رواية ولادة من جديد الفصل المئه والخامس والثلاثون135 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل المئه والخامس والثلاثون بقلم مجهول

تمسكي بقوة ولا تسقطي

بعد أن تمالكت فايزة نفسها، هزت رأسها بهدوء، ولكنها سرعان ما فكرت في أمر ما، فسحبت يدها التي كانت لا زال عالقة بعنق حسام .

إلا أن حسام ، وقبل أن تبتعد أمرها في برود قائلا: "تمسكي بقوة."

صراحة، لم تكن فايزة تريد أن تطيعه، لذلك أرخى قبضته عليها عن قصد، عندما كانت على وشك الافلات منه بعد أن شعر بنيتها.

وبشكل شبه لا ارادي، قامت فايزة بلف ذراعها حول عنقه بقوة أكبر.

كان معصمها رقيقاً وباهتاً، فكان التخالد واضحاً مع بشرته.

بمجرد أن أدركت ما فعلته، تغير تعبير وجهها.

أما حسام ، فابتسم عندما شعر برقة بشرتها. "تمسكي بقوة

ولا تسقطي "
هذه المرة، لم تفلته فايزة، بل غرقت في أفكارها، ونظرت بين الفينة والأخرى إلى حسام . سار الرجل بسهولة وهي بين ذراعيه وظل تنفسه وخطواته ثابتة من زاويتها، كان بامكانها أن ترى الخطوط الناعمة والدقيقة لفك حسام ، فضلا عن شفتيه الرفيعتين المنحنيتين، والتي لم تتراجع بعد.

ارتبكت فايزة.

إن لم يرد على مكالماتها اليوم - كلا، إن لم يرد على مكالماتها المرة الفائتة، لكانت فقدت الأمل فيه. ما الذي كان حسام يفعله الآن؟ هل كان حتى مدركاً لما يفعله؟ إنهما في طريقهما إلى الطلاق، وعلى الرغم من ذلك كان يغازلها.

على العكس من ذلك، كان توفيق يلهث وهو يتبعهما، حاملاً أغراضها. جعل مشهد رئيسه في العمل وهو يعانق فايزة وجهه يبتسم ابتسامة صعب اخفاؤها.

هكذا يجب أن تتصرفا كزوجين مثاليين. لقد استعاد رئيسي أخيراً عقله، وطلب مني أن أحمل أغراضهما لمجرد أن يتمكن هو من حمل الآنسة فايزة، كان الأمل أن ينهي علاقته مع رهف . لا أريد أبداً أن تنضم رئيسة سيدة جديدة إلى مجموعة منصور

بعد أن وضع الأغراض في السيارة راق بحسام وهو يحمل فايزة ويركب السيارة، ثم ودعهما وهما يغادران

كان تكييف السيارة يعمل أثناء رحلة عودتهما، لذا كانت السيارة أبرد كثيراً عن الخارج. التحفت فايزة في معطف حسام ، وظلت على صمتها.

جعلتها درجة حرارة السيارة تشعر بالنعاس. وعندما كادت أن تستند إلى المقعد لتنام قليلاً، تحدث حسام الذي كان يقود السيارة: "ما رأيك في خالد؟"

عندما سمعته يتحدث، تلاشى الشعور بالنعاس، واستدارت فايزة إليه: "ماذا ؟"

ارتجفت شفتي حسام الرفيعتين وهو يسألها ببرود: "لقد أنقذك ألست ممتنة له ؟ "

أومات فايزة دون تردد وقالت: "بالطبع." كان قد هرع

لانقاذها، وأخذها إلى المستشفى لفحص طبي، واعتنى بها
باهتمام. والاهم من ذلك، اكتشف بأمر حملها، ولكنه قرر أن يساعدها على الاحتفاظ بالأمر سراً عن حسام . هذا الاحترام والتفهم جعل فايزة شديدة الامتنان

عندما رأى أنها تعترف بالأمر دون أي تردد، قطب حاجبيه وسأل: "هل تحبينه؟"

عندما ظنت أنها سمعت نوعاً من النكتة السخيفة في صوته ضاقت عينا فايزة وقالت: "وما علاقة شعوري بالامتنان بالحب ؟"

دم حسام شفتيه وأجاب باندفاع: "إن كنت لا تحبينه فلماذا سمحت له بالبقاء بجانب سريرك؟ بل أنك حتى استغرقت في نوم عميق لفترة طويلة. ألم تخافي أنه قد تكون لديه نوايا أخرى؟"

عندئذ، لم يعد لدى فايزة أية شكوك. لا عجب أنه كان يتصرف تصرفات غريبة اليوم أمام خالد هل اختلط عليه الأمر، وظن أن مشاعري تجاه خالد أنني أحبه؟ إذا هذا هو الوضع ....

في البداية ظنت أنه يغازلها، لكنه تبين لها أنها كانت تتسرع
في الافتراض. ولذلك، أغلقت فايزة عينيها، وردت دون أي تحفظ : "لقد أنقذني، ولكن بخلاف شعوري بالامتنان له لا أشعر بأي شيء آخر تجاهه في الوقت الحالي. فلا داعي للقلق بشأن ذلك على كل الأحوال، إن الأشخاص من أمثالك نادرون جداً."

وبمجرد أن انتهت من الكلام، ساد الصمت في السيارة. شعرت فايزة فجأة أنها ربما قد تمادت، لكن بعد التفكير في الأمر، ونظراً لأنه كان بالفعل يشك في مشاعرها تجاه خالد

فإن قول بضع كلمات له لا يمثل مشكلة.

إن كان يريد أن يغضب، فليغضب . على كل، فقد انتهت جدتي بالفعل من العملية، لذا لا يوجد ما يدعو للقلق .

وبالفعل عبس حسام طيلة الوقت من بعدها، ولم ينطق

بكلمة واحدة.

وبدلاً من النزول من السيارة فور وصولها إلى المنزل، سألته

فايزة: "كيف حال جدتي الآن؟"

توقف حسام لحظة قبل أن يتحدث: "إنها بخير."

هذا جيد. كم من الوقت تحتاج تحت المراقبة؟"
ثمانية وأربعون ساعة."

بعد ذلك، ساد الصمت بينهما لفترة طويلة، وفكر كلاهما في

شيء ما في ذات الوقت.

"حسناً ... نظرت فايزة إلى حسام ، وقالت بلطف: "قد تكون ثمانية وأربعون ساعة متسرعة بعض الشيء. ما رأيك بثلاثة أيام؟"

عند سماعه هذا، نظر إليها.

ظل تعبير فايزة هادئاً في السيارة خافتة الضوء. وأضافت

شفتاها الشاحبتان لمسة من الرقة والجمال المرضي.

في هذه الأثناء، ذم حسام شفتيه في خط مستقيم.

كانت منذ وهلة تعانق عنقه وهي بين ذراعيه. ولكن ها هي الآن، ترتدي معطفه، وتناقش اليوم الذي سيتقدمان فيه بطلب الحصول على الطلاق. كان من المفترض أن يوافق على ذلك، حيث أنهما كانا قد اتفق قبلاً على أن هذا الزواج الصوري لن يعد ساري المفعول بعد الانتهاء من عملية الجدة، إلا أن لسبب ما، كان قل بحسام يتمرد في هدوء كان صوتاً ما يحثه على عدم الحصول على الطلاق.

بمجرد حصولهما على الطلاق، سيفقدها تماماً.

من المرجح أن تستقر حالة جدتي في غضون ثلاثة أيام.

وسنحصل على شهادة الطلاق أولاً، ثم ...

قاطعها حسام فجأة: "لننتظر وقتاً أطول قليلاً"

ذهلت فايزة لما سمعته: "ماذا ؟ " لماذا؟ ألا ينبغي أن يكون حريصاً على الحصول على الطلاق؟ فبهذه الطريقة سيتمكن أخيراً من أن يكون مع رهف.

أجاب بصوت أجش وعيناه واجمتان: "نعم. لننتظر مدة أطول. إن جدتي بحاجة إلى الوقت لتتعافى بعد الجراحة. إن حصلنا على الطلاق بهذه السرعة، فإنني أخشى أن يؤثر ذلك على صحتها."

ظلت صامتة وفكرت في الأمر بدا تفسير حسام مقنعاً ولم يبد أن هناك أي مشكلة في الانتظار بضعة أيام اضافية سألها حسام عندما لم تقل شيئاً لبرهة، وبدأت عيناه تنطفئان: "ما الخطب ؟ ألا تستطيعين الانتظار بعضة أيام أخرى؟ هل أنت في عجلة من أمرك ؟"

عندما سمعته، تمالكت فايزة نفسها، وهزت رأسها. "لا، بل اعتقد أنك على حق. لننتظر بضعة أيام أخرى. لم أفكر في الأمر بعناية. إن جسد جدتي بالفعل بحاجة إلى وقت للتعافي "

لم يجد حسام ما يقوله في ظل موقفها المتفهم. بدا وكأنها كانت قد فكرت ملياً في العواقب، ولم توافق على تأجيل الطلاق سوى من باب عقلانية. شعر حسام فجأة بألم غير مألوف، فتوقف للحظة بينما انتشر الألم في كامل جسده.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-