رواية ولادة من جديد الفصل المئه والرابع والخمسون 154بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والرابع والخمسون بقلم مجهول

السيطرة على انفعالاتها

لم تكن الموظفة تتوقع هذا الجواب، فنظرت إلى فايزة ثم حسام وسألت في حذر: "وأنت يا سيدي ؟"

عندما سألت رأت بريقاً من الأمل في عيون الرجل، ومع ذلك، لم يرفع رأسه حتى وأجاب في برود: "لننفذ ما تقوله."

وقد كان بدا أنها لن تتمكن من اقناعهما. وبهذا، لم تقل الموظفة أي شيء، وساعدتهما في صمت على انهاء اجراءات طلاقهما.

طاخ طاخ !

بمجرد الانتهاء من ختم المستندات دفعت بها الموظفة نحوهما. وقفت وقفت فايزة و حسام مكانهما، ينظران في دهشة إلى الأوراق لفترة طويلة، قبل أن يتناولا نسخهما. ثم

غادرا مكتب الشؤون المدنية.
بعد خروجهما من المبنى، شعرت فايزة بنسيم الشتاء البارد يلفحها، ويتخلل شعرها، ويخدش خديها مثل قطع الأوراق. كانت تمسك بأوراق الطلاق، ومدت يدها إلى حسام . وتحدثت في هدوء: "شكراً على رعايتك لي طوال هذه السنوات."

إلا أنه لم يمسك بيدها، أو حتى ينظر إليها. بدلاً من ذلك. تركها بعد أن قال: "لقد أمسيت حرة أخيراً."

وقفت فايزة وحدها أمام مدخل مكتب الشؤون المدنية الذي بدا أكثر ضوضاء.

كان شعرها الناعم متشابكاً بسبب نسمات الشتاء، حتى أنها شعرت أنه مبلل وبارد وهو يصفع وجهها. دون أن تدرك كانت الدموع تنهمر على خديها وكأن صنبوراً انفتح.

كانت قد قضت الأيام الأخيرة في الاستعداد النفسي واعتقدت أنها لن تهتم، ولكن عندما وقعت اللحظة، شعرت وكان قلبها قد انتزع من صدرها كانت تختنق.
كان الناس يأتون ويذهبون من مكتب الشؤون المدنية. كان بعضهم يتزوجون في سعادة، بينما كان البعض الآخر يحصل على الطلاق في حزن كان من الشائع لأناس مثل فايزة ممن كانوا يبكون بحرقة، أن يظهرون هنا فقد كان هناك الكثير من الأزوج الذين انتهى بهم الأمر إلى العداوة، ولكن حتى بعد الحصول على الطلاق، فإنهم يبكون الأوقات السعيدة التي أمضوها معاً في الماضي، لذا لم يكن غريباً أن يبكي أشخاص مثلها أمام المبنى.

كان الاختلاف الطفيف يكمن في جمالها. كانت ترتدي معطفاً أبيضاً، وانسدل شعرها على كتفيها، وكانت بشرتها ناصعة البياض عندما بكت احمرت عيناها وخداها، مما جعلها تبدو رقيقة وهشة. وهذا ما جعل المارة يلقون عليها النظرات

عندما اتصلت بها حنان كانت تبكي بشكل هيستيري في الهاتف: "نعم ... لقد ... لقد حصلنا على الطلاق. حالاً، الآن."

كانت حنان في خضم عملها، ولكن عندما سمعت فايزة تبكي توقفت على الفور عما تفعله، وذهبت لتطلب إذن انصراف من رئيسها. كفي عن البكاء، يا حبيبتي، حسنا؟ أين أنت الآن؟ ساتي لأخذك "

ظلت فايزة حيث تركها حسام . "أنا في مدخل مكتب الشؤون المدنية."

"حسناً. إن الطقس بارد اليوم. لماذا لا تجدين مكاناً دافئاً قريبا ؟ أنا قادمة الآن." بعد أن أنهت المكالمة، ركضت حنان على الفور إلى رئيسها.

أما فايزة، فبقيت حيث كانت ولم تستمع إلى نصيحة حنان بشأن العثور على مكان دافئ. في تلك اللحظة، كانت قدماها تشعران وكأنها مصبوبة من الرصاص. لم يكن ذلك بسبب عدم رغبتها في المغادرة، ولكن بسبب عدم قدرتها على تحريك ساقيها.

وقفت في مكانها، وهي تعتقد أنه لن يمكنها المشي إلا بعد وصول حنان.

بعد مرور بعض الوقت ظهرت فجأة هيئة بجانبها. رفعت رأسها عندما سمعت صوت الخطوات. كانت نظرتها عائمة. فلم تتعرف سوى على هئية نحيفة طويلة أمامها، لكنها لم تتمكن من تمييز من يكون إلا أنها عادت لتنظر إلى أسفل

عندما اكتشفت أنها ليست حنان.

بعد لحظات اندثر عليها معطف دافئ كبير، أعقبه تنهيدة: "لا بد أنك تحبينه كثيراً لتبكي لهذه الحرقة."

إنه ... صوت خالد.

رفعت فايزة رأسها ونظرت إليه وعيونها عائمة، وكانت تنتحب "ظننت أنك شخص غريب."

قهقه عندما سمع ذلك وقال: "لن يكون غريب بهذا اللطف ليعطيك معطفه. ثم أخرج منديلاً ومسح دموعها.

مع تحسن رؤيتها، استطاعت أخيراً أن تميز وجهه. كانت عينيه مليئة بالقلق، وكان هناك كدمو على ذقنه حيث لكمه حسام .
لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى تبدلت رؤيتها مرة أخرى، فقد تدفقت الدموع التي كان قد مسحها نظراً لشعورها بالذنب كان الأمر على ما يرام عندما كانت وحدها، لكن الآن، وفي وجود خالد، شعرت بالحرج. وبينما أخذت تبكي اعتذرت له: "أنا آسفة. اعتقد ... لا استطيع السيطرة على نفسي حالياً."

عبر بريق غريب في عيون خالد، بينما استمر في مسح دموعها. إلا أن دموعها ظلت تتدفق، وسرعان ما تشبع المنديل الذي أخرجه بالدموع. وبسبب الطقس البارد اليوم كان المنديل مبتلاً وبارداً. لم يملك سوى أن يقترح: "الجو

بارد هنا. لماذا لا نذهب إلى سيارتي ؟"

كانت فايزة لا تزال تبكي صامتة، ولم ترد عليه.

عندما رأى حالتها، وأراد أن يحملها إلى السيارة، لكنه خشى أن يفزعها. لذلك، وضع ذراعيه فوق المعطف ولفه حول كتفها، وألح عليها: "هيا بنا."

تحركت أخيراً، وهو يقودها إلا أن قدميها كانا مؤلمتين
بشدة بعد خطوة واحدة ربما كانت قد أطالت الوقوف وكانت قدماها قد اصابها الخدر كادت أن تسقط، لكن خالد تمكن من الامساك بها في الوقت المناسب.

سألها في قلق: "ماذا حدث؟" رأي عينيها مليئة بالدموع. وأضاف: انسي الأمر لا تقولي أي شيء. سأقودك إلى السيارة، لكن قدميك اصابها الخدر، لذا اسمحي لي فيما سأقوم به الآن"

بمجرد أن قال ذلك، أمسك بها بين ذراعيه. بعد بضع لحظات، وصلا أخيراً إلى السيارة. شعرت فايزة بتحسن كبير بعد أن وجدت وضعاً أكثر راحة.

"اعتقد أنك أطلت الوقوف في الرياح الباردة لفترة طويلة ولهذا السبب أصيبت قدميك بالخدر

اعتقد ذلك . لم ترد فايزة على خالد. كان تكييف الهواء في السيارة يعمل بشكل جيد، لذا فإن درجة الحرارة الدافئة تهدئ جسدها البارد، ولكن لم تهدأ مشاعرها المتقلبة.
عندما رأى حالتها، ألح عليها بلطف: "توقفي عن البكاء. حتى لو كنت حزينة، يجب أن تسيطري على انفعالاتك. لا تنسي أنك حامل."

سمعت فايزة، التي ظلت تنتحب ذلك، توقفت عن البكاء فوراً. هذا صحيح، أنا حامل . يجب أن اتصرف كأم . طفلي سيشعر بالانزعاج إذا استمريت في ذلك .

عندما فكرت في ذلك، مسحت دموعها بسرعة واستندت إلى المقعد لتهدئة انفعالاتها. استمرت دموعها في الظهور لذا لم تملك سوى أن تغلق عينيها وتستريح. في النهاية أدخلتها حالتها المهدئة إلى أرض الأحلام.

بينما كان يستمع إلى تنفسها المنتظم، نظر خالد إلى خديها البيضاوين الناصعين، وحاول مسح الدموع من زوايا عينيها. ثم همس: لو كنت فقط قادرة على النظر إلي " 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-