رواية ولادة من جديد الفصل المئه والسابع والثلاثون137 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والسابع والثلاثون بقلم مجهول

إيجاد عذر له

بعد قوله هذه الكلمات كررها حسام في سره، لن أسمح لأحد أن يلمس فايزة بسوء مرة أخرى.

لدهشته، ابتسمت فايزة في وهن وقالت: "لا بأس. لقد كنت تبحث أن أحدهم. لو كنت مكانك لكنت فعلت نفس الشيء. كان الأمر كله من باب الضرورة.

لم يملك حسام أن يمنع نفسه من الابتسام بمرارة. ماذا كان يجب أن يقوله ؟ كانت زوجته كريمة ورابطة الجأش. حتى في مثل هذا الوقت كانت تحاول أن تمنحه تبريراً. إلا أن هدوءها كان يعني شيئاً آخر كذلك.

"حسناً، سأرتاح الآن. ويجب عليك أن تفعل المثل." لم ترغب فايزة في البقاء لفترة أطول، مخافة أن يصبح الحديث بينهما أكثر حرجاً. وبالتالي، أنهت الموضوع

مباشرة.

عندما سمعها تقول إنها تريد أن ترتاح، لم يعلق حسام بشيء. "يجب أن ترتاحي أنت. أنا سأخرج لوهلة."
توقفت فايزة للحظة، ثم أومأت رأسها: "حسناً، توخى الحذر."

عندما غادر حسام الفيللا وعاد إلى سيارته، تحولت نظرته إلى غموض، كان هناك شيء محبوس في صدره ولم يتمكن من التخلص منه.

على الرغم من حدوث هذه الحادثة الكبيرة، لكنها ظلت تتحدث إليه بتهذيب وطيبة، كما لو أنها ليس لديها أي استياء تجاهه. بل أنها حتى ابتكرت عذراً له عندما لم يحميها بالقدر الكاف.

بالنسبة لحسام كان يفضل أن تتصرف كما كانت تفعل في الماضي، فأرادها أن تغضب وأن تسائله عن سبب خروجه في مثل هذا الوقت. لكن الآن بدا وأنها لم تعد تفعل مثل

هذه الأشياء.

ما الذي وصل بهما إلى هذا؟
من ناحية أخرى، اتصلت رهف على الفور بوالدها بمجرد أن غادر حسام وأخبرته عما حدث اليوم، بما في ذلك شك حسام في تواطؤها مع داليا.

منذ أن أنقذت رهف حسام وأصبحت منقذة عائلة منصور قبل سنوات عديدة، كانت عائلة عبد الرؤوف تحظى بالعديد من الامتيازات من عائلة منصور في عالم الأعمال. قبل ذلك كانت عائلة عبد الرؤوف تكافح دائماً لتتجاوز نقطة بعينها ولم تتمكن أبداً من الصعود أكثر مما اصاب والد رهف بحالة لا نهائية من القلق.

إلا أن رهف أنقذت حسام في ذلك الوقت، وانتشر الخبر في أرجاء مجتمع الطبة العليا بين ليلة وضحاها .

وأصبحت الآن عائلة عبد الرؤوف منقذة عائلة منصور وسوف تكون العائلتان على وفاق في المستقبل. ومنذئذ وجدوا أنفسهم فجأة موضع طلب، حيث سعى الكثيرون للعمل معهم، وحتى من كانوا يكنون لهم الضغائن في

الماضي، جاءوا للتصالح.

نتيجة لذلك، بدأت عائلة عبد الرؤوف تزدهر وترتقي إلى المراتب العليا، وأصبحت في نهاية المطاف واحدة من أفضل خمس مؤسسات في مدينة السدى في الماضي، لم يتمكنوا حتى من الوصول إلى العشرين شركة الأولى.

أصبح والد رهف محترماً جداً في مدينة السدى، بل واعتبر نفسه الحما المستقبلي لحسام وبالتالي، عندما سمع أن حسام بدأ يشك في ابنته اصابه الهلع وغادر العمل فوراً ليلتقي بابنته.

عندما رأى ابنته في المستشفى وجبينها مجروح، غضب والد رهف : "ماذا حدث يا رهف ؟ كيف تعرضت للاصابة هكذا ؟ "

"أبي ... انفجرت رهف في البكاء، وألقت بنفسها بين ذراعيه.

انفرط قلب والدها لمظهرها المثير للشفقة، وهدأ من روعها قبل أن تخبره بكل ما حدث.

"لا أدري ما يجب أن أفعله الآن، يا أبي. بدأ حسام يشك في. وعلى الرغم من أنني قلت له أنه ليس لي أي علاقة بالأمر، ولم يعد يلومني الآن، إلا أنني أشعر أنه لن يعاملني بذات المعاملة كما كان يفعل من قبل.
عند سماع هذا، أمسك والد رهف بيد ابنته وقال بحنان رهف، لا تقلقي بشأن هذا مهما كان، أنت منقذة حسام ، وطالما أنك تحملين هذا اللقب، فلن يعاملك بظلم أبداً."

لن يعاملني بظلم طالما أنني منقذته، أليس كذلك؟ هذا صحيح، فعائلة منصور تقدر ذلك بشكل كبير. وإلا ما كنا قد صعدنا بهذه السرعة خلال السنوات الفائتة .

عند ذلك، فكرت رهف في أمر آخر. ماذا لو اكتشف حسام أن فايزة هي من أنقذته وليس أنا؟ في ضوء طبعه، ربما يقتلني!

إن التفكير في هذا الاحتمال جعل رهف تبدأ ف بالتعرق البارد.

الحسن الحظ، لم يكن هناك شهود آخرين بخلاف فايزة وهي نفسها في ذلك الوقت. إن كان هناك شخص ثالث يعرف بالأمر، فقد قضي عليها.

ما رأيك؟ دعيني أتعامل مع المشكلة مع هذين الاثنين، ما عليك سوى أن تركزي على ارضاء حسام ."
عندما سمعت رهف اختيار كلمات والدها، شعرت بالاستياء.

"ماذا تقصد بذلك يا أبي ؟ علاقتي مع حسام متساوية. أنا است مثل أولئك النساء اللواتي يحاولن ارضاء حسام

التسلق سلم الرتب "

"نعم، نعم، بالطبع. وابنتي هي الأفضل. إن حسام يحبك كثيراً حتى أنه لا يكتفي منك."

عندئذ لاحظ مرة أخرى الجرح على جبهة رهف.

"أما بالنسبة للجرح على جبينك يا رهف، فمن الأفضل ألا يترك ندبة. ففي كل الأحوال، فإن الرجال مخلوقات سطحية، وإن لم تحافظين على جمالك في المستقبل، فإنهم

يصبحون متقلبين."

جعل الحديث عن الجرح على جبينها رهف تشعر بعدم الأمان.

أفهم، يا أبي. سأجد طريقة لاصلاحه لاحقاً."
حسناً، ولكن يجب أن ترتاحي أولاً. تذكري أن تراضي حسام . يحب الرجال من يدللهم وإن كان لا يزال غاضباً، فعليك أن تجدي حلاً بنفسك. فقط تأكدي من أنك تراضينه، هل فهمت ؟ "

بعد مرور 48 ساعة من إجراء فضيلة للجراحة، تم نقلها أخيراً من وحدة العناية المركزة إلى غرفة عادية. وأخيراً تنفست عائلة حسام ، التي ظلت تنتظر كل هذا الوقت

الصعداء.

من ناحية أخرى، كانت فايزة قد ارتاحت في المنزل لمدة يوم، لذا لم تعد ساقها مؤلمة مثلما كانت من قبل. إلا أن حسام لم يؤيد زيارتها للمستشفى بعد. وعندما علما باصابتها، وافق حتى والد ووالدت حسام ، وأصرا على أن ترتاح في المنزل لمدة يوم آخر. 

"لا تزال جدتك في وحدة العناية المركزة حتى الآن. حتى لو ذهبت، فلن تتمكني من رؤيتها. من الأفضل أن ترتاحي في المنزل يومين آخرين بعد ذلك، سيأتي بك حسام إلى المستشفى عندما تخرج من وحدة العناية المركزة."
في النهاية، تم إقناع فايزة ولم تملك سوى الموافقة.

ومع ذلك، وفي اليوم التالي قبل انتهاء الساعات الثمانية والأربعين، أخبرت حسام أنها ترغب في زيارة فضيلة في المستشفى.

في البداية، اعترض حسام وعبس وهو يسأل: "هل شفت اصابتك؟ ألا يفضل أن ترتاحي بضعة أيام أخرى في المنزل ؟"

عند سماعها هذا، هزت فايزة رأسها. لم اعد بحاجة للراحة. إنني أريد زيارة جدتي الآن"

بدلاً من الانتظار حتى الآن، كان ينبغي عليها أن تذهب إلى المستشفى في اليوم الذي عادت فيه. لو لم يقنعها والد حسام ووالدته، لما كانت فايزة مطيعة بهذا القدر.

هل أنت متأكدة أنك تريدين الذهاب؟"

ذمت فايزة شفتيها وقالت برفق : "إن كنت مشغولاً على اصطحابي، سأذهب بنفسي "

ظل حسام صامتاً لفترة طويلة، ثم وافق فجأة على اصطحابها. اذهبي وغيري ملابسك، ثم سأخذك إلى هناك الآن"

ابتهج وجه فايزة فرحاً: "حالاً."

استدارت على الفور، وركضت لتغير ملابسها بحماس، ولكن كانت خطواتها غريبة بسبب اصابة ساقها.

بينما كان يراقبها، لم يملك حسام أن يمنع نفسه من الابتسام. احذري من تفاقم اصابة ساقك."

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-