رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثامن والستون بقلم 168مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثامن والستون بقلم مجهول

كان يشبه شخصاً عندما كان صغيراً

عندما رأي حسام أن الشخص يدعي أنه أم الطفلين، لم يرد بينما وجم وجهه. بهذه البساطة، نظر بلا اهتمام إلى هاتفه ولم يفعل أي شيء آخر.

إلا أن الحضور في غرفة الاجتماع كانوا يتطلعون إليه على استحياء بسبب تصرفاته حتى الشخص الذي كان يقدم عرضه أمام البروجيكتور، أخذ يتلعثم.

لم تواجه المتدربة مثل هذا المشهد من قبل، وكانت مرعوبة الدرجة أنها أطبقت على القلم الذي في يدها، وتمنت لو أنها تختفي في دفترها. كان رامي مصدوماً في البداية، لكنه هدأ بعد ذلك.

كان متعوداً على المواقف العصيبة في الشركة، حيث واجه كل ما يمكن تخيله من مواقف. وعلى كل، ففي احدى المرات، كان الطفلان يبتان مباشرة أثناء أحد الاجتماعات فأخرج حسام هاتفه ببساطة أمام الجميع.
كانت هناك قاعدة مفترضة، تنص على أنه لا يسمح لأحد باستخدام الهاتف أثناء الاجتماع، لكن حسام كان الرئيس.

إن أمر على فعل ذلك، فمن سيجرؤ على توبيخه؟

لم يملك الآخرون سوى التظاهر بأن هذا لم يحدث أبداً. فعلى كل، كانت الشركة ملك له.

وكما كان يحدث الآن، سعل رامي بلطف ثم تظاهر بأن شيئاً لم يحدث، وقال: "استطرد "

في الثانية التالية، وضع حسام الهاتف جانباً بلا اكتراث وشبك يديه معا على الطاولة، وظهر عليه تعبير بارد وصارم.

لم يجد أحد ما يقوله كانوا يتمنون لو أنه حدق في هاتفه بدلاً منهم بهذه النظرة الباردة في هذه الحالة لن يشعروا على الأقل بهذا التوتر.

ومن ثم بدأوا يندمون ويأملون أن يحدث حسام في هاتفه

مرة أخرى. إلا أنه قد خاب أملهم. فقد استمر الاجتماع

البضعة ساعات أخر قبل أن ينتهي، ولم يلق الرجل الجالس

في مقعد الرئيس ولو نظرة واحدة على هاتفه.
عندما رفعت الجلسة، كان العديد من الأشخاص يرتجفون حيث كادوا يفقدون الوعي من الاعياء بعد طول فترة التركيز الطويلة.

ألق حسام ملفه ونهض، وخرج بلا تعبير من غرفة الاجتماع. لم يتنفس الجمع الصعداء إلا حينها.

يا إلهي أخيراً خرج. يعلم الله مدى المعاناة التي نجمت عن هذا الاجتماع."

صحيح. شعرت وكأن مؤخرتي تحترق، لكنني لم أجرؤ على التحرك لماذا يتمتع حسام بهذه الهالة النافذة؟"

في الواقع، كان معظم من حضروا الاجتماع من خارج مجموعة منصور. كان اجتماعاً دولياً، لذا كان الكثير منهم عاملين في شركات أخرى.

إلا أنه فور ظهور حسام ، شعر الجميع بالخوف بشكل غريزي.

"لقد تولى منصباً مهماً في سن مبكرة، وكان دائماً ينجز

الأمور بحزم من سيملك هالة نفوذ إن لم يكن هو ؟"
وبينما كانوا يتحدثون، بدأت النميمة.

"اسمعني، سأخبرك بأمر، سمعت أن رئيسنا سيقوم بارسال

امرأة إلى غرفته الليلة."

عندما يسمع الناس أمراً لا يتعلق بالعمل، يتحولون فجأة إلى وضع الثرثرة والنميمة، لذا اقتربوا طلباً للمزيد من

التفاصيل.

ماذا؟ سيرسل امرأة إلى غرفة السيد منصور؟ هل أنت جاد؟"

سمعت أن السيد منصور يتمتع بقدرة مذهلة على ضبط النفس، وأنه يحافظ على نفسه نقياً. فيم يفكر رئيسنا ؟"

هل هناك أمر آخر؟ إنه مجرد واهم، ويظن أن الرجال جميعاً مثله، لذا يريد أن يكسب رضا السيد منصور بهذا.

"أوف. سيفشل فشلا ذريعاً بهذا، ولن يحقق سوى غضب

السيد منصور."
بعد العشاء، قام نبيل برفع الأطباق إلى المطبخ، وذهبت نيرة إلى المطبخ لجلب قطعة قماش نظيفة، ثم خلعت حذائها، وحاولت الصعود على الكرسي لتساعد فايزة في تنظيف المائدة.

نيرة، دعي ماما تفعل ذلك."

أخذت فايزة قطعة القماش من يدي نيرة، ثم حملت نيرة ووضعتها على الأرض بذراع واحدة.

عبست نيرة، التي منعت من تنظيف الطاولة، في عدم رضا لكنني أريد مساعدة ماما."

اسمعي الكلام يا نيرة. أعلم أنك تحاولين المساعدة، لكنك لا تزداليا صغيرة. يمكنك أن تساعديني عندما تكبرين حسنا؟"

بهذا، مدت فايزة يدها ونكزت أنف نيرة الصغير.

عندما سمعت نيرة ذلك نظرت إليها بعينين كبيرتين واسعتين كانت ترتدي بيجاما بيضاء كالحليب، وبدت ناعمة

ورقيقة مثل الحلوى الطازجة.
بدت وكأنها تفكر في كلام فايزة، وعندما انتهت أومات

بجدية.

"حسناً، عندما أكبر سأساعدك يا ماما في الكثير من الأعمال

المنزلية."

"حسناً، هذا وعد هيا، اذهبي والعبي يا نيرة.

"مهمم، ماما، اعطيني قبلة. وأشارت نيرة إلى جبينها.

لم تملك فايزة أن تمنع نفسها من الابتسام، وخفضت رأسها وقبلت جبين الطفلة الخالي من العيوب. لم تستدر نيرة

وتغادر إلى عندئذ، وكانت راضية.

شاهد نبيل هذا المشهد عندما خرج من المطبخ، وظهرت في عينيه لمحة من الحسد.

تقدم بخطواته الصغيرة نحو فايزة، لكنه لم يصدر صوتاً.

كانت فايزة تمسح الطاولة، وعندما خفضت رأسها، وجدت نبيل يقف بجوار ساقيها، ينظلا إليها نظرة توقع. كان قد ذم شفتيه باحكام، وكان يبدو كأنه بالغ صغير.
ذهلت فايزة، وبعد برهة خفضت رأسها وقبلت جبينه هو

الآخر.

هيا، اذهب والعب مع أختك."

تحول نبيل، الذي كان تجمهماً بعض الشيء، وأصبح سعيداً عندما حظي بقبلة فايزة. إلا أنه، وبغض النظر عن مدى سعادته، فقد ذم ببساطة شفتيه باحكام قبل أن يغادر.

وبينما كانت فايزة تراقبه يخرج، فكرت في شخص آخر.

كان نبيل نسخة مصغرة من هذا الشخص الآخر.

كان ذلك الشخص الآخر يتصرف بنفس الطريقة عندما كان صغيراً. لم يكن يعبر عن فرحه علناً، لذا إن لم يراقبه المرء

عن كتب لن يمكنه أن يستشف تعبير وجهه.

كما كان متوقعاً، لعبت الجينات دوراً في هذا.

لم تكن فايزة تتوقع أبداً أنها ستنجب توأما. عندما سافرت بعد ذلك إلى الخارج، ذهبت أخيراً لفحص آخر مع والدها.

وتم فتح ملف لها.
بعد ذلك، أخبرها الطبيب أنها حامل في توأم.

تم استنزفت الكثير من طاقتها لانجاب نبيل ونيرة. كان نبيل متحفظاً، ولم يحب كثرة الحديث. كما أنه كان كثير التجهم، تماماً مثل والده

أما نيرة، فكانت مرحة ونشطة. كانت شرهة، وكانت تأكل أكثر من أي شخص أخر منذ ولادتها. كانت عيناها لامعتين وكان بكاءها صاخباً وواضحا.

بل أن فايزة اشتبهت أن نيرة هي السبب في أنها أصبحت شرهة أثناء حملها.

على الرغم من أن الشقيقين ولدا متتاليين، ولم يكن هناك سوی فارق طفيف في الوقت بينهما، إلا أن نبيل أمسى الأخر الأكبر، بينما احتلت نيرة مكانة الأخت الصغرى.

وبعد ذلك، ربما بسبب وضعه أو بسبب شخصيته، كان نبيل دائم الاهتمام بنيرة.

ففي كل الأحوال، لم تقلق أبداً بسبب أحد الطفلين، ودائماً ما كانت تقلق على الآخر كثيراً مهما حدث، فإن وجودهما جاء لفايزة بالكثير من الدفء والصحبة في حياتها الوحيدة
عند هذا الخاطر ابتسمت فايزة ابتسامة خافتة ولكن

جميلة.

رن هاتفها، وعندما نظرت إليه، وجدت أنها مكالمة من أعز صديقة لها، حنان

كان على فايزة أن تغسل الأطباق، لذا وضعت المكالمة على وضع السماعة، ثم دخلت المطبخ وهي تتحدث مع حنان.

"هل انتهيت أخيراً؟"

تمددت حنان وتثاءبت، ثم قالت: "البتة."

تتصلين بي حتى وأنت مشغولة؟"

"نعم. أردت فقط أن أسألك بشأن أمر ما. ما رأيك في

العودة إلى الوطن ؟"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-