رواية نورة الفصل السادس عشر بقلم lehcen tetouani
...... حل ضيف آخر غير متوقع في وقت متأخر عند عائلة هاشم هو زياد الاخ الاصغر لعثمان الذي لحق بأخاه لأمر مهم كما اخبر والد هاشم عن ذلك وبما انه لم يجده طلب الشيخ من زياد ان يبيت تلك الليلة عنده فمستحيل عودته في ذاك الوقت المتأخر والمشوار لدياره يتطلب سفرا طويلا واقنعه في تلك الاثناء ان ينتظر اخاه غدا فهو في رحلة صيد ثم يفعل مايشاء بعد لقائه
ادخل الشيخ الشاب إلى البيت ونادى على خديجة كي تستقبله قالت له زيااد هل من امر جلل حتى لحقت بنا
قال لا لا تقلقي احتاج عثمان فقط في امر ضروري
وماذاك الامر الذي قدمت من اجله في هذه الساعة المتأخرة إن كان على إحتياجك للمال كعادتك فلم لم تنتظر حتى الغد
قال الشيخ خديجة يا إبنتي دعي الرجل اولا يرتاح من مشقة الطريق ثم إسأليه كما اردت لاحقا..
اخذت خديجة زياد إلى غرفة الجلوس التي كانت تتواجدان فيها خولة ونورة يتسامران.
دهشت نورة من الرجل الغريب الذي حل عليهم فجأة فطمنتها خولة انه اخ عثمان.
رحب زياد بالجالسين واستغرب بدوره عن تلك الفتاة الساحرة مابينهم وسأل من تكون بما انه اول مرة يراها ولم يسمع حتى بأن هاشم تزوج من جديد للمرة الثانية فكان طيلة جلسته معهم يسرق الانظار إليها وعندما يتحدث ينظر إلى عيونها مباشرة مما زاد من إرتباك نورة واعتذرت لتستأذن قصد مساعدة خديجة في العشاء
قال زياد لي خولة منذ متى تزوج اخاك هاشم لم اسمع بالقصة بتاتا
تزوج من قريب جدا فالعرس كان مستعجلا لم يشمل إلا بعض القريبين فقط لذلك لم تسمع عنه واظنك كعادتك لك عالمك الخاص فقليلا ماتندمج مع الواقع وتسمع بأخباره الأخيرة
ضحك زياد وفهم ماتقصده خولة بعد العشاء طلب الشيخ ان يبيت زياد في غرفة الجلوس كما طلب من نورة ان تجلب له بطانية ثم إستاذنه لانه ينام مبكرا واخذ معه صابر وانصرف إلى غرفته.
بينما كانت خولة وخديجة منشغلتان في غسل الاواني احضرت نورة البطانية لزياد وماإن مدت يدها له ليحملها عنها اخذها منها ووضع يديه على يديها ليلمسها متعمدا وهو ينظر في وجهها التي فزعت المسكينة من تصرف هذا الشاب وسحبت يديها بسرعة وعادت ادراجها للخلف...
قال لها مبروك إذا انت عروس هاشم.
باركك الله في عمرك نعم انا هي
محظوظ هذا الهاشم ان يحظى بكل هذا الجمال.
شكرا إن إحتجت لشيء فنادي على خديجة فهي ستلبي كل ماتريده. ليلة سعيدة.
خرجت نورة من غرفة الجلوس وهي مستاءة من سلوك زياد الذي لم يكن ليقا. وذهبت مباشرة إلى غرفتها فهي ملاذها الوحيد للهروب من المواقف السيئة..
وفي الصباح باكرا كالمعتاد نهضت نورة لتجهز الفطور للضيوف. وهي تعجن الخبز في المطبخ إذ بزياد يقف فوق رأسها فجأة. فانتفض قلبها من شدة الخوف صباح الخير هل اخفتك؟
صباح النور قليلا لم اتوقع إستيقاظك مبكرا
لم استطع النوم ربما لان بالي مشغولا او عندما غيرت المكان
اكيد الإنسان ومايألف بحياته فالتغيير سيكون صعب عليه.
تقصدين ان بزواجك ايضا قمت بتغيير لحياتك
ربما تفضل إرتاح في غرفة الجلوس وساجلب لك بعد قليل الفطور
في تلك الاثناء دخلت عليهما خديجة ودون ان تلقي تحية الصباح قالت منذ متى وانتما هنا تتحدثان بمفردكما.؟
إستدارا لها الإثنان نورة وزياد اللذان إستغربا سؤالها مالذي تقصده يازوجة اخي الناس يلقون التحية والسلام اولا أليس كذلك ومع ذلك سأجيبك على فضولك لم استطع النوم وعندما سمعت صوت الاواني تتبعت مصدره فوجدتها نورة هي من كانت بالمطبخ هذا كل شيء انا سأخرج قليلا لأرى جمال قريتكم حتى يجهز الفطور.
قالت خديجة لنورة لماذا تعجنين الخبز بهذه الطريقة دعيه من يدك سأتمه بنفسي اما انت فاذهبي اجلبي الحليب وقبل ذلك نظفي الإسطبل
لم تستطع نورة الرد بكلمة واحدة وتجنبت الشجار مع خديجة على الصبح وخرجت من المطبخ فورا
إستيقضت خولة وقالت صباح الخير خديجة اين هي نورة.؟
أجابت واين تكون نورة برأيك غير انها لم تستيقظ بعد فهي تدلل نفسها بنفسها بما انها مازالت عروسا.. اما حظي انا فها انا اقوم بالعجن والنفخ
ندمت اني سألتك ياخديجة من اصله ودعي المرأة وشأنها
عند مائدة الإفطار إلتف بها الجميع ماعدى نورة الذي ظن بعضهم انها مازالت نائمة بينما زياد إنسحب من الجمع بغية ذهابه إلى دورة المياه ولكن الحقيقة ان زياد ذهب يبحث عن نورة في كل اماكن المنزل حتى وجدها اخيرا في الإسطبل مغشي عليها.
هرع زياد إلى نورة الذي حاول إيقاضها ثم حملها واخذها إلى غرفتها وبينما هو خارج منها لينادي على احدهم لمساعدته وجد في وجهه مباشرة خديجة قالت هي وصلت الوقاحة بكما إلى هذا الحد