رواية أحببت كاتبا الفصل الحادي عشر 11 بقلم سهام صادق

 


رواية أحببت كاتبا الفصل الحادي عشر

أخذت تقلب ببصرها في كل ركن من أركان تلك الغرفة المظلمه الي أن ألتفت بجسدها الضئيل لتري ذلك السليط مسطح علي فراشه الوثير براحه ويغطي في ثبات عميق ،فتتساقط دموعها التي حبستها طويلا منذ ان أتت الي هنا من اسبوعا لينتهي الاسبوع بزواج محتوم لا مفر منه
فأغمضت جنه عينيها ، واخدت تتقلب علي تلك الاريكه بحظر ، وظلت ذكريات ذلك الاسبوع تتوالي علي ذهنها لتتذكر يوم كتب كتابهما حيث كانت اول مره تراها فيه فكل ما علمته من عمتها انه حين اتوا الي بلدة والدها قد سافر هو في عملا خارج البلاد ولم يأتي الا يوم عقد قرانهما ليعقد عليها ويدخلها في برثانه ... وتتذكر لطفه مع والديها في ذلك اليوم حتي انه انحني بكل جبروته يقبل ايديهم بود ... حتي ان امها اصبحت سعيده مثل والدها بتلك الزيجه بعد ان كان قلبها كان يدق خوفا ... لتتذكر كلماتها لها
صافيه : ماشاء الله عريس يابنتي ولا في الاحلام مال وجمال وهيبه مالي مركزه .. حفظي عليه ياجنه شكل دعوتي ليكي بأبن الحلال ربنا استجابها ليا يابنتي
لتفتح جنه عيونها المغمضه ، وهي تتمايل علي الاريكه محدثه نفسها : ماهو باين ياماما انه ابن حلال
فيعلو صوت أذان الفجر حولهما ، لتغلق جنه عينيها سريعا بعدما شعرت بأنه قد استيقظ .. ليذهب هو الي الحمام الملحق بغرفتهما دون صوت ،وخرج بعد دقائق ليفتح باب غرفتهما ويهبط الي اسفل ..
لتعتدل جنه من نومتها وهي تفرك في عينيها قائله بذهول : ده طلع بيصلي ، اومال جبروته ده كل جايبه منين
ونهضت هي الاخري كل تؤدي فرضها قبل ان يعود هو من الخارج
................................................................
وقفت تتمايل بين احضانه وهو يراقصها كالاميره ...
لتغمض صفا عينيه وهي تتذوق العسل من عشقه وكلماته
ليهمس هو في اذنيها قائلا بدفيء : بحبك اووي ياملاكي
فتترنح صفا بين أيديه ليتابع هو بحديثه الذي يعشقه قلبها ويبرد نار الزمن
قائلا : انتي هدية الزمن ليا ... انتي اللي احيتي جوايا كل حاجه حلوه ... مراد زين الحقيقي اتولد علي ايدك
فترفع تلك العاشقةالمتيمه أعينها لأعلي لتري نظراته الصادقه وعادت تختبئ في احضانه أكثر قائله : كاتبي المتيم هو احمد وبس بحبك
لتفتح صفا عيناها الحالمه بالأوهام، وتتأمل المكان حولها لتجد ان الطائرة تستعد للهبوط .. كم يهبط تنفسها لا اراديا من هول ذلك الحلم عليها ، فترتسم علي شفتيها ابتسامه هادئه وكأنها مازالت تحلم
.................................................................
كان يقلب في أوراقه كالتائه ، ليمسك احد الاقلام فجأه وهو يطالع ساعته فموعد وصول تلك الزوجه التي قد اختارها له اخاه قد أقترب ... وظل يحرك بقلمه الذهبي حركات دائريه علي احد الاوراق وهو يتذكر لماذا قد قبل بأن يتزوج بمثل هذه الطريقه التي كان دوما يبغضها .. لتظهر ابتسامه ساخره علي محياه وهو يتذكر ، بأن عروسه هذه قد رأها كما كان يري جدوده عرائسهم من صور تجلبها الخاطبه لهم، فيختاروا هما ما يناسبهم من بضاعه ، ليتذكر صورتها علي هاتفه النقال التي قد بعثها له عامر فيتنهد بحراره وهو يتأملها أحمد :بس منكرش انك بضاعه حلوه ، ليقف اسمها في ذهنه محاولا تذكره .. الا ان نطق اخير.. ياصفا
ليرن هاتفه فجأه ليحادث سائقه قائلا : هستناكم في الفيلا يانيمار
..............................................................
أغمضت تلك البائسة عيناها من هول الزعاريط التي تتساقط علي مسمعها ، وعمتها تأخذها بين احضانها لتبارك لها ، ولكن بداخلها تعلم تماما بما تعاني به ابنة اخاها ولكن ما جعلها تطمئن قليلا هي ابتسامه جنه ولا تعلم بأن خلف هذه البسمه بركان من الألم ... لتدفن جنه نفسها في حضن امها بعد ان ابتعدت عنها عمتها وتردد كلمة واحده في اذنيها قد اسقطها عليها ذلك النمر بأستخافه عندما وجدها تقف أمام بالمرئه صباحاً ،تتأمل هيئتها المنمقه كأي عروس ليقول كلماته الصادمه : ايه لبس الفلاحين ده
فتسقط دموع جنه علي كتف والدتها لتبعدها عنها قائله وهي تتطالع منيره ضاحكه : يابت عمتك هنا بدالي ، انا لازم ارجع بلدنا يابنتي ، حالنا وحياتنا هناك انا وابوكي منقدرش نبعد عن البلد ... وجاسر وعدنا اننا اول ما نشتاقلك وتشتقلنا هيجيبك لينا علطول واحنا برضوه هنجيلك ديما يابنتي
فتحتضنها منيره بحنان قائله : انا مش عارفه ابوكي ليه لسا عايز يبعد عننا ياجنه يابنتي، بس واثقه يوم ما هتجبلنا اول حفيد مش هيسيب هنا خالص
لتنفتح عين صفا كالبلهاء وهي تستمع الي كلام عمتها ، الي ان جاء هو بجموده يمسك بيد عمه ويبتسم
جاسر : هخلي السواق يوصلكم ياعمي
ليبدي صابر أعتراضه ، ولكن مع اصرار جاسر قد خضع عمه له واحتضناه قائلا : خلي بالك منها ياجاسر يابني ، هي بنت عمك قبل ماتكون مرتك
فتظهر شبه ابتسامة علي محيا ذلك النمر وهو يطالع تلك البائسه التي تترجي اهلها بأعينهم بأن ينجدوها ولكن لا مفر لامفر من عقده المكبوته وسخطه
...........................................................
اخذت صفا تفرك بأيديها بقوة وذلك السائق يطالعها بأبتسامته البارده .. ليحمر وجهها غضبا من تلك المعامله ، فقد كانت تظن بأنها سيستقبلها بحبورا شديد ، فضحكت ساخره من ذلك الخيال الفظ .. الي ان وقفت السياره عند احد البنايات الفاخمه ، فقد كان البيت عباره عن فيلا صغيره تتوسطها حديقة رائعه بمسبح لطيف يجذب العين ، فيعود السائق لابتسامته ثانيا وكأنه يخبرها بأنهما قد وصلوا اخيراً
فظلت هي قابعة بالسياره تتأمل المكان برجفه في جسدها الي ان وجدت السائق يفتح لها الباب مشيرا لتلك الخادمه الواقفه بأن تقترب من سيادتها مرحبه بها
لتحادث صفا نفسها قائله : الحقيقه طلعت حاجه تانيه ، مراد زين الحقيقي طلع شبه اي راجل ، واخذت تتمتم بين طيات نفسها : وقح .. عديم الذوق .. انا اللي جبته لنفسي حد يقبل بعرض زي ده اشربي ياصفا
.............................................................
أخذت كلمات تلك المتيمه بالحب تتدفق بسخط علي تلك الجالسه بأنصات اليها ، الي ان تساقطت عبرات الاخري المحبه
نيره : شوفتي ياأروي اه جاسر اتجوز ، انا خلاص تعبت .. كل السنين ديه وبرضوه مش حاسس بيا
لتربط أروي علي كتفيها قائله : بكره جاسر يكرهها في عيشتها وتمشي وتغور من وشنا .. انا اصلا محبتهاش وعمري ما هعتبرها مرات اخويا ولا بنت عمي
فتمسح نيره دموعها ، وهي حالمه بأن يحدث يوماً هذا ، حتي قالت بكرهه : هتقفي طبعا مع بنت خالتك ياأروي
لتبتسم أروي محتضنه اياها ، وهي تتمتم قائله : متقلقيش ياهابله معملتنا ليها هتكرها في عيشتها ، انا من ناحيه وانتي من ناحيه ومرات فاخر اخويا من ناحيه تانيه ... العيله كلها اصلا مش موافقه علي الجوازه ديه غير بابا وعمتي
ده حتي جاسر كان رافض جدا ، وعشان كده عاند مع عمتي وبابا وقرر يعيش بعيد عن بيت العيله
لتسقط تلك الكلمات كالطبل علي مسمع نيره ، وتتسع ابتسامته قائله : مغصوب علي الجوازه !
.............................................................
وقف يطالعها بسكون تام ، الي ان تحرك نحوها ليمد بأحد أيديه قائلا بأبتسامه لطيفه : اهلا ياصفا
فأبتسمت صفا له رغم غضبها منه ، ورفعت بأعينها تتأمله كالحالمه ، الي ان ابتسم قائلا : بتشبهي عليا ولا ايه
لتتنحنح صفا حرجا من اندفاع مشاعرها نحو حلم لم تصدق انه قد تحقق .. لتخفض بأعينها خجلا قائله : ها ، اصل يعني
فيضحك احمد ببشاشه وهو يتأملها برضي : شكلك انسانه صافيه زي اسمك
لتسقط كلمات مدحه لها كالطبول ، فهاهو يغازلها ويثني عليها
فتحادث نفسها قائله : لا احمد مش عامر خالص ..هو مراد زين
فتحدث أحمد بهدوء وهو يتأملها ليلجمها بكلامه قائلا : بصي ياصفا اكيد عامر فهمك سبب جوازي منك
وسار بخطي بسيطه نحو احد الارائك ليجلس عليها ويعاود بحديثه قائلا : جوازنا هيكون لمدة سنه ، لحد ما أخلص مشروعي هنا وننفصل علطول ياصفا ، وتشوفي حياتك .. واخرج احد الدفاتر من جيب بذلته ليتحدث كمثل رجال الاعمال
احمد : عايزاني احط في حسابك كام ياصفا ، عايزه كام لموافقتك علي عرض الجواز
لتلجمها كلماته ، فتسقط علي مسمعها بصعوبه .. فتغمض عينيها بقوه من اكبر صدمه قد تلقتها من اول احد كانت تتعلم منه الحب والمثاليه في كتاباته ولكن للعمله وجهان فكيف للأشخاص ان يكونوا بوجه واحد
لتسمع صوته يناديها ببرود : مليون جنيه كويس ياصفا ، لو عايزه اكتر انا موافق
فنطقت هي أخيرا بأرتجاف وهي تبتلع ريقها بصعوبه ، وألتفت بجسدها قائله : ممكن توريني مكان اوضتي فين لو سامحت !
................................................................
ظل طويلا يتأمل تلك الزوايه التي كانت دوما تجلس بها تترجم له بعض الاوراق ، ليفيق علي وضع فنجان قهوته من خادمته التي تنحنحت بحرج قائله : عامر بيه ، حضرتك عايز مني حاجه تانيه
فيفيق عامر من شروده قائلا بود : لاء ياسعاد اتفضلي انتي
فتخرج الخادمه مغلقة الباب خلفها ، ليعود هو لشروده ثانية وهو يرتشف من فنجان قهوته الساخنه .. متذكرا عنادها وجدالها ، فيبتسم بأسي قائلا : ليه عملت فيكي كده ياصفا ، ليه بعدتك عني
فظل يحرك رأسه بعدم تصديق ، فقلبه اليوم قد اشتاق اليها ، ليغمض عينيه بألم ، ليتذكر اخاه وهو يعاملها ببرود .. فأخاه الكاتب ليس كهو في الحقيقه .. فهو يملك وجهان شتان بينهما ، ولا أحد يستطيع ان يكتسب وده بسهوله
وعاد يبتسم ثانية وهو يتذكر عشقها المجنون لشخصاً لا تعرفه سوا من كلماته .. ليفتح احد ادراج مكتبه ويخرج احدي الدفاتر، ويبدء يسطر بأول كلمه من كلماته ، فينظر الي ما قد خطي به قلمه
(عندما يأتي من يحيي قلبك ، ويعلمك كيف تكون الحياه .. )
واغلق الدفتر سريعا ، ليضحك عامر ساخرا من نفسه
عامر :هو انت هتعمل نفسك كاتب ولا ايه ياعامر .. ثم تناول احد الملفات الموضوعه امامه سريعا واخذ يطالعها الي ان اندمج في عالم قد فرضه هو علي نفسه قبل ان يُفرض عليه
..............................................................
جلس علي فراشه يطالع هيئتها في بيجامتها القطنيه ذات اللون الوردي بأستخفاف ،لتلتف هي بجسدها ناحيته بعد ان عدلت من وضع فرشتها علي تلك الاريكه ... ليعود هو سريعا في العبث في هاتفه بملل
جنه : هو انا مش ممكن اروح انام في اي اوضه تانيه ، البيت كبير وفي اوض كتير
ليرفع جاسر وجهه عن هاتفه ليقول ساخرا : ومنظري انا ايه بقي قدام الخدامين
ووقف بجسده القوي الذي قد اظهرته تلك العباية الصعيديه ، واقترب منها بجمود
جاسر : ايه النومه علي الكنبه وجعتك ، وتأملها ببرود ليقول : احمدي ربنا اني مش بنيمك علي الارض
فتجلس هي علي اريكتها ، وتسطحت عليها امام اعينه ورفعت الغطاء نحوها رغم شعورها بحرارة الجو ،وغطت نفسها بأحكام كي تبتعد عن بطشه وحديثه قائله : شكرا
ليضحك جاسر ساخرا منها ، وابتعد قائلا : بكره ان رايح الشركه .. المفروض مقولكيش اصلا لانك بالنسبه ليا ولا حاجه .. بس اه عشان متتفجأيش بكره وتفتكري نفسك عروسه ولازم شهر عسل والكلام الفارغ ده
فتعتدل جنه من نومتها ، لتنظر اليه بصدمه قائله : بس اروي ومرات فاخر اخوك جاين بكره لينا بكره هقولهم ايه
جاسر بلا مبالاه: تصبحي علي خير
وتنطفئ انوار تلك الحجره كما انطفئ قلب تلك المسكينه التي أخذت تطالع اللا شئ بأعين مدمعه
................................................................
اخذ العرق يتصبب من علي وجهه ، لينهض مرتعشا من فراشه ناظرا لعلبة الدواء التي تجاوره ،ليتأمل بضيق دورق الماء الفارغ بجانبه ، فينهض من علي فراشه بتعب ، ويهبط درجات السلم حافي القدمين وهو يتحامل عليهما ومعه علبة دوائه ممسكا بها بقوه
ليقف عند باب المطبخ ، متأملا تلك المنكبه علي الطعام تأكل بشراسه من شدة جوعها ، فأبتسم بأرهاق .. وصار ناحيتها وهو يضغط علي ذلك الالم الذي يقاومه كي لا تلاحظ شيئا
لتنتفض صفا علي صوت اقدامه قائله وهي تسمح فمها بيدها كالأطفال : اصل انا كنت جعانه
وركضت من امامه سريعا قبل ان يتحدث هو بأي شئ ، ليتناول هو تلك الحبه المسكنه بعد ان ألتقطت يديه بكوب الماء الموضوع علي طاولة المطبخ .. وتنهد بأرتياح بعد ان هدأت اوجاعه .. ليتذكر هيئتها الطفوليه فيبتسم
........................................................ ....
همسات وضحكات ساخره ، كانت تسمعه منهما لتتحامل علي نفسها وتبتسم اليهم وهي تضايفهم ،
لتقف امامها نيره وهي تطالعها بسخرية قائله : اكيد خلقتك ديه طفشته ، في عريس يروح شغله تاني يوم جواز ، فين ايامك يامرام .. مكنش بيقدر يبعد عنك ولا يوم واحد
فتضحك أروي ببرود وهي تتأمل تلك البائسه لتكمل ما بدأته ابنة خالتها قائله : الناس مقامات بقي يانيره
لتنظر اليهم جنه بأسي ، حتي قالت اخيرا : هي مين مرام ديه
فتتعالي ضحكات الفتاتان ، الي ان تحدثت نيره ببرود : ديه كانت مراته ، اوه مطلعتيش تعرفي كمان .. هو جاسر محكاش ليكي عنها
لتطالعها اروي بأعين كالصقر وهي ترتشف من كوب عصيرها قائله : انتي ازاي وفقتي تتجوزي واحد متعرفيش عنه حاجه .. وتابعت حديثها بألم قطع اوتار قلب المسكينه لتلجمها بكلماتها قائله : اكيد عشان الفلوس ، فعلا الفقر وحش
لينهضوا الاثنان من علي مقاعدهم .. بعدما علموا بأنهم قد أصابوها بأول أهدافهم ، فتتساقط دموع الاخري بعجز وهي تتمتم بألم : ليه عمتي مقالتليش انه كان متجوز !

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-