رواية ولادة من جديد الفصل الثامن عشر18 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثامن عشر بقلم مجهول

 اترك لك شيء من الكرامة
شعرت فايزة بالحيرة عندما رأت نظرة حسام هذه. ألم يكن بصحبة رهف
عندما خرجت أنا لتناول الغداء؟ لماذا ليست هنا في المكتب الآن؟
ومع انشغالها بأفكارها، سألها فوزي سؤالاً ما مما أعادها فوراً إلى أرض الواقع
قبل أن تقدم اجابة.
بعد الانتهاء من تقرير العمل، استعد فوزي للمغادرة. أوما حسام بلا اكتراث.
بمجرد أن ابتعد فوزي، ركز حسام نظرته كاملة على فايزة. كانت تقف خلف
فوزي من قبل، مما حجبها بعض الشيء، أما الأن فلم يكن هناك مجال لتجنب
نظراته على الإطلاق.  أما فوزي الذي كان على وشك التوجه نحو الباب فالتفت إليها: "فايزة، هل آتي
لاصطحابك غداً عند الظهيرة؟ "
عند سماع هذا، ذهلت على الفور. في ذات الوقت أدرك حسام أيضاً أن هناك
أمر ما يحدث، ورفع حاجباً.
"هل تمانع إذا تحدثت . مع الآنسة صديق للحظة يا سيد منصور؟"
تلك اللحظة ضمت حاجبيها: ما الذي يخطط له ؟
إلا أنها، وقبل أن تتمكن من الرد كان حسام قد فتح شفتيه وقال بصوت بارد
من الأفضل ألا تفعل ذلك، فنحن أثناء ساعات العمل كما ترى."
.
.
"حقاً؟" بدا فوزي مندهشاً من الرد لكنه لم يجادل. "في هذه الحالة، سوف
ألتقي بها بعد العمل" وبعد قوله هذا، غادر مباشرة.
في لحظة، ساد الصمت في المكتب، وكان صمتاً يتيح سماع صوت سقوط
دبوس على الأرض.
بمجرد أن خرج فوزي أصبحت نظرة حسام أكثر حدة عندما وقعت على وجه
فايزة، وبدا أنه كان يحمل بعض الاستياء: "هل خرجت معه عند الظهيرة؟"
أومأت لأنه لم يكن هناك فائدة من الإنكار، وكانت هي وفوزي بربنين تماماً.
عندما رأى حسام أنها تومى، قام بتقطيب حاجبيه: "ماذا فعلتما؟"
"تناولنا الغداء، وناقشنا عمل الأمس."
عند ذكر الغداء زاد تقطيب جبينه، ولكن عندما سمع "ناقشنا عمل الأمس".
اتخى جبينه بعض الشيء.
صحيح، يعمل كلاهما في شركتي الآن، لذا من الطبيعي أن يتحدثا عن العمل.
إلا أنه ظل يشعر ببعض الاستياء. وبعد أن ضم شفتيه معاً، قال: "إذا رأى
أحدهم أنك تتحدثين عن العمل أثناء الغداء، فإنهم قد يظنون أنني أتنمر عليك."
ردت بشكل غريزي : وهل تظن أنك لم تفعل بالفعل؟"
بمجرد أن قالت ذلك صدم كلاهما في ذات الوقت.
في تلك اللحظة شعرت مرة أخرى برغبة عارمة في قضم لسانها، مما اشار إلى
مدى غضبها.
ربما لأنها نشأت معه، لذا فإنها تعبر عن كل ما يجول بخاطرها، ولا تخفي ذاتها
الحقيقية عنه عندما تكون معه. وربما لأنه رآها في أقبح وأسوأ حالاتها، بل
وأكثر الجوانب الطفولية لها عندما كانت صغيرة.
وفيما كانت تفكر، قام واقفاً فجأة واقترب منها. على الرغم من أنه طويل
ونحيل، إلا أن احساس طاغ بالقمع كان ينبعث منه، وذلك في الغالب بسبب
هيبته کشخص مسيطر منذ فترة طويلة.
تراجعت غريزياً بضع خطوات للوراء.
رأى ذلك، فأمسك كتفيها ودفعها إلى الحائط البارد. وقام باحدى ذراعيه بقطع
طريقها، ووضع ذراعه الآخر حولها ليحاصرها.
ماذا تفعل؟ " كانت تشعر بالارتباك، وأصبح تنفسها غير منتظم. وعلى الرغم من
أنها كانت تريد الفرار، إلا أن يده الكبيرة كانت مطبقة على عنقها. ثم اقترب
نفسه الساخن منها، ولامس وجهها.
كان صوته أجش وعميقاً وهو يقول: "أخبريني إذاً، ما الذي فعلته بك؟" عندما
كان يتحدث ببطء، كان صوته مشوباً بالاغراء.
وفي ذات الوقت كانت يده تقرص برفق على الجزء الخلفي من عنقها، مرة تلو
الأخرى. وشعرت وكأن أطراف اصابعه مشتعلة.
مع وميض الارتباك في عينيها الجميلتين أخذت تتساءل، ما الذي يفعله؟
كانت قد ظنت أن علاقتهما قد وصلت إلى نقطة التجمد بعد غياب رسائله
وعدم عودته إلى المنزل الليلة الماضية أو أنها على الأقل، أمست علاقة
محرجة ليست بالجرأة هذه. إنه يتصرف وكأنه لم يتلق تلك الرسالة على
الإطلاق. أم أنه يتظاهر بأن شيئاً لم يحدث؟
قرصها حسام في ذقنها وقال: "لماذا لا تقولين شيئاً؟" كان من الواضح أنه
استشعر ارتباكها، وأخذت عيناه تضيق وهو يسأل: "ما الخطب؟"
عندما نظرت فايزة إلى هذا الوجه المألوق والوسيم أمامها، وأخذت شفتاها
الوردية تنفرج وتنغلق، وهي مترردة في الحديث كانت تريد أن تقول شيئاً، أن
تسأل شيئاً، ولكنها لم تدرك مدى عجزها إلا عندما وصلت الكلمات إلى طرف
حلقها ... لم تخرج حتى كلمة واحدة من فمها.
ماذا لو أن وجهه فجأة اكتسى بالوجوم وسألني: "أردت فقط أن اترك لك شيء
من الكرامة، لذلك تظاهرت بأنني لا أعرف بالأمر. لماذا أنت فاقدة للمنطق بهذا
الشكل يا فايزة؟ " ماذا سأفعل إن قال ذلك؟ من الافضل أن تظل الأمور على
حالها، حفاظاً على كرامتنا . يمكنني التعامل مع الأمر بنفسي.
هزت رأسها وقالت: "لا شيء."
عندما سمع اجابتها تحولت نظرته إلى الجدية ها هي تتصرف بتلك الطريقة
مرة أخرى.
كان في الأونة الأخيرة، يشعر أنها تتصر بشكل غريب وأنها تبتعد عنه فجأة، ولا
ترغب في أن تخبره بأي شيء.
عند هذه الفكرة، تلاشى الإغراء الذي كان قد ظهر قبل بضع
تركت يده ذقنها، وتراجع بضع خطوات مبتعداً عنها.
الحظات
من فوره.
ومع تحملها للجفاف في حلقها، قالت: "يجب أن أعود إلى العمل"
عندما التفتت، سمعته يقول: "لحظة."
"نعم؟"
"لم تطلبي أي إجازة سنوية لهذا العام، صحيح؟"
عند سماعها ذلك، اندهشت للحظة قبل أن تومن برأسها: "نعم، صحيح"
" يفضل أن تبدأي باجازتك السنوية ابتداء من .
غد"
"من غد؟"
"نعم. إنك تشعرين بالتعب في الأونة الأخيرة، استفادي من اجازتك السنوية
من الراحة لفترة كما يمكنك الاستفادة من هذا الوقت لتعزيز
لنيل قسط
معنوياتك أيضاً"
كان يقول ذلك لأنه أدرك أن مزاجها سن هذه الأيام، بالاضافة إلى الحمى التي
اصابتها، لذا قرر أن يسمح لها باجازة مبكرة.
إلا أن القصة كانت مختلفة تماماً في آذان فايزة، حيث أنها في الأساس لا تأخذ
عادة أي اجازة سنوية في هذا الوقت من العام. وكان هو يعلم ذلك أيضاً، ولكن
كان الآن يطلب منها أن تقدم طلباً لاجازة مبكرة. هل هذا تحذير لي بالتخلص
من الطفل خلال اجازتي السنوية؟
نظراً لأنهما أصدقاء طفولة، فقد كانت تعرفه حق المعرفة. لن يقول أو يفعل أي
شيء عبثاً.
وعلى الرغم من أنها كانت تعلم أن هذا مجرد احتمال إلا أنها ظلت تشعر بضعف
في ذراعيها وساقيها، وكأنها كانت قد تجمدت داخل كهف من الجليد.
ولم تستعد صوتها إلا بعد وقت طويل، فاعتصرت اجابة قائلة: "حسناً، فهمت
سأقدم الطلب غداً"
عندما سمعت حنان ما حدث طاف الغضب فيها كالمد، وكادت أن تكسر أدوات
المائدة في المطعم. "اللعنة ! أليس إنساناً؟ هل نسى علاقته بك من الماضي؟
هذا رهيب!"
كانت فايزة تعلم أن حنان ستصرخ غضباً، لذا كانت قد حجزت غرفة مسبقاً.
أنه ، لم يكن غيرهما في الغرفة، فلن يسمع أحد حنان مهما ارتفع صوتها
وحيث
وهي تسب وتلعن.
ومقارنة بغضب حنان بدت فايزة أكثر هدوءاً. لكن على الرغم من أنها بدت
ظاهرياً هادئة، إلا أنها لم تذق لقمة من الطعام الذي كان على الطاولة، واكتفت
فقط بشرب الشاي، والذي كان لونه قد تغير بعد إعادة صب الماء عليه عدة
مرات.
وفي محاولة لمواجهة غضب حنان، قامت فايزة بتهدئتها: "هدني من روعك
سنضطر لدفع ما قد تكسرينه "
"نعم، هذا صحيح." وضعت حنان الكوب سريعاً من يدها، ولكن عندما
استرجعت التفكير في الأمر، مشت لتقف في مواجهة فايزة، وهزت كتفيها:
"كيف يمكنك الحفاظ على هذا الهدوء بعد كل ما حدث؟ انظري إلى معاملته
لك!"
كانت فايزة تشعر ببعض الدوار من الاهتزاز، لذا وضعت الكوب من يدها: "وماذا
يمكن أن أفعله؟ هل أبكي ؟ هل أقوم بفضيحة ؟ هل أهدده بأنني سأقتل نفسي؟
هل تريدينه هو ورهف والآخرين أن ينظروا إلى عائلتي بأنها مزحة؟" بعد برهة
هزت رأسها وقالت: واضافة إلى ذلك فليست علاقتي معه سوی . صفقة في
في
الأساس. عندما نفترق يجب أن نفترق بكرامة"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-