رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثاني عشر 112 بقلم مجهول

 




رواية ولادة من جديد الفصل المئه والثاني عشر 112 بقلم مجهول


لم يسمح سوى لفضيلة بالدخول للفحص، لذا انتظر الآخرون في الخارج


استند حسام إلى النافذة، وتحسس بشكل غريزي داخل جيبه، قبل أن يتذكر أنه لم يلمس السجائر منذ وقت طويل جداً. بدا أن عادة الرغيبة في التدخين عندما يشعر بالقلق


لم تتغير.


لم يكن يدخن في الواقع في السابق، لكنه قد توقف عن التدخين تماماً منذ حوالي العام. كان ذلك بعد أن نام صدفة مع فايزة، ولم يتمكن من نسيان جسدها ورائحتها. كان كأنه أدمنها. بدأ في تقبيلها بين الحين والآخر، الأمر الذي كان يحدث في أي مكان وفي أي وقت؛ لأنه كان يرفض أن


يفوت أي فرصة لذلك.


انضم حسام ذات مرة إلى اجتماع استمر لساعات طويلة حيث كانت المحتويات تجعله في مزاج سيء للغاية، لذا بدأ في التدخين بعد العودة إلى غرفة الاجتماع. وبعد بضع أنفاس فقط، دخلت فايزة ببعض المستندات، وأصبحت قلقة عندما رأته يدخن. "لماذا تدخن الآن؟ هل مزاجك قد تعكر؟"


لم يرد واكتفى بالنظر إليها في غضب كانت علاقتهما وطيدة أنذاك، لذا لم تكن تخاف من تعبيره البارد، وتقدمت سريعاً لتأخذ منه السيجارة. إلا أنها لم تنجح، وانتهى بها الأمر في حجره.


بعد أن استقرت على حجره، قررت أن تلعب دورها ووضعت يديها على كتفيه: "لا تغضب حتى لو كنت غير سعيد، فقد مر الصعب بالفعل."


كان فم فايزة ينفتح وينغلق أمامه وهي تتحدث، وكانت تلمع بطريقة مغرية، لدرجة أن نظرة حسام أصبحت أكثر غموضاً مع استمرارها. رفع يده وأمسك بذقنها قبل أن يقبلها، فتجمدت للحظة قبل أن ترد القبلة.


تبادلا القبلات بشغف في المكتب، وعندما انتهى الأمر استندت عليه وهي تتنفس بصعوبة، وتمتمت: "شعور غير مريح."


"ما هو ؟ " كان صوت حسام خشناً جداً. كان رد فعله الأولي أنه لم يقبلها كما ينبغي وأنها لم تكن راضية عن ذلك.


كانت عيناها لامعتين بينما كان فمها يا يزال منتفخاً "السيجارة."


أدرك عندها حسام أنها كانت تشير إلى سيجارته، فأطفأها على الفور في المطفأة.


عیست وقالت: "ليس بهذه الطريقة."


تحركت أطراف أصابعه على خدها، وتوقفت أنامله على أحمر الشفاه الممسوح، بينما همهم قائلاً: "ليس هكذا؟ كيف إذا؟"


أجابت فايزة وهي تشد ربطه عنقه في انزعاج: "أقصد أنه لا يجب عليك أن تدخن بعد الآن. إنك تعرف هذا بالفعل ولكنك سألتني عن ذلك عمداً."


" فعلا؟" ضحك حسام بهدوء وانحنى نحوها. "أي أنك تقصدين أنه شعور مريح وأنك تستمتعين به عندما لا أدخن؟"


لم تجد فايزة ما تقوله عند سماعها هذا. "متى قلت أنني استمتع به؟ لا داعي لاطراء الذات، حسنا؟"


"لا تتمتعين به؟ من الذي كان يطلب مني أن أقبلها، إذاً، بعد أن أفرطت في الشرب؟"


حسام!"


مشاركة


كان صوتها المدلل والأوقات الجميلة التي قضوها معاً تبدو وكأنها كانت بالأمس، ولا يوجد سوى جدار بارد يقف أمامه عندما عاد إلى أرض الواقع. لقد كانا يعاملان بعضهما البعض بالصمت لفترة طويلة.


نظر حسام نحو فايزة حيث كانت تجلس بجوار والدته وهما تناقشان أمراً ما ورأسيهما قريبة.


اهتز هاتفه داخل جيبه في تلك اللحظة، وجعل صوت الرنين الجميع ينظرون نحوه تمالك نفسه وأخرجه. بعد أن نظر إلى اشعار المكالمة، ذم شفتيه ونظر غريزياً إلى فايزة التي كانت صدفة تنظر إليه. التقت عيونهما لثانية واحدة قبل أن تحيد بصرها في تحفظ.


بعد أن أخذ هاتف حسام يرن لعدة ثوان، أغلق الخط وكتم صوته، مما تسبب في أن يسود الصمت مرة أخرى. فهمت فريدة كل شيء من رد فعل ابنها، حيث كان سيرد على المكالمة لو كانت مهمة. إلا أنه كان قد تطلع غريزياً نحو فايزة بعد أن نظر إلى الشاشة، ولم يرد على المكالمة، أي أن المتصلة كانت على الأرجح رهف

تأسفت فريدة لعجز حسام قبل النظر إلى فايزة، التي كانت قد غضت بصرها، لم يبد أن فايزة قد تأثرت بهذا، على الرغم من أن لا أحد يعرف ما الذي كانت تفكر فيه.










بعد انقطاع المكالمة، تجمدت رهف في حالة من عدم التصديق. كانت هذه هي المرة الأولى التي يغلق حسام الخط في وجهها.


لماذا؟ هل لأن وجهي على وشك أن يتشوه، فتغيرت مشاعره؟ أنا منقذته، أليس كذلك؟ حتى لو تشوه جمالي حقاً، فلا ينبغي أن يعاملني هكذا؛ لأنه كان يرد دائماً فوراً على مكالماتي.


كانت داليا يجانب رهف، وبدأت على الفور في الشكوى بعد رؤية مظهر رهف التعس. "لا بد أن تلك المشاكسة فايزة قد أغرته هل هناك سبب آخر لعدم رد حسام ؟"


عضت رهف شفتها السفلى: "توقفي عن الحديث."


"لماذا لا يا رهف؟ ألم تعدك ؟ وإليك ما آلت إليه الأمور. إنها


غير جديرة بالثقة، لقد ساعدتها من قبل، ولكنها سرقت رجلك. لماذا تعتقدين أنها ستفي بوعدها ؟"


عضت رهف شفتها، وهي تمسك هاتفها باحكام دون أن


تتحدث.


رهف كفي عن هذه الطيبة. إن الأمر الأكثر اثارة للرعب هو أنها حامل، وقد قالت انها ستحصل على الطلاق بعد انتهاء عملية السيدة منصور الكبيرة. هل فكرت يوماً لماذا تم تأجيل عملية السيدة منصور فجأة؟ لماذا كانت صحتها جيدة قبل ذلك، ولكنها فجأة أصبحت ضعيفة؟ أليس الفايزة


يد في كل هذا؟ لقد كانت السيدة منصور لفترة طويلة. فلماذا ستتخلى عن هذا الدور بسهولة؟ إنه أمر مستحيل. توقفي عن هذه الثقة الزائدة، يا رهف


كانت كلمات داليا صعبة الفهم، ولكن رهف شعرت أنها كلها صحيحة. إن كانت فايزة حقاً ترغب في الوفاء بوعدها. فلماذا لم توقع العقد مع رهف ؟ إن عدم رغبة فايزة في توقيع العقد كان دليلاً على عدم رغبتها في الوفاء بجانبها من الصفقة. قد يتراجع الكثيرون عن أي شيء اتفقوا عليه شفهياً، فماذا يمكن أن تفعل رهف إلا أن تلوم فايزة إن كانت فايزة حقاً خالفت اتفاقهما ؟

وبينما غرقت رهف في أفكارها، انفتح الباب ودخلت احدى صديقاتها المقربات. أخبار سيئة يا رهف التقيت خميس صدقة في الطريق، وقد اشترى لك وروداً لزيارتك، لا أعرف من اين حصل على المعولمات، لكنني أم أسمح له بالصعود"


كانت رهف في مزاج متعكر، ولم تجد ما تقوله عندما


سمعت اسمه.


قلبت داليا يعنيها: "هل خميس مجنون؟ ألم ترفضه رهف


بالفعل ؟ ماذا يريد؟"


كانت رهف على وشك أن تطلب منهن أن يجدن عذراً لجعله يغادر، لكن شخصاً آخر تدخل وقال : "بالضبط، ما الذي يمكن لوغد مثله أن يفعله سوى التسبب في المشاكل؟ لا أعرف من أين جاء بالشجاعة لمطاردة رهف. هل يظن أنها أبداً ستفكر فيه؟"


شعرت رهف أنها كانت قد سمعت أهم شيء حينها. التسيب


في المشاكل، أليس كذلك ؟


تألقت نظرتها المحبطة مرة أخرى. كانت تكره خميس بشدة من قبل، حيث أنها شعرت أنه أفسد سمعتها، لكنها لم يسبق لها أن تشعر بالامتنان لوصوله من قبل. 

          الفصل المئه والثالث عشر من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-