رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثامن والخمسون158 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثامن والخمسون بقلم مجهول

هل قاطعتكما ؟

تنهد فتحي سراً. .

بعد أن رأى مدى سوء الصراع، اضافة إلى طبيعة حسام العنيدة والمتكبرة، سيكون من الصعب اقناعه على الخروج

والبحث عن فايزة.

همست احدى الخادمات قائلة: "شعرت بشيء غير طبيعي بين السيد والسيدة عندما زارت رهف عبد الرؤوف منزلنا من قبل. اعتقدت أن وضعهما قد تحسن بعد ذلك، لكنه لم يعد لما كان عليه في السابق. هل يمكن أن يكونا قد حصلا على الطلاق؟"

عندما سمع فتحي ذلك، شعر بجفنه يرتجف، ووبخ الخادمة بلجة استهجان" قائلاً: "توقفي عن هذا الهراء لا تقولي هذه الكلمة رجاء من الطبيعي لأي زوجين أن يتشاحنا، حتى لو تشاجرا اليوم، فقد يتصالحا غداً الآن اذهبي ونظفي حواف النوافذ مرة أخرى، إن لم يكن لديك شيء أفضل للقيام به."

ذم الآخرون شفاههم، وذهب كل منهم إلى عمله بعد أن قال .

فتحي ذلك.
في هذه الأثناء، كان فتحي يعاني من الصداع بسبب الاحباط، سرعان ما لوح بيده وقال أنه لم يعد يهتم، ويريد أن يرتاح في غرفته لبعض الوقت.

بمجرد أن بقيت الخادمات وحدهن، لم يتمكن سوى من التجمع والنميمة.

في الواقع، اعتقد أن السيد والسيدة قد حصلا على الطلاق. ربما لم يفعلا ذلك رسمياً بعد، ولكنهما يتجهان في ذلك الاتجاه. انتظري وستري. أراهن أن الشجار هذه المرة كان مروعاً. لقد عملنا لدى عائلة منصور لفترة طويلة، لكننا

لم تر السيد قط يفقد أعصابه بهذا الشكل."

ربما كان عندك حق. لم تسمعي الضجيج في غرفة المكتب عندما كنت بالقرب من الباب حسناً، ليس هذا من شأننا على كل حال حتى لو غادرت السيدة الحالية، لا يعني هذا أنه سيكون من الأيسر التعامل مع رهف عبد الرؤوف في رأيي، إن السيدة الحالية لطيفة. ولا تجعل حياتنا صعبة. أبداً."

"هذا صحيح."
في البداية كانوا يستمتعون بمعاملة فايزة باحتقار، فقد كانت الوريثة التي أنتهت بالإفلاس، ولكن عندما سمعوا كلمات الصدق تلك، تبدل تعبيرهم إلى القلق والجزع.

لم يعرفوا حتى السبب الذي جعلهم يعاملونها باحتقار.

حتى لو غادرت فستأتي سيدة جديدة في النهاية لتحل محلها. إلا أنه لا يوجد أي ضمان أن السيدة الجديدة ستكون أفضل منها.

وإن بدأت سيدة المنزل الجديدة في تعذيبهم

في ظل هذا الشك، ربما كان من الأفضل إن ظلت فايزة هي

التي يقومون بخدمتها.

عادت أفكارهم مرة أخرى، وخرجت تنهيدات جماعية وهن ينعون الوضع. كانوا يتمنون عودة فايزة سريعاً، على أمل منع التغيرات الدرامية التي قد تطرأ على ظروفهم الحالية.

وهكذا، قضوا ليلتهم في ترقب.

في الصباح التالي، كانت أولى كلماتهم لبعضهم البعض: "هل عادت السيدة إلى المنزل الليلة الماضية ؟"
"لا، لم تعد إلى المنزل على الإطلاق"

صدحت تنهيدات متتالية في الأجواء.

"إن السيدة لن ... تمتنع عن العودة أبداً، أليس كذلك؟"

يا إلهي، هل وقع الطلاق فعلاً بين السيد والسيدة؟"

مرة أخرى، غرق الجميع في حالة من الحزن.

مرت الليلة في سكون، دون ازعاج من الجيران الصاخبين

ومع ذلك، ظلت فايزة في حالة أرق طيلة الليل.

كانت حنان التي ظلت بجانبها، قد مرت بليلة عصيبة هي الأخرى.

على الرغم من ذلك استيقظت مبكراً في الصباح التالي

وأعدت الإفطار.

كانت فايزة مستلقية في السرير عندما اعتدلت فجأة

جالسة لأنها فكرت في الاتصال بوالدها.
كان طلاقها من حسام الآن حقيقة لا يمكن انكارها. وكانت

قد رأت أنه يجب أن تبلغ والدها بهذا الشأن.

عندما وصلت إلى هاتفها، أدركت أنه كان قد أغلق لنفاذ

البطارية. قامت سريعاً بتوصيله للشحن.

لم تر أنه قد فاتها العديد من المكالمات، إلا عندما عاد

الهاتف للتشغيل.

كانت فريدة وفتحي قد حاولا الاتصال بها عدة مرات. خاصة فريدة، كانت قد أجرت ما لا يقل عن عشر مكالمات.

إلا أن فريدة لم تتمكن من الوصول إليها؛ لأن هاتفها كان مغلقاً طوال الوقت.

في النهاية، لم تتمكن المرأة الأكبر عمراً سوى من ارسال عدد من الرسائل والاستفسارات عندما رأت السيل الطويل من الكلمات، شعرت فايزة باحساس مرير ومقبض في صدرها.

بعد قراءة الرسائل، بدأت فايزة تتساءل : ألم يبلغ حسام والديه عن طلاقنا؟ لماذا تتحدث أمي إلي عن هذه الأمور؟
فجأة، تلقت مكالمة واردة على هاتفها قبل أن تتفكر أكثر من

ذلك.

كانت لا تزال تمسك بالهاتف عندما توقف قلبها للحظة إذ

رأت اسم حسام .

لماذا يتصل بي بعد كل ما حدث؟

بدأت تتردد فيما يجب عليها أن ترد على المكالمة أم لا.

هل هناك ما هو أسوأ من الطلاق ؟ على الأرجح لا بأس من

الرد على المكالمة .

نظراً لأنها اطالت التفكير قبل أن تتخذ قراراً، انتهت المكالمة

بالفعل في الوقت الذي قررت فيه أخيراً الرد عليها.

وهكذا، أخذت نفساً عميقاً، واتصلت ترد المكالمة.

عندما رد على الهاتف شرحت فايزة بسرعة: "أنا آسفة، لقد كنت مشغولة للتو."

كان هناك صمت قصير على الجانب الآخر من الخط بعد أن
قالت ذلك. ثم تبعه قهقهة ساخرة: "كنت مشغولة في قضاء الوقت مع خالد ؟ هل أزعجتك؟"

لم تجد فايزة ما تقوله عند سماعها ذلك. نظراً لأنها وخالد لم يكونا سوى أصدقاء، أرادت غريزياً أن تفند افتراضه بأنها تقضي وقتاً مع خالد.

إلا أن الكلمات علقت في حلقها عندما تذكرت أنها، بملء فمها، كانت قد اعترفت له بوجود "علاقة" مع خالد.

إنه يعتقد على الأرجح أنني أواعد خالد الآن. بل ربما حتى ليلة أمس ... لكن لم يعد هناك ما علي أن أوضحه.

في النهاية أثرت الصمت.

وكان صمتها، كما وصل إلى حسام ، توكيداً.

إذا كانت مع خالدليلة أمس .... كان هناك شعور مؤلم في صدره على الرغم من أن فكه كان مطبقاً، إلا أنه لم يتمكن

من النطق بكلمة.

بعد لحظة سمع أخيراً فايزة تتحدث. "إن بعض أشيائي لا تزال في منزل عائلة منصور هل يمكنني ... أن آتي اليوم لأجمعها ؟ وبشأن طلاقنا ؟ هل أخبرت أمي وأبي ...
وكأنما أدركت أن اختيار الكلمات أمسى غير مناسب، توقفت فايزة فجأة عند تلك الكلمات. ثم صححت نفسها بسرعة: "ألم تخبر السيد والسيدة منصور عن طلاقنا؟"

كانت قد عادت إلى أسلوب مخاطبة فريدة وزكريا قبل أن

تتزوج حسام .

السيد والسيدة منصور.

وجمت نظرة حسام قليلاً وهو يردد الكلمات في رأسه. أخذ يصك أسنانه، وأطلق ضحكة لا مبالية وتحدث دون أن يهتم

بكلماته.

"فايزة، هذه مسألة تخص عائلتي أنا. من أنت بالنسبة لي؟

هل تعتقدين أنه من حقك التدخل؟"

انزعجت فايزة عند سماعها هذه الكلمات، وخفضت نظرها وهمست: "أنا آسفة، لقد تجاوزت الحدود"

إنه محق، لقد أصبحنا مطلقين الآن . لم يعد السيد والسيدة والسيدة الكبيرة منصور عائلتي.

كان الزواج فعلاً أمر غريب .
كانت عائلته قد أمست عائلتها عندما تزوجا، ولكن الآن وبعد أن انفصلا، كانت فجأة أيضاً قد فقدت بعض أفراد عائلتها .

عندما سمعها تعتذر، شعر حسام بوخزة لحظية من الندم إلا أنها لم تستمر طويلاً قبل أن حطمت كلماتها التالية شعوره بالذنب.

ممم ... متى تعتقد يكون الوقت مناسباً إذا لأحضر وآخذ أشيائي ؟"

كانت قد أمضت وقتاً طويلاً في منزل عائلة منصور، لذا لا شك أن هناك أغراض خاصة بها يجب أن تسترجعها.

سخر الرجل بعض الشيء عند سماعه ذلك.

أتريدين المجن وحزم امتعتك ؟ لقد تم طلاقك، وبدأت في حياة جديدة . أخبريني، إذا هل يسمح لك شريكك الحالي أن تأتي بأغراض قديمة بينما أنت معه؟"

هذه الكلمات الجارحة مرة أخرى. إنه دائما ما يستفزني بهذه الكلمات.
كبتت هذا بالعض على شفتها السفلى، وغمغمت : "بعض هذه الأشياء ملك لي."

حددي الوقت وتعالي خذيها بنفسك، إذا."

بهذا أنهى المكالمة بشكل مفاجئ

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-