رواية ولادة من جديد الفصل المئه والخامس والسبعون بقلم مجهول
لا يمكنها قبول ذلك
أعادت فايزة رسالة الدعوة إلى خالد بعد انتهاء كلماتها. إلا أن خالد لم يرجع الرسالة إلى حقيبته على الفور. بدلاً من ذلك، زادت قبضته على الرسالة بينما حدق في فايزة. "إن أفضل هدية يمكن تقديمها لجدي، هي الأرجح زوجة
لحفيده"
تجمدت فايزة للحظة، فكان لديها شعور بأن خالد يلمح إلى شيء ما. كانت على وشك الرد عليه، عندما استطرد قائلا: " من المؤسف أنني لم انجح في تحقيق أمنيته. إن أفضل ما يمكنني فعله الآن هو أن آتي له باحدى القطع الأثرية التي قد تعجبه." بعد قوله ذلك، أبعد الرسالة أخيراً. ثم قهقه عندما رأى كم بدت فايزة متيبسة، وسألها: "ما الأمر؟"
"لا شيء." استعادة رباطة جأشها وهي تطلق ضحكة حرج.
سألها الرجل: فعلاً؟ هل ظننت أنني أحاول أن ألمح لك
قبل؟"
نظرت إليه في صمت قبل أن ترد قائلة: "حسناً، لا ... ولم
أظن ذلك ؟"
علق خالد: "لا بأس إن كان هذا ما دار بخلدك. إن جدي معجب جداً بطفليك، وأنا واثق أنك تدركين مشاعري تجاهك "
ضغطت فايزة شفتيها، ولم تقل المزيد بعد ذلك. قبل عامين استغل فرصة مثالية ليعترف لها بمشاعره، لكنها كانت قد رفضت محاولاته بذلت قصارى ما استطاعتها لتتجنبه بعد ذلك، بل واستغرق الأمر وقتا قبل أن يتمكن خالد أخيراً من معاودة التواصل معها.
"إن كنت تتجنبينني بسبب مشاعري تجاهل، أريد أن أخبرك أنه لا داعي لذلك يا فايزة أنا المسؤول عن مشاعري. وأنا واثق أنك تدركين أنني لك أجبرك على فعل أي شيء لي خلال السنوات الثلاثة الماضية. ربما ما كنت لأطرح هذا الموضوع اليوم لو لم يكن لدينا هذا الحديث. هل أنت واثقة، إذا أنك تريدين الاستمرار في تجنبي بسبب هذا؟ هل تحبذين أن تخسريني كصديق؟" كان صوته صادقاً
ودافنا.
فكرت فايزة: إن استمريت في تجنبه، سأشعر بالذنب لذلك.
كان خالد كريماً معها طوال العامين التاليين لاعترافه، ولم
يواعد أي امرأة أخرى منذئذ. كان يرفض أن يقترب منه
أحد.
وبالتالي، كانت فايزة المرأة الوحيدة في حياته، جنباً : جنب مع طفليها. على الرغم من أنه لم يفتح موضوع مشاعره ثانية، ولم يجبر فايزة قط على مواعدته، إلا أنها وجدت نفسها في وضع صعب. لا يمكنها أن ترفضه؛ لأنه لم يعبر عن مشاعره، وفي بعض الأحيان، كانت تتساءل إن كانت هي السبب الذي يمنعه من العثور على شخص أفضل.
"حسناً. لا داعي أن تقلقي بشأن هذه الأمور. أنت على وشك تأسيس شركة، لذا ينبغي أن تركزي على ذلك" أعادتها كلمات خالد إلى أرض الواقع، وأومأت عند سماع كلماته. وهمست: "أنت على حق على الأرجح سأكون مشغولة جداً إذا ما قمت بتأسيس شركتي الخاصة."
بعد الافطار، قامت فايزة بتجهيز بعض البقايا في علبة غداء، ووضعت عليها ورقة لاصقة، ثم ذهبت إلى المكتب مع خالد. كان من النادر أن يظهرا معاً في المكتب، وجعلت جاذبيتهما الساحرة الناس يتلفتون إليهما عندما دخلا المكتب.
علق أحدهم: "لا أصدق أن السيد الرماح جاء مع الآنسة
صديق. كم هذا نادر
وما النادر في ذلك ؟ السيد الرماح مغرم بالأنسة صديق وجيمع من بالشركة يعرف ذلك"
لكن الشركة كلها تعلم أيضاً أن الآنسة صديق ليست مهتمة بالسيد الرماح. وإلا لكانا قد تقاربا الآن"
"لماذا تعتقدون تصر الآنسة صديق على رفض السيد الرماح؟ إنه رجل وسيم وقادر. إنه لطيف وطيب أيضاً! مجرد رؤيته تجعلني أتحمس. علاوة على ذلك، إنه لطيف جداً مع الآنسة صديق. هل يمكن لأي امرأة أن تقاوم سحر رئيسنا ؟ "
في الواقع، سمعت أن الآنسة صديق رفضت السيد الرماح فقط بسبب ماضيها. يبدو أنها تعتقد أنها ليست من مستوى السيد الرماح بسبب ما واجهته في الماضي، وهذا هو السبب في رفضها الخروج معه."
"ماذا؟ ماذا حدث ؟" كان الجميع متشوقين لهذا الموضوع
من الحديث. كانت النميمة والثرثرة منتشرة في كل أصقاع
الأرض طالما كان مكاناً يسكنه الناس.
"حصلت الأنسة صديق على الطلاق، وهي أم لطفلين الآن"
كان الأشخاص الذين لم يسمعوا بهذا من قبل مصدومين
في بادئ الأمر، كانوا يتوقعون أن يكون لدى فايزة عشيق سابق درامس، لكنهم لم يتوقعوا أن تكون مطلقة، ناهيك أن
تكون أما لطفلين.
قال أحدهم: سمعت أن عائلة الرماح صارمة جداً بشأن هذه الأمور. وأنا متأكد أن السيد الرماح الكبير لن يسمح بانضمام امرأة مثل الأنسة صديق إلى العائلة نظراً لأنها ام
لطفلين."
سخر آخر قائلاً: "قد يتزوج رجل عادي امرأة مطلقة لديها طفلين، ولكنني أوافق على أنها لا تناسب السيد الرماح. ليس هناك سبيل للسيد الرماح الكبير أن يبارك مثل هذا الزواج وهذا يفسر لماذا لا يتواعدان - إنها ببساطة ليست
مناسبة له!"
رد أحد الموظفين: "وأين سمعت بذلك؟ أليس لوالد السيد الرماح أيضاً زوجة ثانية ؟ كيف تقول أن عائلة الرماح
صارمة في هذه الامور؟"
هذا صحيح. إن للسيد الرماح أخر لم يبلغ بعد حوالي سبع
سنوات. أليس هذا الابن لزوجة والده الثانية؟ سمعت أن
زوجة والد السيد الرماح الثانية امرأة لنيمة" كان العاملون
يتناقشون في البداية حول فايزة وخالد، ولكنهم مع الوقت
اتجهوا للحديث عن حياة خالد الشخصية حيث كان اهتمامهم به أكبر. لم يتوقف العاملون إلا عندما سمعوا قائد الفريق يتنحنح، فعادوا سريعاً إلى مكاتبهم.
"لو أنكم تضعون ذات القدر من الجهد الذي يضيع في الثرثرة في عملكم، فأنا واثق أنكم ما كنتم عالقين في مواقعكم الحالية طول هذه الفترة. إنكم كسالى أحيانا" هز قائد الفريق رأسه قبل أن يبتعد.
لم تدرك فايزة أن العاملين كانوا يثرثرون عنها. حتى لو علمت بالأمر، ما كانت تهتم كثيراً؛ لأنها لم تكن تهتم بما يقوله الآخرون عنها. كان هذا؛ لأنها تعلم أن الجميع حر في آرائهم، وأن الشخص الوحيد الذي يمكنها السيطرة عليه كان نفسها. بعد أن تركت خالد، توجهت إلى مكتبها الخاص. وفي الطريق إليه، استرجعت أمراً، فغيرت طريقها إلى
مكتب ممدوح
طق طق كان ممدوح يعد الجدول الزمني لليوم، ورفع
رأسه عندما سمع الطرق على الباب، واضاءت عيناه عندما
رأى فايزة واقفة عند الباب. ما الذي أتى بك إلى هنا، يا
أغنية صديق؟" نهض واقفاً وعلى وجهه ابتسامة. "هل هناك
خطب ما
ألقت فايزة إليه نظرة جانبية وسألت: "أليس مسموحاً بالمرور دون سبب؟"
أجاب ممدوح : بالطبع لا ! لك مطلق الحرية في فعل ذلك. كان ممدوح المساعد الذي حضر إلى المطار قبل سنوات بعيدة. وكان قد شهد المعاملة الخاصة التي يقدمها خالد لفايزة، وكان باستمرار يعرف المزيد عن علاقتهما عبر السنوات الخمس الماضية. اندهش ممدوح أن خالد لم ينجح بعد في الفوز بها، حتى بعد خمس سنوات، بل وكان
أحياناً ينتقد مهارات خالد في التغزل.
إلا أن هذا لم يمنع ممدوح من معاملة فايزة بمثابة زوجة رئیسه
قالت فايزة: "أردت أن أسأل إن كان لدى خالد أي خطط لتطوير الأعمال داخل البلاد"
عند سؤالها، تجمد ممدوح للحظة قبل أن يتمالك نفسه. ألهذا السبب طلب مني السيد الرماح أن أعد جميع تقارير
دراسات السوق؟ نعم، هذا صحيح. قال لي السيد الرماح
أن أقوم ببعض الدراسات بخصوص هذا الموضوع. ماذا
هناك، يا آنسة صديق؟ هل أنت مهتمة بالأمر؟"
سألته: "هل تقرير دراسة السوق معك؟ هل يمكنني الاطلاع عليه ؟" لا يهمني كيف قد أبدو هنا . إنني بحاجة إلى معرفة ما إذا كان لتقرير دراسة السوق وجود أم أنه فقط ابتكر ذلك لخداعي. لا يمكنني ببساطة أن أتقبل كل دعمه لي.
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا
