رواية ولادة من جديد الفصل المئه والسادس والثلاثون136 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والسادس والثلاثون بقلم مجهول

هل أنت قلقة علي؟

الثقافة المجانية 650

شعر وكأن المنطقة التي بها قلبه قد أصبحت فجأة خدرة. بل أن الخدر أصاب حتى أطراف أصابعه. لم يملك حسام أن يمنع نفسه من اصدارة اهة ألم مكتومة، وضغط غريزيا

براحته على صدره.

عندما سمعت آهة الألم من حسام ، التفتت فايزة إليه ولاحظت أنه كان يتكئ على عجلة القيادة بوجه شاحب.

كانت صحة حسام ، طيلة الوقت الذي كانا فيه معاً رائعة ونادراً ما كان يصاب بمرض كانت هذه أول مرة على الاطلاق التي ترى فيها فايزة حالته بهذا السوء، لذلك شعرت

بالذهول، بينما مدت يدها سريعاً لتسنده.

ماذا بك؟ هل تشعر بتوعك ؟"

لم يختف الألم الخفيف الذي كان يشعر به، بل عندما سندته فايزة تضاعف، بل واستمر الشعور بالفراغ في قلبه في النمو. إلا أنه رأى القلق الذي ارتسم على وجه فايزة، وبدأ هذا الشعور بالفراغ يمتلئ بعاطفة أخرى.
لم يكن حسام يرد عليها، وإن ظل يتعرق بشكل كثيف وبدا أنه يعاني من آلام شديدة، لذا قالت فايزة: "سأتصل بسيارة اسعافه ولكن قبل أن تصل على هاتفها، أمسك حسام بيد ساخنة وقوية بمعصمها، وشعرت وكأن سيخ كان يوسمها بالنار.

أمسك معصمها بقوة وانحنى فجأة نحوها.

فزعت فايزة، وظنت أن حسام كان يفعل ذلك لمجرد أنه متوعك، لذا سارعت باسناده مرة أخرى. إلا أن حسام توقف على بعد بوصات من شفتيها، وكانت نظرته العميقة تخترقها في جو السيارة المعتم.

كان الألم جعل تنفسه غير مستقر.

كان حسام لا يزال يمسك بيدها بقوة ويضغط بها على

صدره، كما لو أن ذلك سيخفف الألم.

خفضت فايزة رأسها، ونظرت إلى الموضع الذي وضع فيه يدها، فكان موضع قل بحسام ، الذي كان ينبض بقوة حتى

أنها شعرت به.
لم تر حسام يتصرف هكذا من قبل.

"ماذا بك؟" سألت وهي تنظر إلى العذاب على قسمات وجهه، وتساءلت لماذا هو قريب جداً منها على الرغم من أنه كان يعاني من آلام شديدة

اهتزت تفاحة آدم في رقبة حسام ، بينما ذم شفتيه الرفيعتين. "هل أنت قلقة علي ؟"

أجابت فايزة: "ماذا تظن ؟" استناداً إلى مظهره، كان من الطبيعي أن تشعر بالقلق. لم تفهم أي شيء من وراء تساؤلات حسام ، لكنها شعرت أن تنفسه كان غير مستقر بشكل متزايد وبالتالي اقترحت خوفاً على سلامته: "دعني

اتصل بسيارة اسعاف.

زمجر حسام : "لا!" ثم اتهمها قائلاً: "لست قلقة علي "

قطبت فايزة حاجبيها عندما سمعت كلماته في احباط: "ما الذي تتحدث عنه ؟ اترك يدي، ودعني اتصل بسيارة اسعاف. إذا لم ترغب في سيارة اسعاف، فسوف أقلك على

المستشفى."
نظر عليها حسام في صمت، وكأنه يحاول التحقق من أمر ما، تم ترك يدها ببطء بعد وهلة. "لن أذهب"

بينما قال ذلك، أسند ظهره وأغلق عينيه وهو يسترخي في المقعد.

كان الألم الذي شعر به في قلبه قبلاً حقيقياً للغاية، لكنه كان قد تلاشى إلى حد ما الآن. ومع ذلك، كان جبين حسام غارقاً في العرق، والتصقت بعض خصلات شعره الأسود به.

عندما رأته يستند إلى مقعده عبست فايزة: "لماذا لا تريد

الذهاب إلى المستشفى؟ إنك متوعك !"

همهم حسام : "لن يغير ذلك من الأمر شيئاً."

زاد عبوس فايزة: وكيف لك أن تعرف ذلك، وأنت لم تذهب حتى إلى المستشفى؟ هل تعرف حتى ما هي الأعراض التي تعاني منها ؟"

جلس في صمت، وقد خفض عينيه، وكان لا يزال يعاني من نوبة الألم المبرح التي تعرض لها للتو في جو السيارة المظلم، بدا وكأنه مهزوم، وقد الحفر شيء من الحزن على وجهه مما أوجع قلبها.

لم تتمكن فايزة من تحديد سبب شعورها هذا. كان مظهر حسام هذا قد أفزعها، وعلى الرغم من أنها كانت تعرفه منذ سنوات، إلا أنها لم تره قط يعاني هذه الآلام المبرحة من

قبل.

عندما فكرت في الأمر، ضاقت عينا فايزة، ونظرت إلى حسام في اهتمام: "ما خطبك ؟ هل تعاني من مرض عضال أو شيء من هذا القبيل ؟"

نظر حسام ، الذي كان قد أحنى رأسه، إليها في صمت عند سماعه كلماتها، وسخر قائلا: "مرض عضال ؟ هل تأملين أن أموت قريباً؟"

ألحت فايزة: "لماذا لا تذهب إلى المستشفى إذا؟" كان غريباً أن يعاني هذا الألم قبل قليل، إلا أنه يرفش أن يحصل على رعاية طبية. ألم يجد هو نفسه أنه يتصرف بشكل غريب ؟

قبل أن يتمكن من الرد أرادت فايزة أن تستمر في

استجوابه، لكنها توقفت عندما فتح حسام فجأة باب

السيارة، وقال بصوت مبحوح: "النصعد "
كانت فايزة تريد أن تقول المزيد، ولكن عندما رأت تعبير وجهه اللامبالي، وحقيقة أنه لم يبد مهتماً بالمحادثة، فقدت حماسها فجأة. أدركت أنه حتى لو كان حسام يعاني من حالة صحية، فإنه لم يعد من حقها أن تعتني به بعد الآن. لقد كانا على وشك الحصول على الطلاق على كل حال.

قامت فايزة بفك حزام الامان بقلب بارد واستعدت للخروج

من السيارة.

"لحظة." نادى حسام عليها مرة أخرى بشكل غير متوقع.

التفتت لتنظر إليه. هل غير رأيه ؟ هل يريد منى أن آخذه إلى المستشفى ؟

في اللحظة التالية، أدار حسام المفتاح، وقال في برود "سأصعد معك."

فتح باب السيارة، ونزل منها، مما جعل فايزة تتساءل عما كان ينوي فعله. ومع ذلك، لم يكن لديها خيار سوى أن تتبعه

إلى خارج السيارة.
عندما نزلت من السيارة، لاحظت فايزة أن حسام كان قد اقترب منها بالفعل. ساعدها في إغلاق باب السيارة، ثم رفعها فوراً بين ذراعيه.

قالت فايزة، رافضة بشكل غريزي: "لا داعي لهذا."

حدق فيها وقال: "ماذا تعنين؟" كان تنفسه لا يزال غير منتظم. "بعد ما . حدث اليوم، هل يمكنك أن تصعدي بمفردك؟"

لم يكن سوى عدد قليل من الخطوات، ولم تظن فايزة أنها لن تتمكن من التحرك بمفردها بقدم مصابة.

كانت ركلة داليا قوية، وحتى لو لم يبد أنها جرحت سطح الجلد، إلا أنها في النهاية تسببت في ألم دفين. إن أرادت أن تتعافى، كان عليها أن تتحمل الشعور بالتوعك لبضعة أيام على الأقل.

على أية حال، لم يكن المشي لمسافة قصيرة بمشكلة، حيث كان بامكانها تحمل الألم. وكان حسام يبدو متألماً جداً منذ وهلة، إلا أنه كان الآن يحملها.

" من فضلك أنزلني. ألم تقل للتو ...

قاطعها حسام بنفاذ صبر: اخرسي ! ساصعد بك حتى تستريحي.

كانت فايزة تعلم أنه شخص عنيد جداً، لذا لم تقل شيئاً. وتمنت في صمت أن هذه الرحلة لن تستغرق وقتاً طويلاً.

بعد أن أعادها حسام إلى غرفتها، نظر إلى الجرح على ساقها، وقال: "إذا كنت بحاجة إلى الاستحمام، اطلبي من الخادمة أن تصعد وتساعدك "

أومأت فايزة: "حسناً، فهمت."

نظر حسام إلى فايزة وهي تجلس على السرير في هدوء وطاعة، مما جعله يشعر بموجة حزن شديدة في قلبه. استغرق وقتاً طويلاً قبل أن يقول أخيراً: "اعتذر عما حدث اليوم"

عند سماع هذا، أصيبت فايزة بالذهول. كانت تعتقد أنه سيتم تجاوز المسألة ببساطة ولم تتوقع أبداً أن يعتذر لها طوعياً.

في المستقبل، سأحميك"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-