رواية ولادة من جديد الفصل المئه والتسعون190 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والتسعون بقلم مجهول

طيب القلب

لو كان خالد أن تصبح فايزة له، كان يمكنه اللجوء إلى سبل أخرى لضمان عدم خروج أطفالها للحياة.

حيثما إرادة، يتكشف السبيل، أليس كذلك؟

لم يتم ولادة الأطفال بنجاح فقط، بل رأى خالد فيهم أطفاله. بل أنه ظل مخلصاً لفايزة كما كان من قبل.

كرجل اعتقد ممدوح أنه ليفضل الموت على هكذا سخاء.

إلا أنه الآن، وبعد أن قضى بعض الوقت مع الطفلين

رأى أنه لا ضرورة لاختفاء الأطفال من هذا المنظور بدا أنه ... سخي أيضا.

فعلى كل، إنهما بريئان وناضجان من لا يحب الأطفال

الجميلين والمهذبين؟
إن الغيرة التي يشعر بها الآن تجاه خالد تساوي في شدتها

أسفه آنذاك تجاه خالد.

وبينما كان يتفكر التفتت نيرة فجأة إلى ممدوح، وقالت: "أريد الذهاب إلى الحمام، يا سيد المشاري"

حدق فيها ممدوح وقد دهش.

ألم يذهبا إلى الحمام قبل الصعود إلى الطائرة؟

إلا أنه سرعان ما أدرك ما يحدث بينما ذهبا إلى الحمام قبل الصعود إلى الطائرة، إلا أنها كانت أيضاً قد تناولت مشروباً

كبيراً منذئذ.

كان ممدوح على وشك أن يقول إنه سيساعدها، ولكن

كلماته علقت على طرف لسانه.

قد تكون نيرة طفلة صغيرة، لكنها لا تزال فتاة. قد يكون أمراً عادياً لو كان والدها، ولكنه أمر مريب أن يأخذها رجل

إلى الحمام.
قال بعد قليل: "انتظري لحظة، سأطلب من المضيفة مساعدتك "

"شكراً لك، يا سيد المشاري."

ضغط ممدوح على زر الاستدعاء، ووصلت المضيفة لتأخذ نيرة.

قالت المضيفة: "تريدين الذهاب إلى الحمام، أليس كذلك؟ تعالي معي يا فتاتي الصغيرة.

نظرت نيرة إليها ومدت يدها لتمسك بها المضيفة قائلة في رفق: "شكراً يا آنسة."

كانت لطيفة للغاية حتى أن المضيفة انبهرت بها فوراً. في أعماقها، كانت المضيفة تهتف ابتهاجاً ببراءة نيرة. ظاهريا، كان هناك نظرة هادئة وجامدة على وجهها.

كانت نيرة فتاة مطيعة تستمع إلى التعليمات وتغسل يديها
بعد الانتهاء. وعندما خرجت من الحمام شكرت المضيفة مرة أخرى.

قالت المضيفة: "لا داعي لأن تكوني بهذا التهذيب، يا عزيزتي. هيا بنا، سأعود بك."

قبل أن تعيد نيرة إلى مقعدها، لم تستطع المضيفة أن تقاوم رغبتها في قرص خدي نيرة.

كما توقعت كان خدي نيرة بنعومة ومرونة الزبدة.

إلا أن نيرة فيما يبدو كانت معتادة على تلك السلوكيات. لم تجد ذلك غريباً، وتركت نفسها تعاد إلى مقعدها.

وبينما كانا يسيران إلى مقعد نيرة، سمعها فجأة صوتاً بارداً يناديها.

"هل يمكنك صب كأس أخرى لي؟ رجاء "

كان صوت الرجل بارداً ومتعالياً، ولكنه أضاف "رجاء" في النهاية.

التفتت المضيفة ووجدت أن الرجل الذي ناداها هو الرجل الذي كانت قد رأته للتو على غلاف مجلة المال. أومات على الفور وقالت: "حالاً يا سيدي. سأحضر لك كأساً آخر على الفور"

أمسكت المضيفة بسرعة كأسه لإعادة صب النبيذ فيه.

في تلك اللحظة، تركت نيرة تقف وحدها.

رمشت وهي تنظر إلى الرجل الوسيم الجالس بالقرب منها.

قد يكون الأمر مضحكاً، لكن حسام كان لا يزال عابساً لما

حدث

كان السؤال، إن كان عابساً لفشل رامي في عمله، أم بسبب

الطفلين اللذين لم يلحق بهما.

بعد أن غادرت المضيفة، ذم شفتيه وضاقت عيناه.

فجأة، ودون سابق انذار اشتم رائحة حلوة في الهواء.
ثم أدرك أمراً، والتفت.

في ثانية واحدة، التقى زوجين من العيون.

ظلت الفتاة واقفا في مكانها، ويداها في جيوبها، بينما كانت عيناها الواسعتان الحيويتان ترمشان إليه. كان حذائها نظيفاً دون أدنى أثر للأتربة. كل ذلك رسم صورة واضحة أن

والدي الطفلة يعتنيان بها بشكل كبير.

كانت عيناها تلمعان بالبراءة الصافية.

توقفت أنفاس حسام .

هل كان يهلوس؟

وإلا فلماذا تظهر الفتاة التي لم تظهر إلا على شاشة هاتفه

لتصبح فجأة أمامه؟

وبينما كان يتساءل عن حقيقة ما يراه حركت هي رأسها فجأة وقالت في لطف: "أنت حقاً وسيم يا سيدي!"

تجمد.

ذلك الصوت اللطيف

هذا هو ذات الصوت الذي سمعه مراراً وتكراراً في البث

المباشر.

إلا أنه كان أكثر واقعية وأكثر نعومة في الواقع.

سألها: "نيرة؟"

بدا أنه تفوه بالاسم دون تفكير.

تألقت عيناها.

سألت: "هل تعرفني ؟"
في اللحظة التي سمعت فيها اسمها، بدا أن نيرة تخلت عن حذرها تجاهه. كانت قبلاً بقيت في المكان الذي كانت فيه.

أما الآن، فكانت تتجه نحو مقعده.

سألت: "أتعرفني، ولكن لماذا لا أعرفك ؟"

عندها، كانت تقف بجانب ساقيها.

حبس أنفاسه لا ارادياً بسبب قربها، وقطب بين حاجبيه.

لم تكن نيرة حذرة كما يجب أن تكون.

كانت قبلاً تقف بعيداً، خائفة من الاقتراب منه الآن لمجرد

أنه نادى اسمها، كانت تقف بجانبه.

ألم تعلمها أسرتها أبداً خطر الغرباء؟

علاوة على ذلك، كانت حالياً تستهل حديثاً مع غريب.

لسبب ما، جعلته أفعالها يرغب في توبيخها.
إلا أنه سرعان ما أدرك أن ذلك لن يؤدي سوى إلى تخويفها.

لذا، كان خياره الوحيد هو أن يبطئ من تنفسها حتى يخفض صوته ليتحدث إليها بحذر بصوت هادئ.

أجاب: "ذلك لأنني أشاهد البث المباشر"

ظهرت خيبة أمل على وجهها عندما سمعت ذلك.

لاحظ رد فعلها، وشعر أنه يحبس أنفاسه مرة أخرى.

هل أخطأ في الحديث؟

هل لذلك خاب أملها ؟ إن كان خاب أملها، هل ستبتعد عنه وتتجاهله ؟

وفيما كان يتساءل إن كان يجب أن يخبر نيرة أنه هو

الليل الصامت، عادت ابتسامتها الساطعة فجأة.
اعتقدت أنك تعرف ماما لا بأس. قالت ماما أن أي شخص يرغب في مشاهدة بثنا المباشر لا بد وأنهم طيبو القلوب."

فوجئ بكلماتها.

"لماذا تقولين ذلك ؟"

في النهاية، لم يكن يعتقد أنه لطيف إلى هذا الحد.

في الواقع، كان أحياناً شريراً.

فجأة، كان هناك من يصفه بطيبة القلب.

نظرت نيرة إليه وتحدثت بنبرة جادة.

ردت قائلة: "ذلك لأن فقط أصحاب القلوب الطيبة هم من

لديهم الصبر الكافي لمشاهدة بث مباشر لطفلين"

كانت تقلد فايزة بكل قلبها عندما تحدثت.

بل حتى قلدت النبرة الدقيقة ووجه فايزة عندما قالت ذلك.
لم يستطع حسام أن يقاوم القهقهة عند سماع ذلك.

وقال: "إن أمك امرأة صالحة جداً."

"بالطبع !" كان هناك بريق فخور في عينيها عندما سمعت الاطراء على فايزة. على الرغم من النبرة الطفولية في صوتها، بدت جادة تماماً عندما أعلنت: "ماما هي أفضل أفضل أفضل انسانة في العالم كله !"

ابتسم عندما رأى النظرة الجادة على وجهها.

وسألها : "فعلا؟"

رفع يده ليربت على شعرها.

للأسف، عادت مضيفة الطيران في تلك اللحظة، حاملة الصينية.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-