رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثامن عشر 118 بقلم مجهول

 




رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثامن عشر 118 بقلم مجهول


عندما عادت فايزة إلى المكتب، وضعت الكعكة على المكتب كان مزاجها، قبل أن تنزل الدرج رائعاً، وكانت لديها شهية للطعام. ولكن الآن كانت قد فقدت كل هذا.


في الوقت الحالي، كان مشهد اصطدامها بخميس مصعب في الطابق السفلي يشغل عقلها.


وكانت كلمات حنان تذكرة لها.


حيث أنه كان من الممكن أن يكون اصطدامها بخميس مجرد صدفة، فهي لا تريد أن تفترض أي شيء سيء عن أي شخص على كل حال، كان المخبز في الطابق السفلي مشهوراً بكعكاته، لذا كان من الطبيعي أن يجتذب العديد من الزبائن، ولكن هل يمكن أن يكون هناك صدفة كهذه حقا؟


كان على فايزة أن تصطدم بزميل دراسة لم تلتق به منذ سنوات، وأن يكون هذا الشخص معجباً برهف في ذات الوقت الذي تعرضت فيه رهف للاصابة.

عند تلك الفكرة، فتحت علبة الكعكة، مما سمح لرائحة الكعكة الحلوة أن تفوح إلى أنفها.


وبمجرد أن قطعت قطعة صغيرة من الكعكة ووضعتها في فمها، اتخذت قراراً.


سواء كانت الحادثة صدفة أم لا، كان عليها أن تتوخى الحذر الاضافي.


إن كان خميس هنا للانتقام من رهف فسوف تحاول فايزة تفادي أي تهديد محتمل يمكن أن يشكله عليها. إن لم يكن. فسوف تعتبر نفسها ببساطة شخص ضيق الأفق.


وعلى الرغم من أن رهف كانت قد وعدتها بأنها لن تمنعها من الاحتفاظ بالطفل الذي في بطنها، إلا أنه لا يوجد أي


ضمان بأنها لن تغير رأيها.


ماذا لو حدث أمر ما في وقت لاحق ؟


لم تجرؤ فايزة على تخيل الاحتمالات في النهاية كان عليها فقط أن تتوخى المزيد من الحذر لصالح طفلها الذي لم يولد بعد.

قبل أن تنهي العمل، ذهبت إلى مكت بحسام حيث صادفت توفيق، الذي كان يخرج من مكتبه.


بمجرد أن رآها، اقترب توفيق منها، وكأنه يرحب بصديق قريب الأنسة صديق هل أنت هنا لمقابلة السيد منصور؟"


توقفت خطواتها، والتقت عينيه: "ما الخطب؟ هل هو مشغول ؟"


هر توفيق رأسه بشدة: "لا، بالطبع لا، سينتهي من عمله قريباً. اعتقدت أنك لن تأتي لمقابلته، يا آنسة صديق."


قبل أن تظهر رهف كان حسام دائماً ينتظر فايزة لتأتي إلى مكتبه قبل أن يغادرا الشركة معاً.


إلا أنه منذ ظهور رهف في الشركة، لم تعد فايزة تأتي إلى مكتبه إلا خلال ساعات العمل، لذا ظن توفيق أنها لن تأتي ثانية.


عند ذكر ذلك، ظهرت على فايزة نظرة حرج دون أن تنطق بكلمة.

كان قد مر وقت طويل منذ أن ركبت سيارة حسام للعودة إلى المنزل، لو لم تفكر في سلامتها، ربما ما كانت جاءت لرؤيته


ادخلي وابحثي عن السيد منصور"


أومات فايزة له وقالت: "حسناً." عندما مرت بجانبه، سمعته يقول: "حظاً سعيداً يا أنسة صديق، ارجو أن تعتني بنفسك "


ذهلت فايزة من عبارته، لكن توفيق كان قد غادر والمستندات في يده.


وقفت في مكانها وقد قطبت بين حاجبيها، ولم تتمكن من فهم كلماته.


كان يمكنها أن تفترض أن يتمنى لها توفيق الحظ والتوفيق لأن حسام قد يفضلها على رهف، ولكن لماذا قال لها أن تعتني بنفسها ؟


نزلت عبارته عليها كالصاعقة من حيث لم تعلم، وكأنه كان يعرف أمر ما. ما الأعراض التي تعانين منها؟"


لم تتوقع يوماً أن يسألها عن حالتها وهو يتفحصها من رأسها إلى أخمص قدميها بنظرة حادة.


تسمرت فايزة للحظة: "ممم، ليس هذا هو الموضوع."


في اللحظة التالية، انحنى حسام ليمسك كتفيها: "إذا ما


هو؟ هل أنت مريضة؟"


كان قد لاحظ أنها تتصرف بشكل غير طبيعي وكأنها تخفي أمراً ما عنه.


إلى اليوم، ظل مرتاباً في أمر ذلك التقرير.


اعتقد في البداية أنها تم تشخيصها بمرض ما، لذا قامت بتمزيق التقرير إلى قطع. إلا أن تفسيراتها فيما بعد كانت كلها مثالية.


ادعت أن التقرير كان في جيبها عندما خرجت تحت المطر


الغزير، لذا كان من الطبيعي أن يكون مبللاً.

بعد ذلك، حولت انتباهه إلى مساءل أخرى، وذهب الأمر في طي النسيان.


"لا يوجد خطب بي قطبت فايزة حاجبيها وهي تقول ذلك. "لقد قلت لك يا حسام أنني بخير. لماذا لا تصدقني؟











هل تتمنى أن أكون مريضة؟"


عند ذلك عبس وقال: "ما هذا الهراء الذي يتقولينه ؟"


"إن لم يكن هذا هو السبب، فلا تفترض أنني مريضة. السبب في أنني لا أشعر أنني في حالة جيدة كان فقط لأنني كسولة على القيادة. هل هذا مقبول ؟ هل يجب أن تستجوب الأمر؟"


بدأت نبرها تتبدل وكأن صبرها أوشك على النفاذ، بل أنها أزاحت يده.


لكن، حسام لم يشعر بالاستياء اطلاقاً. بدلاً من ذلك نظر إليها بعيون بسواد الفحم.


"هل لم تعدي غاضبة مني ؟"


قالت فايزة دون تفكير "ماذا؟"


دم حسام شفتيه وقال دون الكثير من العاطفة: "لا شيء."


إلا أنه كانت هناك ابتسامة واضحة في عينيه، كان الشعور بالكسل عذراً، اليس كذلك؟ كل ما في الأمر أنك تريدين التصالح معي، لذلك فكرت في هذا السبب.


ألقى نظرة أخرى عليها، وأدرك أنها تبدو تماماً كما كانت


عندما كانت أصغر عمراً.


كان طبعها حامياً، وفي كل مرة كانا يتشاجران فيها عندما كانا صغاراً، كانت تبتعد عنه وتتركه وحده. بغض النظر عن محاولاته في اقناعها، كانت ببساطة تستمر في تجاهله، ولكن عندما كان صبره ينفذ كانت تتقرب إليه مثل الدب الصغير، وتتفنن في اعذار واهية حتى تتصالح معه.


هذا ما كانت تقوم به حالياً


على الرغم من أنها لم تكن مريضة، إلا أنها ابتكرت عذر الكسل لكي تركب معه السيارة إلى المنزل.


"لنذهب"

التقط حسام مفاتيح سيارته وتقدم، وقد تلاشى المزاج الكتيب الذي كان يخيم على عقله وقلبه على الفور.


بالمقابل، كانت فايزة غافلة تماما عن تخيلاته الجامحة. رأته


يغادر، فسارعت بمرافقته.


إلا أنه فور وصولهما إلى موقف السيارات جاءت مكالمة رهف.


عندما رن هاتفه، أخرجه حسام وتحقق من الشاشة وتجمد. جعل التبدل الطفيف في تعبير وجهه فايزة تستشعر أن هناك شيء ما. دون أن تنظر إليه، قالت: "سأنتظر هناك"


بعد قولها هذا، غادرت بحكمة.


دم حسام شفتيه وقبض لا ارادياً على هاتفه.


من ناحية أخرى، تغلب الملل على فايزة وهي تنتظره.


مقارنة بمزاجها في المرة السابقة عندما كانت تقف على الجانب وتنتظر حسام إلى حين انتهائه من الحديث مع رهف في الهاتف كانت فايزة هذه المرة تحمل شعوراً


مختلفاً تماما.


في ذلك الوقت لم تكن قد فقدت الأمل فيه تماماً بعد، لذا كانت تشعر بعدم ارتياح وحزن عندما كان يجيب على مکالمات رهف


إلا أنها الآن لم تعد تتأثر كثيراً.


لم يعد الأمر يهمها. 

            الفصل المئه والتاسع عشر من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-