رواية أحببت كاتبا الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهام صادق

 


رواية أحببت كاتبا الفصل الثامن عشر

كلمة واحده قد هبطت علي أوتار قلبها كالصاعقه ، ليظل صداها يتردد بخفوت علي مسمعها ، حتي أنتفض قلبها بقوه وهو يعيدها بأشفاق عليها
لتغمض جنه عيناها بألم ، وتلتف اليه كي تري حقا بأنه حلماً ليس الا .. ولكنه يقف امامها ويتأملها دون رحمه
فكادت أن تصرخ به من هول صدمتها ، ولكن رنين هاتفه قد جعل كل شئ يهدأ
لينطق جاسر بصعوبه وهو يتأملها : ايوه يافاخر ، بتقول ايه
وما كان من قوته سوا ان تهتز عند سماع ذلك الخبر ، فترتجف ايديه .. فتتأمله هي بتمعن حتي اخيراً نطقت بصوت ضعيف
جنه : هو ايه اللي حصل
فيشيح وجهه عنها بصعوبه ، ويهبط درجات السُلم القليله التي صعدها خلفها ، وأكمل سيره دون أن يلتف اليها ويسمع ندء صوتها ..حتي خرج من المنزل بأكمله
................................................................
أبتسمت صفا بسعاده وهي تضغط علي أخر زر سيجعلها تثبت عضويتها في أحدي المنتديات العربيه
فتنهدت براحه ، مع اول خطوه للتسليه بمفردها بعيدا عنه
لتضحك بقوه وهي مسطحه علي بطنها وتتلاعب بأرجلها ، فتتخيل مشاهد تلك الروايه التي تقرأها ضاحكه ..فقد كانت عباره عن يوميات زوج وزوجه
فتعالت صوت ضحكاتها بقوه وهي تكمل قراءة تلك الروايه ،ومع طرقاته الخافته وعدم استجابته ،قد سمح لنفسه بالدخول ليشاهدها بذلك الوضع ..فأبتسم رغما عنه وأقترب منها بخفه قائلا : بتضحكي علي ايه
لتنتفض هي من صوته ، وتتطلع اليه بدهشه قائله : انت دخلت هنا امتا ؟
فتسعت ابتسامته شئ فشئ ، وجلس بجانبها متطلعا في هاتفها قائلا : مقولتليش برضوه بتضحكي علي ايه ياصفا
فتنهدت صفا بصعوبه وأعدلت من وضع جلستها قائله : عادي بتصفح علي النت ، وبضحك علي مواقف لمتجوزين
لتلمع عين أحمد من تلقائية حديثها ، فيقترب منها اكثر ليقول : وايه هي مواقف المتجوزين اللي بتضحك
فأبتسمت إليه بتهكم ، ونظرت اليه طويلا
صفا : مواقف للمتجوزين مش للصحاب ، فأكيد مش مضطر تعرفها
ليتهكم وجهه من حديثها ، ولكن سرعان ما أبتسم قائلا : معزومين النهارده علي العشا
وما كان منها سوا أن تبتسم بمراره علي ذلك الحب والحبيب الذي قد حطم أحلامها الورديه
...............................................................
تنهد براحه وهو يتأمل وجه والده المبتسم برضي
جاسر: كده تخضينا عليك ياحج
ليغمض حسن عيناه بتعب قائلا :احنا اللي غصبنا علي بنت عمك كمان ياجاسر في الجوازه ديه ، اوعاك تفتكر ان انت الوحيد اللي ضحية هي كمان أتنزلت يابني عن حقوقها في انها تقول لاء ليا ولعمتك ولعمك .. انا وعمتك حطينا مقابل قرب عمك مننا تاني "بنته" ومكنش عنده حاجه غير انه يدهالنا ، متظلمهاش يابني متخدهاش بذنب حد
فتظلم أعينه من سماع كلمات والده حتي دخلت عليهم منيره قائله : اخبارك ايه دلوقتي ياحسن ، كده ياخوي تقلقني عليك
ليفتح حسن أعينه قائلا : انا قولت لجاسر كل حاجه يامنيره ، لازم يعرف انها كمان اتظلمت وسطينا
فيتأملهم هو بأعين ساخطه ،حتي قالت منيره : مرتك عايزه تمشي ليه ياجاسر ، عمك صابر تحت وهي مصممه أنه ياخدها معاها
لتلمع عيناه الشارده في اخر حديث صار بينهم ، فيقف متأملا أعين والده
فيطالعه حسن قائلا : لو خسرت بنت عمك عمرك ما هتعوضها تاني
..............................................................
تأملها عامر بسعاده وهي تمرح مع أطفال الملجئ ، فنظرت اليه برضي واقتربت منه بعدما شاهدت لمعان أعينه لتقول : عجبتهم الهدايا اووي ، ربنا يوسع من رزقك وتفضل ديما تدي ما تاخدش
ليحتضنها عامر بحنان قائلا : انتي ازاي كده
فأبتعدت عنه حياه بخجل ليرفع وجهها بأنامله .. فتتأمله هي قائله : انا انسانه عاديه اووي ياعامر ، انت اللي انسان جميل
ليغمض عيناه براحه ، متنهدا بقوه من خفقان قلبه ، فأمسكت بأيديه قائله بمرح قد احياه الزمن بداخلها : وكمان حلو واموور ، بس برضوه شرس ومتعجرف شويه
فيفتح عيناه بقوه ضاحكا لحديثها قائلا : متعجرف وشرس ياحياه
حياه : شويه صغيرين ، عشان متتحسدش بس
فيتأملها ضاحكا ... حتي أنتبه لصوت فاتن المرحب قائله : اهلا عامر بيه
ونظرت الي حياه طويلا لتبتسم بسعاده : انتوا ...؟
فتبتعد حياه عنه بخجل ، ليطالعها هو ضاحكا : انا وحياه اتجوزنا من فتره
..............................................................
ظلت تبكي وهي تتأمل رحيل والدها بعدما جاء ليطمئن علي اخاه اولا ثم عليها ، فتأملها هو بصمت حتي ألتفت هي إليه بوجه شرس
جنه : مرضتش تمشيني معاه ليه ، انت مش حابب وجودي وعايز تطلقني
ليمسك جاسرمعصمها بقوه قائلا : صوتك مايعلاش سامعه
فتأملته هي بغضب ، ونفضت قبضته بقوه قائله : بس انا همشي من هنا ، مش هعيش معاك تاني .. كفايه ذل واهانه لحد كده
فأقترب منها جاسر ليلامس وجهها قائلا : ورجعتي تتعصبي تاني ، فين برودك وتمردك ..
وضحك بقوه وهو يتأمل الاطفال الراكضين اليها بكراستهم قائلا : تلاميذك وصلوا ياأستاذه جنه
وصار من امامها وهو يتمتم : مش عارف هتعملي ايه في البيت تاني
فتابعته هي بأعينه ساخطه ، وهي تتمتم : ماشي ياجاسر ، هخليك تكرهه وجودي اكتر ..
..................................................................
أمتقع وجهها وهي تتأمل بأعينها تلك الفتاه التي يصطحبها صديقه لتقترب منه قائلا : هي ديه حبيبت صاحبك اللي ناوي يتجوزها
ليبتسم احمد وهو يتأمل نظراتها عليهم قائلا : مش عجباكي
فتهمس في اذنيه قائله : ازاي موافق تلبس كده
وقبل ان تكمل باقي حديثها ، أقترب منهم رامي قائلا :أسفين علي التأخير ، اعرفكم بساره
فأبتسم احمد مرحبا بها ،قائلا وهو يتأمل زوجته : صفا مراتي
وأمسك بأحد أيديها ليقبلها ، ببتسامه هادئه .. فنتفضت من أثر لمسته لها ، وهمست في أذنه بعدما جلسوا علي مقاعدهم صفا:بس ده مش من قوانين الصحاب
ليمتقع وجهه وهو يتأمل قائمه الطعام ، محاولا رسم ابتسامته متجاهلا حديثها
أحمد: تحبي تاخدي ايه ياحببتي
فيتهكم وجه صفا من أثر أفعاله .. حتي قالت ساره مبتسمه : انتي جميله اووي مدام صفا
لتبتسم صفا مجاملة لها ، فتطلع هو الي نظراتها لتقول بفخر ولكن بصوت هامس اليه : بتبصلي كده ليه ، ما انا عارفه اني قمر .. يلا هات العشا عشان جعانه
فتأملها أحمد ضاحكا ، حتي تطلع اليهم رامي الجالس قبالتهم ليقول : طب ما تشاركونا معاكم ، بس بصراحه يامدام صفا انتي عاملتي أنجاز في شخصيه جوزك المصون ده .. ده كان بارد ورخم بشكل بس دلوقتي حاسس انه بقي لذيذ
وتأمل حبيبته التي تطالعه بدهشه قائلا :بس انا غيره خالص ياحببتي
فتضحك صفا بقوه دون قصد علي شخصية رامي الفكاهيه حتي بدأت تستمتع معه بالحديث
لينظر اليهم احمد قائلا : شكلي النهارده هخليك تدفع عزومة العشا عقابا ليك
ليتأمل رامي بهاظة المكان قائلا وهو يداعب صديقه : وعلي ايه انا بقول السكوت حلو
وأقترب منها وهو يتأمل تتبعها للطعام الذي يوضع امامهم قائلا : نتلم شويه مفهوم !
لتصدمها كلماته ، فطالعته بغرابه .. حتي وجدته بدء في تناول طعامه دون ان يعيرها اي أنتباه
.................................................................
وقف يتأمل نظرات أعينها الشاغفه وهي تتابع سعادة أروي بالورد الذي قد بعثه اليها هاشم .. فتنهد بضيق وهو يراها تتحسر علي حالها
ليربط فاخر علي احد أكتفه قائلا : امتا هترجع لنفسك تاني يابن ابوي ، وتنسي الماضي
ليلتف اليه جاسر بجمود قائلا : ابوك صحته عامله ايه
ليتنهد فاخر قائلا : طبعك ومش هتسيبه ، ديما مبتحبش قد يقولك انك غلط ، متقلقش ابوك كويس لسا كنت فوق عنده وصحته كويسه
فيعود يلتف اليها ثانية كي يتابعها ، فيجدها تمزح مع أخته بحب ، وكأنها نسيت جميع ألامها التي لم يكن سواه سببها
..................................................................
مع اول خطوه بدأت تصعد فيها السُلم مُتجها الي غرفتها ، كانت ذراعيه تجذبها بقوه ليصرخ قائلا : كانت قاعده حلوه صح ، اندمجتي اووي مع رامي
لتبتسم صفا بدلال قائله : رامي صاحبك ده بجد مافيش منه ، شخصيه جميله اوي تخليك تنسي الدنيا وتضحك من قلبك
فيتجمد هو في مكانه وهو يستمع الي حديثها الوقح حتي ..
احمد بجمود: متنسيش وجودك في حياتي كان ليه ، ومُدته قد ايه متتعوديش اووي علي العيشه ثم تابع ساخطا : متنسيش انك مجرد بنت كنتي بتشتغلي عندنا
ثم تركها وأنصرف وهو يلعن ذلك الشعور الذي اصبح يجتاحه بقوه
لتقف هي مذهوله من حديثه ، الي ان بدأت دموعها تتسقط وهي تتابع اثر خطواته بأعين باكيه
..............................................................
كان سؤال ناهد كفيل بأن يجعل قلبها يخفق بقوه .. الي ان عادت ناهد بسؤالها ثانية قائله : انتي بتحبي ابني ياحياه
لتجلس حياه امامها بأعين شارده ، فتنهدت ناهد قائله : مدام سكتي يبقي مبتحهوش
فتأملتها حياه بأعين مذهوله قائله : بس انا بحبه
لتتابع ناهد أسئلتها قائله :بتحبيه ليه؟
وما كان من تلك المسكينه سوا ان تخفض برأسها قائله : انا معرفش يعني ايه حب غير من القصص الي بنسمع حكايتها ،مجربتش احساس الحب غير مع امي وابويا الله يرحمهم وبعدهم اخويا رجب وولاده ..بس
وصمتت قليلا لتتابع بحديثها قائله : عامر كان قدري وكان لازم احب قدري عشان اقدر اعيش سعيده بيه ، جوازي من عامر مكنش عن حب زي ما انتي فاكره انا كنت
لتقف الكلمه في حلقها عند سماع صوت أحدهم قائلا : صحتك عامله ايه النهارده
فتلتف هي فزعا علي أثر صوته ، ليطالعها هو بقوه .. حتي تبتسم ناهد من سؤاله قائله : بخير ياأبني طول ما انت واخوك بخير
وتحسست بأيديها موضع حياه لتقول : مراتك طيبه اووي ياأبني
..............................................................
جلس علي فراشه بتعب ، ليتأملها وهي تعدل من وضع وسادتها علي الاريكه .. فنهض ليقترب منها قائلا : تعالي نامي علي السرير
لتلتف اليه هي صدمه من كرم أخلاقه الذي اخيرا قد اصطحبه
جنه : اتعودت علي نومتها كده خلاص
فنظر اليها بقوه قائلا : كلمه ومش هعيدها تاني .. وجذبها ذراعيه بجمود ليقول : اسمعي الكلام مره في حياتك ياجنه
فأبتعدت عنه قائله : طب وانت هتنام فين
فظهرت أبتسامته لأول مره
جاسر :متخافيش هنام في أوضه تانيه
فتنهدت هي براحه ، حتي طالعها هو قائلا : ليه موجهتنيش لما ضغطوا عليكي عشان تتجوزيني
وعندما طال صمتها تأملها بهدوء : عمك حكالي كل حاجه ، مطلعتش انا الوحيده اللي مظلوم في اللعبه
ومد بأيديها كي يرفع وجهها عاليا ليقول : بصي ياجنه انتي قبل ما تكوني مراتي ، فأنتي بنت عمي يعني من دمي ولحمي .. اوعدك اني هراعيكي وهحاول مبقاش مُعقد ومتسلط زي ما انتي شيفاني .. بس حاولي تحترمي وجودي وغيابي وبلاش تصرفاتك المجنونه
لتطالعه هي بصدمه أكبر .. واشاحت بوجهها سريعا عنه قائله : بس انا بحترمك ، انت اللي مبتحترمنيش
فتتعالا صوت ضحكاته قائلا : اومال مصايبك السوده اللي بتعمليها انتي واروي ايه ديه ، ومع اهل البلد .. وابتسم وهو يتذكر عندما شاهدها احد رجاله صباحا تجلس مع بعض نساء بلدهم وتتناول معهم بعض الاطعمه وتمازحهم
وعاد يقترب منها ليقول بهدوء : مش هكون معاكي ديكتاتور تاني ، بس اوعاكي تنسي وضعي هنا في البلد
وعاد يضحك ثانية عندما رأها تطالعه بغرابه ، ولسانها قد أُلجم من كلماته .. فمد ذراعيه واحتضنها بعدما لاحظ بأنها أضعف مما كان يتخيل واغمض عيناه بقوه وهو يجمح لجام خفقان قلبه
فأبتعدت هي عنه سريعا وهو تشعر بتهور قلبها ، ليطالعها ببتسامه لطيفه .. وصار من امامها ليترك لها مشاعر لأول مره تفهم معناها
..................................................................
برودة مشاعره أصبحت تعصف به بقوه ، لينتفض من نومته بعدما غاب سلطان النوم عنه ليتركه لسلطان جنونه بها
فنهض من فراشه ، وهبط بخطي خافته الي مكتبه .. ليعود الي عالم هروبه ثانية ولكن بمشاعر اخري ، فمشاعره السابقه كانت للماضي الذي أفقده اجمل احلامه اما الان فهو يصارع حاضر ومستقبله من هيجان تلك المشاعر التي اصبح عنكبوتها ينسج خيوطه داخله بقوه
وبدء يسطر بأول سطر في احد أوراقه عائدا به الي عالم الكتابه الخفي
(مشاعر تعود من جديد ، بخفقان جديد وبأحلام جديده )
وأغمض عيناه بشرود وهو يتذكر كلماته اللاذعه التي قد دمرها بها ثانيه .. فأغلق سطوره بين طيات اوراقه ، وخرج من مكتبه وهو يقصد غرفتها
وبعد لحظات من مشاعر مضطربه ، كان يجول ببصره علي ملامحها الهادئه في ظلام تلك الحجره .. لينحني بجسده ويتأمل كل تفاصيل وجهها البرئ .. ليتذكر من ضاع معها احلامه وحبه ،فمسح برفق علي وجهها الذي يبدو انه كان غارقا بدموعها قبل ان تستسلم لسلطان نومها ..
أحمد : سامحيني ياصفا ، سامحيني بس انتي السبب انتي شبهها اووي بجنونها وبرئتها ،بنسي معاكي العالم كله .. نظرتك ليا فيها حاجه مش قادر اقاومها وحبك ليا .. انا ليه بظلمك كده وانتي كل اللي بتعمليه عشاني عشان الحب ، بس صدقيني بُعدك عني راحه ، اوعاكي تحبيني لازم تكرهيني ياصفا
لتفتح هي عيناها بصعوبه لتطالعه بفزع قائله : انت بتعمل هنا ايه
ليبتسم احمد علي هيئتها المضحكه مداعبا وجنتيها بلطف : انا اسف !
................................................................
أردفت بقدميها لأول مره لمقر شركته ، لتبتسم أروي قائله : جاسر اكيد هيتبسط اووي لما يشوفك
لتتأملها جنه بأضطراب وخوف من رد فعله قائله : أنا بقول ارجع استناكي في العربيه احسن ياأروي ، وانتي روحي صالحي هاشم وتعالي
فتجذبها اروي من ذراعيها قائلة بأمل : ياعبيطه هفضل أعلم فيكي لحد امتا ، لازم تقربي من جاسر اكتر وتهتمي بيه ، اشمعنا نصايحك ديه بتقوليها ليا
لتبتسم جنه بأسي ، وهي تفكر في وضعها بحياة اخاها فحتي لو بدء يعاملها بأسلوب أرقي ... فهو لن يميل لها يوما
ومع خطوات لم تحسب سرعتها بسبب شرودها وجدت اروي تضغط علي زر صعود المصعد قائله : تفتكري الهديه هتعجب هاشم .. وتابعت بحديثها قائله : وحتي لو معجبتهوش هو الخسران يعني كمان بصالحه وكمان اجيبله هديه
وابتسمت بسعاده وهي تطالع هديتها بخفقان ، حتي وقف المصعد ، لتتأمل تلك الشارده قائله بخبث : اللي واخد عقلك ياجميل
وما من لحظات كانت تشير بأصبعها لمكتب جاسر قائله : ده مكتب جاسر ، انا هروح لهاشم بقي
وتركتها وذهبت بخطي سريعه ، لتهتف جنه بصوت ضعيف بعدما افاقت من شرودها : يا أروي أستني
ومن سوء حظها كانت نيره تسير عبر رواق الشركه ، حتي أنتبهت اليه لتتجه ناحيتها وعلي وجهها أبتسامه مزيفه : ازيك ياجنه ، ايه اللي جابك هنا خير
لترفع جنه وجهها قائله ببرود : جايه اشوف جاسر
فتطالعها تلك الحمقاء ساخره : سوري ياجنه المفروض مسألش السؤال ده ، نورتينا .. اكيد جاسر هيفرح اوي لما يشوفك
ليخفق قلبها من سماع اسمه ، وهي تتخيل كيف سيقابلها فحتي لو لم يُعاملها كزوجه فليعاملها بمشاعر القرابه
لتبتسم نيره بخبث وهي تتأمل معالم وجهها الفرحه .. وأصطحبتها قائله : هو دلوقتي فاضي ، هدخل اقوله انك بره
وأخذت بعض الملفات قبل ان تردف اليه وهي تتمايل بخفه بطريقة وقحه ... وما من دقائق كانت تخرج من عنده بأبتسامة واسعه قائله : 5 دقايق بس ياجنه ، لان للاسف دخلت لقيته مشغول
وتأملتها قليلا وهي تجلس علي مقعدها المريح قائله : واقفه ليه تعالي اقعدي ، هي أروي عند هاشم صح
لتجلس جنه بهدوء وهي تحرك رأسها بالايجاب
فتبتسم نيره قائله : ها تشربي ايه ، ولا هتستني تشربي مع جاسر .. وضحكت بهدوء
لتنظر اليها جنه طويلا وهي تفكر في لطفها الغريب معها
ومرت الخمس دقائق ليصطحبها الربع الساعه ثم تطالعت الي ساعة يدها البسيطه لتجد انه قد مر نصف ساعه
لتقف جنه قائله : لو مش فاضي امشي
فرفعت نيره وجهها القابع في حاسوبها بتمهل ، لتقول : ثواني بس ياجنه .. هخلص الي في ايدي وادخل اشوفه تاني
وتابعت حديثها قائله بتنهد : مع اني قولتله انك بره ، بس مش عارفه ليه جاسر مش مهتم بوجودك كده
لتجلس جنه ثانية بحباط ، وهي تبعث بحيبقة يدها .. حتي اردفت اليهم احداهن
لتقف نيره بترحيب قائله : اهلا مدام سميه نورتي ، حالا هدي خبر لمستر جاسر بوجودك
فتأملت جنه تلك المرأه التي جلست أمامها بزيها القصير ، ووضعت بساق فوق الاخري .. وتطالعها ببرود
حتي خرجت نيره قائله : اتفضلي يامدام سميه
لتتأمل جنه بأسف قائله : للاسف جاسر بيقولك انه مش فاضي ، وخلي السواق يروحك
وما كانت كلمات نيره سوا نيران قد أشعلت بداخلها حطام قلبها لتحرقه اكثر
حتي خرجت سريعا من أمامه ، تمسح دموعها بقهر
الي ان اصطدمت بفاخر الذي طالعها بدهشه .. وكاد ان يتكلم ولكن انسحبت سريعا من أمامه وهي لا تري سوا شلال دموعها
.............................................................
وقفت أمام منزل اخاها بسعاده ،وهي تحمل له ولأطفاله كل مايشتهون ، لتهتف بأسم أبن خاها ادم .. لتفتح لها سناء الباب قائله بتهكم : لسا فكرانا ياست حياه ، ما احنا بقينا مش قد المقام
لتردف حياه خلفها قائله : ليه بتقولي كده ، انا عمري ما هنساكم ولا أعلي علي اهلي ..
ووضعت بالأكياس المعبئه بأكثر لتقول : هو فين رجب والولاد
لتضحك سناء ساخره : رجب في الشغل ياعنيا ، والولاد في مدارسهم ، قومي قومي يلا اعملي بقعدتك انا تعبانه ومش طايقه نفسي عقبال عندك حامل يا أخت جوزي
حياه بصدمه : حامل
فتتأملها سناء ببرود قائله : هدخل انام ، عايزه لما اصحي الاقي كل حاجه نضيفه ، والاكل معمول .. انتي مش غريبه ياحياه
وصارت من أمامها بخطي بطيئه وعادت تلتف اليها ثانيه قائله : هو صحيح جوزك مزهقش لسا منك ، اصل اتفاقه مع رجب انه شهرين ويطلقك ، هو جوزك ملكيش علي الاتفاق يلا افرحي شويه ياحياه
لتتعالا الصدمه علي وجهه تلك المسكينه ، حتي نطقت بصعوبه : أتفاق !!
...........................................................
تطلع اليها جاسر بصدمه ، ونهض من علي كرسي مكتبه وهو لا يشعر بقدميه حتي اقترب من تلك الواقفه امامه قائلا : كنتي حامل مني أزاي

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-