رواية ولادة من جديد الفصل الخامس عشر 15بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الخامس عشر بقلم مجهول

 أنا متأكدة أن السيد منصور يحبك


سألت حنان بعد لحظة من الصمت: ‏"و...ولماذا؟"
"ولماذا لا؟"
كانت حنان ساخطة وهي تقول: "ولكن ... لقد مر على زواجكما عامين. عامين كاملين! ألا يكن لك ولو شعرة من المشاعر؟ كما أنه والد الطفل، برب السماء! كزوج وكأب، أليس لديه أيه شفقة بك؟"
صمتت فايزة. فلو كان لا يزال لديها نسج من الخيال تجاه حسام قبل ارسال الرسالة، فإنها قد اندثرت الآن نهائياً.
ما هي تلك العبارة الشائعة المداولة عبر الانترنت؟ أوه، صحيح ... إن طفلك لك فقط عندما يحبك، أما عندما لا يحبك – ولتنسي طفلك – فإن حتى أنت لا قيمة لك.
في هذه الأثناء، استمرت حنان في ثرثرتها: "حتى في غياب زواج دام لمدة عامين، لقد نشأتما معاً. أليس لديه حتى أية مشاعر من الطفولة؟ هل أنت متأكدة أنك أوضحت له الأمر يا فيفي؟ لماذا لا أقوم أنا ..."
قاطعتها فايزة في هدوء: "حنان، رجاء لا تقولي المزيد."
فمع أي كلمة أخرى، وسوف تشعر بالمزيد والمزيد من الذل والهوان.    كانت مرة واحدة كافية. فما معنى تعدد المرات؟ التوسل؟ إن كان الأمر كذلك، فيفضل أن تتركه.
بعد انهاء مكالمة حنان، اغتسلت فايزة واستعادت طاقتها للعمل. وقادت سيارتها إلى الشركة في ذلك اليوم، وأول شيء قامت به بعد وصولها إلى مكتبها، كان التحقق من مهامها. بعد التأكد أن كل شيء في محله، أخرجت هاتفها المحمول أخيراً، وحجزت موعداً.
نظراً لأنها كانت قد قررت التخلص من الجنين، فيفضل لها أن تنفذ ذلك سريعاً.
وحيث أن المواعيد المتاحة لهذا الأسبوع كانت محجوزة بالكامل، ولم يتح لها سوى اختيار موعد في الأسبوع المقبل. ولكن عندما وصلت إلى لحظة تأكيد حجزها، وجدت فايزة فجأة أنها تمنع اصابعها من الاستمرار.
وبدا وكأن هناك صوت يسألها: "هل تريدين حقاً التخلص من الطفل؟ هل تتحملين القيام بذلك؟"
ثم جادلها صوت آخر: "وإن يكن؟ هل ستكونين أباً للطفل، حيث أنه ليس لديه أب؟"
"المكتوب على الجبين، يجب أن تراه العين. لقد بدأت للتو الثلث الأول من الحمل. ويجب منح الطفل تسعة أشهر لكمال التكوين قبل أن يخرج إلى الحياة. ما الذي يقلقك كل هذا القلق؟"
"هل سيتم حل المشكلة لمجرد أنك تتجنبيها؟ حتى إن لم تنفذي ذلك الآن، ستضطرين للقيام به لاحقاً."
"ولكنه ليس مجرد طفل حسام . إنه طفلك أنتِ أيضاً. دمك يجري في شرايينه، أليس كذلك؟"
وماذا في ذلك؟ أنتِ لا تعرفين ألم النمو مع أحد الأعبود فقط."
في تلك اللحظة، وجدت فايزة نفسها ممزقة بين صوتين يتجادلان بلا توقف. كان أحدهما يطلب منها الاحتفاظ بالجنين، بينما طلب منها الآخر إجهاضه. كانت رأسها في حالة فوضى تامة في تلك اللحظة.
وعندئذ دخلت يارا واقتربت منها: "سيدة فايزة، هذه هي مسودة مشروع شركة IC، رجاء إذا كان هناك ما يتطلب التعديل."
أقفلت فايزة هاتفها على الفور، ووضعته على مكتبها.
اندهشت يارا قليلاً لسرعة تصرفاتها، ولكن لأنها كانت مرؤوسة، وأنه لا ينبغي لها أن تسأل رؤسائها حول أمورهم الخاصة، فلم تملك سوى كبح فضولها وتسليم الاقتراح لفايزة.
وعندما رأت فايزة أن يارا ظلت واقفة في مكانها بعد أن أخذت منها الملف، سألتها فايزة: "نعم؟ هل هناك أمر آخر؟"
عندها، ألقت يارا عليها نظرة وسألت بلطف: "لقد تعافيت الآن، أليس كذلك يا سيدة فايزة؟ لقد أصابني الرعب حين فقد الوعي قبل بضعة أيام."
وحيث تم التطرق للموضوع، فقد تساءلت فايزة: "هل كنتِ أنتِ من جئت به في ذلك اليوم؟"
أومأت يارا: "نعم. لم أتمكن من ايقاظك مهما حاولت، لذا ذهبت إلى السيد منصور."
لا عجب إذاً أنني استيقظت في سيارته.
"لن تتخيلي يا سيدة فايزة مدى قلق السيد منصور عندما أخبرته أنك على الأرجح قد فقد الوعي في ذلك اليوم."
لم تكن فايزة متأكدة مما ترمي إليه يارا بإخبارها بذلك. هل تحاول أن تتملقني؟ لذلك، اختارت كلماتها بحكمة وروية: "حقاً؟ ما مدى القلق الذي نتحدث عنه؟"
ابتسمت يارا في خجل وهي تجيب قائلة: "في الواقع، لم أر السيد منصور خلال سنوات عملي في الشركة متوتراً وقلقاً بهذا الشكل قط، إلا في ذلك اليوم. كان هناك الكثير من التنفيذيين يقدمون له تقارير العمل في ذلك الوقت، ولكن بمجرد أن سمع أنك قد فقدت الوعي، تركهم جانباً، وركض إلى هنا ليحملك إلى السيارة."
وهنا غمزت يارا لفايزة وقالت: " أنا متأكدة أن السيد منصور يحبك."
حدقت فايزة بها ثم قالت: "أتعتقدين ذلك حقاً؟ ألم تر امرأة أخرى بجانبه؟"
كان هذا كل ما تطلبه الأمر لاطفاء شغف يارا المتوهج للحديث عن قصة حب رومانسية بالمكتب. ظلت واقفة في مكانها بحرج لفترة طويلة، لا تعلم ما الذي يجب أن تقوله لتلطيف الجو.
كانت، نظراً لموقف حسام ، قد نسيت تماماً تلك المرأة الموجودة بجانبه، إلا أن يارا لم تعر الأمر أهمية كبيرة في آنه، أما الآن وقد أتت فايزة على ذكره، فإن الوضع كان بالفعل به خلل ما.
ذلك لأن ... كانت تلك المرأة تتردد على مكتب الرئيس التنفيذي، وانتشرت بعض الشائعات في المكتب بسببها.
بعد أن رأت الشابة تقف صامتة مشدوهة في مكانها، قامت فايزة بفرك الوجع في ضدغيها، وأنهت اللقاء بلطف: "هيا، اذهبي، لنعد إلى العمل."
"حسناً، حسناً."
‏بعد أنا غادرت يارا، التقطت فايزة هاتفها مرة أخرى، وأكدت الحجز. وقالت لنفسها، لا يوجد ما يمكنني التمسك به فعلياً.
عند الظهيرة، أرسل لها فوزي رسالة نصية، يدعوها لتناول الغداء معه.
حيث أن عقل فايزة كان لا يزال مشوشاً، أرادت أن تعتذر، ولكن عندما تذكرت أنه قام بتنظيم عملها لها، وافقت على ذلك.
عندما حان وقت الغداء، نزلت إلى الطابق السفلي، وانتظرته في الردهة. قال إنه سيأخذها بالسيارة، فلم تعترض.
بينما كانت تنتظره، قامت بمراجعة جدول أعمالها لفترة ما بعد الظهر على هاتفها، عندما وجدت أناس أمامها قد بدأوا في النميمة.
"أليست هذه سيارة السيد منصور؟ لماذا يأت في هذه الساعة المتأخرة؟"
عندئذ، نظرت فايزة بشكل لا إرادي، ورأت سيارة السايان السوداء من أول نظرة. قفز قلبها، فهي تعرف أن لا أحد يقود هذه السيارة سواه. ربما لم تكن السيارة بطيئة، ولكن النافذة كانت مفتوحة، وعندما مرت السيارة، رأت فايزة أن رهف تجلس في المقعد الأمامي.
كانت قد حضرت إلى العمل بزي أزرق فاتح، وكان شعرها الطويل منسدلاً حول كتفيها. عندما نظرت خارج النافذة، التقت عيناها بعيني فايزة صدفة وهي تقف بين الموظفين.
ذهلت رهف للحظة واحدة قبل أن تبتسم لها.
أما حسام فكان مركزاً اهتمامه على الطريق أمامه، لذا لم يلاحظ ذلك. لم يبدأ الموظفون أمام فايزة بالنميمة إلا بعد أن دخلت السيارة السايان المبنى.
"من هي تلك المرأة؟ لا أصدق أنها تجلس في المعقد الأمامي لسيارة السيد منصور. سمعت أنهما ظلا في المكتب حتى وقت متأخر من الليل، وغادرا معاً أيضاً."
"سمعت هذا أنا أيضاً من شخص آخر. إنها المرأة التي يعجب بها السيد منصور، وقد عادت للتو إلى البلاد منذ وقت قريب."
"المرأة التي يعجب بها السيد منصور؟ ولكن أليس هو والآنسة صديق متزوجين بالفعل؟"
"هل أنت أبله؟ أتعتقد حقاً أن زواج الأثرياء حقيقي؟ يقول الجميع أن زواج السيد منصور والآنسة صديق زواج صوري. وإلا، فلماذا لا تزال تعمل سكرتيرة له حتى الآن. كما أنه لم يتم الإعلان عن أي حمل لها حتى الآن

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-