رواية احببت كاتبا الفصل التاسع عشر
تطلع اليها جاسر بصدمه ، ونهض من علي كرسي مكتبه وهو لا يشعر بقدميه حتي اقترب من تلك الواقفه امامه قائلا : كنتي حامل مني أزاي !
ورتجفت شفتيه فوقف عقله للحظات يصارع معه عواصف الماضي الذي قد أخذ منه عمراً كاملاً ، فماضي قد حوله من شخص يعشق لشخص يمقت ، ماضي قد جعل شبابه يتحول الي شيخوخه ، وأحلامه تتبخر وكأنها مجرد ماءً راكضه .. ليتذكر مشاهدان قد حفرهما الزمن بداخله بقوه
مرام :للاسف ياجاسر نتيجة فحوصتنا طلعت ، وانت
وصمتت قليلا قبل ان ترفع بوجهها لتصفعه بدون رحمه قائله : العيب فيك ، ونسبة علاجك ضعيفه جدا
ليهوي علي فراشهما ، وتتحول نظراته الي الفحوصات التي تحملها بين أيديها،فيتذكر بأنه هو من ضغط عليها كي يسارعون في امر الأنجاب .. فأمتدت يداهه بأرتجاف ليتأمل فحوصاتهما بألم لم يكن يعلم مدي قوته الا عندما أصابه
فأقتربت منه وهي تتأمل خلجات وجهه المُكفره من الصدمه ، وأنحنت بجسدها قليلا كي تجثي علي ركبتيها أمامه، وراحت تمسك وجهه بين راحتي كفيها لتقول : انا هفضل جنبك ياحبيبي ومش هسيبك ابدا ، انا مش عايزه أطفال غير منك انت ومدام ولادي مش هيكونوا منك ياجاسر ، خلاص انا مش عايزه .. وتابعت حديثها بحنان قائله : انت ابني ياجاسر وأكتفيت بيك خلاص
ليقف شريط التضحيه قليلا ، ويمر بعام قد مضي علي تلك التضحيه المُبهره.. وتقبل فيه قضاء ربه بقلب راضي ، فيتذكر كما كانت لديه رغبه قويه في ان يتبني طفلا يُراعيه ويتخذه ولدا له ، ويخدق عليه حنانه ..ليسير الشريط مجددا عندما جائت اليه أحدي الاسطوانات المدمجه كأهداء له
ليفتح حاسوبه ويشاهد ماعليها ، لتكون صاعقته .. زوجته تخونه مع شريكه الجديد .. يتبادلون القبلات بأعين راغبه .. يتلاعب بأحد أيديه بخصلات شعرها ، ويدهه الاخر تُلامس جسدها بشهوه.. لم يتحمل المشهد اكثر من ذلك ليقذف بحاسوبه عرض الحائط وهو يصارع هيجان عقله من الجنون
ويخرج سريعا من مقر شركته التي يتابعها في فرنسا
وبسرعة قويه كانت ستضيع فيها حياته قد وصل فيها الي مقصده المشئوم، فخرج من سيارته سريعا ، وأردف بقدميه داخل عشهم الجميل الذي كان يظنه هكذا بقلب عاشق ساذج ،وألتف يمينا ويسارا وهو يبحث عنها بجنون في أرجاء المنزل حتي وجدهم يتناولون الطعام في بيته ويمزحون بوقاحه ... ليقف مذهولا من غبائه عندما لم يصدق يوما حقيقة تلك العاهرة التي تزوجها
حتي اقترب ذلك اللعين منه قائلا : طلقها وحالا ، والشركه وأتنازل عنها ... بدل ما انت عارف ممكن اعمل ايه بلي بعتهولك ، وتخيل لما اهل البلد عندك في الصعيد يشوفوك وانت طرطور ، ولا الحج لما يلاقي اخرة تربيته في كبير العيله راجل خرونج ، بص انا مش هقولك انا ممكن اشوه صورتك ازاي بس انت عارفني
وكاد ان يسحقهم معا ، حتي سمع صوتها وهي تقول
كان لازم أخونك ، ازاي أعيش مع راجل عقيم مبيخلفش .. انت عقيم ياجاسر ، وانا عايزه طفل حتي لو هنسبه ليك وهو مش منك
، وتابعت بحديثها لتلجمه اكثر : طلقني كفايه لحد كده عليك
وكاد ان يسحقهم بنار غضبه ، ويدمرهم معا وليحدث مايحدث .. حتي وجد رجال الشرطه يردفون اليه ويكبلونه بتهمة اخري وهي تجارة السلاح
ليبتسم ذلك الشيطان ، ولا يكن سواه هو من فعل ذلك
فيفيق من شروده علي صوت زينه التي كانت اول من عشقته ورفض هو حبها من اجل تلك الساقطه
زينه: انت عارف ان جوازنا كان صفقه ، وكل واحد اخد مصلحته .. انا مش جايه اخدعك انا جايه اقولك ازاي مرام اقدرت توهمك سنين طويله انك مبتخلفش ياجاسر ، ازاي صدقتها
ليهوي هو علي أقرب مقعد متأملا اياها بقوه قائلا : زينه ، انتي عارفه انك غير اي ست أتجوزتها
لتجلس هي أمامه بهدوء قائله بأسف : كان نفسي ابنك يعيش ياجاسر بس للأسف ، اتولد ميت.. انا معرفتش بحملي فيه غير لما سافرت لأهلي في المغرب تاني ، هناك عرفت اني حامل ، حاولت اجي علي نفسي وارجعلك تاني بس انت رمتني وطلقتني ياجاسر اول ما صفقة جوازنا انتهت ، انت بيعت حبي ليك كتير ...
فرفع بعينيه اليها ليتأمل عشقها الذي مازالت تحمله له ، حتي تمتم بغضب : اه لو كنتوا عايشين لحد دلوقتي ، كنت قدرت انتقم منكم
...............................................................
تأمل أرتجافها بين ذراعيه ، ليبتعد عنها قليلا متأملا هيئتها الشاحبه
عامر : مالك ياحياه في حاجه حصلتلك في بيت رجب
وسقط بأعينه علي كف يدها المجروح قائلا بقلق وهو يجذبها اليه بخوف : ايه اللي حصل لأيدك
لتصرخ هي بوجهه قائله : ليه .. ليه عايز تعيشني في جنه مؤقته ، ليه عايز تهدم الحلم الوحيد اللي عيشته معاك .. ليه عايزني اكرهك بعد ما حبيتك .. انا اتعلمت الحب علي ايدك ياعامر
فوقف هو مزهولا من حديثها المرتجف حتي قربها منه بخوف قائلا : حياه انا مش فاهم حاجه ، انا أذيتك في ايه طايب
فعادت تدفعه بعيدا عنها ثانية قائله : متلمسنيش انا بكرهك بكرهك .. انا عرفت كل حاجه وفهمت انت ليه فجأه قررت تتجوزني ، وانا بغبائي حبيتك وقولت انك هدية ربنا ليا ، طلعت النقمه اللي دمرتني ..
ليتناول احد سجائره ، مشعلا ايها بزهول قائلا : حياه اتكلمي عدل، انا عملتلك ايه لكل ده
وكادت ان تترك له الغرفة بأكملها ولكن يديه القويه قد طبقت علي خصرها ليصرخ بها قائلا : متتعوديش ديما تهربي ، وجهيني بغلطي ياحياه
وألقي بسيجارته جانبا ،ليدهثها بقدميه بغضب .. ومد بيدهه لكي يحتضن وجهها بين راحتي كفيه .. ولكن نفورها منه ألجمه بصدمه
فرتمت علي فراشها باكيه لتصرخ به قائله : ليه شوفتني مجرد متعه ، ليه عايز تعلمني انه هو ده الحب بمفهومكم .. شوفتني ليه سلعه رخيصه ،ليه وجعتني اوي كده
لينحني بجسده القوي امامها ويلتقط دموعها بين أنامله قائلا : لو مقولتيش ايه سبب كلامك دلوقتي ياحياه ، هتكوني انتي السبب في هدم حياتنا .. حياه انا والله بحبكم ..
لترفع بوجهها الباكي قائله : كداب ، هتحب حد في اقل من شهرين
فينهض هو بيأس من أمامها ليقول ساخرا : لو من كام شهر حد قالي الجمله ديه كنت ممكن اصدقه ، ولو كنت انا اللي قولتها كنت هكون واثق من اللي قدامي ده فعلا مجنون .. وتنهد بقوه وهو يلتقط احدي سجائره ثانيه : بس انتي كنتي استثناء ياحياه حبيتك اول مره شوفتك فيها .. اسمك لوحده كفيل ان يخلي عامر الراجل اللي علي مشارف انه يكمل عمره الاربعين .. ضايع وكأنه هيعيش مرهقته .. وصمت قليلا ليعود بحديثه قائلا : ومسألتيش نفسك ليه السؤال ده ، انتي كمان حبتيني ياحياه ، يبقي حبك كمان ليا كدبه
لتدمع عيناها بألم وهي تسمع اتهامه لها بكذبها في حبه
حياه : انت اول انسان عملني كأنثي ، عارف يعني ايه حد يحسسك بكيانك ووجودك .. انت حسستني اني ست ، انا مكنتش هزعل لو محبتنيش .. كنت هستني لما العشره تربطنا ببعض اكتر ونبني حبنا بيها ..بس
وانتظر قليلا كي تكمل باقي حديثها الذي أصبح يزلزل كيانه بقوه
عامر : بس ايه ياحياه !
فأغمضت عيناها بألم ، لتتابع حديثها : هتتخلي عني ياعامر ، هتسبني زي ماناس كتير سابتني ، هطلعني معاك لسابع سما وترميني في سابع أرض
ليكتم هيجان أعصاره ، من خوفها هذا الذي اضاع سعادته بالخبر الذي يحمله لها حتي قال : دلوقتي عرفت انتوا ليه ناقصات عقل ، واقترب منها ليحتضنها قائلا وهو يشير بأصبعه علي عقلها : انا راجل عصبي وعندي الضغط ، وبطلي عياط
لتضحك هي من بين شهقاتها وتتشبث بأحضانه قائله : طب مش هتحكيلي يوم ماحلمت بيا
فتتعالا صوت ضحكاته ، فيرفع بكف أيديها قائلا : انا عوض ربنا ليكي ياحياه ، مش نقمته ... ابقي استغفريه ولا اقولك نبقي نستغفر في الحج ياهانم
لتبتعد عنه من هول صدمتها حتي قال ضاحكا : مش ديه أُمنيتك بدل فرحك ، هنسافر انا وانتي وناهد هانم
فتعود لاحضانه ثانيه وتُمرمغ وجهها بين عضلات صدره القويه
حياه : اسمها امي ، مش ناهد هانم .. ترضي في المستقبل ولادك ينادوك ب عامر بيه
ليضحك عامر بسعاده، وأبعدها قليلا كي يتأمل لمعان اعينها من الفرحه قائلا : لا ميرضنيش ، وهتبقي معرفتيش تربي ياهانم
فـأتسعت ابتسامتها شئ فشئ وهي تتأمل معالم وجهه التي باتت تعشقها
حياه : عارف يوم مارجب قرر يجوزني لمسعد
لتجده قد تلاشت ابتسامته عند ذكر اسم ذلك البذئ ، فتبتسم وهي تكمل حديثها : دعيت في سجودي ان ربنا يبعتلي فرحتي في الدنيا .. ورفعت بكفه الرجوليه لتقبلها قائله : انت اجمل هديه ياعامر جتلي في الدنيا ، هديه جات بعد صبر طويل ، بعد امل كان قرب يضيع من ظلم الناس والزمن ليا
وماكان منه سوا ان يجذبها اليه ، ليغرق معاها في عالم قد صنعته هي وحدها بنفسها .. صنعته بقلب طال انتظار فرحته حتي وجدها ، ليقع هو في عالم لم يكن يُصدق بأن تلك المراءه البسيطة في كل شئ ستجذبه اليها دون عناء .. ولكن قد اعترفت اخيرا بخطتها فقد كانت دعوه غريق أنجده الله بكرمه وعطائه
فأبتعدت عنه بأنفاس لاهثه من هول مشاعره .. حتي عاد يضمها اليه ثانيه ويدخلها عالمهم مجددا
.................................................................
وقف يسمع صوت بكائها وهي جالسة في ظلام حجرتهم تقرء في كتاب الله ، ليتأمل ساعة يدهه فيجد ان وقت بزوغ الشمس قد أقترب .. وانا ليلته قد قضاها خارجاً ينفث عن غضبه وذكرياته
فجلس علي فراشه وهو يتذكر حديث فاخر معه عنها عندما جائت الي الشركه وخرجت من مكتبه باكيه ، وحتي اتصالات اروي اليه بغضبها منه بسبب ما أقترفه بحقها ، فلعن بسره حظه في ذلك اليوم فهو يكفيه كل ماحدث
فتنهد بعمق قائلا : ليه مادخلتيش ليا لما كنتي في الشركه ، حد هناك زعلك بكلمه
لترفع أعينها المحمره من كثرة البكاء ونهضت من علي سجادتها وطوتها ببرود يتخلله الألم وكادت ان تترك الغرفه له بأكملها حتي صرخ بها
جاسر: احنا مش اتفقنا هنكون ولاد عم وهتحكيلي عن كل حاجه ، مش هحاسبك علي خروجك من غير أذني .. بس مال شكلك كده ..كنتي بتعيطي ليه
لتضع يدها علي فمها كي تكتم شهقاتها الضعيفة
جنه : لو احنا ولاد عم فعلا ، ارجوك ياجاسر طلعني من الحياه ديه
انا مش هقدر استحمل حياتي معاك اكتر من كده ، انا حاولت ارضي بنصيبي بس لحد كده وخلاص .. وجودي هنا وجنبك بيموتني بالبطئ
لينهض من فراشه ويقف امامها قائلا : جنه انا أذيتك في ايه تاني اظن من أخر مره اتفقنا فيها هنحترم بعض وانا علي قد ما بقدر بنفذ وعدي
فأخذت تضربه بقبضه يديها الضعيفه صارخه به : اشمعنا انا ، اشمعنا انا اللي مش لاقيه حد يهتم بيا هنا غير عمتي وعمي .. اشمعنا انا اللي كل يوم بحس بالنقص .. ليه خلتني اوصل لمرحله اني احسد غيري علي سعادته .. نظرة هاشم لأروي بتخليني أسال نفسي مليون سؤال ليه حظي كان كده .. ليه بكمل حياتي مع واحد بيكرهني ،حتي هدي وفاخر رغم اي شئ بيحصل بس بيحترمها وبيحبها .. انا النهارده اللي بقولك طلقني
فصرخ بوجهها عاليا وجذبها من ذراعيها قائلا : نيره عملتلك ايه ياجنه لما جيتي الشركه الصبح
فأغمضت عيناها بألم وهي تتذكر حديثها القاتل لها ، حتي رفعت بأعينها كي تتلاقي بأعينه الجامده
جنه : مش مهم هي قالت ايه ، المهم اني فهمت ان وجودي في حياتك مبقاش ينفع
ليطالعها بقوه قبل ان يردف خارجا وتحدث بجمود : بكره نيره هتتنقل لقسم تاني ، وأعرفي حاجه واحده ياجنه وحطيها في عقلك انتي فعلا بقيتي قدري وانا مش هطلق
...............................................................
غياب خادمتهم بسبب رحلتها الي أهلها هو من جعل الحديث بينهم يعود ثانية ، لتتذوق طعم الحساء الذي تطهوه بتلذذ وهي تتمتم : ياسلام عليكي ياصفا ، اه لو جيسي داقت طبخي هتطلب مني كورس مش طبخهم اللي كله مسلوق ومفيهوش ملح
لتفزعها صوت ضحكاته
أحمد : بتكلمي نفسك يامجنونه
لتلتف اليه بغضب ، بعدما رمت بمريلة المطبخ جانبا بتأفف صفا : ابقي اطبخ لنفسك بقي ، انا مش فاضيه
وصارت من امامه ليمسك هو ذراعيها بقوه
أحمد : رايحه فين ، اقفي هنا
فأمتقع وجهها من أثر حديثه حتي عاد يبتسم ثانية ليقول : موافق انك تكملي دراسه هنا
لتتسع أبتسامتها بقوه حتي قالت : بجد ، قدمتلي .. وهكمل هنا
فأقترب منها بسعاده وهو يتأمل فرحتها
أحمد : مقدرش احرمك من حياتك واحلامك ياصفا ، ومدام انتي حابه تكملي هنا .. وتطوري من نفسك ف مافيش مشكله .. وجودنا ف امريكا شكله هيطول
لتطالعه بدهشه وهي تحاول ان تستوعب حديثه
صفا : ها ، مش هننزل اخر السنه .. عشان تطلقني وتشوف حياتك
فأخذ يحرك رأسه نافيا ، وهي يتأمل معالم وجهها
أحمد : لسا مش عارف أمتي شغلي هنا هينتهي ، اما موضوع اننا نفترق فأنسي ياصفا .. قدرنا بقي خلاص مربوط ببعض
فبدأت تطالعه بتهكم حتي مال عليها بطوله الفارع قليلا وداعب وجنتيها
أحمد : حد يبقي عنده لعبه حلوه ومجنونه كده ويتخلي عنها ، أخسئت يازوبعه
فتعالت صوت ضحكاتها بعدما كانت ستقذفه بأشد الكلمات حتي قالت بهدوء : لو عايز تطلقني طلقني .. متربطش مصيرك بيا ..
ولكنه كعادته يتجاهل ما لا يعجبه ، فأتجه ناحيه الطعام قائلا : ريحة الاكل تجنن يازوبعه
فتجمدت معالم وجهها لتقترب منه بغضب
صفا : ايه زوبعه ديه ، انا اسمي صفا ...
فتذوق الطعام بشغف دون ان يطالعها
أحمد : وطعمه تحفه ، ويتاكل اكل
وألتف اليه بعدما نطق تلك الجمله حتي قال بهدوء : ايه رأيك بعد اما نخلص أكل ، نتصل بعامر ونطمن عليهم .. وتذكر قائلا : وكمان عمتك وبنتها
فأبتسمت بسعاده وركضت من امامه قائله : فكره جميله ، حضر بقي الاكل واعملي عصير .. ماهو دورك بقي مش أحنا متفقين نتعامل بتحضر
فصرخ بها عاليا وهو يضحك : لاء انا بنسي التحضر في الامور ديه وبفتكر جنسيتي ياصفا .. انسي اني اساعدك تاني ده لطف بس مني
...................................................................
ادمعت عيناه بقوه وهو يُشاهدها تتحسس فراشها بعجز باحثة عن عصايتها التي تقودها ، فكادت ان تسقط من فوق الفراش ناهد : حليمه ، حياه انتوا فين
فأقترب هو منها يقبل كفيها بألم فالأول مره يشاهدها بذلك العجز والأحتياج
عامر : انا جنبك هنا ياأمي ، سامحيني لو كنت قسيت عليكي .. غصب عني ، غصب عني
لتدمع عين ناهد وهي تستمع لصوته الباكي ، فسندها وبكرها يبكي عليها ، فضمته اليها حتي قالت بألم : عارفه انك شوفت التسجيلات بتاعتي وانا ببيع جسمي عشان صفقات الحقير اللي رماني بعد ماأتعميت ومبقاش فيه امل فيا اني ارجع اشوف تاني .. عارفه اني حرمتك من حناني يمكن احمد حسسته شويه بوجودي اما انت لاء كنت عايشه حياتي بالطول بالعرض .. حتي يوم ماكنت حامل فيك كنت ظلماك خفت علي جسمي لحسن يبوظ بسببك وحولت كتير انزلك ،لولا ابوك الله يرحمه فضل يراضيني بكل طلباتي عشان اتنازل بس شويه واجيبك للدنيا
لتسقط دموعه علي ايديها قائلا : هنحاول ننسي اللي فات
فضمته هي اليها بقوة وكأنه طفلا صغير : انت اللي سامحني يابني ، وادعيلي ان ربنا يسامحني ..
فأبتعد عنها قائلا برضي : منفسكيش تسافري لبيت ربنا
لتدمع عيناها وهي كارها نفسها بأنها لم تفكر يوما في شبابها بأن تزور اطهر الاماكن رغم استطاعتها ..فوضعت يدها علي أعينها لتقول : هروح وانا عاميه ، كان نفسي اشوفها بعيني .. تفتكر ده عقاب من ربنا
فأمسك عامر كفيها بحنان قائلا : ربنا بيغفر ياأمي ، ربنا عفور رحيم .. وكلنا بنغلط ، ما انا عملت في حياتي ذنوب كتير واه محرمنيش من قربه ، وهتشوفي الكعبه بقلبك قبل عينك .. وهتلمسيها بأيدك كمان
فأتسعت ابتسامتها بأمل
ناهد : هي فين حياه ياعامر !
...............................................................
ظل يتأمل تفاصيل وجهها بسعاده ،لتبتسم تارة وتحزن تارة وتارة اخري تصفق كالأطفال .. حتي اخيرا وجدها تهتف بسعاده
صفا : ايوه بقي هو ده
ليطلق ضحكاته القويه وهو يطالع جنانها
أحمد : يادي ام الروايه اللي هتجننك ديه
لتنهض من تلك الجلسه التي تُشاركه اياها امام التلفاز ، حتي قالت : خلاص هطلع أوضتي ، وخليك انت في البرامج العلميه بتاعتك
فيضحك أحمد بقوه وهو يتأمل تذمرها كالأطفال قائلا : لو عايزانا نتفرج علي فيلم سوا مافيش مانع
فجلست ثانية علي أريكتها، وهي تطالعه
صفا : طب هسألك سؤال ،قبل ما أوافق علي عرضك
لتظهر ابتسامته برضي علي محياه حتي رفع بأصبعه قائلا : سؤال واحد بس مفهوم
فلمعت عيناها بشغف وهي تتأمل أعينه وتنهدت بأرتجاف
صفا : انت حبيت قبل كده يا أحمد
ليقف مذعورا من سؤالها وتنهد بحنين ،ليقذفها بحطام اخر
صفا: ايوه ياصفا ، وكنت متجوز كمان
وحطام ونار ورعد قد اشتعلوا بداخلها ،فأغمضت عيناها بقسوه وهي تصارع حديث عقلها : مطلعتيش اول ست في حياته ، مش قادر يحبك لانه لسا بيحبها .. أكيد هي اللي كتب عنها نار الفراق ، هي اللي كان بيتغزل فيها بذكرياته .. هي لرسم بيها أحلام المحبين
فوقفت أمامه بأعين تائها وجسد مرتجف بعدما صارعت حديث عقلها .. وتأملت صمته وحزنه بصمت ، لتجمع بقايا قواه مغمضة عيناها بألم من هول ما سوف تسمعه عنهما من قصه عشق
صفا : احكيلي عنها
ليطالعها هو بصدمه ، وسقط علي مقعده المريح ثانية ولكن هذه المره شعر وانه سقط علي جمرة نار .. فكيف سيحكي لها عن حبه الأول وقد اصبحت هي عشقه وجنونه الذي لم يعرف لهما مرسيّ حتي الان علي شاطئ قلبه