رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل السابع عشر 17 بقلم هدير نور

 



رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل السابع عشر 17 بقلم هدير نور


بالمشفي...

كان داغر جالساً على احدي المقاعد خارج غرفة الطوارئ التي ادخلت اليها داليدا منذ اكثر من ساعه يتطلع امامه باعين متحجره محتقنه كالدماء يحاول التحكم بارتجافة جسده و قلبه الذي يعصف الخوف بداخله.

اخفض عينيه يتطلع باعين غائره إلى يده الغارقه بالدماء...


لكنها لم تكن اي دماء. فقد كانت دماء داليدا انقبض قلبه بالم كاد ان يحطم روحه إلى شظايا فور تذكره لمشهدها و هي ملقيه بأرضية المطبخ كالجثه الهامده و الدماء منتشره من حولها

تشكلت غصه بحلقه اوشكت على خنقه لا يصدق بان حياتها قد هانت عليها و حاولت قتل نفسها...


لكن لما، فهو يعلم انه اخطأ كثيراً عندما لم يخبرها بحقيقة زواجه من نورا، لكنه اخبرها انه سوف يقوم باخبارها بكل شئ، لما اسرعت بالتخلص من حياتها بتلك السهوله اذاً...

انتفض جسده فور ان شعر بيد والدته الجالسه بجانبه تربت بحنان على كتفه

=استهدي بالله يا حبيبي ان شاء الله هتبقي كويسه...

اومأ بصمت بينما يخفض رأسه و محيطاً اياها بيديه محاولاً اسكات الاصوات التي تتصارع بداخله مؤذيه اياه...


اخذت تتطلع فطيمه إلى ولدها باعين تلتمع بالدموع و قلب ممزق بالالم فلأول مره بحياتها تراه في حالته تلك فقد كان بحاله يرثي لها القلب...

تنحنحت مجليه صوتها قبل ان تغمغم بهدوء محاوله معرفة منه ما الذي اصاب داليدا فهي كانت بالخارج عندما اتصلت بها صافيه و اخبرتها بانها رأت داغر يحمل داليدا التي كانت غائبه عن الوعي راكضاً بها كالمجنون إلى سيارته امراً السائق بالتوجه إلى المشفي على الفور...


حاولت الاتصال وقتها بداغر عدة مرات لكنه لم يجيب مما جعلها تتصل بالسائق تستعلم عن عنوان المشفي الذي اخذهم اليها.

و ها هو منذ ان حضرت صامتاً بحاله يرثي لها يرفض التحدث او افاهمها اي شئ من الذي حدث

=ما تفهمني يا حبيبي. داليدا مالها؟ و ايه حصلها،؟!

رفع داغر رأسه ببطئ بينما يجبر شفتيه على التحدث مجيباً عليها

=اغمي عليها و هي لوحدها و وقعت على الطرابيزه الازاز و ايدها اتفتحت.


ليكمل مجبراً نفسه على الكذب فهو لا يمكنه اخبار احد بانها حاولت الانتحار حتى لا يهز صورتها امام احد

=و فضلت تنزف وهي مغمي عليها لحد ما انا وصلت و لحقتها

اطلقت فطيمه صرخه صادمه بينما تضع يدها فوق فمها ادار داغر وجهه بعيداً حتى لا تلاحظ والدته كذبه

هتفت فطيمه بينما تنفجر باكيه

=يا حبيبتي يا بنتي...

انتفض داغر واقفاً يبتعد عن والدته قدر الامكان فهو لن يستطع التحمل سماع اي بكاء فقلبه لن يتحمل.


لكن سرعان ما اشتد وجهه بغضب عندما رأي طاهر يتقدم نحوه بينما تتبعه شهيره.

هتفت شهيره بصوت جعلته قلقاً بينما تتجه نحو داغر

=داليدا عامله ايه يا داغر طمن...

قاطعها داغر بقسوه

=ايه اللي جابكوا هنا، انا مش عايز حد منكوا يبقي هنا...

تغير وجه شهيره التي تراجعت بخوف خطوه إلى الخلف بعد ان رأت الشراسه و الغضب المرتسمان بعينيه.

بينما غمغم طاهر بارتباك.


=جينا نطمن على داليدا، احنا مش عيله واحده ولا ايه يا داغر بعدين داليدا انا بعتبرها في مقام اختي الصغيره و لازم نطمن عليها...

زمجر داغر بشراسه بينما يجز على اسنانه بغضب...

=خد مراتك و امشوا من قدامي، احسنلكوا

هتفت شهيره بحده مقاطعه اياه

=جري ايه يا داغر انت بتتعامل معانا كده ليه كأننا اعدائك. ايه هي داليدا خلاص قدرت توصلك لكده انك تكره...


ابتلعت باقي جملتها على الفور و قد شحب وجهها بخوف عندما رأت عيناه تشع بالغضب عليها بينما كان يأخذ خطوات متواعدة نحوها مما جعلها تتراجع إلى الخلف بذعر...

ليسرع طاهر الامساك بذراعها و هو يتمتم بخوف بينما يستدير و يفر هارباً بها من امام داغر الذي كان يبدو انه خارج السيطره تماماً

=خلاص، خلاص هنمشي وهبقي اطمن منك بلتليفون...


راقبهم داغر باعين محتقنه و هم يفرون هرباً من المكان قبل ان ينهار جالساً مره اخري على المقعد حيث لم تعد قدماه قادره على حمله دافناً وجهه بين يديه مستسلماً ليد والدته التي كانت تربت على ظهره بحنان...

اخذ يردد بعقله بشكل هستيري بانها سوف تصبح بخير فهو لن يتحمل فقدها...

بعد عدة دقائق...

انتفض داغر واقفاً بلهفه فور رؤيته للطبيب يخرج من غرفة الطوارئ اتجهه نحوه على الفور قائلاً بصوت مختنق.


=داليدا عامله ايه،؟!

اجابه الطبيب بهدوء

=متقلقش يا داغر بيه هي بقت كويسه والخطر عدي، بس احتاجنا ننقل لها دم لانها فقدت دم كتير...

ليكمل بينما يتطلع بتردد نحو فطيمه التي كانت تقف بجانب داغر بوجه قلق

=بس محتاج اتكلم معاك لوحدنا...

تراجعت فطيمه على الفور قائله =هدخل اطمن عليها

اومأ الطبيب برأسه بينما كان داغر واقفاً بتصلب بمكانه تنحنح الطبيب قبل ان يغمغم بارتباك.


=داغر بيه القطع في ايد داليدا هانم ده كان محاولة انتحار و اح...

قاطعه داغر على الفور بحده و صارمه حيث لم يتيح له اكمال جملته

=داليدا وقعت على الطرابيزه و ايدها اتجرحت فاهم يا دكتور

غمغم الطبيب بينما يومأ برأسه

=فاهم يا داغر بيه و اللي تشوفه طبعاً، بس لازم حضرتك تشوف ايه السبب و تحله لانها ممكن للاسف تكررها تاني...


شحب وجه داغر فور سماعه كلماته تلك شاعراً بالدماء تجف بعروقه فور تخيله لها تحاول الانتحار مره اخري

غمغم الطبيب بينما يبتعد عنه

=عن اذنك يا داغر بيه هروح اكتب التقرير الطبي...


راقبه داغر يبتعد باعين زائغه لا يري امامه بها ليظل بعدها واقفاً متجمداً بمكانه غير قادر على الحركه لا يعلم كم مر عليه من الوقت منذ ان تركه الطبيب لكنه خرج من جموده هذا عندما شعر بيد والدته التي خرجت من غرفة داليدا تربت على ذراعه برفق التف اليها تنحنح قائلاً وهو يفرك وجهه بيده

=عامله ايه، دلوقتي؟!

اجابته فطيمه بصوت متحشرج و قلبها يتألم على الام ولدها الواضح.


=نايمه يا حبيبي، واخده مهدئ و هينقولها اوضتها من الباب الخلفي للمرضي

اومأ برأسه بصمت مربتاً على يدها التي فوق ذراعه

=روحي انتي يا ماما و انا هفضل معها...

ليقاطعها عندما همت بالرفض

=انا عايز ابقي معها لوحدي، محتاج ده...

غمغمت فطيمه بصوت هادئ عكس ما يندلع بداخلها من قلق عليه و على تلك الراكده بسكون في غرفتها

=تمام يا حبيبي، و انا هكلمك على طول اطمن منك...


اومأ داغر رأسه بصمت من ثم تركها واتجه نحو الغرفه التي نقلت اليها داليدا والتي دلته عليها الممرضه...


دلف إلى الغرفة بخطوات بطيئه مرتجفه ليشعر بقبضه حاده تعتصر قلبه فور ان وقعت عينيه على جسد داليدا المستلقيه فوق فراش المشفي غائبه عن الوعى اقترب منها بخطوات متهالكه شاعراً بألم يمزق روحه وهو يراها في حالتها تلك انحنى مقبلاً جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها بعمق لكنه اسرع بغلق عينيه بقوه على تلك الدموع التي ملئت عينيه و هو لا يمكنه ان يتخيل انه كاد ان يفقدها مره اخري للابد...


ابتعد عنها جالساً على المقعد المجاور لها و عينيه مسلطه عليها لا تفارقها لكن ما ان لاحظ يدها المضمده التي كانت بوقت سابق تتدفق منها الدماء بغزاره ابتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه بينما يرفع يدها تلك برفق مقبلاً اياها عدة قبلات متتاليه هامساً بصوت اجش مختنق

=كده توجعي قلبى عليكي...

ليكمل يضغط بيده المرتجفه برفق فوق ضمادة جرحها كما لو كان يأكد لنفسه انها بخير

=هانت عليكي نفسك بالساهل كده...


قبل يدها مره اخري قبل ان يضعها برفق على الفراش و هو لايزال متشبثاً بها رافضاً تركها وعينيه مسلطه عليها بصبر منتظراً استيقاظها...

بعد مرور عدة ساعات...

ظل داغر جالساً بجوار داليدا و هو ممسك بيدها بين يديه يتشبث بها بقوة طوال الوقت و عينيه الشبه مغلقه مسلطه فوقها بترقب محاولاً مقاومة النعاس و التعب الذان يسيطران عليه.


لكن بالنهايه اغلقت عينيه ببطئ دون ارادته مسنداً راسه الى حافة فراشها ليغرق سريعاً بنوم يتخلله التعب و الارهاق.

لكن لم يمر سوا عدة دقائق قليله حتى افاق سريعاً عندما شعر بحركة يد داليدا التي بين يديه ليجد داليدا تفتح عينيها ببطئ مطلقه تأوهاً منخفضاً بينما عينيها ترتجف كما لو كانت لا تعي بعد ما حاولها انتفض واقفاً مقترباً منها ممرراً يده بحنان على رأسها هامساً اسمها بقلق.


لتنتبه اليه على الفور تجهم وجهها بينما تتطلع حولها بعدم فهم

=انا فين...

اخذت تدور بعينيها بالمكان بارتباك وعندما وقعت عينيها على داغر القابع فوق رأسها عادت اليها على الفور ذكريات كل ما حدث من خبر حمل نورا، لكلام شهيره اليها، لكلام داغر حول زواجهم...

انتفضت مبتعده عنه بحده هاتفه بغضب

=ابعد عني...


و عندما حاولت جذب يدها من يده اطلقت تأوه متألم اخفضت عينيها على يدها لتشعر بالدماء تنسحب من جسدها فور ان وقعت على معصمها المضمد شحب وجهها فور تذكرها للسكين الذي كان بيدها و محاولتها لقتل نفسها هزت رأسها بقوه هامسه بصوت مرتجف...

=لا مستحيل...

لا يمكنها تصديق بانها فعلت ذلك بنفسها فهي تتذكر جيداً انها القت السكين من يدها و لم تفعلها لكنها تعجز عن تذكر اي شئ بعد ذلك.


انفجرت باكيه بقهر و هي لا تصدق ما فعلته بنفسها

اقترب منها بتردد داغر الذي كان واقفاً متجمداً بمكانه بعد دفعها اياه يتابع كل تلك المشاعر تمر على وجهها غير قادر على النطق بشئ فبداخله يوجد صراع بين غضبه و خوفه عليها، يرغب بهزها بقوه حتى تفقد وعيها و في ذات الوقت يرغب باحتضانها و طمئناتها

جلس على حافة الفراش بجانبها يضمها اليه لكنها رفضت مبتعده عنه هاتفه من بين شهقات بكائها.


=انا معملتش كده، انا استحاله اعمل كده في نفسي...

جذبت كلماتها تلك اهتمام داغر معطيه اياه الامل انها لم تفعلها بالفعل ذلك لكن ما ان اكملت كلماتها شعر بخيبة الامل تحاصره

=انا، انا مسكت السكينه و كنت ناويه فعلا انتحر بس انا رمتها و...

انفجرت مره اخري باكيه بهستريه

=بس انا. مش فاكره اي حاجه بعد كده...

ابتلعت بخوف الغصه التي تشكلت بحلقها خائفه من ان تكون بالفعل فعلت ذلك بنفسها.


زمجر داغر بغضب و قد سيطر عليه خوفه عليها عندما حاول لمسها و رفضت باكيه بشكل اكبر

=طيب اهدي، اهدي يا داليدا انتي لسه تعبانه...

نفضت يده بعيداً عنها صارخه به بهستريه بينما تبتعد عنه لاقصي الفراش حتى كادت ان تسقط من عليه

=شوفت، شوفت وصلتني لايه، طلقني، طلقني انا مبقتش عايزاك...

لتكمل بهستريه و انفعال اكبر

=ارجع لمراتك اللي بجد، ام ابنك، وسبني بقي في حالي حرام عليك.


لم يستطع السيطره على نفسه فور سماعه كلماتها تلك جذبها بحده من يدها السليمه اليه من ثم احاط كتفيها بيديه محاصراً اياها بجسده مانعاً محاولتها للابتعاد عنه

=اسمعي كويس اللي هقولهولك، نورا مش حامل مني

ليكمل بقسوه و غضب متجاهلاً وجهها الذي شحب بصده

=انا عمري ف حياتي ما لمستها، نورا كانت حامل من قبل ما اتجوزها و ده السبب في جوازي منها مش اكتر...

هتفت داليدا مقاطعه اياه بغضب.


=كداب، بتكدب عليا زي ما كدبت في كل حاجه قبل كده، ما انا الهبله اللي بتصدق اي حاجه مش كده، نورا هي اللي مراتك اللي ناوي تكمل حياتك معها

زمجر داغر بغضب بينما تشددت يديه التي كانت تحيط كتفيها بقسوه

=عمري في حياتي ما كدبت عليك، انتي اللي ناوي اكمل حياتي معها.


شحب وجه داليدا بينما تستمع إلى كلماته تلك، لكنها هزت رأسها سريعاً برفض فهي لا يمكنها تصديقه بهذه السهوله. و لن تخدع نفسها حتى ترضي قلبها الضعيف البائس. افاقت من شرودها هذا على صوت داغر المختنق

=ازاي قدرتي تعملي في نفسك كده...

ليكمل بصوت مرتجف بينما يمرر يده فوق وجهها ببطئ

=عمري ما هقدر اسامحك على الاحساس اللي خلتيني احس به. لما شوفتك مرميه على الارض و انتي غرقانه في دمك...

قاطعته وهي تدفع يده بعيداً.


عن وجهها هاتفه بغضب

=و انا عمري ما هسامحك على انك وصلتني لكده، طلقني.

لتكمل بصوت ضعيف مرتجف

=طلقني، بدل ما المره الجايه توصلني اني اعملها بجد...

تقطعت باقي جملتها عندما انفجرت باكيه هامسه بصوت مرتعش

=كفايه اني خسرت حياتي، بلاش تخليني اخسر اخرتي كمان...

ابتعد عنها داغر منهاراً جالساً على المقعد الذي خلفه و قد اصبحت قدميه غير قادرتان على حمله، بينما قلبه يهتز بداخله من شدة الالم الذي يعصف به.


ظل صامتاً عدة لحظات لا يقوي على التفوه بجمله واحده مما جعلها تهتف بصوت متحشرج من بين شهقات بكائها

=سمعتني يا داغر طلقني...

انتفض واقفاً هاتفاً بشراسه بينما يقبض يديه بجانبه بقوه محاولاً السيطره على الالم الذي يعصف بداخله ممزقاً اياه

=قولتلك 100 مره مفيش طلاق بيني وبينك فاهمه يا داليدا مفيش طلاق...

ثم خرج من الغرفه بخطوات سريعه مغلقاً الباب خلفه بقوه اهتزت لها ارجاء...


بينما ظلت داليدا جامده بمكانها منحنيه الرأس تغلق عينيها بقوه ضاغطه على شفتيها بيدها السالمه محاوله كتم شهقات بكائها لكنها لم تستطع حيث انهارت على الفور منفجره في بكاء مرير بينما شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها غافله عن ذاك الذي لا يزال يقف خلف باب غرفتها من الجهه الاخري يستمع إلى شهقات بكائها تلك شاعراً بها كسكين حاد يمزق قلبه...


في ذات الوقت...

دلفت شهيره إلى غرفة شقيقتها تبحث عنها حيث ظلت حابسه نفسها داخل غرفتها منذ مده طويله، و ما ان دلفت للداخلو

وجدتها جالسه على الاريكه تضم ركبتيها إلى صدرها بينما تتطلع امامها باعين شارده حتى انها لم تشعر بها...

جلست بجانبها بهدوء لتنتفض ذاعره عندما وضعت شهيره يدها فوق كتفها...

= في ايه يا نورا حابسه نفسك كده ليه في اوضتك من الصبح و وشك اصفر كده ليه،؟!


اعتدلت نورا في جلستها مغمغنه بارتباك

=مفيش، مفيش حاجه...

قاطعتها شهيره بحده

=مفيش حاجه ازلي، في ايه يا نورا انا عرفاكي كويس...

لتكمل بينما تقبض على يدها و تديرها اليها بحده

=ده في حاجه و حاجه كبيره كمان...

اخذت نورا تتطلع إلى شقيقته عدة لحظات بتردد قبل ان تقرر ان تحكي لها ما حدث حتى تساعدها بمصيبتها تلك.

=انا، انا، اللي قطعت ايد داليدا...

هتفت شهيره بصدمه وهي تضرب يدها فوق فمها.


=يا خبر اسود، بتقولي عملتي ايه،!

ظلت نورا صامته تطلع اليها بوجه شاحب مما جعل شهيره تقبض على ذراعها تهزها بقوه وهي تهتف بغضب

=انطقي، عملتي ايه،؟!

ابتلعت نورا الغصه التي تشكلت بحلقها قبل ان تمتم بتردد.


=كنت كنت، روحتلها اوضتها بعد ما انتي خرجتي من عندها كنت عايزه اغيظها، بس لما دخلت ملقتهاش في الاوضه و كنت همشي بس سمعت صوتها وهي بتعيط في المطبخ فلما روحت لقتها ماسكه السكينه و كانت ناويه تنتحر وتقطع ايدها فعلاً...

مررت يدها المرتجفه فوق رأسها و هي تكمل بصوت مرتجف...

=بس هي رجعت في كلامها و رمت السكينه من ايدها وقعدت تعيط لحد ما مره واحده اغمي عليها و وقهت على الارض...


توقفت متردده عن الاكمال خائفه من اخبار شقيقتها ان مروه الخادمه كانت معها حتى لا تقتلها فهي لن ترحمها اذا علمت بذلك

= انا انا قربت منها و محستش بنفسي الا و انا بمسك السكينه وبقطع ايدها و حطيت السكينه في ايدها التانيه علشان يبان انها انتحرت...

صرخت بألم قبل ان تكمل جملتها عندما قبضت شهيره على شعرها بيدها تجذبه بقوه وهي تصرخ بها معنفه اياها

=انتي ايه، انتي ايه ياشيخه حرام عليكي،؟!


جذبت نورا شعرها من يدها بقوه متحرره من قبضتها وهي تهتف بغضب

=انتي بتضربيني، انتي اتجننتي يا شهيره ولا ايه...

قاطعتها شهيره بقسوه بينما تحاول القبض على شعرها مره اخري و قد اعماها غضبها

=انا اللي اتجننت ولا انتي اللي اتجننتي بتقتليها، عايزه تودي نفسك في داهيه...

انتفضت نورا واقفه مبتعده عنها صارخه بحده

=اهي ممتتش و بقت زي القرد و البيه قاعد جنبها و راجعه بكره البيت تعقد على قلبنا...


وقفت شهيره هي الاخري تتقدم نحوها وقد اصبح الغضب يدوي بداخلها من برود شقيقتها لا تصدق ان وصل بها الجنون إلى جعلها تقتل

=و انتي فكرك انها كده خلصت، داغر لو شم بس خبر او شك في حاجه هيموتك يا نورا، قسماً بالله هيموتك...

لتكمل بقسوه و صوت مرتفع محاوله الامها حتى تفيق من جنونها هذا.


=داغر مش بس بيحبها لا ده واحد مهووس بحب واحده. و عنده استعداد يخسر اي حد علشانها مشوفتيش حالته و هو قاعد برا اوضتها عامل زي العيل الصغير اللي تايه من امه...

اقتربت منها نورا ممسكه بيدها ضاغطه عليها بقوه بينما تغمغم بصوت منخفض

=وطي صوتك انتي هتفضحيني...

نفضت شهيره يدها بعيداً بينما تتجه نحو الباب تهمهم بحده.


=ادعي ربنا ان داغر ميشكش في حاجه لان وقتها يا نورا مش هقف معاكي و ادافع عنك زي كل مره. دي روح بني ادمه و انتي كنت هتموتيها...

وقفت تطلع نحو شقيقتها عدة لحظات بنظره يملئها الغضب و الحده قبل تخرج من الغرفه مغلقه الباب خلفها بغضب...

جلست نورا على الاريكه مره اخري تهز قدميها بقوه و هي تغمغم بحده بينما تغرز اظافرها بكفة يدها.


=قال روح قال، ده لو كانت ماتت كان هيبقي ارحملها من اللي هيحصلها من الحبوب اللي بقالها شهر بتاخد فيها...

=بس هانت كلها كام يوم والجرعه تكمل و الحبوب تبدأ تجيب نتيجتها هانت اوي...

ثم وقفت بهدوء متجهه نحو الحمام الخاص بها تستلقي داخل حوض الاستحمام الملئ بالفقعات و الاملاح محاوله الحصول على بعض الاسترخاء...


في اليوم التالي...

بعد خروج داليدا من المشفي.

كانت مستلقيه على الفراش بالجناح الخاص بها وهي داغر بالقصر...

تتصنع التقليب بهاتفها بينما تطلع بطرف عينيها إلى داغر الجالس على الاريكه المواجهه للفراش يعمل على اللاب توب الخاص به متجاهلاً اياها...


فمنذ ليلة امس و هو لا يفراقها اينما ذهبت يذهب معها لكنه في ذات الوقت كان صامتاً لا يتكلم معها الا قليلاً فمنذ طلبها الطلاق منه كم لو جعله هذا يرفع حاجز بينهم تنهدت ببطئ من ثم سلطت اهتمامها على الهاتف الذي بيدها.


بينما كان داغر بالجهه الاخري يحاول العمل لكنه كان يجد صعوبه في التركيز حيث كان كامل تركيزه ينصب على تلك المرأه المستلقيه بالفراش امامه. حيث كان الشعور بالخوف يسيطر عليه منذ ان اخبره الطبيب بانها من الممكن انتحاول الانتحار مره اخري و ما زاد خوفه هذا اضعاف مضاعفه تهديدها لها بانه اذا لم يطلقها سوف تقوم بالانتحار...


فكر كثيراً بمنحها الطلاق الذي تريده لكنه لن يستطع العيش بدونها، كما انه لن يستطيع تركها تدهب بتلك السهوله دون المحاربه فهي كل شئ بالنسبه اليه...

فرك عينيه و هو يسند رأسه على ظهر الاريكه بتعب فهو لم تغمض له عين منذ يومين فقد خائفاً من اغفال عينه عنها فتفعلها اقل حركه لها تسبب له التوتر و الانفعال و الخوف...


زفر بحنق بينما يعتدل جالساً مره اخري لكن فور ان وقعت عينيه على ما تفعله تشدد جسده بانفعال انتفض واقفاً متجهاً نحوها باقصي سرعه لديه منتزعاً منها علبة الدواء التي كانت بين يديها هاتفاً بغضب

=بتعملي ايه،؟!

اخذت داليدا تطلع اليه باعين متسعه بالصدمه مما فعله منقله نظرها لعلبة الدواء التي اصبحت بين يديه قبل ان تغمغم بهدوء

=هكون بعمل ايه يعني، باخد حبايه مسكنه قبل ما انام علشان الجرح بيوجعني...


ادار علبة الدواء بين يده وهو يزفر غاضباً قبل ان يفتح العلبه ويخرج منها حبه و يضعها بيدها قائلاً بصرامه

=ايدك متلمسش العلاج تاني، انا اللي مسئول عنه فاهمه...

قاطعته داليدا بحده بينما تعتدل في جلستها

=لا مش فاهمه، و انا مخدش علاجي ليه بنفسي كنت مشلوله...


تجاهلها داغر مديراً لها ظهره متجهاً نحو الحمام لكنه عاد مره اخري سريعاً مختطفاً كيس الدواء الذي على الطاوله التي بجانب فراشها مما جعلها تهز رأسها بعدم تصديق...

دلف إلى الحمام حيث قام بالاستحمام و تغيير ملابسه في مدة زمنيه قياسيه لم تتعدا الثلاث دقائق حيث كان خائفاً من تركها بمفردها لمده اطول من ذلك...


تفاجأت داليدا عندما رأته يخرج من الحمام بعد هذه المده القصيره راقبته بينما يتجه نحو الفراش يستلقي بجانبها و على الفور قام بسحبها إلى ما بين ذراعيه التي التفت حولها كالحصار تلملمت محاوله نزع ذراعه من حول خصرها هاتفه بغضب

=ابعد عني، و متقربليش...

لكنها تجمدت مكانها عندما همس في اذنها بصوت اجش مرهق

=نامي يا داليدا لانك لو عملتي ايه مش هسيبك، فمتتعبيش نفسك و تتعبيني معاكي. لان قسماً بالله مش قادر...


استكانت بين ذراعيه وهي تزفر بحنق و غضب قبل ان تستسلم فهي ستدعه ينام فقط لانه لم ينم منذ يومين حيث ظل مرافقاً لها بالمشفي رافضاً الحاح والدته عليه بان يذهب لكي يرتاح بالمنزل و يتركها تجلس معها لكنه رفض رفضاً قاطعاً تنهدت بصمت فهي لم تعد تعلم ما الذي يجب عليها فعله لكي تجعله يتركها فهي لن تتحمل العيش معه بعد ما سمعت ما يقوله عنها و ما تعنيه بالنسبه اليه...


كما انها لا تصدق كلماته بان الطفل ليس له بلا طفل خطيب نورا السابق فقد يكون يكذب عليها كما كذب عليها من قبل عندما اخبرها انها ستصبح زوجته و انها غاليه بالنسبه اليه لكن ما اكتشفته انها بالنسبه اليه ليست سوا عاهره رخيصه يستمتع بوقته معها مسحت الدموع التي اغرقت وجهها سريعاً.


و قد اتخذت قرارها بانه ستجعله يطلقها فهي لاحظت مدي خوفه من تكررها لمحاولة قتل نفسها لذا سوف تضغط عليه من خلال تلك النقطه، اغلقت عينيها محاوله النوم لعله يهدئ من الالم الذي يعصف بقلبها لتنجح في الاخر و تستغرق بنوم عميق بفضل المسكن الذي اخذته...

دخل داغر الجناح الخاص بهم اخذ ينادي داليدا بحثاً عنها فقد احضر لها هديه سوف تفرحها كثيراً...









اخذ ينادي عليها مره اخري لكن ما واجهه هو الصمت المطبق اتجه نحو المطبخ بخطوات بطيئه وهو يصل إلى سمعه صوت زمجره شرسه.


اقترب اكثر بخطواته حتى وصل إلى باب المطبخ المنفتح على مصراعيه لكنه تجمد مكانه بينما اهتز جسده بقوه كما لو ان صاعقه قد ضربته عندما رأي جسد داليدا الساكن الملقي على ارضية المطبخ المغطي بالدماء بينما اربعة كلاب سوداء بشعه تمزق جسدها باسنانها الحاده حاول داغر الصراخ باسمها و التوجه نحوها لكن شئ ما كان يمسك به جاعلاً اياه كالمشلول التف اليه احدي الكلاب يتطلع نحوه بنظره شرسه مليئه بالغضب والحقد قبل ان ينقض على عنق داليدا و يقضمه باسنانه المسننه لينفجر الدماء من عنقها بكل مكان...


انتفض داغر يفتح عينيه و هو يصرخ باسم داليدا اخذ يتطلع بمحيطه باعين مذهوله غير مستوعباً محيطه بينما صدر يعلو و يهبط محاولاً التقاط انفاسه الثقيله اللاهثه ليدرك بانه في غرفته على فراشه نائماً و ان هذا لم يكن الا كابوساً بشعاً فقد كانت داليدا بين ذراعيه نائمه بامان.


ارتفع على مرفقه منحنياً عليها و ضربات قلبه تعصف بقوه بين اضلعه وضع اصبعه امام انفها متحسساً انفاسها حتى يطمئن قلبه بانها حيه و عندما شعر بانفاسها الدافئه تلامس انفه اطلق انفاسه التي كان يحبسها استلقي على الوساده مره اخري ضامماً اياها بقوه بين ذراعيه دافناً رأسه بعنقها من الخلف مستنشقاً بعمق رائحتها محاولاً ان يطمئن قلبه بانها بخير ظل جسده يرتجف عده لحظات مما جعله يزيد من احتضانه لها...


همهمت داليدا باسمه اثناء نومها معترضه عندما زاد من احتضانه لها اكثر ضاغطاً بدون قصد على جرحها خفف من احتضانه لها مبتعداً قدر الامكان من جرحها مقبلاً اعلي رأسها بحنان. من ثم ظل مستيقظاً غير قادر على النوم برغم تعبه و ارهاقه الا انه لم يستطع النوم مره اخري من شدة خوفه...


في الصباح...

راقبت داليدا داغر وهو يدلف إلى الحمام بوجه مرهق فقد كانت لحيته قد نمت بشكل مبالغ بها فلأول مره تراه بحالته تلك فدائماً كان يشذب ذقنه بطريقه انيقه بينما جسده اصبح انحف قليلاً عن قبل.

انتفضت من فوقوالفراش لتخرج إلى الشرفه تقف بها تستنشق بعمق هواء الصباح...


التفت تنظر لداخل الغرفه لتجده يخرج من الحمام خطرت لها فكره جعلتها تتردد عدة لحظات لكنها تذكرت وعدها لنفسها بانها ستجعله يطلقها حتى تبتعد عن هذا المكان باسرع ما يمكن قبل ان تضعف وتقبل ان تكون مجرد حقاً لعبه بين يديه و تفقد احترامها لنفسها...


انحنت بنصف جسدها العلوي على سور الشرفه تتصنع مشاهدة شئ ما لكنها كانت منحنيه بشكل خطر لكن في اقل من لحظه كان داغر الذي ما ان لاحظ ما تفعله انطلق نحوها يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياها للخلف وهو يهتف بقسوه و غضب

=بتعملي ايه، انتي اتجننتي...

ثم قام بسحبها إلى داخل الغرفه مغلقاً الشرفه خلفه بينما يحاول يسيطر على ارتجافة يده و قلبه الذي كان يعصف بالذعر بداخله.


هتفت داليدا بحده بينما تتجه نحو الفراش تستلقي عليه

=في ايه، انا كنت ببص على عم محمد وهو بيقص الشجر...

لتكمل زافره بحنق متصنعه الغضب

=انت بقيت صعب اوي بجد هو سجن انا بدأت ازهق...


لم يجيبها داغر حيث اتجه نحو الاريكه منهاراً جالساً عليها بينما يحاول تهدئت نفسه فرؤيتها وهي تنحني على السور بهذا الشكل جعل قلبه يكاد يخرج من صدره من شدة ال 

            الفصل الثامن عشر من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-