رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثالث والخمسون153 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثالث والخمسون بقلم مجهول

ما الذي كان يأمله؟

في الطريق إلى مكتب الشؤون المدنية، كان الاثنان صامتين. كان الجو بارداً داخل السيارة، على الأرجح لأن حسام كان شديد الغضب، حتى أنه نسى تشغيل تكييف الهواء. وحيث أن فايزة غادرت على عجل، لم ترتد سوى معطف. في البداية لم تهتم بدرجة الحرارة، ولكن مع مرور الوقت بدأت تشعر ببرودة المحيط من حولها. تم ارتجفت

واحكمت لف المعطف من حولها.

في هذه الأثناء، بدا الرجل غارقاً في أفكاره، حيث كانت

شفتاه باستمرار تتحولان إلى خط رفيع من طرف عينه رأها تلف معطفها حول نفسها دون أن تقول أي شيء. لذا

قام تشغيل تكييف الهواء بتعبير بارد.

بعد وقت قصير، ارتفعت درجة الحرارة في السيارة، ولم تملك فايزة سوى أن تلقي نظرة على حسام . كان وجهه يبدو دقيقاً جداً، وكأنه رسمة مفصلة بيد فنان. كذلك، بدت قسمات وجهه ساحرة من الجانب.
كان العيب الوحيد لهذا الوجه أنه كان متوتراً.

كانت فايزة قد عرفته لسنوات عديدة، فأدركت أنه منزعج. بل غاضب، ولكن حتى عندما كان غاضباً، فقد لاحظ رد فعلي، واهتم بتشغيل المدفأة لي.

غضت بصرها، وخفضت رأسها. شعرت فجأة أن الهواء داخل السيارة كان خانقاً بقدر جعلها تشعر بالاختناق.

كان الوضع مماثلاً للمرة السابقة عندما وصلا إلى مكتب الشؤون المدنية - كان عليهما انتظار دورهما. واثناء انتظارهما، همست فايزة لحسام قائلة: "سأخبر أمي وأبي

عندما نعود إلى البيت."

عند سماعه ذلك، ألقى عليها نظرة باردة ورد بكلمتين: "لا داعي"

سكتت، وبدا أنه لم يعد هناك حاجة بينهما للحديث. بهذه البساطة، ظلا صامتين وهما ينتظران دورهما.

فجأة، حضر زوجان مألوفان لتحية فايزة، والتي تعرفت عليهما فوراً، حيث كانت قد قابلتهما هنا في المرة السابقة. خلال لقائهم الأخير كان الزوجان سعيدان، وكانا ملتصقين كالغراء. كان الأمر وكأنهما لم يرغبا في الابتعاد عن بعضهما البعض.

إلا أنهما هذه المرة كانا يقفان على تباعد عن بعضهما البعض، وكأنهما يكرهان بعضهما البعض.

"هل أنتما .."

على الرغم من أن فايزة كانت واجمة، إلا أنها صدمت؛ لأنه لم يمض وقت طويل منذ زيارتهما الماضية، مما يعني أن الزوجين لم يتزوجا لفترة طويلة. هل يعقل أن يطلبا الطلاق

بهذه السرعة؟ إلا أن كلمات المرأة أفزعتها.

"إننا هنا لتحصل على الطلاق "

قبل أن تتمكن فايزة من تمالك نفسها، اطبقت المرأة
ذراعيها، ونظرت للرجل نظرة قاتلة. بعد ذلك اشتكت قائلة: هل تعلمين كم هذا الرجل الرجل مقرف ؟ لم نكن قد تزوجنا سوى

بضعة أيام، لأكتشف أن له عشيقة."

لم تجد فايزة ما تقوله.

كانت الأشياء التي قالها قبل أن نتزوج قد رسمت لي تصوراً جميلاً في ذهني، ولكن كل ذلك كان مجرد كذب.

كيف يمكن أن يكون هناك طرف ثالث؟"

إنها على حق . كيف يمكن لثلاثة أشخاص أن نسجموا في

علاقة رومانسية ؟

وافقت فايزة على كلامها، ولكنها لم تكن في مزاج جيد، لذا لم ترد.

إلا أن المرأة بدا وكأنها وجدت متنفساً لعواطفها. واستطردت في التعبير عنها، لماذا يتصف الرجال في هذا العالم بهذا القدر من البشاعة؟ إن كان غير قادر على التخلي عن حبيبته السابقة لماذا يتورط معي؟ ألا يمكنه ببساطة

الزواج من تلك المرأة؟ بدلاً من ذلك، أصر على الزواج مني واحتفظ بها معه هل يعتقد أنني لا يمكنني العيش دونه؟"

بعد أن انتهت من شكواها، تذكرت أمراً وسألت فايزة: "إن لم أكن مخطئة، فقد جئتما للطلاق في المرة السابقة، اليس كذلك؟ ولكنكما غادرتما بعد حدوث شيء ما. هل أنتما هنا

لذات السبب مرة أخرى ؟"

أومات فايزة: "نعم"

أوه! وما مشكلتك مع زوجك ؟" ربما كانت المرأة تركه الرجال بشكل عام نظراً لأنها كانت على وشك الحصول على الطلاق. وقبل أن تتمكن فايزة من الرد، بدأت في توبيخها:

هل يمكن أن يكون زوجك مثل زوجي، وله عشيقة ؟"

للأسف كان على حق مرة أخرى.

كانت فايزة غائمة البال، ولكن عندما سمعت المرأة تنتقد حسام شعرت فجأة .... بالسعادة. كان على كل مختلفاً عن باقي الرجال؛ لأنهما كانا قد اتفقا على زواج صوري. كانت هي من وقعت سراً في حبه.

لا يمكنني أن ألومه لأنه كان أكثر من رائع، أليس كذلك؟ تنهيدة لا يمكنني أن العنه، ولكن غيري يمكنه ذلك .

"بالنسبة لي، فإن الرجال أوغاد. لماذا تتزوج شخصاً لا تحبه، وينتهي بك الحال إلى هنا من أجل الطلاق ؟ أليس هذا مثيراً للسخرية؟" رأت المرأة أن حسام أيضاً عدو

وظلت تلقي إليه بالعبارات الساخرة.

ظل في بادئ الأمر هادلاً وتجاهلها، لكن المرأة كانت ثرثارة جداً، مما دفعه إلى العبوس والقاء نظرة باردة عليها.

فزعت المرأة من النظرة الباردة، وأغلقت فمها على الفور، بل أنها ابتلعت ريقها لا اراديا. ماذا يحدث؟ لهذا الرجل حضور قوي، بل حتى نظرته مخيفة . للحظة، ظننت أنه سيقتلني.

كانت فايزة أيضاً قد لاحظت نظرة حسام ، حتى أنها فزعت

منها وهي تراها من الجانب. في تلك اللحظة تذكرت أنه 
كان متزعزع عاطفياً طيلة اليوم. ماذا لو سيطرت عليه انفعالاته، وقام بشيء لا رجعة فيه؟

بعد التفكير في ذلك، لم تجرؤ فايزة على الاكتفاء بالمشاهدة بدلاً من ذلك اقتربت سرا من حسام . لحسن الحظ، بدا أن المرأة قد فزعت منه، وتوقفت عن الكلام. بل أنها توقفت حتى عن انتقاد زوجها، الذي كانت على وشك الطلاق منه على الرغم من أنها ظلت صامتة، إلا أن حسام احتفظ بتعبير وجهه البارد، وكان هناك من كان مديناً له بدین هائل

انتهى من سبقوهم من أداء مصالحهم، واقترب دورهما.

عندما رأت الموظفة تعبير حسام الغاضب، وتعبير فايزة

المكتتب، سألت: "هل ترغبان في الطلاق؟"

وقف الرجل في مكانه بلا حراك، دون حتى أن يرمش بعينه، أما فايزة، فقد ابتسمت بصعوبة، وسلمت الموظفة المستندات وهي تومئ برأسها "نعم، رجاء اتخاذ اللازم"
خلال الاجراءات، كان حسام متعاوناً، وفعل كل ما طلبته الموظفة، ونفذ كل شيء بدقة دون تذمر لم تنظر إليهما الموظفة حتى المرحلة الأخيرة. ربما لم تتحمل رؤية هذين الزوجين الجميلين يفترقان. لذا سالت: "هل أنتما متأكدان

من قراركما ؟ بمجرد أن أختم هذا، فلا رجعة عنه.

وستصبحان غرباء"

لم يجد الاثنان أي كلمات عندما سمعا كلمة "غرباء".

أثناء مراقبة رد فعلهما، قالت الموظفة بتعقل: "لن يكون الأمر دائماً سلساً في رحلة الزواج. فكرا في الأوقات الجميلة التي تشاركتها فيها. لا بد وأنكما كنتما تحبان بعضكما جداً لتتزوجا في المقام الأول، أليس كذلك؟" ثم ابتسمت وقالت: "لماذا لا تعودا إلى المنزل وتعيدا التفكير

في الأمر؟"

عبس حسام وعض شفته بشدة دون أن يرد. ربما كانت ينتظر أن يسمع صوتاً ناعماً بجانبه يسحق كل أماله. "شكراً على نصيحتك لكننا قد فكرنا مليا في الأمر. أرجوك

المتابعة إلى الخطوات النهائية."

في تلك اللحظة، انطفأ بصيص الأمل الخافت في عينيه. انتهى بنا الأمر هنا، فما الذي كنت اعتقد عليه الأمال؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-