رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير نور
كانت داليدا واقفه تتطلع باعين متسعه بالتردد إلى الحقيبه الموضوعه على الفراش التي اخرجتها بوقت سابق من خزانة ملابسها.
التقطت نفساً عميقاً قبل ان تنحني و تفتحها مخرجه منها بدلة رقص شرقي رائعه. اخذت تتأملها باعين متسعه و قد اشتعل وجهها فور تخيلها انها ترتدي مثل هذا الشئ امام داغر...
تراجعت جالسه على المقعد و هي لازالت بين يديها تتذكر سبب شراءها لهذه البدله...
فمنذ اسبوعين مضوا كانت داليدا جالسه بالغرفه تشعر بالملل فداغر اصبح يقضي معظم وقته بالعمل حتى انه بأيام كثيره يضطر إلى المبيت بالشركه مخبراً اياها بانه يعاني من ضغط كبير بالعمل بسبب نهاية العام المالي فقد ظل يعتذر لها كثيراً عن اهماله لها بتلك الفتره واعداً اياها بانه فور ان ينتهي هذا الضغط سوف يتفرغ لها تماماً معوضاً اياها عن انشغاله عنها...
لكن و برغم انشغاله هذا الا انه بكل يوم يفرغ نفسه ساعتين مساءً و يعود للمنزل لكي يتناول معها العشاء بجناحهم الخاص من ثم يأخذها بين ذراعيه مغدقاً اياها بشغفه و حنانه من ثم يرتدي ملابسه و يعود للشركه مره اخري ولا يعود الا باليوم التالي بالسابعه صباحاً...
حاولت كثيراً ان تظل مستيقظه حتى تستطيع استقباله لكنها بكل مره تسقط بالنوم رغماً عنها لكنها تشعر به فور صعوده للفراش حيث يأخذها بين ذراعيه يضمها إلى صدره بحنان و يستغرق بعدها بنوم عميق مرهق حتى الساعه ال10صباحاً من ثم يعود سريعاً للعمل مره اخري...
بهذا اليوم وقفت داليدا مشغله احدي الاغاني بهاتفها من ثم تناولت وشاح و عقدته حول خصرها من ثم بدأت بالرقص الشرقي التي كانت بارعه فيه فقد كانت دائماً عندما لا تجد شئ تفعله في بيت خالها كانت تشغل الاغاني و ترقص حتى اصبحت بارعه به...
اندمجت بالرقص على نغمات الموسيقي حتى احمر وجهها و تعرق جيبنها لكنها فور ان سمعت باب الجناح يُفتح اسرعت بالركض نحو هاتفها تحاول غلق الاغاني لكنها تعثرت عدة مرات وهي تحاول اغلاقه حتى نجحت...
دلف داغر إلى الغرفه يتجه نحوها بخطوات سريعه فور ادراكه ما كانت تفعله و اوقفته فور رؤيتها له يدلف للغرفه
=انتي كنت بترقصي...
هزت رأسها بالنفي و قد اشتعل وجهها بحمرة الخجل.
جذبها داغر من الوشاح الذي حول خصرها و هو يعلم بكذبها عليه فقد سمع صوت الموسيقي من خارج الغرفه و عندما دخل رأها تمسك بهاتفها تحاول غلق الموسيقي
=اومال ده يبقي ايه...
حاولت الابتعاد عنه لكنه رفض فك حصارها جاذباً اياها بين ذراعيه هامساً باذنها بالحاح
=ارقصيلي...
هتفت داليدا على الفور بينما تنجح بفك حصار ذراعيه من حولها و تتراجع إلى الخلف بتعثر و وجه محتقن
=لا...
لتكمل كاذبه بينما تحاول فك عقدة الوشاح من حول خصرها لكنها فشلت بسبب يدها المرتجفه
=اصلاً. اصلاً انا مبعرفش ارقص، ده انا قولت اجرب بس علشان زهقانه...
غمغم داغر باحباط بينما يجذبها مره اخري من الوشاح ليصطدم جسدها بجسده الصلب
=داليدا. متستعبطيش انا ع...
لكنها لم تتح له الفرصه لاكمال جملته حيث اسرعت بوضع ذراعيها حول عنقه مخفضه رأسه نحوها واضعه شفتيها فوق شفتيه مقبله اياه برقه في محاوله منها لتشتيت ذهنه و بالفعل نجحت خطتها تلك حيث غرق في قبلتها تلك مشدداً ذراعيه من حولها من حتى غابوا في عالمهم الخاص...
لكنه ظل يطلب منها بكل يوم ان تقوم بالرقص له لكنها كانت ترفض حتى يأسي منها واستسلام و توقف عن طلب هذا منها.
لكنها اليوم قررت بانها ستحاول اغراءه من اجل المبيت معها وعدم العوده للشركه ككل ليله حتى تمنح جسده المرهق بعض الراحه لذا وجدت افضل اغراء لكي تجعله يقضي الليله معها و عدم الذهاب للشركه هو ان تعد الطعام بيديها له و تقوم بالرقص من اجله لذا عندما ذهبت للتسوق اليوم و رأت بدلة الرقص تلك معروضه بالوجهه الاماميه لاحدي المحلات وقفت متردده عدة لحظات قبل ان تستجمع شجاعتها و تدلف إلى المحل و تقوم بشرائها فقد كانت رائعه باللون الاحمر القاني و الذهبي اللامع...
نهضت من فوق المقعد من ثم بدأت بارتداءها. اتجهت نحو المرأه تتأمل انعاكسها بها بانبهار و خجل حيث كانت عاريه بشكل مبالغ به تظهر بشرتها الكريميه الناعمه و قوامها الممشوق الخلاب شعرت بوجهها يحترق من شدة الخجل لكنها حاولت التغلب على خجلها هذا فداغر زوجها فلما تخجل منه...
وضعت احمر شفاه قاني اللون ليبرز جمال شفتيها و امتلئهم ثم وضعت القليل من ظلال العيون الاسود الذي اظهر لون عينيها الخلاب. مصففه شعرها حتى اصبح مسترسلاً فوق ظهرها كالحرير اللامع بوهج النيران المشتعله...
اسرعت بارتداء مأزر الحمام السميك و الطويل فوق جسدها حتى تخفي زي الرقص اسفله راغبه بصنع مفاجأه له فور سماعها صوت خطواته بالممر خارج الجناح...
ليدلف بعد عدة ثواني داغر إلى الغرفه، فركضت نحوه على الفور ترتمي بين ذراعيه التي احاطت جسدها على الفور جاذباً اياها اليه يحتضنها بقوه كما لو كان ابتعد عنها عدة ايام و ليس عدة ساعات قليله ظل محتضناً اياها عدة لحظات حتى رفع رأسه عن عنقها متأملاً وجهها بشغف قبل ان يخفض رأسه محاولاً تقبليها لكنها ابعدت رأسها للخلف سريعاً هاتفه
=داغر، الروچ...
غمغم بصوت اجش و عينيه مسلطه بجرأه و شغف على شفتيها.
=طيب ما يبوظ الروج...
ليكمل متأملاً وجهها المزين بالمكياج قبل ان يخفض عينيه نحو مأزر الحمام الذي ترتديه منفحصاً اياه بدهشه
=بعدين انتي حاطه مكياج و لابسه روب الحمام ليه...
اجابته داليدا سريعاً بينما تعدل المأزر حول جسدها
= عادي انا كنت لسه هلبس الفستان، بس انت الل...
قاطعها داغر قائلاً بمكر يملئه المرح
=فستان، برضو
ضربته داليدا في كتفه بخفه هاتفه بحنق
=ايوة فستان، بطل استفزاز.
اطلق ضحكه منخفضه اجشه بينما ينحني مقبلاً جانب عنقها بحنان
من ثم همس باذنها بصوت منخفض و هو يضغط على شحمة اذنها باسنانه
=مالوش لازمه صدقينى...
اومأت برأسها قائله بضحك محاوله مجاراته حتى لا تفسد مفاجأتها له
=انا بقول كده برضو. خاليني بالروب احسن
من ثم بدأت تنزع عنه سترة بدلته قبل ان ترتفع على اطراف اصابعها وتقبله فوق خده بحنان
=يلا يا حبيبي ادخل خد دش. عقبال ما حضر الاكل علشان ناكل...
اصدر زمجره رافضه مغمغماً بينما عينيه مسلطه فوق شفتيها
=مش عايز اكل، انا قدامي بس ساعتين قبل ما ارجع الشركه تاني...
ليكمل بصوت شغوف بينما يحيط خصرها من فوق المأزر السميك
=يعنى مفيش وقت...
ازاحت داليدا يديه من فوق جسدها متراجعه للخلف قائله بتصميم و حده.
=لا هتاكل الاول. انا اصلاً مش عجبني اللي بتعمله في نفسك انت مبترتحش خالص، كُل دلوقتي...
لتكمل بصوت منخفض و وجنتين محمره
=بعد كده اعمل اللي انتي عايزه...
ابتسم داغر بينما يجذبها بين ذراعيه مره اخري مغمغماً بصوت اجش بينما يحني رأسه نحوها.
=طيب اخد تصبيره صغيرة
ثم تناول شفتيها في قبله شغوفه حارقه لكن تراجعت داليدا للخلف سريعاً عندما شعرت بيده تفتح رباط مأزرها بحثاً عن جسدها.
اعادت غلق الرباط سريعاً حول خصرها حتى لا يلاحظ زي الرقص الذي اسفله، هاتفه بحده بينما تدفع داغر الذي كان يحاول جذبها مره اخري اليه حتى يعاود تقبيلها دافعه اياه من كتفه نحو الحمام قائله بنبره صارمه
=يلا علشان تلحق تاخد دش...
غمغم داغر بنبره جعلها حزينه بينما يتجه نحو الحمام
=علي فكره انتي مفتريه...
استمرت داليدا بدفعه نحو الحمام قائله بمرح
=ايوه انا مفتريه، و شريره كمان.
غمغم بالموافقه بينما يدلف إلى الحمام و داليدا لازالت تدفعه امامها و عندما همت بتركه و الخروج قبض على على ذراعها جاذباً اياها نحوه حتى اصطدم جسدها الرقيق بجسده الصلب
=طيب ما تحاولي تخليكي طيبه المره دي و تيجى معايا...
اجابته بدلال بينما تقوم بفك ازرار قميصه ببطئ نازعه اياه عنه
=موافقه...
ابتسم داغر بانتصار فور سماعه موافقتها تلك لكن ذبلت ابتسامته تلك فور ان قامت بسكب كميه وفيره من سائل الشعر فوق رأسه دون سابق انذار زمجر لاعناً بغضب عندما انزلق من شعره مغرقاً وجهه و في اقل من لحظه كانت داليدا قد ابتعدت عنه منطلقه نحو الباب و هي تضحك بمشاغبه مما جعله يهتف بحده بينما يتجه نحو كابينه الاستحمام يشغل الماء حتى يزيل سائل الشعر عن وجهه و عينيه
=ماشي يا داليدا و الله لاوريكي بتشتغلني...
اخرجت له داليدا لسانها مغيظه اياه قبل ان تركض هاربه و هي تصرخ بمرح عندما التقط المنشفه المعلقه بجانب كابينه الاستحمام و القها نحوها خرجت و هي تضحك بصخب عندما اخطأتها المنشفه التي سقطت بجانب قدميها تاركه اياه يحاول ازالت سائل الاستحمام عن رأسه...
بعد عدة دقائق...
خرج داغر من غرفة الحمام و هو عاري الصدر لا يرتدي سوا بنطال منزلي رمادي اللون هتف بينما يجفف شعره بالمنشفه التي حول رأسه
=بقي بتضحكي عليا و بت...
لكنه قطع باقي جملته مخفضاً المنشفه من حول رأسه فور سماعه صوت موسيقي شرقيه تندلع بانحاء الغرفه هم ان يتحدث لكن تجمدت الكلمات على شفتيه عندما رأي داليدا الواقفه بمنتصف الغرفه بزي رقص شرقي...
التمعت عينيه على الفور و قد انحبست انفاسه داخل صدره وهو يمرر عينيه ببطئ على جسدها بزي الرقص محكم التفصيل حول جسدها حيث يبرز قوامها الرائع. بينما شعرها مسترسلاً على ظهرها لامعاً يتلألأ بجمال فوق كتفيها...
اقترب منها على الفور جاذباً اياها اليه هامساً بصوت اجش بينما يمرر يده على جسدها بشغف
=ايه اللي انتي لابساه ده يا داليدا انتي ناويه تموتيني بازمه قلبيه مش كده...
ارتفعت على اطراف قدميها مقبله اياه فوق شفتيه مقاطعه اياه
=بعد الشر عليك متقولش كده، انا حبيت اعملهالك مفاجأه...
همس داغر بينما عينيه تمر باثاره وشغف فوق جسدها
=يعني هترقصيلي...
اومأت برأسها من ثم دفعته في صدره بيديها ليجلس على الاريكه التي خلفه من ثم تراجعت خطوتين للخلف و بدأ جسدها يتفاعل بتشنج مع الموسيقي التي تملئ الغرفه بسبب خجلها منه لكن فور رؤيتها لعينيه التي تتأملها بشغف تبخر خجلها هذا و بدأت ترقص ببراعه كما تفعل عادةً بمفردها...
ظل داغر جالساً بتصلب فوق الاريكه و عينيه مسلطه على داليدا بانبهار لا يصدق انها تستطيع الرقص بهذا الشكل الاحترافي فقد كانت مغريه بشكل يرغب بتناولها بالحال حاول السيطره على نفسه حتى لا يندفع نحوها و ينقض عليها مفترساً اياها لكن فشلت محاولاته تلك حيث لم يستطع الجلوس بمكانه هكذا يراقب حركات جسدها المليئه بالاغراء و الجمال بصمت نهض سريعاً و اتجه نحوها محيطاً خصرها بذراعه بينما يبدأ بالرقص معهابخطوات رجوليه عشوائيه مما جعل داليدا تنفجر ضاحكه و قلبها يقفز فرحاً ضمها اليه بينما يرقصان سوياً على الموسيقي التي تحولت إلى اغاني شعبيه صاخبه...
كانت داليدا ترقص معه مستمتعه باندماجه معها و الفرحه تملئ وجهها غمغم داغر بصوت اجش بينما يحرر خصرها
=كملي رقص...
عادت داليدا إلى الرقص الشرقي مره اخري لكنها توقفت جامده عندما رأت داغر يمسك بحفنه من المال التي لا تعلم من اين اتي بها وبدأ يسقط الاموال عليها وهي ترقص
توقفت عن الرقص دافعه اياه في صدره مغمغمه بصدمه
=بتعمل ايه يا داغر، انت فاكرني راقصه بجد ولا ايه...
ضحك داغر بعمق و هو مستمر باسقاط الاموال على رأسها قبل ان يجذبها بين ذراعيه مقبلاً جانب عنقها
=احلي راقصة شافتها عينيا.
غمغمت داليدا بينما ترمقه من الاعلي للاسفل بنظرات موحيه
=لا و انت شكلك خبره اوي في الراقصات يا داغر باشا
انفجر ضاحكاً فور سماعه كلماتها تلك مما جعلها تضربه بقبضتها في صدره قبل ان تعاود الرقص بشكل اكثر اغراءً.
بنهاية الرقصه كان داغر قد وصل للحافه و لم يستطع الصمود اكثر من ذلك حيث اسرع بجذبها بين ذراعيه متناولاً شفتيها في قبله شغوفه لكن داليدا قامت بفصل قبلتهم تلك متراجعه برأسها للخلف هامسه بصوت لاهث بينما تشير نحو طاولة الطعام التي اعدتها له
=داغر الاك...
لكنه ابتلع باقي جملتها في قبلة عميقة افرج عنها اخيراً حتى تستطيع التقاط انفاسها...
همس بصوت اجش بالقرب من شفتيها
=مش عايز اكل...
رجفه حاده مرت بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تمر فوق وجهها اخذت تنظر اليه بعينين متسعه بينما صدرها يعلو و ينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها هامسه بصوت مرتجف
=طيب مش هترجع الشركه، و هتفضل معايا النهاردة...
اومأ برأسه موافقاً و عينيه المظلمه مسلطه عليها
=هفضل معاكي...
من ثم اخفض رأسه ملثماً عنقها برفق قبل ان يحملها بين ذراعيه و اتجه بها نحو الفراش واضعاً اياها فوقه ليغرقان بعدها في بحر شغفهم و عشقهم...
في الصباح...
كان داغر واقفاً باستسلام بين يدي داليدا التي كانت تقوم بمساعدته في ارتداء ملابسه راقب باعين تلتمع بالشغف اصابعها الرقيقه وهي تغلق ازرار قميصه من ثم قامت بعدها بعقد رابطة عنقه ضمها اليها فور انتهائها مقبلاً جبينها بحنان من ثم اسند ذقنه على رأسها الذي كان يصل إلى اسفل عنقه بسبب قصر قامتها
احاطت داليدا خصره بذراعيه مرجعه رأسها إلى الخلف مغمغمه بصوت اجش.
=هتبات النهارده برضو في الشركه،؟!
اجابها بهدوء بينما يمرر ابهامه فوق وجنتيها بحنان متلمساً بشرتها الحريريه هناك فهو يعلم بانه اصبح مهملاً لها بالفتره الاخيره منشغلاً بعمله لكنه كان يفعل هذا من اجلها فقد كان يحاول انهاء اكبر قدر من العمل حتى يستطيع اخذ شهر اجازه يقضونه معاً في المكان الذي تختاره هي...
=غصب عني، الشغل كتير
ليكمل بينما ينحني مقبلاً وجنتيها
=و الله هعوضك عن كل ده بس حاولي تستحملني...
اومأت داليدا براسها بينما ترسم على شفتيها ابتسامه متفهمه مساعده اياه بارتداء سترة بدلته...
انحني واضعاً على شفتيها قبله قصيره يعبر بها عن شكره لها قبل ان يأخذ بيدها بين يديه و يهبطوا للاسفل حتى يتناولوا طعام الافطار سوياً مثل كل يوم...
فور دخولهم إلى غرفة الطعام توجهت نحوهم مروه الخادمه وهي تزغرط بصوت مرتفع بينما كلاً من نورا و شهيره جالستان بهدوء على الطاوله.
هتف داغر بضيق منزعجاً من صوت الزغاريط هذا
=في ايه يا مروه، ايه الازعاج ده على الصبح...
اجابته مروه بوجه مشرق بالفرح
=فرحانلكوا طبعاً...
لتكمل بعد ان اطلقت زغروطه قصيره
=مبروك يا داغر باشا نورا هانم حامل...
شحب وجه داغر فور سماعه كلماتها تلك فلم يكن مستعداً بان يتم الاعلان عن الخبر الان فهذا لم يكن اتفاقهم خاصة وانه لم يخبر داليدا بعد، انتبه على الفور إلى داليدا الواقفه بجانبه بوجه شاحب بينما اصبحت يدها التي ببن يده بارده كبرودة الثلج التف اليها هامساً باسمها بقلق لكنه شعر بطعنه حاده تخترق قلبه عندما رفعت وجهها اليه و رأي الدموع التي تملئ عينيها...
سمعها تهمس بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه...
=اللي بتقوله ده حقيقي،؟!
اخذت عينيه تمر بتردد حول الخدم الواقفين بالغرفه لا يعلم كيف يخبرها بان هذا الطفل ليس منه دون ان يفضح الامر التف اليها قائلاً بهدوء ممرراً يده المرتجفه فوق وجهها
=هفهمك كل حاجه، بس مش دلوقتي لما نطلع اوضتنا...
ارجعت رأسها للخلف بحده رافضه لمسته لها هامسه بصوت ممزق مرتجف و قد بدأت تشعر بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها...
=مش محتاج تقولي حاجه الاجابه واضحه...
ثم نزعت يدها من يده متراجعه للخلف من ثم فرت راكضه من الغرفه دون ان تنتظر حتى تري النظره الشامته الني رمقتها بها كلاً من نورا و شهيره...
وقف داغر وجسده يرتجف من شدة الغضب بينما عينيه مسلطه على كلاً من نورا و شهيره الجالستان تتابعان ما يحدث بهدوء مصطنع كما لو ان ما حدث لم يكن مخططهم زمجر بشراسه بهم و عينيه تلتمع بوحشيه قاتله عليهم.
=اللي حصل ده مش هيعدي بالساهل، فاهمين مش هيعدي
ثم خرج من الغرفه يهم ان يلحق بداليدا لكن تعالي رنين هاتفه مره اخري و الذي لم ينفك عن الرنين منذ عدة دقائق اخرجه من جيبه وهو يلعن بقسوه مجيباً
=في ايه يا طاهر عمال تتصل. تتصل في اي...
لكنه ابتلع باقي جملته هاتفاً بصدمه
=بتقول ايه مخزن الشروق اتحرق. و العمال محبوسين فيه صرخ داغر به و قد بدأ يفقد السيطره على اعصابه
=كلم المطافي، بسرعه.
ليكمل بنفاذ صبر عندما اخبره انهم بالفعل في الطريق
=طيب اقفل. اقفل انا جاي حالاً...
وقف يتطلع إلى اعلي الدرج بتردد فهو لا يريد ان يتركها مع ظنونها تلك لكن ايضاً لا يستطع البقاء فتلك المصيبه قد تكلفه الكثير من ارواح العمال المحتبسين بالمخزن...
هبط الدرجات القليله التي صعدها سريعاً و قد اتخذ قراره فهو يجب عليه الذهاب إلى ذلك المخزن من ثم سيحاول العوده سريعاً إلى داليدا حيث سيقون باخبارها بكل شئ منذ البدايه...
كانت داليدا مرتميه على الفراش منهاره ببكاء مرير و هي لا تصدق بان داغر قد خدعها فقد اخبرها بان زواجه من نورا ليس زواجاً حقيقياً مؤكداً لها بانه لم يلمسها قطاً فكيف اذا اصبحت تحمل طفله اذا لم يقم هو بالكذب عليها و خداعها...
هزت رأسها بقوه بينما تضع يدها فوق صدرها محاوله التخفيف من الالم الذي يعصف بقلبها هامسه بصوت مرتجف
=داغر. عمره ما هيكدب عليا، هو. قالي هيفهمني كل حاجه.
تقطعت كلماتها بينما تنفجر ببكاء مرير عندما عجز عقلها عن وجود اي شئ يبرر له كذبه عليها...
اتتفضت جالسه عندما انفتح باب الجناح دون سابق انذار...
مسحت وجهها بحده بكف يدها عندما رأت شهيره تدلف للغرفه بخطوات رصينه هادئه هتفت بها داليدا بحده
=ايه جابك هنا، امشي اطلعي برا...
لكنها استمرت بالتقدم نحوها بهدوء مما جعل داليدا تنتفض واقفه بغضب هاتفه بها بشراسه
=اطلعي برا بقولك...
وقفت شهيره امامها قائله بهدوء.
=اهدي، انا جايه اقولك كلمتين و همشي على طول...
لتكمل ببرود بينما تمرر عينيها على داليدا من اعلي للاسفل بنظرات متفحصه حتى استقرت على وجهها المتورم المحتقن و الغارق بالدموع
=اعتقد مهمتك اللي داغر مأجرك علشانها انتهت بحمل نورا...
شحب وجه داليدا بقوه فور سماعها كلماتها تلك همست بصوت مرتجف بينما تحاول عدم اظهار لها تأثرها بكلماتها تلك فمن المستحيل ان تكون تعلم شئ عن الاتفاق الذي كان بينها وبين داغر فلا احد يعلم شئ عن هذا الاتفاق سوا داغر و هي وخالها...
وخالها ليس له صله بشهيره حتى يخبرها عن شى بمثل تلك الخطوره كما انه يهاب من داغر ويخاف عاقبه
=انتي بتقولي ايه، انا مش فاهمه حاجه؟!
قاطعتها شهيره بحده و هي تتخذ خطوه للامام نحوها حتى اصبحت تقف امامها مباشرةً
=قصدي انتي فاهماه كويس، داغر حكي لنورا كل حاجه عن جوازه منك و انك مجرده واحده اشتراها ب20 مليون جنيه علشان تمثل دور الزوجه السعيده علشان يثبت لنورا انها مش فارقه معاه، بس دلوقتي نورا حامل بابنه يعني هينسي كل حاجه، و انتي هيرمكي في الشارع و ترجعي عاله على خالك من تاني...
مادت الارض تحت قدمي داليدا فور سماعها كلماتها تلك شاعره بالدماء تجف بعروقها لكنها حاولت التماسك امامها هامسه بحده
=انتي كدابه
داغر عمره ما هيقول كده و عمره ما بات عند اختك علشان تبقي حامل هو دايماً كان...
قاطعتها شهيره بحده و عينيها تلتمع بالقسوه عليها.
=لو في حد كداب هنا فهو انتي، انتي كلك على بعضك كدبه في حياتنا، داغر بقاله اكتر من شهر بيبات عند نورا و مفهمك انه مشغول في الشركه و هو كل ليلة بيبات في حضنها، و وعد نورا انه هيطلقك في اقرب وقت...
لتكمل بينما ترمقها بنظرات تملئها الازدراء و الاحتقار.
=طبعا هو مش عايز يطلقك دلوقتي لحد ما يشبع من جمالك اللي كان هيموت عليه، معظم الرجاله كده عندك طاهر جوزي مثلاً عارفه انه بيريل على ستات كتير بس بعمل نفسي مش عارفه و بسيببه لحد ما يوصل للي عايزه منهم و يلف لفته و يرجعلي، زي ما داغر هيعمل بالظبط اول ما هيشبع منك هيرمكي برا حياته و هيرجع لنورا مراته الحقيقيه اللي قلبه حبها ام ابنه الجاي...
كانت داليدا تستمع اليها و جسدها باكمله يهتز بقوه بينما الضغط الذي قبض على صدرها يهدد بسحق قلبها بقسوه همست بصوت مرتجف باكي بينما تحاول بصعوبه السيطره على الالم الذي يعصف بقلبها و يكاد يحطمها روحه إلى شظايا لكنها رغم ذلك لا تصدقها، لا تصدق ان داغر بامكانه فعل ذلك بها
=اطلعي برا، انتي كدابه.
التوي فم شهيره بسخريه بينما تخرج هاتفها من جيب بنطالها الخلفي اخذت تعبث به عدة لحظات همت داليدا ان تصرخ بها طالبه منها ان تغادر فهي لم تعد تستطع الصمود امامها اكثر من ذلك فبأي لحظه سوف تنهار. لكن تجمدت الكلمات على لسانها عندما وصل إلى سمعها صوت داغر الصادر من هاتف شهيره فقد كان يبدو انه تسجيل صوتي قد قامت بتسجيله له...
سمعت صوت شهيره يصدر من الهاتف متمتمه بهدوء
=بس دي مراتك يا داغر مهما كان...
هتف داغر بحده مقاطاً اياها
=مراتي،؟! انا البني الادمه دي عمري ما اعتبرتها مراتي ولو دقيقه دي واحده رخيصه، كلبة فلوس باعت نفسها علشان شوية ملاليم و حلم وسخ بتجري وراه...
ليكمل بقسوه و غضب.
=كده كده انتي عارفه اني هطلقها، بس انا مستني اني اخلص من موضوعها و قرفها وبعدها هطردها من حياتي و مش عايز اشوف وشها ده تاني، انا ليا حياتي اللي عايز ابدئها على نضافه مع مراتي. اللي ضافر واحد منها يساوي مليون واحده من عينتها الرخيصه...
اغلقت شهيره الهاتف قائله بسخريه
=اعتقد كده سمعتي بودانك داغر شايفك ازاي، لو عندك ذرة كرامه واحده هتخرجي من حياته قبل ما هو يعملها و يرميكي بنفسه...
ثم التفت مغادره المكان بهدوء تاركه خلفها داليدا التي انهارت ساقطه على الارض بقسوه بعد ان عجزت قدميها التي اصبحت كالهلام عن حملها بينما شهقات بكائها الحاده تمزق السكون من حولها منهاره ببكاء مرير شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها فور سماعها كلمات داغر التي اكدت كلمات شهيره لها فهو لا يراها سوا امرأه رخيص قد ابتاعها بامواله، لكنها عندما اقامت علاقه معه طوال الفتره المنصرمه كان على اساس كلماته المؤكده لها بانها زوجته الدائمه فقد خدعها طوال هذا الوقت فهو لم يعتبرها ولو للحظه واحده زوجته فماذا يجعل منها اذاً هذا سوا عاهره، عاهره يستمتع بها من ثم ينوي بالقاءها جانباً فور ان يمل منها طارداً اياهاخارج حياته كالقمامه، تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى في انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت بانها ستسقط ارضاً مغشياً عليها وضعت يدها فوق قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يعصف به و ذكرياتها و هي بين ذراعيه مستسلمه بشغف له اطلقت صرخه قويه بينما تضع يدها فوق اذنيها ضاربها رأسها بالارض الصلبه عدة ضربات متتاليه و هي تبكي بهستريه، فهي لن تستطع العيش مع هذا الكم من الالم و العار الذي سيظل يلاحقها طوال حياتها نهضت بجسد متهالك متجهه بخطوات متعثره نحو المطبخ الملحق بالجناح مخرجه احدي السكاكين الحاده من احدي الادراج و هي تعزم على انهاء حياتها البائسه تلك وضعت السكين على معصم يدها تنوي قطع شراينها بينما كامل جسدها يهتز بقوه لكن و قبل ان تفعلها القت السكين من يدها على الارض متراجعه للخلف بذعر و صدمه مما كانت تنوي فعله. لا تصدق بانها كانت تنوي قتل نفسها و خسارة دنيتها و اخرتها ايضاً مغضبه الله منها.
دفنت وجهها بين يديها هامسه بصوت مختنق من بين شهقات بكائها الحاده تستغفر ربها عن ما كانت تنوي فعله بينما بكائها يزداد و يزداد حتى سقطت دون سابق انذار على ارضية المطبخ مغشياً عليها كالجثه الهامده...
بعد عدة دقائق...
دلف داغر إلى الجناح الخاص به هو و داليدا بخطوات بطيئه فقد اطمئن على خروج العمال سالمين من المخزن المحترق ثم ترك باقي الامر لطاهر و عاد سريعاً إلى المنزل حتى يعود لداليدا و اخبارها بكل شئ يعلم انه قد تأخر عن هذا فقد كان يجب عليه ان يخبرها بحقيقة زواجه من نورا منذ زمن لكنه فضل ان ينتظر لحين انتهاءه من العمل المتراكم عليه، فقد كان يعمل 19 ساعه باليوم حتى يستطيع اخذ اجازه لمدة شهر حتى يسافر بها بعيداً بعد اخبارها بحقيقة زواجه من نورا، كما كان اتفاقه واضح وصريح مع شهيره بالا تعلن خبر حمل نورا لحين اخباره داليدا حتى لا تصدم كما حدث اليوم...
اخذ يبحث عنها بارجاء الجناح لكنها لم تكن موجوده كان يهم الاتصال بهاتفها لكن جذب انتباهه الضوء الاتي من المطبخ الدائم الغلق ليعلم انها هناك اتجهه على الفور للمطبخ لكن فور ان دلف إلى مطبخ تجمد مكانه بينما اهتز جسده كما لو ان صاعقه قد ضربته عندما رأي جسدها الساكن الملقي على ارض المطبخ بينما كميه كبير من الدماء منتشره من حولها.
بينما الدماء لازالت تتدفق من معصم يدها المقطوع و السكين موضوع بيدها الاخري ليعلم على الفور انها انتحرت
ركض اليها على الفور منهاراً على الارض راكعاً بجانبها جاذباً ج