب ربنا ، يعني متقلقش ياخوي أني سكتي دوغري ويمكن ده اللي وصلني لحالتي ومزاجي السئ اللي بعاني فيهم دلوك .

اطمئن عمران من كلامه ثم تنهد طويلا وهو يستجمع في عقله سيناريو كي يقنع مها أن تذهب لجاسر مقابلتها للعمل معه من اليوم فهو يريد لها الخير أيضاً ويريد أن يطمئن عليها فهي قد عانت كثيراً في حياتها وراق له أن يراها تعمِّر بيتا جديداً بحياة مختلفة ،

لاحظ جاسر صمته فسأله بنبرة حزينة لظنه انه معترضا على طلبه :

_ شكلي اكده بتقل عليك يابن عمي ، هسيبك دلوك ، سلام .

هتف عمران متعجلاً قبل أن يغلق الهاتف :

_ ياعم استنى هو انت مالك دماغك صغيرة اكده ليه !

وأكمل بطمئنة كي يشرح صدره :

_ هنكون عنديك إن شاء الله النهاردة المغربية اكده.

اتسعت مقلتاه بذهول من ثقة عمران وتسائل بنبرة تبدوا أكثر لهفة :

_ صوح ياعمران ؟
والله إنت اجدع ابن عم في الدنيا .

ضحك عمران على طريقته وفي نفس اللحظة اندهش لتسرعه ولهفته ليقول بتعقل :

_ اهدي اكده ومتوبقاش مدلوق وخليك راسي وتقيل علشان أم الزين طريقها صعب وعايز صبر ويا تفلح يامتفلحش انت ونصيبك بقي .

ابتسم جاسر ثم أردف باستفسار دون أن يعتري نصيحته أدنى اهتمام :

_ هي بينادوها بأم الزين ؟ داي هي الزين والحلا كله ، كويس انك عرفتني الحتة داي ، 

واسترسل حديثه بنبرة حماسية متعجلة وهو يخطو تجاه مكتبه يحمل مفاتيحه :

_ اني هسيبك دلوك هروح البيت هروق على حالي اكده وهكون في انتظاركم إن شاء الله.

ضحك عمران على طريقته الصبيانية ثم ردد مداعبا إياه :

_ هتظبِط حالك كيف يعني ! هو إنت هتقابل رئيس الجمهورية وأني مدريانش ؟

رفع حاجبيه باستنكار من كلامه المغلف بالسخرية:

_ ملكش صالح عاد ، وبعدين أني طول عمري بحب أهتم بمظهري وانت عارف اكده واصل ، يالا سلام يارخم.

أغلق الهاتف معه ثم خرج من مكتبه قاصداً منزله ، 

أما عمران ردد بخفوت وهو يتطلع بعقله إلي الأمام :

_ كانك رايح لوجع القلب بيدك يابن عمي ، الله يعينك على اللي انت رايح له .

ثم قام من مكانه يهبط الي الأسفل كي يبحث عن سكونه .

******************

هبط من سيارته الفارهة ذات اللون الأبيض ثم ضغط على الزر الموجود بمفاتيحه ليتمم إغلاق سيارته جيداً وما إن هبط حتى شعر بحرارة جو الصعيد تغزو جسده فقد كانت سيارته مكيفة ولذلك أحس بالنيـ.ـران الآتية من كل صوب وحدب وكأن آشعة الشمس سلطت حرارتها المنبعثة من ضوئها على ذلك الفارس ، 

خلل أصابع يديه بين خصلات شعره ذو اللون البني المائل للون الذهبي قليلا وهو ينفخ بضيق ثم فتح أزرار قمصيه الأبيض أعلى صدره وكأنه بتلك الحركة سيدخل الهواء إلى صدره يشعره بالراحة ولو قليلاً وحدث حاله بضيق بصوت خفيض وهو ينظر إلي المكان من جميع اتجاهاته وقد رأى الازدحام حوله بطريقة لم يراها من ذي قبل :

_ أووووف زحمة بطريقة أوفر وحر وريحة لاتطاق ، ربنا يسامحك يابابا على اللي انت عملته فيا ده ، 

ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهاتف والده وما إن آتاه الرد حتى ردد بطريقة منفعلة :

_ يعني يابابا ده مكان تجيبني فيه ، حر وزحمة لاتطاق وحاجة منتهى الفرهدة ووجع القلب والأعصاب ، 

وأكمل وهو ينفخ بغضب :

_ مش عارف ليه بتعمل معايا كدة كأني مش ابنك الوحيد والله ؟!

رد ذاك الجالس في مكتبه وهو يستند بكبرياء اعتاد عليه :

_ متأفورش عاد أني وديتك بلدي اللي اتربيت فيها سنين شبابي وعارفها كويس ولو مكملتش فترة الانتداب بتاعتك انت عارف تحذيري يافارس ؟

تأفف الآخر ونظق بغيظ قبل أن يغلق الهاتف فهو يعلم جيداً تصميم والده على شئ ما وأن رأسه يابس ومهما تحايل لن تجدى محاولاته نفعاً :

_ أمممم ... تمام يابابا بهدل فيا على كيفك لما أشوف أخرة اللي بتعمله معايا ايه ! سلام .

أغلق الهاتف ودلف إلى ذاك البهو الواسع وهو يتمشى في حديقته بكبرياء لم يُسبق من قبل ولكن عند فارس عماد الألفى ذاك الشاب الثلاثيني إلا ثلاث سنوات ذو الطول الفاره والجسد الرياضى والبشرة البيضاء ، 

وقف أمام الأسانسير كي يصعد إلى الطابق الرابع ولكن وجد ازدحاماً أمام الباب فصعد إلى الطابق الثاني فهو يكره الازدحام كثيراً ويشعر بالاختناق من وجود أناس كثيرون حوله ، 

انتظر طلب من بالأسفل ثم بعد خمس دقائق طلب المصعد وانتظر قليلاً حتى توقف وانفتح الباب ، 

خلع نظارته وأمسكها بيده ثم نظر إلى المصعد يتفحص العدد الموجود فيه ولكنه وجد تلك الفتاة التى تقف تعدل حجابها في مرآة المصعد وما إن رأته حتى أشارت بيديها قبل أن يدلف وهي تمنعه :

_ ممكن متدخلش لو سمحت وتستنى تطلبه تاني ؟

اتسعت مقلتيه وهو ينظر إليها باستنكار من هرائها من وجهة نظره ثم نطق بنبرة استيائية مفتعلة بعض الشئ من طلبها الغريب وهو لم يعطي طلبها أدنى اهتماما ودلف على الزر وكل ذلك في غصون ثواني :

_ نعم يا آنسة ؟!

وقبل أن يكمل كلامه أشارت إليه بيدها قبل أن يضغط على الزر :

_ طب استنى هخرج أنا لو سم..... ، 

لم تكمل كلامها وقد انغلق باب المصعد وبدأ في الصعود تحت تذمرها فعقب هو على طريقتها اللامعقولة من رأيه :

_ هو أنا راكب مع السفيرة عزيزة وأنا مش واخد بالي ولا ايه يعني !

ثم نظر إليها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها مكملاً سخريته منها :

_ أنا لو عليا ميشرفنيش أركب مع إللي شكلك والله ؟

اتسعت عيناها من قلة ذوقه ولسانه الغير راقي في حديثه ثم رفعت أصبعها في وجهه مرددة بتحذير :

_ لو سمحت احترم نفسك وانت بتتكلم ، 

وأكملت بنفس التحذير بطريقة جادة لاتقبل النقاش:

_ أو لو سمحت متتكلَمش عاد لأن مش من الذوق انك تتكلم بالطريقة داي مع بنت ، 

ثم لوت شفتيها بامتعاض وهي تنظر إليه بنظرة استيائية :

_ والله صحيح مش بالمناظر بيبقوا بجلابية وعمة بس ينضـ.ـرب لهم تعظيم سلام من أخلاقهم العالية .

اقترب منها وبعينين حادتين كالصقر نظر إليها وأمسكها من يدها وهو يهزها بعنف ولم يراعي أى شئ :

_ انتِ بتقولي ايه يابت انتِ شكلك اتجننتي في دماغك ويومك مش هيعدي النهاردة ولعبتي في عداد عمرك يابنت الصعيد .

كادت أن تنتزع يدها من يده كي توقف الاسانسير ولكن حدث مالا يحمد عقباه فقد انقطع التيار الكهربائي وهم واقفون منصدمين مما حدث ، 

شحب وجهها بخوف شديد فهي لديها فوبيا الأماكن المغلقة وتشعر بالاختناق الشديد ورددت برعب هائل بان على معالم وجهها ومازالت يداه عالقة في كتفها ونطر إلى وجهها الذي حقق في ملامحها للتو :

_ دي مش معاد قطع النور ، ايه اللي بيحصل دي ؟

ثم وجدها تتمسك بيده بشدة جعله شك في أمرها وباليد الأخرى تحاول فكاك حجابها قليلاً من على عنقها وأكملت بصوت عال وهي تقترب من الباب :

_ لو سمحتم شغلوا المولدات إحنا في الأسانسير .

أما هو لم يرمش له جفن من انقطاع التيار الكهربائي فهو ذو مشاعر صلبة والخوف لايعرف طريقه ولا يحبذ أن يراه أحداً بمظهر ضعف ثم نطق بنبرة ساخرة وهو ينفض يدها من على ملابسه بطريقة استيائية :

_ دلوقتي ماسكة فيا ومن شويه كنتي عايزة تفجـ.ـريني ، 

وأكمل وهو ينظر لطريقتها بغرابة ولم يفسر مظهرها ذاك انها مرعوبة وخائفة :

_ إنتي مجنونة يابت إنتِ ولا بتستعبطي عليا وبتعملي الحبة اللي كل واحدة بتعملهم لما تشوف شاب جذاب .

أبعدت يدها بوهن والشعور بالاختـ.ـناق لديها يزداد وبالتحديد عندما استمعت إلى العامل في الخارج ينوه عن حدوث عطل في المولدات أيضاً ثم نظرت له بنفس نظرته الاستيائية وهي تهدر به بنبرة صوت خفيضة كي لا تفقد طاقتها التنفسية في العراك مع ذاك المتعجرف :

_ جذاب ! هو إنت مفكر نفسك مين يابتاع إنت ، 
معرفاش البلاوي داي بتتحدف علينا من أنهى حتة ؟

ما إن استمعت أذناه إلى ما قالته وسبابها له حتى نظر إليها بغضب شديد وقد برزت عروق رقبته من غضبه العارم ثم اقترب منها ونظر بعينيها مهددا إياها بفحيح :

_ مش بقول لك شكلك لعبتي في عداد عمرك ، ده انتِ يومك مش فايت النهاردة ، 

وأكمل بنبرة حادة وهو مازال ناظراً إليها نظرته التي حقا أرعبتها وأشعرتها بالحماقة نظرا لذاك المكان المتواجدين فيه وبالتحديد أنها على وشك الإغماء :

_ اعتبري نفسك من النهاردة في خطـ.ـر وخافي على نفسك علشان لسانك اللي أول حاجة هعملها هقـ.ـصه لك وهندمك على كلامك ده ، 

وكاد أن يكمل تهـ.ـديده لها إلا أنه لاحظ وضع إحدى يداها على بطنها والأخري على جبهتها ويبدوا على وجهها التعرق الشديد وفجأة ارتمت أرضاً بعدما دارت بأعينها في المكان الضيق ثم فجأة غابت عن الوعي وارتمت أرضاً ، 

نظر لها بذهول ثم هبط لمستواها وأمسك بالعرق النابض بيدها كي يستشعر نبضها ، 

ثم رفعها أرضا من أسفل رأسها وهو يحاول افاقتها ولكنه لم يستطيع فقام بفك الحجاب من على رأسها ورماه أرضاً كي يجعل الهواء يصل لرئتيها كما اهتدى له عقله ، 

وحينها انسدل شعرها الأحمر الناري على يده فتح فاهه من مظهرها الشاهي أمامه بوجهها المستدير الأبيض ، ثم وجد حاله يحتـ.ـضن وجهها بين يداه بعدما أسندها على حائط المصعد ولسانه تفوه بوله من اقترابه منها بتلك الحميـ.ـمية وهو يمرر لسانه على شفتيه :

_ يخربيت جمال أمك ، ده حتة القماش دي مدارية حلويات ، 

ثم تذكر حديثها اللاذع له وأكمل :

_ بس لسانك عايز مبرد ، 

ظل يتحسس وجهها ويسـ.ـتبيح النظر إليها دون أن يراعي حرمة جسـ.ـدها ولا ضعفها الآن وهي غائبة عن الوعي ، 

ثم استفاق من حالة اللاوعي التي أصابته وقرر إفاقتها ولكن اهتداه عقله لشئ ما وأصر عليه أن يفعله فقام بتوجيه هاتفه على وجهها ثم قام بفتح أول زر لفستانها أظهر مقدمة صدرها الأبيض مما جعله ينظر إليها بفم لاهث وقام بتصويرها فيديو وهو يهبط بخصلاتها على وجهها وبعد أن أنهى مافعله بكل أريحية دون أن ينهاه ضميره عن مافعله بها واستباح جسدها بتلك اللمسات المقرزة لها ، قام بإفاقتها فظل يدلك جبينها وأعلي أنفها بحركات هو كطبيب يعرفها جيداً إلى أن فاقت وبدأت بفتح عينيها رويداً رويدا ونظرت حولها بنظرات مشوشة وجدت نفسها مازالت داخل المصعد فشعرت بالإختناق الشديد مرة أخرى وهمست بصوت مرهق وهي ترفع ساعدها تنظر إلى ساعتها بعيناي مشوشة :

_ زعق وعلى صوتك بقى لنا عشر دقايق كدة همـ.ـوت .

استمع الى نبرتها الرقيقة وهي تتحدث في أشد حالات ضعفها الآن فحركت داخله وسرت القشعريرة في جسـ.ـده من مظهرها ذاك أمامه ثم اقترب من وجهها قائلاً:

_ مانت طلعتِ حلوة أهو وبنت كيوت زي بقية البنات ، أمال إيه الوش الخشب اللي إنتِ مركباه لي ده ولسانك اللي سلطتيه عليا من ساعة ما دخلت .

كانت تائهة في عالم آخر وكل مايدور بخلدها أنها ستفارق الحياة الآن ولم تعي لأي حرف مما قاله وبدأت تتململ بين يداه يمينا ويساراً مما جعل لعابه يسيل من تواجده مع تلك الأبية مفردهما ثم اقترب منها أكثر وجذب وجهها بين يداه واقتحم شفـ.ـتيها بقبلة عاصفة جعلتها تحرك وجهها برفض وهي تشعر بأن الاختـ.ـناق يزداد داخلها وكل الذي تفكر به الآن أن أنفاسها تفارق الحياة وهي تردد بخفوت وهي تدفعه بوهن من على صدره :

_ متمـ.ـوتنيش .... ابعد عنننني .

وفجأة تحرك المصعد واشتغلت المولدات به فعلى الفور ابتعد عنها وعدل من هيئته ثم حاول انعاشها ولكنها لم تستجيب فانفتح باب المصعد فعلى الفور وضع حجابها على رأسها وحملها وخرج بها أمام جميع الأعين وذهب إلى أقرب غرفة كشف أمامه ، 

ذهل الجميع من حمله لتلك الفتاة دون أن يتحققوا من وجهها ، 

اندهش الطبيب الموجود بالغرفة من ذاك المتعجرف الذي دلف للتو واقتحم غرفة الكشف دون استئذان فهدر به دون أن يرأف بحالة الغائبة عن الوعي :

_ انت إزاي يابني أدم انت تقتحم غرفة الكشف بالطريقة داي !

أجابه ذاك الفارس بكبر اعتاد عليه وهو يرفع رأسه بشموخ بعد أن وضع تلك الغائبة عن الوعي على تخت الكشف الموجود بالغرفة وهو يشير إليها بيداه :

_ تعالى الاول اكشف على المرمية الغايبة عن الوعي دي أو تسبني أفوقها أنا وبعدين أعرفك بنفسي .

اندهش الطبيب من عجرفته في الحديث ثم جز على أسنانه بغضب وهو يتحرك من مكانه ويذهب إلى تلك المغشى عليها كي يفحصها أولاً ثم بعد ذلك يرى أمر ذاك المتعجرف ، 

ذهب إليها ثم اتسعت مقلتيه وهو يتحقق من هويتها واقترب منها هاتفا بذهول وهو يحاول إفاقتها :

_ آنسة فريدة ! 

وأكمل وهو ينظر إليه سائلاً إياه بقلق :

_ هي حصل لها ايه بالظبط ؟ ومين إنت علشان تشيلها كدة ؟

نفخ ذاك الفارس بضيق وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً بملل مجيبا إياها بكلمات قليلة وكأن لسانه ابتلع الكلمات من شدة كبرياؤه الذي تربى واعتاد عليه في معاملة الغير :

_ النور قطع في الاسانسير وهي وقعت واغمى عليها ، اما انا مين شيء ما يخصكش .

مط الطبيب شفتيه بامتعاض من ذاك المفتقر للذوق والأدب في الأخذ والرد وقرر التعامل معه بنفس طريقته ثم مد يده ناحية الباب وهو يأمره بملامح جادة صارمة :

_ طب من فضلك اخرج بره دلوك عشان اعرف أكشف على الداكتورة ومليكش صالح بيها .

رفع ذاك الفارس في سبابته في وجه ذاك الطبيب هادرا به :
_ وانت ايش تكون عشان تؤمرني اخرج او ما اخرجش انت ما تعرفش انت بتتكلم مع مين !

انا الدكتور فارس ابن الدكتور عماد الالفي الحاصل على جايزة نوبل في في جراحة القلب ويمتلك اشهر مراكز عالمية للقلب اكيد تعرفه من فضلك فوقها من غير كلام كتير عشان تعرف انا ممكن اعمل ايه لو طولت اكتر من كده .

نظر له الطبيب بغرابة وداخله يردد بذهول بأن كيف لهؤلاء العظماء كما نراهم في المحطات الفضائية ومواقع التواصل بأنهم على قدر كبير من الأخلاق والذوق أن يكون نتاجهم هؤلاء المتعجرفين المفتقرين إلى الأدب فتيقن الآن أن كلمة التربية قبل التعليم لابد أن تدرس في جميع المراحل التعليمية كي تلقن هؤلاء المتكبرين معدومي التربية درساً لن ينسوه أبداً طيلة حياتهم ،

ثم أدار وجهه ناحية الملقاه على التخت وفاقدة الوعي دون أن يلقي بالا لذاك الكائن البارد فهو لايريد أن يدخل معه في هراءات ومشاحنات هو في غنى عنها ، 

تفحص نبضها وقام بعمل اللازم لإفاقتها وفي غصون نصف دقيقة بحركات طبيب ماهر قام بإقاقتها مما جعل الواقف يندهش لمهارته وداخله ينظر إلى المكان بأكمله نظرة اشمئزاز من تواجده فيه ، فهو كان يدير أكبر مركز عالمي لأبيه في أمريكا بعد أن تخرج من كلية الطب بعام واحد ، 

تحدث ذاك الطبيب الخلوق لصديقته بعد أن أفاقت ونظرت حولها في المكان بعيناي تتفتح رويدا بابتسامة بشوش :

_ حمد لله على سلامتك ياداكتورة ، متقلقيش عمر الشقي بقي .

صارت تحرك أهدابها الكثيفة بعشوائية وتلك حركتها المعتادة عند تعرضها لمواقف صعبة ثم شكرت ذاك الطبيب بامتنان وهي تحاول الاستناد على جزعيها كي تعتدل من نومتها :

_ الله يسلمك يادكتور ، متشكرة قوووي ، معلش تعبتك وياي .

ألقى الطبيب سماعته على المكتب المجاور للتخت ثم ردد بنبرة خلوقة :

_ لاشكر على واجب ياستي ، بس انتِ بيجي لك اختناق وحالتك بتقلب لما تركبي الاسانسير للدرجة داي .

كان ذلك الواقف يستمع إلى حوارهما ورقيهما في الأخذ والرد على بعضهم واندهش من التعامل معه هو خصيصاً بتلك المعاملة الشنيعة في وجهة نظره ثم أجاب بدلاً عنها وهو يتحرك بأقدامه كي يقف أمامها وهي لم تكن تراه بعد :

_ أجاوبك أنا يادكتور ، ممكن يكون تمثيل علشان مش منطقي خالص إن واحدة يغمى عليها لمجرد إن الأسانسير فصل ربع ساعة ويحصل كل اللي أنا شفته .

اتسعت مقلتيها من رد ذاك المتسلط الغير معقول بالمرة ثم استجمعت قواها ونزلت من على التخت ووقفت أمامه ونظرات الشر تتطاير من سوداويتها كلهـ.ـيب مشـ.ـتعل لو طاله حرارته فقط لتحول الي رماد من شدة غضبها منه وهدرت به :

_ انت بني أدم قليل الأدب ومش محترم ومعندكش ذوق .

رمقها الأخر بنفس نظراتها النـ.ـارية وانفـ.ـجر بها كالبركان وخرج من فمه ألفاظاً تأثير الحمم البركانية أهدئ من تأثيرها على تلك الفريدة وهو يردد بفحيح كسُـ.ـمُّ الأفاعي :

_ أنا هعرفك قليل الأدب هيعمل فيكي ايه ، ان ماخليتك تترمي تحت رجلي وتتمني العفو والصفح على اللي هعمله فيكي وبردوا مش هرحمك علشان تبقى تطولي لسانك ده قوووي على أسيادك يابت إنتِ .

ثم تركها وغادر المكان بخطوات شموخ وكبرياء وقامة مرفوعة وهو يتوعد داخله بأنه سيريها أشد أنواع الهلاك على يديه ، ولكن قبل أن يغادر سمع ماجعله ارتد للخلف بخطوات سريعة وهي تردد بثقة وكبرياء أنثى دعست كرامتها :

_ سيد الناس مداس يابتاع إنت ، 
ومتخلقش لسه اللي يوطي راس فريدة حجاج للأرض وعمرها ماتركع وتطلب الصفح غير للي خالقها واصل ولو حطو السيف على رقبتي أكرم لي اني أطاطي لواحد زيك .

لو كانت تعلم ماهذا الفارس وما وراءه من حكاوى عن أصله وفصله كانت ابتلعت لسانها والتزمت الصمت وتفوهت ببنت شفة ولكن لم يسعفها لسانها الحظ ولم تسعفها كلماتها بأنها أدخلتها صيد العقارب وأن القادم لتلك الفريدة دمـ.ـار لامحالة ، 

رجع إليها واقترب منها وعلى حين غرة صفعها على وجهها بيد قوية أثرها علَّم على وجهها ببراعة فقد جعلته يستشيط غضبا من كلماتها ولم يهمه ضـ.ـربها بتلك القسوة ، 

انصدمت من فعلته تلك ومـ.ـات الكلام على لسانها فما اقترفه الآن في حقها لم يفعله أبيها يوماً من الأيام وكل ذلك حدث في غصون ثواني أذهلت ذاك الطبيب الواقف الذي سحبها فورا وراء ظهره خوفاً أن يكرر فعلته الشنعاء تلك وهو يصيح به بصوت غاضب :

_ انت اتجننت إزاي تمد ايدك على زميلة ليك في مكتبي وبالمنظر ده ! أنا مش هسكت عن اللي حصل وهنعرف ناخد حق الإهانة لينا وضـ.ـربها ومد يدك عليها بالقانون ومش هنعمل زيك ونوبقى همجيين .

ثم تحرك تجاه الباب وهو يطرده للخارج :

_ ودلوك اتفضل اطلع برة مكتبي ميشرفنيش وجودك فيه .

أما هي انطلقت بأقدام مسرعة ووقفت أمامه وهو ينظر لها من أعلى لأسفل نظرة سافرة تشبهه وعلى حين غرة فعلت مثله وصفعته بيدها الرقيقة صفعة مدوية لتقول بعيناي يملؤها الانتصار :

_ مبسيبش حقي يبات برة باخده وقاتي ، القلم ده من يد صعيدية عمرك ماتنساه ياقليل الرباية.

وانطلقت مسرعة من أمامه كي تنهى تلك المهزلة ودموع عينيها انهمرت على وجنتها مما فعله بها ذاك الأحمق عديم الرباية ، 

أما ذاك الطبيب يقف مذهولا وكأنه أمام مشهد سينمائي لم يراه على الشاشات من قبل من عمق تجسيده ، 

أما ذاك الفارس فر من مكتبه بعد أن رمقه بنظرات حـ.ـارقة مرددا :

_ ان ماوديتك إنت وهي ورا الشمس مبقاش أنا فارس الألفي .

وغادر المكان ذاهبا إلى مدير المشفى كي يعرفه بحاله ويقسم داخله أنه سيريهم من الويلات أهولا ولكن بتأني ففي وجهة نظره أخذ الحق حرفة ، 

أما تلك الفريدة دخلت مكتبها وأغلقته ورائها وتوارت خلفه وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها على ماحدث لها من ذاك الأحمق الذي قدر الله لها رؤيتها اليوم وحدوث ماحدث ، 

وأثناء بكائها أنفها اشتمت رائحته في يداها بغزارة فأصابها الذهول من تلك الرائحة التى اقتحمت أنفها وتسائل داخلها وعلامات وجهها ثائرة للغاية ، 

على الفور أخرجت هاتفها من حقيبتها ثم نظرت في مرآته وهي تتحقق من مظهرها ووجدت حجابها موضوعاً بإهمال على راسها وبعض خصلاتها هبطت على عينيها لأول مرة يحدث ذلك منذ أن ارتدت الحجاب من صغرها ،

فخلعت الحجاب وجدت شعرها مبعثرا وليس على هيئته أمسكت أخر خصلاته وللعجب أنها اشتمت نفس رائحة البرفيوم الخاص به فما أصابها بالإختـ.ـناق أيضاً في المصعد هي رائحته النفاذة بطريقة لاتوصف ، 

دب الرعب في أوصالها من ماذهب إليه تفكيرها من هذا الحقير ، 

كيف له أن يفعل فعلته الشنعاء تلك ويستغل غيابها عن الوعي ويفعل بها مافعله !

انهارت كثيراً كلما اكتشفت في هيئتها المبعثرة شيئا آخر بل كارثة من وجهة نظرها وما جعل الرعب يدب أوصالها أنها رأت مقدمة كنزتها مفتوحة وبدأ عقلها يرواضها أن ذاك الأحمق يستحق أن تفرغ فيه ألف رصـ.ـاصة وأن تمسك سكـ.ـيناً حادا وتقـ.ـطع به يداه التي مدت عليها واستغل غيابها عن الواقع ، 

كادت أن تذهب إليه وتلقي في وجهه عبارات السـ.ـب والقـ.ـذف وأن تجعله لم يسوى شيئا بين الرجال ولكنها ترددت وامتنعت في أخر لحظة وأغلقت الباب مرة أخرى وقد قررت أن تنـ.ـتقم لخصوصيتها التى اقتحمها ذاك المتحـ.ـرش بطريقة مكر حواء الذي لم ولن تتركه إلا وهو ملقى تحت قدميها معتذرا عما بدر منه وداخلها يصمم أنها ستجعله حصيدا كأن لم يغن بالأمس، 

ولكن هل ستستطيع تلك الفريدة مراوضة ذاك المتحـ.ـرش أم للقدر رأي أخر ؟؟؟

       **********************

هبطت رحمة من سيارتها التي اشتراها لها أبيها منذ أسبوعاً واحداً أمام فيلا ماهر البنان عندما علمت بمرضه الشديد من صوته التي استمعت إليه في الهاتف فلم تتحمل معرفتها بإعيائه فأتت على الفور ، 

دلفت إلى الحديقة الواسعة المزينة بالأشجار الخضراء المنمقة بمظهرها الرائع الخلاب ، 

ويتوسطها حمام السباحة بمياهه الزرقاء الصافية وحوله الأزهار والورود من مختلف الأشكال والالوان بترتيب رائع ويبدوا أن أحدهم يراعي تلك الورود بحرص ،

وكان الهواء اللطيف يحرك أوراق وأغصان الأشجار مما يبعث في النفوس الفرح والسعادة

كان في الحديقة رقعة كبيرة من المساحات الخضراء التي تبعث في النفس الهدوء والسكينة 

حيث كانت الأشجار كبيرة وعالية وذات اللون الأخضر الساطع، وكان الهواء اللطيف يحرك أوراق الأشجار يمينًا ويسارًا ،

كما كان هناك الكثير من الزهور والورود الجميلة منها الأبيض والأحمر والأصفر ودرجات كثيرة من الألوان.

بالإضافة إلى رائحة الورود الجميلة ورائحة الورد البلدي الرائع ، 

تلقائيا ارتسمت ابتسامة على وجهها تعنى الشعور بالراحة والاسترخاء والطمأنينة لقلبها لدلوفها ذاك المكان ، 

أخذت نفساً عميقاً وهاتفته كي تجعل العاملة الموجودة بالمنزل تفتح لها الباب ، 

بعد ثواني وجدت الباب ينفتح وهانم تفتح لها الباب بابتسامة بشوش ونطقت:

_ اتفضلي يا أستاذة ، نورتي مكانك .

ابتسمت لها رحمة وهي تمد لها يدها كي تسلم عليها فهي لاتحبذ التعامل بطريقة فرق الطبقات مع أي شخص وهي تردد سلامها بنفس البشاشة :

_ ده نورك يا أم محمد مش اسم ابنك بردوا محمد ؟

مدت العاملة يدها بوقار وقد انفتح قلبها لتلك الرحمة ومن مجرد سلام فقط استشفت روحها الجميلة في التعامل وأنها ليست بكبر :

_ اه ياحبيبتي اسمه محمد ، اسم الله عليه في كلية ألسن في السنة الأخيرة والأستاذ ماهر الله يستره قال لي هيشغله معاه في مكتبه مترجم للفاكسات والمسؤل عن القضايا اللي بتاجي من برة ، وعلشان اكدة راوشني بكتب القانون اللي بتوبقى بالانجليزي داي ومخلص فلوسي عليها .

شعرت رحمة بالفخر بذاك الماهر الذي يثبت لها دوماً أنه رجل أفعال بقلبه الكبير الممتلئ بالشهامة ثم ربتت على كتفها بحنو وكأنها تعرفها منذ أعوام فطبيعة رحمة أنها من ترتاح لهم من أول وهلة تعتبرهم من عائلتها :
_ ربنا يفرح قلبك بيه ويوبقى حاجة زينة تفتخري بيه ويبارك في اخواته ، 

ثم نظرت حولها وعينيها مشطت أرجاء المكان :

_ أمال فين المتر ، وصحته كيفها دلوك ؟

امتلئ وجع هانم بالحزن على ماهر فهي تعتبره مثل ابنها الذي وهبه الله لها بعد عمرا طويلا وتلته أختاه بكرم منه على عباده ثم أجابتها:

_ والله ياحبة عيني مارضي ياكل ولا يشرب حاجة ومكتفي بالمحاليل وشكل دور البرد شَديد عليه قووووي .

ضمت رحمة حاجبيها بحزن على زوجها وحبيب روحها فهي لم تتحمل أن يكون مريضاً ولم تأتي لزيارته ولو علم أبيها أو أخيها مجيئها الى هنا لأقاموا عليها الحد ولكنها تشتاقه كثيراً فهي لم تراه منذ ثلاثة أيام وقررت أن تأتي اليوم وتراه وتمشي على عجالة قبل أن ينكشف أمرها وحتماً ستسطر نهايتها فعمران أخيها يضع عيناه عليها بتركيز فهو يغار عليهم بشدة ولو علم مجيئها الى بيته لسحـ.ـقها ، 

ثم طلبت من هانم أن تأتي معها إلى غرفته ووصتها أن لاتتركها وتنزل أيا كان السبب ، 

صعدت معها إلى غرفته وفور دلوفها نظرت إليه بوجه حزين وعيناي يملؤها القلق والتوتر من مرضه الذي جعله مكث في التخت أكثر من ثلاثة أيام ، 

فور أن وقفت أمامه ألقت سلامها المملوء بالعشق والاشتياق له :

_ ألف سلامة عليك ياماهر ، الظاهر إن دور البرد شَديد عليك قوووي.

قبل أن يرد هتفت هانم من ورائه بحزن مماثل وهي تمسك أسفل ذقنها بإحدى يديها :

_ أه والله يابتي ، دي حتى ما أكلش حاجة من امبارح وكل وكله حاجات متشبعش عيل صغير ، 

وأكملت وهي تلوى شفاها بامتعاض:

_ صحيح صدق المثل اللي قال برد الصيف أحد من السيف.

كان ماهر يستند على التخت بنصف جسده وهو يرتدي تيشيرت من اللون الأسود وذقنه نابتة بعض الشئ ونصف جسده الآخر يعتليه غطاءً خفيفا ، 

ثم نظر إلى رحمة وهو يبتسم برجولته المهلكة لقلبها بنبرة صوت متحشرجة من أثر مرضه:

_ الله يسلمك يارحمة ، متقلقيش أني زين أهه الحمد لله ، عمر الشقي بقي ،

واسترسل حديثه وهو يطلب من هانم برزانة :

_ اعملي فنجان قهوة لرحمة يا أم محمد .

أشارت هانم بيمناها ناحية عينيها :

_ من عنيا يا أستاذ ، بس مش قهوة بقي أني هجيب الوكل اللي عميلته ومرضتش تدوقه وهي توكلك بيدها وكمان تاكل وياك هتلاقيها لسه متغدتش .

كادت رحمة أن تعترض وهي تنظر لها نظرات تحذيرية أن تخرج وتتركها وحدها معه في غرفته لكن أكملت هانم برجاء :

_ وه دي جوزك يابتي مش حد غريب وكلها أسبوعين وتتجوَزو ، وبعدين يهون عليكِ دي ياحبة عيني مدقش الزاد من عشية .

تنهدت رحمة بأنفاس مضطربة ثم أشارت إليها بالموافقة كي تنهي تلك الجلسة وتعاود إلى المكتب قبل أن ينكشف أمرها ، 

ثم استمعت إلى صوته الرخيم من أثر الإعياء بنبرته المبحوحة وهو يشاغبها كالمعتاد :

_ مكنتش أعرِف اني هتوحشك اكده وانك مش هتقدري على بعدي يومين ولا تلاتة وألقاكي قدامي ، 

وأكمل بغمزة من عينيه تصاحبها المشاغبة :

_ دي الظاهر إني ليا تأثير جامد قوووي اللي يخلي الباش محامية رحمة المهدي تاجي اهنه لحد أوضتي على ملى وشها .

احمرت وجنتاها خجلاً من تلميحات ذاك العابث الذي لم يمنعه مرضه عن مشاغبتها واستغلاله فرصة تواجده معها بغرفته ، 

تبسم ضاحكاً لخجلها البائن على معالمها ثم اعترف لها بصوت أجش خشن وعيناي هائمة بها :

_ وحشتيني قووي على فكرة .

مازالت على خجلها وذاك القابع بين أضلعها يخفق عشقاً له ثم رددت بعشق مماثل :

_ وانت كمان وحشتني قووي ، وبصراحة مقدرتش مجيش وأشوفك وانت صوتك في التليفون كان باين انك تعبان قووي ، قلقت عليك وبصراحة أكتر مش متعودة على وجودي في المكتب من غيرك .

تحرك من مكانه وأصبح يجلس على حافة التخت بالقرب من مقعدها ثم مد يداه لها طالبا منها بابتسامته الهادئة :

_ مسلمتيش علي .

نظرت حولها خجلاً من يده الممدودة ثم مدت يدها على استحياء تبادله السلام فهو زوجها ، 

وما إن تلامست يداهما حتى شعرت بسخونة يداه التي احتضنت كلتاهما كفها بإحكام وهو يطبق عليهما ، 

وفي حالتهما تلك لايطلق عليهم سوى المقولة 
الحب ليس رواية شرقية في ختامها يتزوّج الأبطال، الحب أن تظل على الأصابع رجفة وعلى الشّفاه المُطبقات سؤال ، 

حاولت افلات كفها بهدوء ولكنه ترجاها بنبرة احتياج لوجودها بجانبه فهو كان يسكن الغرفة وحيداً طيلة الثلاثة أيام المنصرمة وما كان يجعله محتملاً غير محادثتها على الهاتف وقتا طويلا :

_ بتشدي يدك ليه خليهم حاسس معاهم بالدفا .

أحست من نبرته المترجية ضياعه فسألته وهي تحتضن يداه بكفها الآخر بتملك كي تشعره بوجودها بجانبه وتسائلت بقلق :

_ مالك يا ماهر حساك متضايق اكده ومتغير وحاسة إن ملامحك حزينة ؟

تنهيدة حارة خرجت من صدره تؤكد إحساسها ثم سحب يداه ورفع الغطاء عنهما ثم اعتدل بجلسته على التخت ومد قدماه أسفله ثم سحب يدها مرة أخرى ودفـ.ـنها بين كفاي يداه بتملك وأجابها وهو ينظر داخل عيناها:
_ مش عارف يارحمة بقيت حاسس اني اتعودت على وجودك في حياتي ، لاااا مش اتعودت دي أني أدمـ.ـنت وجودك جنبي وبقيت بخاف من الفراق أو أي حاجة تحصل تخلينا نبعد عن بعض ومنكملش ، 

واسترسل حديثه بنبرة يملؤها الشجن:

_ بس خسارتك انتِ بالذات يارحمة هتوبقى دمـ.ـار ماهر الريان .

أخذت نفساً عميقاً تستحضر به كمًّا من الطاقة داخلها كي تستطيع محو ذاك التشتت من قلب ماهرها رجلها الذي حـ.ـاربت لأجل أن يكن لها وتحملت معه عاما صعيبا كي يصلا إلى طريقهما ذاك :

_ طب ليه بس تفكر بالطريقة اللي توجعك داي ، أنا ليك ياماهر مهما طال العمر ، ومعاك هكمل عمرى بإذن الله ، وبيك دنيتي اللي مشفتش الحب والعشق اللي فيها .

احتضن وجنتها بين كفاي يداه وبعيناي هائمة بها رددها بقلب يخفق ولهاً بها :

_ بعشقك ياقلب ماهر ، اتوحشتك قوووي واتوحشت شقاوتك ، وكلامك ، وهزارك ، ومقالبك ، كل دي في تلت أيام بس ، ومن الواضح إن الثانية في بعادك قلبي مهيتحملهاش .

كانت أمامه فاقدة للوعي وكأنها مسلوبة الإرادة ، سحبتها عيناه الجذابة بكلماته المعسولة إلى عالمه أكثر وأكثر ، 

ثم تحدث خوفاً عليها وهو يريد أن يجذبها إلى أحضانه ويشبع من دفئها ويعطي قلبه بضعا من الإحتواء والإحساس بالشبع قليلا لعناقها ولكنه سحب يداه وابتعد عنها معللاً بخوف عليها :

_ طب هبعد عنيكي بقى علشان ماتخديش البرد مني ووقتها مهتحملش أشوفك مرضانة .

ربتت على قدمه بحنو:

_ ولا يهمك يامتر متقلقش علي أنى مأمنة حالي وأخدت المصل اللي بيتاخد للبرد .

_ ماشاء الله عليكي واخدة بالك من حالك قوووي ... جملة دعابية نطقها ماهر وعقب عليها وهو يغمز لها بعيناه :

_ طب لما نتجوز بقى وتاجي اهنه الأوضة داي وتوبقى حرم خط المحاكم ابقي اعملي حسابك تهتمي بيه في الحاجات داي علشان هو ضايع خالص ومش بيهتم غير بحاجات تانية بس بصراحة ماهر فيها قوووي .

كان يتحدث وعيناه جالت ناحية التخت مما أخجلها بشدة بطريقته الجديدة كلياً عليها فهي لم تعهده عابثاً قبل ذاك ، 

فعلى الفور قامت من مكانها كي تستأذن منه فهو أخجلها بكلماته ولكنه انتصب واقفاً وأمسك يدها واليد الأخرى احتضنت خصرها بقبضة فولاذية ورغم مرضه إلا أن رائحته تغلغلت أعماق صدرها مما جعلها تغمض عينيها بانتشاء من اقترابه المفاجئ لها ، 

لاحظ تيهتها وأن أنفاسها حُبست داخلها من قربه مما جعل القشعريرة تجري في جسده هو الآخر ثم داعب وجنتها بإبهامه وهو يهمس لها :

_ على فين يارحمتي ؟ هي مش هانم قالت لك اني ما دقتش أي وكل من عشية ، اكده تمشي وتسبيني جعان .

فتحت عيناها بخجل من محاصرته لها ثم نطقت بصعوبة بالغة من توترها من اقترابه المهلك :

_ أمممم .. ماهو أني لازمن أمشي دلوك علشان متأخرش وانت عارف عمران أخويا واقف لي على الواحدة اليومين دول ومطايقش شغلي معاك في المكتب من ساعة ماكتبنا الكتاب .

زفر بحنق من عقل ذاك العمران وتفكيره في إبعادها عنه ثم هتف بنبرة منزعجة:

_ هو أخوكي عايز ايه بالظبط وماله مركز معايا قووي اكده ! أني جوزك لو هو بيتعمد ينسى .

حركت أهدابها الكثيفة بضيق وأجابته بتعقل :

__ عمران بيخاف على شويه وشايف ان دماغي متهورة ومجنونة وطبعاً صغيرة لسه زي مابيقول علشان اكده محبكها معانا ، 

ثم أكملت وهي تمط شفاها بدلال كي تجعله يهدأ تجاه عمران :

_ وبعدين ياموري هو انت مش لازم تتحمَل علشاني أي حاجة ولا ايه ؟

أثارته بدلالها ثم حاول التحكم بحاله وتقدم منها أكثر بخطوات بطيئة متمهلة وهو يطالعها بنظرات عاشقة بنيران غيرته الجنونية من تحكم عمران بهما :

_ عادي كلها أسبوعين ومش هيقدر يفتح بقه معاي ، 

ثم أبدل نظراته الجنونية إلى أخرى هائمة وأكمل:

_ ونتجوَز ووقتها أني بس اللي هتحكم فيكِ وكلك هتوبقى ملكي وبتاعتي .

رفعت شفتيها الأعلى باستنكار فلم يعجبها كلامه :

_ وه ايه ملكي وبتاعتي داي ! هو إنت اشترتني ولا ايه ؟

شدد على خصرها بتملك ثم أجابها وهو يحرك رأسه للأمام :

_ أه قلبي اشترى قلبك وعقلي وروحي وكل حواسي امتلكوكي ، مش قلت لك قبل اكده عشق ماهر الريان متملك ومختلف وانتِ أصريتي وخرجتي وحش العشق المدفون اللي كبتوا جوايا سنين وقلت لي هتحمَل ياماهر .

دغدغ مشاعرها بنبرته المتملكة لها ورغم شعورها بتحكمه الزائد إلا أنه استطاع بنظراته الممتلئة بغرامه المتيم لها أن يجعلها تحتاج المزيد منه ومن اقترابه فكم كان ذاك الماهر ماهراً بحق في جعلها هائمة في سماء غرامه ، 

ثم همست برقة :

_ طب براحة شوية عليا علشان أني مش قدك وبقولها وبعترف بيها .

_ وه راحة مين داي ! دي انتِ لازمن توبقى قدها اكده علشان متهنجيش ياعمري ... جملة ماكرة نطقها ماهر وهو مازال متملكها من خصرها ثم لاحظ سخونة جسدها في اقترابه فاستغل ذلك واقترب من وجهها كي يخطف شفاها ويهدئ من ثورة جسده في اقترابه ولكن قبل أن يصل إليها استمعا كلتاهما إلى دقات على باب الغرفة من هانم تستأذنهم في الدخول فابتعد عنها وهو يمسح على شعره بضيق من دلوفها في ذاك الوقت وأخذ يلعنها سرا ،

ثم أذن لها بالدخول:

_ ادخلي يا أم محمد وربنا ما يقطع لك عادة .

ضحكت رحمة بخفوت على طريقته وضيقه وحمدت ربها سرا مجئ هانم في اللحظة المناسبة ، 

وضعت لهم الطعام ثم نظرت في وجه ماهر مرددة بتكبير:

_ اسم الله عليك يا أستاذ ، عيني عليك باردة ، 

وأكملت حديثها وهي تربت على ظهر رحمة :

_ الظاهر إن صحتك جت على مجية الغاليين .

شكرتها رحمة بامتنان :

_ حبيبتي يا أم محمد يا أم لسان عسل انتِ .

ابتسمت لها هانم بحنو ثم ذهبت ناحية الباب قاصدة الخروج قائلة باستئذان :

_ أني هنزل بقى وهسيبكم تاكلوا براحتكم عقبال ماعملك حاجة سخنة تشربها وأجيب لك الدوا .

خرجت من الغرفة وجلست رحمة أمامه وهي تأمره بابتسامة جدية :

_ اتفضل يامتر خلص الوكل دي كلاته ولما أشوف كلامك المعسول دي صوح ولا له ، 

يعني المفروض ان نفسك تتفتح وأني وياك .

رفع حاجبه ناطقاً بمكر :

_ له نفسي هتتفتح لما توكليني بيدك .

_ وه عيل اصغير اياك ! نطقتها رحمة بتعجب من أفعاله الصبيانية ثم عقب هو بنظرة مشاغبة :

_ وماله لما أرجع عيل صغير وياكي يارحمتي .

ظلا كلاهما يشاغب الآخر وقضيا ساعة مرت عليهم وكأنها دقيقة ، ولكن الساعة في عمر الحبيب وحضرته تمر سريعاً ، 

وأثناء اندماجهما استمعا الى دقات هانم على باب الغرفة ثم دلفت إليهم بوجه لايبشر بالخير ما إن رآه ماهر حتى سألها بملامح متعجبة :

_ ايه يا أم محمد في ايه وشك ماله مقلوب اكده ليه ؟

تحمحمت بضيق وتلعثمت في الرد عليه ولكنه أمرها أن تتحدث لتقول بعيناي زائغة وهي تنظر إلى رحمة :

_ أممم .. أصصصلللـ ... الست شمس تحت ومصممة تقابل حضرتك .

انصعقت رحمة من ماقالته وقامت من مكانها وهي تشعر بالنـ.ـيران أججت في كامل جسدها فلقد أُشعِلت جذوة جنونها وغضبها بجدارة ما إن علمت بقدوم تلك الحمقاء إلي منزله وهي تهتف من بين أسنانها بغضب جم :

_ نعم .. هي البت داي ايه اللي جابها لحد اهنه يامتر ! داي هتوبقى ليلة مش معدية النهاردة.





تعليقات



×