رواية ولادة من جديد الفصل الثانى عشر12 بقلم مجهول


 

رواية ولادة من جديد الفصل الثانى عشر بقلم مجهول

الفصل 12 الافصاح عن الحقيقة


ظنت حنان في البدء أن رد فعل فايزة يتصف بهدوء مريب، لكن عندما سمعت اسم "رهف"، تسمرت حنان في صمت.
استغرقت وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن من التفكير السديد مرة أخرى، فقالت: "كنت – كنت اعتقد أنها لن تعود أبداً."
لم تنطق أيهما بكلمة لوهلة.
كانت حنان رفيقة فايزة في دوائر النخبة، قبل افلاس عائلة صديق، حيث كانت صديقتها الصدوق. وبالتالي، كانت على علم بحب الناس للتحدث عن كيفية انقاذ رهف لحسام.
اضافة، كان الاثنان يبدوان ثنائياً جذاباً، وكان يمكن للأمور أن تسير على ما يرام أيضاً، ولكن باعتبارها صديقة لفايزة، كان قلب حنان يتألم لحال فايزة.       من المؤسف أن الكثير من حالات الاعجاب لا تحظى باعجاب متبادل، وتنتهي إلى صمت في النهاية. عضت حنان شفتيها، وشعرت بالسخط لما أصاب صديقتها.
"في الواقع، فلتعد كما تشاء. لو كنت مكانك، فلن انسحب. لم يكن بينها وبين حسام أي علاقة من البداية. كما أنكما متزوجان بالفعل، بل أنك الآن حامل. أقسم لك أن السماء ستسقط قبل أن يطلب حسام منك التخلص من الطفل!"
قالت فايزة، التي كانت صامتة طوال هذا الوقت: "أنتِ، إذاً، على الأرجح لا تعرفينه حق المعرفة". بعد قولها هذا، رفعت نظرها، مما جعل عيون حنان تتسع في عدم تصديق: "ماذا تقصدين! لا، لم يفعل ... هل طلب ذلك حقاً؟"
أكدت فايزة: "بل سيفعل."
ردت حنان: "هذا يعني أنك لم تخبريه بعد، اليس كذلك؟ من أين لك بهذه الثقة أنه سيفعل؟"
عندئذ، ذمت فايزة شفتيها، وأجابت: "لقد قمت بجس نبضه."
"لقد قمت ..." خاب أمل حنان في صديقتها. "وما فائدة هذا؟ وكأن النظرية والتطبيق ذات الشيء! يجب أن تخبريه الآن. قولي له أنك حامل، واعرفي رد فعله للخبر."
صمتت فايزة، فاضافت حنان قائلة: "هل أنت خائفة؟ أرجوك، إنني أقسم لك بحياتي أن حسام لن يطلب منك التخلص من الجنين عندما يعرف أنك حامل. هل تراهنيني على ذلك؟"
هزت فايزة رأسها رفضاً بعد لحظة صمت وقالت: "ليس هذا ضرورياً." ثم التقطت حقيبتها، ونهضت واقفة: "هيا بنا. سأدفع الحساب."
وقبل أن تجد حنان حتى فرصة لتستجيب لما يحدث، كانت فايزة قد توجهت بالفعل إلى الكاشير.
‏كانت حنان غاضبة، لكنها لم تجد ما تفعله سوى أن تلتقط حقيبة يدها وتتبع صديقتها.
بعد خروجهما من المقهى، سارت حنان إلى جانب فايزة. وعندما لاحظت أن الأخيرة لاتزال لا تنوي الحديث، أمسكت بذراعها وهتفت: "فايزة!"
توقفت فايزة في مكانها، وتبتت نظرتها على صديقتها المفضلة.
"تمالكي نفسك وضعي ثقتك في هذه المرة، حسناً؟ هذه ليست بالمسألة البسيطة. ما كنت لأقف هنا وأحاول اقناعك، إن كنت قادرة على اسقاط سنوات حبك له. ولكنك تحبينه، اليس كذلك؟ يجب أن نمسك بتلابيب سعادتنا بأيدينا!"
"أنا ..." جعلت كلماتها فايزة تتردد، وعندما رأت ذلك، حثتها حنان قائلة: "حسناً، دعيني أسألك بعض الأسئلة."
"ما هي؟"
"سيلاحظ الناس عليك الحمل مع مرور الوقت، أليس كذلك؟"
أومأت فايزة برأسها.
"نعم. وحيث أنك خائفة من أن يلاحظ الناس، ولا تنوين اخبار حسام أيضاً، فإنك ستجدين فرصة للتخلص من الجنين لاحقاً."
لا، ليس هذا ما في الأمر. لكنني في الواقع لم أتفكر في هذا الأمر جلياً بعد.
"حيث أنك قد استعددت للأسوأ بالفعل، فما الذي يخيفك بعد؟ ألن يظل السيناريو الأسوأ كما هو حتى إن أخبرتيه؟"
‏"ولكن ..." ارتعشت شفاه فايزة واضطربت رموشها. "قد نظل أصدقاء إذا ما أبقيت هذا الأمر سراً، ولكن إن أخبرته ..."
صمتت حنان عندئذ. حسناً، لم أقدر حبها لحسام حق تقديره.
مرت لحظات قبل أن تتنهد حنان بصوت خافت. "يا فيفي، أعلم أنكِ تحبينه. ولكن راودك يوماً أنه لا فائدة من كونكما أصدقاء إن لم تتمكني من البقاء معه؟ ثم، ألا تريدين التحقق من ذلك؟ ألا تريدين معرفة إذا كان يبادلك هذا الشعور؟ على أية حال، أرفض أن أصدق أنه ليس لديه أدنى مشاعر تجاهك، فهو يحسن معاملتك."
نعم، إنه يحسن معاملتي. لكن ... ما الأمر سوى صفقة ...
لولا أن فضيلة كانت تحبها، وكانت أيضاً مريضة، لما تزوجا على الإطلاق. فبالنسبة له، كانت مجرد صديقة من الطفولة.
كانت حنان تعلم أنه لا يوجد ما تقنع به فايزة غير ذلك، وإن كانت لا تزال مترددة. "على أية حال، لقد قلت لك ما لدي قوله. فكري في الأمر، فالقرار قرارك في نهاية الأمر. لا يوجد شيء آخر يمكنني قوله."
قبل أن تركب السيارة، لم تتمكن حنان من منع نفسها من العودة ركضاً إلى صديقتها، وقالت: "يا فايزة، إن سعادتنا من صنع أيدينا، هل فهمت؟"
وعلى الرغم من أن فايزة كانت لا تزال تشعر بالضياع في تلك اللحظة، إلا أنها ابتسمت من قلبها، وقرصت خد حنان. "نعم، فهمت. سوف أمعن التفكير في الأمر."
"رائع. عودي إلى البيت، واتصلي بي إذا ما احتجتي لأي شيء، حسناً؟"
"حسناً."‏
‏فور عودة فايزة إلى منزل عائلة منصور، اقترب منها فتحي في لحظتها بقلق: "أين كنتِ يا سيدة منصور؟ لماذا خرجت وأنت لازلت متوعكة؟ ماذا لو حدث لك شيء ما؟"
تأثرت فايزة بقلق كبير الخدم، فقامت بطمأنته وقالت: "أنا بخير."
‏"يسعدني سماع هذا." نظر إليها فتحي ملياً، وأخيراً تنفس الصعداء بعد أن تأكد أنها بخير: "ينبغي أن تعودي إلى الراحة يا سيدة منصور."
"حسناً."
بذلك صعدت فايزة الدرج، وعادت إلى غرفتها.‏
ساد الصمت في الهواء بعد أن أغلقت الباب بقوة. في تلك اللحظة عندما اختلت إلى نفسها، رنت كلمات حنان في أذنيها.
نصنع سعادتنا بأيدينا.
في الواقع، كانت تؤمن بهذه المقولة، فعلى المرء أن يفصح ويكافح من أجل حبه. بل أنها فعلت ذلك بالفعل في الماضي. ولهذا قررت أن تعترف بحبها، إلا أنها عندما أوشكت أن تنفذ ذلك، سمعت حسام يقول أن شريكته سوف تكون رهف إلى الأبد.
إلى الأبد ...
استوعبت فايزة معنى عبارة "إلى الأبد". كما عرفت أن حسام الذي يمارس ما يعظ به، ولكن ...
قبضت فايزة على هاتفها.
منذ سماعها لاقتراح حنان، تحول طمعها إلى كرمة وجدت ما يمكنها التعلق به، وتمتص بكل قوتها كل المغذيات التي في التربة، وتنمو بسرعة.
الحقيقة، أنها كانت فعلاً تريد تنفيذ اقتراح حنان والتعرف على رأيه.
ومع ذلك، فإنها بالتأكيد لن تكون لديها الجرأة أن تخبر حسام بالخبر في وجهه.
ربما ... يمكنني أن أرسل له رسالة نصية. وسيعلم بالتأكيد عندما يرى رسالتي.
عندئذ بدأ قلب فايزة ينبض بعنف وكأنه تم تحفيزها. وبدأت يدها التي تقبض على الهاتف ترتعش، لدرجة أنها لم تتمكن من فتحه سوى بكلمة المرور، بعد أن فشلت عدة مرات في استخدام بصمتها.
فتحت فايزة سجل الدردشة بينها وبين حسام .
ربما كانت متخوفة، ولذلك قررت فتح سجل رسائلهما بدلاً من استخدام الواتساب، الوسيلة التي عادة ما يتواصلان من خلالها.
إلا أنها بعد أن فتحت، بدأت تشعر بالحيرة حول ما يجب أن تقوم به. كيف ستخبره بالأمر؟
تطلعت طويلاً في الهاتف، إلى أن قررت أخيراً أن تكون أكثر مباشرة.
فكما قالت حنان، كانت مستعدة بالفعل للأسوأ، فما الذي كانت تخشاه إذاً؟
عندئذ كتبت: "أنا حامل."
ثم أغلقت عينيها، وأرسلت الرسالة

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-