رواية ولادة من جديد الفصل الثالث عشر13 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثالث عشر بقلم مجهول

 سألبي جميع مطالبك


هدأ قلب فايزة فجأة بعد إرسال الرسالة بنجاح.
لقد نفذت المهمة. كل ما تبقى الآن هو انتظار رده.
إلا أن حسام لم يجب على الفور.
تحققت فايزة من الوقت، وخمنت أنه لا شك في العمل حالياً. قد يكون في اجتماع، أو في ارتباط عمل، أو ربما كان هاتفه صامتاً. سيرى الرسالة فور انتهائه من العمل.
كان الانتظار لا يطاق، لذا قررت أن تأخذ قيلولة.
‏فقامت لتلبس ملابس النوم، وأغلقت الستائر ليعم السكون الغرفة، قبل أن تدخل إلى السرير.
بينج!         في هذه الأثناء، داخل مكتب في أحد مباني مجموعة منصور، كانت رموش رهف ترتجف دون سيطرة في تلك اللحظة، وكانت لا تزال جالسة في هدوء على الأريكة منذ بضع ثوان.
كانت عيناها مثبتة على الرسالة النصية البسيطة التي كانت تقرأها – "أنا حامل."
كانت الشابة تعتقد أنها رسالة عمل لحسام أو شكل من أشكال رسالة عشوائية عندما وصلت الرسالة، ولكن من كان يظن أنها تأتي من فايزة؟
نظرت بشكل لا ارادي إلى الرجل الذي جلس إلى مكتبه منكباً على عمله، في محاولة لاستيعاب امكانية أنه قد تورط في علاقة رومانسية مع فايزة.
فيما يبدو لاحظ حسام نظرتها الحادقة، فقد تطلع إليها بتساؤل.
اندهشت رهف، فابتسمت وخفضت رأسها بسرعة، مما دفع حسام أخيراً إلى غض بصره.
كان هدوء استثنائي يسود المكتب، ونظراً لأنهما كانا على طابق عالي، كانت الضجة السائدة في المحيط من حولهما غير مسموع لهما.
في الوقت ذاته، تجهمت عيون رهف ورأسها محني، وقامت بحذف الرسالة دون التأكد إن كانت فعلاً فايزة من أرسلها.
بعد الانتهاء من فعلتها، تنفست الشابة الصعداء، لكن انهمكت في تفكير عميق بينما أخذت أظافرها تنغرز في راحتيها.
صديق ... ما الذي كانت تحاول تحقيقه بهذه الرسالة؟ هل تريد سرقة حسام مني؟
‏عندئذ، عضت رهف شفتيها.
كان ينبغي لها أن تعتبر نفسها محظوظة؛ لأنها طلبت هاتف حسام فور دخولها مكتبه. بالتأكيد كان قد عبس عندما سمع طلبها، لكنه سلمها الهاتف دون تأني.
لو لم تطلب الهاتف، ولو أن حسام قرأ الرسالة، فإنه لا يمكن تخيل العواقب!
وبعد دقائق، أعادت الهاتف إلى حسام وقالت برفق: "ها هو يا حسام، لقد انتهيت منه. شكراً."
أومأ ايماءة خفيفة بينما أخذ منها الهاتف وقال: "عفواً."
لم تجد رهف بد من سؤا لحسام ، بينما تطلعت في وجهه غير المكترث: "ظننت أنك تكره أن يمسك الناس هاتفك، فلماذا لا تمانع إعارته لي؟" وكان ذهنها يسترجع رسالة فايزة.
ورد حسام بأن نظر إليها وأجاب بشيء من العجز: "لأنك مختلفة عن الجميع، بالطبع."
كان هذا كل ما كانت رهف تحتاجه لترضى، وشعرت بسعادة مفرطة، وكأن قلبها قد غمر بالعسل.
‏نعم، إنني مختلفة، ربما كنت في الحقيقي فقط أبالغ في التفكير. وحتى ولو كانت فايزة حاملاً، فمن أين لنا التأكد أن حسام هو الأب؟ فهو لن يلمسها أبداً.
بينما استغرقت في التفكير، اضاف حسام قائلاً: "لقد أنقذتِ حياتي من قبل يا رهف. يمكنك أن تطلبي أي شيء مني، وسألبي جميع مطالبك."
أومأت رهف قائلة: "شكراً لك، يا حسام"، إلا أن ابتسامتها تلاشت عند طرق هذا الموضوع.
بينما خفضت جفنيها، اجتاح الوجوم عينيها مرة أخرى، بينما تقلبت أفكارها مرة أخرى.
عدنا لهذا مرة أخرى! ألا يمكن ليوم واحد أن يمضي دون أن تخبرني أنني قد أنقذت حياتك؟ ألا أعني لك شيئاً اطلاقاً لولا أنني انقذت حياتك؟
وعندما تذكرت الحادثة، بدأ شعور بالذنب ينتاب رهف.
على الرغم من أن العديد من السنوات قد مرت، لا تزال الذكرى حاضرة وكأن الحدث وقع في اليوم السابق.
كان النهر جارفاً في ذلك الوقت، وكانت رهف قد تسمرت في مكانها عندما تمكن النهر من حسام . لم تفعل شيئاً سوى أنها وقفت على شط النهر، وكان رأسها يطن.
وإلى أن بدأت تتمالك نفسها لتطلب النجدة، كانت هناك هيئة رشيقة قد هرعت بالفعل بائسة نحوها، ولهذا السبب، نسيت أن تطلب النجدة، عندما مرقت الهيئة بجوارها.
وكل ما فعلته، أنها أن تتوقف بشكل لا إرادي، وتنظر خلفها، لترى الفتاة تقفز إلى الماء دون تردد.
وعلى الرغم من أن الحادث كان قد وقع منذ سنوات عديدة، إلا أنه ظل يزعزع كيان رهف كلما تذكرته.
كانت الفتاة شجاعة بشكل مفرط، إلى درجة أن رهف كرهتها لفترة طويلة في أعقاب ذلك.
سألها حسام : "ما الأمر؟"، فقد لاحظ أنها كانت غارقة في أفكار عميقة.
"لا شيء." هزت رأسها مع ابتسامة خافتة، عندما أعادها صوته إلى الواقع.
لا ينبغي أن تستمر في استرجاع الماضي بعد الآن. إنها هي الآن منقذة حسام ، وكانت هذه حقيقة لن تتغير أبداً – أبداً.
‏بقيت رهف بعد ذلك بعض الوقت في مكت بحسام ، ولكن بسبب انشغال الرجل في العمل، وعدم توفر الوقت لديه لتسليتها، فقد قررت المغادرة بعد وهلة، وقالت: "بما أنك مشغول يا حسام، فسوف أعود إلى المنزل الآن، وأزورك في يوم آخر."
أجاب الرجل وعيناه مستقرتان على شاشة الكمبيوتر المحمول: "بالتأكيد". ولكن عندما كانت على وشك المغادرة، جاءته فجأة فكرة، فقال: "لحظة."
"نعم؟"
‏سألها، وهو يحدق بها مما جعلها تتجمد في مكانها: "من كان راسل الرسالة النصية؟"
لم يكن قد سألها عندما وصل إشعار الرسالة، وربما قامت رهف بحذفها دون أن تفكر في الأمر لأنها تفاجأت بالرسالة.
ولكن من كان يتوقع أن يسأل عنها الآن ...
"كانت مجرد رسالة عشوائية، لم أكن أرغب في مقاطعتك، لذا قمت بحذفها دون أن أخبرك."
لم تحصل من حسام سوى على صمت، فوجدت رهف نفسها تشعر بالذعر.
"هل أنت غاضب لأنني حذفت رسالتك؟ أنا آسفة يا آل. لم أفكر في الأمر، فلم تكن سوى رسالة عشوائية. كان يجب أن أترك الأمر لك لتعالجه بنفسك. أنا آسفة. أرجوك لا تغضب مني."
جعل تكرار اعتذارها حسام يرخي من حاجبيه المرفوعين وهو يتأمل نفسه. ما الذي تفعله يا منصور؟ لقد حذفت رسالة عشوائية ليس إلا. هل هناك داع أن تغضب منها بسبب ذلك؟
كان رجل مبادئ، لذا حذرها قائلاً: "لست غاضباً منك، ولكن لن يتكرر هذا مرة أخرى."
أومأت رهف، وأخفضت جفونها: "نعم، فهمت. أنا آسفة."
كان الجو بين الاثنين يتوتر في لحظة. وبعد برهة، عرض عليها حسام قائلاً: "سأطلب من السائق أن يأخذك إلى المنزل."
"حسناً."
‏‏جاء السائق بسرعة ليأخذ رهف، التي كانت قد أطبقت قبضة يديها بعد دخولها المصعد.
بدا أن حسام لا يمانع استخدامها لهاتفه، لكن رد فعله على حذفها الرسالة كان شديداً.
يبدو أن المنقذة ليست استثناءاً كبيراً. ذمت رهف شفتيها بسخط. يبدو أنني سأضطر إلى بذل المزيد من الجهد مع حسام ، وإلا لن يتغاضى عن شيء لمجرد أنني أنقذته. ويظل من حسن حظي أنني قد حذفت الرسالة.
وعلى علمها بفايزة، فإنها على الأرجح لن تخبر حسام شخصياً بالأمر عندما لا تتلقى منه رداً على رسالتها.
ومع ذلك، فإن هذا كان مجرد حل مؤقت. يجب عليها أن تتصرف بسرعة..

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-