رواية ولادة من جديد الفصل المئه والسابع والثمانون187 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والسابع والثمانون بقلم مجهول

لماذا يقتحم حياتهما

كان المتصل بحسام شريكهم في العمل.

بعد أن تم أخيراً تناول كافة التفاصيل، قام حسام على الفور بانهاء المكالمة قبل أن يترك بقية العمل الرامي.

لم يكن لدى رامي خيار سوى الاستمرار في العمل في أعماق عقله، كان لا يزال يفكر في الطفلين اللذين رأهما للتو.

بعد لحظات من التفكر، قرر أن يخاطر ويأتي على ذكرهما لحسام

قال: "يا سيد منصور، أنا ... رأيت طفلين للتو"

قبل أن يتمكن من الانتهاء من الكلام، رمقه حسام بنظرة

تحذيرية.
أجبر رامي نفسه على تجاهل النظرة واستطرد قائلاً: "إنهما

يشبهان الطفلين في البث الذي تشاهده."

انتفضت أصابع حسام . وتسمر في خضم وضع أغراضه داخل حقيبته.

ثم رفع رأسه فجأة لينظر إليه ...

وسأله: "ما الذي قلته للتو؟"

حك رامي خده في حرج وقال: "أنا ... أنا لست متأكداً. لقد رأيت وجه أحدهما من الجانب فقط. لكنهما متشابهين جداً. إنهما تأمان متطابقان، لذا افترض ...

قاطعه حسام : "أين ؟"

قفز إلى قدميه قبل أن يتمكن رامي من انهاء جملته. "ماذا؟ لقد خرجوا ... وأشار رامي إلى خارج المقهى
بمجرد أن قال ذلك، اختفت هيئة حسام الطويلة من مرمى

البصرة

نظر رامي لوهلة إلى الفراغ في ذهول، قبل أن يتمالك نفسه. سارع بحزم كل الأغراض التي على الطاولة، وركض

وراء حسام .

كان المطار ضخماً به حشود من الناس يتجهون إلى كافة الاتجاهات. وبحلول الوقت الذي ركض فيه حسام خارج المقهى، لم يكن هناك أي وجه مألوف واحد يمكن رؤيته. في بعض الأحيان، كان يرى شخصاً يتجول وأطفاله بجانبه

لكن هؤلاء الأطفال لم يكونوا التوأم.

بحث وبحث، لكنه لم يجد أي مؤشر قط على وجودهما.

أخيراً، جاء رامي يركض نحوه وهو يلهث.

اقترح قائلا: یا سید منصور المطار مكان ضخم. سوف يصعب علينا العثور عليهما هنا. لماذا لا ننسى الموضوع ؟"

التفت حسام إليه ليحدق به عند سماعه ذلك
كانت نظرة حسام وكأنه يطلق عليه سهاماً.

ثار قائلا: "لماذا لم تخبرني قبلا؟"

كما كان متوقعاً، ملعون إن تحدث، وملعون إن لم يفعل.

في كل الأحوال، فإنه يتلقى اللوم عن كل شيء. "كنت سأخبرك يا سيدي، لكن أحدهم اتصل بك. كنت خائفا

قاطعة حسام في تجهم: "في المرة القادمة، تكلم."

رامی قال رامي دون تفكير: "في المرة القادمة؟ هل ستكون هناك مرة قادمة ؟"

كانت يد القدر غريبة.

فلا يظهر بعض الأشخاص في حياة المرء إلا مرة واحدة

فقط. والبعض الآخر من المستحيل مقابلتهم.
قد لا يكون هناك مرة قادمة.

اخفضت عيون حسام بشيء من الدهشة.

صحيح هل سيكون هناك "مرة قادمة "؟

بعد لحظة قصيرة من التفكر، ذم شفتيه وقال في برود:

استعد للصعود إلى متن الطائرة."

"حسنا "

فيوند

تبعه رامي وفي يده حقيبته.

بسبب فضوله، لم يتمكن من مقاومة طرح سؤالاً على حسام

وهما يسيران.

"لماذا تحب هاذين الطفلين كثيرا، يا سيد منصور؟"

وجم وجه حسام وتجاهل سؤال رامي.
إلا أنه لم يبد غاضباً. لذلك، استطرد رامي في سؤاله: "إن كنت حقاً تحب الطفلين، لماذا لا تتواصل معهما؟ على كل الأحوال، لقد قدمت لهما الكثير من النصائح على البث.

بالتأكيد لن يرفضا طلباً بلقاءك "

أخيراً، القى حسام عليه نظرة خاطفة.

"لقاء مع طفلين ؟ هل أبدو لك من تجار البشر؟"

"مممم، أقصد

هل يدفع تجار البشر تلك المبالغ المالية للأطفال في المقام الأول ؟

لم يكن تجار البشر أغبياء.

"ألم تطلب والدتهما منك أن تتوقف عن دفع التبرعات؟ هل حاولت أن تعيدها إليك؟ إذا كان الأمر كذلك، فيمكنك

استغلال الفرصة لمقابلتهم."
ظل حسام صامتاً.

إلا أن كلمات رامي ظلت تتردد في عقله.

استغل الفرصة للقاء؟

صراحة، لم يكن حسام يعلم لماذا كان مهووساً بهذين

الطفلين. ربما لأن ابتساماتهما كانت مشرقة.

كان النظر إليهما مثل النظر إلى الشمس.

كانا بريئين مفعمين بالطاقة، متألقين مليئين بحب الحياة.

كانا يمثلان النقيض التام لحياته التي كانت غارقة في

الظلام.

كان هو تجسيداً للقلب البارد، وكان متقلب المزاج، صعب المراس والتعامل معه.
إلا أن اعجابه كان ربما يجعل الآخرين يتساءلون عما إذا کان به خطب ما. ففي كل الأحوال، لماذا يحب الطفلين دون أي أسباب؟

عند هذا الخاطر، أغلق عينيه وقال بصوت رخيم: "لا داعي لذلك "

كان كافياً أن يتمكن من مشاهدتهما عبر الهاتف.

كان الطفلان سعداء، مما كان دليلاً على أنهما يعيشان حياة رائعة. كان هو واحداً فقط من الجمهور الذي يتغذى على دفئهم من خلال البث. فلماذا يتقتحم حياتهما ؟

قد ينتهي به الامر إلى ازعاجهما.

شعر رامي بالتغير المفاجئ في أفكار حسام . فجأة، أصبح حسام يبعث هالة من الظلام، جعلت الهواء من حوله بارداً

بروداً لا يصدق.

حسناً، كان رامي قد تعود على تقلبات حسام المزاجية المفاجئة عبر السنوات الخمس الماضية
كانت فايزة تنتظر عند بوابة الصعود.

كان ممدوح قد أرسل لها رسالة يخبرها أنهم سيبحثون عنها، لذا بقيت في مقعدها وانتظرت.

اكتشفها ممدوح من بعيد، والحقائب في أعقابه. كانت جالسة على أحد المقاعد بالقرب من بوابة الصعود بوجه

شديد الشحوب.

لا عجب أن السيد الرماح طلب مني أن اعتني بها . يبدو أنها تعاني كثيراً من آلام الدورة الشهرية .

نادى عليها: "آنسة صديق."

هتف نبيل ونيرة: "ماما !"

توجه إليها وأعطاها كوب الكاكاو الساخن.

قال لها : "لقد اشتريناه للتو، لذ لا يزال دافئاً. اشربيه يا

آنسة صديق، سيدفنك."
توقفت فايزة ونظرت إليه للحظات قبل أن تدرك أنه قد خمن ما خطبها.

لم تتظاهر بالخجل، وقبلت منه الكوب على الفور.

وقالت: "شكراً لك."

على الرحب والسعة. اشربيه."

بعد بضعة رشفات لتدفئة نفسها، خف الألم المنبعث من بطنها أخيراً إلا انها كانت لا تزال تشعر بآثار تناول شيء بارد في الليلة السابقة. وبالتالي ظل وجهها شاحباً.

أما نبيل الذي كان يراقب الموقف طوال الوقت، وضع كوبه الدافئ بلطف على بطن فايزة.

وقال: "هاك يا ماما سيدفئك كوب الكاكاو الساخن الخاص بي"

رمشت نيرة عند سماعها ذلك. أرادت أن تعطي كوب الكاكاو الساخن الخاص بها هي أيضاً، ولكنها أدركت أنها كانت قد شربت الكثير منه، فلم يعد في الكوب سوى بضع رشفات.

لن كون مفيداً إن فعلت مثل نبيل.

تنهد ممدوح وهو يقف بجوارهم: "يا ليت كان لدينا قربة ماء ساخن"

وأدرك أيضاً مدى صعوبة الدورة الشهرية على النساء.

سيكون مؤلماً على فايزة أن تركض طوال الطريق إلى بوابة الصعود.

عند هذا الخاطر، دفع باحدى الحقائب باتجاهها.

وقال: "لماذا لا تجلسين على هذه، يا آنسة صديق؟ وسأدفعك إلى بوابة الصعود "

حدقت فايزة التي كانت منشغلة بالعذاب الذي كان بطنها يسببه فيه بارتباك.

القت نظرة على الحقيبة أمامها، ثم نظرت إلى ممدوح، الذي كان يبتسم بقلق ولطف ارتجفت شفتاها لا اراديا.

لم يكن ضرورياً. لم يكن ضرورياً على الاطلاق.

وقال ممدوح: "هيا بنا يا آنسة صديق "

ردت في حرج: لا داعي، يا سيد المشاري. يمكنني المشي." كانت تعاني فقط من آلام الدورة الشهرية، وليس كسراً في الساق.

علاوة على ذلك، هل من المعقول أن يدفعها على الحقيبة؟

لا تزال لديها كرامة تحافظ عليها.

قال: صدقاً، يا آنسة صديق. هيا، عجلي واجلسي. سأدفعك "

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-