رواية نورة الفصل الخامس عشر بقلم lehcen tetouani
...... بعد أن خرج هاشم من البيت حتى إستفردت خديجة بنورة وانهالت عليها بالأسئلة المحرجة والكلام الغير موزون من إمراة راشدة اما اختها خولة فرغم صغرها فهي متزنة وعاقلة ولولا إلحاح اختها بالمجيء لما قدمت من اساسه لانها تعلم جيدا ان الوقت غي مناسب للضيافة كما انها تعلم بافعال اختها المخزية وحرصت ان تكون معها حتى لاتقوم بالمشاكل
بالكاد تملصت نورة من اسئلة خديجة بأعجوبة متظاهرة بتجهيز طاولة الغذاء ونادت على صابر من وراء باب المنزل فعلم هاشم بندائها ان الغذاء جاهز.
اقبل الجميع على طاولة الغداء بعد ترحيب زوجا الاختين عثمان وناصر بنورة العروس نال مذاق الاكل إعجاب جميع الحضور الذين انهالوا على نورة بالمدح من طريقة طبخها الشهي بإستثناء خديجة التي إعتبرته مالحا ويصعب هضمه فلم تبدي نورة لها اي إعتبار بل احضرت لها لبنا وقدمته لها مع الخبز ونصحتها بشربه كي لاتضل بطنها خاوية طيلة اليوم
في كل مرة تحاول خديجة إذلال نورة او إنقاصها من قيمتها امام الجميع يكون لها هاشم بالمرصاد حتى نورة ترد عليها بحكمة وفطنة لتتصدى اسلوبها وطريقتها المستفزة في الحكي
مر اليوم الاول على مايرام إلا ان الشيخ لم يكن مرتاحا فأمسك بناته على إنفراد واوصاهما ان لايعملا مشاكل مع العروس وان يعاملانها كأختهما الثالثة ولكن اذن سمعت واذن لم تسمع
في اليوم الموالي تعمدت خديجة إخراج حاجيات زوجة هاشم الاولى المتوفية المخبأة في القبو ثم جمعتها ووضعتها على الطاولة امام الجالسين في الغرفة صعق هاشم عندما راى اغراض زوجته السابقة امامه فانقبض صدره ربما تذكر زوجته فمهما كان فهي كانت حبيبته الاولى وام إبنه وله عشرة طيبة منها لاتتنسى فصرخ في وجه اخته خديجة مالذي دهاك وماانت فاعلة بهذه الاغراض.
انظر يااخي هل تتذكر هذا الفستان الذي كانت تلبسه المرحومة فيزيدها بهاء. كم كانت انيقة وجميلة المظهر وشهمة وأبنة أصول رحمة الله عليها
قامت نورة من جلستها وذهبت فورا نحو غرفتها واغلقت عليها الباب
أيعقل ياخديجة انك لم تظهر لك هذه الاغراض إلا بعد زواجي وامام عروسي اين كنت قبلا ام لك غرض ثاني من تصرفك الطائش هذا
وهل ستغار من إمرأة متوفية زوجتك هذه
غضب هاشم من تصرف اخته خديجة ولحق بنورة إلى غرفتهما وكما توقع الامر وجدها تبكي بصمت وعندما رأته داخل عليها مسحت دموعها ولم تظهر إستياءها امامه
اما خولة وعثمان زوج خديجة لم يدعا اي كلام ليوبخانها به وأمر عثمان زوجته بجمع اغراض المرحومة وان تخفيه او ترميه او اي كان المهم لاتجعله يظهر امام نورة مرة ثانية وهددها ان تدع افعالها الغبية هذه جانبا وإلا سيتركها ويرحل فورا بدونها إلى قريته
ردت عليهما خديجة انها مغتاضة من نورة لانه لايعلم لها أصل ولافصل كيف لها ان تكون عروسة اخوها بين ليلة وضحاها دون مشورتها فهي تعتبر نفسها بمثابة والدته بما انها الاخت الكبرى وعليه ان تبدي بموافقتها قبل ان يتزوج بها
قالت خولة ومادخلك انت هل انت من ستتزوجين بها ام اخوك
قالت خديجة ان ارى هناك سر بالموضوع وخاصة بعد سماعي لصابر بعض الكلام الغامض قبل ان يبتلع لسانه وأفهم عنه بقية الموضوع .
قالت خولة انت مصيبة ياخديجة وليس لك اي عمل غير خوضك في الامور التي لاتعنيك استغفر الله واتوب إليه.
قال عثمان وهل ضغطي العالي ماوراءه إلا اختك هذه ومشاكلها.. سأذهب إلى الخارج كي اتنفس قليلا
كانت نورة تتجنب خديجك كلما صادفتها امامها فهي اصبحت ضيفة المنزل وخديجة صاحبتها. ولكن كانت تفضل الجلوس مع خولة والحديث معها على إنفراد مما زادت غيرة خديجة منهما وفي ذاك المساء اخبر هاشم نورة واختيه انه ذاهب مع عثمان وناصر للصيد وقد لايعودوا حتى غدا مساء
لم تحب نورة فكرة مبيت زوجها بعيدا عنها خاصة انها ليست مرتاحة في بيتها تلك الآونة ولكنه اقنعها انه لايتأخر عن يوم فقط ورحلوا بعربة ناصر بعدما وفروا طلبات وحاجيات المنزل
وماإن ناصفوا الطريق حتى قدم أخ عثمان بعد رحيلهم بقليل إلى منزل هاشم باحثا عن اخيه الذي يحتاجه في امر ضروري على حسب قوله للشيخ