رواية شيخ في محراب قلبي الفصل الحادى عشر بقلم رحمه نبيل
"واحدة من أكثر الجُمل التي أؤمن بها والتي تُطمئِن قلبي دائمًا هي جُملة "وعلى نيَّاتكم تُرزقون".. أنا أؤمن جدًا بهذه الجُملة، وأطمئنُّ بها، فعندما تكون نقيًا من الداخل، يمنحك الله نورًا من حيث لا تعلم، يحبك الناس دون سبب، وتأتيك مطالبك دون أن تنطق بها.. صاحب النيَّة الطيِّبة هو من يتمنى الخير للجميع دون استثناء؛ فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك، وغِناهم لن ينقص من رزقك، وصحتهم لن تسلبك عافيتك، واجتماعاتهم بأحبتهم لن تفقدك أحبابك.. دائمًا كن الشخص الذي يمتلك النية الطيبة.. اللهم إنا نسألك سلامة القلب."
"سبحان من أوحى إليك بنورهِ
لتظلَّ بدرًا ساطعًا عبر المدى
صلّى عليكَ الله ما خفقَتْ بنا
أرواحنا ترجو جوارك موعدا"
__________________
صوت خافت تسلل من بين اخشاب نافذتها ليثير انتباهها أثناء وقوفها في مطبخها تنتهي من غسل الأواني بعدما أطعمت ابنها وذهب للنوم قليلا .
اتجهت جهة النافذة ترهف السمع لذلك الهمس الخافت قليلا تحاول أن تتبين أي شيء من خلاله، لكن لم تستطع لذا مدت يدها وفتحت النافذة بهدوء شديد لتتفاجأ بوجهه يطل عليها منها بشكل اثار فزعها لتتراجع سريعا جاذبة طرف عبائتها بخفة ثم بصقت به بصقات وهمية وهي تتمتم برعب :
_ كده يا فراريجو كنت هتوقف قلبي .
ابتسم فرج وهو ينظر حوله بعدما تأكد من خلود ابنها للنوم وقرر النزول قليلا من على عرشه الذي يستقر في القهوة والمجئ بنفسه هذه المرة فيبدو أن هادي سيعزف عن مساعدته حتى اشعار آخر بسبب ما حدث :
_ وحشتيني يا ام اشرف .....
ابتسمت السيدة بخجل شديد وهو تنهره بعينها :
_ عيب يا فرج اختشي يا راجل ....هو إنت صغير ؟؟؟
بعدين اشرف نايم جوا ولو صحي دلوقتي هيفضحك في الحارة .
لوى فرج فمه بضيق من هذا الأشرف الذي يقف في وجه سعادته مع والدته :
_ انا مش فاهم ابنك ده قلبه حجر ؟؟؟ ليه مش راضي يريح قلبي ويجمع قلبين سوا ؟؟؟
تنهدت ام اشرف وهي تجيبه مبررة لابنها :
_ اعذره يا فراريجو صعب برضو بعد العمر ده يجوز أنه لراجل تاني ....
تشنج وجه فرج وكاد يتحدث لولا شعوره بيد تمسك بثيابه من الخلف بعنف شديد جاذبة إياه خارج هذا الشارع الفرعي الصغير والذي يحتوي منزل ام اشرف ومنزل اخر فقط ....
أخرج فرج الخطاب سريعا وهو يشعر بنفسه يبتعد عن ام اشرف ثم ألقاه سريعا على النافذة وهو يصرخ قبل أن يخرج من الشارع :
_ اقرأي الجواب يا أم اشرف ...تصبحي على خير يا حبة الجلب ...
أنهى حديثه وهو يلوح لها بيده بشكل مثير للضحك بينما كان هادي يجذبه لخارج الشارع حتى وصل به أمام الشارع الصغير وتنحى به جانبا لأحد الجدران يهمس بشر كبير :
_ انا قولتلك ايه ؟؟؟
_ ايه ؟؟؟
صرخ هادي في وجهه بغضب شديد :
_ هتسوق العبط ولا ايه ؟؟؟ مش قايلك الواد ده ميوصلش لبيت رشدي ؟؟؟
هز فرج رأسه مبتلعا ريقه بخوف من هذا المجنون ليكمل هادي بغضب وهو يقترب منه :
_ وحضرتك عملت ايه ؟؟؟ داخلي بيه الشقة بكل سعادة ولا كأنك وليّ أمره ...
أنهى حديثه وهو يتحدث متعجبا يتذكر بسمة فرج الغبية التي دخل عليهم بها :
_ لا وداخل مبتسم اوي وسعيد جدا و إنت داخل وراه ....هو إنت رايح تخطب لابنك ؟؟؟
ابتسم له فرج نفس تلك البسمة الغبية جاعلا هادي يكاد ينقض عليه يقتله :
_ ما هو اصل إنت مشفتش وهو نازل من العربية وقعد يهددني ....
ابتسم هادي ساخرا منه :
_ هو مش هددك اساسا صح ؟؟؟
هز فرج رأسه مبتسما وهو يجيب :
_ هو قالي بيت رشدي فين وإلا هتشرف في الحبس ...قمت قولتله والله لاوصلك بنفسي كمان وركبت معاه العربية ....عربيته كان فيها تكييف حلوة اوي يا واد يا هادي .
صرخ هادي به بغضب شديد وهو يضرب الجدار خلفه ولم يكد يتحدث حتى لمح بطرف عينه زكريا يركض برعب شديد على وجهه لأول مرة يراه صوب بنايته...كرمش هادي ملامحه بعدم فهم فماذا قد يكون حدث في البناية الخاصة به وقد تثير رعب زكريا هكذا ....فجأة شعر بقلبه يكاد يتوقف عندما تخيل أن والدته مرضت أو ما شابه ..ودون لحظة تفكير كان يركض خلف زكريا برعب شديد ليرى ما حدث تاركا فرج ينظر في أثره بتعجب قبل أن يهز كتفه بعدم اهتمام متجها صوب القهوة يفكر في كلمات لخطابه الذي سيرسله في الصباح لام أشرف .......
______________________
صعد زكريا الدرج سريعا وضربات قلبه تقرع بشدة ورعب فوالدته لم تنطق سوى بكلمتين بعدما استغاثت به وأخبرته أن يحضر لمنزل هادي ....و لم يستوعب ما حدث كل ما اعتقده أن هادي حدث له شيء أو والدته ... كان يتنفس بعنف شديد يشعر بالرعب الشديد يكاد يوقف قلبه عن الخفقان ...
وصل اخيرا للطابق المنشود وما كاد يتحرك جهة شقة هادي حتى سمع اصوات شهقات وتأوهات قادمة من الشقة المقابلة لشقة هادي لذا تحرك بأقدام مرتخية من الرعب جهة الباب وهو يحاول ألا يختلس النظر ..مد يده ليطرق الباب لكن سمع فجأة صوت بكاء والدته لذا سريعا لغى عقله وتوغل داخل المنزل بخطى سريعة جدا وعقله يحاول مساعدته لتخمين ما يحدث في الداخل ....لكن ما رآه حينما وصل حيث والدته لم يكن عقله ليصل له ولو بعد مئات السنين من التفكير ..
توقفت اقدام زكريا بصدمة وهو يرى جسد فاطمة متيبس ارضا تحاول أن تتنفس بعنف شديد وكأنها تصارع الموت بينما كان جسدها وكأنه شُل ...وسريعا دون أن يسأل عن سبب ما حدث أو يستفسر عن شيء كان ينحني حاملا إياها بين ذراعيه وهو يركض كالمجنون لاسفل ...
بينما فاطمة كان ذراعيها مرتخيان بجانبها ومازالت أنفاسها تصارع للخروج ...تشعر أنها على وشك الموت ...لكن فجأة وصل لها همس بجانب أذنها وكأنه شعلة في وسط ظلمتها ...لذا جاهدت لرفع يدها وتمسكت في قميصه بعنف شديد وكأنها بتركه ستفنى ...كان تتنفس بعنف شديد وهي تزداد تمسكا به ...
بينما زكريا كان يركض بها كالمجنون في الشارع وهو يشعر بها وكأنها على وشك الموت ...وأثناء ركض اصطدم بعنف في هادي الذي نظر ليده بصدمة ولم يكد يتحدث حتى صرخ به زكريا أن يحضر سيارة سريعا ...
ركض هادي ليحضر أي سيارة وسريعا لعاد لزكريا وفتح له الباب ليدخل ثم صعد هو جوار السائق ....
كان زكريا يجلس في الخلف وما تزال فاطمة تستوطن أحضانه وضربات قلبه تكاد تحطم صدره من قوتها ويد فاطمة تزيد من التمسك بثيابه ....
نظر لها زكريا برعب وهو يهتف :
_ بسرعة لو سمحت .. دي بتموت .
كان يتحدث وهو يكاد يبكي فلاول مرة يوضع في موقف كهذا ...ولأول مرة يرى أحد يحتضر بين يديه ...
نظر هادي لصديقه الذي كان على حافة الانهيار يحاول أن يطمئنه لكن زكريا لم يكن في حال تسمح له الانتباه ....
وصل الجميع واخيرا إلى أقرب مستشفى لهم ليهبط هادي سريعا يفتح الباب لزكريا الذي هبط سريعا يركض بها للمشفى وهي ما تزال تتمسك به رافضة تركه وكأنها ستموت إن تركته ....
دخل زكريا للمشفى سريعا وهو ينادي على أحد ليساعده بسرعة قبل موتها بين ذراعيه :
_ دكتور لو سمحتم ...هتموت ...دكتور .
ركضت له بعض الممرضات الخاصات بحالات الطوارئ ومعهن سرير ناقل ليضع هو فاطمة عليه بعد أن نزع يدها بصعوبة من ثيابه ...وهو يقول لهم شارحا ما حدث :
_ مش عارفة تتنفس خالص ..مش بتتنفس
كان يتحدث بهذيان كالمجنون وهو يرمق وجه فاطمة الذي كان شاحبا وكأنها تسلم روحها ...
دخلت الممرضات بفاطمة لإحدى غرف الفحص سريعا وخلفهن زكريا الذي كان يشيعها بنظرات مرتعبة قلقة وكأنه يودع ابنته لبداية أول يوم دراسة لها ....
شعر بكف هادي على كتفه بعدما دفع الأموال للسائق ولحق به ...يربت على كتفه هامسا بهدوء شديد :
_ أهدى هتكون بخير ..
نظر له زكريا برعب لا يعلم ما ذلك الخوف الذي سكن قلبه ليشير جهة الغرفة التي دخلت لها منذ قليل :
_ هي ...هي كانت ...هي ....
صمت ولم يعرف ماذا يقول ..صمت لكن ضربات قلبه الهادرة لم تصمت .
__________________
_ خلاص يا مرسي قولتلك كل حاجة هبلغك بيها ...
كان ذلك صوت منيرة الحانق محدثة زوجها الذي يصر على أن تخبره تحركات ابنتها كلها ..
سمع الأثنان صوت يقترب منهما متحدثا بهدوء لكن خبيث :
_ مرسي يلا عشان حطوا الاكل للرجالة...
انهت حديثها وهي تنظر لغريمتها التي تقف أمام زوجها :
_ ازيك يا منيرة ...عاش من شافك .
ابتسمت منيرة بسمة حانقة وبشدة مجيبة إياها بهدوء :
_ الحمدلله يا صفية ..اهو عايشين .
_ وبنتك عاملة ايه يا حبيبتي مجبتهاش معاكِ ليه ؟؟ على الاقل كانت جات هيصت شوية مع البنات .
زفرت منيرة بغيظ شديد فهي تعلم إلى ما ترمي تلك الحية :
_ بنتي مش بتحب الافراح وأنتِ عارفة بعدين هي مش فاضية اساسا .
لوت صفية فمها يمينا ويسارا بسخرية :
_ ياحسرة على ايه يعني ياختي ؟؟ انا قولت تيجي تفرفش لها شوية وتشوف الافراح ...يعني لا هتعمل فرح ولا تحضر افراح يا عيال ؟؟؟
أحمر وجه منيرة لتحدث صفية عن هذا الأمر المحظور في هذا المنزل وفي كل مكان لتصيح فيها بهياج :
_ تتردلك يا حبيبتي في فرح بنتك ....ده لما تلاقي اللي يرضى يشيل شيلتها .
انهت حديثها اللاذع والذي أصابت به صفية في مقتل ثم نظرت لزوجها بغضب شديد لوقوفه هكذا كعمود الإنارة دون الدفاع عن ابنته أمام زوجته البغيضة تلك ...
_ عن اذنكم ترجع البيت لاحسن فاطمة لوحدها ...ابقى قول لأختك يا مرسي إني سبقتها لما تخلص الحنة براحتها يبقى تحصلني..ولو عايزة تبات براحتها
انهت حديثها ثم خرجت من المنزل قبل أن تصطدم بابنة صفية وهي تتحدث بتعجب لرحيلها الآن :
_ مرات عمي ؟؟؟ أنتِ ماشية ولا ايه مش هتاكلي ؟؟؟
رمقتها منيرة بشر كبير وسخط :
_ تسلمي يا حبيبتي يبقى ناكل في فرحك .
نظرت علياء لأثر زوجة عمها الغاضبة بتعجب لكنها رجحت الأمر لحدوث مشاداة بينها وبين والدتها كالعادة ...فمنيرة تكون زوجة عمها الذي تزوج والدتها بعد موت والدها ...ليصبح مرسي في مقام والدها بعد الزواج من والدتها ...
__________________
دقائق عصيبة مرت على زكريا الذي كان يقف في الخارج مع هادي و والدته وسناء بعدما أتوا خلفهم بسرعة ...
خرج الطبيب ليتجه له زكريا برعب شديد وهو يسأله عما حدث :
_ خير يا دكتور هي كويسة ؟؟؟
هز الطبيب رأسه بإيجاب أنها بخير :
_ متقلقش هي كويسة دلوقتي ...
_ طب هو ايه اللي حصل !؟؟؟؟
نظر الطبيب لملامح القلق على وجه زكريا مجيبا وهو يهز كتفيه بعدم معرفة :
_ معرفش ...
شهق زكريا بفزع مصطنع وهو يعود للخلف :
_ يا ستير يارب ....ودي ليها علاج ولا نسفرها برة يا دكتور ؟؟؟
رمق الطبيب زكريا بحنق لعلمه أنه يسخر منه :
_ حضرتك بتتريق ؟؟؟
ابتسم زكريا بسمة مغتاظة وقد بدأ يفقد هدوءه :
_ يعني هو الكلام اللي حضرتك بتقوله منطقي ؟؟؟؟ يعني لو حضرتك معرفتش هي فيها إيه مين اللي هيعرف ؟؟؟ هادي ؟؟؟
أنهى حديثه بسخرية مشيرا لهادي الذي يقف جواره ليتحدث هادي بحنق :
_ الاه؟؟؟ وماله هادي ؟؟؟ مش يمكن اطلع بعرف وأنا معرفش ؟؟؟ بعدين متنساش اني كنت علمي علوم ..ده انا جبت ٩ من ١٥ في أحياء اولى ثانوي
رمقه زكريا بشر ليصمت ثم نظر مجددا للطبيب الذي بدأ يتحدث متغاضيا عن حديث الاثنين :
_ الآنسة معندهاش أي شيء عضوي ابدا اقدر أشخص منه مرض ...عموما أنا طلبت تعمل أشعة على الرئة عشان نتأكد اكتر ...بس موضوع شلل الجسم اللي حصل ده نفسي مش عضوي ...ياريت تعرضوها على طبيب نفسي افضل .
أنهى حديثه وهو يستأذنهم للرحيل تاركا الجميع يقف بتعجب من حديثه ...فما هي الحالة النفسية التي قد تؤدي لشلل جسدها ؟؟؟؟
فجأة انتبه الجميع لصوت بكاء يأتي من نهاية الممر والذي لم يكن سوى لمنيرة التي حدثتها وداد بمجرد دخولها للمشفى واخبرتها كل ما حدث ....
اقتربت منيرة وهي تكاد تنهار ارضا من كثرة الرعب الذي يسكن قلبها على ابنتها ...اتجهت لها وداد سريعا تحاول تهدئتها لكنها استمرت في البكاء تلوم نفسها لتركها ابنتها وحدها في المنزل رغم علمها بحالتها ....
لم يفهم زكريا مقصدها لكنه استأذن من الطبيب لتدخل عند ابنتها وتطمئن عليها ...ثم نظر لوالدته وأخذ هادي ليدفع ثمن الفحص الذي أجراه الطبيب .......وهو يتنهد بتعب فهذا اليوم كان ملئ بالمفاجآت حقا .....
____________________
_ تعالى يابني دخلها الاوضة دي
اردفت منيرة وهي تشير لغرفة فاطمة التي يحملها زكريا ....دخل زكريا للغرفة بحرص شديد وخوف على تلك التي تتوسط أحضانه ثم انحنى قليلا على الفراش جاعلا إياها تتمدد بحذر شديد وما كاد يبتعد عنها حتى وجد يدها ما تزال تتمسك في ثيابه بعنف كما كانت تفعل حينما اخذها للمشفى ...
ابتلع زكريا ريقه ثم ابتعد سريعا مستغفرا ربه ....
واخيرا استطاع الفكاك منها ثم كاد يخرج خلف والدتها لولا أنها أمسكت يدها مرسلة بشرار عبر جسده ..فهذه الفتاة هي الوحيدة التي استطاعت تحطيم حدوده ودخولها ضمن اماكن شائكة حرص دائما على إبقاء أي فتاة بعيدة عنها ....
اغمض عينه بضيق شديد محاولا أن ينزع يده من يدها طاردا كل تلك الأفكار من رأسه لكنها فتحت عينها بتعب شديد تشدد على يده بحزن هامسة :
_ لا لا خليك ارجوك
تصنم جسد زكريا وهو يبتلع ريقه ..لكنه رغم ذلك نزع يده بخفة منها وخرج سريعا مخبرا والدتها أنه وضعها مكانها متمنيا لها الشفاء العاجل ...ثم غادر سريعا تاركا والدته تجلس رفقة والدتها وقلبه يكاد يخرج من ذلك الموقف الذي يختبره لأول مرة ..
اغمض عينه بغضب شديد من نفسه ينهر نفسه عما فكر به وهو معها....ما بك زكريا هي مريضة لا تعي شيء ....بينما أنت؟؟؟
توقف في منتصف الطريق يتنفس بعنف ...انا ماذا ؟؟؟ ما الذي حدث لي ؟؟؟ ألأنها أول فتاة يقترب منها بهذا الشكل ؟؟؟؟ أم.......
____________________
في صباح يوم جديد كان زكريا يتسطح على فراشه بتعب ...فقد عاد البارحة متأخرا بعدما ظل هائما على وجهه كالمغفل يجلد نفسه دون رحمة عما فكر به ...وقد اتخذ قرارا لا رجعة فيه .
استيقظ زكريا من نومه وادى صلاته وخرج من الغرفة حيث وجد والده ينتظر الافطار على الطاولة ووالدته تعده بهمة كبيرة ...
ابتسم زكريا وهو يجلس ملقيا السلام على الجميع ليسمع صوت والده الحانق :
_ كنتم فين امبارح يا زكريا ؟؟؟ امك مش راضية تقولي ...معقولة كنت رايح تخطب من غير ما اعرف يا ابني ؟؟؟ ايه هعرك يا زبالة ولا ايه ؟؟؟
فتح زكريا فمه بتشنج من خيالات والده ولم يكد يتحدث حتى وجد والده يتحدث بدرامية كبيرة :
_ طبعا تلاقيك مستعر من ابوك اللي فاتح محل حلاقة ....ومين يعني هيكون فخور إن أبوه حلاق على باب الله ؟؟؟
تألم قلب زكريا كثيرا على والده لذا سريعا نهض متجها صوبه يضمه بحب شديد مقبلا رأسه :
_ ابي أنت فخري دائما ...لا تقل هذا مجددا عن نفسك ارجوك
ضم زكريا اكثر وهو يدفن وجهه في صدر والده قائلا بحزن لحديثه السابق :
_ نحن البارحة لم نذهب لرؤية عروس اقسم لك ...
فجأة شعر زكريا بصفعة قوية تسقط على رقبته من الخلف وصوت لؤي يخرج بحنق :
_ ما انا عارف يا خويا هو لو كان بجد كنت سبتكم في البيت اساسا ده انا كنت نزلته على دماغكم .
ابتعد زكريا سريعا عن مرمى يد والده بغيظ شديد وهو يصرخ بحنق :
_ و لما الضرب إذن ؟؟؟ما بك ابي ؟؟؟
ضحك لؤي على منظره ولده ثم انتبه لوداد التي تضع الطعام على الطاولة وقال وهو يغمز لها متجاهلا زكريا :
_ ألا هو القمر بيطلع الصبح ولا ايه ؟؟؟
فتح زكريا فمه بحنق مرددا :
_ انا حاسس إني بقيت عزول في نصكم ... انا بقيت حمل تقيل على قلبكم والله انا عارف .
وما كاد يتجه صوب المقعد الخاص به حتى سمع صوت طرق عنيف على باب شقتهم جعل والدته تشهق برعب شديد وهي تردد بعض الكلمات ....
أشار لها زكريا أنه سيرى الطارق لذا سريعا اتجه صوب الباب بخوف أن تكون فاطمة مرضت مجددا ولم تجد والدتها من يساعدها سواه لكن بمجرد أن فتح الباب انكمشت ملامحه بتعجب وهو يجد هادي يقف أمام شقته في هذا الوقت متأنقا بشدة وكأنه على وشك الزواج لكن هادي بمجرد أن فتح الباب حتى امسك بيده في عنف وجره بسرعة خارج الشقة وهو يقول بصوت عالي ليصل لمن بالداخل :
_ متستنوش على الفطار يا لؤي بالهنا والشفا ....
نظر زكريا لما يرتدي بصدمة فقد كان يرتدي بجامته المنزليه وخف كل قدم تختلف عن الاخرى فاليمنى يرتدي بها خف باللون الاحمر واليسرى باللون الاسود المخطط بالابيض ...
صدم زكريا حينما وجد صديقه يضع خلاط كهربائي أسفل ذراعه الاخر وهو يجذبه ليفتح عينه بصدمة من تصرفات هادي الذي أخذ يرغو ويزبد أثناء طريقه من منزله وحتى منزل رشدي ....فعلم زكريا فورا ما حدث لذلك الغبي منذ الصباح لذا سريعا حاول الفكاك من أسر يده :
_ دعني فقط أبدل ثيابي ....بربك هادي أبدو كالابله هكذا ....
كان زكريا يضرب هادي بعنف في يده التي تتمسك به وهو يُسحب لمنزل رشدي وقابل في الطريق والدة هادي والتي كانت تحمل بعض الاشياء لترمقه معتذرة من همجية ابنها الغبي ...
توقف زكريا عن الاعتراض فهو يعلم رأس ذلك الثور الذي يسحبه ... إن أراد شيء فلن يقنعه أحد بالتراجع ... ثوانٍ ووجد زكريا نفسه يقف أمام شقة العروس وهو يرتدي بيجامة سخيفة وخف ذو اشكال مختلفه ومازالت خصلاته مهتاجة بعض الشيء لولا تمسيده عليها أثناء الوضوء ....وبجانبه يقف هادي مرتديا افضل حلاته.....ووالدته في الطرف الآخر ترتدي اسدالا للصلاة ويبدو أنها جرت بنفس الشكل الذي جُر هو به ..
تنفس هادي ليهدأ ضربات قلبه فهو منذ البارحة ينتظر هذا اليوم الجديد ليضمن وجود شيماء جانبه باقية العمر...مجنون؟؟ نعم لكن ومنذ متى تصرف أحد بعقله في الحب ..
رفع هادي يده لطرق الباب وانتظر الرد بفارغ الصبر في مظهر نادر لعريس يأتي صباحا مع عائلته التي ترتدي ثياب النوم .
________________
ابتسمت شيماء بشدة لبثينة و شيماء اللتين اتيتا لها منذ الصباح لزيارتها فهي لم تر فاطمة منذ كُسرت قدمها بينما بثينة اختفت منذ ذلك اليوم الذي حدث فيه جدال حول هادي ....
_ خلاص يا فاطمة سيبيها هي قفل اساسا .
ضحكت فاطمة وهي تتجه للجلوس جوار شيماء مجددا بعدما فشلت في جعل بثينة تنضم لهم في الحديث لكنها كانت مستمرة في العبوس بشكل كبير .....
ابتسمت فاطمة وهي تربت على يد شيماء بحنان :
_ معلش يا شيماء مكنتش اعرف إنك تعبانة غير من بثينة ...شوفتها بالصدفة وسألتها عليكِ وقالتلي اللي حصل ...
ردت لها شيماء البسمة بلطف تحاول ألا تحزنها :
_ ولا يهمك يا قلبي وجودك يكفي ...
_______________
استيقظ رشدي بملل وغيظ كبير من ذلك الطارق على باب غرفته لكنه لم يجيب لعلمه بهوية ذلك المزعج وأنه عندما يمل سيدخل بنفسه وبكل وقاحة ...وبالفعل ثوان وكان ذلك المزعج يقتحم الغرفة بعنف صارخا في ذلك النائم بلا حول ولا قوة :
_ هو انا مش خبطت كتير وعملت نفسي محترمة ؟؟؟ مش بترد عليا ليه ولا هو انتم مش بتيجوا غير بقلة الادب ؟؟؟
اعتدل رشدي وهو يفتح عين واحدة بنعاس ثم قال باقتضاب :
_ اه ...اقفلي الباب بقى زي الشاطرة عايز اتخمد ...
لم تأبه ماسة لاعتراضه لكنها انطلقت له تقف فوق رأسه جوار الفراش وهي تلكزه في كتفه بشر :
_ إنت متفق مع مصطفى ده صح ؟؟؟؟
ابعد رشدي يدها بضيق شديد :
_ ماسة انا تعبان وعندي شيفت من العصر لحد الساعة ٣ الفجر فــ ابـــوس ايدك سيبيني انام ممكن ؟؟؟
اغتاظت ماسة بشدة منه و كادت تجيبه لولا أنها سمعت صوت يأتي من الخارج لذا تركته وخرجت سريعا وأغلقت الباب خلفها لتجد بثينة تتحرك صوب الحمام بهدوء شديد لتبتسم بخبث متجهة لها وهي تهمس خلفها :
_ اقفش حرامي شامبو وصابون ..
انتفضت بثينة برعب شديد وهي تستدير للخلف وما كادت تتحدث حتى وجدت باب الحمام يفتح ويخرج منه شخص ذو وجه أحضر يخرج من فمه سائل ابيض لتنطلق صرخات من الفتاتين برعب خرج على اثرها ساكني المنزل كلهم حتى شيماء التي استندت على فاطمة لتخرج .
تحدث ابراهيم بتعجب شديد لصراخ الفتاتين في وجهه :
_ فيه ايه ؟؟؟ برص في الحمام ولا ايه ؟؟؟
كان يتحدث بفزع وهو يستدير خلفه ليجد صوت ماسة يصدر بحنق شديد :
_ ايه يا حاج ابراهيم اللي عامله في نفسك ده ؟؟؟
نظر لها ابراهيم بعدم فهم فماذا فعل هو ؟؟؟ هو فقط وضع ذلك الماسك الذي وجده في الداخل وايضا يفرش أسنانه .....
لم يكد ابراهيم يجيب حتى ارتفع صوت رنين الباب ...تيبست اجسام الجميع بتعجب لهوية القادم ...لتتحرك سحر سريعا جهة الباب والذي بمجرد أن فتحته وجدت أمامها مشهد عجيب لهادي ببذلة فخمة يتوسط والدته وزكريا اللذان كانا يرتديان ثياب النوم ....
ابتسم هادي باتساع وهو يحي سحر التي تنحت داعية إياه للدخول بتعجب شديد ...تقدم هادي رفقة من معه للداخل ببسمة واسعة لكن فجأة توقف بتعجب ليرى ذلك المشهد أمامه ....شيماء تستند على جارته مرتدية بيجامة زهرية ذات رسومات كرتونية وتضع حجابها بإهمال ....رشدي يقف على باب غرفته مرتديا شورت يصل لركبته بينما ارتدى ثيابه العلوية بشكل عكسي بسبب فزعه لصراخ ماسة ....وإبراهيم يقف أمامهم ببجامته المنزلية ذات الأشكال المضحكة يضع المنشفة على كتفه مع وجه أحضر وفرشاة في فمه وأمامه كلا من ماسة وبثينة بوجوه متعجبه بينما أسماء تقف على باب المطبخ وهي تنظر له بصدمة ....الموقف برمته كان يدعو للضحك وبشدة .
_______________
استقر الجميع في غرفة الضيوف في منزل رشدي في مظهر أقرب لمشفى المجانين وليس جلسة للاتفاق على خطوبة ....
ابتسمت سناء بحرج كبير لما عرضها له ابنها الأحمق تود لو تنهض وتنقض عليه وتقتله لهذا الاحراج الذي تعيشه الآن بسببه ....
تغاضى هادي عن كل نظرات الحنق والغضب الموجهه له ليتحدث وهو يعتدل في جلسته يهندم من حلته :
_ بعتذر ياعمي لو جيت في وقت مش مناسب .
ابتسم رشدي والذي كان يجلس بثيابه المعكوسة والشورت بغيظ شديد :
_ لا يا حبيبي وتعتذر ليه بس ؟؟؟ المرة الجاية يبقى تعالى بعد الفجر على طول ...بعدين الوقت مناسب اوي زي ما انت شايف فمتقلقش
أنهى كلامه وهو يشير بيده على جميع الجالسين في حالات مضحكة ووالده لم يغسل وجهه بعد حتى .
تجاهل هادي حديث رشدي ثم ابتسم باتساع وهو يضع علبة جاتوه بجانب الخلاط على الطاولة أمامه :
_ انا يشرفني يا عمي اني اطلب ايد بنت حضرتك الآنسة شيماء ...ولو حضرتك وافقت ممكن نكتب الكتاب اخر الاسبوع .
نظر الجميع له بصدمة بينما رشدي تشنج بغيظ شديد لبرودته تلك التي تكاد تصيبه ودون لحظة تفكير كان ينهض من مقعده متجها صوب هادي بغضب الدنيا ينتوي قتله بأبشع الطرق ....
لكن زكريا كالعادة توقف في المنتصف ليصاب بلكمة كان من المفترض أن تكون على وجه هادي الآن ....
نظر له زكريا بشر وسرعان ما رد له لكمته بغضب شديد تملك منه منذ الصباح ...ليبدأ الاثنان بالشجار وهادي يقف في الخلف يصرخ بهم أن يتوقفوا ليس وكأنه هو من تسبب في البداية بهذا الشجار من الأصل :
_ بس يا شوية همج.....عايزين تبوظوا خطوبتي ولا ايه ؟؟؟ يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيكم هتضيعوا فرحتي .
أنهى حديثه ليرمي جسده عليهما سريعا بغضب شديد يحاول الفصل بينهم ليشتعل الشجار بين الثلاثة وكأنهم في الروضة ....
________________
كانت بثينة تجلس مشتعلة في الداخل حينما علمت سبب حضور هادي في الخارج ....واشتعلت أكثر لرؤية لهفته التي إصابتها في مقتل ....
_ مش مصدقة يا شيماء هتتجوزي هادي ؟؟؟
كان ذلك صوت فاطمة التي صاحت بفرح عندما أخبرتها شيماء بسبب وجود الجميع هنا ...خجلت شيماء بشدة من وهي تبتسم ثم هزت رأسها .
دخلت ماسة سريعا للغرفة وهي تبتسم باتساع وبعدها أشارت لفاطمة أن تساعدها :
_ يلا يا فاطمة تعالي جهزيها معايا .
صمتت ثم ألقت نظراتها على بثينة مرددة بخبث :
_ اديك معانا يا بوسي ياقلبي لاحسن العريس مستعجل اوي .
رمقتها بثينة بشر كبير بعدما أخرجتها من شرودها ...لترمي لها بنظرات غامضة مخيفة .
____________________
جلس الجميع بهدوء شديد بعدما تم الفصل بين الثلاثة ...ليتحدث هادي مجددا وبنفس البسمة الغبية مكررا طلبه على مسامع الجميع :
_ انا يشرفني يا عمي اطلب ايد الآنسة شيماء .
صمت الجميع في انتظار رد ابراهيم الذي طال صمته بشكل مريب.....استدار رشدي لوالده يحثه على الحديث :
_ ايه يابابا مش بتتكلم ليه ؟؟
أشار ابراهيم لوجهه متحدثا ببطء شديد وكأن وجهه من صخرة :
_ مش عارف اتكلم ...من البتاع اللي على وشي ده
كان يتحدث بحديث غير مفهوم نسبيا ...عقد رشدي حاجبيه بتعجب :
_ ايه ده يابابا ما تقوم تغسله وخلاص .
_ لا لسه مكملتش ساعة ...
تحدث هادي ببسمة وهو يمد يده بالخلاط :
_ خلاص لغاية ما عمي ابراهيم يفقس حد يقوم يعملنا عصير جوافة بلبن .
رمقه رشدي بغضب شديد ..هو اساسا لا يطيقه منذ الصباح ....لكنه تجاهله ونظر لوالده بحنق وهو يتحسس قناع وجهه بتعجب :
_ ايه ده يابابا ؟؟؟ ده شكله مجبس اوي .
_ معرفش انا لقيت برطمان اسود في الحمام فحطيت منه
نظر رشدي له بشك كبير ثم اقترب منه واشتم ذلك القناع الذي يضعه والده :
_ علبة سودة ؟؟؟
هز ابراهيم رأسه بإيجاب ليتحدث رشدي وهو يدعو ألا يكون ما يفكر به صحيح :
_ مرسوم عليها فواكه كده ؟؟
ومجددا هز ابراهيم رأسه ليشعر رشدي وكأنه على وشك السقوط ارضا بذبحة قلبية مرددا بقهر وحسرة :
_ دي علبة البروتين والمغذيات اللي جايبها ب٥٠٠ جنيه يا ابراهيم حرام عليك .
تحدث ابراهيم بتعجب شديد وكان يتحدث بصعوبة :
_ يا راجل عشان كده طعمها مسكر وحلوة .
نظرت له اسماء بحنق شديد لأفعاله المخجلة :
_ وهو إنت كلته ولا ايه يا ابراهيم ؟؟؟
_ لا بس وانا بحطه وقع شوية في بقي فلقيت طعمه مسكر كده وزي الفواكه .
دخلت ماسة وهي تحمل صينية عصير تتبعها فاطمة التي كانت تحمل صينية كيك ...
ابتسمت ماسة الجميع وهي تضع الصينية على الطاولة تتبعها في ذلك فاطمة التي ابتسمت للجميع لتقع عينها فجأة على زكريا الذي جعل جسدها ينتفض متذكرة ما حدث البارحة وما قصته عليها والدتها ....
شعر زكريا بعيون موجهه إليه ليرفع عينه سريعا فوجد فاطمة تنظر له يخجل وصدمة لا يعلم لما لكنه ابتسم دون وعي لرؤيتها بخير وقد أضحت طبيعية فهو لم يسأل والدته عن حالتها خوفا من اظهار اهتمامه الغير مبرر والغريب بها ....
انتبه زكريا أنه يطيل النظر بها لذا سرعان ما اخفض بصره مبعدا عينه عنها متمتما ....
_ استغفر الله العظيم ...
انتبهت فاطمة من شرودها على صوت ماسة التي هزتها لتفيق بسرعة وهي تنظر لها ببسمة مهتزة لولا رنين المنزل الذي صدح في الأجواء كاسرا الصمت بين الجميع ....تحدثت فاطمة سريعا وهي تبعد نظرها من على زكريا بصعوبة وخجل ...تحاول تدارك نفسها :
_ هروح اشوف مين ادخلي أنتِ لشيماء يا ماسة .
انهت حديثها متجهة للخارج بينما ماسة استأذنت من الجميع للذهاب حيث شيماء فهي لن تتركها مع تلك الحية وحدها كثيرا لربما اقنعتها هذه المرة أن هادي كائن فضائي يأكل الفتيات وهذه الساذجة ستصدقها سريعا......
تحدث هادي ببسمة واسعة هاتفا :
_ ده اكيد فرج ...يارب يكون جاب اللي طلبته .
ابتلع زكريا ريقه الذي جف جراء ما حدث منذ قليل ليشعر لهادي يقترب منه يهمس ببسمة مستفزة :
_ بقينا نبتسم اهو ومش بنغض البصر .
رماه زكريا بنظرات مشتعلة لم يقطعها سوى صوت تكسير عالي يتبعه صرخات من الخارج ....لينتفض زكريا برعب جلي راكضا للخارج وهو يصرخ :
_ فــــاطـــمــــة ..........
خرج الجميع بسرعة خلف زكريا الذي كان يبدو مرتعبا بشكل كبير أثار انتباه رشدي الذي ابتسم بخبث :
_ دي شكلها لعبت معاك يا شيخنا ....
توقف زكريا برعب في بهو المنزل وهو يرى ما فعلته تلك الكارثة ذات الارجل التي تأوهت بوجع تكاد تبكي كالأطفال ...اغمض زكريا عينه بغضب وهو يستدير معطيا ظهره لها هامسا بحنق :
_ مش معقولة كمية المصايب دي في بني آدم واحد ........
أنهى حديثه ثم تمتم لنفسه بصوت لم يصل لأحد :
_ ده انا شكلي هيطلع عيني معاكِ يا فاطمة .