رواية ولادة من جديد الفصل المئه والرابع والستون164 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والرابع والستون بقلم مجهول

من الأفضل ألا تنساني

من الصعب العودة، أليس كذلك؟ ابتسمت فايزة بشكل غير ملحوظ بينما أضاءت الإضاءة الداخلية الخافتة ملامح وجهها. تساقطت خصلات من شعرها الداكن على عينيها الجميلتين خافية تعبير عينيها.

ظل صوتها متأن ولطيف: "لم يتح لي أي سبيل للعودة منذ وقت طويل، ولم أفكر أبداً في العودة."

بدا الجو، فجأة مثقل ودراميا.

راقبها خالد في صمت، ثم تنهد أخيراً وربت على شعرها. "حسناً. لنتوقف عن التفكير في الأمور الحزينة. لقد أمست

في الماضي بالفعل. "

تنهدت فايزة أيضاً، "نعم، لقد أمسى كل شيء في الماضي الآن ليس هناك ما يستحق التفكر فيه."

على كل الأحوال، فإن التفكير لن يغير من الوضع شيئاً.
عندما عادت حنان لتكتشف أن افضل صديقة لها ستغادر مع خالد في تلك الليلة، أصابتها الدهشة على الفور واحمرت عيناها تدريجيا. لكنها كبتت دموعها وأجبرت نفسها على الابتسام. الرحلة الليلة ؟ هذا تطور سريع للغاية. هل حزمت كل شيء؟"

"نعم، معي كل شيء."

هل أنت متأكدة أنك لم تنس أي شيء؟ دعيني أتأكد" بهذا دخلت الشابة مباشرة إلى غرفة النوم.

تبعتها فايزة، وهي تراقبها وهي تفتش في الأشياء دون أن تجد أي شيء.

ذكرتها فايزة قائلة: "لم أنس أي شيء. هل نسيت أنني لم أجلب سوى حقيبة صغيرة من منزل عائلة منصور؟ لم آت حتى بأية ملابس "

بعبارة أخرى، حتى لو نسيت أي شيء، فلن يكون هنا، ولم يكن على حنان أن تتعب نفسها في البحث.

انظري إلي كم أنا حمقاء سأحضر لك بعض الطعام لتأكليه
أثناء الرحلة. أنا متأكدة أنها ستكون طويلة، وحيث أنك حامل الآن، فبالتأكيد ستشعرين بالجوع سريعاً. سأحضر لك بعض أطباقك المفضلة لتأكليها في الطائرة.

"لا داعي لكل هذا التعب" أمسكت فايزة بحنان. "رحلتنا تشمل وجبات الطائرة. يمكنني أن أكل مما هو متاح."

إلا أن حنان جادلت في إصرار. "إن الطعام الذي على متن الطائرة لا يماثل ما أعده أنا. وفي كل الأحوال، سأحضر بعض الفطاير الطيبة، حتى عندما تكون باردة. من يعلم متى تتاح الفرصة لتأكليها ثانية؟"

رأت فايزة أنها قد تكون محقة: "حسناً، سأساعدك "

بهذا، قامت حنان الخبيرة في صنع الفطائر، بتحضير تشكلية رائعة، اضافة إلى أن فايزة كانت قد بدأت تشتهي الحلوى منذ أن أصبحت حاملاً. وبالتالي لم تملك أن تمنع نفسها من التنهيد وهي تشاهد حنان تعبئ الفطائر في صندوق. كل أطباقي المفضلة. شكراً لك يا حنان، إنني ممتنة."

استهزأت حنان بها قائلة: "بالطبع لو لم تكوني مسافرة إلى

الخارج، ما كنت أعددت كل هذا لك "
عندنا أنت على ذكر مغادرة فايزة للبلاد، ساد الصمت بينهما مرة أخرى. وبعد لحظات اختنقت حنان وسألت: "لن تعودي أبداً، أليس كذلك؟"

ابتسمت فايزة: "ولكن يمكنك دائماً زيارتي. أو يمكنك السفر إلى الخارج لتطوير حياتك العملية بعد أن استقر. إن الرجال في الخارج جذابون أيضاً. عندئذ، يمكنك أن تجدي شخصاً من المحليين، وتنجبي معه أطفالاً رائعين."

"أحقاً؟" كانت حنان تتوق إلى ذلك. "إذا، يجب أن تعرفيني على أحدهم. لا تحتفظي بكل الرائعين لنفسك. إنني أطالب بحقي!"

"كلهم لك، ما رأيك في ذلك؟"

"هايل"

أستمرت الاثنتان في الدردشة بشكل متقطع إلى أن وصل خالد في المساء.

السيارة في الأسفل. هل حزمت كل شيء؟"

أومأت فايزة: "نعم"
أين حقيبة سفرك؟ سأساعدك "

لا داعي لذكل. ليس معي سوى القليل من الأمتعة. يمكنني

التعامل معها بنفسي."

بهذا، نظر خالد إلى فايزة في استسسلام. "يا فايزة، إن ما

بيننا تاريخ طويل. ليس عليك أن تكوني مهذبة معي. "

"أعدك أنني لست كذلك."

لم يصدقها خالد في بادئ الأمر، ولكن عندما رأى "حقيبة" فايزة في يدها، أدرك أخيراً أنها لم تكن مهذبة، حيث أن كل

ما كانت تحمله كان عبارة عن حقيبة صغيرة.

نظر خالد إليها لبرهة، وفي النهاية مد يده لها قائلا: "سأحملها عنك."

عجلت فايزة برفضه، وشعرت بشيء من الدهشة: "لا داعي.

إنها أشياء قليلة جدا."

إلا أن خالد أخذ الحقيبة منها من تلقاء نفسه، مما أثار استياء فايزة لفترة. ومع ذلك، لم تقل أي شيء في النهاية
ركبت حنان السيارة معهما، وتوجه الجميع إلى المطار.

بعد الوصول إلى المطار، انفجرت حنان أخيراً في البكاء و دفئت نفسها بين ذراعي فايزة بعد أن كافحت حزنها طيلة النهار. "إنني أحذرك يا فايزة صديق، إياك أن تنسيني، وإلا

سأتي إليك حيثما كنت وسأظل أزعجك!"

تأثرت فايزة بمشاعر حنان، فاحمرت عيناها قليلاً. احتضنت المرأة وقالت: "لن أنسى أحداً، وخاصة لن أنساكي أنت."

أقسمي لي أنني سأكون صديقتك الصدوق إلى الأبد. حتى بعد ذهابك إلى هناك، لن تجدي صديقة أفضل مني."

"حسنا، أقسم لك."

وإن أصبح لديك أصدقاء وسيمين، فلا يمكنك الاحتفاظ

بهم لنفسك. يجب أن تعرفيني عليهم."

"سأفعل، سأفعل "

" وسأزورك كلما أمكن لي ذلك."

سأكون في انتظارك "
تشكلت ابتسامة لطيفة على شفتي خالد وهو يراقب الشابتين يتبادلان الحديث

من ناحية أخرى، اقترب مساعده، الذي كان يراقبهم طيلة الوقت من خالد، وذكره في صوت هامس: "يا سيد الرماح لقد حان الوقت."

تلاشت ابتسامة خالد قليلاً عند ذلك، وألقى نظرة باردة على الشخص.

شعر المساعد فوراً برعشة تمر على ظهره، وتراجع خطوتين وقد خاف أن يقول المزيد.

لم يجرؤ أحد منهم على استفزاز خالد، فهو مجنون، في كل الأحوال. إلا أن المساعد لم يملك أن يمنع نفسه من ذم

شفتيه وهو يتطلع إلى فايزة، وقد زاد فضوله تدريجيا.

لم يتخيل أحد منهم أن رجل مجنون مثل خالد، يعود إلى البلاد من أجل امرأة، ويعاملها بكل هذه الرقة.

احتضنت فايزة وحنان بعضهما البعض لفترة طويلة، ولكن كانت حنان هي التي دفعتها، وقالت وهي تنتحب: "حسناً،
لا يمكننا العناق بعد الآن إن الطائرة على وشك الإقلاع. يجب أن تذهبي بسرعة."

بل أن الشابة دفعت فايزة لتمشي.

لم تكن فايزة تتوقع ذلك، فتراجعت بضع خطوات للخلف ثم شعرت بقبضة قوية حول خصرها - كان خالد واقفاً بجانبها، وقد أمسك بها ليمنعها من السقوط.

"حسناً، سأغادر الآن. لن أقف هنا أشاهدك ترحلين، وإلا سأبدأ في البكاء من جديد استدارت حنان على الفور وتظاهرت بأنها غير عابئة وهي تلوح بيدها وتغادر دون أن

تلتفت.

وقفت فايزة في مكانها، مترددة في رفع عينيها عن صديقتها التي كانت تبتعد. سرعان ما جاءها صوت خالد اللطيف: "هيا بنا، يا فيكسي. حان الوقت للذهاب."

عادت فايزة إلى أرض الواقع، وأومأت بلطف: "حسناً."

مع صعود الطائرة إلى أعلى ارتفاع لها، جلست فايزة بجانب

النافذة، وعينيها تحدقان في المدينة التي كانت تتباعد من

تحتها. كان ليل مدينة السدى مذهل للغاية، والأضواء
البعيدة تشبه النجوم المتلألئة وتدريجياً تلاشى الحنين في

عيون فايزة.

وداعاً، مدينة السدى ، وداعاً، أيها الماضي. وداعا يا حسام .

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-