رواية أحببت كاتبا الفصل العاشر
كانت كالهائمه مع كل كلمة تنطقها ناهد عنه ، فأحيانا الكلمات تكفينا أن نهوي أشخاص لم نراهم أبدا .. لتصمت ناهد بعد أن أدركت بأن شوقها لأبنها قد زاد .. لتخرج أحد الصور من أسفل وسادتها
ناهد : ده أحمد أبني اللي بكلمك عنه ، أوصفهولي كده ياصفا عايزه اشوف لسا ملامحه زي ماهي ولا الزمن برضوه غيرها
لتفيق صفا من شرودها علي صوت ناهد، ومدت بيدها لتأخذ الصوره بحرج شديد .. فرغم أنها صوره لكن جسدها بدأ يرتجف عند ملامستها لملامحه وكأنها تلامس بأناملها صاحب الصوره حقا
فترمش صفا بأعينها بتوتر ، ولأول مره تطيل عيناها في النظر الي حد ولكن ذلك المخلوق المبتسم ببشاشه فيه شئ يجذبها، لتقطع ناهد شرودها قائله بحنين :
اوصفهولي ياصفا ، لسا شبهي صح
ولكن صفا لم تكن في عالمها وأخيرا نطقت بعد أن افاقت من تأملها له
صفا : فعلا جميل اووي زيك
لتضحك ناهد علي تلقائية حديثها قائلة بحب : بس أحمد أحلي مني
فتنطق صفا كلماتها دون وعي : شبه أبطال الروايات
لتضحك ناهد قائله : انتي بتحبي قراية الروايات ياصفا
لتزداد أبتسامة صفا الي ان بدأت تتلاشي تدريجيا : كنت بحب قصص الحب اووي ، كنت بشوف الحب في الخيال وبس .. بس حياتي دلوقتي مينفعش لا احلم فيها ولا اعيش فيها الخيال ، للأسف الخيال بيموت مع اول صفعه من الواقع
فيعلو صوت رنين الهاتف، فترتجف ناهد من سماع تلك الرنه المخصصه اليه فيضطرب قلبها شوقاً
ناهد : ده احمد ياصفا !
...................................................................
كانت كلمات منيره تسقط علي مسمعه وكأنها هواء يتطاير حوله ليحتسي فنجان قهوته بتلذذ غير عابئ بحديثها الذي يدخل من أذن ليخرج من أذن اخري
ليقف بهيئته الجامده وبجسده القوي
وابتسم لعمته وهو يحمل أحد الملفات بين أيديه قائلا : مضطر اروح الشركه دلوقتي ياعمتي ، وشكرا علي القهوه اللي تعبتي نفسك وعملتيهالي .. وانحني بجسده ليقبل يدها هامسا في أحد أذنيها
جاسر : هعتبر كلامك كأني مسمعتهوش ياعمتي
وتحرك بضعة خطوات ، ليسمع صوت منيره القوي ليقف علي مسمعه مصدوما
منيره : عمك صابر ليه حق في كل الأملاك اللي انت بتديرها ، ويعتبر شريك معانا
ليلتف اليها جاسر بتهكم قائلا : بس انا اللي اعرفه ان جدي مكتبش ليه حاجه ..بسبب اللي عمله زمان .. وتابع حديثه بتهكم : في امي وسابها عشان حتت واحده من الفلاحين عجبته .. وتابع حديثه بسخريه
جاسر : وكمان اتجوز مين بنتها ، يعني يوم ما أقرر أتجوز .. اتجوز فلاحه لاء بتهزري
منيره بتسأل : انت عرفت الحكايه القديمه ديه منين
ليزداد في تهكمه أكثر ونظر في ساعة يده ببرود
جاسر : انت ناسيه مين هو جاسر العامري ياعمتي ، وعلي العموم هقولك مين اللي قالي .. عمي صفوت
لتقترب منه منيرة قائلة بتنهد وهي تخرج من حلقها الكلمات المرتبه : احنا دلوقتي في الحاضر يابني والماضي خلاص مات ، لو انت متجوزتش جنه فنصيب عمك صابر هيروح كله لبنته وبنته لسا صغيره وعلي وش جواز واي حد ممكن يطمع فيها يعني مش علي الاخر الزمن واحد غريب هيدخل في عيلة العامري
جاسر : فلوس مين ده اللي ليهم عندنا ، أنا اشتريت نصيب عمي صفوت عشان محدش يشاركني في حاجه ولا يقولي فلوسي ولا مش فلوسي ... ألعبي لعبه تاني ياعمتي بدل لعبة الورث والفلوس لاني متأكد ان جدي مكتبش حاجه لعمي
وكاد ان يكمل حديثه الي ان سمع صوت والده ينهرهه بتعب
حسن : هتتجوز بنت عمك ياجاسر ، ومتنساش ان الفلوس ديه كلها بتاعتي انا وعمتك صحيح انت كبرتهالنا ياولدي بس هتنكر خير ابوك عليك
ليقترب منه جاسر بقلق قائلا : انت ايه اللي نزلك من اوضتك يابابا انت لسا تعبان
حسن : تعبي الاكبر بسببك انت يابني ، انت مش شايف بقيت ازاي انت بقيت عامل زي الوحش ..
ليضحك جاسر ويداعب والده بعد أن أجلسه علي أحدي الارائك المريحه : شخصيتي ديه هي اللي بقيت مخلياني كبير العيله ومحدش بيقدر يقف قصادي ، وقريب كمان هكون عضو في مجلس الشعب .. مش فخور بأبنك ياحج
حسن : فخور وفي نفس الوقت خايف عليه من نفسه ..
وعشان كده لو متجوزتش بنت عمك وبما أنك عارف ومتأكد ان عمك مالهوش حاجه في ورث جدك .. فأنا وعمتك هنكتب نصيبنا لعمك صابر وبنته وده اخر كلام يابني
ليتطاير الشر في أعين ذلك الوحش .. وكاد ان يتكلم ليلجمه حسن بكلماته قائلا : عارف بكل جوازاتك السريه في القاهره ، بس انت راجل واعي وادري بمصلحتك .. وفكر في كلامي وكلام عمتك وانا متأكد انك هتفكر كويس في الموضوع ، ولد حسن العامري مش هيضيع جزء من ثروته عشان خاطر جوازه مش هتأثر في حياته حاجه
.................................................................
كان الصمت يحاوطهم ... الي ان رفعت صفا وجهها عن بعض الاوراق قائله بسعاده : خلاص ترجمتهم
ليرفع عامر وجهه هو الأخر عن بعض الملفات التي يطالعها بتركيز
عامر : مدام خلصتي تقدري تطلعي تكملي سهرتك مع صباح وسعاد
وعاد يتابع أعماله وهو يحادثها بجديه : حطي الورق علي المكتب واتفضلي
لتسير صفا بخطي بطيئة نحوه وتضع ببعض الاوراق التي قد ترجمتها ، فتتأمل هيئته بأشفاق
صفا : أنا ممكن اساعدك
فيضحك عامر ويطالعها بأعينه : ما أظنش ياصفا هتفهمي
لتتأمله هي بعند أكبر
صفا : طب جربني ، انا بفهم برضوه في عالم البيزنس وتفكير رجال الاعمال .. انا قريت كتاب لمراد كان بيتكلم عن كده
لتزداد ضحكات عامر .. حتي قال ساخرا : وقال ايه بقي كاتبك المغوار مراد زين
صفا بتلقائيه : بصراحه مش فاكره لانه كان كلام معقد
فتزداد ضحكات عامر اكثر : طب وقريتي الكتاب ليه بقي ، مدام كلامه موصلكيش
صفا : لان بحب اقراله كل حاجه ، حتي لو هيتكلم عن حاجات انا مبفهماش
عامر بجمود : هو مراد زين ده مش كاتب رومانسي عما اظن
لتتسع أبتسامه صفا لتقول : مش كل كتاباته رومانسيه ، هو بيكتب عن كل حاجه بيحسها
فيبتسم عامر لحديثها قائلا : انتي بتحبيه ياصفا ، انا اسمع ان مراد زين راجل عجوز
صفا بتلقائيه : عنده 50 سنه بس
ليعود عامر الي سخريته التي يتخللها الضحك : وبتحبي راجل عجوز ياصفا ، طلعتي فعلا من الناس اللي الخيال هيقضي عليهم من كتر الأوهام
لتطالعه صفا بغيظ قائله : أكيد فهمت حبي لمراد زين غلط ، انا بحب شخصيته وروحه .. وبحب كلامه أنسان جواه حياه عايش عشان يوصل ده لغيره ، مش زي ناس بتموت الحياه جواها وبتموتها برضوه جوه غيرها
فينهض عامر بجمود ويسير ناحية شرفة مكتبه، ليتأمل ظلام الليل الدامس ويشرد بحديثها الي ان ..
عامر : عارف انك تقصديني بكلامك ياصفا ، انا فعلا شخص فاقد للحياه جواه
وألتف اليها بجمود ، وانحني قليلا بجسده كي يلتقط أحد الكُتب من درج مكتبه
عامر : كتاب مراد زين عن المواجهه طلع كتاب مفيد واستفدت منه علي فكره
لتنظر اليه صفا بغرابه : انت قريته
فيتذكر هو تلك الليله التي كان يعرض عليها طلب زواجه منه
عامر : يومها نستيه عندي في المكتب ، فالاسم شدني فحبيت اقراه
ومد بيده قائلا : كتاب مفيد اقريه انتي كمان ، هتحبي كاتبك المتيم اكتر
................................................................
صراخ وصراخ أصبح يعصف بكل من يقابله ... حتي وصل اخيرا الي مكتبه والقي بجسده بضيق
لتركض خلفه سكرتيرته بزيها القصير الملتصق، والتي لولا أصرار عمه صفوت عليه بأن يوظفه لمجاملة أحد رفقائه لكان قد طردها من اول يوم
لتتلقي هي الاخري منه ما يليق
جاسر : أخرجي بره ، ومش عايز ولا ملفات ولا أوراق تتمضي ولا حاجه ... واول ما هاشم يجي تدخليه علطول سامعه
لتطالعه هي بخوف متأمله هيئته التي لا تدل علي خير وتخرج وهي تتمتم بكلمه واحده : شكله راكبه عفريت علي الصبح
ليردف هاشم اليه قائلا بقلق : مالك ياجاسر فيه ايه علي الصبح
جاسر بضيق : عمك وعمتك النهارده كلموا المحامي يجيلهم عشان يتنزلوا لعمك صابر اللي طلعلي في البخت عن نصيبهم .... انا بجد مش عارف هما بيفكروا كده ازاي وليه
ليبتسم هاشم قائلا : ما تتجوزها ياجاسر وخلاص
ثم تابع حديثه بخبث كما طلبت منه منيره : وياسيدي أعتبرها خدامه مخصوص ليك ، واه بدل الستات اللي بتتجوزها وتطلع عقدك فيهم .. وطلعه عليها لحد اما تقول حقي برقبتي زيهم وتمشي
جاسر: انا بتجوز الستات ديه بمزاجي ، مش غصب عني ياهاشم
هاشم :مفرقتش ياجاسر ، وكمان البت قمر بصراحه ، ويلتف هاشم خلفه قائلا بخوف : اوعي تقول لأروي الكلام ده
جاسر بجمود : أنت جاي تهزر ياهاشم
لينهض هاشم من علي مقعده قائلا : فكر واعقلها ياجاسر ، عشان متخسرش .. وعمي وعمتي مدام مصممين علي حاجه عايزين يعملوها هيعملوها وانت عارف كده كويس ،هتضيع تعبك كله وحد يجي يقولك فلوسي وورثي... وكل ده عشان خاطر جوازه ممكن تخلص منها بسهوله بعدين
............................................................
وقف يطالعها فجأه وهو لا يصدق بأن قربها هذا كله كان مدروسا .. ليجلس ثانية امامها وهو يتأملها بأحتقار
احمد : وانا كنت صيده سهله صح
فتخفض اميره برأسها أرضا وتفرك في كفيها بقوه ، حتي صرخ هو بها : ما تنطقي
وظل يتأمل طاولة العشاء التي كانت قد اعدتها له في بيتها
وضحك ساخرا ، وهو يتأمل هيئتها المغرية امامه
حتي نطقت هي اخيرا بألم
اميره : انت كنت المنافس الوحيد ليه ، ولما فوزت بفرصة الانضمام لمنظمه المهندسين هنا .. اشرف مقدرش يستحمل الخساره وكان لازم يعمل اي حاجه عشان يعرف يضربك بيها ... وبعد فتره اكتشف انك اول عضو المنظمه توافق عليه من غير ما تشرط عليه انه يكون متجوز وليه اسره
وده كان طريق لأشرف انه يثبت ليهم انك متستحقش الفرصه ديه
لينطق احمد ساخرا : وايه اللي مخلكيش تكملي في اللعبه ياحضرت السكرتيره المحترمه .. ونظر الي كأس العصير الذي امامه ضاحكا وتابع بحديثه : كنتي سبتيني اشرب الحبوب اللي حتطيها وكملتي خطتك
اميره بألم : انا هخسر وظيفتي بسبب اني معرفتش أنفذ المهمه المطلوبه مني ،كنت ممكن اعمل اي حاجه عشان اقدر اوصل لهدفي واكسب ثقة مديري... وضحكت بمرارة الاحتقار قبل ان تنطق قائله : وخطيبي في نفس الوقت
وبدأت تهدأ من أنفاسها المضطربه قليلا قبل ان تكمل حديثها أميره : انا حبيتك يا احمد ويارتني ما حبيتك .. ياابن السيوفي ، اخوك دمرني زمان وانت برضوه جيت وعملت كده
احمد بصدمه : انتي كمان تعرفي عامر
اميره بخيبة امل : عامر هو اللي طفاني حولني من انسانه كانت مليانه بمشاعر الحب ..لإنسانه بقي تفكيرها ازاي توصل لهدفها وبس ،انسانه الماده بقيت هي اساس كل حاجه في حياتها
وتنهدت بحرارة الماضي لتقول بشرود : حكايتي مع عامر مش موضوعنا دلوقتي ، اشرف مش هيعرف يضرك غير انه يلوث سمعتك وبس لانه واثق ان الشركه هتكون متمسكه بيك لابعد حد لغايت لما تنفذ ليهم المشروع
انا هفهمه انك النهارده جتلي عشان تنهي كل حاجه بينا لانك منتظر عروستك قريب
................................................................
ظلت تدور في حجرتها كالمجنونه ، لا تعلم كيف لزوج عمتها وعمتها أن يوافقوا علي مثل تلك الزيجه .. لتصرخ في جنه وهي تحادثها عبر الهاتف
صفا : اهدي بقي .. وبطلي عياط خلينا نفكر
جنه بصوت باكي : اهدي ازاي ياصفا ، انا هسافر بكره الصعيد ..
لتنصدم صفا ممن سمعته قائله : هتسافروا الصعيد بكره
جنه : ايوه ياصفا ، وكلها اسبوع وابقي مراته .. قوليلي حل ياصفا ارجوكي
صفا : ارفضي ياجنه ، انا مش مرتاحه للجوازه ديه اشمعنا عمتك وعمك افتكركوا دلوقتي لاء وكمان عمك عايز ياخدك لأبنه
لتضحك تلك المسكينة الأخري قائله بألم : لو رفضت يبقي بنهي علي حياة بابا ياصفا ، شكلي هرضي بمصيري، وعلي رأي عمتك يمكن اكون انا الطريق اللي يرجعوا بيه شملهم من جديد
لتصرخ صفا كالمجنونه قائله : طريق ايه ده ياجنه اللي هتضحي بحياتك عشانه ، هتبيعي احلامك وتتخلي عنها
فيقطع حديثهم طرقات الباب وصوت صباح تناديها : عامر بيه عايزك في مكتبه ياصفا
...............................................................
ظل يفرك في عنقه كالتائه ،الي ان رفع بيديه نحو شعره فبدء يعبث في خصلاته بعشوائيه وهو هائم في افكاره التي بدأت تصارعه منذ ان هاتفه اخاه لكي يجد له حلا
ليتنهد عامر متذكرا تفاصيل كل ماصار أمس
عامر : اهلا بالأخ اللي نسي اخوه خلاص
لينطق احمد بعبارات احتياجه لاخيه عبر الهاتف
احمد : انا تعبان اووي ياعامر .. ومحتاجلك
عامر بقلق : مالك يا أحمد ، عندك مشاكل في شغلك
ليطول الصمت بينهم حتي يقول احمد بدون جدوي : عامر انا موافق اتجوز جينا ، رتب كل حاجه مع عز بيه وهبعتلك توكيل عشان تتمم كل اومور الجواز
لينتفض عامر من مجلسه واقفا بفزع ويشير لسكيرتيرته التي تقف امامه ببعض الملفات بأن تنصرف .. فيتنفس ببطئ قائلا : مش جينا ديه اللي مكنتش طايقها ، اشمعنا دلوقتي
ثم تابع عامر بحديثه ليقول بصدمه : اوعي تقول ان الشركه نفذت سياستها بأنك لازم تكون متجوز
ليصمت احمد قليلا قبل ان يقول : للاسف سياسة الشركه كانت صح من الاول ، عامر انا موافق علي جينا خلاص .. جينا بنت هايله وبتحبني وانا بكره اتعود عليها وفعلا بقيت محتاج حد معايا في غربتي
فيقطع شروده هذا .. نداء صفا قائله : عامر بيه .. عامر بيه
عامر بأنتباه : تعالي ياصفا ، عايزك في موضوع مهم
لتقترب صفا بخطي بسيطه من احد الارائك وتجلس عليها قائله : اتفضل ياعامر بيه
عامر بأعين مسلطه عليها : انا بطلب ايدك لاحمد اخويا ...
وكاد ان يكمل عامر بحديثه الي ان انتفضت من مجلسها بفزع
احمد : احمد مين .. وتابعت بحديثها وهي تلوم نفسها بسبب بقائها في ذلك القصر قائله : انا كان لازم امشي من هنا ، شكلي لعبه عندك ياعامر بيه ... كنت فاكره ان ذكري امي هتخليك للحظه تعتبرني حد غالي عندك ،ىبس للاسف عامر السيوفي هو عامر السيوفي بيشتري وبس ولا عنده ذكري ناس عزيزه ولا عمره هيحترم ذكري لحد كان غالي عنده
عامر : عشان انتي غاليه عندي ، اختارتك لاحمد اخويا
صفا بمراره : غاليه ، لاء شكرا وفر اخو حضرتك لحد تاني ... انا وجودي هنا كان غلط من زمان
وأبتسمت بمراره قبل ان تلتف بجسدها وتترك هذا القصر مهما حدث .. ولكن كلمة واحده قد نطقها أوقفتها عن السير
عامر : مراد زين .. هو احمد السيوفي ياصفا كاتبك المجهول
لتلتف اليه بأعين مصدومه ، فيعود عامر بحديثه مراد زين ده خالي الله يرحمه واحمد كان بيستخدم اسمه كمستعار
وابتسم عامر وهو يتأمل صمتها المفاجئ حتي قال بأشفاق : انا عارف انها صدمه بالنسبه ليكي ، بس هو ده قدرك ياصفا .. تحبي تكوني مرات الشخص اللي حبتيه من غير ما تشوفيه ولا تعرفي عنه حاجه غير شوية كلام في كُتب
لتنطق صفا بصعوبه كلماتها لتقول : بس الصوره اللي شوفتها زمان لمراد زين كان راجل عجوز
عامر بجمود : ديه كانت صورة فعلا مراد زين بس مش احمد الكاتب المجهول
فكري ياصفا والقرار قرارك .. انا مش بغصب عليكي ، احمد عايزني ابعتله عروسه ليه في امريكا وانا بصراحه بديكي الفرصه اللي عيشتي تحلمي بيها ،مكنش نفسك حد من ابطالك يبقوا حقيقه ياصفا ... وتابع بحديثه ضاحكا : شايفه سياسة رجال الاعمال الجديده بيقدموا عروض من غير مقابل
..................................................................
كانت نظراته السخيفة والمتهكمه كفيله بأن تسحقها ... تسحق كل ذرة كبرياء بداخلها ، ليدور حولها بنظرات قاتله ، اشعلت بداخلها خوف شديد إلي انا ثبت في وقفته وظل يحدق بها من أسفل قدميها لمقدمة رأسها قائلا بصلابه لاشت كل ذره من كبريائها
جاسر :هتكوني هنا خدامه في بيتي سامعه .. متحلميش غير انك تكوني كده ياجنة
وأمسك بأحد الوسادات ليلقيها علي تلك الأريكة المستطيله ذات ملمس ناعم
جاسر: هتنامي هنا ...
وكادت ان تتكلم هي لترد جزء من كبريائها الذي قد افقده هذا الزواج المحتوم بالفشل من أجل إصلاح الماضي الذي لا ذنب لها فيه
الي انا قال ساخرا :يابنت عمي !
...............................................................
أيام طويله قد قضتها تفكر في مصيرها المجهول ، مصير قد استخفت بيه من ابنة عمتها بسبب زيجتها ..لتتلقي هي نفس المصير ولكن مع من مع شخصاً أحبته دون ان تراه ،شخصا أحبته من عباراته كمجرد بطل رسمه له خيالها ...لتكتشف ان من كانت متيمه بكلماته شخصا والحقيقه شخصا اخر بملامح اخري
ولكن اليوم لا يوجد اي تفكير ، يمكن ان تفكر به فهي قد وافقت علي ان تتم تلك الزيجه وتصبح زوجته كمجرد صوره وفقط ...لتتأمل مساحات السحاب حولها علي متن تلك الطائرة المتجه الي أمريكا وتغمض عينيها وهي تتذكر ملامحه التي حفظتها من كثرة رؤيتها للصوره التي اعطتها لها ناهد .. فأخرجتها من حقيبة يدها لتنظر اليها بأعين لامعه وهي تُحادث نفسها
صفا: مش لازم أخليه يعرف اني عارفه ان احمد هو مراد زين
ناهد : ده أحمد أبني اللي بكلمك عنه ، أوصفهولي كده ياصفا عايزه اشوف لسا ملامحه زي ماهي ولا الزمن برضوه غيرها
لتفيق صفا من شرودها علي صوت ناهد، ومدت بيدها لتأخذ الصوره بحرج شديد .. فرغم أنها صوره لكن جسدها بدأ يرتجف عند ملامستها لملامحه وكأنها تلامس بأناملها صاحب الصوره حقا
فترمش صفا بأعينها بتوتر ، ولأول مره تطيل عيناها في النظر الي حد ولكن ذلك المخلوق المبتسم ببشاشه فيه شئ يجذبها، لتقطع ناهد شرودها قائله بحنين :
اوصفهولي ياصفا ، لسا شبهي صح
ولكن صفا لم تكن في عالمها وأخيرا نطقت بعد أن افاقت من تأملها له
صفا : فعلا جميل اووي زيك
لتضحك ناهد علي تلقائية حديثها قائلة بحب : بس أحمد أحلي مني
فتنطق صفا كلماتها دون وعي : شبه أبطال الروايات
لتضحك ناهد قائله : انتي بتحبي قراية الروايات ياصفا
لتزداد أبتسامة صفا الي ان بدأت تتلاشي تدريجيا : كنت بحب قصص الحب اووي ، كنت بشوف الحب في الخيال وبس .. بس حياتي دلوقتي مينفعش لا احلم فيها ولا اعيش فيها الخيال ، للأسف الخيال بيموت مع اول صفعه من الواقع
فيعلو صوت رنين الهاتف، فترتجف ناهد من سماع تلك الرنه المخصصه اليه فيضطرب قلبها شوقاً
ناهد : ده احمد ياصفا !
...................................................................
كانت كلمات منيره تسقط علي مسمعه وكأنها هواء يتطاير حوله ليحتسي فنجان قهوته بتلذذ غير عابئ بحديثها الذي يدخل من أذن ليخرج من أذن اخري
ليقف بهيئته الجامده وبجسده القوي
وابتسم لعمته وهو يحمل أحد الملفات بين أيديه قائلا : مضطر اروح الشركه دلوقتي ياعمتي ، وشكرا علي القهوه اللي تعبتي نفسك وعملتيهالي .. وانحني بجسده ليقبل يدها هامسا في أحد أذنيها
جاسر : هعتبر كلامك كأني مسمعتهوش ياعمتي
وتحرك بضعة خطوات ، ليسمع صوت منيره القوي ليقف علي مسمعه مصدوما
منيره : عمك صابر ليه حق في كل الأملاك اللي انت بتديرها ، ويعتبر شريك معانا
ليلتف اليها جاسر بتهكم قائلا : بس انا اللي اعرفه ان جدي مكتبش ليه حاجه ..بسبب اللي عمله زمان .. وتابع حديثه بتهكم : في امي وسابها عشان حتت واحده من الفلاحين عجبته .. وتابع حديثه بسخريه
جاسر : وكمان اتجوز مين بنتها ، يعني يوم ما أقرر أتجوز .. اتجوز فلاحه لاء بتهزري
منيره بتسأل : انت عرفت الحكايه القديمه ديه منين
ليزداد في تهكمه أكثر ونظر في ساعة يده ببرود
جاسر : انت ناسيه مين هو جاسر العامري ياعمتي ، وعلي العموم هقولك مين اللي قالي .. عمي صفوت
لتقترب منه منيرة قائلة بتنهد وهي تخرج من حلقها الكلمات المرتبه : احنا دلوقتي في الحاضر يابني والماضي خلاص مات ، لو انت متجوزتش جنه فنصيب عمك صابر هيروح كله لبنته وبنته لسا صغيره وعلي وش جواز واي حد ممكن يطمع فيها يعني مش علي الاخر الزمن واحد غريب هيدخل في عيلة العامري
جاسر : فلوس مين ده اللي ليهم عندنا ، أنا اشتريت نصيب عمي صفوت عشان محدش يشاركني في حاجه ولا يقولي فلوسي ولا مش فلوسي ... ألعبي لعبه تاني ياعمتي بدل لعبة الورث والفلوس لاني متأكد ان جدي مكتبش حاجه لعمي
وكاد ان يكمل حديثه الي ان سمع صوت والده ينهرهه بتعب
حسن : هتتجوز بنت عمك ياجاسر ، ومتنساش ان الفلوس ديه كلها بتاعتي انا وعمتك صحيح انت كبرتهالنا ياولدي بس هتنكر خير ابوك عليك
ليقترب منه جاسر بقلق قائلا : انت ايه اللي نزلك من اوضتك يابابا انت لسا تعبان
حسن : تعبي الاكبر بسببك انت يابني ، انت مش شايف بقيت ازاي انت بقيت عامل زي الوحش ..
ليضحك جاسر ويداعب والده بعد أن أجلسه علي أحدي الارائك المريحه : شخصيتي ديه هي اللي بقيت مخلياني كبير العيله ومحدش بيقدر يقف قصادي ، وقريب كمان هكون عضو في مجلس الشعب .. مش فخور بأبنك ياحج
حسن : فخور وفي نفس الوقت خايف عليه من نفسه ..
وعشان كده لو متجوزتش بنت عمك وبما أنك عارف ومتأكد ان عمك مالهوش حاجه في ورث جدك .. فأنا وعمتك هنكتب نصيبنا لعمك صابر وبنته وده اخر كلام يابني
ليتطاير الشر في أعين ذلك الوحش .. وكاد ان يتكلم ليلجمه حسن بكلماته قائلا : عارف بكل جوازاتك السريه في القاهره ، بس انت راجل واعي وادري بمصلحتك .. وفكر في كلامي وكلام عمتك وانا متأكد انك هتفكر كويس في الموضوع ، ولد حسن العامري مش هيضيع جزء من ثروته عشان خاطر جوازه مش هتأثر في حياته حاجه
.................................................................
كان الصمت يحاوطهم ... الي ان رفعت صفا وجهها عن بعض الاوراق قائله بسعاده : خلاص ترجمتهم
ليرفع عامر وجهه هو الأخر عن بعض الملفات التي يطالعها بتركيز
عامر : مدام خلصتي تقدري تطلعي تكملي سهرتك مع صباح وسعاد
وعاد يتابع أعماله وهو يحادثها بجديه : حطي الورق علي المكتب واتفضلي
لتسير صفا بخطي بطيئة نحوه وتضع ببعض الاوراق التي قد ترجمتها ، فتتأمل هيئته بأشفاق
صفا : أنا ممكن اساعدك
فيضحك عامر ويطالعها بأعينه : ما أظنش ياصفا هتفهمي
لتتأمله هي بعند أكبر
صفا : طب جربني ، انا بفهم برضوه في عالم البيزنس وتفكير رجال الاعمال .. انا قريت كتاب لمراد كان بيتكلم عن كده
لتزداد ضحكات عامر .. حتي قال ساخرا : وقال ايه بقي كاتبك المغوار مراد زين
صفا بتلقائيه : بصراحه مش فاكره لانه كان كلام معقد
فتزداد ضحكات عامر اكثر : طب وقريتي الكتاب ليه بقي ، مدام كلامه موصلكيش
صفا : لان بحب اقراله كل حاجه ، حتي لو هيتكلم عن حاجات انا مبفهماش
عامر بجمود : هو مراد زين ده مش كاتب رومانسي عما اظن
لتتسع أبتسامه صفا لتقول : مش كل كتاباته رومانسيه ، هو بيكتب عن كل حاجه بيحسها
فيبتسم عامر لحديثها قائلا : انتي بتحبيه ياصفا ، انا اسمع ان مراد زين راجل عجوز
صفا بتلقائيه : عنده 50 سنه بس
ليعود عامر الي سخريته التي يتخللها الضحك : وبتحبي راجل عجوز ياصفا ، طلعتي فعلا من الناس اللي الخيال هيقضي عليهم من كتر الأوهام
لتطالعه صفا بغيظ قائله : أكيد فهمت حبي لمراد زين غلط ، انا بحب شخصيته وروحه .. وبحب كلامه أنسان جواه حياه عايش عشان يوصل ده لغيره ، مش زي ناس بتموت الحياه جواها وبتموتها برضوه جوه غيرها
فينهض عامر بجمود ويسير ناحية شرفة مكتبه، ليتأمل ظلام الليل الدامس ويشرد بحديثها الي ان ..
عامر : عارف انك تقصديني بكلامك ياصفا ، انا فعلا شخص فاقد للحياه جواه
وألتف اليها بجمود ، وانحني قليلا بجسده كي يلتقط أحد الكُتب من درج مكتبه
عامر : كتاب مراد زين عن المواجهه طلع كتاب مفيد واستفدت منه علي فكره
لتنظر اليه صفا بغرابه : انت قريته
فيتذكر هو تلك الليله التي كان يعرض عليها طلب زواجه منه
عامر : يومها نستيه عندي في المكتب ، فالاسم شدني فحبيت اقراه
ومد بيده قائلا : كتاب مفيد اقريه انتي كمان ، هتحبي كاتبك المتيم اكتر
................................................................
صراخ وصراخ أصبح يعصف بكل من يقابله ... حتي وصل اخيرا الي مكتبه والقي بجسده بضيق
لتركض خلفه سكرتيرته بزيها القصير الملتصق، والتي لولا أصرار عمه صفوت عليه بأن يوظفه لمجاملة أحد رفقائه لكان قد طردها من اول يوم
لتتلقي هي الاخري منه ما يليق
جاسر : أخرجي بره ، ومش عايز ولا ملفات ولا أوراق تتمضي ولا حاجه ... واول ما هاشم يجي تدخليه علطول سامعه
لتطالعه هي بخوف متأمله هيئته التي لا تدل علي خير وتخرج وهي تتمتم بكلمه واحده : شكله راكبه عفريت علي الصبح
ليردف هاشم اليه قائلا بقلق : مالك ياجاسر فيه ايه علي الصبح
جاسر بضيق : عمك وعمتك النهارده كلموا المحامي يجيلهم عشان يتنزلوا لعمك صابر اللي طلعلي في البخت عن نصيبهم .... انا بجد مش عارف هما بيفكروا كده ازاي وليه
ليبتسم هاشم قائلا : ما تتجوزها ياجاسر وخلاص
ثم تابع حديثه بخبث كما طلبت منه منيره : وياسيدي أعتبرها خدامه مخصوص ليك ، واه بدل الستات اللي بتتجوزها وتطلع عقدك فيهم .. وطلعه عليها لحد اما تقول حقي برقبتي زيهم وتمشي
جاسر: انا بتجوز الستات ديه بمزاجي ، مش غصب عني ياهاشم
هاشم :مفرقتش ياجاسر ، وكمان البت قمر بصراحه ، ويلتف هاشم خلفه قائلا بخوف : اوعي تقول لأروي الكلام ده
جاسر بجمود : أنت جاي تهزر ياهاشم
لينهض هاشم من علي مقعده قائلا : فكر واعقلها ياجاسر ، عشان متخسرش .. وعمي وعمتي مدام مصممين علي حاجه عايزين يعملوها هيعملوها وانت عارف كده كويس ،هتضيع تعبك كله وحد يجي يقولك فلوسي وورثي... وكل ده عشان خاطر جوازه ممكن تخلص منها بسهوله بعدين
............................................................
وقف يطالعها فجأه وهو لا يصدق بأن قربها هذا كله كان مدروسا .. ليجلس ثانية امامها وهو يتأملها بأحتقار
احمد : وانا كنت صيده سهله صح
فتخفض اميره برأسها أرضا وتفرك في كفيها بقوه ، حتي صرخ هو بها : ما تنطقي
وظل يتأمل طاولة العشاء التي كانت قد اعدتها له في بيتها
وضحك ساخرا ، وهو يتأمل هيئتها المغرية امامه
حتي نطقت هي اخيرا بألم
اميره : انت كنت المنافس الوحيد ليه ، ولما فوزت بفرصة الانضمام لمنظمه المهندسين هنا .. اشرف مقدرش يستحمل الخساره وكان لازم يعمل اي حاجه عشان يعرف يضربك بيها ... وبعد فتره اكتشف انك اول عضو المنظمه توافق عليه من غير ما تشرط عليه انه يكون متجوز وليه اسره
وده كان طريق لأشرف انه يثبت ليهم انك متستحقش الفرصه ديه
لينطق احمد ساخرا : وايه اللي مخلكيش تكملي في اللعبه ياحضرت السكرتيره المحترمه .. ونظر الي كأس العصير الذي امامه ضاحكا وتابع بحديثه : كنتي سبتيني اشرب الحبوب اللي حتطيها وكملتي خطتك
اميره بألم : انا هخسر وظيفتي بسبب اني معرفتش أنفذ المهمه المطلوبه مني ،كنت ممكن اعمل اي حاجه عشان اقدر اوصل لهدفي واكسب ثقة مديري... وضحكت بمرارة الاحتقار قبل ان تنطق قائله : وخطيبي في نفس الوقت
وبدأت تهدأ من أنفاسها المضطربه قليلا قبل ان تكمل حديثها أميره : انا حبيتك يا احمد ويارتني ما حبيتك .. ياابن السيوفي ، اخوك دمرني زمان وانت برضوه جيت وعملت كده
احمد بصدمه : انتي كمان تعرفي عامر
اميره بخيبة امل : عامر هو اللي طفاني حولني من انسانه كانت مليانه بمشاعر الحب ..لإنسانه بقي تفكيرها ازاي توصل لهدفها وبس ،انسانه الماده بقيت هي اساس كل حاجه في حياتها
وتنهدت بحرارة الماضي لتقول بشرود : حكايتي مع عامر مش موضوعنا دلوقتي ، اشرف مش هيعرف يضرك غير انه يلوث سمعتك وبس لانه واثق ان الشركه هتكون متمسكه بيك لابعد حد لغايت لما تنفذ ليهم المشروع
انا هفهمه انك النهارده جتلي عشان تنهي كل حاجه بينا لانك منتظر عروستك قريب
................................................................
ظلت تدور في حجرتها كالمجنونه ، لا تعلم كيف لزوج عمتها وعمتها أن يوافقوا علي مثل تلك الزيجه .. لتصرخ في جنه وهي تحادثها عبر الهاتف
صفا : اهدي بقي .. وبطلي عياط خلينا نفكر
جنه بصوت باكي : اهدي ازاي ياصفا ، انا هسافر بكره الصعيد ..
لتنصدم صفا ممن سمعته قائله : هتسافروا الصعيد بكره
جنه : ايوه ياصفا ، وكلها اسبوع وابقي مراته .. قوليلي حل ياصفا ارجوكي
صفا : ارفضي ياجنه ، انا مش مرتاحه للجوازه ديه اشمعنا عمتك وعمك افتكركوا دلوقتي لاء وكمان عمك عايز ياخدك لأبنه
لتضحك تلك المسكينة الأخري قائله بألم : لو رفضت يبقي بنهي علي حياة بابا ياصفا ، شكلي هرضي بمصيري، وعلي رأي عمتك يمكن اكون انا الطريق اللي يرجعوا بيه شملهم من جديد
لتصرخ صفا كالمجنونه قائله : طريق ايه ده ياجنه اللي هتضحي بحياتك عشانه ، هتبيعي احلامك وتتخلي عنها
فيقطع حديثهم طرقات الباب وصوت صباح تناديها : عامر بيه عايزك في مكتبه ياصفا
...............................................................
ظل يفرك في عنقه كالتائه ،الي ان رفع بيديه نحو شعره فبدء يعبث في خصلاته بعشوائيه وهو هائم في افكاره التي بدأت تصارعه منذ ان هاتفه اخاه لكي يجد له حلا
ليتنهد عامر متذكرا تفاصيل كل ماصار أمس
عامر : اهلا بالأخ اللي نسي اخوه خلاص
لينطق احمد بعبارات احتياجه لاخيه عبر الهاتف
احمد : انا تعبان اووي ياعامر .. ومحتاجلك
عامر بقلق : مالك يا أحمد ، عندك مشاكل في شغلك
ليطول الصمت بينهم حتي يقول احمد بدون جدوي : عامر انا موافق اتجوز جينا ، رتب كل حاجه مع عز بيه وهبعتلك توكيل عشان تتمم كل اومور الجواز
لينتفض عامر من مجلسه واقفا بفزع ويشير لسكيرتيرته التي تقف امامه ببعض الملفات بأن تنصرف .. فيتنفس ببطئ قائلا : مش جينا ديه اللي مكنتش طايقها ، اشمعنا دلوقتي
ثم تابع عامر بحديثه ليقول بصدمه : اوعي تقول ان الشركه نفذت سياستها بأنك لازم تكون متجوز
ليصمت احمد قليلا قبل ان يقول : للاسف سياسة الشركه كانت صح من الاول ، عامر انا موافق علي جينا خلاص .. جينا بنت هايله وبتحبني وانا بكره اتعود عليها وفعلا بقيت محتاج حد معايا في غربتي
فيقطع شروده هذا .. نداء صفا قائله : عامر بيه .. عامر بيه
عامر بأنتباه : تعالي ياصفا ، عايزك في موضوع مهم
لتقترب صفا بخطي بسيطه من احد الارائك وتجلس عليها قائله : اتفضل ياعامر بيه
عامر بأعين مسلطه عليها : انا بطلب ايدك لاحمد اخويا ...
وكاد ان يكمل عامر بحديثه الي ان انتفضت من مجلسها بفزع
احمد : احمد مين .. وتابعت بحديثها وهي تلوم نفسها بسبب بقائها في ذلك القصر قائله : انا كان لازم امشي من هنا ، شكلي لعبه عندك ياعامر بيه ... كنت فاكره ان ذكري امي هتخليك للحظه تعتبرني حد غالي عندك ،ىبس للاسف عامر السيوفي هو عامر السيوفي بيشتري وبس ولا عنده ذكري ناس عزيزه ولا عمره هيحترم ذكري لحد كان غالي عنده
عامر : عشان انتي غاليه عندي ، اختارتك لاحمد اخويا
صفا بمراره : غاليه ، لاء شكرا وفر اخو حضرتك لحد تاني ... انا وجودي هنا كان غلط من زمان
وأبتسمت بمراره قبل ان تلتف بجسدها وتترك هذا القصر مهما حدث .. ولكن كلمة واحده قد نطقها أوقفتها عن السير
عامر : مراد زين .. هو احمد السيوفي ياصفا كاتبك المجهول
لتلتف اليه بأعين مصدومه ، فيعود عامر بحديثه مراد زين ده خالي الله يرحمه واحمد كان بيستخدم اسمه كمستعار
وابتسم عامر وهو يتأمل صمتها المفاجئ حتي قال بأشفاق : انا عارف انها صدمه بالنسبه ليكي ، بس هو ده قدرك ياصفا .. تحبي تكوني مرات الشخص اللي حبتيه من غير ما تشوفيه ولا تعرفي عنه حاجه غير شوية كلام في كُتب
لتنطق صفا بصعوبه كلماتها لتقول : بس الصوره اللي شوفتها زمان لمراد زين كان راجل عجوز
عامر بجمود : ديه كانت صورة فعلا مراد زين بس مش احمد الكاتب المجهول
فكري ياصفا والقرار قرارك .. انا مش بغصب عليكي ، احمد عايزني ابعتله عروسه ليه في امريكا وانا بصراحه بديكي الفرصه اللي عيشتي تحلمي بيها ،مكنش نفسك حد من ابطالك يبقوا حقيقه ياصفا ... وتابع بحديثه ضاحكا : شايفه سياسة رجال الاعمال الجديده بيقدموا عروض من غير مقابل
..................................................................
كانت نظراته السخيفة والمتهكمه كفيله بأن تسحقها ... تسحق كل ذرة كبرياء بداخلها ، ليدور حولها بنظرات قاتله ، اشعلت بداخلها خوف شديد إلي انا ثبت في وقفته وظل يحدق بها من أسفل قدميها لمقدمة رأسها قائلا بصلابه لاشت كل ذره من كبريائها
جاسر :هتكوني هنا خدامه في بيتي سامعه .. متحلميش غير انك تكوني كده ياجنة
وأمسك بأحد الوسادات ليلقيها علي تلك الأريكة المستطيله ذات ملمس ناعم
جاسر: هتنامي هنا ...
وكادت ان تتكلم هي لترد جزء من كبريائها الذي قد افقده هذا الزواج المحتوم بالفشل من أجل إصلاح الماضي الذي لا ذنب لها فيه
الي انا قال ساخرا :يابنت عمي !
...............................................................
أيام طويله قد قضتها تفكر في مصيرها المجهول ، مصير قد استخفت بيه من ابنة عمتها بسبب زيجتها ..لتتلقي هي نفس المصير ولكن مع من مع شخصاً أحبته دون ان تراه ،شخصا أحبته من عباراته كمجرد بطل رسمه له خيالها ...لتكتشف ان من كانت متيمه بكلماته شخصا والحقيقه شخصا اخر بملامح اخري
ولكن اليوم لا يوجد اي تفكير ، يمكن ان تفكر به فهي قد وافقت علي ان تتم تلك الزيجه وتصبح زوجته كمجرد صوره وفقط ...لتتأمل مساحات السحاب حولها علي متن تلك الطائرة المتجه الي أمريكا وتغمض عينيها وهي تتذكر ملامحه التي حفظتها من كثرة رؤيتها للصوره التي اعطتها لها ناهد .. فأخرجتها من حقيبة يدها لتنظر اليها بأعين لامعه وهي تُحادث نفسها
صفا: مش لازم أخليه يعرف اني عارفه ان احمد هو مراد زين