رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثامن والسبعون 178بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثامن و والسبعون بقلم مجهول

يعبق الهواء بالحب

بدا أن يد خالد ترتجف لوهلة، لكنه استمر في الامساك بزر معطفها. همس لها بابتسامة خفيفة: "فايزة، هل أنت رافضة لي لهذه الدرجة ؟"

لا، كل ما في الأمر ... كانت فايزة تحاول ايجاد الكلمات لتوضيح الأمر، عندما سحب خالد يده بتنهيدة خفيفة. "يمكنك أن تقومي بذلك بنفسك، إذا " بمجرد أن سحب يده. أدارت فايزة سريعاً ظهرها وزررت معطفها. بعد الانتهاء. التفتت إليه مجدداً، لتجد خالد قد التقط حقيبة الكمبيوتر المحمول، وتقدم أمامها.

ركضت فايزة وراءه. كان أغلب الناس في المكتب قد انتهوا من العمل، ولكن كان هناك قلة باقية للعمل بعد أوقات الدوام الرسمية رحبوا بخالد وفايزة عندما رأوهما، وهمهموا "السيد الرماح، الآنسة صديق." قام فايزة وخالد معاً

بالايماء.

عندما ركبا المصعد، بدأت فايزة تتحدث عن كيفية وصول

حنان إلى منزلها. فعلق خالد قائلا: "إنها في إجازة، أليس كذلك ؟ هذا نادر. لا أصدق أن يمنحها رئيسها اجازة" لم تستطع فايزة إلا أن تقهقه عند ذكر رئيس حنان "صحيح. من النادر جداً أن تكون في اجازة - تفاجأت عندما سمعت أن رئيسها منحها ثلاثة أيام اجازة" استمرا في الحديث عن حياتهما اليومية وهما يتجهان إلى السيارة ويغادرا موقف السيارات.

عندما وصل خالد وفايزة إلى المنزل، رحبت بهما رائحة شهية. كان الضوء في المدخل خافتاً، وكان نبيل ونيرة يشاهدان رسوماً متحركة على الأريكة. "ماما السيد الرماح !" لم ير الأطفال خالد منذ عدة أيام، لذا تحمسا لرؤيته الآن مدا أيديهما للحصول على عناق، ومد الرجل ذراعيه لاحتضان كل طفل في أحد ذراعيه.

كان نبيل خجولاً بعض الشيء - فترك ذراعيه تتدلى حول

عنق الرجل، أما نيرة، فكانت تبالغ في كل تصرفاتها

قامت بلف ذراعيها باحكام حول عنق خالد وهي تهتف في

صوت طفولي: "شكراً على اصطحاب ماما إلى المنزل يا

سيد الرماح أنت الأفضل"

داعبها خالد قائلا: "الست الأفضل عندما لا اتي بوالدتك إلى

المنزل ؟"
أجابت نيرة في عذوبة: "بلى. أنت دائماً الأفضل" ألقى خالد نظرة في اتجاه المرأة التي كانت قد بدلت حذاءها بشبب منزلي، وتوجهت نحو المطبخ. سألها خالد في صوت هامس: "إن كنت تعتقدين أنني بهذه العظمة، فما رأيك أن اصبحت والدك ؟"

أمالت نيرة رأسها الصغيرة جانباً، وهي تفكر في عمق: "مممم" بعد لحظات ابتسمت ابتسامة عريضة كاشفة أستانها اللبنية: "هل ستكون لطيفاً معي إن سمحت لك أن تكون أبي؟"

قهقه خالد: "بالطبع. سأشتري لكل كل ما تريدين. وسأضمن تحقيق جميع طلباتك "

"هل أنت متأكد؟"

أجاب خالد وهو يرفع ذراعه ليقربها أكثر إلى وجهه: "نعم" ردت نيرة : "في الواقع ... دعني أفكر في الأمر."

سألها مرة أخرى: "الست الأفضل؟ هل يحتاج هذا المزيد

من الوقت للنظر في هذا العرض ؟"

أوضحت نيرة : "هممم. أنا أحبك حقاً، ولكن يجب أن أطلب

إذن ماما."
أخ عض خالد شفته السفلى في رفق. كان على وشك أن يقول شيئاً عندما سمع صوت حنان يأتي من المطبخ: "هل تحاول خداع الأطفال ثانية يا خالد؟ أليس هذا شيئاً من الوقاحة ؟" كانت حنان قد خرجت للتو من المطبخ والأطباق بين يديها، وسمعت صدفة حوار نيرة مع خالد لم تملك

سوى أن تداعب خالد قليلاً.

استطردت حنان: دائماً ما تفشل في هذه الحيل الصغيرة. لماذا لا تستسلم ؟" أحضر خالد الطفلين إلى مائدة الطعام. وراقب حنان وهي تقدم الأطباق بينما وضع هو الأطفال على مقاعدهما، وأجابها: "اعتقد أنني سوف أحصل على ما أريد إن كنت عنيداً بما فيه الكفاية."

تجمدت حنان للحظة قبل أن تبتسم. "أنت على حق. وأتمنى لك كل التوفيق. تعلم أنني في صفك - أنا متأكدة أنك ستفوز بها في يوم من الأيام"

رد خالد: "لن أخيب ظنك لم تكن حنان شديدة الود مع

خالد عندما التقيا لأول مرة. على الرغم من أن خالد بدا

رجل دافئ ولطيف، إلا أنه من عائلة ذات نفوذ كبير، لذا

كانت حنان مترددة في التعامل معه مثله مثل أي شخص

آخر. إلا انه بعد قضاء بعض الوقت معه، أدركت حنان مدى

لطفه، على الرغم من أنها كانت أحياناً تتساءل إن كان ذلك فقط لأنها صديقة فايزة. كان خالد سخياً جداً عندها يتعلق الأمر بالاشياء التي يمكن أن يقدمها لها .

ونه تمر فترة طويلة، حتى انتقلت حنان إلى صف خالد يا نها حتى تتحدث عنه بإيجابية الفايزة بين الحين والآخر. اضافة إلى كل ذلك كانت حنان تشعر أن خالد السبت الم انسان محترم. فقد بقى إلى جانب فايزة طلبة خمس سنوات، ولم يكن لديه أي نساء أخريات موال تب الفترة. لا أظن أنني يمكن أن أجد رجلاً آخر بهذا الاخلاص والتفسي مثل خالد. أليس كذلك؟ بل أنه حتى لا يمانع أن فيرة مطلقة ولديها أطفال. إنه يعامل حقيه كلهم عقده يكن هذا هو الحب، فماذا؟

ما الذي سيفوز به؟ صادف أن خرجت فيزة من المصح وهما يتحدثان لم تسمع الجزء الأول من محدثتهم كانت قد سمعت النصف الثاني فقط. سرعان ما بعد ح . ريقها، قبل أن تكذب عليها بوجه صادق "وه غيره التي يمكن أن نفوز به؟ إننا نخطط للفوز بمشروعات احد العملاء هذا كل ما في الأمر.

عرض خالد. وهو يأخذ الاطباق عن دايرة، قائلاً: اسمحي

لي أن أقوم بهذا سلمته الاطباق. وهي تستطرد: "حان

وقت العشاء. لماذا لازلتها تتحدثان عن العمل ؟"
علقت حنان قائلة: "وما العيب في ذلك؟ هذا يوضح أننا أناس لدينا الدافعية والتحفيز إن العمل هو مصدر الحياة ثم التفتت فايزة إليها وهي تحدث بها: "فعلا؟ ولماذا لا

اتصل برئيسك حالا ؟ هل أخبره بما قلته للتو؟"

عبست حنان على الفور وقالت: "لماذا تأتين بذكر ذلك الرجل في وقت كهذا؟ كفي الحديث عنه!"

بعد أن جلس الجميع، استمرت فايزة في القهقهة وهي تتذكر تعبير وجه حنان. ثم داعبتهما قائلة: "لماذا أشعر أنكما انتما الاثنين في نوع من علاقة الحب والكراهية؟"

همست حنان: "أوف. من هذا الذي فلاقة حب وكراهية؟ إني احذرك يا فايزة - لا تتجرأي على وضعي مع هذا الرجل في ذات الجملة عندما تتحدثين عنا. إنه السبب في أنني لا زلت عزباء بعد مرور خمس سنوات. إنه الشخص الذي أكرهه أكثر من أي شخص آخر!" تبادلت فايزة النظرات مع خالد وابتسمت دون أن تقول شيئاً.

لقد حضرت أجنحة الدجاج هذه خصيصاً لكما، يا نيرة

ونبيل هيا استمتعا وضعت حنان بعض الطعام في

أطباق الطفلين. كانت الأجواء دافئة يسودها الوئام.

سألت حنان: "بالمناسبة، كيف تسير الأمور مع شركتك؟ متى ستعودين إلى البلاد؟"

فکرت فايزة للحظة في السؤال، ثم أجابت: "ربما سأنهي المشاريع التي تحت يدي أولاً قبل أن أعود"

هل مازلت تعملين على مشاريع ؟ سيستغرق الأمر وقتاً لإستكمالها. ألست ...

قاطع خالد حديثهما وقال: يفضل أن ترتبي لرحلة عودة خلال الأيام القليلة القادمة. التفتت السيدتان إليه، وابتسم ابتسامة خجلى: "لماذا تحدقان بي هكذا؟ ينبغي الاسراع في الأمور إن كنتي تريدين الشروع في عمل جديد. إن استمررت في المماطلة، فكيف تضمنين أن السوق يظل مناسباً لشركتك في المستقبل القريب ؟"

غمغمت فايزة: "هذه نقطة مهمة ولكن ...

قال خالد: "لن تفلس الشركة حتى لو أنا شخصياً غادرت يا

فايزة. لذا، لا تقلقي علي، بل ينبغي أن تركزي على ما

تريدين القيام به تسمرت فايزة عندما سمعت كلماته. في

تلك اللحظة شعرت حنان وكأنها العجلة الثالثة التي تجلس

إلى المائدة معهما.
ألقت حنان نظرة على فايزة ثم نظرت إلى خالد. ثم أدارت عينيها بنفاذ صبر: "هذا يكفي يا شباب. إننا نتناول طعامنا هنا. هل يجب عليكما أن تتصرفا بكل هذا الحب الآن؟ هل تريدان أن أقلب الطاولة؟"

تبدل تعبیر فايزة لثانية. فقد بدا أن الحب يعبق في الهواء بعد أن سمعت ما قاله خالد والآن تشير حنان إليه صراحة. شعرت فايزة وكأن هناك فعلاً أمر ما يحدث بينهما

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-