رواية ولادة من جديد الفصل المئه وخمسون150 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والخمسون بقلم مجهول

لم تعد تريد أن تكون معك

"لن يحدث هذا "

رأت فايزة أنه من الممكن أن يأتي حسام إن أراد بعد أن يعلم أنها تتناول الغداء مع خالد.

إلا أن احتمالات أن يهرع آتياً كانت شبه منعدمة.

"يبدو أن وجهات نظرنا مختلفة في هذا الأمر. تم تأكيد

رهاننا، إذا، فإن جاء، سأساعدك "

لم تجد فايزة ما تقوله غير ذلك؛ لأن خالد كان قد عبر بالفعل عن رغبته. لم تملك سوى أن تسأله: "كيف ستساعدني ؟"

ابتسم خالد دون أن يقول أي شيء.

تساءلت فايزة: لماذا يتصرف بطريقة غامضة؟
كان المطعم الذي حجزا فيه لا يزال بعيداً، واستغرق منهما الوصول حوالي ثلاثين دقيقة. عندما وصلا، نزلا من السيارة، وجاء خالد ليسمك بالباب مرة أخرى.

لا داعي" قالت فايزة. يمكنني فتح الباب بنفسي."

" إن أردنا أن نتظاهر فنتقن ما نقدمه ".

لم يكن لديها ما تقوله بعد ذلك، ونزلت من السيارة وتبعته

إلى المطعم.

قبل أن يأتيا، كان خالد قد أوعز إلى مساعده أن يحجز له طاولة في ركن صغير بجوار النافذة بالطابق الثاني للمطعم.

استغرق الأمر حوالي ثمانية دقائق ليصعدا إلى الطابق العلوي، ويجلسا، ويطلبا.

ظلت فايزة التي كانت تسترجع كلمات خالد سارحة تفكر.
كانت ترغب في أن تنظر خلفها لتجد حسام كما توقع خالد، لكنها منعت نفسها في كل مرة كادت أن تستسلم فيها

الفضولها.

ذكرت نفسها : لا يمكنك أن تنظري إلى الخلف ! سيعتقد حسام أنني في انتظاره إن رأني التفت .

كانت قد عزمت على الطلاق، كما قررت منذ وقت طويل. لتتمكن من البناء، يجب أن تهد. لا يوجد شيء يجعلني أعيد التفكير في الأمر.

سألها خالد فجأة: "هل أنت متوترة؟"

تمالكت فايزة نفسها عندما سمعت سؤاله عندما أدركت ما

يسأله خالد، قالت لا ارادياً: "أبداً."

" ولكنك لا تعرفين حتى ما أسألك عنه."

لم تجد ما تقوله عندئذ.
في تلك اللحظة، نظر خالدن الذي كان يجلس أمامها، على بعد بسيط خلفها. ثم ابتسم: "إنك على وشك أن تخسري الرهان."

توقف قلب فايزة للحظة عندما سمعت تلك الكلمات.

"سأفي بوعدي."

ثم نهض خالد واقترب منها.

قبل أن تجد فرصة لأي رد فعل، كان قد لف ذراعه حولها فجأة، محيطا بها برائحة تبغ واضحة.

بعد أن أدركت ما فعله خالد، تجمدت فايزة وحاولت لا ارادياً أن تتحرر من عناقه.

همس في أذنها: "لا تتحركي، حسام في الخارج."

ولكن فايزة أمست أكثر تجمداً عند سماع تلك الكلمات.
ظلت كلمات خالد ترن في أذنيها. ألا تريدين التخلص منه؟

هذه فرصتك الذهبية.

شدد من احتضانه لها وهو يتكلم، فلم يعد بينهما أي مسافات. وعلى الرغم من أن فايزة وضعت راحتيها غريزياً ضد صدره، وقد أبدى جسدها مقاومة واضحة لهذه الحميمية، إلا أن خالد حافظ على ذات الوضع.

ربما كان كما قال فقط يفي بوعده بمساعدتها. ولم يكن لديه أي نوايا أخرى.

"إن حسام رجل أناني جداً. إن أخبرتيه أنك تريدين أن تكوني معي، فلن يجبرك على البقاء معه."

سكتت فايزة عندما سمعت ذلك. كانت قد عرفت حسام على مدار سنوات طويلة، وعرفت أن خالد على حق.

كانت اقتراحات خالد هي الأسلوب الأسرع في الوقت الحالي.
لم يكن هناك أي سبب لوقفها على أي حال إن هي أصرت

على الطلاق.

سنظل أنا ورهف و حسام في هذا التشابك إن لم نحصل

على الطلاق .

شعرت فايزة بالغثيان عندما فكرت في أن رهف هي الطرف الثالث في زواجهما، إن لم يحصلا على الطلاق.

كانت رهف منقذة حسام . وسيظل حسام دائماً ينظر إليها

بعين الاعجاب ويمنحها الامتيازات.

وعلى ماذا أحصل أنا من كل هذا؟

لننس ذلك . فليكن . أسلوب خالد ليس بهذا السوء على الاطلاق .

وهي تفكر في ذلك، كفت فايزة عن مقاومة خالد وأذعنت

وكأنها قد تقبلت مصيرها.

كان خالد أيضاً قد شعر باذعانها.
لا، بدلاً من القول بأنها قد أذعنت، كان من الأفضل وصفها بقطعة الخشب الطافية في المحيط منذ زمن طويل، وبعد أن أنهكتها الرياح والامطار، لم تعد راغبة في المقاومة. وكل ما كانت تريده الآن هو أن تنساب مع الأمواج أينما أخذتها.

رؤية فايزة بهذه الصورة تركته في حالة من الضيق والعجز.

على الرغم من أنها كانت قطعة من الخشب الطافية، إلا أنها تظل بحاجة إلى من يحبها ويعتني بها.

دون أن يدرك ذلك، أمسك خالد يدها واحتضنها بحذر.

في تلك اللحظة، رفع نظرة، والتقت عينيه بعيون حسام ، الذي كان وجهه قد تبدل في غضب وهو يتقدم غاضباً

نحوهما من الخارج عبر متاهة الطاولات والكراسي.

كان هناك بريق انتصار في ابتسامة خالد.

كانت هذه أول مرة خلال سنوات معرفتهما ببعضهما البعض التي يظهر فيها خالد مثل هذا التعبير تجاه حسام
طااااخ
تقدم حسام ولكم فك خالد قبل أن يسحب فايزة خلفه.

إلا أن لكمة واحدة لم تخمد النار التي في صدره.

بعد أن سحب فايزة خلفه، أمسك حسام بياقة قميص خالد ولكمه ثانية، وكانت الأوردة على جبينه ترتجف، وعيناه المحتقنتان تحدقان في خالد.

ترقرقت الدماء من زاوية شفتي خالد، بل وحتى نظارته كانت قد طارت من وجهه، كاشفة زوجين من العيون الباردة التي ضاقت. كانت تلك العيون الحادة تحدق الآن في عيون حسام السوداء الغاضبة اللا مبالية.

فکر خالد ها ! یا لسهولة اغضابه .

تمكن من ضبط نفسه في المستشفى المرة الماضية، فلماذا لا يتمكن من السيطرة على غضبه الآن؟
"لماذا ؟"

كان صوت حسام يبدو وكأنه يصك أسنانه بينما تراقص

الغضب في عينيه.

إلا أنه رأى بصيصاً من الفكاهة في عيون خالد. بدا حتى وكأن خالد يمازحه.

"ألا تعلم بالفعل أنني أكن لها مشاعر ؟"

لكنني لم أتصور أبداً أن تكون بهذه الوقاحة."

كانت ابتسامة خالد ملطخة بالدماء عندما ضحك. "وإن

كنت وقحاً؟ لا يهمني طالما أنني معها."

في اللحظة التي سمع فيها حسام هذه الكلمات، غضب )

بشدة، ورفع قبضته مجدداً على خالد.

"كفى!"

كانت فايزة أخيراً قد عادت إلى أرض الواقع، وأمسكت بيد حسام لكف ذراعه الضاربة.

على الرغم من أنها اضطرت إلى استخدام كل قوتها، فقد ظل هناك فارقاً كبيراً بين قوة الرجل وقوة المرأة. لم تتمكن

من ابعاده على الاطلاق.

ظهر جزعها في عينيها عندما رأت الدماء تسيل من فم

خالد.

بحق الجحيم، انهض يا حسام ."

كان خالد قد ساعدها لأنها كانت تريد الطلاق بشدة. بل أنه أخفى مساعدته خلف ذريعة رهان ؛ لأنه لم يرد أن تشعر بأي ذنب

ونتج عن ذلك أن خالد تلقي اللكمات من حسام بسببها.

لم تشعر سوى أنها الآن تدين له بمعروف أكبر بعد هذه

الحادثة.
كانت عيون حسام بلا مشاعر وباردة عندما استدار إلى فايزة: "أفلتيني "

شدت فايزة نفسها لا ارادياً عندما سمعت ذلك، وهزت

رأسها: "لن افلتك. إلا عندما تنهض أنت أولاً."

بعد قولها ذلك، زادت قبضتها على يد حسام ، خشية أن يستمر في لكم خالد إن تركته.

لقد تعرض خالد مرتين بالفعل للكم من أجلها. إذا استمر في التعرض للضرب

لا اتخيل مدى الأسف الذي سأشعر به تجاهه .

ألقى حسام نظرة حادة على فايزة بنظرة قادرة على تجميد المحيط. "أكرر، أفلتيني."

هزت فايزة رأسها: "لا !"
لا بد أن تصرفها قد أثاره، حيث واصل التحديق فيها قبل أن ينهض فجأة. ثم أمسك بيدها وجرها خارج المطعم معه.

بسبب قبضته القوية تعثرت فايزة وهي تحاول جاهدة أن تتبعه. وفي اللحظة التي خرج فيها وفايزة من خلفه، سمع صوت خالد اللطيف يصدح من خلفه : " حسام، دع بياض الثلج لحالها. "

توقف حسام في مكانه، وألقى نظرة شرسة على خالد.

نهض خالد بسرعة ومسح الدم عن فمه، قبل أن يقول بلطف: "إنها لا تريد أن تكون معك بعد الآن."

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-