رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الثالث عشر 13 بقلم هدير نور

 



رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الثالث عشر 13 بقلم هدير نور


استيقظ داغر شاهقاً بفزع عندما شعر بماء بارد ينسكب على وجهه...

اخذ يرفرف بعينيه عدة لحظات غير مستوعب المحيط الذي حوله فقد كان المكان مظلم الا من ضوء عدة شماعات مشتعله...

حاول النهوض لكنه لم يستطع حيث صدم عندما اكتشف بان يديه مكبله بالحبل و معلقه باعلي الفراش صاح بغضب و قد ادرك من وراء تلك الفعله

=داليدا...


لكنه تراجع للخلف بالفراش فازعاً عندما رأي الخيال المرعب الذي يقف بجانب الفراش و الذي اتضح له انها داليدا التي كانت تقف بشعر مشعث كاحدي العفاريت يملئ وجهها خطوط حمراء و سوداء مرتديه رداء ابيض فضفاض للغايه و بعينها ترتسم نظره مرعبه ممسكه بين يديها بصاعق كهربائي يصدر ازيز من الكهرباء كلما ضغطت عليه راقبها داغر بتوجس وهي تقترب منه و على شفتيها ترتسم ابتسامه جنونيه لا تبشر بالخير...


هتف بها بغضب بينما يحاول فك العقده التي تقيد يديه بها

=داليدا متستعبطيش و فكي القرف ده...

اقتربت منه داليدا بصمت و هي لازالت تضغط على زر الصاعق الكهربائي و على وجهها ترتسم ذات النظره المرعبه

انحنت عليه مقربه الصاعق من وجهه المبتل هامسه بالقرب من اذنه

=ايه رأيك عجبك الحبل،؟!

اجابها بحده بينما لا يزال يحاول بقوه فك وثاق يده

=عارفه انا لو مسكتك و ديني ما هرحمك، و ساعتها هتعرفى اذا كان عجبني و لا لاء...


ضحكت داليدا قائله بسخريه بينما ترفع حاجبها بتهكم

=ده لو بقي مسكتني...

من ثم قربت الصاعق من وجهه مما جعله يرتد برأسه إلى الخلف بعيداً صائحاً بغضب

=داليدا اعقلي، و بطلي جنان

اخفضت راسها متصنعه انها تعيد تشغيل الصاعق حتى تخفي عنه الابتسامه التي ملئت وجهها.


محاوله تقمص الدور الذي تمثله امامه وعدم تخريب ما تفعله فقد كانت ترغب بجعله يجرب ان يقيد بالحبل الذي يهددها به كلما رغب بتخويفها مذيقه اياه بعضاً من افعاله...

رفعت رأسها مره اخري بعد ان استطاعت التحكم في ضحكتها راسمه على وجهها ذات القناع البارد قربت وجهها منه بينما اخذت تمرر اصبعها على وجهه المبتل

=تخيل كده لو الصاعق ده لمسك وانت متغرق ميا بالشكل ده ايه هيحصلك،؟!


اجابها داغر الذي حاول القبض باسنانه على اصبعها عندما مر بالقرب من فمه لكنها اسرعت بسحب اصبعها بعيداً مطلقه صرخه متفاجأه منخفضه

=هيحصلي ايه يعني اكيد هموت...

شعرت داليدا بقلبها ينقبض بالالم فور سماعها كلماته تلك لكنها هزت رأسها بقوه بينما تحاول ابتلاع الغصه التي تشكلت بحلقها هامسه بصوت مرتجف

=لا طبعاً مش هتموت و لا حاجه. هتتوجع بس شويه...


من ثم قربت الصاعق منه فبرغم انها لا تنوي صعقه حقاً حتى و ان كان هذا لن يؤذيه الا انها لا تستطيع رؤيته يتألم حتى و لو كان ألم بسيط فهي تفعل ذلك حتى تبث الرعب بداخله فقط لا غير خرجت من افكارها تلك عندما سمعت داغر يتحدث بصوت مختنق بعض الشئ

=داليدا ابعدي البتاع ده بعيد...

ليكمل هامساً و قد اصبح صوته اكثر اختناقاً

=انا. انا عندي فوبيا من الكهربا، ابعديه.


تطلعت داليدا نحوه بشك و فوق وجهها ترتسم ابتسامه ساخره غير مصدقه اياه فداغر الدويري لا يمكن ان يكون لديه فوبيا او خوف من شئ.

هزت الصاعق بيدها بتهديد مقربه اياه منه لكن فور رؤيتها للنظره المرتعبه التي ارتسمت بعينيه و تنفسه المتسارع بطريقه غير طبيعيه حيث كان يبدو عليه كما لو كان لا يستطيع التنفس بسهوله القت بالصاعق بعيداً مقتربه منه هاتفه بلهفه

=داغر مالك في ايه،؟!


من ثم اخذت تربت بلهفه على وجهه بيديها محاوله افاقته و قد سيطر الهلع و الخوف عليها

لكن في اقل من لحظه و قبل ان تستوعب ما يحدث وجدت نفسها مستلقيه على ظهرها على الفراش و داغر يقبع فوقها محاصراً اياها بجسده الصلب نظرت بصدمه إلى يديه التي اصبحت حره و التي يحيط بها وجهها همست بارتباك

=ازاي، ازاي انت مش كنت مربوط بالحبل...


قرب داغر وجهه منها قائلاً بسخريه و هو يمرر يده فوق الخطوط السوداء و الحمراء التي تملئ وجهها

=كنت مربوط بعد ما صحيت لمده دقيقتين بس لكن بعد كده فكيت الحبل بكل سهوله...

هتفت داليدا بحده والاحباط و الغضب يسيطران عليها

=ازاي فكيته انا ربطاه بايدي كويس

اجابها داغر بسخريها بينما يده تلتقط احدي خصلات شعرها الاشعث يجذبها بخفه

=عقدة الحبل كانت مش مربوطه كويس اي عيل صغير كان يقدر يفكها...


قاطعته داليدا بغضب وهي تتملص اسفله محاوله التحرر ضاربه اياه بقوه بساقه

=يعني كل ده كنت بتشتغلني، مش كده و عملي فيها خايف وتعبان و انا الهبله اللي صدقتك و صعبت عليا...

اطلق داغر ضحكه منخفضه بينما يشبك ساقه بساقها التي كانت تضربه بها مقيداً حركتها

=انتي اللي ساذجه تفتكري ان انا هخاف من حته اللعبه اللي كانت في ايدك دي...

ليكمل و هو يلتقط بين شفتيه ذقنها يضغط عليه باسنانه بمشاغبه.


= كده كنت عايزه تكهربيني يا شعلتي...

دفعته بيديها في صدره محاوله ابعاده لكنه اسرع بالقبض على يديها و تقيدها فوق رأسها بيده بينما ترك فمه ذقنها راقبت باعين متسعه بالذعر شفتيه التي كانت تقترب من شفتيها ببطئ و عينيه التي قد اسودت همست بصوت لاهث مرتجف و قد ادركت ما ينوي فعله

=لا، اياك تعملها...


لكنه ابتلع باقي جملته في قبلة عميقة مقبلاً اياها بشغف اخذت داليدا تتلوي اسفله صارخه بصوت مكتوم رافض ضربته بقدمها بساقه بقوة لكنه رغم ذلك رفض افلاتها و ظل رغم ذلك يقبلها مما جعلها تضربه بقوة اكبر...


اطلق صراحها اخيراً تاركاً لها المجال لكي تتنفس مما جعلها تظن انه سيحررها اخيراً لكن لصدمتها انزلقت شفتيه إلى ذقنها مقبلاً اياه بلطف دفنت يدها التي حررها من قبضته بشعره محاوله دفعه بعيداً لكن بدلاً من دفعه تشبثت اصابعها الخائن به بقوه...

التفت ذراعيه حول جسدها ضامماً اياها اليه بقوه دفن وجهه بشعرها الحريري يستنشق رائحتها الرائعه بشغف قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت اجش بينما يقبل اسفل عنقها...


=هتجنيني...

شعر بيديها الصغيره التي كانت تتشبث بشعره في وقت سابق تدفعه الان بعيداً بينما تهتف بصوت مرتجف كما لو صدمتها استجابتها له...

=ابعد، ابعد عني...


تنهد رافعاً يدها مقبلاً اياها بحنان قبل ان ينتفض ناهضاً من الفراش جاذباً اياها معه احاط خصرها بيده بينما يده الاخري تمر على شعرها الاشعث بشكل مضحك حيث كانت تضع عليه الكثير من مثبت الشعر مما جعله صلب كالحجر بينما وجهها كان ملطخ باللون الاحمر و الاسود

=نفسى افهم انتي عامله ايه في نفسك، المفروض يعني اني كده هخاف،؟!

ليكمل بأسف بينما يحاول فك شعرها الذي كان صلب

=كده بوظتي شعرك...


اجابته داليدا بحده بينما تضع يدها على شعرها...

=شعري و انا حره فيه ابوظه اولع فيه، انت مالك...

ابتلعت باقي جملتها شاهقه بصدمه عندما رفعها حاملاً اياها بين ذراعيه ناهضاً بها من فوق الفراش

صاحت داليدا بغضب بينما تضربه بقسوه في ذراعه

=انت بتعمل ايه. نزلني...

تجاهلها داغر و اتجه بها نحو غرفة الحمام من ثم دلف إلى كابينة الاستحمام و هو لايزال يحملها بين ذراعيه...


انزلها ببطئ على قدميها لتحاول على الفور الفرار بينما تهتف بغضب دافعه اياه بقوه في صدره محاوله الخروج من باب الكابينه الذي خلفه

=انت مجنون، انت بتعمل ايه، اوعي سيبني اخرج...

لكنه اسرع باحاطة خصرها بذراعه حاملاً اياها منه و وضعها اسفل الدش الذي فتحه

=اهدي. هحاول اشوف حل لشعرك اللي انتي دمرتيه بالمثبت الزفت اللي غرقتيه به ده...


لكنها رغم ذلك لم تستسلم و حاولت الفرار مره اخري ضاربه اياه في ساقه بقوه لكنه لم يتأثر و ظل مثبتاً اياها بذراعه اسفل المياه التي اغرقت اياها من شعرها لاخمص قدميها اخذت داليدا تحاول فتح عينيها لكنها لم تستطع حيث كانت المياه تنهمر عليها من كل اتجاه...


اغلق داغر المياه حتى تستطيع التنفس متناولاً السائل الخاص بمعالجة الشعر واضعاً منه بوفره على شعرها الذي اخذ يفركه باصابعه بحنان لكنه اطلق لعنه حاده عندما قبضت داليدا على ذراعه باسنانها الصغيره تعضه بقوه مما جعله ينتزع ذراعه من بين اسنانها و هو يطلق صرخة متألمه حاولت الفرار من اسفل ذراعه لخارج الكابينه لكنه اسرع بالامساك بها هاتفاً بحده

=اعقلي بقي و اهدي...


و عندما همت بعضه مره اخري باعلي ذراعه رفع يدها و قبض عليها باسنانه بخفه مهدداً اياها مما جعلها تترك ذراعه هاتفه بخوف

=خلاص، خلاص مش هعمل حاجه...

ترك داغر يدها جاذباً اياها اليه ليلتصق جسدها بجسده قائلاً بمرح محاولاً استفزازها

=مبتجيش الا بالعين الحمرا...

ليكمل بمرح ممراً ابهامه فوق شفتيها

=مش عارف اعمل ايه معاكي كل ما اكلمك تعضيني. دايماً سنانك سابقه عقلك. اجبلك مسك واحطه على بوقك علشان ارتاح.


ضربته بيدها على كتفه هاتفه بحنق

=خفيف اوي...

حاول داغر كتم ضحكته دافعاً اياها اسفل المياه التي اعاد تشغيلها مره اخري يغسل رأسها من سائل الشعر من ثم قام بتدليك وجهها بالسائل المخصص للوجه مزيل الخطوط الحمراء و السوداء التي كانت تملئ وجهها...

و بعد ان انتهي قام بدفعها خارج كابينه الاستحمام تناول منشفه و اخذ يجفف بها شعرها حتى جف تماماً ابتعد عنها مغمغماً بصوت اجش.


=هخرج اغير هدومي، و اجبلك حاجه تغيري بها هدومك المبلوله دي...

هتفت داليدا من خلفه بغيظ

=ليه ما تيجي تغيرلي بالمره مجتش على دي...

التف اليها داغر و ابتسامه واسعه تملئ وجهه قائلاً باستفزاز

=متغرنيش علشان معملهاش بجد انا اصلاً ماسك نفسي بالعافيه.

اتخذت داليدا خطوه للخلف بخوف متمسكه بردائها حول جسدها فور سماعها كلماته تلك مما جعل ابتسامته تزدادد مغمغماً بينما يخرج

=لسان على الفاضي...

بعد عدة دقائق...


كان داغر جالساً على المقعد يقلب بهاتفه عندما رأي داليدا تخرج من الحمام بعد ان ارتدت ملابس النوم التي ناولها اياها بوقت سابق. شاهدها باعين تلتمع بالشغف و هي تقف امام المرأه تمشط شعرها لكنها كانت تزفر بحنق بسبب تلعبك شعرها الذي سببه مثبت الشعر. مما جعله ينهض ويتجه اليها على الفور متناولاً منها الفرشاه التي اعطتها له باستسلام فقد بدأت فروة رأسها تألمها...


اخذ داغر يمشط لها شعرها برفق حتى عاد حريري منسدلاً على ظهرها كستار من النيران.

من ثم ادارها نحوه جاذباً اياها بين ذراعيه مغمغماً بمرح

=مفيش بقي شكراً.

همست داليدا على مضض بينما تحاول الابتعاد عنه

=شكراً...

لكنه شدد ذراعيه من حولها رافضاً تركها قائلاً

=شكراً بس كده.!

اجابته داليدا بغضب

=اومال عايز ايه...

اشار داغر باصبعه على خده بصمت مما جعلها تهتف بحده

=انسي، مش هبوسك.


جذبها داغر اليه ليصبح جسدها ملتصق بجسده عاقداً ذراعيه حول خصرها قائلاً بهدوء

=خلاص مادام مفيش بوسه يبقي خالينا واقفين كده للصبح، انتي حره

ادركت داليدا انه على استعداد لتنفيذ تهديده كما انها كانت متعبه للغايه و ترغب بالنوم. مما جعلها تستسلم زافره بحنق قبل ان تقف على طرف قدميها و تطبع على خده قبله سريعه...


ارتسمت ابتسامه راضيه على وجه داغر الذي انحني مقبلاً بحنان جبينها مما جعلها تحبس انفاسها تأثراً بلفتته تلك...

لكن ما ان قام بفك حصار ذراعيه من حولها ابتعدت عنه على الفور صاعده الفراش مديره اليه ظهرها...

لكنها تجمدت عندما شعرت به يستلقي بجانبها جاذباً اياها نحوه ليستند ظهرها بصدره العاري حاولت الابتعاد عنه لكنه انحني عليها هامساً باذنها بصوت اجش دافئ

=اهدي يا داليدا و كفايه كده النهارده...


ليكمل بصوت متعب عندما استمرت في محاولتها للابتعاد عنها

= اعتبري دي هدنه بسيطه انتي طلعتي عيني كفايه النهارده و ياستي من بكره ارجعي طلعي عيني من تاني بس كفايه النهارده كده

هدئت حركاتها المقاومه عندما سمعت صوته المتعب هذا مما جعله يديرها بين ذراعيه لتصبح مواجهه له انحني مقبلاً خدها بحنان ضامماً اياها اليه بقوه من ثم دفن وجهه بعنقها مستنشقاً رائحتها التي يعشقها بعمق...


بينما تنهدت داليدا بتعب قبل ان تستسلم لقلبها الضعيف الخائن و تدفن وجهها بصدره لتشعر بنبضات قلبه المتسارعه بجنون اسفل خدها شعرت بيده تمر فوق ظهرها بلطف مقبلاً عنقها بحنان هامساً بالقرب من اذنها بصوت مرتجف بعض الشئ...

=تصبحي على خير يا شعلتي...

همهمت بصوت منخفض مجيبه اياه بينما لازالت تدفن وجهه بصدره مستمتعه بدفئه الذي يحيطها حتى سقطت بالنوم...


في الصباح...

استيقظت داليدا لتجد نفسها وحيده بالفراش تطلعت نحو الساعه لتجد ان الوقت قد تجاوز الثانيه بعد الظهر...

تنهدت باحباط بينما تتطلع بحسره نحو الفراش الخالي بجانبها بالطبع غادر داغر إلى عمله منذ وقت مبكر فدائماً ما يذهب للعمل بالثامنه صباحاً شعرت بالذنب يجتاحها فمؤكداً انه ذهب للعمل و لم ينم الا وقت قصير لم يتجاوز الساعتين فقط فقد ادت لعبتها عليه بالامس إلى نومهم بالسادسه صباحاً...


نهضت و اتجهت نحو الحمام ارتدت ملابسها بعد ان اغتسلت من ثم هبطت إلى الاسفل...

لتجد فطيمه والدة زوجها تجلس مع كلاً من شهيره و نورا يتحدثون بهدوء اقتربت منهم داليدا راسمه على وجهه ابتسامه واثقه مغمغمه بمرح

=صباح الخير...

هتفت فطيمه التي ما ان رأتها اشرق وجهها بالفرح

=صباح الخير ايه بقي، قولي مساء الخير...

لتكمل غامزه اياها بخبث.


=كنت عايزه اصحيكي من بدري علشان تفطري معايا زي كل يوم بس داغر مرضاش و نبه ان محدش يصحيكي الا لما تصحي براحتك. شكل سهرتكوا كانت صباحي...

احمر وجه داليدا فور سماعها ما فعله فماذا سيظن بهم الجميع الان...

هتفت نورا التي كانت تستمع إلى كلمات فطيمه بوجه محتد غاضب

=سهرة ايه اللي صباحي، داغر كان بايت معايا امبارح يا طنط...


التفت اليها داليدا تطلع نحوها بصدمه فور سماعها تنطق كلماتها الكاذبه تلك فكيف لداغر ان يكون معها و هو كان معها هي طوال الليل يتشاجرون كالقط و الفأر من ثم سقطوا نائمين بين ذراعي بعضهم البعض...

اطلقت داليدا ضحكه ساخره غير مصدقه قبل ان تتمتم بسخريه لاذعه

=كان بايت معاكي. في احلامك مش كده...

لتكمل بحده و غضب عندما اخذت نورا تطلع اليها ببرود.


=انتي مجنونه و لا هبله و لا بتستعبطي بالظبط داغر مين اللي كان معاكي، داغر كان معايا طول الليل من اول ما خلص شغله لحد لما صحي و راح شغله تاني...

همت نورا ان تجيبها لكن ضغطت شهيره على يدها من اسفل الطاوله كاشاره لها بان تصمت و تترك الامر لها فهذه فرصتهم لكي يثبتوا ان داغر قضي الليله بغرفة نورا فقد فشلت جميع محاولتها باقناعه بان يقضي ولو ليله واحده معها غمعمت بهدوء

=داغر فعلاً كان بايت مع نورا.


لتكمل ببرود بينما ترمق داليدا بنظره تملئها الاتهام

=بصراحه مش فاهمه هتستفيدي ايه، لما تكدبي...

قاطعتها داليدا التي بدأت تفقد السيطره على اعصابها

=وانتي بقي عرفتي منين انه كان بايت عندها كنت نايمه وسطهم في السرير و انا معرفش...

احمر وجه شهيره بقوه و عندما همت بالرد عليها صدح صوت رنين هاتف داليدا التي اخرجته من جيب بنطالها لتجد ان المتصل داغر اجابت على الفور ليصل اليها صوت داغر الاجش العميق.


=صباح الخير يا شعلتي، صحيتي ولا لسه...

اجابته داليدا بدلال قاصده اثارة غيظ نورا و شهيره

=صباح النور يا حبيبي، ايوه صحيت خلاص

غمغم داغر بصدمه فور سماعه كلماتها تلك...

=حبيبك،؟!

ليكمل ضاحكاً بمرح

=لا كده يبقي انتي لسه نايمه و مش في وعيك

اجابته داليدا بذات الدلال متصنعه الخجل امامهم

=يا دغورتي عيب الكلام ده...

غمغمت شهيره بصوت منخفض و على وجهها نظره تملئها الصدمه.


=دغورتي، داغر الدويري بجبروته بقي دغورتي! البت دي عملت فيه ايه بالظبط انا مش فا...

لكنها صمتت مبتلعه باقي جملتها فور ان رأت وجه شقيقتها نورا الذي اصبح بلون الدماء من شدة الغضب و عينيها مسلطه على داليدا بنظره قاتله...

بينما تنحنح داغر فور افاقته من صدمته عند سماعها تدلله بهذا الاسم محاولاً كتم ضحكته و قد بدأ يدرك ان نورا و شهيره بجانبها لذلك تتحدث بتلك الطريقه معه مما جعله يجاريها في لعبتها تلك...


=دغورتك نفسه في بوسه من بتاعت امبارح

ليكمل بصوت اجش مثير

=و ربنا يا داليدا انتي لو قدامي ما هفلتك من تحت ايديا...

جلست داليدا بجوار فطيمه و قد اصبح وجهها بلون الدماء من شدة الخجل لكنها قررت تكملة خطتها قائله بدلال وتغنج فاتحه مكبر الصوت بالهاتف

=كده يا حبيبي تصحي و تلبس لوحدك مش انت عارف ان انا بحب البسك بايديا...

حاول داغر كتم ضحكته بينما يجيبها بهدوء مجارياً اياها في كذبها هذا.


=معلش يا حبيبتي محبتش اصحيكي خصوصاً و ان احنا نايمين متأخر بسبب الجنان اللي عملتيه...

اغلقت داليدا مكبر الصوت حتى لا يسمعوا باقي حديثه و قد ازداد حمار وجهها...

تابع داغر بصوت اجش عندما دلفت سكرتيرته المكتب لتعلمه بان الاجتماع جاهز

=مضطر اقفل يا حبيبتي دلوقتي عندي اجتماع

اجابته داليدا بصوت منخفض و قد كان وجهها لا يزال مشتعل

=تمام يا حبيبي خد بالك من نفسك...


ثم اغلقت الهاتف معه من ثم التفت إلى كلاً من نورا و شهيره مرمقه اياهم بنظره شامته و على وجهها ترتسم ابتسامه ساخره...

=قولتيلي يا نورا مين بقي اللي كان بايت معاكي امبارح...

انتفضت نورا واقفه تصرخ بغيظ والغيره تمزق قلبها فسماع داغر يدللها بهذا الشكل يجعلها ترغب بقتلها

=وديني لأموتك، انتي فاكره انك كده بتغظيني لا ده انا نورا الدويري عارفه مين هي نورا الدويري...


لم تجيبها داليدا التي انحنت ملتقطه قطعه من البسكوت من ثم جلست تضع قدماً فوق الاخري تتطلع نحوها ببرود بينما تتناول قطعه البسكوت ببطئ مغيظ...

مما ازاد هذا غضب نورا التي اندفعت نحوها تهم الهجوم عليها لكن انتفضت واقفه فطيمه هاتفه بغضب

=جري ايه يا نورا ما تحترمي نفسك هتمدي ايدك عليها ولا ايه ايه اتجننتي.


زمجرت نورا صارخه بغضب عند سماعها زوجة عمها تدافع عن داليزا هي الاخري مما جعل شهيره تقف سريعاً ممسكه بها تمنعها من مما تنوي فعله هامسه باذنها بصوت منخفض

=لو لمستي شعره واحده منها، داغر ممكن يقتلك و يقتلني معاكي فاهدي كده و اعقلي...


وقفت نورا تطلع إلى داليدا باعين تنبثق منها الغل والحقد وانفاسها متلاحقه بقوه غير قادره على التحكم بالغيره و الغضب الذان يغليان بداخلها دفعت الطاوله بيديها و هي تطلق صرخه غاضبه حاده مما جعلها تسقط و تتناثر محتوياتها على الارض ثم ركضت خارجه من الغرفه تتبعها شقيقتها التي كانت تحاول تهدئتها...

اقتربت منها فطيمه مقبله خدها قائله بفرح

=جدعه، ميتخفش عليكي...

لتكمل بمرح قارصه خدها بمشاغبه.


=لكن تعاليلي هنا صحيح الا ايه الجنان اللي داغر قال عليه ده...

اشتعل وجه داليدا بالخجل مما جعل فطيمه تطلق ضحكه فرحه و السعاده تغمرها بان علاقتها مع ولدها تتحسن خاصة و انها قد بدأت تلاحظ مدي اهتمام داغر بها قطع حديثهم دخول صافيه إلى الغرفه

=داليدا هانم، مرتضي بيه الراوي مستني حضرتك في اوضة الصالون، و بيقول عايز حضرتك في موضوع مهم.










انتفض جسد داليدا فور سماعها اسم خالها فقد كان دائماً يسيطر على قلبها الاختناق و التشاؤم فور سماع اسمه او حتى سماعها لصوته القاسي الغليظ...


وقفت على مضض مستأذنه من حماتها من ثم توجهت إلى غرفة الاستقبال لتجد خالها جالساً على احدي المقاعد بوجه متجهم دلفت إلى الغرفه جالسه على الاريكه البعيده عن مقعده بمسافه ليست قصيره راقبت مروه تدلف إلى الغرفه حامله كوب من الشاي الذي وضعته على الطاوله التي امام خالها...

انتظر مرتضي حتى اختفت مروه تماماً من الغرفه قبل ان يلتف إلى داليدا قائلاً بقسوه

=صحيح اللي سمعته ده داغر اتجوز بنت عمه نورا،؟!


اجابته داليدا ببرود ينافي للاضطراب والخوف الذي بداخلها

=اها. صحيح...

انتفض مرتضي واقفاً من مقعده مقترباً منها هاتفاً بغضب

=و لما هو اها، قاعده معاه تعملي ايه مطلبتيش الطلاق منه ليه. هو مش وصل للي عايزه من جوازه منك يبقي يطلقك...

وقفت داليدا هي الاخري حتى لا تشعر بانها ضعيفه امامه عندما يشرف عليها بجسده الضخم هذا

=و انت مالك...


لتكمل بقسوه عاقده ذراعيها اسفل صدرها حتى تخفي عنه ارتجاف يديها حتى لا تفسد مظهر القوه التي تتصنعه امامه...

=ميخصكش، اطلق منه ولا مطلقش. ميخصكش في حاجه...


لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع و ألم عندما قبض على ذراعها يلويه خلف ظهرها بقسوه هاتفاً بغضب فقد كان ينتظر لحظة طلاقها من داغر على احر من جمر طوال الفتره المنصرمه حتى يستطيع التصرف بحريه في الاموال التي قام بسحبها من حسابها البنكي بموجب التوكيل العام الذي جعلها توقع عليه مع اوراق الفيلا وقت زواجها...

=انت بتتكلمي ازاي معايا كده...

ليكمل لوياً ذراعها اكثر هاتفاً بقسوه.


=الظاهر قعدتك هنا قوت قلبك و نستك مين مرتضي...

مرتضي اللي كان بيصبحك بعلقه و يمسيكي بعلقه، و كنت زي الكلبه في بيته مالكيش حس و لا صوت.

ارتجف جسد داليدا وقد بدأ خوفها منه يسيطر عليها، لكن سرعان ما ذكرت نفسها بانها لم تعد تلك الطفله او المراهقه الضعيفه التي كانت تهابه...


استجمعت شجاعتها و قامت سريعاً بضرب ساقه بحذائها ذو الكعب المدبب مما جعله يصرخ متألماً انتهزت الفرصه و تحررت من قبضته راكضه لكنه اسرع بالقبض على ذراعها مره اخري لم تتردد داليدا للحظه واحده قبل ان تتناول كوب الشاي الساخن من فوق الطاوله و تلقيه بوجهه مما جعله يصرخ محترقاً لم تنتظر كثيراً و فرت هاربه من الغرفه تاركه اياه يتمتم بغضب متوعداً اياها...


بعد عدة ساعات...

كانت داليدا جالسه بغرفتها تفكر بما حدث لها طوال الفتره الماضيه اي منذ وفاة والدتها إلى زواجها من داغر لتقرر بانه يجب عليها ان تحصل على وظيفه حتى تشعر بالاستقلال، و تتعود على الاعتماد على ذاتها و تحمل مسئوليه ذاتها فبعد طلاقها من داغر فهي بالتأكيد لن تعود للعيش مع خالها مره اخري...


تناولت هاتفها و قامت بالاتصال بأميرة زميلتها بالجامعه فبرغم ان علاقة صداقتهم تلك لم تستمر الا اول شهر بالسنه الاولي من دراستها بالجامعه حتى اضطرت داليدا إلى الاختباء بالمنزل مره اخري بعد ان تشاجرت مع احدي صديقاتها و انتابتها النوبه امامهم، الا انها رغم ذلم ظلت على تواصل مع اميره من حين إلى اخر خلال مدة دراستهم، حتى سافرت اميره إلى امريكا بعد تخرجها وقتها فقدت الاتصال بها لكنها عثرت بالصدفه على حسابها الخاص بالفيس منذ عدة ايام و تحدثت معها و اخذت منها رقم هاتفها ث على ان تتصل بها لكن ماحدث مع داغر و نورا جعلها تنسي الامر تماماً...


تناولت داليدا هاتفها و قامت بالاتصال بها و اخبرتها انها ترغب بالعثور على وظيفه لتخبرها اميره بانها تستطيع مساعدتها و سوف تري ما يمكنها فعله من اجله. وافقت داليدا على الفور فرحه من ثم اتفقت معها على ان تقابلها بعد ساعه باحدي الكافيهات و بانها سوف تحضر ميار و ندي اصدقائها ترددت داليدا في بادئ الامر فعلاقتها بميار تلك لم تكن جيده لكن بالنهايه وافقت فهذه تعد خطوه جيده لكي تستطع الخروج و مواجهه الناس...


بعد نصف ساعه...

دلف داغر إلى الغرفه ليجد داليدا واقفه امام المرأه ترتدي ملابس رائعه تظهر جمالها الرقيق بينما تعقد حجابها فوق رأسها بطريقه انيقه

وقف يتأملها عدة لحظات باعين تلتمع بالشغف قبل ان ينتبه انها ترتدي ذلك لكي تذهب إلى مكان ما غمغم بينما يدلف إلى الغرفه بهدوء

=خارجه و لا ايه،؟!

التفت اليه داليدا التي كانت تتأكد من عقدة حجابها حول رأسها و قد اندهشت من حضوره مبكراً من العمل.

=اها خارجه...


اقترب منها عاقداً ذراعه حول خصرها ضامماً اياها اليه بحنان فمنذ ان تحدثت اليه بتلك الطريقه بالهاتف و هو كان على رشك فقد عقله حتى يراها و يأخذها بين ذراعيه لذا و برغم انشغاله صنع حجته انه يرغب بتغيير ملابسه من اجل غداء العمل مع الوفد البرازيلي حتى يراها و لو لدقائق معدوده.

شدد من احتضانه لها مقبلاً جانب عنقها من فوق حجابها لكن داليدا دفعته في صدره مبعده اياه عنها بحده...


زفر باحباط بينما يبتعد عنها كما ترغب مغمغماً بهدوء

=خارجه راحه فين؟!

اجابته بينما تحاول التحكم في وتيرة تنفسها التي اخذت تزداد بقوه تأثراً باحتضانه لها بهذا الشكل

=هقابل ناس كانوا زمايلي في الكليه...

وقف يتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان يغمغم بصوت حاد

=و زمايلك دول فيهم رجاله،؟!

تراجعت داليدا إلى الخلف فور سماعها كلماته تلك مراقبه تحول وجهه المفاجأ. لكنها هزت كتفيها قائله ببرود.


=في رجاله ولا مفيش انت مالك...

زمجر داغر بقسوه و قد اشتعلت عينيه بنيران الغضب

=بقي انا مالي...

ليكمل بينما بدأ بنزع سترته ملقياً اياها على الارض بقسوه من ثم تبعها قميصه متخذاً نحوها عدة خطوات مما جعل داليدا تترجع إلى الخلف بخوف لكن تسمرت خطواتها عندما تجاوزها و اتجه نحو الخزانه مخرجاً بدله جديده

=مادام انا مالي يبقي مفيش خروج...

وقفت تطلع اليه بصمت عدة لحظا 

              الفصل الرابع عشر من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-