رواية ولادة من جديد الفصل المئه والتاسع والخمسون159 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والتاسع والخمسون بقلم مجهول

لم تعد طيلة الليل

بييب ! بييب !

كان صوت الهاتف المشغول الذي لم يتوقف عن الرنين في أذن فايزة يشعرها و ان العديد من الأشواك تخترق قلبها.

للحظة، فكرت حقاً في أن تترك كل شيء، وألا تعود على الاطلاق.

ولكن، كان حقيقة أيضاً عندما قالت أن لديها بعض الأشياء الشخصية هناك. بعدم وجود خيار آخر، قررت أن تجد وقتاً عندما لا يكون حسام في المنزل، وتأتي بأغراضها.

بعد الافطار، شاركت فايزة أفكارها مع حنان.

"لقد ذكرت لي ذلك ليلة أمس، أليس كذلك؟ لدي سيارة جاهزة، بل وحتى دعوت صديقتي للقدوم معنا سنساعدك على نقل أغراضك، فلا تقلقي. ركزي فقط على حزم أغراضك "

شكراً لك يا حنان" لم تتوقع فايزة أن تكون حنان بهذه الدقة في استعداداتها.
يا الله، ما الذي يتطلب الشكر بيننا ؟"

ذكرت فايزة فجأة، لا حاجة لطلب مساعدة صديقتك لنا. ليس لدي الكثير لأحزمه، في الواقع، يمكنني الذهاب بمفردي.

عندما سمعت حنان هذا وضعت ما كانت تحمله فوراً. "أنت ذاهبة بمفردك؟ لا يجب أن أرافقك. ماذا لو حدث شيء ماء"

"ما الذي يمكن أن يحدث؟ فعلى كل الأحوال، إنه مكان عشت فيه لفترة طويلة، وعائلاتنا معروفة منذ زمن بعيد ما

الذي يمكن أن يحدث؟"

أدركت حنان فجأة أن عائلة منصور تحتل مكانة بارزة، وأنها أفرطت في القلق.

هل حقاً لا تحتاجين لمرافقتي لك؟"

حقاً. إنها مجرد بعض الأغراض. سأذهب للمستشفى أولاً. ثم أعوود بعد أن آتي بأغراضي"
حسناً إذا ... كوني حذرة وانت بمفردك. لا تسمحي أن ينتهي بك الوضع كما حدث أمس"

ظهرت لمحة من الحزن في عيون فايزة عند ذكر أحداث الأمس اكتفت بالابتسام لحنان

‏Lila Ali‏

ذهبت فايزة إلى المستشفى بعد أن غادرت منزل حنان.

نظراً لأنها لم تأت إلى المستشفى أمس، سألتها فضيلة عن مكان تواجدها فور رؤيتها للشابة.

لم تكن فايزة ترغب في الكذب على فضيلة، لذا ابتسمت وشرحت قائلة: "جدتي، لم أتمكن من الحضور؛ لأن كان لدي مسألة هامة يجب أن أتابعها."

بما أن فضيلة كانت امرأة متفهمة، استطاعت أن تدرك أن فايزة لا ترغب في الخوض في التفاصيل بعد أن سمعت اجابتها الغامضة. كانت تعرف أن الجيل الأصغر لديه أسراره الخاصة، وبدلاً من الإلحاح عليها، أمسكت فضيلة بيد فايزة

وغيرت الموضوع. ما هي القصة التي سترويها لي اليوم؟
قهقهت فايزة: "ما القصة التي ترغبين في سمعها، يا جدتي ؟ "

ماذا عن قصة عن ن العائلة؟" اقترحت فضيلة.

تخطى قلب فايزة دقة عند سماعها ذلك. اعتقدت فضيلة أنها ربما علمت بأمر الطلاق من حسام، وقد يكون هذا الموضوع تلميح خفي.

إلا أنها عندما نظرت إلى فضيلة، لاحظت أن تعبير وجه السيدة المسنة كان طبيعياً، ولم يبد أن هناك أي خطب.

ومن ناحية أخرى، فإن عائلة منصور على الأرجح سيراعون صحة فضيلة، وعلى الأرجح لن يخبروها بالأمر بهذه السرعة، حتى وإن كانا قد حصلا على الطلاق.

"حسناً، سأخبرك قصة عائلة اليوم"

اختارت فايزة بعناية قصة من مخزونها، وقد اختارت القصة الأكثر مؤثرة التي كانت تعرفها لتحكيها لفضيلة.

وفي النهاية، استغرقت فضيلة، التي كانت قد تأثرت

بالقصة، في النوم، والدموع تترقرق في أطراف عينيها.
مجرد النظر إلى السيدة جعل فايزة تنحني وتحضنها بقوة قبل أن تهمس: "جدتي، لا أظن أنني سأتمكن من المجن

لزيارتك بعد الآن".

كان صوتها حنوناً بقدر أنها كانت على الأرجح الوحيدة التي

سمعت ذلك.

وكان السبب الوحيد الذي جعلها تجرؤ على النطق بهذه

الكلمات هو أن فضيلة كانت نائمة.

"يجب أن تعتني بصحتك من الآن فصاعداً يا جدتي. لا

يوجد ما هو أهم من صحتك. كما أنه سيكون لكي زوجة

حفيد أفضل مني في المستقبل تقوم برعايتك."

بعد أن قالت ذلك، مدت فايزة يدها لتمسح دموع فضيلة

قبل أن تضع قبلة على جبينها.

وقفت تتأمل لدقيقة طويلة قبل أن تستدير وتغادر في حزم.

لكن عندما استدارت وجدت حسام واقفاً عند باب الغرفة.

بدا أن الزمن توقف لبرهة عندما التقت أعينهما.
بعد وهلة، أجبرت فايزة نفسها على الابتسام، واقتربت منه.

جنت لرؤية جد... توقفت وغيرت أسلوب حديثها عن

فضيلة "جئت لرؤية السيدة منصور الكبيرة.

إلا أن نظرة حسام عليها كانت صافية وباردة. لم يكن هناك أي لمحة دفء في عينيه.

بدا وكأنه لم يراها، بل تجاهلها ومر بجانبها، تاركاً وراءه هبة

باردة من الرياح.

ظلت فايزة متسمرة في مكانها لبضع ثوان. علمت أنها لم يعد لها مكان هنا، وغاردت بعد قليل دون أن تصدر أي صوت.

بمجرد أن غادرت أدار حسام رأسه ونظر إلى المكان الذي

كانت تقف فيه قبل أن يبعد نظره ببطء.

عادت فايزة إلى المنزل لاستعادة أغراضها.
بمجرد أن دخلت منزل عائلة منصور، توجهت إليها مديرة المنزل والخادمات على الفور، وكأنهن يرحبن بقريبة لهن ضائعة.

"سيدتي، لقد عدت أخيراً."

"سيدتي، أين كنت ليلة أمس ؟ لم تعودي طيلة الليل. لقد

اشتقنا إليك !"

بالضبط مرحبا بك في المنزل سيدتي، هل أنت جائعة؟

هل ترغبين في شيء تأكليه؟"

لم يسبق أن عاملها أحد بهذا الدفء والحماس من قبل.

لم تكن فايزة متأكدة مما يفكر فيه الجميع، لكنها كانت

مضطرة للتعامل مع الوضع بهدوء.

بعد التعامل مع أسئلتهم، صعدت فايزة إلى الطابق العلوي حزم أغراضها.

لم يكن لديها الكثير لتحزمه في الواقع، كانت قد عادت

فقط لبعض الأغراض الشخصية. أما بالنسبة لملابسها، فلم

تكن فايزة تنوي أن تحزمها حتى تتفادى اثارة شكوك الخدم

عندما تنزل إلى الطابق السفلي.

لك تكن فريدة في المنزل اليوم، وكان حسام أيضاً قد خرج، ستتمكن فايزة من المغادرة بسرعة بمجرد أن تحزم أغراضها.

كان الخدم في هذه الأثناء يتحادثون في الطابق السفلي.

عادت السيدة اليوم. هل يعني ذلك أنها تصالحت مع السيد ؟"

"ربما من المعتاد للأزواج أن يتشاجرا ثم يتصالحا."

إلا أنهم لم يكادوا ينتهو من الحديث، حتى رأوا فايزة تنزل الدرج بعد وقت قصير. كانت تحمل حقيبة صغيرة، وكأنها

على وشك المغادرة.

استغرب الحشد كانت قد عادت منذ برهة قصيرة، والآن كانت تنوي الخروج مرة أخرى.

اقتربوا منها على الفور وحاصروها.

"يا سيدتي، لقد عدت للتو. إلى أين تذهبين الآن؟"
عندما رأتهم يحيطون بها شعرت فايزة بالارتياح لأنها لم تجمع الكثير من الأمتعة، وإلا كانوا سينهالون عليها بالأسئلة المختلفة.

ومن ثم، لم يتبق لها سوى أن تبتسم وأن تقول: "لدي شيء يجب أن اهتم به."

یا سيدتي، إلى أين تذهبين ؟ لقد عدت للتو، أليس من الأفضل أن ترتاحي قليلاً؟"

هزت فايزة رأسها: "لست متعبة. ليس هناك حاجة للراحة. حسنا الآن رجاء، عودوا إلى مهامكم. لتتوقف عن هذا التجمع من حولي، رجاء."

في الحقيقة، لم يتمكنوا من التخلص من شعور بالقلق عندما رأوا الحقيبة. لكن نظراً لأن فايزة لم تكن تحمل أي أمتعة، لم يبد أنها راحلة للأبد، لذا لم يتبق للحشد سوى أن يتفرقوا في النهاية.

عندما غادروا جميعا، شرعت فايزة في مغادرة المبنى.

وانتهى بها الأمر تصطدم بكبير الخدم عند المدخل.

"سيدتي"
تسمرت فايزة في مكانها سيد عبود" رحبت به بدورها

خلال وجودها في منزل عائلة منصور، كان فتحي يعتني بها بشتى الطرق، سرعان ما التمعت عيناها قليلاً، وبدا أنها

تريد أن تخبره بأمر ما.

لا بد أن فتحي قد استشعر شيء ما، حيث نظر إلى الحقيبة الصغيرة في يدها، وسأل في هدوء: "سيدتي، هل تنوين الذهاب في رحلة طويلة ؟"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-