رواية ولادة من جديد الفصل التاسع عشر 19بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل التاسع عشر بقلم مجهول

 كانت مجرد صفقة


هدأت حنان بعد سماع ملاحظات فايزة، فحيث أنهما كانتا صديقتين منذ
سنوات طويلة، فقد كانت تعرف فايزة حق المعرفة.
كانت شخص يعرف الموقف الذي هي فيه، لذا فقد توقعت أن يحدث شيء من
هذا القبيل. ومع ذلك فقد انفطر قلب حنان عليها.
فسألتها حنان وهي تعض شفتيها: "لكن ... هل أنت مستعدة للقيام بذلك؟"
وردت فايزة دون اهتمام وهل يهم . ذلك؟"      لم تكن هذه النتيجة التي تريدها، لكن ما من شيء تغير، حتى عندما حاولت
تبديله. فالواقع صفعها في وجهها وهذا ذكرها بأنه لا يجب أن تكون واهمة.
هل لديك وقت فارغ غداً؟ هل يمكنك مرافقتي إلى المستشفى؟" ثم توقفت
قبل أن تستطرد بابتسامة وقالت: "لا أريد الذهاب وحدي "
أومأت حنان قائلة: "بالطبع، إنك صديقتي الصدوق الوحيدة، بالطبع سأجد
الوقت لأجلك. لا داعي حتى أن تطلبي فقط أخبريني، وسوف أرافقك."
ابتسمت فايزة وقالت: لنأكل إذا أريد أن أخلد إلى الراحة مبكراً."
كانت من الهدوء لدرجة أن حنان لم تتمكن من تخمين مشاعرها. وفي وجه ذلك
السيناريو، شعرت أنها تريد البكاء عندما محاولة فايزة لكبت انفعالاتها. لم تكن
فايزة كذلك قبل إفلاس عائلة صديق. كانت قبل ذلك فتاة عادية ذات شخصية
صريحة، فعائلة صديق كانت ظهراً لها إذا ما حدث أي شيء. إلا أنه منذ
إفلاسهم .
"يا فايزة، إذا شعرت بالحزن، يجب أن تعبري عن مشاعرك. وحيث أنه لا يوجد
سوانا نحن الاثنتين في هذه الغرفة، وأنا صديقتك المفضلة، فلا داعي لاخفاء
مشاعرك أمامي"
فوجئت فايزة عند سماعها ذلك. هل كنت أنوي البكاء؟
لقد بكت بحرقة عدة مرات منذ الإفلاس. وحينها فهمت أن البكاء لا يحل شيئاً،
وأن دموعها لا قيمة لها وليس ذلك فحسب بل أن من يرغبون في دهسها،
سیرون
أنها . مجرد مزحة.
ومنذئذ، قررت أنها لن تذرف الدموع بسهولة أمام أي شخص، حتى لو كان
شخصاً تثق به.
وبهذه الفكرة في ذهنها ابتسمت : "هل أنت غبية ؟ ما الذي يستدعي البكاء؟ منذ
اليوم الأول، أخبرني بوضوح أن هذه الزيجة إنما زيجة مصلحة. إن دوري أن
أساعده في التعامل مع جدته، وفي المقابل سيقوم بتسديد ديوني. ما هي إلا
صفقة.
شعرت حنان بالغضب من لا مبالاتها: "إنت تكذبين إن كانت هذه مجرد صفقة
فلماذا أنت حامل؟ إن كان لا يرى في هذه العلاقة سوى صفقة، فإنه لا يصح أن
ينام معك وجعلك تحبلي. إن اجراء عملية اجهاض مضر بجسدك، فما تصوره
عنك إذاً؟"
ضربت كل أسئلة حنان قلب فايزة كما لو كان قلبها قد تعرض للطعن.
في البداية لم تكن هي وحسام كما هما الآن، فبعد زواجهما، كانا ينامان في
ذات الغرفة لمنع أي تكهنات غير ضرورية، على الرغم من أنه كان ينام على
الأريكة. ونظراً لأنه كان منقذها وكان شخصاً تحبه لم تستطع أن تدعه ينام
بهذا الشكل غير المربح.
بدلاً
من ذلك، سمحت له أن ينام على السرير مع وضع وسادة بينهما. ونظراً لأن
السرير كان كبيراً، لم يؤثر ذلك على نومهما.
واستمر هذا الوضع لفترة طويلة، إلى أن جاءت ليلة، عندما أخذها حسام معه
الحضور احدى الفعاليات، وتم تعريفها على بعض الشخصيات المهمة التي كانت
تعرفها منذ ما قبل إفلاس عائلتها. وخلال تلك الأمسية، تم تقديمها بصفتها
السيدة منصور، ولم يجرؤ أحد على احراجه.
بعد انتهاء الفعالية، عزمته فايزة على مشروب، فقد كانت في حالة مزاجية
جيدة. تحدثا معاً عن العمل أثناء تناولهما الشراب وانتهى بهما الأمر إلى السكر.
عانت صعوبة في حمله إلى الغرفة، وفجأة سقط بين ذراعيها بعد أن تعثر في
ما ولسبب ما أثاره وجودها بين ذراعيه فأمسك بخصرها، وضغط نفسه
شيء
عليها.
بسبب
استقر قوامه النحيل والمتناسق فوقها لم تكن متأكدة إن كان ذلك .
الخمر، لكنها شعرت بوجهها يلتهب. أرادت أن تدفعه بعيداً، لكن قبل أن تتمكن
ذلك، وضع شفتيه على شفتيها.
من
اندهشت، وكانت على وشك دفعه بعيداً، عندما بدأ في تقبيلها. في تلك اللحظة،
شل عقلها فجأة، وتسمرت في مكانها.
عندما أدركت أخيراً الموقف، استجابت لقبلاته وفي تلك الليلة، التصق بها،
واستسلمت له.
عندما استيقظت بين ذراعيه في الصباح التالي لاحظت أنه قطب جبيته. ما
كاد أن يقول شيئان حتى سبقته قائلة: "هذا مجرد حادث عرضي، فقد كنا في
حالة سكر الليلة الماضية."
عند سماعه ذلك، وجمت نظرته، وكرر كلماتها: "حادث عرضي ؟ "
أومأت: "نعم. حادث"
لا يمكن أن يكون هذا إلا حادث؛ لأنه كان زواج مصلحة منذ البداية. وعندما
يحدث مثل هذا مرة من المرات فسيؤثر على علاقتهما، وربما لن يسمح لها
بالبقاء بجانبه، معتقداً أن لديها أجندة ما.
تحول تعبير وجهه إلى جدية بعد سماع كلمة "حادث".
واستغرقه الأمر بعض الوقت لتهدئة نفسه أخيراً. كامرأة، فأنت الطرف الخاسر
هنا. يمكنك التفكير فيما تريدين مطالبتي به."
تظاهرت فايزة باللامبالاة : " ولماذا اطالبك بأي شيء؟ وما الذي يجعلك تظن أنني
الطرف الخاسر؟ كلانا ،بالغين وهذه مجرد غريزة بيولوجية."
وجم تعبیر حسام بعد سماع ذلك. مجرد غريزة بيولوجية؟" وتطلع إليها
بنظرته الواجمة.
وهل يكون غير ذلك؟ لا تفكر كثيراً في الأمر. إن شعرت بالذنب، يمكنك
ببساطة أن تدفع لي هزت كتفيها وتظاهرت باللامبالاة.
في ذلك اليوم، لجأت فايزة إلى أسلوبها الخاص لاقناع حسام بأن الأمر كان
مجرد صفقة، وأخفت مشاعرها الحقيقية عنه. وفي النهاية، طلبت منه مليون.
من غير الواضح إن كان يعتقد أن المبلغ مبالغ فيه، ولكن منذ ذلك الحين، لم
يكن وجهه أكثر وجوماً عن كل السنوات التي أمضتها معه. ومع ذلك، دفع لها
المال، إلا أنهما لم يتحدثا معاً لفترة طويلة.
كان دائماً يستقبلها بوجه عابس كلما صادفها، وكان يبكر عمداً الذهاب للعمل،
ويبقى بعد ساعات العمل لتجنبها. وبالتالي كان نادراً ما يرى الاثنين بعضهما
البعض خلال تلك الفترة. وعلى الرغم من ذلك تحسنت علاقتهما أخيراً بعد عيد
ميلاد فضيلة.
تنهدت فايزة وهذ تسترجع الماضي. وهكذا كان الأمر. آمل أن اتجاوزه عما
قريب"
وبعد الانتهاء من كل شيء، سيكون الوقت قد حان لها للرحيل. بعد عملية
فضيلة، يمكنها الحصول على الطلاق، وتصبح حرة للذهاب إلى أي مكان تريده
في اليوم التالي، استيقظت فايزة مبكراً. وبعد التقائها لحنان، توجها معاً إلى
المستشفى.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-