رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الثامن عشر 18 بقلم هدير نور

 




رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الثامن عشر 18 بقلم هدير نور


شاهدت داليدا باعين متسعه بالصدمه و الخوف داغر و هو يوجه فهوة المسدس نحو صدره فوق موضع قلبه مباشرة صرخت داليدا بينما تركض نحوه تحاول منعه مما ينوي فعله ولكن وقبل ان تصل اليه كان قد ضغط على المسدس لتخترق الرصاصه على الفور صدره و تغرق الدماء قميصه الابيض...


سقطت على ركبتيها بجانبه ترتمي على صدره صارخه بفزع و هي تراقب الدماء تنسدل بغزاره من صدره مما جعلها تشعر بالاختناق كما لو احدهم امسك قلبها و عصره بين يديه وضعت يديها فوق جرح صدره تحاول كتم الدماء بينما تهمهم بهستريه جنونيه و هي تراقب باعين متسعه بالذعر عينيه المغلقه...

=داغر، لا ونبي دااااغر، فوق ونبي...

لتكمل بهستريه اكبر و هي تنفجر باكيه بشهقات حاده متقطعه...


=و الله مش عايزه اطلق، و لا هموت نفسي انا كنت بس بهددك متعقبينش بموتك كله الا كده...

اخذت تهمهم باسمه بصوت ممزق متوسل من بين شهقات بكائها و هي تربت على خده بينما يدها الاخري تضعها فوق جرح صدره تحاول حبس الدماء بها و عندما بدأ عقلها بالاستيعاب نهضت سريعاً حتى تجلب هاتفها لكي تقوم بالاتصال بالاسعاف و زكي الذراع الايمن لداغر فهو الشخص الوحيد الذي يمكنها ان تثق به.


لكن ما ان همت بالنهوض شعرت بيد تحيط ذراعها و تجذبها للخلف التفت سريعاً لتجد داغر جالساً بدلاً من استلقائه كجثه هامده على الارض اخذت تمرر عينيها المحتقنه و المتسعه بالصدمه عليه و عقلها لا يستوعب ما يحدث كيف امكنه الجلوس هكذا بهدوء كما لو ان لا يوجد رصاصه قد اخترقت صدره لكنها لم تستطع مقاومة شعورها بالراحه من رؤيته قد افاق لكن سرعان ما تبخرت راحتها تلك عندما لاحظت الدماء التي لازالت تتدفق من صدره دفعته بيديها المرتجفه برفق في صدره تحثه على الاستلقاء مره اخري و لايزال الخوف عليه يسيطر عليها همست بصوت مرتجف باكي.


=خاليك نايم يا حبيبي زي ما كنت، علشان الجرح ميزدش...

لتكمل بكلمات غير مترابطه بينما تتلفت حولها بحثاً عن هاتفها

=و انا. انا هكلم الاسعاف، و هتبقي كويس...

قبض داغر على ذراعها مره اخري مانعاً اياها من التحرك من جانبه عندما همت بالنهوض متمتماً اسمها برفق...

=داليدا انا كويس...


هزت رأسها برفض بينما عينيها لا زالت مسلطه بخوف و رعب على صدره الغارق بالدماء بينما تتلملم بحده محاوله جعله يفك حصار قبضته التي تمسك بذراعها حتى تستطيع الذهاب و تتصل بالاسعاف

=لا، انت مش كويس. جرح...

قاطعها داغر سريعاً بينما يفتح قميصه على مصرعيه مما جعله ازاره تتناثر بكل مكان بالغرفه

=بصي. بصي يا حبيبتي مفيش جرح ده دم مزيف.


ظلت تهز رأسها بالرفض بقوه بينما عينيها المحتقنه بالدموع مسلطه على صدره الغارق بالدماء و هي لازالت داخل الصدمه مما جعل داغر يمسك يديها برقه و يمررها فوق صدره لتنطلق منها صرخه مرتعبه فور لمسها للدماء التي على صدره خوفاً من ان تكون قد أذت جرحه، لكن سرعان ما بدأت تمرر يدها فوق صدره بلهفه عندما وجدت انه بالفعل لا يوجد اي جرح هناك...


ظل داغر يتابعها باعين ممتلئه بالارتباك متوقعاً انفجارها الغاضب باي لحظه فور ادراكها و استعابها للخدعه التي ارتكبها لكن و لصدمته بدلاً من انفجارها الغاضب ارتمت بين ذراعيه تضمه اليها بقوه متشبثه بعنقه بيديها تضم رأسه اليها منفجره دون سابق انذار ببكاء مرير بينما جسدها باكمله يهتز بشده من قوه شهقات بكائها الحاده الممزقه عقد داغر ذراعيه حولها و هو يشعر بالندم على فعلته الحمقاء تلك.


ممرراً يده بحنان على ظهرها محاولاً تهدئتها بينما هي كانت تتشبث به اكثر و اكثر بخوف.

ظلوا عدة دقائق على وضعهم هذا حتى هدئت داليدا تماماً و اصبحت شهقاتها منخفضه متباعده.

ابعدها داغر ببطئ عنه مجلساً اياها بين ساقيه بينما يمرر يده فوق وجهها المحمر الغارق بالدموع مبعداً خصلات شعرها المتناثره على عينيها إلى خلف اذنها...

بينما كانت عينين داليدا مسلطه فوق وجهه تتشرب ملامحه بخوف، خوف من فقدانها له.


مررت يدها المرتجفه فوق وجهه تتلمس ملامحه لتترك عليهل اثراً من الدماء المزيفه التي كانت تملئ يدها...

همست بصوت مرتجف من بين شهقاتها الضعيفه

=ليه، ليه تعمل فيا كده...

لتكمل بصوت متحشرج مختنق بالدموع التي انسدلت بغزاره على وجهها

=انا كنت هموت، و الله كنت هموت...

ابتلع داغر الغصه التي تشكلت بحلقه قبل ان يجيبها بصوت مهتز.


=كنت عايزك تجربي احساسي لما لقيتك على الارض غرقانه في دمك، تجربي خوفي و تعبي و ازاي الدنيا كانت بتقفل في وشي في كل مره كنت بتخدعيني فيها و توهميني انك بتحاولي تنتحري اكتر من مره...

تجمدت يدها التي كانت تمر فوق خده فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف

=عرفت ازاي اللي كنت بعمله،؟!

اجابها و هو يشير برأسه نحو هاتفها الملقي فوق الفراش.


=امبارح بعد ما قولتلك اني موافق اطلقك و انتي جريتي بعدها على الحمام موبيلك وقع منك ساعتها على الارض و لما جيت اشيله وصلتلك رساله من اميره صاحبتك عارف اني غلطت اني فتحتها بس كنت عايز اعرف ايه بتفكري ازاي، لقيتها بتقولك حرام اللي انتي بتعمليه فيا بعدها فتحت باقي الرسايل علشان احاول افهم هي تقصد ايه، و عرفت انك كنت بتعملي كل ده علشان تخليني اطلقك. و انك بتعملي كده علشان فاكره اني بحب نورا و اني بتسلي بيكي...


ليكمل و هو يحيط و جهها بيديه

=بس انتي غلطانه يا داليدا انا مبحبش نورا...

هزت رأسها بقوه مقاطعه اياه بحده بينما لازالت تنتحب بشده

=كداب...

قاطعها على الفور مشدداً من ذراعيه حولها.


=عمري في حياتي ما كدبت عليكي، نورا عمرها ما كانت مراتي لانها لا شرعاً ولا قانوناً تنفع تبقي مراتي و لانها بالنسبالي مش اكتر من واحده رخيصه فرطت في نفسها و في شرفها علشان شوية فلوس الكلب خطيبها حطهم باسمها في البنك و ضحك عليها بالحلم الاهبل بتاعها انها تمثل انتي اللي ناوي اكمل حياتي معها...


شحب وجه داليدا بينما تستمع إلى كلماته تلك مقارنه اياها بالكلمات التي اسمعتها اياها شهيره فقد كانت ذاتها لتعلم على الفور ان داغر لم يكن يقصدها هي بلا كان يقصد نورا ابنة عمه...

غمغم داغر بصوت متألم و هو لا يستطيع رؤيتها بحالتها تلك و قد فسر شحوب وجهها بانها لازالت لا تصدقه

=داليدا بصيلي...

لكنها رفضت مغلقه عينيها اكثر بينما تنسكب منها الدموع مغرقه وجهها

زفر قائلاً بيأس و هو يدير وجهها اليه بتصميم.


=اهدي يا حبيبتي و بصيلي...

فتحت عينيها ببطئ تتطلع نحوه بالم و حسره مما جعله يحبس انفاسه من الالم الذي عصف به

احاط وجهها بيديه قائلاً بصوت اجش من اثر العاطفه التي تثور به ممسكاً بيدها واضعاً اياها بلطف فوق صدره موضع قلبه

=انتي اغلي حاجه في دنيتي كلها...

ليكمل ضاغطاً يدها بقوه على صدره حتى تشعر بدقات قلبه المتسارعه بجنون

=انا بحبك، بحبك اكتر من نفسي و اكتر من الدنيا دي كلها وما فيها...


اتسعت عينيها بالصدمه فور سماعها كلماته تلك لا تصدق بانها تسمع تلك الكلمات تخرج من فمه...

قربها منه اكثر هامساً بصوت اجش محمل بالعاطفه

=و الله العظيم بحبك...

حاولت داليدا التراجع للخلف ساحبه يدها من فوق صدره بينما تلهث بصدمه و قد اهتز جسدها بقوه كما لو صاعقه قد ضربتها فور سماعها كلماته تلك هامسه بصوت مرتجف ضعيف و هي لا تستطيع تصديق انه يحبها هي بالفعل

=لا، انت مبتحبنيش. انت بتحب نورا...


قاطعها داغر على الفور بحده

=انا عمري ما حبيت نورا و لا هحبها...

ليكمل بينما يعيد يدها فوق صدره حتى تشعر بما يثور في قلبه.

=المفروض كنت تفهمي لوحدك من ضعفي ناحيتك، من خوفي و لهفتي عليكي...

همس بصوت معذب بينما بدأ جسده بالارتجاف

=داليدا انتي لو كان حصلك حاجه، انا مكنتش هقدر اكمل و اعيش من غيرك، انا كنت وقتها هموت نفسي...

تحشرج صوته بالنهايه.


بالدموع الحبيسه و قد عاد اليه الخوف فور ان تذكر بكل ما مر به ليسرع بدفن وجهه بعنقها بينما اخذت دقات قلب داليدا تزداد بعنف حتى ظنت بان قلبها سوف يغادر جسدها من شدتها و هي لا تزال لا تستطع ان تصدق بانه يحبها هي حقاً و ان كل العذاب الذي مرت به بالايام الماضيه من كانت من اجل لا شئ السابق

همست بصوت ضعيف

=بتحبني، بجد،؟!


اجابها من بين انفاسه اللاهثه و رأسه مدفوناً بحنايا عنقها مشدداً من ذراعيه حاولها كما لو كان يرغب بضمها حتى تصبح بداخل صدره

=بحبك دي قليله، انا بعشقك يا داليدا...

قاطعته مفصحه عن جميع شكوكها

=طيب و نورا...

رفع رأسه عن عنقها محيطاً وجهها بين يديه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها قائلاً بصوت صارم محاولاً اقناعها

=نورا انا عمري ما حبتها و يوم ما خطبتها فخطبتها علشان ارضي عمي و انفذ وصيته ليا قبل ما يموت...


ليكمل سريعاً عندما همت بالتحدث عالماً ما سوف تقوله

=و جوازي منها كان بسبب حملها من خطيبها، اضطريت اتجوزها بعد ما عرفت ان حازم مات في استراليا بعد ما شرب جرعه كبيره من المخدرات، و لما ودتها تنزل اللي في بطنها الدكتور حظرنا انها ممكن تموت و هي بتعمل عملية الاجهاض.


ليكمل بينما يخرج من جيب سترته الملقيه على الارض بجانبه حافظته التي اخرج ورق منها فتحها و رفعها امام عينيها اخذت داليدا تمرر عينيها على الكلمات المطبوعه عليها و التي تثبت ان في تاريخ12/9/2020 كانت نورا حامل بنهاية الشهر الاول...

بدات داليدا تجري بعض الحسابات بعقلها لتدرك انها كانت حامل بالفعل قبل زواجها من داغر بشهر كامل اي انها الان في بدايه الشهر الثالث من الحمل وليس الاول كما تدعي.


غمغم بينما يلقي بالورقه بعيداً

=صدقتيني...

اومأت برأسها بالايجاب بصمت بينما بدأ انتحابها يخف مما جعله يحيط بوجنتيها بيديه و هو يكمل بعاطفه جياشه ممرراً شفتيه على خدها يلتقط دموعها و هو يقبل اياه بخفه

=انا مش بحبك بس انا. روحي فيكي، و مقدرش اتخيل انك ممكن تبعدي عني...

ارتجفت شفتيها بابتسامه مرتجفه فور سماعه كلماته تلك و قلبها يرقص فرحاً بها و قد تناست جميع احزانها.


دفنت رأسها بعنقه هامسه بصوت مرتجف و خديها مشتعلين بالخجل

=و انا كمان بحبك...

رفع رأسها عن عنقه سريعاً متطلعاً إلى وجهها عدة لحظات بشك قبل ان يغمغم باحباط

=داليدا مش معني اني قولتلك اني بحبك يبقى انتي كمان ملزمه انك تقوليها او انك تغصب...

قاطعته داليدا هاتفه بصدمه من ردة فعله تلك

=ملزمة ايه؟! انا مبقولش كده. علشان انت قولتلي فبردهالك، على فكره دي تاني مره اقولهالك يعني انا اللي قايلها الاول...


قطب حاجبيه قائلاً بعدم فهم

=قولتيلي،؟! قولتيلي امتي انك بتحبيني قبل كدا،؟!

اجابته على الفور بينما تشدد من ذراعيها حول خصره

=قولتهالك فوق على السطح لما حسيت اني هقع خلاص و مفيش امل...

قاطعها على الفور و اضعاً يده فوق فمها مغطياً اياه قائلاً بحده بصوت مرتجف

=بلاش تفكريني باليوم ده...

ليكمل بذات النبره المعذبه و صور تلك اللاحظات المرعبه تتقافز امام عينيه.


=انا وقتها مكنتش شايف ولا سامع حاجه كل تركيزي كان في اني ازاي الحقك قبل مل تقعي...

ليكمل بصوت مرتجف سانداً جبهته فوق جبهتها متشرباً انفاسها الحاره بشغف

=بجد بتحبيني،؟!

اجابته داليدا بصوت منخفض لاهث و جسدها بدأ بالارتجاف استجابةً ليده التي كانت تمر فوق جسدها بشغف

=بعشقك...


اخفض رأسه على الفور قابضاً على مقبلاً اياها بشغف و حراره مشدداً من ذراعيه حاولها ضامماً اياها إلى صدره كما لو كان يرغب بدفنها بداخله.

بينما غرزت يدها بشعره الاسود الحالك متنعمه بملمسه الحريري بين اصابعها و قلبها يرقص فرحاً فداغر اصبح لها. و قلبه ملكاً لها هي فقط...

رفع رأسه نهض من فوق الارض و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش لكن اسرعت داليدا بالهمس باذنه باعتراض.


=حبيبي الحمام الاول...

اخفض عينيه للاسفل ليري صدره الغارق بالدماء المزيفه مما جعله يومأ برأسه بصمت قبل ان يلتف و يتجه نحو الحمام...

انزلها بلطف على قدميها داخل كابينه الاستحمام نازعاً عنها

تناولت داليدا سائل الاستحمام و افرغت منه كميه كبيره بيدها من ثم بدأت بغسل صدر داغر من الدماء و عندما نظف تماماً...


انحنت عليه واضعه شفتيها على صدره فوق موضع قلبه تطبع عليه قبله حنونه بينما تحيط خصره بذراعيها تحتضنه بقوه غير قادره على مقاومه الدموع التي اخذت تنسدل من عينيها فهي لم تكن ستسطع ان تكمل حياتها بدونه، اخذ داغر يربت على ظهرها محاولاًتهدئتها بينما يطبع قبلات متتاليه حنونه فوق رأسها...


فور انتهائهم حملها خارجاً بها إلى غرفة النوم واضعاً اياها بحنان فوق الفراش من ثم استلقي بجانبها ضامماً اياها اليه بقوه دفنت داليدا رأسها بصدره بينما كان هو يقبل بلطف ذراعها الملتف حول عنقه.

رفع وجهها اليه بلطف مغمغماً بصوت اجش

=ايه رايك نسافر بكره و نقضي شهر في المالديف انا كنت مجهز كل حاجه ونقدر نسافر في اي وقت...

ارتسمت ابتسامه واسعه فوق شفتيها فور سماعها كلماته تلك هاتفه بفرح

=شهر بحاله، لوحدنا!


اومأ لها بالايجاب بينما عينيه تتأمل بشغف و سعاده فرحتها تلك...

=بس انا مش عايزه اروح المالديف

مرر يده فوق وجهها مبعداً خصلات شعرها المبلله عن عينيها إلى خلف اذنها و هو يغمغم بصبر

=اومال عايزه تروحي فين،؟!

ضغطت باسنانها فوق شفتيها قبل ان تهمس بتردد

=روسيا...

هتف داغر بصدمه وهو لا يصدق ما سمعه

=روسيا، و في الشتا. انتي عارفه الجو عامل ازاي هناك دلوقتي،؟!

اومأت برأسها قائله بينما عينيها تلتمع بالشغف.


=ايوه، تلج، و انا بصراحه من زمان نفسي اشوف التلج. عمري ما شوفته...

مرر اصبعه على خدها مقبلاً جانب عنقها بينما يغمغم

=خلاص نسافر سويسرا هنام تلج برضو. بلاش روسيا الجو هناك صعب مش هتسحمليه.

هزت رأسها بالرفض قائله بتصميم

= لا، روسيا...

اخذ يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يومأ برأسه بالموافقه فهو سيفعل لها اي شئ ترغب به، مهما كان الثمن فراحتها و سعادتها اهم شئ عنده.


=حاضر، هنسافر روسيا، بس كده مش هنقدر نسافر بكره هنستني لحد ما نخلص ورق السفر لهناك هياخد كام يوم...

صرخت بفرح فور موافقته تلك محيطه عنقه بذراعيها بينما اخذت تمطر وجهه بقبلات متفرقه مما جعل داغر يضحك بفرح...

وهو يشعر بالراحه والسعاده انه السبب في فرحتها تلك...


في ذات الوقت...

كانت شهيره واقفه بالشرفه الخاصه بغرفتها تتحدث بصوت منخفض بالهاتف بينما تتلفت بين حين و اخر تنظر إلى داخل الغرفه نحو الفراش الذي يستلقي عليه زوجها حتى تتأكد بانه لا يزال نائماً...

=يا دكتور عزت اهدي و اسمعني انت مش فاهم...

قاطعها عزت بتهكم.


=اسمع ايه، بقولك ايه يا شهيره الافلام اللي بتقوليها دي متدخلش على عقل عيل صغير، تحليل الدم بتاع مرات داغر اثبتت انك بتديها الدوا اللي انا ادتهولك...

ليكمل بغضب و حده.


=انتي لما طلبتي مني اجبلك دوا من النوع ده قولتي ان طاهر بيخونك مع واحده صاحبتك و عايزه تعلميها درس، لكن اول ما شوفت تحاليل مرات داغر عرفت ع طول انها بتاخد الدوا اللي كتبتهولك لان الدوا ده مش من الساهل تلاقيه في مصر، داغر يبقي ابن اعز اصحابي و استحاله اخدعه...

قاطعته شهيره بغضب ونفاذ صبر.

=بقولك ايه يا دكتور عزت فكك من الكلام ده انت سمعتك الزفت سابقاك من الاخر عايز كام...


اجابها عزت على الفور دون تردد

=8 مليون. والا هكون مبلغ داغر بكل حاجه.

قاطعته شهيره بحده بينما تتطلع خلفها حتى تطمئن من ان طاهر لايزال نائماً

=هو مليون واحد. مفيش غيره. وقبل ما تهددني بداغر خاف منه انت الاول، لانك لو انت مش خايف منه كنت قولتله اول ما شوفت التحاليل لكن انت عارف كويس ان رجلك هاتيجي في الموضوع فاهدي كده و بكره المليون جنيه هتوصلك.


ثم اغلقت الهاتف على الفور دون ان تنتظر اجابته مرتميه فوق المقعد تمرر يدها بشعرها و هي تزفر بحنق لا تدري متي تنتهي تلك الدوامه التي ادخلت نفسها بها من اجل شقيقتها الحمقاء...


بعد مرور اسبوع.

كانت داليدا جالسه بجانب داغر على متن الطائره الخاصه بهم في طريقهم إلى روسيا و على وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه...

انحني داغر الذي كان يتابع شيئاً ما على هاتفه مقبلاً خدها بحنان. قبل ان يلتف و يكمل ما يفعله بهاتفه.

عقدت ذراعها بذراعه تسند رأسها على كتفه العريض الصلب فالايام الماضيه كانت اسعد ايام حياتها حيث اغدقها داغر بحبه و حنانه معاملاً اياها كما لو كانت ملكه...


وضعت يدها فوق خده تديره نحوها قائله بلوم

=مش كفايه شغل بقي، هنبدأها من اولها كده

ادار داغر وجهه طابعاً قبله دافئه فوق راحة يدها قبل ان يغمغم بهدوء

=خلاص، خلصت دي كانت اخر حاجه و الله و هقفل الموبيل واللاب طول الشهر الجاي، مبسوطه

اومأت داليدا رأسها بفرح و قد ارتسمت على وجهها ابتسامه واسعه...

=كلمت ماما فطيمه و اطمنت انها وصلت بالسلامه،؟!

اجابها بينما يغلق هاتفه و يضعه في جيب سترته.


=اها وصلت امبارح بليل...

عقدت داليدا حاجبيها قائله بحزن

= مش فاهمه ليه اصرت تسافر السعوديه و تروح تعيش مع اونكل مؤمن هناك.

شبك داغر اصابع ايديهم ببعضها البعض و هو يجيبها

=من بعد وفاة بابا و هي كان نفسها تسافر تعيش مع خالي مؤمن في السعوديه علشان هو عايش لوحده و متجوزش بس اللي كان بيمنعها انها خايفه تسبني لوحدي بس بعد ما اتجوزت و اطمنت علينا قررت تسافر...


ليكمل بصوت مشاكس مغري بالقرب من اذنها مغيراً الموضوع

=علي فكره الطايره فيها اوضة نوم صغيره...

اطلقت داليدا ضحكة رنانة بينما تبعد وجهه الذي كان يقترب من وجهها بتصميم

=لا طبعاً انت عايزنا نتفضح قدام طقم طايرتك، و زكي والحرس اللي في الكابينه التانيه

لتكمل وهي تمرر اصبعها فوق شفتيه باغراء

=كلها كام ساعه و نوصل...

فتح فمه سريعاً يهم بعض اصبعها هذا باسنانه لكنها ابعدته و هي تضحك بمشاغبه...


من ثم اخذت تمرر يدها فوق صدره و عنقه بينما تطلع بعينه باغراء مما جعله يطلق لعنه حاده و هو يجز على اسنانه بقسوه

اخرجت له لسانها باغاظه مما جعله يهتف بحده

=والله يا داليدا لو ما اتلمتي لا هيهمني نتفضح و لا منتفضحش. انتي حره

همست بصوت لاهث من بين ضحكاتها الصاخبه

=لا خلاص و الله...


ثم اسرعت بوضع يدها فوق فمها تحبس ضحكاتها التي لم تستطع التحكم بها لكنها تراجعت في مقعدها على الفور عندما رأت داغر يقف على قدميه و ينحني فوقها يهم بحملها من فوق المقعد و هو يتمتم من بين اسنانه بغضب

=انتي اللي جبتيه لنفسك...

دفعته في صدره هامسه بلهاث حاد

=علشان خاطري، مش هعرف اوريهم وشي تاني...

لتكمل بالحاح اكبر عندما حملها بين ذراعيه بالفعل و وجهه كان لا يزال مصمماً.


=و الله لو عملتها ما هركب طايرتك دي تاني ابداً.

ظل يتطلع اليها عدة لحظات من بين شق عينيه قبل ان يزفر بحده و هو يغمغم باستسلام مخفضاً اياها مره اخري فوق مقعدها 











=يبقي لمي نفسك. ولمي ايدك...

اومأت له وهي تسرع بعقد ذراعيها اسفل صدرها ضاغطه بقوه فوق على شفتيها محاوله كتم ضحكها...

وقف يتطلع اليها عدة لحظات قبل ان يرتمي جالساً مره اخري فوق مقعده و هو يفرك وجهه باحباط وغضب.

همست بينما ترفرف عينيها ببرائه.


=طيب ممكن اسند راسي على كتفك علشان عايزه انام...

بصمت قبض على ذراعها جاذباً اياها لتجلس على ساقيه بينما يحتضنها بقوه اليه لتدفن رأسها بعنقه مقبله اياه بخفه قبل ان تهمس باذنه

=انا بحبك اوي يا داغر...

مرر يده على رأسها من فوق الحجاب رافعاً يدها التي حول عنقه مقبلاً اياها بشغف

=قلب و روح داغر...

ليكمل بينما يخفض وجهه نحو وجهها المدفون بعنقه طابعاً قبله على جبينها وهو يغمغم بصوت اجش.

=وانا بحبك يا شعلتي...


ارتسمت ابتسامه واسعه فوق فمها فور سماعها كلماته تلك لتغرق اكثر بين ذراعيه محتضنه اياه بقوه اكبر ليقضوا باقي الرحله و هم على وضعهم هذا...


بعد عدة ساعات...


فور ان هبطت داليدا من الطائر لفحتها رياح قاسية البروده مما جعل جسدها يهتز بقوه فلم تكن تتخيل بان الطقس سيكون بتلك البروده القاسيه التف اليها داغر على الفور يعدل من معطفها السميك من حولها من ثم قام برفع غطاء الرأس المعلق بمعطفها حول رأسها محيطاً اياها بذراعه بحمايه محاولاً بث الدفأ بها بينما هم يخرجون من المطار ليصعدوا على الفور إلى سياره فاخره كانت تنتظرهم بالخارج اخذت داليدا تنظر من نافذه السياره تتأمل باعين تلتمع بالشغف و الحماس الثلج الذي كان يغطي كل شئ و متراكماً بجانب الطريق التفت إلى داغر و هي تهتف بسعاده.


==شايف التلج يا حبيبي...

اومأ لها مبتسماً بينما يضمها بذراعه إلى صدره وعينيه معلق

عليها وحدها بينما كانت هي عينيها مسلطه بشغف على خارج النافذه تتابع الثلج المتساقط...


توقفت السياره بالنهايه خارج كوخ شتوي رائع ساعد داغر داليدا على النزول من السياره معدلاً مره اخري من معطفها حولها حيث كانت الرياح المحمله بالثلوج قويه لكنها ابتعدت عنه على الفور راكضه فوق الثلج و هي تصرخ بفرح انحنت ممسكه بحفنه من الثاج ملقيه اياها بالهواء كان داغر واقفاً يراقبها و على وجهه ترتسم ابتسامه واييعه لكنه افاق على صوت زكي الذي كان يقف بجانبه و على ما يبدو انه كان يتحدث معه منذ مده لكنه لم ينتبه اليع حيث كان كامل انتباهه ينصب على تلك الساحر الصغيره التي لا زالت تلعب بالثلج بمرح و هي تطلق ضحكات فرحه رائعه...


=بتقول حاجه يا زكي،؟!

اومأ زكي قائلاً بجديه تعاكس الابتسامه التي ترتعش فوق فمه فلأول مره بحياته يري رب عمله مأخوذا بالهذا الشكل و واقعاً بالحب من رأسه إلى اطراف اصابعه...

=كنت بقول لحضرتك انهم بيحذروا في الاخبار ان في عاصفه تلجيه هتبدأ كمان ساعتين فكنت بعرف حضرتك علشان متخرجش انت او المدام لحد ما تنتهي...

ربت داغر على ذراعه بقوه.


=متقلقش، و انت يلا خد العربيه واطلع على الاوتيل انت والرجاله اقعدوا فيه. و لو احتجتك هكلمك، المكان أمن

اومأ له زكي بينما يصعد إلى السياره ليبتعد بها بينما تتبعه السياره الخاصه بالحرس...

اتجه داغر على الفور نحو داليدا التي اصبحت مغطيه كلياً بالثلج الكثيف المتساقط بينما كان وجهها الرائع محمر من شدة البروده التي تحيط بهم.


احاط خصرها مقرباً اياها منه بينما يدلك ذراعيها من فوق المعطف بحنان محاولاً بث بعض الدفأ بها

=مش كفايه بقي و يلا ندخل الكوخ...

ليكمل سريعاً عندما تغضن وجهها بالحزن و الرفض

=هنخرج تاني، بس لازم ندخل لانك لسه مش واخده على درجه الحراره دي، و كمان في عاصفه هتبدأ كمان كام ساعه عايزين نظبط الكوخ قبل ما تبدأ، و بعد ما تخلص هسيبك تقعدي في التلج براحتك هاا اتفقنا،؟!


اومأت برأسها قائله بدلال بينما ترتفع على اطراف قدميها محيطه عنقه بذراعيها

=اتفقنا...


من ثم قبلته بشفتيها البارده قبله خفيفه على خده ليسرع داغر بحملها و يتجه بها نحو الكوخ الشتوي رائع التصميم ليصدر من داليدا شهقه قويه فور رؤيتها له فلم تنتبه اليه عند وصولها إلى هنا حيث انصب كامل انتباهها فور خروجها من السياره على الثلج الذي كان يتساقط بكثافه و الذي كان يغطي الارض بطبقات كبيره حيث كان يصل إلى منتصف قدميها...

تأملت الكوخ و قلبها يرقص فرحاً فبحياتها لم ترا شئ في جماله و روعته...


دلف بها داغر إلى الداخل و هو لا يزال يحملها بين ذراعيه انزلها ببطئ حتى يستطيع فتح الضوء اخذت داليدا تتلفت حولها بانبهار فقد كان الكوخ مثل ما تراه في الافلام الاجنبيه بلا كان اروع و اجمل بكثير كان ذات مساحه كبيره للغايه فقد كان الطابق السفلي مكون من غرفة جلوس كبيره رائعه، و غرفه اخري مغلقه رفض داغر ان يريها اياها متحججاً بانها فارغه و مطبخ واسع مجهز باحدث الاجهزه و بهو كبير به طاوله طعام و اريكه و مدفأه...


صعدت مع داغر إلى الطابق العلوي، كان هناك غرفين اخرتين مغلقتين اخبرها داغر انهم ايضاً فارغتين من ثم اتجه بها إلى غرفه بها مدفأه صغيره و اريكه و عدة وسادات منظمه على الارض يستطيعوا النوم او الجلوس عليها.


من ثم صحبها إلى غرفة النوم التي كان يتوسطها فراش ذات حجم متوسط و اريكه و خزانة ملابس كانت اقل جمالاً من باقي غرف الكوخ لكنها كانت تفي بالغرض وضع داغر الحقيبه من يده بينما يساعدها في نزع معطفها لتصبح واقفه بفستانها البسيط من ثم ساعدها بنزع حجابها محرراً شعرها فوق ظهرها لينسدل كالحرير المشتعل حول وجهها...

غمغمت داليدا باعتراض بينما كان ينزع عنها باقي ملابسها

=داغر كده هبرد الجو صعب اوي...


طبع قبله لطيفه فوق فمها قبل يتمتم قائلاً و هو لا يزال يستمر بنزع ملابسها...

=دلوقتي التدفيه المركزيه هتبدأ تشتغل و مش هتحسي بحاجه...

اومأت برأسها بينما تساعده في نزع ملابسه هو الاخر لكنه امسك بيدها مانعاً اياها من التكمله جاذباً اياها بين ذراعيه محتضنها بقوه هامساً باذنها بصوت اجش

=النهارده. هنام. و نرتاح. و بس.

اتسعت اعين داليدا بالدهشه من من كلماته 

         الفصل التاسع عشر من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-