رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدير نور

 



رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الثاني عشر 12 بقلم هدير نور

فلاش باك...

بعد طرد داليدا لداغر من غرفة والدته اتجه مباشرة إلى الجناح الخاص بهم منهاراً على الفراش و غيمه من الالم تسيطر على قلبه...

بدأ يتناول بشراهه العديد من السجائر ينفث بها غضبه و احباطه حتى انهي علبه باكملها لكن رغم ذلك لم تنطفأ نيران غضبه ولا الحزن الذي كان يسيطر عليه.


دفن رأسه بين يديه محاولاً اسكات صوت داليدا الذي لايزال يتردد بكل قسوه في اذنه و هي تصيح بمدي كراهيتها له، فتلك الكلمات كانت كالنصل الذي انغرز بقلبه و أدماه...

جذب بيده خصلات شعره بقسوه مطلقاً صرخه تنم عن مدي المه و غضبه محاولاً اسكات صوتها

=اسكتي، اسكتي

ثم التف بتعثر نحو الطاوله التي بجانب الفراش يفتح ادراجها باحثاً بها عن شئ ما حتى عثر اخيراً على مراده...


اخرج علبة دواء منوم قد كتبه له الطبيب في وقت سابق عندما كان يعجز عن النوم بسبب ضغط العمل و الصفقات التي يعقدها

اخرج منها حبيتين متناولاً اياهم سريعاً فقد كان يرغب بان يسقط نائماً باقصي سرعه حتى يتخلص من ألمه و العذاب الذي كان يمزق قلبه...

استلقي على الفراش متناولاً الوساده الخاصه بداليدا محتضنه اياها بقوه دافناً وجهه بها مستنشقاً بعمق رائحتها التي كانت عالقه بها...


اخذ يهمس اسمها بصوت اجش متألم بينما يغلق عينيه على الدموع التي تراكمت خلفها رافضاً السماح لها بالنزول فبحياته بأكملها لم يبكي على شئ حتى يوم وفاة والده الذي كان اقرب شخص اليه...

و سرعان ما زاد تفاعل الدواء و سقط بنوم عميق و هو لا يزال يحتضن وسادة داليدا إلى قلبه...


في وقتاً ما اثناء نومه شعر برائحه غريبه نفاذه مزعجه تصل إلى انفه حاول فتح عينيه و معرفه ما يحدث لكن وقبل ان يستطع فتحها اندلع صوت صرخه حاده شقت سكون المكان. مما جعل ينتفض جالساً وعينيه تلتف في المكان بتشوش من اثر النوم لكنه صدم عندما رأي نورا النائمه بجانبه بينما تحتضنه و ذراعه تحيط بخصرها انتفض مبتعداً عنها على الفور كما لو كانت شئ قذر د يلوثه و قبل ان ينفجر بها غاضباً بسبب نومها بهذا الشكل بجانبه...


انتبه إلى تلك الواقفه بباب الجناح تتطلع نحوهم بنظرات قاتله لم يرا بمثلها من قبل كما كان وجهها محتقن من شدة الغضب بينما عينيها تتقافز بها شرارات الغضب همس بصوت حذر

=داليدا...

لكنه لم يكمل جملته حيث شاهد باعين متسعه داليدا وهي تندفع داخل الغرفه بخطوات غاضبه و عينيها تلتمع بشراسه قاتله.


هجمت داليدا التي كانت الغيرة و الالم الذي يمزق قلبها يعميان عينيها على نورا التي كانت لازالت مستلقيه ببرود على الفراش تجذبها بغل وحده من شعرها حتى سقطت من على الفراش و ارتطم جسدها بقسوه بارضيه الغرف الصلبه لم تتيح لها داليدا الفرصة لكي تنهض حيث انقضت عليها مره اخري تجذبها من شعرها بقسوه حتى كادت ان تقتلع.


جذوره في يدها ساحبه اياها فوق ارضيه الغرفه اخذت صراخات نورا المتألمه تندلع بالغرفه مستغيثه بداغر الذي كان واقفاً يشاهد بصمت هذا المشه و وجه متصلب حاد مدركاً ما كانت تحاول نورا الوصول اليه من تسللها إلى الفراش الخاص به و بداليدا و النوم بجانبه اثناء نومه تطلع نحوها ببرود تاركاً لداليدا حق التصرف معها كما تشاء.


فتحت داليدا باب الغرفه دافعه اياها بقسوه للخرج وقفت نورا بتعثر على قدميها و هي تلهث مندفعه نحو داليدا وهي تصرخ بغضب و غل محاوله ضربها

=هي حصلت تضربيني، يا زباله يا واطيه...

لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بألم عندما قبض داغر الذي اندفع نحوها فور ان رأي ما تهم فعله حيث نحي داليدا خلف ظهره بحمايه قبل ان يقبض على ذراع نورا و يلويه خلف ظهرها مزمجراً بشراسه بثت الرعب بداخلها

=ايدك بدل ما اقطعهالك...


صاحت نورا باكيه بينما تحاول التحرر من قبضته

=بتضربني انا، ده بدل ما تجبلي حقي منها دي بهدلتني...

قاطعها داغر بغضب دافعاً اياها بقسوه بعيداً مما جعلها تكاد تتعثر لولا انها تمسكت سريعا بالحائط الذي كان

=غوري من وشي، بدل ما اعمل اللي مفروض كنت عملته من زمان.


ثم اغلق باب الغرفه في وجهها الشاحب لا تصدق بانه قد قام بتهديدها بالقتل من اجل زوجته التفت مغادره عائده إلى غرفتها تسحب خلفها خيبه املها في تحقيق مرادها...

في ذات الوقت...

كانت داليدا تشاهد ما فعله بابنة عمه باعين متسعه بالصدمه لا تصدق بانه قام بالدفاع عنها فقد كانت تتوقع ان يقوم بحماية نورا و تعنيفها هي وليس العكس...


لكنها نفضت تلك الفكره بعيداً مقنعه ذاتها بانه بالتأكيد يوجد بينهم مشكلة ما و يريد اغاظة نورا بها كالمعتاد...

بدأ الغضب يسيطر عليها مره اخري فور ان قفز امام عينيها مشهدهم باحضان بعضهم البعض فوق فراشها اندفعت نحوه تدفعه في ظهره بكل قوه لديها نحو باب الغرفه هاتفه بغضب

=اطلع برا انت كمان...

لتكمل صارخه بشراسه عندما رفض ان يتحرك من مكانه حيث كان جسدها صغير للغايه بجانب جسده الطويل العضلي.


=بقولك اطلع برا، روح ورا مراتك...

مرر داغر يده على وجهه فاركاً اياه بغضب قبل ان يلتف اليها بصبر ممسكاً بيديها التي كانت تضرب ظهره جاذباً اياها امامه لكنها انتفضت مبتعده عن لمسته مرقمه اياه بازدراء هاتفه بنبره تمتلئ بالاشمئزاز

=ابعد ايدك القذره. اللي لمستها بها، دي عني.


تجمد داغر بمكانه وقد هبطت عينيها إلى يديه متأملاً اياها باستفهام قبل ان يدرك ما تقصده فقد كانت تعتقد انه قام بملامسة نورا على فراشهم همس باضطراب و قد بدأ يدرك مدي صعوبة موقفه امامها

=محصلش حاجه بيني و بينها و ًملمستهاش...

قاطعته داليدا بحده بينما لازالت ترمقه بنظراتها المزدريه

=كداب...

زمجر بحده بينما يشير إلى جسده بيأس من اتجاه تفكيرها

=داليدا انا لسه بهدومي.


مررت عينيها بارتباك فوق جسده لتتنبه إلى انه لا يزال يرتدي كامل بدلته حتى سترته.

همست بارتباك بينما تشيح عينيها بعيداً عنه

=حتي لو كده. ده ميبررش انك جبتها و نيمتها على سريري...

لتكمل بصوت مرتجف ملئ بالغضب والالم

=انت قاصد، تعمل كده علشان تجرحني و تدوس على كرامتي كانك بتستمع بده.


اقترب منها داغر فور سماعه كلماتها التي عصفت بقلبه احاط وجهها بيديه و برغم مقاومتها له الا انه رفض تركها قبل جبينها بحنان مستنشقاً رائحتها محاولاً تهدئت الالم الذي لايزال يعصف بقلبه ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه قبل ان يهمس بصوت اجش

=ما عاش ولا كان اللي يدوس على كرامتك حتى لو كنت انا...

ليكمل بينما يشدد من احتضانه لها محاولاً السيطره على جسدها الذي كان ينتفض بين ذراعيه محاوله التحرر منه و الابتعاد.


=انا نمت هنا لوحدي، معرفش هي دخلت امتي الاوضه و نامت جنبي...

دفعته بقسوه في صدره وقد نجحت اخيراً في التحرر من بين ذراعيه اخيراً متخذه عدة خطوات للخلف بينما تهتف بسخريه لاذعه

=عايز تفهمني، انك محستش بها و هي بتنام جنبك كانت مشرباك حاجه اصفرا...


برغم الالم و الحزن الذي يسكنان قلبه الا انه اطلق ضحكه منخفضه عند سماعه كلماتها تلك قبل ان يتجه بهدوء نحو الطاوله التي بجوار الفراش مخرحاً علبة دواء المنوم مشيراً بها نحوها

=لا كنت واخد حبيتين من دي علشان كده محستش لا بها ولا بيكي لما دخلتي...

قاطعته داليدا بحده و صدرها يعلو و ينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها عندما بدأت تشعر انه بدأ يؤثر بها مره اخري

=ميهمنيش تنام معها متنمش انت حر...


لتكمل بقسوه بينما تحاول التحكم بتلك الدموع التي تجمعت في عينيها

=كل اللي يهمني انك تطلقني، و دلوقتي اعتقد انك وصلت للي كنت عايزه بجوازك مني...

لكنها ابتلعت باقي جملتها صارخه بفزع عندما قبض على ذراعها جاذباً اياها نحوه لتصطدم بقوه بجسده الصلب مزمجراً بغضب و حده

=مفيش طلاق، فاهمه.


ابتلعت ريقها بخوف منه فقد كان وجهه محتقن بشده و شرارت الغضب تتقافز من عينيه بطريقه لم تشاهدها من قبل لكنها رغم ذلك هتفت بحده بينما تحاول التملص من بين ذراعيه

=لا هطلقني، كده اللي بيني و بينك انتهي

صاح بغضب جعلت عروقه تنتفض بقوه وقد جعلته فكرة ان يدعها تذهب يفقد السيطره على غضبه

=انا اللي احدد اذا كان انتهي ولا لاء، مش انتي...

هتفت داليدا بحده مقاطعه اياه

=طبعاً علشان العقد اللي معاك مش كده...


وقف يتطلع اليها عدة لحظات بارتباك لا يفهم ما تقصده فقد نسي امر هذا العقد تماماً ليشعر بالراحه انه معه ورقه رابحه يستطيع الضغط بها عليها حتى لا تتركه

=بالظبط كده علشان العقد، و ياريت تبقي تفتكريه قبل ما تطلبي الطلاق تاني...


وقفت داليدا تطلع اليه و نيران الغضب تشتعل بداخلها لا تدري سبب رفضه لطلاقها بعد ان تزوج بنورا و وصوله إلى هدفه، لكنها ستريه سوف تجعله يندم. ستجعله هو من يقوم بتطليقها بنفسه فهي لن تتحمل العيش في هذا العذاب كثيراً او ان تراه يغدق امرأه اخري بحبه امام عينيها...

اومأت برأسها وقد تبدل الغضب المرسوم بعينيها إلى برود مفاجئ

=تمام. اللي انت شايفه.


ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بقلق من موافقتها السريعه تلك دون ان تتشاجر معه او تحاربه كعادتها لكنه تجاهل قلقه هذا فكل م يهمه انها ستظل معه. و بالتأكيد سيجد حل لوضعهم هذا قريباً...

خرج من افكاره تلك عندما رأها تهم الخروج من الغرفه

=راحه فين.؟!

التف اليه بهدوء بعد ان اصبحت عند باب الغرفه المفتوح تشير إلى باب الغرفه المواجه لجناحهم

=هنام في اوضة الضيوف...


هتف داغر بحده بينما يجز على اسنانه بقسوه و قد بدأ يفقد صبره معها

=داليدا متختبريش صبري. مفيش نوم الا...

قاطعته سريعاً قبل ان يكمل جملته مشيره إلى المكان بيدها

=مش هنام في مكان مليان بالريحه المقرفه دي، و لا في سرير واحده غيري كانت نايمه عليه...


ثم تركته و دخلت الغرفه المقابله مغلقه الباب بحده في وجهه الغضب ادار داغر نظره بالغرفه وقد بدأ يختنق حقاً من الرائحه النفاذه للعطر الذي كانت تضعه نورا والذي يملئ المكان...


خرج من الجناح بخطوات سريعه غاضبه متجهاً نحو غرفة نورا التي فتح بابها دون ان اي طرق ليجدها مستلقيه بالفراش تتلاعب بهاتفها اشرق وجهها بابتسامه مشرقه فور رؤيتها له بداخل غرفتها لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها تلك ليحل محل الخوف عند رؤيتها للغضب المشتعل بعينيه...

انتفضت ناهضه من فوق الفراش بتعثر عندما هتف بحده من بين اسنانه المطبقه بقسوه بها

=ايه اللي خالاكي تنامي جنبي...

همست بارتباك بينما تبتلع غصة.


الخوف التي تشكلت بحلقها

=ما انت عارف انه كان لازم ننام في نفس الاوضه النهارده

قاطعها صائحاً بغضب بينما يتقدم نحوها

=تقومي تنامي في اوضتي انا و مراتي انتي مجنونه ولا بتستعبطي...

هتفت نورا بحده متناسيه خوفها منه بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها بحده

=يعني هي مراتك وانا ايه...


تكسرت جملتها بالنهايه متخذه عدة خطوات للخلف شاعره بالرعب يندلع بداخلها عندما رأته يتقدم نحوها وقد اسود وجهه من شدة الغضب زاد الرعب بداخلها اكثر عندما شعرت بالحائط يضرب ظهرها بقوه لتعلم بانها اصبحت محاصره بينه وبين ذاك الوحش المظلم الذي اصبح امامها مباشرة ينظر اليها كما لو كانت اكثر شئ يكرهه و يحتقره بهذا الوجود.


صرخت فازعه عندما قبض على فكها يعتصره بقسوه بيده مزمجراً من بين اسنانه و تعبيرات وحشيه على وجهه

=انتي ولا حاجه، فاهمه ولا حاجه داليدا هي بس اللي مراتي، لكن انتي حته حثاله، ولا ليكي اي لازمه

همست نورا بصوت مرتعش بينما تهز رأسها بقوه محاوله الافلات من قبضته

=ليه و جوازنا...

قاطعها بقسوه بينما يزيد من قبضته حول وجهها يعتصره بقسوه.


=جوازنا اللي بتتكلمي عنه ده شرعاً و قانوناً باطل، فاهمه باطل يعني انتي مش موجوده اصلاً في حياتي...

ليكمل هامساً بالقرب من اذنها بصوت حاد لاذع ارسل رجفه رعب بداخلها بينما شرارات الغضب تتقافز من عينيه العاصفه بينما يزيد من ضغط يده حول فكها

=و اخر مره ايدك النجسه دي تترفع على مراتي، و الا و رحمة ابوكي و ابويا لأكون دفنك حيه مكانك، فاهمه

هزت رأسها بينما بدأت تنتحب بسبب الالم الذي تشعر به في فكها.


ثم تركها دافعاً رأسها بحده للخلف متجهاً نحو باب الغرفه الذي اغلقه بقوه خلفه اهتزت لها ارجاء المكان.


دخل داغر بخطوات هادئه بطيئه إلى غرفة الضيوف التي تنام بها داليدا بعد ان تحمم و قام بتبديل ملابسه...

وقف بجانب الفراش يتأمل بشغف تلك المستغرقه بالنوم جذب بحنان الغطاء على جسدها قبل ان يصعد للفراش و يستلقي بجانبها فهو لن يستطع النوم بدونها، الا اذا تناول من تلك الادويه المنومه مره اخري و هذا ما لن يفعله ابداً بعد ما حدث.


اقترب بجسده منها محتضناً اياها بين ذراعيه ليستند ظهرها إلى صدره استغل نومها الثقيل و ازاح شعرها الحريري عن عنقها دفناً وجهه به من الخلف طابعاً عليه عدة قبلات حنونه قبل ان يغمض عينيه و يستغرق بالنوم و هو يضمها اليه كما لو كانت اثمن شئ في حياته...

في الصباح...


استيقظت داليدا و جلست على الفراش و شعور غريب يسيطر عليها كما لو كان داغر معها لكن الغرفه كانت خاليه استدارت إلى الوساده التي بجانبها لتجد عليها اثر رأسه لتدرك بانه بالفعل قضي الليله هنا معها و ليس بغرفة نورا شعور خائن من الفرحه سيطر عليها لكنها سرعان ما نهرت نفسها بعنف هاتفه بحنق بينما تقفز ناهضه من فوق الفراش

=ينام عندها ولا مينمش انتي مالك...


ثم خرجت من الغرفه و اتجهت نحو الجناح الخاص بهم حتى تستحم و تبدل ملابسها و شعور من الاختناق يسيطر عليها لا ترغب بدخول تلك الغرفه مره اخري و رؤية ذلك الفراش الذي كانت نورا تنام عليه معه حتى لا تتذكر المشهد الذي كاد ان يقتلها...


لكن فور دخولها للجناح تصلبت بمكانها فقد كان الجناح بأكمله مفروش باثاث جديد مختلف تماماً عن الاثات الذي كان به بالامس خرجت من الغرفه مره اخري تتطلع إلى الباب و الممر حتى تتأكد بانها لم تدخل مكان خاطئ...

لكنه كان بالفعل الجناح الخاص بها هي و داغر لكن باثاث جديد رائع.


اخذت تتأمل الفراش الملكي الذي كان يتوسط الغرفه فقد رائعاً بينما يحيطه من كل الجاهتين طاولتين مشابهتان له كما استبدل الانتريه باخر رائع للغايه مريح اكثر

ثم لفت انتبهها في زواية الجناح شاشة التلفاز الضخمه التي كانت تحتل الحائط باكمله و امامها توجد اريكه كبيرة وثيره مريحه للغايه تتسع لاستلقاء ثلاثه اشخاص و امامها طاوله انيقه.


اخذت تتلفت حولها بارتباك و صدمه لا تدري متي استطاع داغر تغيير كل هذا فقد كانت الساعه تتجاوز العاشره صباحاً بقليل تراجعت خطوه إلى الخلف عندما رأت داغر يخرج من باب الحمام بجسد عاري يعقد حول جزءه السفلي منشفه بينما كان يقوم بتجفيف شعره بمنشفه صغيره اخري حول عنقه فلم ينتبه اليها...


لكن عندما ابعد المنشفه عن رأسه و رأها تقف امامه بشعرها المشعث بشكل محبب و وجهها المحمر من اثر النوم ارتسمت ابتسامه واسعه على وجهه قائلاً بينما يشير بيديه على المكان

=ايه رأيك،؟

تنحنحت داليدا قبل ان تجيبه بهدوء بينما تعقد ذراعيها اسفل صدرها حتى لا يلاحظ ارتجافهم

=غيرت العفش ليه،؟!

اجابها بينما يقترب منها وعينيه مسلطه بشغف على وجهها المحمر.


= علشان لا انا و لا انتي ينفع ننام في سرير واحده غيرك نامت فيه...

اتسعت عينيها بالصدمه فور سماعها كلماته تلك بينما ازدادت ضربات قلبها بعنف ممما جعلها تعنف نفسها مذكره نفسها بما فعله بها، و ان المرأه الاخري التي يتحدث عنها هي زوجته حب عمره...

اقترب منها داغر قائلاً بأعين تلتع بالامل

=مقولتليش رأيك،؟!

هزت داليدا كتفيها ببرود و هي تدير نظرها بالغرفه بلامبالاه مظهره له بوضوح عدم اهتمامها.


=عادي، مفرقتش في حاجه...

ثم تركته و دلفت إلى غرفة الحمام بخطوات واثقه مغلقه الباب في وجهه بحده...

زفر داغر بغضب و ضيق و هو يطيح باحباط المنشفه التي كانت بيده على الارض فقد باتت جميع محاولته لاسترضائها بالفشل معامله اياه ببرود و لامبالاه

فبرغم عدم نومه الا بالرابعه فجراً الا انه استيقظ بالسادسه صباحاً رغم تعبه و اتصل باحدي معارض الاثاث التي جعلها تفتح خصيصاً من اجله و اختار ذلك الاثاث من اجلها...


من اجل الا يجعلها حزينه عندما تدخل تلك الغرفه في الصباح و تتذكر رؤيتها لنورا بفراشها معتقداً بانها قد تظهر ولو القليل من التفاعل و الحماس الا انها تعاملت معه كما لو ان ما فعله لا يهمها في شئ

زفر بحنق قبل ان يتجه نحو الخزانه و يخرج ملابسه التي ارتداها سريعاً و خرج من الغرفه حتى لا يفقد السيطره على نفسه ويقتحم عليها الحمام و يهزها بين يديه حتى تفقد الوعي بسبب الاحباط التي تسببت به له...


بعد مرور عدة ساعات...

كانت داليدا جالسه بالاريكه الجديده مستمتعه بملمسها المريح الرائع تشاهد التلفاز عندما اندلع طرق على الباب لتدخل بعدها مروه الخادمه

=داليدا هانم، داغر بيه وصل و بيبلغ حضرتك العشا جاهز و انه مستني حضرتك تحت...

اجابتها داليدا بوجه مقتضب

=قوليله مش جعانه، يا مروه...


لكنها ذكرت نفسها بوعدها الذي اتخذته على نفسها من ان تجعله يندم هو تلك العقربتان ابنتا عمه اسرعت هاتفه عندما التفت مروه للمغادره

=ولا اقولك قوليله نازله...

لتكمل بتردد

=هو طاهر جوز شهيره تحت، و لا لسه مسافر؟!

هزت مروه رأسها قائله بهدوء

=لا يا هانم لسه مسافر و على ما اعتقد مش راجع قبل اسبوع...


اومأت لها داليدا بينما تراقبها و هي تغادر الغرفه قبل ان تنهض وعلى وجهها ترتسم ابتسامه واثقه فقد بدأت الحرب ليس مع داغر فقط بلا مع الجميع...


اتجهت نحو الخزانه مخرجه احدي الفساتين الخاصه بها الذي كان يتكون من قطعتين منفصليتن يظهر جمال قوامها و بياض بشرتها الحريريه ارتدته من ثم قامت بفرد شعرها الذي انسدل فوق ظهرها كستار من النيران المشتعله متخليه عن حجابها هذه المره فلا يوجد رجال بالاسفل سوا داغر زوجها...

وضعت القليل من احمر الشفاه ليبرز جمال شفتيها وقفت تطلع إلى نفسها بالمرأه بانفس منحبسه فقد كانت تبدو جميله للغايه بذلك الفستان...


ارتسمت على شفتيها ابتسامه واثقه قبل ان تهبط إلى الاسفل تتغنج في خطواتها لكن فور دخولها غرفة الطعام تصلبت بمكانها وقد اختفت ابتسامتها تلم عندما وجدت نورا تجلس بجانب داغر الذي كان منشغلاً بالتحدث مع والدته الجالسه بالجانب الاخر من مقعده.


شعر داغر بوجود داليدا بالمكان على الفور مما جعله يلتف سريعاً نحو الباب لتنحبس انفاسه داخل صدره و قد بدأ قلبه يخفق بجنون فور ان وقعت عينيه عليها واقفه بجانب الطاوله تفحص باعين تلتمع بالشغف فستانها محكم التفاصيل حول جسدها و الذي كان يبرز قوامها الرائع بينما شعرها منسدل على ظهرها و كتفيها كشلال من النيران المشتعله مما ابرز جمالها اكثر و اكثر...


شعر بأختفاء العالم من حوله و هو يراها امامه بكل هذا الجمال اخذت عينيه تتشبع بشغف كل تفصيلة صغيرة لها...

بينما تسلطت عليها الانظار الحاقده لكلاً من نورا و شهيره الذين كانوا لاول مره يروها بشعرها و دون حجابها...


كانت نظراتهم تلتمع بالحقد و الغيره غرزت نورا اظافرها بكفة يدها بغضب ونيران الغيره تتأكلها من الداخل فقد كانت تعلم بان داليدا جميله لكنها لم تتخيل بان يكون جمالها صاعق بهذا الشكل او انها تمتلك شعر بهذا الجمال و اللون الرائع الذي اضاف لجمالها جمال...

خرج داغر من فقاعة تأمله الشاغف اخيراً منتبهاً إلى ان داليدا لازالت واقفه بمكانها و لم تتحرك

=واقفه عندك ليه يا داليدا.


اقتربت منه بخطوات متمهله حتى وقفت بجانب كرسي نورا قائله ببرود

=ممكن تقومي من الكرسي بتاعي...

انتبه داغر على الفور إلى نورا الجالسه بجانبه فقد كان منشغلاً بالتحدث إلى والدته حول داليدا وما حدث بالامس فلم ينتبه اليها...

اجابتها نورا بحده بينما تتراجع إلى الخلف في مقعدها بتصميم

=ليه بقي ان شاء الله كان مكتوب عليه اسمك...

قاطعتها داليدا بحده و عينيها تتطاير بها شرارت الغضب

=اها مكتوب عليه اسمي، قومي.


نظرت نورا اليها ببرود هاتفه بحده

=هو ايه تلقيح الجتت ده ما تشوفيلك اي زفت تت...

اندلعت نيران الغضب بعروق داغر الذي كان تاركاً لداليدا التعامل معها حتى يجعلها تشعر ببعض الثقه مما قد يهدئ بعض من غضبها لكنه لم يستطع الصمت عندما سمع نورا تجيبها بهذه الوقاحه

قاطعها مزمجراً بشراسه جعلت الدماء تجف بعروقها من شدة الخوف

=قدامك ثانيتين و تقومي

ابتلعت نورا ريقها بخوف.


و عندما همت بالنهوض خوفاً ان من ينالها غضب داغر رأت ما جعلها تتسمر في المقعد مره اخري...

حيث اندفعت داليدا جالسه على ساقي داغر مغمغمه بمكر

=اشبعي به، انا خلاص لقيت احسن مكان اقعد فيه...

تصلب وجوه جميع الجالسين على الطاوله فور رؤيتهم ما فعلته داليدا، بينما شعرت فطيمه بالارتباك و الخوف من ردة فعل داغر على ما فعلته داليدا فهو لن يسمح لها بالجلوس على ساقيه بهذا الشكل امام الاخرين...


بينما ابتسمت شهيره بخبث منتظره انفجار غضب داغر الوشيك...

لكن ذبلت ابتسامتها تلك شاعره بالصدمه كالاخرين عندما رأت داغر يحيط خصر داليدا بذراعيه جاذباً اياها للخلف على ساقيه اكثر و ابتسامه مشرقه ملئت وجهه، لكن سرعان ما اختفت ابتسامته تلك عندما التف إلى نورا قائلاً بقسوه

=قومي من على الكرسي...


انتفضت نورا واقفه على الفور تنفذ امره خوفاً منه رغم الغضب و الغيره المشتعله بداخلها من رؤية لداليدا الجالسه على ساقيه من ثم اتجهت للمقعد المجاور للشقيقتها و جلست عليه...

شاهدت داليدا ذلك و ابتسامه شامته على وجهها و عندما حاولت النهوض من فوق ساقي داغر و الجلوس على المقعد الذي اخلته نورا زمجر داغر في اذنها بصوت منخفض بينما يشدد من ذراعيه حول خصرها رافضاً تركها.










=راحه فين خليكي مكانك، مادام بدأتي حاجه يبقي خليكي قدها...

احمر وجه داليدا بشده و قد بدأت تدرك فداحة ما فعلته بجلوسها على ساقيه بهذا الشكل. فقد اعماها غضبها الذي دفعها للجلوس على ساقيه نكايةً بنورا...

همس باذنها بقسوه بينما يده تمر على فستانها من الاسفل...

=عارفه لولا ان طاهر مسافر و ان مفيش رجاله في البيت هنا غيري كنت حاسبتك على نزولك بالمنظر ده...


همست داليدا بحده بينما ترسم على وجهها ابتسامه واسعه حتى لا تجعل نورا و شهيره يدركوا انهم يتشاجرون

=و الله انا عارفه كويس ان طاهر مش هنا و ان مفيش رجاله غيرك في البيت و الا مكنتش نزلت كده...

لتكمل قائله بدلال بصوت مرتفع بينما تحيط عنقه بذراعيها مقرره اكمال خطتها و احراجه امام الاخرين و اشعال غضب نورا و شقيقتها في ذات الوقت

=حبيبي ممكن تأكلني، اصل صحيت من النوم حاسه ان ايدي وجعاني اوي...


ابتسم داغر فور ادراكه ما تحاول فعله ليجاريها بالامر تاركاً اياها تفعل ما ترغب به لعل هذا يهدئ من غضبها رفع يدها إلى شفتيه مقبلاً اياها بحنان قبل ان يتناول ملعقه من الطعام و يضعها امام فمها الذي فتحته داليدا بتردد وقد اشتعل وجهها بالخجل رغم جرئتها السابقه...

نكزت نورا ذراع شقيقتها بغضب وعينيها مسلطه بحقد عليهم مما جعل شهيره تهتف بحده و استنكار.


=داغر مينفعش اللي بتعمله ده، قدامنا و كمان الخدم لو شافوا منظركوا ده هيقولوا ايه...

وضع داغر بحنان قطعه من اللحم بفم داليدا قبل ان يلتف و يجيبها ببرود

=هيقولوا بيدلع مراته...

هتفت شهيره بغضب

=طيب و نورا مش مراتك...


ترك داغر الشوكه من يده بحده على الصحن مما جعل داليدا تنتفض فازعه لمكانها لكنه اسرع بالتربيت بحنان على ذراعها مطمئناً اياها قبل ان يلتف إلى شهيره مرمقاً اياه بنظره حاده جعلت الدماء تجف في عروقها

=شهيره كلي، و انتي ساكته.


نظرت داليدا بسخريه و شماته إلى كلاً من نورا و شهيره الذين كانوا يرمقونها بنظرات تنبثق منها الغل الحقد قبل ان تضع رأسها على كتف داغر متأوهه بصوت منخفض مما جعل انتباه داغر ينصب عليها هاتفاً بلهفه

=مالك يا حبييتي في ايه،؟!

همست بصوت منخفض متأوهه بألم

=مش عارفه بطني من امبارح وجعاني اوي و دايخه.

شحب وجه داغر بقلق فور سماعه ذلك مرر يده بحنان على رأسها قائلاً بصوت يملئه القلق.


=طيب تعالي معايا اطلعك فوق، و هكلم الدكتور يجي يشوفك...

دفنت وجهها بعنقه قائله بصوت مرتفع بعض الشئ...

=مش عارفه يا حبيبي، انا شكلي حامل ولا ايه...

لتدس رأسها بعنقه اكثر مخفيه ابتسامتها الواسعه الماكرة بينما انفجرت فطيمه في الضحك دون سابق انذار و قد ادركت ما تحاول داليدا فعله...

هتف داغر بحده عالماً بان والدته تعلم جيداً بانه لم يقم بلمس داليدا حتى تصبح حاملاً فتلك الحمقاء تحاول اثارة غضبه.


=خير بتضحكي على ايه يا ماما

اجابته والدته بينما تضع يدها فوق فمها محاوله كتم ضحكها

=ابداً يا حبيبي ولا حاجه

انتفضت كلاً من شهيره و نورا واقفتان يرمقون داليدا بنظرات سامه قاتله قبل ان يلتفوا و يغادروا الغرفه بصمت

من ثم نهضت فطيمه هي الاخري متحججه بميعاد دوائها و غادرت الغرفه وعلى وجهها  

         الفصل الثالث عشر من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-