رواية داغر وداليدا قلبه لا يبالي الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير نور
كان داغر جالساً بوجه مكفهر حاد يستمع إلى خطبة المأذون الذي يعقد قرانه على ابنة عمه و هو يشعر بألم حاد يمزق قلبه لا يصدق انه اجبر على هذه الزيجه. ابتلع بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقه محاولاً السيطره على الرغبه التي تسيطر عليه بان يترك المكان و يفر هارباً إلى اعلي. إلى داليدا. زوجته الجميله الرقيقه حتى يدفن نفسه بين احضانها و ينسي تلك الهموم التي تثقل كاهله...
شعر بالمراره تتصاعد بداخله عند تذكره لاخر محادثه له معها حيث اعلنت بوضوح انه لا يعني لها شئ، فهو بالنسبه اليها ليس سوا بضعة اموال و اتفاق يربطها به.
لكن حتى وان لم يكن يعني لها شئ فهي بالنسبه اليه كل شئ يرغبه في حياته.
فهو لم يعد بإمكانه انكار حبه لها اكثر من ذلك فقد احبها منذ اول يوم رأها به في ذاك الصباح حتى انه ظل يبحث عنها لعدة شهور لاحقه محاولاً الوصول إلى تلك الملاك الذي اقتحمت احلامه بكل ليله حتى صدم بحقيقة انها ابنة شقيقة مرتضي الراوي التي ترغب ببيع نفسها مقابل حفنه من الاموال وقتها شعر بالاهانه والاحباط مما جعله ينكر الامر. مرجعاً اهتمامه السابق بها إلى الفضول و التحدي فقط لمعرفة من هي تلك التي رأها صدفةً والتي لم يستطع العثور عليها رغم بحثه الكثيف الذي اجراه رجاله...
لكن بعد زواجهم و تقربه منها ومعرفة شخصيتها التي باحيان كثيره تكون كتله ناريه مشتعله تتحداه و تقف امامه، و احيان اخري ضعيفه تحتاج إلى حمايته...
لقد اصبح تقريباً مهووساً بها و بحبها، لذا في ذلك اليوم الذي طلب منها التحدث بشأنهم و شأن زواجهم اراد ان يعترف لها بحبه و رغبته ان تصبح زوجته حقاً و ينسوا ذلك الاتفاق الذي يجمعهم كما كان يرغب باخبارها بطبيعة زواجه من نورا و السبب الذي جعله يضطر ان يتزوجها من اجله...
لكنها رفضت بقسوه الاستماع اليه موضحه صراحةً بانه لا يعني لها سوا بضعة من الاموال. و اتفاق احمق يربطهم معاً.
خرج من شروده هذا عندما ربتت شهيره الجالسه بجانبه على يده هامسه بصوت منخفض حتى لا يصل إلى الاخرين
=داغر مينفعش افرد وشك شويه كده الناس هتشك...
نزع يده منها مرمقاً اياها بحده جعلت الدماء تتجمد بعروقها فهو لم يعد يستطع تحملها او تحمل تلك الحقيره التي تدعي نورا.
التي فرطت في شرفها و شرف العائله عادت اليه ذكريات تلك الليله التي اكتشف بها الامر...
((( فلاش باك))).
بعد تركه لذلك المدعو حازم الذي اتهم داليدا بارسالها له تلك الصوره لم يكن داغر يصدق ان داليدا من قامت بارسال تلك الصوره و الرساله المصاحبه لها...
و ذلك لعدة اسباب أولها ان رقم حازم من الارقام الخاصه التي يصعب على داليدا او على اي شخص الوصول اليها حتى هو عندما حاول الوصول إلى رقمه بهذا اليوم لم يستطع الوصول اليه...
و بعد تركه لحازم اخذ يبحث بهاتفه عن تلك الصوره فلم يجد لها اي اثر على هاتفه ليتذكر بانه قدم قام بتبديل هاتفه باخر مماثل له بعد ان سقط منه و تحطم اثناء احدي رحلات عمله و كان ذلك بعد عدة ايام من عيد ميلاد نورا...
لذلك تأكد من ان شخص واحد من ارسل تلك الرساله إلى حازم و هي نورا التي بالتأكيد جعلت صديقتها بعد التقاطها للصووه ترسلها اليها، و التي بالتأكيد ايضاً لم تكن تعلم بانه قد غير هاتفه. مما جعلها تظن انها لازالت بهاتفه...
و بعد تركه لداليدا التي فشل من ان يفهم منها كيف وصلت تلك الصوره إلى هاتفها...
اتجه على الفور إلى غرفة نورا التي اقتحمها بعد ان طرق الباب عدة طرقات فور دخوله وجدها مستلقيه فوق الفراش بوجه باكي متورم وقف امامها هاتفاً بحده
=هاتي تليفونك، و تعالي هنا...
همست نورا بارتباك بينما دب الذعر بداخلها من رؤيته بحالت الغاضبه تلك لذا حاولت تصنع التعب حتى تجعله يلين قليلاً
=تعبانه مش قادره اقوم...
قاطعها مزمجراً من بين اسنانه بقسوه
=قولتلك قومي...
انتفضت على الفور واقفه مقتربه منه بخطوات متردده حتى اصبحت تقف امامه اختطف الهاتف من يدها مما جعلها تهتف برعب
=بتعمل ايه يا داغر عايز ايه من موبيلي...
لكن لم يجيبها و اخذ يبحث بهاتفها حتى وجد الصوره التي التقطت لهم بهاتفها زمجر بغضب بينما يقبض على ذراعها لوياً اياه خلف ظهرها مما جعلها تصرخ متألمه
=عرفتي انك وسخهو زباله، وانك انتي اللي بعتي الصوره من تليفون داليدا...
صرخت نورا بألم هاتفه بينما تحاول تحرير ذراعها من قبضته
=معرفش حاجه من اللي بتقوله انا مبعتش حاجه لحد...
قاطعها بقسوه بينما يزيد من لويه لذراعها
=لا بعتي، و حاولتي تلبسي لداليدا الليله علشان تخلصي منها مش كده بعتي الصوره على موبيلها اللي معرفش ازاي لحد دلوقتي وصلتيله بعدها بعتي الرساله من موبيلها لرقم حازم...
ليكمل بشراسه
=رقم حازم اللي غبائك خالاكي تنسي انه برايفت و استحاله داليدا تقدر توصله...
هتفت نورا بغضب بينما تحاول ان تدفع نفسها للامام و التحرر من قبضته
=طبعاً هي بقي اللي ضحكت عليك وفهمتك كده، بتكدبني انا و تصدق ال...
قاطعت جملتها صارخه بألم عندما قام بزيادة لويه لذراعها خلف ظهرها مما جعلها تبكي متألمه
=لسانك الوسخ ده ميجبش سيرتها...
ليكمل بشراسه بينما يدفعها بعيداً عنه مما جعلها تسقط على الفراش
=لو عايزه تحفري قبرك بايدك ابقي حاولي تعملي حاجه من وساختك دي تاني...
من ثم شعر بهاتفها يهتز بيده ليتذكر انه يجب عليه حذف تلك الصوره من هاتفها لكن ما ان فتح هاتفها تجمد بمكانه فور ان رأي تلك الرساله التي وصلتها من حازم فتحها داغر بينما الدماء تغلي بعروقه يرغب التأكد اولاً من صحة ما قرأه...
نورا الدويري: حازم انا حامل و شهيره عرفت لما الدكتور جه يكشف عليا بسبب ضربك ليا، انسي اي خلاف بنا لازم تيجي بكره و تتكلم معها، شهيره حالفه تعرف داغر لو انت مجتش و حليت الموضوع ده وانت عارف داغر ممكن يعمل فينا ايه...
حازم الدمنهوري: حامل.؟! طيب و انا مالي ما تشوفي نمتي مع مين غيري و خالاكي تحملي ما انتي رخيصه مش بعيد تبقي حامل من داغر الدويري نفسه...
نورا الدويري: انت هتستعبط انت عارف كويس ان محدش لمسني غيرك، لازم تيجي و تكتب عليا لحد حتى ما اولد وكل واحد مننا يروح لحاله داغر ممكن يموتني و يموتك لو عرف...
حازم الدمنهوري: الحمل ده مشكلتك انتي و تحليها انا كلها ساعتين وطايرتي هتطلع ومش هتشوفي وشي في مصر تاني، و ابقي وريني داغر بتاعك ده هيوصلي ازاي.
القي داغر الهاتف من يده و اندفع نحوها يقبض بيده على شعرها يجذب خصلاته بقوة حتى ارجع رأسها إلى الخلف صائحاً بشراسه مرعبه و هو يكاد يكون خارج السيطره
=اها يا فاجره يا زباله فرطتي في نفسك...
همست نورا بصوت مرتجف و قد شحب وجهها من شدة الذعر و الخوف بينما تحاول التراجع إلى الخلف بعيداً عنه و الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شدد من قبضته حول شعرها يجذبه بعنف اكثر مما جعلها تصرخ بألم وهي تبكي
=والله يا داغر هو، هو اللي ضحك عليا...
قاطعها صائحاً بشراسه وهو يقرب وجهه منها ينظر اليها بعينين تلتمع بوحشية مما جعلها تخفض عينيها في ذعر و خوف
=ضحك عليكي برضو يا رخيصه يا وسخه.
همست بصوت منخفض مرتجف من بين شهقات بكائها وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الخوف
=و. و، والله ضحك عليا على اساس اننا كده كده هنتجوز...
لتصرخ متألمه عندما صفعها داغر بقسوه على وجهها من ثم بدأ يسدد لها صفعات متتاليه قاسيه على وجهها بينما يسبها افظع الالفاظ
=تتجوزوا مين يا زباله اذا كان انتي عملتي مصيبه علشان تفسخي خطوبتك معاه...
فسختيها و انتي عارفه انك حامل منه...
صرخت باكيه بينما تضع يديها فوق وجهها لتحميه من صفعاته
=مكنتش اعرف وقتها اني حامل الا النهارده، و الله ما كنت اعرف، انا لسه عارفه لما شهيره جابت الدكتور علشان تطمن عليا...
قام داغر بقذفها فوق الفراش بعنف مما جعل جسدها يصطدم بقوة بالفراش وقد اسودت عينيه من شدة الغضب بشكل مرعب انهال عليها يصفعها بقوة على وجهها وهو يصيح ويسبها بافظع الالفاظ والشتائم
=فاكره هيفرق معايا كنت عارفه لا ومش عارفه يا رخيصه.
اخذت تصرخ من شدة الالم الذي تشعر به لكنه لم يتوقف عن صفعها حتى شعرت بوجهها يتخدر من شدة الالم ولم تعد تشعر بشئ همست له بغل فور توقفه عن صفعها وهي تنظر في عينيه بغضب
=انت بطلع فيا غلك، علشان اللي عملته في مراتك، مش علشان غلطت مع حازم، انا فهماك كويس...
فقد داغر السيطرة على غضبه فور سماعه كلماتها تلك احكم قبضته فوق عنقها يعتصرها بشده وهو يصيح بغضب مما جعل عروق عنقه تنتفض من شدة غضبه.
= همووتك، علشان اخلص من وساختك. و هوصل برضو للكلب اللي كان معاكي وهخليه يحصلك.
ثم ِبدأ يزيد من ضغط يديه حول عنقها حتى شعرت بالهواء ينسحب من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه و ظل يعتصر عنقها بقبضته القوية حتى دخلت شهيره و طاهر الذين ما ان رأوا هذا المشهد صرخت شهيره مندفعه نحوهم تجذب داغر من فوق نورا الشبه فاقده للوعي وهي تصرخ باكيه
=سيبها. يا داغر، سيبها حرام عليك هتموت في ايدك...
اسرع طاهر هو الاخر بجذب داغر بعيداً عنها حتى نجحوا اخيراً في تحريرها من بين يديه
ابتعد داغر لاقصي الغرفه صائحاً بغضب بينما ينفض ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و صدره كان يعلو و ينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة كانت عينيه مسلطة على تلك الملقيه فوق الفراش وهي شبه فاقدة للوعي صرخ بغضب وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب
=الحق الكلب التاني قبل ما يسافر و هرجعلك يا زباله...
ثم دفع بقسوه امامه كلاً من طاهر و شهيره لخارج الغرفه
=اطلعوا برا، يلا برا...
و عندما رفضت شهيره التحرك من مكانها دفعها بقسوه للخارج بينما خرج طاهر بخطوات متعثره من ثم اسرع داغر باغلاق باب الغرفه على نورا بالمفتاح لكن امسكت شهيره بيده وهي تبكي صارخه بهستريه
=سيبني ادخلها، يا داغر اطمن عليها...
لكن داغر دفعها بقسوه إلى الغرفه المقابله لغرفة نورا مغلقاً الباب عليها هي الاخري من ثم استدار إلى طاهر مزمجراً بشراسه بينما يتجاهل صراخات شهيره التي كانت تضرب الباب بيديها طالبه منه فتح الباب
=لو باب منهم اتفتح. انت اللي هتتحاسب و وقتها متلومش الا نفسك...
ثم اسرع مغادراً لكي يلحق حازم بالمطار قبل سفره، لكنه للاسف لم يستطع اللحاق به، ظل بعد ذلك يحاول معرفة إلى اين سافر واستغرق منه الامر اكثر من اسبوع لكي يعلم و كان طوال هذا الوقت لا يزال يحبس كلاً من نورا و شهيره بغرفتين منفصلتين حتى استطاع معرفة البلد التي سافر اليها و عندما كان يتجهز للسفر اليه، ارسل اليه التحري الخاص الذي استأجره ان حازم الدمنهوري قد توفي اثر جرعه زائده من المخدر قد اخذها.
وقتها لم يجد داغر امامه سوا حل واحد و هو اجراء عملية اجهاض لنورا حتى يتخلص من الفضيحه التي ستلاحقها وتلاحقه و تلاحق العائله باكملها...
اثناء تحضير نورا لاجراء العمليه باحدي الفيلات التي يملكها داغر و التي قام بتجهزيها بجميع الاجهزه التي قد يحتاجها الطبيب لاجراء تلك العمليه العمليه...
فلن يستطيعوا الذهاب إلى المشفي حتى لا تلاحقهم الصحافه و يتم فضح امرهم...
اقتربت منه شهيره متمسكه بيده هامسه بنبره مرتجفه
=بلاش يا داغر، علشان خاطري نورا ضعيفه والعمليه دي صعبه مش هتقدر تتحملها، و هتموت فيها
نفض داغر يدها بعيداً عنه مرمجراً بقسوه
=تموت ولا تتحرق ميفرقش معايا...
انفجرت شهيره باكيه واضعه يدها على صدرها
=بس تفرق معايا انا، هي زباله و كلبه انها فرطت في نفسها وعارفه انها تستاهل الموت بس دي اختي الوحيده...
لتكمل بتوسل عندما رأته لايزال على موقفه الحاد لم يؤثر به كلماتها
=افتكر ماما ماتت ازاي ماتت وهي بتجهض الطفل اللي بابا مكنش عايزه، نورا مش هتتحمل زيها صدقني، نورا ضعيفه...
انحنت على يده تقبلها وهي تتمتم بتوسل باكي
=ابوسك ايدك يا داغر، وغلاوة بابا عندك اللي وصاك علينا...
لتكمل بأمل عندما رأت وجه داغر يتغضن بتردد
=اللي وصاك على نورا بالذات دي امنته عندك...
زفر داغر بحده قبل ان يتركها وينهار جالساً على احدي المقاعد عند تذكره وعده لعمه لا يدري ما يجب عليه فعله...
جلست شهيره امامه على عقبيها هامسه من بين شهقات بكائها
= في حل لكل ده انك تتجوزها
قاطعها داغر بقسوه
=انتي اتجننتي اتجوز مين...
همست ببكاء حاد بينما تنحني على يده تنوي تقبليها برجاء مره اخري لكنه انتزع يده سريعاً قبل ان تفعلها مره اخري
=و رحمة بابا يا داغر، اتجوزها بس لحد ما تولد، بعدها طلقها...
ربت داغر فوق كتفها بلطف وعقله شارد عندما بدأت تنتحب بقوه وهو لا يدري ما يجب عليه فعله...
نهض واقفاً مما جعلها تقف هي الاخري تتطلع نحوه بامل...
=الدكتور صبري هو اللي هيقرر ان كانت تقدر تتحمل تعمل عملية الاجهاض ولا لاء، بعدها هقرر هعمل ايه...
هزت شهيره رأسها المحتقن من شده البكاء تومأ برأسها بالموافقه قبل ان تتجه نحو طاهر زوجها الذي كان يقف يتابع الاحداث بصمت تحتضنه بينما تبكي بصوت مرتفع...
استدعي داغر على الفور الطبيب الذي كان صديقاً لوالده وللعائله فهو الوحيد الذي يستطيع أأتمناه على سر ابنة عمه...
اخبره الطبيب بمخاوفه بسبب تاريخ عائلة والدة نورا الطبي فوالدتها ماتت اثناء اجهاضها باحدي المرات بسبب رفض زوجها حملها لانثي للمره الثالثه راغباً في ولد يحمل اسمه، كما انها ضعيفه للغايه لن تتحمل عملية الاجهاض...
وقتها اوقف داغر العمليه من ثم ذهب إلى المنزل إلى داليدا التي غاب عنها اكثر من اسبوع بسبب انشغاله بهذا الامر كما كان يتهرب من مواجهتها فهو يعلم بانه ما ان يراها سيخبرها بحبه...
لذا بهذا اليوم قرر بان يعترف بحبه لها ويطلب منها ان تكون زوجته حقاً بعد ان يخبرها بالظروف التي ستجعله يضطر للزواج من نورا و كان سيطمئن قلبها باخبارها بان هذا الزواج غير جائزاً شرعاً بسبب حمل نورا من رجل اخر وانه يتزوجها فقط لكي يمنحها اسمه فقط...
لكن لم تعطيه الفرصه حتى لكي يخبرها اياً من هذا معلنه بوضوح كيف تراه، ليس سوا بضعة من اموال وعقد تم امضاءه بينهم...
خرج من افكاره تلك على صوت المأذون الذي يطلب منه التوقيع على دفتر الزواج مضي سريعاً حتى ينتهي هذا الامر...
من ثم جلس متصلباً يرغب باخبار الجميع بالرحيل حتى يستطيع الانفراد بنفسه، لكن تشدد جسده عندما رأي والدته تدخل من باب القصر يتبعها احدي الحرس يحمل حقيبة ملابسها، زفر بحنق لاعناً حظه السئ فهذا افضل وقت لوالدته تعود به...
تجمدت خطوات فطيمه فور رؤيتها المشهد الذي امامها.
=ايه ده في ايه اللي بيحصل هنا،؟!
وقفت شهيره راسمه على وجهها ابتسامه واسعه متشنجه بينما تجيبها
=داغر و نورا اتجوزوا، مش تقوليلهم مبرو...
قاطعتها فطيمه بينما تتقدم بحده بالغرفه حتى وقفت امام داغر هاتفه بارتباك
=اتجوزت نورا،؟! اتجوزتها يا داغر طيب ازاي، طيب و داليدا...
تصلب جسده فور سماعه لأسم داليدا لكنه اكد على نفسه بانها لن تتأثر بهذه الزيجه فهي اكدت له بوضوح انها لا تشعر بشئ نحوه ولا تعده زوجا ً حقيقياً لها حتى تتأثر بزواجه من امرأه اخري...
صاحت فطيمه بغضب عندما ظل صامتاً
=ما ترد عليا يا داغر...
بدأت شهيره ترتبك مما جعلها تبدأ بصرف الخدم و المأذون الذي انهي مهمته مرمقه بغضب نورا شقيقتها التي كانت جالسه تتابع ما يحدث بهدوء و برود
همست فطيمه بغضب عندما لم يجيبها.
=انا استحاله اصدق ان ابني داغر الراوي اللي بتتهز البلد كلها بكلمه منه يبقي ضعيف كده قدام بنت عمه اللي باشاره منها رجعلها ونسي بهدلتها لكرامته، و نسي داليدا اللي...
انتفض داغر واقفاً هاتفاً بغضب
=كفايه، كفايه، داليدا مش هيفرق معها سواء اتجوزت نورا، او اتجوزت 100 واحده غير نوا اطمني...
لكنه ابتلع باقي جملته عندما همست والدته اسم داليدا بنبره تملئها القهر والعاطفه و عينيها مسلطه على شئ خلف ظهره ادرك على الفور ما الذي يحدث استدار ببطئ ينظر إلى ما تطلع اليه والدته...
انسحب الدم من عروقه فور ان رأي تلك الجالسه بمنتصف الدرج تطلع نحوهم باعين متسعه و وجه شاحب كشحوب الاموات ليدرك على الفور انها تعلم بزواجه من نورا مما جعل شعور من اليأس يسيطر عليه يرغب بالاندفاع نحوها و اخبارها بحقيقة الامر ثم اخذها من هذا المنزل ويذهب بها بعيداً لمكان ليس به سواهم...
شعر بنورا تنهض و تقف بجانبه تشابك ذراعها بذراعه و لكن و قبل ان يستدير و يبعدها عنه معنفاً اياها سمع صوت نشيج حاد يصدر من داليدا التي كانت عينيها مسلطه عليهم قبل ان تنفجر باكيه بطريقه جعلته يرغب بالموت في الحال...
دفع نورا بعيداً بحده قبل ان يتجه سريعاً نحو داليدا جالساً على عقبيه امامها ممسكاً بيديها التي كانت بارده ببرودة الثلج هامساً بصوت مرتجف متألم بينما يرفع يديها يقبلها
=دليدا، متعيطيش...
نفضت يديه بعيداً عنها كما لو كانت لا تطيق لمسته هاتفه بغضب من بين شهقات بكائها
=ابعد عني، ابعد عني متلمسنيش
لتصرخ بهستريه اكبر عندما مد يده نحوها مره اخري محاولاً مساعدتها عندما حاولت النهوض و انهارت جالسه مره اخري بسبب ارتجاف قدميها
=قولتلك متلمسنيش، متلمسنيش.
اسرعت فطيمه نحوها تضمها اليها بلهفه متمتمه باذنها بكلمات حنونه محاوله تهدئت شهقات بكائها التي تمزق انياط من يسمعها بينما وقف داغر يشعر بكتله حاده تعتصر قلبه و هو يشاهدها بتلك الحاله...
ساعدتها فطيمه على النهوض من ثم ساندتها و صعدوا الدرج لحق بهم داغر لكن توقفت فطيمه مستديره تطلع نحوه بغضب
=خاليك عندك...
لتكمل وعينيها مسلطه بغضب على نورا التي كانت تقف خلفه
=عروستك مستنياك، روحلها.
من ثم اخذتها وصعدوا الدرج تاركه داغر يقف كالمشلول يراقبهم حتى لم يعد يستطع الوقوف هكذا يشاهدها تنهار امامه دون ان يتحدث اليها و يخبرها بحقيقة الامر و لكن ما ان هم بصعود الدرج وقفت شهيره بجانبه هامسه بصوت مرتبك
=داغر انت رايح فين انت. هتطلع وراها، و تسيب نورا انت عايز الناس تقول ايه. بعدين متنساش لازم تبات النهارده في اوضة نورا علش...
لكنها ابتلعت باقي جملتها متخذة عدة خطوات إلى الخلف عندما.
قاطعها داغر صائحاً بغضب اهتز له ارجاء المكان
=تعرفي تخرسي و تغوري من وشي انتي و اختك بدل ما ارتكب جريمه...
ثم تركها و صعد الدرج سريعاً لكي يلحق بداليدا تاركاً شهيره تتلفت حولها بخوف من ان يكون احد سمع كلماته الغاضبه تلك لتتنفس براحه عندما وجدت البهو خالياً الا من نورا التي كانت جالسه تطلع نحوها ببرود اقتربت منها هامسه بصوت منخفض بينما تطلع اليها بقسوه.
=مشوفتش في برودك، قاعده ولا على بالك ولا كأنك سبب المصايب اللي احنا فيها دي
هزت نورا كتفيها قائله ببرود
=عايزاني اعملك ايه يعني، ما اللي حصل، حصل
لتكمل بحده محاوله التأثير على شقيقتها بينما تتصنع البكاء
= تحبي اقوم ارميلك نفسي من البلكونه علشان ترتاحي انتي و سي داغر بتاعك واهو ترتاحوا من عاري و قرفي...
اسرعت نحوها شهيره تضمها اليها قائله بلهفه و خوف
=لا، لا يا نورا اياكي اسمعك تقولي كده تاني...
همست نورا من بين شهقاتها المصطنعه
=انا زهقت من معاملتكوا ليا بالطريقه دي، وكل شويه انتي كمان تسمعيني كلام زي السم...
قاطعتها شهيره بينما تمرر يدها فوق شعرها
=خلاص، خلاص يا نورا مش هفتح بوقي تاني، و ننسي اللي فات، ونبدأ صفحه جديده انتي دلوقتي بقيتي مرات داغر، حتى لو كان الجوازه صوري ومش شرعي الا انك قدام الناس مراته و ده المهم يا حبيبتي...
ضمتها نورا هي الاخري راسمه فوق وجهها ابتسامه متسعه فقد وصلت إلى كسب عاطفة اختها مره اخري و هذا بداية ما ترغب الوصول اليه...
دلف داغر إلى الجناح الخاص به هو وداليدا و هو يعد نفسه إلى الصراخ الذي يواجهه من قبلها لكنه صدم عندما وجد الجناح يغرق بالصمت فارغاً...
ليدرك على الفور بان والدته قد اخذتها إلى غرفتها خرج مسرعاً متجهاً نحو الجناح الغربي من القصر حيث تقع غرفة والدته...
وقف خارج غرفة عدة لحظات يشعر بالتردد بينما قلبه يقصف بعنف داخل صدره زفر بقوه قبل ان يطرق الباب بتردد و عندما هم بفتح الباب و يدخل...
خرجت والدته من الغرفه سريعاً تدفعه للخارج مغلقه الباب خلفها بقوه بينما تقف كحائل بينه وبين و الباب
=عايز ايه يا داغر...
زمجر بغضب وقد بدأ يفقد السيطره على هدوئه
=عايز اتكلم مع مراتي...
لوت والدته فمها بسخريه مغمغمه بتهكم لاذع بينما تشير برأسها نحو الاسفل
=مراتك،؟! مراتك تحت يا حبيبي مستنياك علشان تقضوا شهر عسلكوا، ايه هتاخدها اوروبا زي ما كنت مخططين زمان قبل ما تسيبك و تتخطب للمحرج.
زفر بحده بينما يبعدها عن طريقه بلطف يعاكس للنيران المشتعله بداخله
=ماما، بلاش كلام كتير. ابعدي خاليني ادخل لداليدا
لكنها تسمرت في مكانها رافضه التزحزح من مكانها مما جعله يهتف بغضب
=ابعدي، ابعدي لان قسماً بالله انا على اخري، و مش عارف ممكن اعمل ايه.
قاطعته فطيمه بحده بينما تشعر بالصدمه من كلماته تلك فبحياته باكملها لم يتحدث اليها بتلك الطريقه الوقحه، من ثم بدأت تلاحظ الحاله التي كان عليها فقد كان يبدو كما لو كان تائهاً بائساً لا يدري ما الذي يجب عليه فعله فاقد السيطره تماماً على تحكمه و بروده و هذا ما لم تراه ابداً يعاني منه فقد كان دائماً صلب بارد في اصعب المواقف التي مرت عليهم
=مش هينفع تدخل داليدا منهاره جوا...
لتكمل مخففه من حدة نبرتها عندما رأت النظره المعذبه التي ارتسمت بعينيه
=سيبها يا داغر دلوقتي، انا ما صدقت انها هديت شويه
لكنه لم يستمع اليها ونحاها جانباً و دلف إلى الغرفه مغلقاً الباب خلفه كرساله واضحه بان لا تتبعه إلى الداخل.
تصلب جسد داغر فور دخوله للغرفه و رؤيته لتلك الجالسه منكمشه على نفسها باحدي المقاعد بينما تسند رأسها إلى ظهر المقعد مغلقه العينين مستغرقه بالنون بينما يصدر نشيج متقطه و منخفض من بين شفتيها من كل حين إلى اخري.
اتجه نحوها بخطوات بطيئه جالساً على عقبيه امامها وقبضه حاده تعتصر قلبه عندما رأي وجهها المحمر و المبتل بالدموع مرر يده بحنان على خدها و شعور من الندم والاحباط يسيطر عليه بانه السبب في انهيارها هذا فهو كان يعتقد بعد كلماتها اليه بان امر زواجه من نورا لن يفرق معها و لن تتأثر به لكن لا فرؤية انهيارها هذا جعله يشك في حكمه فبالتأكيد تشعر بشئ نحوه والا ما كانت انهارت بهذا الشكل كرفع يديها إلى فمه مقبلاً اياها عدة قبلات بينما يهمس بصوت مرتجف متألم باسمها.
رفرفرت داليدا بعينيها ببطئ خارجه من اخر اعراض النوبه التي تملكتها لتجد داغر جالساً امامها دافناً وجهه بين يديها التي كان يقبلها بقبلات رقيقه...
انتفضت واقفه مبتعده عنه مما مما جعله هو الاخر ينتفض واقفاً يراقبها باعين متردده
تراجعت إلى الخلف بحده عندما رأته يتقدم نحوها هامسه بصوت حاد غاضب
=اطلع برا...
اقترب منها بينما يفرد يديه امام جسده قائلاً بصوت منخفض في محاوله منه لجعلها تهدئ و تستمع اليه.
=طيب اهدي، اهدي، و انا هفهمك كل حاجه...
هتفت به بحده بينما تدفعه بقوه في صدره عندما اصبح يقف امامها مباشره ضاربه اياه بقسوه مخرجه كل الغضب و الالم الذي تشعر به
=تفهمني ايه، تفهمني انك اتجوزت بنت عمك بعد شهرين من جوازنا، مفكرتش الناس هتقول عليا ايه.
لتكمل بقسوه وهي تستمر بضربه غافله عن جسده الذي تصلب فور سماعه كلماتها تلك.
=هيقولوا اتجوزتني علشان تغيظها، و اول ما هي فسخت خطوبتها طلعت تجري وراها واتجوزتها حتى لو كان جوازنا صوري و اتفاق فمش من حقك تعرضني لاهانه زي دي...
غمغم داغر بفك متصلب بينما يقبض على يديه بجانبه محاولاً التغلب على خيبة الامل التي عصفت به
=يعني انتي، عياطك و تعبك كان بسبب كده بس...
اجابته بقسوه بينما تطلع اليه باعين تلتمع بالدموع التي لم تستطع السيطره عليها
=طبعاً ااومال هيكون علشان ايه.
ثم اخفضت عينيها سريعاً حتى تخفي كذبها عنه فكيف تخبره ان سبب انهيارها الالم الذي يمزق قلبها الذي يعشقه و ان فكرة انه اصبح لغيرها تجعلها ترغب بالموت لكنها لن تستطيع تخسر كرامتها امامه فيكفي ما تعرضت له بسببه حتى الان.
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بصمت محاولاً ابتلاع غصة الالم التي تشكلت بحلقه بسبب مرارة خيبة الامل التي يشعر بها قبل ان يومأ برأسه معترفاً بخطأه الذي ارتكبه بحقها فحتي وان كانت لا تشعر بشئ نحوه فهذا ليس ذنبها.
ليس ذنبها ان مشاعره نحوها مختلفه
=عندك حق انا غلطت في حقك بس...
همست داليدا بصوت مرتجف تضع يديها فوق اذنيها بينما تتراجع إلى الخلف لا تطيق ان تستمع إلى السبب الذي جعله يسرع بالزواج من نورا فبالتأكيد سيرجع ذلك إلى حبه لها و عدم رغ