رواية ولادة من جديد الفصل الحادى عشر11 بقلم مجهول

رواية ولادة من جديد الفصل الحادى عشر بقلم مجهول

 هل حسام على علم بهذا؟

بعد أن غادر حسام ، جلست فايزة على الأريكة في حالة من الذهول قبل أن تعود إلى عملها. هذا هو المسار الذي اخترتخ، لذا فإنني وحدي دون مساعدة من أحد.

فجأة، دق هاتفها، فنظرت إليه لتجد أن المكالمة من فوزي كمال.

بعد أن هدأت من روعها، تلقت المكالمة: "ماذا هنالك؟"

"فايزة، هل اتصلت بك سكرتيرة نائب رئيس مجموعة مسعد؟"

عندما سمعت فايزة ذلك، تصفحت صندوق الوارد حتى وجدت الرسالة الالكترونية المطلوبة، فنقرتها وأومأت برأسها: "نعم. ماذا هنالك إذاً؟"

"سلميني المهام التي عليك القيام بها، سأقوم بها بالنيابة عنك."

صمتت لحظة وتساءلت بشيء من الشك: "هاه؟"    "قالت يارا إنك مريضة. لماذا لم تخبريني؟" كان صوت فوزي حنوناً وهو يتنهد ويحاول اقناعها: "خذِ قسطاً وافياً من الراحة طالما أنك لست على ما يرام، واطفئي هاتفك. هل تظنين أن جسدك مصنوع من الصلب؟"

كان فيما سبق اليد اليمنى لوالدها في شركة صديق قبل أن تفلس عائلة صديق. إلا أن إفلاس الشركة المفاجئ أخرجت مستقبله الواعدعن مساره.

بعد الحادث، اعتقدت فايزة أنه سيبحث عن وظيفة مناسبة أكثر لمواهبه، لكنه انضم إلى مجموعة منصور. كان ذلك صدمة لها عندما علمت بالأمر، لذا سألته.

أما فوزي، فاكتفى بابتسامة. "هل افترضتِ أنني انضممت لمجموعة منصور بسببك؟ يجب أن تدركي أنهم أكبر شركة في مدينة السدى، أليس كذلك؟ لا يمكن لأي شركة أخرى أن تقدم لي تقدماً وظيفياً أفضل منهم."

من الصعب مجادلته عندما يكون كل ما يقوله منطقياً. وعندما وضعت هذا في اعتبارها، شعرت فايزة بالخجل الشديد لتحاول اقناع نفسها بغير ذلك. ثم تذكرت أن والدها كان دائماً يرتب لها مواعيد معه قبل أن تفلس العائلة. وطريقة رده على والدها، أيضاً، لا تزال محفورة في ذهنها.

تذكرت أنه نظر إليها بوجه حنون وابتسم برفق، ثم أجاب: "لا تزال فايزة صغيرة، لذا دعنا نتحدث عن الأمر لاحقاً."

منذ ذلك الحين، كان يعاملها بدفء وكان يتصرف تجاهها كأخ كبير. وعلاوة على ذلك، كان دائماً مهتماً وملبياً لكل احتياجاتها. وتدريجياً، تبدل التعبير في عينيه وهو ينظر إليها.

ومع ذلك، كانت مدركة لنواياه. إلا أن قلبها لطالما كان ملك لآخر.

قليلون في هذا العالم يجدون من يبادلهم مشاعرهم.

عند التفكير في ذلك، استفاقت فايزة من حالة الذهول ورفضت عرض فوزي. "لا داعي للقلق، يا فوزي. إنه مجرد نزلة برد، وأنا بخير الآن."

في هذه الأثناء، على الطرف الآخر، ظل صامتاً وتنهد بعمق: "هل تضعين حداً بيننا الآن، يا فايزة؟"

عندما سمعت ذلك، صمتت فايزة قليلاً.

"لنضع جانباً أن السيد صديق كان منقذي. إننا زملاء الآن في مجموعة منصور. أليس من المفترض أن نساعد بعضنا البعض في الأوقات الصعبة؟"

"فوزي ..."

‏"هل تظنين أنني غير قادر على القيام بمسؤولياتك؟ أم أنك بدأت تنفرين مني؟"

سارعت فايزة بنفي ذلك: "بالطبع لا، لقد أحسنت معاملتي، لماذا أ‏نفر منك؟"

لم يكن لها أخ، ولطالما كان فوزي، الذي كان يكبرها ببضع سنوات، مراعياً لها. وعلاوة على ذلك، كانت هي دائماً تعتبره بمثابة أخ أكبر. لماذا تكرهه إذاً؟‏

لذا بدا عليها القلق عندما نفت كلامه.

ربما أسعده موقفها، مما اثار قهقهة مكتومة على الطرف الآخر من الخط. كانت ضحكة عميقة ولكنها جذابة.

"طالما أنك لا تكرهينني، إذا قومي بتحويل مهامك إليّ."

عضت فايزة شفتيها الحمراوين، وبعد قليل أومأت.

‏"حسناً، وشكراً على المساعدة يا فوزي. سوف أعزمك على الغداء لاحقاً."

"سأتذكر وعدك."

"بالتأكيد."

‏بعد انتهاء المكالمة، أرسلت فايزة رسالة الكترونية لفوزي حول المهمة، لكن نظراً لقلقها الشديد من نسيان شيء ما، فقد أخذت وقتاً طويلاً في كتابة رسالة مفصلة.

وفي هذه الأثناء، استغرق هو بعض الوقت لارسال رسالة نصية لها. "حسناً. وصلتني الرسالة. والآن كفي عن القلق بشأن العمل وارتاحي."

أخيراً، شعرت بأن عبئاً كبيراً قد انزاح عن كاهلها، حيث أمكنها تفويض شخص آخر تثق به عندما تكون مريضة ليتولى واجباتها. كانت تنوي في البدء أن تعود إلى الشركة، لكن الآن كان بامكانها البقاء في المنزل ليوم آخر.

في تلك اللحظة، استدركت أمراً آخر ملحاً يتطلب اهتمامها. وخفضت فايزة رأسها لتنظر إلى بطنها، ثم مدت يدها لتمسحه برفق.

داخل جسدي، حياة جديدة بدأت تتكون. ماذا أنا فاعلة بهذا الطفل؟ هل أخضع لعملية الاجهاض؟

عندما فكرت في ذلك، شعرت بالعجز التام.

‏ثم أخرجت هاتفها، واتصلت برقم صديقتها المفضلة.

‏...‏

‏"ماذا؟ أنت حامل! هاهاها!"

في هذه الأثناء كانت فايزة في مقهى، ولفظت المرأة الجالسة أمامها قهوتها، وقد جذبت لهجتها المنفعلة وتصرفاتها الكثير من الانتباه.

عجزت فايزة عن الكلام عند رؤيتها لرد فعل المرأة.

ثم تطلعت سريعاً حولها، للتأكد أنه لا يوجد أحد تعرفه، وتنفست الصعداء. ‏وبعد ذلك، قدمت لحنان وحيد منديلاً وهمست: "اخفضي صوتك، رجاءً إن الجميع يتطلعون دالياا."

فأخذت حنان المنديل ومسحت شفتيها، قبل أن تومئ رأسها موافقة: "آسفة، لكنني صدمت بحق."

نظرت فايزة إلى صديقتها الصدوق في يأس.

بدلاً من احتساء قهوتها، وضعت حنان ذقنها على الطاولة، وحدقت في فايزة بعينين كبيرتين، وقالت بصوت خافت سائلة: "لماذا أصبحت فجأة حاملاً؟ ألم تتخذوا احتياطاتكم؟"

"اتخذنا." احتست فايزة القهوة، وقالت بلا اكتراث: "كان حادثاً."

‏"ماذا أنت فاعلة إذاً؟ هل ستحتفظين بالطفل؟"

أذهل السؤال فايزة للحظة، وصمتت قبل أن تهز رأسها.

‏نظرت حنان إليها في دهشة: "أ-ألن تحتفظي به؟ لماذا؟ إنك متزوجة منذ فترة طويلة، وقد لاحظت معاملته الحسنة لك. يتم دعوتك لكل مناسبة يحضرها، ولولا أنك أخبرتني أن هذه زيجة صورية، لكنت ظننت أنكما حبيبين بحق."

"فعلاً؟" ابتسمت فايزة ابتسامة خفيفة.

رد فعلها ... نظرت حنان إليها مرة أخرى، وقد رأت أن فايزة تبالغ في سلوكها غير المكترث بعض الشيء، لكنها، باعتبارها صديقتها المفضلة طيلة سنوات، فقد كبحت حنان أفكارها الحقيقية، وسألت: "هل حسام على علم بهذا؟"

"لم أخبره."

"أنت ..." كبحت حنان اندفاعها، وسألت: "ومتى تنوين اخباره؟"

إلا أن فايزة ذمت شفتيها، ولم تنطق بكلمة.

رداً على ذلك، نظرت حنان إليها في شك وقالت: "لحظة! ماذا تقصدين. ألن تخبريه بمثل هذا الأمر المهم؟ هذا الطفل ليس لك وحدك، أتفهمين؟ إنه طفلكما أنتما الاثنين."

عندما قالت حنان ذلك، كانت فايزة لا تزال تبدو عنيدة. لم تتمكن حنان من كبح فضولها، وانفجر سيل من الجمل: "ماذا بكِ؟ كيف يمكنك التزام هذا القدر من الهدوء بعد ما حدث؟ أنت حامل، وهو ..."

"لقد عادت رهف."

جعلت جملتها البسيطة حنان تتسمر في مكانها.

وازدادت نظرة فايزة بروداً عند هذه النقطة. "هل لا زلت تعتقدين أنه من المهم أن أخبره؟"

‏الفصل الثانى عشر من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-