نيران كأن الزمن وقف بيها .. ومش مستوعبه اللى قاله .. فجأه كده هيسافر ! .. ويعنى ايه مش هيرجع ؟ .. حست بقبضه فى قلبها وخافت ان الدعوه اللى دعتها فى لحظه غضب تستجاب ! .. تبص ليه وهو بينزل وخلاص دموعها هتنزل متحسش بنفسها غير وهى بتجرى عليه وتناديله بسرعه .. ادهم يقف ويبصلها .. وهى بصاله وساكته مش عارفه تقوله ايه .. كل اللى عارفاه انها مش عاوزاه يمشى .. حاسه ان روحها هتتسحب منها ومجرد التخيل انها مش هتشوفه تانى وجعها .. بصاله وساكته وهو يضيق حواجبه باستغراب )
ادهم : نيران متأخر على الطياره .. عاوزه حاجه !
( نيران ساكته تماما وبصاله فى عينه بوجع وسابت عينها هى اللى تتكلم ولاول مره تواجه عينه وتتعمق فيهم .. ادهم احساس الاشتياق والضيق ظاهر جدا فى عينها ومش مصدق انها زعلانه عشان هيمشى .. فضلوا باصين لبعض فتره كبيره وادهم نسى الطياره تماما وكأن الزمن وقف من حواليه لمجرد سرحانه فى عينها بالشكل دا .. الصمت طال بينهم .. واخيرا نيران اتكلمت )
نيران بصوت مخنوق وهى مازالت بصاله : مش هترجع !
ادهم بتوجس : عاوزانى مرجعش ؟
( نيران متخيلتش ابدا انها ممكن تعمل كده .. محستش بنفسها غير وهى بتنط عليه جامد واتشعلقت فى رقبته .. ادهم من صدمته مبقاش عارف يعمل ايه .. نيران رافعه رجلها من الارض وماسكه فى رقبته وهو من وجع رقبته رفعها من وسطها .. تضمه جامد وتدفن راسها فى رقبته وهو مش عارف يعمل ايه .. كل اللى يعرفه انه مش عاوز يبعد .. نيران دمعه خانتها ونزلت من عينها على رقبته .. ادهم حس بحراره دموعها وانفاسها .. يحاول يبعدها بس تمسك فيه جامد )
نيران بهمس وضيق : متمشيش
( ادهم يستغرب اكتر .. ومستغرب مشاعرها وضعفها اللى تانى مره يظهر )
ادهم : لو ممشتش كل شغلى بره هيتنهى
( نيران تبعد عن رقبته وتبص فى عينه والدموع ماليه عينها )
نيران بدون وعى : لو مشيت انا اللى هنتهى !
( ادهم متأكد ان اللى فى حضنه حاليا مش نيران بشخصيتها وان دا مجرد ضعف هيحرقها لما تفوق .. هو عارف انه لو فضل هتبعد عنه وان حالتها حاليا مجرد خوف .. بس فى نفس الوقت مش قادر يبعد او يسيبها .. مش قادر يقسى عليها .. هو دايما بيجى عليها لكن دلوقتى مش عاوز غير انه يحتويها ويهديها وبس .. وللاسف الوقت ضيق جدا ومش قادر يوصل لقرار ومش هينفع يلغى السفر لانه يعتبر خراب بيته .. فى وسط افكاره يفتكر تذكره نديم الزياده اللى كان هيرميها .. يبصلها )
ادهم بسرعه : تيجى معايا !
نيران بعدم استيعاب : اجى فين ؟؟
ادهم : تسافرى معايا ؟ .. انا مستعد ابدأ حياه جديده معاكى
( نيران تبرق عينها بزهول .. هو فعلا قالها تسافر معاه .. هو فعلا عاوزاها معاه ! .. كانت هتوافق بس تفكتر الكورس وشغلها ومشروعها الجديد وتفتكر حياتها ومامتها اللى مش هينفع تسيبها لوحدها .. ادهم الرد وصله من حركه عينها وتعابير وشها )
نيران : مش هقدر
ادهم بمحاوله معاها : انا هعلمك بره وطول الفتره اللى هقضيها هناك هتاخدى شهاده وتتعلمى وبوسطاتى هخليكى تبنى الكرير اللى بتحلمى بيه وهقف جنبك .. لو عاوزانى وعاوزه تحاولى معايا وافقى وكل اللى بتحلمى بيه هتحققيه يا نيران
( نيران تبصله ولاول مره تلمح نظره مختلفه فى عينه بعيده عن القسوه والبرود .. نظره حنينه بتترجاها .. نظره قادره تهد كل حصونها .. وهى بتفكر تلفون ادهم يرن .. يمسكها بايد واحده ويطلعه ويرد )
ادهم : ايوه .. جاى .. خلاص يا يوسف .. حاضر متقلقش
( يقفل ويبصلها .. نيران بعد تفكير طويل ومحاوله اختيار اخيره .. تضمه ليها جامد ودموعها تنزل بصمت )
نيران بصوت مهزوز : مش هقدر انا اسفه
( ادهم يحرك راسه بيأس .. يبعدها عنه بالراحه وينزلها .. يبصلها )
ادهم بصوت خالى من اى تعبير : اثبتيلى حاليا انك نيران اللى انا اعرفها .. انا مش هقدر اتناقش معاكى اكتر من كده .. كل اللى هقوله ان الايام اللى هتكونى فيها لوحدك حاليا دى باختيارك ..............................
تقاطعه نيران بضيق : وليه متفضلش انت هنا .. ليه لازم انا اللى اتنازل واسافر !
ادهم : لانك مش مستوعبه حجم الكارثه والخساير اللى هتحط فيها .. انا حاليا فى دايره انتقام .. واحد هينتقم لبنته فيا .. تفتكرى محتاج اقعد واتعامل مع الموضوع ببرود ! .. انا حاولت معاكى وللاسف اخرى جه هنا .. سلام يا نيران
( يسيبها وينزل بسرعه وهو نازل يحس بخنقه غير عاديه .. شعور جديد عليه اول مره يحسه .. يركب عربيته ويمشى يطلع على المطار .. نيران تفضل واقفه وباصه لمكانه .. ودموعها بتنزل بصمت .. مش مصدقه انه خلاص مشى ! .. مش مصدقه انها ضيعته من ايدها !! .. تعيط بصوت وبحرقه .. مش عارفه تلومه عشان مختارهاش لانها برضو مقدرتش تسيب كل حاجه وتمشى معاه .. حاسه انها فى معركه .. معركه كل شويه يطحنوا بعض فيها وبعدين الحكم يصفر ويقفوا يرتاحوا .. وبعدين يرجعوا يطحنوا بعض تانى .. هو مش قادر يتنازل وهى مش هتتنازل .. وعايشه فى صراع دائم بين عقل بيقولها مش مناسب ليكى ومصانش كرامتك ومختاركيش وقلب مش بينبض غير باسمه .. وللاسف مع كل غياب ليه بيدمر وكل نبضه بتنزف من الوجع .. تقعد مكانها فى الارض وتبص للسما ودموعها مبتقفش .. وقلبها نبضاته سريعه وكأنها بتحارب جوه ضلوعها .. تبص للسما بوجع وضياع كامل وتقول " يااارب " بكل قوتها .. ربنا القادر انه ينجدها من كل الوجع والمعارك وزحمه افكارها .. بتناديله وهى على يقين تام بانها هتنجو من اللى هى فيه .. اما ادهم حالته مقلتش عنها .. بيسوق وهو بيفتكرها .. ريحتها لسه محاوطه جسمه .. حاسس بدفى حضنها لحد دلوقتى .. دموعه نزلت غصب عنه .. مرضيتش تمشى معاه على الرغم من انه هيئلها مستقبل احسن .. معقول هو واهم نفسه بانه مهم عندها وانها ممكن تكون حبته .. معقول قادره تكدب بعينها وحضنها واكبر دليل انها رفضت تروح معاه .. معقول وصل لمستوى الغباء دا فى انه يصدق انها حبته واتعلقت بيه .. هى معملتش حاجه تثبت دا .. هل عينها وتصرفاتها كفايه عشان يشوف حبها من خلالهم ! .. يضرب على الدركسيون بعصبيه )
ادهم بزعيق : غبببببى
( يسرع بالعربيه جامد وهو حاسس بخنقه غير طبيعه .. يوصل المطار على اخر لحظه .. يركب الطياره بسرعه كان يوسف قاعد فيها من بدرى .. اتحركت الطياره متجهه لايطاليا .. يعدى الوقت .. نيران عينها جفت من كتر العياط وكل قواها انهارت .. حست بصداع ودوخه جامدين .. تقوم من الارض وتدخل اوضتها وتحمد ربنا ان مامتها ومريم نايمين ومحسوش بيها من صوتها .. تدخل واول ما تفرد على السرير النوم طار من عينها .. ودموعها بدأت تنزل من تانى .. تقوم بهدوء وتدخل الحمام تتوضى وتخرج تصلى .. الصلاه الحاجه الوحيده اللى بتصبرها على مراره الايام .. ورغم البعد الكتير اللى بينها وبينه الا انها بتعيش الاحساس كأنه اول مره .. تصلى وتسجد وهنا انهارت بكل الوجع اللى جواها وفضلت طول الليل تصلى وتدعى على امل انها تهدى لكن للاسف مش قادره تستوعب انها هتتحرم منه تانى .. يعدى اليوم .. تانى يوم الصبح .. ادهم ويوسف وصلوا للشقه بتاعت ادهم فى ايطاليا .. يفضوا الشنط ويغيروا هدومهم وبعدين يوسف يجمع ورق كتير ويخرج لادهم )
يوسف : ورجعنا للشغل اللى بيقصف العمر دا تانى
( ادهم واقف وبيبص من الشباك وسرحان تماما وكل عقله معاها ويوسف كان بيتكلم وبدأ يشرحله اللى المفروض يحصل وهو بيفتكر غير وداعهم وفى دنيا تانيه خالص .. يفوق فجأه على زعيق يوسف )
ادهم بنرفزه : ايه ؟؟؟؟؟
يوسف : ياعم انت اللى ايه .. بقالى ساعه بشرحلك
ادهم بتنهيده : اجل الشغل دلوقتى .. انا مش فايق
يوسف : هنبدأها مرقعه بقى
( ادهم يروح يقعد جنبه وبدون اى مقدمات )
ادهم : انا سيبت نيران
يوسف باستغراب : نيران دى مراتك الاولى !
ادهم : ايوه
يوسف : اللى اتجوزتها وسيبتها واتجوزت عليها وسيبتها تانى !
ادهم وهو بيقوم : مش طالبه استظراف هى
( يوسف يمسكه ويشده )
يوسف : ياعم اقعد انا مش بهزر .. ماانت سايبها من زمان .. ايه الجديد !
( ادهم مش عارف يقوله ايه .. وهو اصلا مش فاهم مضايق ليه او مش عاوز يقتنع بالسبب الحقيقى .. باصصله وساكت )
يوسف : انت حبيتها !
ادهم بسرعه : لا طبعا .. حب ايه وزفت ايه بس
( ادهم يحس بخنقه غير طبيعه ودا لانه من جواه مش متقبل الرد الحقيقى وللاسف شكوكه بدأت تتأكد من نبضه قلبه اول ما يوسف سأله )
يوسف : طب طلقتها ؟
ادهم : لا
يوسف : اومال ايه يابنى ماتنطق
( كان عاوز يقوله ويحكيله اللى حصل بس تراجع .. كان محتاج يشوف رأيه جايز هو اللى غلطان لكن عقله سيطر عليه فجأه ومش بيتهم الا نيران وشايف انه عمل اللى عليه وهى اللى رفضت .. ينفخ بضيق ويبصله )
ادهم : فكك وقوم اعملى قهوه
يوسف : لا بقولك ايه مش عشان هنعيش بطولنا هتعملنى الخدامه الفلبنيه بتاعتك .. قوم اخدم نفسك وفكك منى
ادهم بضيق : انا ايه اللى خلانى اجيبك .. وسع كتك القرف انت كمان
( يقوم من جنبه ويوسف يكمل شغله .. فى القصر .. جويريه تصحى من النوم وتبص لنديم اللى حاضنها وتسرح فى ملامحه وتبتسم .. ولسه هتتحرك تلاقيه فتح عينه .. تغمض عينها بسرعه .. نديم يبصلها ويبتسم )
نديم بصوت نايم : صاحيه من امتى !
( جويريه متردش عليه واتكسفت جدا انه شافها وهى مركزه فى ملامحه .. تمثل كأنها نايمه عشان يقتنع انها مشافتوش وبيتهيئله بس )
نديم : اممممم .. انتى نايمه يعنى
( تفضل عامله نفسها نايمه .. تتفاجئ بيه بيبوسها تفتح عينها وتبعد بسرعه )
نديم بضحك : كنت عارف على فكره
جويريه : على فكره انت قليل الادب
نديم بغمزه : طب ماانتى كمان بقيتى قليله الادب .. تحبى افكرك باللى عملتيه ؟
( تبرق وتفتح عينها بشهقه وتبصله )
جويريه باحراج وتوتر : اتلم بقى
( نديم يضحك بصوت عالى ويبصلها )
نديم : يا حبيبتى اتلم دى لما كنا مخطوبين .. دلوقتى بقى اتلم ليه
جويريه : اتلم وخلاص
نديم : انتى حافظه مش فاهمه ؟
جويريه بابتسامه : اها
( نديم يضحك ويدفن وشه فى شعرها )
نديم : طب نامى صاحيه بدرى كده ليه
جويريه : مش بعرف انام جنب حد .. معرفتش انام خالص
( نديم يرفع وشه ويبص للمنبه جنبها يلاقى الساعه ٤ العصر .. يبصلها ويضحك )
نديم : ايوه عندك حق .. نومك قل خالص .. عشان كده منمتيش الا ١١ ساعه بس
جويريه تضحك : شوفت
( نديم يحضنها جامد ويغمض عينه )
نديم : طب ورينى يلا
جويريه : انا مش جايلى نوم بقى .. قوم نخرج
نديم يبعد ويبصلها : نخرج ايه فى اول يوم .. انتى اتهبلتى ولا ايه
جويريه : اومال هنفضل قاعدين كده .. ايه الملل دا !!
( نديم يبتسم ويحضنها ويقرب وشه منها ويبوسها جامد ويركز فى عينها وهى تدوب من نظرته )
نديم بهمس : عاوزه تخرجى
( جويريه تلف ايدها حوالين رقبته وتبتسم )
جويريه : خروج ايه ! .. مين قال خروج ؟
( يضحك ويبوسها تانى .. يعدى الوقت ويجى الليل .. نيران قاعده فى البلكونه وبتبص على حمام السباحه وبتفتكر الليله اللى انقذها فيها .. تبتسم بحزن .. يقاطع ذكرياتها الباب اللى اتفتح .. تدخل مريم وتلاقيها فى البلكونه )
مريم : ايه يابنتى هتفضلى هنا طول اليوم ولا ايه ! .. داانتى حتى مكلتيش معانا
نيران بصوت بتحاول تبينه طبيعى : مش جعانه
مريم : طب اجيبلك كيكه .. المرادى بقى طلعت مظبوطه .. ( تبصلها بفخر مصطنع ) .. ولا كأن الشيف الشربينى اللى عاملها
نيران تضحك مجامله : هاكل بعدين
( مريم تلاحظ حزنها رغم انها بتحاول تبان ثابته .. تقف قصادها )
مريم : مالك يانيران ! .. حاساكى زعلانه ؟
نيران : لا ابدا .. انا بخير .. ايه يعنى اللى هيزعلنى !
مريم بتخمين : يمكن لسه مضايقه عشان موضوع الفرح .. صدقينى يابنتى الموضوع بسيط هما ا............................................................
تقاطعها نيران : ولا فى دماغى اصلا .. وعادى الموضوع مش شاغل تفكيرى ولا مزعلنى
مريم : اومال مالك .. حساكى زعلانه اوى !
نيران : بيتهيئلك انا كويسه
مريم : طب عينى فى عينك كده
( نيران تبص فى الارض وتسكت )
مريم : شوفتى فى حاجه اهو .. قوليلى بس مين مزعلك وانا افشفشه
نيران تبتسم : محدش مزعلنى والله
مريم : طب فى ايه يابنتى .. ماهو متقنعنيش انك كده كويس
( نيران تبصلها وتتنهد )
نيران : ادهم سافر
مريم : طب ايه المشكله ! .. دى حاجه تفرحك مش تزعلك ؟
نيران تبتسم بوجع : صح
مريم بعدم استيعاب : لحظه .. انتى زعلانه ؟
نيران : شويه
مريم بتفهم : زعلانه ليه طيب ؟
نيران : عشان احتمال ميرجعش تانى
مريم : ازاى يعنى ميرجعش تانى ! .. هيهاجر يعنى
نيران : هو قال كده
مريم : معتقدش فى حد مبيرجعش تانى .. دا اولا .. ثانيا هو على طول مسافر .. الموضوع طبيعى يابنتى وميزعلش
( نيران نفسها تصرخ وتقولها انه مش طبيعى ابدا وانها من جواها بتموت على بعده دا .. نفسها تقولها على الحرب اللى جواها ووجعها منه وعلى فراقه وعلى كل حاجه بتمر بيها لكن للاسف مش هتحس بيها .. لانها شايفه الظاهر بس .. تحاول تتصنع الثبات )
نيران : معاكى حق
مريم : لا مش معايا حق .. انا دى وجهه نظرى لكن حالتك بتقول انى مش معايا حق .. فعاوزه افهم مالك بالظبط .. انتى بتحبيه صح ؟
نيران بسرعه : لا انا بكرهه جدا
( مريم شافت الاجابه الحقيقيه فى عينها .. تقعد على الكرسى وتبصلها )
مريم : وياترى بتكرهيه دى قلبك اللى بيقولها ولا عقلك !
نيران : القلب والعقل حاجه واحده ونفس الاحتياج
مريم : لا طبعا مش حاجه واحده .. العقل دا نعمه ربنا ادهالنا عشان نشوف الصح والغلط ونفكر ونشتغل ونتحكم فى حياتنا وهو برضو صندوق ذكرياتنا .. انما القلب دا هو اللى بتحبى وبتكرهى بيه وهو اللى بيحركك فى ضعفك وهو العضو الوحيد اللى بيقدر يسيطر على العقل .. لان وجعه اصعب بمراحل من الوجع الجسدى .. فسؤالى هنا .. بتكرهيه دا بناءا على الذكريات والمنطق اللى عقلك بيصورهالك ولا بتكرهيه بمشاعرك
نيران بتحاول تقنع نفسها : بكرهه بكل حاجه جوايا
مريم : الكره دا شىء عقلى .. شخص ضايقك او بينكو مواقف وحشه او اذاكى نفسيا فعقلك كل شويه بيفكرك فبتحسى بالغضب والحسره والكره .. انما المشاعر لا .. القلب مفهوش كره .. القلب لا بتحبيه لا مش فارق معاكى مفيش وسط .. القلب مشاعر نقيه لا ينبض بحب حد معين ويبقى ملكه لاما ينساه خالص لو فعلا مقتنعش بيه او لانه جاب اخره واتحب من طرف واحد فملقاش اللى يسقى حبه دا ويكبره فبيموت الحب وبيتحول لشخص ولا كأنك تعرفيه .. الحب والكره وجهان لعمله واحده وهى اللى بتعادل القلب والعقل .. فانتى بتكرهيه فعلا مش هقولك لا .. بس بتكرهى ذكرياته وبتكرهى اللى عمله فيكى بتكرهى جوازك اللى تم فجأه وغصب بتكرهى تعامله معاكى القديم وقناع البرود والقسوه بتكرهى عجرفته عليكى وحدته معاكى .. لكن من جهه تانيه قلبك بيعشقه .. وعاوزه .. بيحب روحه وشكله وابتسامته وكلامه الهادى والحنين .. واكبر دليل زعلك على فراقه دلوقتى .. انا مش عارفه ايه اللى حصل زمان او دلوقتى ومش عارفه العلاقه بينكو عامله ازاى .. بس كل اللى اقدر اقولهولك ان الحب والمشاعر ليهم وقتهم وان قلبك ليه حق عليكى زى عقلك بالظبط .. متبقيش عقلانيه اوى ولا تبقى عاطفيه اوى .. وازنى الامور .. متدوسيش على حاجه عشان حاجه .. اعملى المريح والمناسب .. انا هسيبك دلوقتى تفكرى فى كلامى وتشوفى انتى عاوزه ايه
( تقوم مريم وتسيبها وتخرج بره .. نيران كل كلمه مريم قالتها وصفتها بالظبط .. هى فعلا مش بتكرهه كشخص هى بتكره افعاله معاها .. تفتكر حنيته معاها .. اليوم اللى كانت بتغرق فيه وتفتكر انه مزعقلهاش على اوضه الجيم رغم انه سبق وزعق لمامته وبوسى وتفتكر تمسكه بيها ومكالمته مع ابو بوسى اللى طلقها عشانها .. وتفتكر عرضه عليها بانها تسافر معاه والفلوس اللى ادهالها ومساعدته ليها ودعمه بانها حتى لو سافرت هتكمل تعليم .. حنيته .. ضمته ليها وقت ضعفها ومساندتها واحتواء ضعفها اللى مبيظهرش غير ليه .. ودلوقتى اقتنعت انها بتحبه ودلوقتى صدقت انها بتحبه لذاته وبتكره افعاله .. وفى اللحظه دى حست ان وجوده ممكن يغنيها عن اى حاجه فى الدنيا .. بتلقائيه تاخد تلفونها من على التربيزه .. وبعد تردد دام للحظات اخيرا اتصلت برقمه.
الفصل الخامس عشر من هنا