رواية ولادة من جديد الفصل السابع عشر 17بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل السابع عشر بقلم مجهول

 رسالته
بعد أن افاق فوزي من سرحانه ألقى نظرة على الفتاة التي أمامه كانت ترتدي
ملابس بسيطة جداً، وشعرها الطويل مثبت ببساطة خلف أذنيها. لم تضع
را مزياج حتى اليوم، لذا كان جمالها من النوع الذي يجعل الناس لا يقدرون على
منع شفقتهم لها.
كان فوزي شخص يدرك حدوده، ولطالما عرف أنه لن يضاهي حسام ، ولم يكن
في موقع يتيح له ذلك.
عندما أفلست عائلة صديق جاب العديد من الأماكن في محاولة لتقديم العون
لكنه للأسف، كان من عدم الأهمية مما منعه من تقديم المساعدة. بل أن الرئيس
التنفيذي لاحدى الشركات صارحه قائلا: "إنك تتمتع بقدرات جيدة يا فوزي
وأتوقع لك مستقبل مشرق، لكن عائلة صديق قد سقطت الآن على الأذكياء أن
يعرفوا كيفية الاختيار. يمكنك الانضمام إلى شركتي "
من
لديه    في ذلك الوقت، رفض الكثيرون تقديم المساعدة، بل حاولوا حتى اصطياده.
" إن عائلة صديق لن تقوم لها قائمة مرة أخرى حتى لو كان هناك
الاستعداد لتقديم المساعدة الآن فإنهم لن يسترجعوا مجدهم السابق. لذا،
انصحك بالتفكير في مستقبلك. فأنت في نهاية المطاف، لست فرداً من
عائلة صديق، ولست زوجاً لابنتهم ولا حاجة لك أن تسعى من أجلهم بهذا
فإنني
الشكل."
إن سماعه لكل هذا، جعل قلبه ينزف حزناً، لكنه فكر ملياً فيما قد سمعه في
طريق عودته. وبعد ذلك اتصل بفايزة، وسألها عن موقعها، حتى يستطيع المرور
عليها واصطحابها، لكنه عندما وصل كان الابن الثاني لشركة فيصل وأصدقائه
يهيلون عليها الاهانات اللفظية.
"الأنسة صديق العظيمة، لقد تجاهلت مساعي في الماضي، عندما كانت عائلتك
في رخاء. الآن وبعد سقوط عائلة صديق، اتساءل إن كان لايزال هذا الكبرياء
موجوداً. يمكنني مساعدة شركة صديق، ولكن ألا تعتقدين أنه يجب عليك دفع
ثمن ذلك؟ كأن تقضي معي ليلة مثلاً؟" وبمجرد أن انتهى من كلامه، انفجر
اصدقائه ضاحكين.
رأى فوزي هذا المشهد يتكشف من زاوية وكاد أن يتقدم ليعاركهم. وفي تلك
الثانية تلاشت جميع الخطط التي كان يفكر فيها لنفسه طوال الطريق. في تلك
اللحظة، لم يكن لديه سوى فكرة واحدة - لا يمكنه ترك عائلة صديق في هذا
الوقت الحرج لمتابعة مستقبله. كما أنه لا يمكنه التقدم لمواجهة الابن الثاني
لشركة فيصل؛ لأنه ليس له الحق في ذلك. كان كل ما يمكنه فعله هو أن يسحب
فايزة بعيداً عن المشهد.
لم يمر الكثير من الوقت حتى سمع أن الابن الثاني لشركة فيصل قد تعرض
لضرب مبرح على يد شخص ما، وأن الشركة بأكملها قد تورطت في الأمر بسببه.
ونتيجة لذلك، زار الرئيس التنفيذي لشركة فيصل وابنه منزل فايزة خلال الليل
ليعتذر لها.
كان الشخص الذي ساعدها هو حسام .
استرجاعاً للماضي، فإنه حسام بالفعل من انقذها الشدائد
من
من قبل، ولكن
بسبب ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، فإنه كان قد وضعها في موقف
صعب جديد.
وبينما ضغط فوزي شفتيه معاً، قال في رفق: "لا أقصد أن أقدم لك موعظة،
ولكن هناك بعض الأمور التي يجب أن تتفكري بها بعناية حتى تتمكني من وضع
خطط مسبقة.
كانت فايزة على وشك الرد عليه عندما اهتز هاتفها أخرجته، ورأت أنها رسالة
من حسام : "مساعدتك أخبرتني أنك خرجت؟"
تم
ارسال الرسالة عبر تطبيق واتساب بذات النبرة المعتادة، كما لو أنه يسأل
بشكل معتاد بعد أن أدرك أنها قد خرجت.
لم تدرك ما تفعله، وإنما اجابت ببساطة بكلمة "نعم" بعد قراءة رسالته.
كان على الأرجح يطلع إلى هاتفه في ذلك الوقت؛ لأن رده جاء بسرعة: "متى
ستعودين؟ "
كانت محادثتهما تبدو طبيعية، تماماً مثل محادثاتهما المعتادة. لم يأت بذكر
رسالتها النصية من الليلة الماضية، كما لم يذكر شيء عن غيابه طوال الليل. في
هذه الأثناء، كانت تظهر "تفهماً" عندما لم تسأله عن شيء. بدا وكأن شيئاً لم
يحدث بالأمس، وكأن الحياة مستمرة كما المعتاد، في ظل اتفاق غير معلن
بينهما بأن يحافظا على هذا السلام.
أجابت: "سأعود عندما تنتهي فترة الاستراحة."
لم يرد مرة أخرى بعد ذلك.
وبهذا، وضعت هاتفها جانباً، وقالت لفوزي: "فهمت قصدك يا فوزي"
تعلق نظره بهاتفها للحظة ثم سألها: "هل أرسل لك رسالة؟"
بعد تردد للحظة، أجابت بإيماءة من رأسها.
لم يكن هناك المزيد ليقوله، لذا انتهيا من وجبتهما في صمت، ودفعا الحساب.
ثم أعادها إلى المكتب.
عندما دخلت فايزة المصعد، اكتشفت أنه قد دخل هو الآخر. وسألت في دهشة:
"إن أين أنت ذاهب؟"
لم يكن مكتبيهما في ذات الموقع.
كانت يده في جيبه، وأجابها في هدوء وقال: "إني ذاهب لرؤية السيد منصور
لدي تقرير أخبره به."
بعد أن خرجا من المصعد، نظر إلى ساعته وقال لها: "هناك عشر دقائق قبل بدء
العمل. لا اعتقد أنه من اللائق مقابلة السيد منصور الآن"
عند سماعها ذلك، لم تجد ما ترد بها سوى أن تقول: "تفضل إلى مكتبي، إذل"
"شكراً."
عندما وصلا إلى مكتب فايزة دون ضرورة للمرور على مكتب حسام ، كانت
يارا قد بدأت بالعمل مبكراً، وقامت على الفور بتحضير القهوة لهما.
" شكرا." أخذ فوزي القهوة، ونظر إليها سائلاً: "هل" مر السيد منصور من هنا
للتو؟"
عند سماعها لسؤاله، بدت عليها الدهشة، لكنها أومأت وقالت: "نعم، مر بالفعل "
غلب على وجهه تعبير غامض عندما سأل: "وهل جاء بمفرده أم .."
لم تنطق يارا بكلمة، واكتفت بضم شفتيها معاً. في هذه الأثناء، احتست فايزة
قهوتها، لكنها ظلت صامتة أيضاً، مما خلق جواً غريباً.
بعد مرور عشر دقائق، وضع فوزي كوبه، وقال: دقت ساعة العمل. سوف التقي
السيد منصور "الآن ونهض للمغادرة، لكنه بمجرد وصوله إلى الباب التفت فجأة
لينظر إلى فايزة ودعاها: "هناك بعض العمل في مشروع الأمس يحتاج إلى
مساعدتك في تقديم التقرير. لنذهب معاً."
فوجئت فايزة، وقطبت جبينها بشكل غريزي.
استشف صمتها، فسألها مرة أخرى: "فايزة؟"
لم تتمالك نفسها إلا عندما سمعته مرة ثانية. فأجابت وهي تومئ برأسها:
"حسناً، سأذهب معك."
كانت في البدء تريد تجنب حسام ورهف فمنذ أن صارحته بذلك الخبر ولم
تسمع منه، ثم طلب من رهف أن تتصل بها لتخبرها أنه لن يعود إلى المنزل تلك
الليلة، فإنها لم ترغب في مقابلة هذين الاثنين مرة أخرى. والقول بأنها كانت
تتهرب أو كانت خائفة كان صحيحاً أقرت بذلك.
إلا أنه كان واضحاً أن فوزي لن يسمح لها بالهروب وكانت صراحة مدركة لما
يريد فعله. كل ما كان يريده هو أن يجبرها على مواجهة الواقع.
سار الاثنان إلى المكتب ثم طرق فوزي على الباب.
جاء صوت حسام بارداً من الداخل: "ادخل."
فتح فوزي الباب ودخل وابتسامة تداعب شفتيه.
بمجرد أن فتح باب المكتب، رفع حسام نظره إليهما. عندما رأي الاثنين
يدخلان معاً، مرقت نظرة عدم رضا في عينيه الداكنتين، لكنها كانت من السرعة
مما جعله من الصعب ملاحظتها.
تقدم فوزي وقال: "السيد منصور جئت لتقديم تقريري عن العمل الذي تم
بالأمس."
أوما حسام ايماءة خفيفة بوجه جامد خال من التعبير: "حسناً."
في الوقت ذاته، وقفت فايزة خلف فوزي تراقب الرجلين يناقشان العمل.
كان حسام في العمل شخص مختلف تماماً . عن ذاته الخاصة، فأثناء العمل كان
بارداً وعقلانياً، وبلا مشاعر. وكما كان الآن، كان يضم يديه معاً ويضعهما على
ركبتيه، بلا أي تعبير، وينصت دون اكتراث لتقرير فوزي. إلا أن نظراته كانت
أحياناً تمر عبر فوزي، لتستقر على وجهه.
لم تكن متأكد إن كان ذلك مجرد من نسج خيالها، لكن نظرة حسام إليها كان
يشوبها فتور ما.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-